❀نجم الدين إيلغازي❀
النسب والقبيلة الملك نجم الدين إيلغازي هو الملك نجم الدين إيلغازي ابن الأمير أرتق بن أكسب التركماني، كان ذا شجاعة، ورأي، وهيبة وصيت، حارب الفرنج غير مرة، وأخذ حلب بعد أولاد رضوان بن تتش. جهاده وأهم المعارك ودوره فيها أيقظت الحملات الصليبية أمراء وحكام المسلمين للدفاع عن دينهم وبلادهم، جاءت الحملات الصليبية والتي تحمل في طياتها الحقد والحسد والبغضاء على الإسلام، إلا أن هذه الحملات أيقظت المسلمين من سبات عميق، فوضحت لهم رؤيا النصارى، وحقدهم الدفين على الإسلام وأهله، كانت النتيجة الطبيعية للحملات الصليبية أن يظهر من بين المسلمين قادة يحملون راية الجهاد، من هؤلاء القادة الذين رفعوا راية الجهاد الأمير إيلغازي الذي حارب الفرنج ونكل بهم في وقائع كثيرة. استولى الفرنجة على كثير من المقاطعات الإسلامية، وخربوا كذلك كثير من البلاد، من هذه البلاد حلب ولم يكن بحلب من الذخائر ما يكفيها شهراً واحداً، فخاف أهلها خوفاً شديداً من ملاقاة الفرنجة، ولما رأى الفرنج حالة أهل حلب راسلوهم على أن يسلموهم حلب إلا أن أهلها رفضوا ذلك، مستغيثين بأهل بغداد إلا أن النصرة لم تأت ولم يغاثوا. وكان الأمير إيلغازي، صاحب حلب، ببلدة ماردين يجمع العساكر والمتطوعة للغزاة، فاجتمع عليه نحو عشرين ألفاً، وكان معه أسامة بن المبارك بن شبل الكلابي، والأمير طغان أرسلان بن المكر، صاحب بدليس وأرزن، وسار بهم إلى الشام، عازماً على قتال الفرنج. فلما علم الفرنجة قوة عزمهم على لقائهم، وكانوا ثلاثة آلاف فارس، وتسعة آلاف راجل، ساروا فنزلوا قريباً من الأثارب، بموضع يقال له تل عفرين، بين جبال ليس لها طريق إلا من ثلاث جهات، وفي هذا الموضع قتل شرف الدولة مسلم بن قريش وظن الفرنجة أن أحداً لا يسلك إليهم لضيق الطريق، فأخلدوا إلى المطاولة، ومن عادة الفرنجة أنهم إذا رأوا قوة المسلمين،راسلوهم بأنهم قادمين عليهم لبث روح الرعب في قلوب المسلمين، فراسلوا إيلغازي قائلين له: لا تتعب نفسك بالمسير إلينا، فنحن واصلون إليك، فأعلم أصحابه بما قالوه، واستشارهم فيما يفعل، فأشاروا بالركوب من وقته، وقصدهم، ففعل ذلك، وسار إليهم، ودخل الناس من الطرق الثلاثة، ولم تعتقد الفرنجة أن أحداً يقدم عليهم، لصعوبة المسلك إليهم، فلم يشعروا إلا وأوائل المسلمين قد غشيتهم، فحمل الفرنجة حملة منكرة، فولوا منهزمين، فلقوا باقي العسكر متتابعة، فعادوا معهم، وجرى بينهم حرب شديدة، وأحاطوا بالفرنجة من جميع جهاتهم، وأخذهم السيف من سائر نواحيهم، فلم يفلت منهم غير نفر يسير، وقتل الجميع، وأسروا. الحروب الصليبية وكان من جملة الأسرى نيف وسبعون فارساً من مقدميهم، وحملوا إلى حلب، فبذلوا في نفوسهم ثلاثمائة ألف دينار، فلم يقبل منهم، وغنم المسلمون منهم الغنائم الكثيرة. وأما سيرجال، صاحب أنطاكية، فإنه قتل وحمل رأسه، وكانت الوقعة منتصف شهر ربيع الأول، ثم تجمع من سلم من المعركة مع غيرهم، فلقيهم إيلغازي أيضاً، فهزمهم، وفتح منهم حصن الأثارب، وزردنا، وعاد إلى حلب، وقرر أمرها، وأصلح حالها، ثم عبر الفرات إلى ماردين. وكان هذه الواقعة في عام 513 هـ. واستولى إيلغازي كذلك على ميافارقين وغيرها قبل موته بسنة، ثم سار منجدا لأهل تفليس هو وزوج بنته ملك العرب دبيس الأسدي، وانضم إليهما طغان صاحب أرزن، وطغريل أخو السلطان محمود السلجوقي، وساروا على غير تعبئة، فانحدر عليهم داود طاغية الكرج، فكبسهم، فهزمهم، ونازل اللعين تفليس وأخذها بالسيف، ثم جعلهم رعية له، وعدل ومكنهم من شعار الإسلام، وأمر أن لا يذبح فيها خنزير، وبقي يجئ ويسمع الخطبة، ويعطي الخطيب والمؤذنين الذهب، وعمر ربطا للصوفة، وكان جوادا محترما للمسلمين. وأما إيلغازي، فتوفي في رمضان بميافارقين سنة 516هـ، فهذا أول من تملك ماردين، واستمرت في يد ذريته. قالوا عنه أثنى عليه العلماء ومدحه الشعراء فقال الذهبي "كان فارساً شجاعاً كثير الغزو كثير العطاء". وقيل فيه قل ما تشاء، فقولك المقبول * وعليك بعد الخالق التعويل واستبشر القرآن حين نصرته * وبكى لفقد رجاله الإنجيل وفاته اتفق أن أكل إيلغازي لحم قديد كثيراً وجوزاً أخضر وبطيخاً وفواكه، فانتفخ جوفه وضاق نفسه، واشتد به الأمر، فرحل إلى حلب، وتزايد به المرض، فسار طغتكين إلى دمشق وبلك غازي إلى بلاده. ودخل إيلغازي ليتدواى بحلب، فنزل القصر، ولم يخلص من علته. أقام إيلغازي، وصلح من مرضه، وسار إلى ماردين، ثم خرج منها يريد ميافارقين، فاشتد مرضه في الطريق، وتوفي بالقرب من ميافارقين بقرية يقال لها: عجولين، في أول شهر رمضان من سنة 516هـ.
النسب والقبيلة الملك نجم الدين إيلغازي هو الملك نجم الدين إيلغازي ابن الأمير أرتق بن أكسب التركماني، كان ذا شجاعة، ورأي، وهيبة وصيت، حارب الفرنج غير مرة، وأخذ حلب بعد أولاد رضوان بن تتش. جهاده وأهم المعارك ودوره فيها أيقظت الحملات الصليبية أمراء وحكام المسلمين للدفاع عن دينهم وبلادهم، جاءت الحملات الصليبية والتي تحمل في طياتها الحقد والحسد والبغضاء على الإسلام، إلا أن هذه الحملات أيقظت المسلمين من سبات عميق، فوضحت لهم رؤيا النصارى، وحقدهم الدفين على الإسلام وأهله، كانت النتيجة الطبيعية للحملات الصليبية أن يظهر من بين المسلمين قادة يحملون راية الجهاد، من هؤلاء القادة الذين رفعوا راية الجهاد الأمير إيلغازي الذي حارب الفرنج ونكل بهم في وقائع كثيرة. استولى الفرنجة على كثير من المقاطعات الإسلامية، وخربوا كذلك كثير من البلاد، من هذه البلاد حلب ولم يكن بحلب من الذخائر ما يكفيها شهراً واحداً، فخاف أهلها خوفاً شديداً من ملاقاة الفرنجة، ولما رأى الفرنج حالة أهل حلب راسلوهم على أن يسلموهم حلب إلا أن أهلها رفضوا ذلك، مستغيثين بأهل بغداد إلا أن النصرة لم تأت ولم يغاثوا. وكان الأمير إيلغازي، صاحب حلب، ببلدة ماردين يجمع العساكر والمتطوعة للغزاة، فاجتمع عليه نحو عشرين ألفاً، وكان معه أسامة بن المبارك بن شبل الكلابي، والأمير طغان أرسلان بن المكر، صاحب بدليس وأرزن، وسار بهم إلى الشام، عازماً على قتال الفرنج. فلما علم الفرنجة قوة عزمهم على لقائهم، وكانوا ثلاثة آلاف فارس، وتسعة آلاف راجل، ساروا فنزلوا قريباً من الأثارب، بموضع يقال له تل عفرين، بين جبال ليس لها طريق إلا من ثلاث جهات، وفي هذا الموضع قتل شرف الدولة مسلم بن قريش وظن الفرنجة أن أحداً لا يسلك إليهم لضيق الطريق، فأخلدوا إلى المطاولة، ومن عادة الفرنجة أنهم إذا رأوا قوة المسلمين،راسلوهم بأنهم قادمين عليهم لبث روح الرعب في قلوب المسلمين، فراسلوا إيلغازي قائلين له: لا تتعب نفسك بالمسير إلينا، فنحن واصلون إليك، فأعلم أصحابه بما قالوه، واستشارهم فيما يفعل، فأشاروا بالركوب من وقته، وقصدهم، ففعل ذلك، وسار إليهم، ودخل الناس من الطرق الثلاثة، ولم تعتقد الفرنجة أن أحداً يقدم عليهم، لصعوبة المسلك إليهم، فلم يشعروا إلا وأوائل المسلمين قد غشيتهم، فحمل الفرنجة حملة