tgoop.com/mustakeen/3442
Last Update:
الحمدلله،
سألني أحد الأخوة عن دليل بعض ما ذُكر في هذه الرسالة بعدما أراني مقطعا لمتصدّر يزعم الخلاف في كلّ اسمٍ لم يورده أحدٌ من الأئمة في جمعه للأسماء بقرينة إهمال الإمام فلان له، وبيان المسألة كالتالي:
دلّ على عدم حصر أسماء الله ب٩٩ اسما السنّة والإجماع.
أما الدليل من السنة قوله ﷺ:"مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، ((أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ)).."
وجه الدلالة: أن لله أسماء في علم الغيب عنده، والجمع بين هذا وحثّ النبي ﷺ على إحصاء ٩٩ اسما من أسماء الله أن يكون لله أسماء كثيرة لا نعرف عددها، منها ٩٩ مفضّلة من أحصاها دخل الجنة بإذن الله.
وروى الإجماع على عدم حصر أسماء الله غير واحد من العلماء، ولم يُخالف في هذا غير ابن حزم، ولم يعتبر العلماء خلافه.
وردّ الخطابي على من ظنّ أن ظاهر حديث "إن لله تسعا وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة" يدلّ على الحصر بقوله:
"إنما هو بمنزلة قولك إن لزيد ألف درهم أعدها للصدقة، وكقولك: إن لعمرو مائة ثوب من زاره خلعها عليه، وهذا لا يدل على أنه ليس عنده من الدراهم أكثر من ألف درهم، ولا من الثياب أكثر من مائة ثوب، وإنما دلالته أن الذي أعده زيد من الدراهم للصدقة ألف درهم، وأن الذي أرصده عمرو من الثياب للخلع مائة".
إذن.. لا يمكن الاستدلال على نفي إمام لاسم من الأسماء إلّا بأن يصرّح بالنفي كما وقع من مالك مع اسم السيّد، ووقع من غيره مع اسم الحنان. أما إهمال ذكر اسم في إحصاء ال٩٩ لا يمكن أن يُستدلّ به على نسبة نفي هذا الاسم لإمام. وقصارى ما في الإهمال أنه يدلّ على إخراج الاسم من ال٩٩ المفضّلة عند من أهمله، وهذا باب اجتهاديّ.
والنفاة يختلفون، فمن نفى لعدم ثبوت الخبر عنده في اسم معيّن -كما وقع مع مالك رحمه الله- ، لا تثريب عليه، ويُناقش في الثبوت من عدمه، ولا يخفى على طالب علم أن الاجتهاد في هذا واسع.
خلاصة الأمر: عدم ذكر إمام أو أئمة لاسم من أسماء الله في إحصائهم ال٩٩ المفضلة التي من أحصاها دخل الجنة غير دالّ على اختلافهم في إثبات هذا الاسم لله.
والله أعلم
BY إِتْحَافُ الأَرِيبْ
Share with your friend now:
tgoop.com/mustakeen/3442