منكرة، فولوا منهزمين، فلقوا باقي العسكر متتابعة، فعادوا معهم، وجرى بينهم حرب شديدة، وأحاطوا بالفرنجة من جميع جهاتهم، وأخذهم السيف من سائر نواحيهم، فلم يفلت منهم غير نفر يسير، وقتل الجميع، وأسروا. الحروب الصليبية وكان من جملة الأسرى نيف وسبعون فارساً من مقدميهم، وحملوا إلى حلب، فبذلوا في نفوسهم ثلاثمائة ألف دينار، فلم يقبل منهم، وغنم المسلمون منهم الغنائم الكثيرة. وأما سيرجال، صاحب أنطاكية، فإنه قتل وحمل رأسه، وكانت الوقعة منتصف شهر ربيع الأول، ثم تجمع من سلم من المعركة مع غيرهم، فلقيهم إيلغازي أيضاً، فهزمهم، وفتح منهم حصن الأثارب، وزردنا، وعاد إلى حلب، وقرر أمرها، وأصلح حالها، ثم عبر الفرات إلى ماردين. وكان هذه الواقعة في عام 513 هـ. واستولى إيلغازي كذلك على ميافارقين وغيرها قبل موته بسنة، ثم سار منجدا لأهل تفليس هو وزوج بنته ملك العرب دبيس الأسدي، وانضم إليهما طغان صاحب أرزن، وطغريل أخو السلطان محمود السلجوقي، وساروا على غير تعبئة، فانحدر عليهم داود طاغية الكرج، فكبسهم، فهزمهم، ونازل اللعين تفليس وأخذها بالسيف، ثم جعلهم رعية له، وعدل ومكنهم من شعار الإسلام، وأمر أن لا يذبح فيها خنزير، وبقي يجئ ويسمع الخطبة، ويعطي الخطيب والمؤذنين الذهب، وعمر ربطا للصوفة، وكان جوادا محترما للمسلمين. وأما إيلغازي، فتوفي في رمضان بميافارقين سنة 516هـ، فهذا أول من تملك ماردين، واستمرت في يد ذريته. قالوا عنه أثنى عليه العلماء ومدحه الشعراء فقال الذهبي "كان فارساً شجاعاً كثير الغزو كثير العطاء". وقيل فيه قل ما تشاء، فقولك المقبول * وعليك بعد الخالق التعويل واستبشر القرآن حين نصرته * وبكى لفقد رجاله الإنجيل وفاته اتفق أن أكل إيلغازي لحم قديد كثيراً وجوزاً أخضر وبطيخاً وفواكه، فانتفخ جوفه وضاق نفسه، واشتد به الأمر، فرحل إلى حلب، وتزايد به المرض، فسار طغتكين إلى دمشق وبلك غازي إلى بلاده. ودخل إيلغازي ليتدواى بحلب، فنزل القصر، ولم يخلص من علته. أقام إيلغازي، وصلح من مرضه، وسار إلى ماردين، ثم خرج منها يريد ميافارقين، فاشتد مرضه في الطريق، وتوفي بالقرب من ميافارقين بقرية يقال لها: عجولين، في أول شهر رمضان من سنة 516هـ.
❀عمران بن حصين❀
كان الصحابي الجليل عمران بن حصين من عظماء الصحابة رضي الله عنهم ، والذي بلغ عنه أن الملائكة كانت تسلم عليه ، فأي مكانة كان يمتلك ذلك الصحابي الجليل ليصل إلى هذا الحد العظيم من الإيمان والتقوى؟.
من هو عمران بن حصين :
إنه عمران بن حصين بن عبيد بن خلف ، وقد عُرف بكنية “أبي نجيد” ، دخل الإسلام في العام السابع الهجري وهو العام الذي وقعت فيه غزوة خيبر ، وكان يعيش في البصرة ، وكان له مكانة بالغة في العظمة بعد دخوله الإسلام ، لقد كان في فراش المرض حينما أبلغ صاحبه مطرف بن عبد الله أن الملائكة كانت تُسلم عليه ، ثم أوصاه إن طال عمره فعليه أن يكتم سره أما إذا مات فليحدث به إن رغب في ذلك .
كان بن حصين من فقهاء البصرة في عصره ، وقد شهد مجموعة من الغزوات ، وقد قام عبد الله بن عامر باستقضائه على البصرة غير أنه طلب أن يُعفى عنه من تولى هذه الإمارة ، وقد أخبر عنه ابن سيرين والحسن البصري بأنه لم يطأ رجل البصرة من أصحاب رسول الله صلّ الله عليه وسلم خير من أبي بكر وعمران بن حصين .
موقف يدل على رجاحة عقله :
لقد ذُكر عن الحبيب المالكي موقفًا لابن حصين يدل على فطنته ، حيث ورد أن رجلًا قال له :”أما أنكم لتحدثوننا بالأمر لا نجد له ما يأصلّه في كتاب الله” ، حينها غضب عمران قائلًا :”أقرأت القرآن؟” ، فقال الرجل :”نعم فعلت” ، قال عمران للرجل :”أفوجدت فيه المغرب ثلاثًا والعشاء أربعًا والعصر أربعًا والصبح اثنين؟”، فأجاب الرجل :”لا”.
سأل عمران الرجل :”فعمّن أخذتموه؟ أليس عنا أصحاب رسول الله صلّ الله عليه وسلم.. أفتجدون في القرآن (وليطوفوا بالبيت العتيق) أن طوفوا سبعًا وصلوا اثنين خلف المقام! ، فعمّن أخذتموه ؟ أليس عنا أصحاب رسول الله.. أفتجدون في القرآن لا جنب ولا جلب ولا شعار في الإسلام؟ ، فأجابه الرجل :”لا”.
حينها قرأ عمران على الرجل آيات من القرآن الكريم من سورة المدثر والتي يقول فيها المولى عز وجل :” مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ “.
قوة إيمانه :
ذات مرة سأل الصحابة رسول الله صلّ الله عليه وسلم قائلين :” يا رسول الله ؛ ما لنا إذا كنا عندك رقت قلوبنا وزهدنا دنيانا ، وكأننا نرى الآخرة رأي العين حتى إذا خرجنا من عندك ولقينا أهلنا وأولادنا ودنيانا أنكرنا أنفسنا؟ ” ، فأجابهم الرسول صلّ الله عليه وسلم قائلًا :”والذي نفسي بيده لو تدومون على حالكم عندي ؛ لصافحتكم الملائكة عيانًا ، ولكن ساعة وساعة “.
حينما سمع عمران حديث الرسول عن مصافحة الملائكة أبى أن يعيش في حياته ساعة وساعة ، بل كانت ساعته كلها لله حتى بلغ من الإيمان درجة بالغة في العظمة جعلت الملائكة تصافحه ، حيث أنه كان رجلًا يرفض أن يشغله أي شاغل عن عبادته لله تعالى.
مرضه ووفاته :
عانى عمران بن حصين من المرض طيلة ثلاثين عامًا دون أن يضجر أو يمل أو يقول أف ، حيث أنه كان مثابرًا صبورًا ، وحينما كان يهون عليه الناس ما هو فيه كان يقول لهم :”إن أحب الأشياء إلى نفسي ؛ أحبها إلى الله” ، وحين أدركه الموت قال في وصيته لأهله :”إذا رجعتم من دفني ؛ فانحروا وأطعموا” ، فهو كان يعتبر موته بمثابة الفوز الأعظم نظرًا لقوة إيمانه ، وقد توفي في عام 52 من الهجرة .
كان الصحابي الجليل عمران بن حصين من عظماء الصحابة رضي الله عنهم ، والذي بلغ عنه أن الملائكة كانت تسلم عليه ، فأي مكانة كان يمتلك ذلك الصحابي الجليل ليصل إلى هذا الحد العظيم من الإيمان والتقوى؟.
من هو عمران بن حصين :
إنه عمران بن حصين بن عبيد بن خلف ، وقد عُرف بكنية “أبي نجيد” ، دخل الإسلام في العام السابع الهجري وهو العام الذي وقعت فيه غزوة خيبر ، وكان يعيش في البصرة ، وكان له مكانة بالغة في العظمة بعد دخوله الإسلام ، لقد كان في فراش المرض حينما أبلغ صاحبه مطرف بن عبد الله أن الملائكة كانت تُسلم عليه ، ثم أوصاه إن طال عمره فعليه أن يكتم سره أما إذا مات فليحدث به إن رغب في ذلك .
كان بن حصين من فقهاء البصرة في عصره ، وقد شهد مجموعة من الغزوات ، وقد قام عبد الله بن عامر باستقضائه على البصرة غير أنه طلب أن يُعفى عنه من تولى هذه الإمارة ، وقد أخبر عنه ابن سيرين والحسن البصري بأنه لم يطأ رجل البصرة من أصحاب رسول الله صلّ الله عليه وسلم خير من أبي بكر وعمران بن حصين .
موقف يدل على رجاحة عقله :
لقد ذُكر عن الحبيب المالكي موقفًا لابن حصين يدل على فطنته ، حيث ورد أن رجلًا قال له :”أما أنكم لتحدثوننا بالأمر لا نجد له ما يأصلّه في كتاب الله” ، حينها غضب عمران قائلًا :”أقرأت القرآن؟” ، فقال الرجل :”نعم فعلت” ، قال عمران للرجل :”أفوجدت فيه المغرب ثلاثًا والعشاء أربعًا والعصر أربعًا والصبح اثنين؟”، فأجاب الرجل :”لا”.
سأل عمران الرجل :”فعمّن أخذتموه؟ أليس عنا أصحاب رسول الله صلّ الله عليه وسلم.. أفتجدون في القرآن (وليطوفوا بالبيت العتيق) أن طوفوا سبعًا وصلوا اثنين خلف المقام! ، فعمّن أخذتموه ؟ أليس عنا أصحاب رسول الله.. أفتجدون في القرآن لا جنب ولا جلب ولا شعار في الإسلام؟ ، فأجابه الرجل :”لا”.
حينها قرأ عمران على الرجل آيات من القرآن الكريم من سورة المدثر والتي يقول فيها المولى عز وجل :” مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ (47) فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ “.
قوة إيمانه :
ذات مرة سأل الصحابة رسول الله صلّ الله عليه وسلم قائلين :” يا رسول الله ؛ ما لنا إذا كنا عندك رقت قلوبنا وزهدنا دنيانا ، وكأننا نرى الآخرة رأي العين حتى إذا خرجنا من عندك ولقينا أهلنا وأولادنا ودنيانا أنكرنا أنفسنا؟ ” ، فأجابهم الرسول صلّ الله عليه وسلم قائلًا :”والذي نفسي بيده لو تدومون على حالكم عندي ؛ لصافحتكم الملائكة عيانًا ، ولكن ساعة وساعة “.
حينما سمع عمران حديث الرسول عن مصافحة الملائكة أبى أن يعيش في حياته ساعة وساعة ، بل كانت ساعته كلها لله حتى بلغ من الإيمان درجة بالغة في العظمة جعلت الملائكة تصافحه ، حيث أنه كان رجلًا يرفض أن يشغله أي شاغل عن عبادته لله تعالى.
مرضه ووفاته :
عانى عمران بن حصين من المرض طيلة ثلاثين عامًا دون أن يضجر أو يمل أو يقول أف ، حيث أنه كان مثابرًا صبورًا ، وحينما كان يهون عليه الناس ما هو فيه كان يقول لهم :”إن أحب الأشياء إلى نفسي ؛ أحبها إلى الله” ، وحين أدركه الموت قال في وصيته لأهله :”إذا رجعتم من دفني ؛ فانحروا وأطعموا” ، فهو كان يعتبر موته بمثابة الفوز الأعظم نظرًا لقوة إيمانه ، وقد توفي في عام 52 من الهجرة .
❀قصة عبدالله بن حذافة مع ملك الفرس❀
كان يقوم رسول الله صلّ الله عليه وسلم بنشر دعوة الإسلام في أرجاء الأرض من أجل أن يهتدي كافة البشر إلى الدخول في الإسلام ، وخلال السنة السادسة للهجرة عزم رسول الله على إرسال مجموعة من الصحابة إلى ملوك الأعاجم ليدعوهم إلى الإسلام ، وكان يعلم النبي مدى خطورة هذه المهمة ، حيث أن رسله سيذهبون إلى بلاد يجهلون لغاتها وأهلها .
قام رسول الله صلّ الله عليه وسلم بجمع أصحابه ثم قال لهم بعد الحمد والتشهد :”أما بعد فإني أريد أن أبعث بعضكم إلى ملوك الأعاجم ، فلا تختلفوا عليّ كما اختلفت بنو إسرائيل على عيسى بن مريم” ، فقال الصحابة :”نحن يا رسول الله نؤدي عنك ما تريد ؛ فابتعثنا حيث شئت”.
اختيار عبد الله بن حذافة :
قام رسول الله صلّ الله عليه وسلم بانتداب ستة من الصحابة إلى هذه المهمة ، وكان عبد الله بن حذافة السهمي واحدًا من هؤلاء الستة ، حيث تم اختياره ليحمل رسالة الإسلام إلى ملك الفرس ، فأعدّ نفسه لخوض الرحلة وودع أهله ، ومضى في طريقه وحده ليس معه سوى الله تعالى .
وصل بن حذافة ديار فارس ، فقام بالاستئذان بالدخول بعد أن أبلغ حاشية الملك بالرسالة التي يحملها ، أذن كسرى ملك الفرس إلى عبد الله بالدخول ودعا عظماء فارس من أجل حضور المجلس ، دخل عبد الله على الملك ببساطة الأعراب وهو يرتدي عباءة صفيقة ، غير أنه كان مشدود القامة ويبدو عليه كبرياء الإيمان وشموخ الإسلام .
مواجهة بن حذافة لملك الفرس :
أومأ كسرى إلى أحد رجاله ليأخذ الكتاب الذي يحمله بن حذافة ، ولكنه رفض قائلًا :”لا ؛ إنما أمرني رسول الله صلّ الله عليه وسلم أن أدفعه لك يدًا بيد ، وأنا لا أخالف أمرًا لرسول الله” ، فنظر كسرى إلى رجاله قائلًا :”اتركوه يدنو مني” ، فاقترب عبد الله حتى أعطاه الكتاب .
دعا ملك الفرس واحدًا من أهل الحيرة ليقرأ عليه الكتاب ، فبدأ بالقراءة :”بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس ، سلام على من اتبع الهدى.. ” ، حينما سمع كسرى هذا القدر من الرسالة ؛ ثار غاضبًا وذلك لأن رسول الله قد بدأ بنفسه فجذب الرسالة بقوة ومزقّها دون أن يعلم ما تحتويه ، ثم أمر بن حذافة بالخروج من المجلس .
خرج بن حذافة من المجلس دون أن يدري ماذا سيُفعل به هل سيُقتل أم سيُطلق سراحه ، ولكنه لم ما لبث أن تحدث لنفسه :”والله ما أبالي على أي حال أكون بعد أن أديت كتاب رسول الله” ، ثم امتطى راحلته ومضى وحينما هدأ كسرى أمر بإحضاره ، ولكن رجاله لم يجدوا له أثرًا في أي مكان .
عاد بن حذافة إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم فأخبره بما حدث من كسرى ، فقال النبي :”مزّق الله ملكه” ، وقام كسرى بالكتابة إلى نائبه على اليمن ليأمره بأن يبعث رجلين إلى هذا الرجل الموجود بالحجاز وهو يقصد رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وذلك ليحضراه إليه .
وصل الرجلان المبعوثان إلى الطائف وهناك سألا عن النبي ، فعلما أنه في يثرب ومضيا حتى وصلا رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، ثم أخبراه برسالة كسرى إليه كي يذهب معهما حتى لا يهلك ، فابتسم النبي قائلًا :”ارجعا إلى رحالكما اليوم وأتيا غدًا”.
في اليوم التالي ذهب الرجلان إلى الرسول ثم قالا :”هل أعددت نفسك للمضي معنا إلى لقاء كسرى” ، فقال لهما الرسول :”لن تلقيا كسرى بعد اليوم ، فلقد قتله الله ، حيث سلط عليه ابنه في ليلة كذا من شهر كذا..” ، اندهش الرجلان وانطلقا إلى نائب اليمن ليخبراه بما يقول رسول الله بعد أن أكد حديثه .
حينما علم نائب اليمن (باذان) ما حدث قال :” لئن كان ما قاله محمد حقًا فهو نبي وإن لم يكن كذلك فسنرى فيه رأيًا ” ، ثم ما لبث حتى علم بمقتل كسرى علي يد ابنه شيرويه ، فأعلن بازان دخوله في الإسلام ومن كان معه في بلاد اليمن من الفرس..
كان يقوم رسول الله صلّ الله عليه وسلم بنشر دعوة الإسلام في أرجاء الأرض من أجل أن يهتدي كافة البشر إلى الدخول في الإسلام ، وخلال السنة السادسة للهجرة عزم رسول الله على إرسال مجموعة من الصحابة إلى ملوك الأعاجم ليدعوهم إلى الإسلام ، وكان يعلم النبي مدى خطورة هذه المهمة ، حيث أن رسله سيذهبون إلى بلاد يجهلون لغاتها وأهلها .
قام رسول الله صلّ الله عليه وسلم بجمع أصحابه ثم قال لهم بعد الحمد والتشهد :”أما بعد فإني أريد أن أبعث بعضكم إلى ملوك الأعاجم ، فلا تختلفوا عليّ كما اختلفت بنو إسرائيل على عيسى بن مريم” ، فقال الصحابة :”نحن يا رسول الله نؤدي عنك ما تريد ؛ فابتعثنا حيث شئت”.
اختيار عبد الله بن حذافة :
قام رسول الله صلّ الله عليه وسلم بانتداب ستة من الصحابة إلى هذه المهمة ، وكان عبد الله بن حذافة السهمي واحدًا من هؤلاء الستة ، حيث تم اختياره ليحمل رسالة الإسلام إلى ملك الفرس ، فأعدّ نفسه لخوض الرحلة وودع أهله ، ومضى في طريقه وحده ليس معه سوى الله تعالى .
وصل بن حذافة ديار فارس ، فقام بالاستئذان بالدخول بعد أن أبلغ حاشية الملك بالرسالة التي يحملها ، أذن كسرى ملك الفرس إلى عبد الله بالدخول ودعا عظماء فارس من أجل حضور المجلس ، دخل عبد الله على الملك ببساطة الأعراب وهو يرتدي عباءة صفيقة ، غير أنه كان مشدود القامة ويبدو عليه كبرياء الإيمان وشموخ الإسلام .
مواجهة بن حذافة لملك الفرس :
أومأ كسرى إلى أحد رجاله ليأخذ الكتاب الذي يحمله بن حذافة ، ولكنه رفض قائلًا :”لا ؛ إنما أمرني رسول الله صلّ الله عليه وسلم أن أدفعه لك يدًا بيد ، وأنا لا أخالف أمرًا لرسول الله” ، فنظر كسرى إلى رجاله قائلًا :”اتركوه يدنو مني” ، فاقترب عبد الله حتى أعطاه الكتاب .
دعا ملك الفرس واحدًا من أهل الحيرة ليقرأ عليه الكتاب ، فبدأ بالقراءة :”بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس ، سلام على من اتبع الهدى.. ” ، حينما سمع كسرى هذا القدر من الرسالة ؛ ثار غاضبًا وذلك لأن رسول الله قد بدأ بنفسه فجذب الرسالة بقوة ومزقّها دون أن يعلم ما تحتويه ، ثم أمر بن حذافة بالخروج من المجلس .
خرج بن حذافة من المجلس دون أن يدري ماذا سيُفعل به هل سيُقتل أم سيُطلق سراحه ، ولكنه لم ما لبث أن تحدث لنفسه :”والله ما أبالي على أي حال أكون بعد أن أديت كتاب رسول الله” ، ثم امتطى راحلته ومضى وحينما هدأ كسرى أمر بإحضاره ، ولكن رجاله لم يجدوا له أثرًا في أي مكان .
عاد بن حذافة إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم فأخبره بما حدث من كسرى ، فقال النبي :”مزّق الله ملكه” ، وقام كسرى بالكتابة إلى نائبه على اليمن ليأمره بأن يبعث رجلين إلى هذا الرجل الموجود بالحجاز وهو يقصد رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، وذلك ليحضراه إليه .
وصل الرجلان المبعوثان إلى الطائف وهناك سألا عن النبي ، فعلما أنه في يثرب ومضيا حتى وصلا رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، ثم أخبراه برسالة كسرى إليه كي يذهب معهما حتى لا يهلك ، فابتسم النبي قائلًا :”ارجعا إلى رحالكما اليوم وأتيا غدًا”.
في اليوم التالي ذهب الرجلان إلى الرسول ثم قالا :”هل أعددت نفسك للمضي معنا إلى لقاء كسرى” ، فقال لهما الرسول :”لن تلقيا كسرى بعد اليوم ، فلقد قتله الله ، حيث سلط عليه ابنه في ليلة كذا من شهر كذا..” ، اندهش الرجلان وانطلقا إلى نائب اليمن ليخبراه بما يقول رسول الله بعد أن أكد حديثه .
حينما علم نائب اليمن (باذان) ما حدث قال :” لئن كان ما قاله محمد حقًا فهو نبي وإن لم يكن كذلك فسنرى فيه رأيًا ” ، ثم ما لبث حتى علم بمقتل كسرى علي يد ابنه شيرويه ، فأعلن بازان دخوله في الإسلام ومن كان معه في بلاد اليمن من الفرس..
❀قصة إسلام القس الإندونيسي رحمة بورنومو❀
حينما يريد الله سبحانه وتعالى الهداية لشخص ما ؛ فإنه يفقهه في الدين الإسلامي ، ويوسع مداركه كي يفهم آيات المولى عز وجل في القرآن الكريم ، حتى يصل إلى رتبة الإيمان بالله ورسوله محمد صلّ الله عليه وسلم ، فكم من أناس لم يكونوا مسلمين ، ثم يخترق نور الإيمان قلوبهم ليصبحوا مسلمين أتقياء ، كما أن هناك الكثير من المسيحيين الذين دخلوا الإسلام عن اقتناع وإيمان ، وقد أسلم العديد من القساوسة عبر أنحاء العالم .
ومن القصص الشهيرة لدخول القساوسة الإسلام قصة إسلام القس رحمة بورنومو rahmat Purnom المسئول عن التنصير في كنيسة (بيتل إنجيل سبينوا) بإندونيسيا ، وكان قسًّا يتمتَّع بالشهرة الواسعة والرفاهية ، كما كان يعامله الجميع بكل تبجيل واحترام ، ولكنه ترك كل هذا خلف ظهره بعد أن تأكد عن يقين من صدق القرآن الكريم ، فما هي قصته مع الإسلام ؟
قصة دخول رحمة بورنومو الإسلام :
كان رحمة بورنومو ينتمي إلى عائلة دينية نصرانية ، حيث أن والده كان قسًا ، كما أن جده كان أيضًا قسًا ، وكانت والدته تعمل كمعلمة إنجيل للسيدات ، إذن فكيف خرج القس من ثوب النصرانية الذي كان يعيش بداخله ؟ ، مجرد سؤال طُرح عليه ليغير مسار حياته تمامًا ، فتكون الهداية التي وضعها الله تعالى في طريقه ، فما هو هذا السؤال .
ذات يوم قامت الكنيسة بإرسال القس رحمة إلى منطقة “دايري” من أجل القيام ببعض أعمال التنصير هناك ، وأثناء قيامه بعمله حضر إليه شخص من معلمي القرآن الكريم ، ثم قام بسؤاله قائلًا : “إن كان عيسى المسيح إله ؛ فما هو دليلك على ألوهيته؟” ، فأجابه رحمة في ذلك الوقت بقوله “سواء كان هناك دليل أم لا ، فإن الأمر لا يعنيك في شيء ، إن شئت فلتؤمن وإن شئت فلتكفر”.
لم يمر السؤال مرور الكرام على القس رحمة ، بل إنه قام بالبحث عن إجابته في الأناجيل المختلفة ، ولكنه اصطدم بالخلافات الكبيرة بين هذه الأناجيل ، فهناك إنجيل يقول أن عيسى إله وهناك آخر يقول أنه من بني البشر ، وهناك ثالث يقول أنه ابن الله ، ومن هنا بدأ الشك يدب في قلب القس رحمة .
بدأ القس رحمة يتدبر العديد من الأمور في الإنجيل ، حتى تزلزل إيمانه بسبب تعمقه في معنى أن ذنوب الناس لا تُغتفر حتى يتم صلب عيسى عليه السلام ، حيث أنه فكر في منطقية هذا الكلام ، حتى توصل أن هذا الأمر غير حقيقي ، وهو ما جعله يبذل الكثير من الجهود ليصل إلى الحقيقة ، حيث اتجه إلى الكثير من المذاهب الموجودة في المسيحية ، ولكنه لم يصل إلى إجابات شافية عن أسئلته التي أثيرت حول بعض الأمور .
وحينما لم يتمكن من الوصول إلى الحقيقة ، اتجه إلى البوذية التي لم يجد فيها أيضًا أي نتائج إيجابية ، فلم يجد بدًا من دراسة الدين الإسلامي على الرغم من كراهيته له ، وذلك نتيجة لبعض الشبهات والأكاذيب التي كانت تثار حوله ، ولكنه قد اتجه لدراسته بعد شعوره بأنه يعاني من حالة ضياع شديدة .
اختلى رحمة بنفسه داخل غرفته متجهًا إلى الله تعالى بالدعاء متضرعًا لعله يصل إلى حقيقة الإيمان ، حيث قال : “يا رب إذا كنت موجودًا حقًا ؛ فخذ بناصيتي إلى طريق النور والهدى ، وأهدني إلى دينك الحق الذي ارتضيته للناس” ، ومرت الأيام حتى رأى في منامه ذات يوم الدنيا من حوله ظلام دامس لا يستطيع أن يرى ، حتى ظهر أمامه شخص يشع نورًا ، وكان هذا الرجل يلبس ثوبًا أبيض وعمامة بيضاء وله لحية جعدة الشعر ، وكان وجهه مبتسم .
لم ير رحمة في جمال هذا الشخص الذي ظهر في منامه ، وقد قال له هذا الرجل ردد الشهادتين ، وهو لم يكن يدرك ما الشهادتين فقال له قل :”أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله” ، حتى كررها ثلاث مرات ثم ذهب هذا الرجل ، وحينما استيقظ رحمة وسأل عن الشهادتين وعن هذا الرجل الذي رآه علم أنها رؤية حق خاصةً بعد أن تأكد من الشهادتين في الدين الإسلامي ، وعلم أن هذا الرجل هو رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، ومنذ ذلك الحين أعلن رحمة بورنومو اعتناقه الدين الإسلامي..
حينما يريد الله سبحانه وتعالى الهداية لشخص ما ؛ فإنه يفقهه في الدين الإسلامي ، ويوسع مداركه كي يفهم آيات المولى عز وجل في القرآن الكريم ، حتى يصل إلى رتبة الإيمان بالله ورسوله محمد صلّ الله عليه وسلم ، فكم من أناس لم يكونوا مسلمين ، ثم يخترق نور الإيمان قلوبهم ليصبحوا مسلمين أتقياء ، كما أن هناك الكثير من المسيحيين الذين دخلوا الإسلام عن اقتناع وإيمان ، وقد أسلم العديد من القساوسة عبر أنحاء العالم .
ومن القصص الشهيرة لدخول القساوسة الإسلام قصة إسلام القس رحمة بورنومو rahmat Purnom المسئول عن التنصير في كنيسة (بيتل إنجيل سبينوا) بإندونيسيا ، وكان قسًّا يتمتَّع بالشهرة الواسعة والرفاهية ، كما كان يعامله الجميع بكل تبجيل واحترام ، ولكنه ترك كل هذا خلف ظهره بعد أن تأكد عن يقين من صدق القرآن الكريم ، فما هي قصته مع الإسلام ؟
قصة دخول رحمة بورنومو الإسلام :
كان رحمة بورنومو ينتمي إلى عائلة دينية نصرانية ، حيث أن والده كان قسًا ، كما أن جده كان أيضًا قسًا ، وكانت والدته تعمل كمعلمة إنجيل للسيدات ، إذن فكيف خرج القس من ثوب النصرانية الذي كان يعيش بداخله ؟ ، مجرد سؤال طُرح عليه ليغير مسار حياته تمامًا ، فتكون الهداية التي وضعها الله تعالى في طريقه ، فما هو هذا السؤال .
ذات يوم قامت الكنيسة بإرسال القس رحمة إلى منطقة “دايري” من أجل القيام ببعض أعمال التنصير هناك ، وأثناء قيامه بعمله حضر إليه شخص من معلمي القرآن الكريم ، ثم قام بسؤاله قائلًا : “إن كان عيسى المسيح إله ؛ فما هو دليلك على ألوهيته؟” ، فأجابه رحمة في ذلك الوقت بقوله “سواء كان هناك دليل أم لا ، فإن الأمر لا يعنيك في شيء ، إن شئت فلتؤمن وإن شئت فلتكفر”.
لم يمر السؤال مرور الكرام على القس رحمة ، بل إنه قام بالبحث عن إجابته في الأناجيل المختلفة ، ولكنه اصطدم بالخلافات الكبيرة بين هذه الأناجيل ، فهناك إنجيل يقول أن عيسى إله وهناك آخر يقول أنه من بني البشر ، وهناك ثالث يقول أنه ابن الله ، ومن هنا بدأ الشك يدب في قلب القس رحمة .
بدأ القس رحمة يتدبر العديد من الأمور في الإنجيل ، حتى تزلزل إيمانه بسبب تعمقه في معنى أن ذنوب الناس لا تُغتفر حتى يتم صلب عيسى عليه السلام ، حيث أنه فكر في منطقية هذا الكلام ، حتى توصل أن هذا الأمر غير حقيقي ، وهو ما جعله يبذل الكثير من الجهود ليصل إلى الحقيقة ، حيث اتجه إلى الكثير من المذاهب الموجودة في المسيحية ، ولكنه لم يصل إلى إجابات شافية عن أسئلته التي أثيرت حول بعض الأمور .
وحينما لم يتمكن من الوصول إلى الحقيقة ، اتجه إلى البوذية التي لم يجد فيها أيضًا أي نتائج إيجابية ، فلم يجد بدًا من دراسة الدين الإسلامي على الرغم من كراهيته له ، وذلك نتيجة لبعض الشبهات والأكاذيب التي كانت تثار حوله ، ولكنه قد اتجه لدراسته بعد شعوره بأنه يعاني من حالة ضياع شديدة .
اختلى رحمة بنفسه داخل غرفته متجهًا إلى الله تعالى بالدعاء متضرعًا لعله يصل إلى حقيقة الإيمان ، حيث قال : “يا رب إذا كنت موجودًا حقًا ؛ فخذ بناصيتي إلى طريق النور والهدى ، وأهدني إلى دينك الحق الذي ارتضيته للناس” ، ومرت الأيام حتى رأى في منامه ذات يوم الدنيا من حوله ظلام دامس لا يستطيع أن يرى ، حتى ظهر أمامه شخص يشع نورًا ، وكان هذا الرجل يلبس ثوبًا أبيض وعمامة بيضاء وله لحية جعدة الشعر ، وكان وجهه مبتسم .
لم ير رحمة في جمال هذا الشخص الذي ظهر في منامه ، وقد قال له هذا الرجل ردد الشهادتين ، وهو لم يكن يدرك ما الشهادتين فقال له قل :”أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله” ، حتى كررها ثلاث مرات ثم ذهب هذا الرجل ، وحينما استيقظ رحمة وسأل عن الشهادتين وعن هذا الرجل الذي رآه علم أنها رؤية حق خاصةً بعد أن تأكد من الشهادتين في الدين الإسلامي ، وعلم أن هذا الرجل هو رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، ومنذ ذلك الحين أعلن رحمة بورنومو اعتناقه الدين الإسلامي..
❀قصة غزوة دومة الجندل❀
كانت غزوة دومة الجندل واحدة من الغزوات التي قادها رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، حيث تحرك الجيش الإسلامي في شهر ربيع الأول من السنة الخامسة للهجرة باتجاه قبيلة قضاعة التي كانت تنزل شمال قبائل غطفان وأسد ، والتي كانت تقع في حدود قبائل الغساسنة التي كانت توالي الدولة الرومية .
وكانت دومة هي المنطقة الواقعة على بُعد 450 كيلو متر من شمال المدينة المنورة ، وقيل أنها سميت بهذا الاسم نسبةً إلى حصن قد بناه دوماء بن إسماعيل ، أما كلمة الجندل فهي تشير إلى معنى “الحجارة” ، وبذلك فإن اسم منطقة دومة الجندل يأتي بمعني “الحصن الذي بناه دوماء في منطقة مليئة بالحجارة” ، وذلك في إشارة إلى قوة ذلك الحصن وشدته .
أسباب الغزوة :
قامت بعض قبائل المشركين بالتجمع عند دومة الجندل من أجل التعرض بالأذى للقوافل العابرة هناك ، ثم التخطيط للهجوم على المدينة فيما بعد ، وقد وصلت هذه الأنباء إلى المدينة المنورة ، وكانت دومة الجندل منطقة نائية بالنسبة للمدينة المنورة ، حيث أنها وقعت على الحدود بين الشام والحجاز بمنتصف الطريق بين الخليج العربي والبحر الأحمر ، فكانت على مسيرة ستة عشر ليلة من المدينة المنورة .
امتلك المسلمون في ذلك الوقت نظرة سياسية ثاقبة وبعيدة المدى ، حيث أن موضع منطقة دومة الجندل يستدعي عدم اللوم على المسلمين إذا لم يتحركوا لصد تلك التجمعات ، ولكن المسلمين رأوا أنهم إن تركوا تلك التجمعات ؛ فإنها ستتضاعف وقد تسبب لهم أضرارًا فيما بعد ، وهو ما قد يؤدي إلى إضعاف قوتهم ، لذلك قرر المسلمون التحرك إلى الغزوة .
الخروج إلى الغزوة :
قام رسول الله صلّ الله عليه وسلم بانتداب المسلمين من أجل الخروج إلى تلك الغزوة ، وقد خرج الرسول الكريم مع ألف من أصحابه ، حيث كان يسير أثناء الليل ، بينما كانت فترة النهار للاستراحة ، وذلك حتى لا يشيع نبأ تحركهم باتجاه دومة الجندل ، وهو ما قد يؤدي إلى استعداد الأعداء أو مطاردة الجيش الإسلامي .
حينما دنا الرسول صلّ الله عليه وسلم من الأقوام المتجمعة ؛ لم يجد منهم أحدًا ، حيث أنهم قد تفرقوا وولوا مدبرين ، وقد تركوا غنائمهم وأنعامهم وماشيتهم ، حيث حصل عليها المسلمون كغنائم يسيرة ، وذلك لأنهم كانوا يخشون من قوة المسلمين ، وقد تمكنت القوات الإسلامية من أسر أحدهم قبل أن يفر مثلهم .
قام المسلمون بإحضار الأسير إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، حيث سأله الرسول الكريم عن القبائل التي كانت متجمعة في تلك المنطقة ، فأجابه الأسير قائلًا :”هربوا حينما سمعوا بأنك أخذت نعمهم” ، وحينها عرض عليه النبي أن يدخل في الدين الإسلامي ، فوافق الأسير ودخل الإسلام ، وأقام مع المسلمين أيامًا وبث السرايا ، ثم قرر المسلمون العودة إلى المدينة المنورة .
وأثناء عودة المسلمين استودع الرسول صلّ الله عليه وسلم عيينة بن حصن الفزاري ، والذي استأذن الرسول أن يرعى غنمه وإبله في أرض تقع بالقرب من المدينة المنورة ، حيث تقع تلك الأرض على بُعد ستة وثلاثين ميلًا من المدينة المنورة ، وعاد المسلمون إلى المدينة بعد هذه الغزوة الصامتة .
كانت غزوة دومة الجندل بمثابة درس تربوي هادئ ، حيث تدرب فيها المسلمون على العديد من الأشياء الصعبة ومنها المسير إلى مسافات طويلة ، وكأنهم يعدون أنفسهم لغزوات قادمة ، وانتهت المعركة التي لم تبدأ بسبب خوف المشركين ، فعاد المسلمون مرفوعي الرأس شديدي الهيبة..
كانت غزوة دومة الجندل واحدة من الغزوات التي قادها رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، حيث تحرك الجيش الإسلامي في شهر ربيع الأول من السنة الخامسة للهجرة باتجاه قبيلة قضاعة التي كانت تنزل شمال قبائل غطفان وأسد ، والتي كانت تقع في حدود قبائل الغساسنة التي كانت توالي الدولة الرومية .
وكانت دومة هي المنطقة الواقعة على بُعد 450 كيلو متر من شمال المدينة المنورة ، وقيل أنها سميت بهذا الاسم نسبةً إلى حصن قد بناه دوماء بن إسماعيل ، أما كلمة الجندل فهي تشير إلى معنى “الحجارة” ، وبذلك فإن اسم منطقة دومة الجندل يأتي بمعني “الحصن الذي بناه دوماء في منطقة مليئة بالحجارة” ، وذلك في إشارة إلى قوة ذلك الحصن وشدته .
أسباب الغزوة :
قامت بعض قبائل المشركين بالتجمع عند دومة الجندل من أجل التعرض بالأذى للقوافل العابرة هناك ، ثم التخطيط للهجوم على المدينة فيما بعد ، وقد وصلت هذه الأنباء إلى المدينة المنورة ، وكانت دومة الجندل منطقة نائية بالنسبة للمدينة المنورة ، حيث أنها وقعت على الحدود بين الشام والحجاز بمنتصف الطريق بين الخليج العربي والبحر الأحمر ، فكانت على مسيرة ستة عشر ليلة من المدينة المنورة .
امتلك المسلمون في ذلك الوقت نظرة سياسية ثاقبة وبعيدة المدى ، حيث أن موضع منطقة دومة الجندل يستدعي عدم اللوم على المسلمين إذا لم يتحركوا لصد تلك التجمعات ، ولكن المسلمين رأوا أنهم إن تركوا تلك التجمعات ؛ فإنها ستتضاعف وقد تسبب لهم أضرارًا فيما بعد ، وهو ما قد يؤدي إلى إضعاف قوتهم ، لذلك قرر المسلمون التحرك إلى الغزوة .
الخروج إلى الغزوة :
قام رسول الله صلّ الله عليه وسلم بانتداب المسلمين من أجل الخروج إلى تلك الغزوة ، وقد خرج الرسول الكريم مع ألف من أصحابه ، حيث كان يسير أثناء الليل ، بينما كانت فترة النهار للاستراحة ، وذلك حتى لا يشيع نبأ تحركهم باتجاه دومة الجندل ، وهو ما قد يؤدي إلى استعداد الأعداء أو مطاردة الجيش الإسلامي .
حينما دنا الرسول صلّ الله عليه وسلم من الأقوام المتجمعة ؛ لم يجد منهم أحدًا ، حيث أنهم قد تفرقوا وولوا مدبرين ، وقد تركوا غنائمهم وأنعامهم وماشيتهم ، حيث حصل عليها المسلمون كغنائم يسيرة ، وذلك لأنهم كانوا يخشون من قوة المسلمين ، وقد تمكنت القوات الإسلامية من أسر أحدهم قبل أن يفر مثلهم .
قام المسلمون بإحضار الأسير إلى رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، حيث سأله الرسول الكريم عن القبائل التي كانت متجمعة في تلك المنطقة ، فأجابه الأسير قائلًا :”هربوا حينما سمعوا بأنك أخذت نعمهم” ، وحينها عرض عليه النبي أن يدخل في الدين الإسلامي ، فوافق الأسير ودخل الإسلام ، وأقام مع المسلمين أيامًا وبث السرايا ، ثم قرر المسلمون العودة إلى المدينة المنورة .
وأثناء عودة المسلمين استودع الرسول صلّ الله عليه وسلم عيينة بن حصن الفزاري ، والذي استأذن الرسول أن يرعى غنمه وإبله في أرض تقع بالقرب من المدينة المنورة ، حيث تقع تلك الأرض على بُعد ستة وثلاثين ميلًا من المدينة المنورة ، وعاد المسلمون إلى المدينة بعد هذه الغزوة الصامتة .
كانت غزوة دومة الجندل بمثابة درس تربوي هادئ ، حيث تدرب فيها المسلمون على العديد من الأشياء الصعبة ومنها المسير إلى مسافات طويلة ، وكأنهم يعدون أنفسهم لغزوات قادمة ، وانتهت المعركة التي لم تبدأ بسبب خوف المشركين ، فعاد المسلمون مرفوعي الرأس شديدي الهيبة..
❀قصة نهاية دولة بني جهور❀
كانت دولة بنو جهور من الدول الحاكمة في قرطبة ، وهي من أصول عربية شامية ، وقد حكمت هذه الدولة منذ عام 422 هجريًا وحتى 462 هجريًا ، وكانت واحدة من دول الطوائف التي تم تأسيسها في قرطبة بعد سقوط الدولة الأموية ، حيث أسسها أبو الحزم بن جهور والذي نجح في إقامة منهج إداري فريد من نوعه عُرف باسم “حكومة الجماعة” حتى سقطت الدولة بعد تغيير السياسة العادلة ، وقد ازدهر تاريخ الأندلس على يد المسلمين في كافة عصورهم .
دولة قوية :
بعد وفاة الوزير جهور قام أهل قرطبة باختيار ابنه أبي الوليد محمد بن جهور ليكون حاكمًا عليهم ، والذي تمكن من انتهاج نهج والده في الحكم ، حيث عمل بسياسة الحزم حتى ساد الأمن والنظام في حدود دولته ، وقد قام بتقريب أبي مروان بن حيان مؤرخ الأندلس إليه ، حيث أصبح من خاصته بديوان السلطان .
فتنة داخل الدولة :
استمرت الأمور تسري على ما يرام لفترة من الزمن ، غير أن أبا الوليد بدأ يشعر بالتعب من الأمور السياسية التي أثقلت كاهله ، وكان لأبي الوليد ولدان ، والأكبر هو عبدالرحمن ، والابن الأصغر هو عبدالملك الذي تميز عن أخيه الكبير في شهامته ، وهو ما جعل أبو الوليد يعقد النية على ترك زمام الحكم إلى ابنه الأصغر بعد تخليه عن الحكم .
تقديم عبدالملك :
قام الكثيرون من المقربين إلى أبي الوليد بتقديم نصائحهم إليه كي يتخلى عن فكرة تقديم ابنه الأصغر على الأكبر ، ولكنه أصرّ على تقديم ابنه الأصغر عبدالملك ، وبالفعل طلب من الناس مبايعته ، غير أن هذا الابن لم يكن بقدر المسؤولية ولم يتبع نظام الحكم العادل ، حيث أنه مضى بين الناس بالظلم والاستبداد بالسلطة ، كما أنه استباح أموال المسلمين ، ونشر بينهم الفساد ، وأهمل أمورهم الشرعية .
حلّ الخوف والظلم في دولة بني جهور بدلًا من الأمان والعدل ، وتجبرّ عبدالملك وتعاظم تسلطه ، حيث خالف سيرة والده وجده ، وقام عبدالملك خلال سنة 440 هجريًا بمنح أمور الحكم إلى أبي الحسن إبراهيم بن يحيي وهو وزير أبيه المعروف باسم “ابن السقّاء” ، وقد تمكن أبو الحسن من ضبط نظام الأمن حتى عاد العدل ليسود بين الناس .
وكان هناك من يترقب سقوط قرطبة من أجل الانقضاض عليها ، حيث أن المعتضد بن عباد كان ينتظر بشغف هذه الفرصة ، وحينما وجد أن الأمور قد استقرت على يد الوزير أبي الحسن ؛ أدرك أن حلم وقوع قرطبة في قبضته يبتعد عنه ، مما جعله يفكر في الطريقة التي تُمكنه من الوصول إلى حلمه ، فبدأ في العمل على الوقيعة بين عبدالملك بن جهور وبين الوزير ابن السقّاء .
بدأ المعتضد في بث سمه في ذهن عبدالملك ، حيث أرسل إليه من يحذره من مطامع الوزير ورغبته في الاستئثار بالسلطة ، كما أرسل إلى الوزير من يُلقي في قلبه حب السلطة ، وكان عبدالملك رجلًا سيء الرأي لا يحسن التفكير ، فقام بقتل وزيره سنة 455 هجريًا ، ثم انفرد بالسلطة ، مما جعله يعود لتجبره وطغيانه .
حينما وجد الأخ الأكبر عبدالرحمن هذا الاستبداد من أخيه ، فكر في أحقيته في السلطة منه ، فأصبح الطرفان يحاولان استمالة طائفة من الجند إلى كل منهما ، وبدأت الفوضى تعم أرجاء قرطبة ، وحينها كان أبو الوليد لازال على قيد الحياة ؛ فخشي على ولديه من سوء العاقبة ، مما جعله يقوم بتقسيم السلطة بينهما خلال سنة 456 هجريًا .
جعل أبو الوليد مهام خاصة لكل من ولديه اللذين قبلا القسمة ، ولكن عبد الملك قد تغلب على عبدالرحمن ، حيث قام بسجنه ، كما حكم عليه بالإقامة الجبرية داخل بيته ، وزاد استبداد عبدالملك ، ونشر الفساد والأذى بين الناس ، مما جعل أهل قرطبة ينصرفوا عن بني جهور .
نهاية بني جهور :
بعد انتشار الفساد في قرطبة بسبب حكم عبدالملك وحاشيته ؛ جعل النهاية تقترب من بني جهور ، وكانت قرطبة محط اهتمام الممالك المجاورة ، وخلال هذه الاضطرابات في قرطبة تمكن صاحب طليطلة المأمون يحيي بن ذي النون من الإغارة عليها ، حتى سقطت بني جهور إلى الأبد..
كانت دولة بنو جهور من الدول الحاكمة في قرطبة ، وهي من أصول عربية شامية ، وقد حكمت هذه الدولة منذ عام 422 هجريًا وحتى 462 هجريًا ، وكانت واحدة من دول الطوائف التي تم تأسيسها في قرطبة بعد سقوط الدولة الأموية ، حيث أسسها أبو الحزم بن جهور والذي نجح في إقامة منهج إداري فريد من نوعه عُرف باسم “حكومة الجماعة” حتى سقطت الدولة بعد تغيير السياسة العادلة ، وقد ازدهر تاريخ الأندلس على يد المسلمين في كافة عصورهم .
دولة قوية :
بعد وفاة الوزير جهور قام أهل قرطبة باختيار ابنه أبي الوليد محمد بن جهور ليكون حاكمًا عليهم ، والذي تمكن من انتهاج نهج والده في الحكم ، حيث عمل بسياسة الحزم حتى ساد الأمن والنظام في حدود دولته ، وقد قام بتقريب أبي مروان بن حيان مؤرخ الأندلس إليه ، حيث أصبح من خاصته بديوان السلطان .
فتنة داخل الدولة :
استمرت الأمور تسري على ما يرام لفترة من الزمن ، غير أن أبا الوليد بدأ يشعر بالتعب من الأمور السياسية التي أثقلت كاهله ، وكان لأبي الوليد ولدان ، والأكبر هو عبدالرحمن ، والابن الأصغر هو عبدالملك الذي تميز عن أخيه الكبير في شهامته ، وهو ما جعل أبو الوليد يعقد النية على ترك زمام الحكم إلى ابنه الأصغر بعد تخليه عن الحكم .
تقديم عبدالملك :
قام الكثيرون من المقربين إلى أبي الوليد بتقديم نصائحهم إليه كي يتخلى عن فكرة تقديم ابنه الأصغر على الأكبر ، ولكنه أصرّ على تقديم ابنه الأصغر عبدالملك ، وبالفعل طلب من الناس مبايعته ، غير أن هذا الابن لم يكن بقدر المسؤولية ولم يتبع نظام الحكم العادل ، حيث أنه مضى بين الناس بالظلم والاستبداد بالسلطة ، كما أنه استباح أموال المسلمين ، ونشر بينهم الفساد ، وأهمل أمورهم الشرعية .
حلّ الخوف والظلم في دولة بني جهور بدلًا من الأمان والعدل ، وتجبرّ عبدالملك وتعاظم تسلطه ، حيث خالف سيرة والده وجده ، وقام عبدالملك خلال سنة 440 هجريًا بمنح أمور الحكم إلى أبي الحسن إبراهيم بن يحيي وهو وزير أبيه المعروف باسم “ابن السقّاء” ، وقد تمكن أبو الحسن من ضبط نظام الأمن حتى عاد العدل ليسود بين الناس .
وكان هناك من يترقب سقوط قرطبة من أجل الانقضاض عليها ، حيث أن المعتضد بن عباد كان ينتظر بشغف هذه الفرصة ، وحينما وجد أن الأمور قد استقرت على يد الوزير أبي الحسن ؛ أدرك أن حلم وقوع قرطبة في قبضته يبتعد عنه ، مما جعله يفكر في الطريقة التي تُمكنه من الوصول إلى حلمه ، فبدأ في العمل على الوقيعة بين عبدالملك بن جهور وبين الوزير ابن السقّاء .
بدأ المعتضد في بث سمه في ذهن عبدالملك ، حيث أرسل إليه من يحذره من مطامع الوزير ورغبته في الاستئثار بالسلطة ، كما أرسل إلى الوزير من يُلقي في قلبه حب السلطة ، وكان عبدالملك رجلًا سيء الرأي لا يحسن التفكير ، فقام بقتل وزيره سنة 455 هجريًا ، ثم انفرد بالسلطة ، مما جعله يعود لتجبره وطغيانه .
حينما وجد الأخ الأكبر عبدالرحمن هذا الاستبداد من أخيه ، فكر في أحقيته في السلطة منه ، فأصبح الطرفان يحاولان استمالة طائفة من الجند إلى كل منهما ، وبدأت الفوضى تعم أرجاء قرطبة ، وحينها كان أبو الوليد لازال على قيد الحياة ؛ فخشي على ولديه من سوء العاقبة ، مما جعله يقوم بتقسيم السلطة بينهما خلال سنة 456 هجريًا .
جعل أبو الوليد مهام خاصة لكل من ولديه اللذين قبلا القسمة ، ولكن عبد الملك قد تغلب على عبدالرحمن ، حيث قام بسجنه ، كما حكم عليه بالإقامة الجبرية داخل بيته ، وزاد استبداد عبدالملك ، ونشر الفساد والأذى بين الناس ، مما جعل أهل قرطبة ينصرفوا عن بني جهور .
نهاية بني جهور :
بعد انتشار الفساد في قرطبة بسبب حكم عبدالملك وحاشيته ؛ جعل النهاية تقترب من بني جهور ، وكانت قرطبة محط اهتمام الممالك المجاورة ، وخلال هذه الاضطرابات في قرطبة تمكن صاحب طليطلة المأمون يحيي بن ذي النون من الإغارة عليها ، حتى سقطت بني جهور إلى الأبد..
❀دين الرجل وبركة رسول الله❀
روي عن رجل انه وقع في كرب شديد وثقل عليه الدين حتى بلغ دينه خمسمائة دينار وعجز عن أدائها وكثر المطالبون بديونهم
فذهب إلى تاجر واستدان منه هذا المبلغ واشترط عليه سدادها في موعد محدد اتفقا عليه وذهب و أرجع الديون لأصحابها ومرت الأيام والليالي والحال يزداد سوء فوق سوء حتى بلغ الأجل محله وجاء موعد سداد الدين والرجل لا يملك درهماً ولا دينار بل ازداد دينه فوق ذاك الدين وجاء التاجر صاحب المال يطلب ماله فلم يجد عنده ما يسدد به دينه فذهب وشكاه للقاضي فحكم القاضي على الرجل بالسجن حتى يسدد الدين فقال الرجل للقاضي :
يا سيدي أمهلني إلى الغد حتى اخبر زوجتي وأؤمن عيالي حتى لا ينشغلوا علي
فقال القاضي للرجل :
وما الضمان انك سترجع غداً ؟
قال الرجل :
ضماني هو رسول الله (صل الله عليه وسلم ) فإن لم أرجع فاشهد علي في الدنيا والآخرة أني لست من أمة محمد صلى الله عليه وسلم
وكان القاضي صالحاً فقدر هذا الضمان وقبل وترك الرجل يذهب إلى أهله.
فلما رجع الرجل إلى بيته وأخبر زوجته بالخبر ما كان من هذه الزوجة الصالحة إلا أن قالت لزوجها بما أن رسول الله (صل الله عليه وسلم ) هو ضمانك عند القاضي فتعال لنصلي على رسول الله (صل الله عليه وسلم ) لعل الله يفرج عنا ببركته
وجلس الرجل وزوجته يصلون على رسول الله(ص) حتى غلبهم النوم
وإذا بالرجل يرى النبي(صل الله عليه وسلم ) في منامه
ويقول له :
إذا كان الصباح فاذهب إلى الوالي وأقرئه مني السلام
وقل له رسول الله (صل الله عليه وسلم ) يطلب منك أن تسدد عني الدين
فإن سألك عن علامة صدقك .. فقل له :
هناك علامتان ؟
الأولى :
أن الوالي يصلي علي في كل ليلة ألف مرة لا يقطعها أبداًً
والعلامة الثانية :
هي أنه أخطأ في عدها ليلة البارحة فبشره بأنها قد وصلت كاملة
فلما استيقظ الرجل أسرع إلى والي المدينة فدخل عليه وسلم عليه
ثم قال له :
الرسول (صل الله عليه وسلم ) يقرئك السلام ويطلب منك أن تسدد ديني
فقال : وكم دينك ؟
قال : خمسمائة دينار
ثم قال الوالي : وما علامة صدقك على ما تقول ؟
فقال الرجل : هناك علامتان
الأولى : انك تصلي على رسول الله (صل الله عليه وسلم ) كل ليلة ألف مرة ،
فقال الوالي : صدقت ،
ثم بكى الوالي
فقال الرجل : وأما العلامة الثانية أنك أخطأت بعدها ليلة البارحة ويبشرك رسول الله (صل الله عليه وسلم ) بأنها قد وصلت كاملة
فقال الوالي : صدقت ، وازداد بكاؤه فأمر له بخمسمائة دينار من بيت المال ، ثم أمر له بألفين وخمسمائة دينار من ماله الخاص
وقال : هذه إكراما لك ولسلام رسول الله (صل الله عليه وسلم ).
فخرج الرجل مسرعا ليدرك القاضي ليسدد دينه ويبر بوعده للقاضي
فلما دخل إلى القاضي ..
وجد القاضي ينتظره وبيده كيس فيه مال فإذا بالقاضي يقول له : أنا سأسدد الدين عنك وهذه خمسمائة دينار مني إليك ؛ لأنني رأيت رسول الله (صل الله عليه وسلم ) ببركتك وبسببك
وقال لي : إن أديت عن هذا الرجل أدينا عنك يوم القيامة
وإذا بالتاجر صاحب المال يدخل ويقول للقاضي :
يا سيدي لقد عفوت عنه وسامحته بالدين وهذه خمسمائة دينار هدية مني إليه ؛ لأني رأيت رسول الله (صل الله عليه وسلم ) ببركته وبسببه
وقال لي إن عفوت عنه عفونا عنك يوم القيامة
فخرج الرجل من عند القاضي الفرحة لا تسعه وأسرع إلى زوجته وأخبرها بما كان من أمره
كان يطلب من يسدد عنه خمسمائة دينار وها هو يعود إلى بيته ويحمل أربعة آلاف دينار وكل هذا إنما حدث ببركة وفضل الصلاة على سيدنا محمد (صل الله عليه وسلم )..
روي عن رجل انه وقع في كرب شديد وثقل عليه الدين حتى بلغ دينه خمسمائة دينار وعجز عن أدائها وكثر المطالبون بديونهم
فذهب إلى تاجر واستدان منه هذا المبلغ واشترط عليه سدادها في موعد محدد اتفقا عليه وذهب و أرجع الديون لأصحابها ومرت الأيام والليالي والحال يزداد سوء فوق سوء حتى بلغ الأجل محله وجاء موعد سداد الدين والرجل لا يملك درهماً ولا دينار بل ازداد دينه فوق ذاك الدين وجاء التاجر صاحب المال يطلب ماله فلم يجد عنده ما يسدد به دينه فذهب وشكاه للقاضي فحكم القاضي على الرجل بالسجن حتى يسدد الدين فقال الرجل للقاضي :
يا سيدي أمهلني إلى الغد حتى اخبر زوجتي وأؤمن عيالي حتى لا ينشغلوا علي
فقال القاضي للرجل :
وما الضمان انك سترجع غداً ؟
قال الرجل :
ضماني هو رسول الله (صل الله عليه وسلم ) فإن لم أرجع فاشهد علي في الدنيا والآخرة أني لست من أمة محمد صلى الله عليه وسلم
وكان القاضي صالحاً فقدر هذا الضمان وقبل وترك الرجل يذهب إلى أهله.
فلما رجع الرجل إلى بيته وأخبر زوجته بالخبر ما كان من هذه الزوجة الصالحة إلا أن قالت لزوجها بما أن رسول الله (صل الله عليه وسلم ) هو ضمانك عند القاضي فتعال لنصلي على رسول الله (صل الله عليه وسلم ) لعل الله يفرج عنا ببركته
وجلس الرجل وزوجته يصلون على رسول الله(ص) حتى غلبهم النوم
وإذا بالرجل يرى النبي(صل الله عليه وسلم ) في منامه
ويقول له :
إذا كان الصباح فاذهب إلى الوالي وأقرئه مني السلام
وقل له رسول الله (صل الله عليه وسلم ) يطلب منك أن تسدد عني الدين
فإن سألك عن علامة صدقك .. فقل له :
هناك علامتان ؟
الأولى :
أن الوالي يصلي علي في كل ليلة ألف مرة لا يقطعها أبداًً
والعلامة الثانية :
هي أنه أخطأ في عدها ليلة البارحة فبشره بأنها قد وصلت كاملة
فلما استيقظ الرجل أسرع إلى والي المدينة فدخل عليه وسلم عليه
ثم قال له :
الرسول (صل الله عليه وسلم ) يقرئك السلام ويطلب منك أن تسدد ديني
فقال : وكم دينك ؟
قال : خمسمائة دينار
ثم قال الوالي : وما علامة صدقك على ما تقول ؟
فقال الرجل : هناك علامتان
الأولى : انك تصلي على رسول الله (صل الله عليه وسلم ) كل ليلة ألف مرة ،
فقال الوالي : صدقت ،
ثم بكى الوالي
فقال الرجل : وأما العلامة الثانية أنك أخطأت بعدها ليلة البارحة ويبشرك رسول الله (صل الله عليه وسلم ) بأنها قد وصلت كاملة
فقال الوالي : صدقت ، وازداد بكاؤه فأمر له بخمسمائة دينار من بيت المال ، ثم أمر له بألفين وخمسمائة دينار من ماله الخاص
وقال : هذه إكراما لك ولسلام رسول الله (صل الله عليه وسلم ).
فخرج الرجل مسرعا ليدرك القاضي ليسدد دينه ويبر بوعده للقاضي
فلما دخل إلى القاضي ..
وجد القاضي ينتظره وبيده كيس فيه مال فإذا بالقاضي يقول له : أنا سأسدد الدين عنك وهذه خمسمائة دينار مني إليك ؛ لأنني رأيت رسول الله (صل الله عليه وسلم ) ببركتك وبسببك
وقال لي : إن أديت عن هذا الرجل أدينا عنك يوم القيامة
وإذا بالتاجر صاحب المال يدخل ويقول للقاضي :
يا سيدي لقد عفوت عنه وسامحته بالدين وهذه خمسمائة دينار هدية مني إليه ؛ لأني رأيت رسول الله (صل الله عليه وسلم ) ببركته وبسببه
وقال لي إن عفوت عنه عفونا عنك يوم القيامة
فخرج الرجل من عند القاضي الفرحة لا تسعه وأسرع إلى زوجته وأخبرها بما كان من أمره
كان يطلب من يسدد عنه خمسمائة دينار وها هو يعود إلى بيته ويحمل أربعة آلاف دينار وكل هذا إنما حدث ببركة وفضل الصلاة على سيدنا محمد (صل الله عليه وسلم )..
❀إسلام الجنرال الروسي أناتولي أندربوتش❀
إن للإسلام قوة خفية تكمن في شرائعه ، وهذه القوة تبدو واضحة لأي شخص يبحث بإخلاص عن الدين الحق ، ومن بين هؤلاء كان الجنرال الروسي أناتولي أندربوتش الذي تحول من شخص يكره الإسلام والمسلمين إلى مؤذن في أحد المساجد .
ولد أناتولي في دولة أذربيجان التابعة للاتحاد السوفيتي والذي كان يعتبر دولة ملحدة في ذلك الوقت ، وكانت عائلته تتبع أفكار ماركس ولينين الإلحادية ، وقد أثر ذلك على طريقة تفكيره بصورة كبيرة حيث أصبح يكره زملائه وجيرانه المسلمين بشدة .
وقد أدى ذلك إلى التحاقه بصفوف الجيش الروسي ليستطيع أن يقتل ويسفك ماء المسلمين ، وقد استطاع أن يتدرج في المناصب داخل الجيش حتى وصل إلى رتبة جنرال في الجيش ، وفي ذلك الوقت اجتاحت القوات الشيوعية دولة أفغانستان المسلمة ، وكان أناتولي مع تك القوات ، وقد شارك في تلك الحرب منذ بدايتها عام 1979م وحتى انتهائها عام 1989م .
وكان أناتولي يستمتع بشدة بقتل وتعذيب الجنود المسلمين بأبشع الطرق التي عرفتها البشرية ، ولكن بالرغم من ذلك كاستمر الجنود المسلمين البسطاء في مواجهة الجيش الروسي بكل عدته وعتاده وهم بأسلحتهم البدائية البسيطة وقد لفت ذلك انتباه أناتولي ، فكيف يستطيع هؤلاء الأشخاص الصمود كل تلك الفترة بالرغم من أنهم متفوقون عليهم في كل شيء وكيف يقاتلون بتلك البسالة ، وفكر أنه لابد من وجود قوة خفية تدفعهم لفعل ذلك .
وفي أحد الأيام بينما كان الجنرال أناتولي يتفقد جثث القتلى الروس ، لاحظ أن جثث الجنود الروس قد بدأت تتعفن وتفوح منها رائحة كريهة ، أما جثث شهداء المسلمين فكانت سليمة وتبدو الابتسامة واضحة على وجوههم !
كانت تلك اللحظة بمثابة نقطة فارقة في حياته ، حيث بدأ يبحث عن سر ما رأه ، وبدأ يفكر في الإديان ، ويقرأ عنها ومن بينها الإسلام ، وبعد أن كان أناتولي يستمتع بتعذيب الأسرى المسلمين ، بدأ يتحدث معهم ، ويسألهم عن معنى كلمة “الله أكبر” التي يرددونها باستمرار ، وقد تعلم من الأسرى معلومات كثيرة عن الإسلام .
وبعد انتهاء الحرب توجه أناتولي لقرية بعيدة عن بلدته لا يعرفه فيها أحد ، وهناك قابل شيخ يسمى الشيخ محمد حسين وتقرب منه وارتاح لصحبته ، وقد أخذ الشيخ يدعوه للإسلام بهدوء وروية حتى اقتنع أناتولي تمامًا بدين الإسلام ، وأعلن إسلامه في مسجد القرية .
وقد حاول أن يدعو زوجته وأهله للإسلام أيضًا ، وقد عاش الجنرال الروسي في نفس المدينة التي أعلن إسلامه فيها وأصبح مؤذن في نفس المسجد الذي أسلم فيه..
إن للإسلام قوة خفية تكمن في شرائعه ، وهذه القوة تبدو واضحة لأي شخص يبحث بإخلاص عن الدين الحق ، ومن بين هؤلاء كان الجنرال الروسي أناتولي أندربوتش الذي تحول من شخص يكره الإسلام والمسلمين إلى مؤذن في أحد المساجد .
ولد أناتولي في دولة أذربيجان التابعة للاتحاد السوفيتي والذي كان يعتبر دولة ملحدة في ذلك الوقت ، وكانت عائلته تتبع أفكار ماركس ولينين الإلحادية ، وقد أثر ذلك على طريقة تفكيره بصورة كبيرة حيث أصبح يكره زملائه وجيرانه المسلمين بشدة .
وقد أدى ذلك إلى التحاقه بصفوف الجيش الروسي ليستطيع أن يقتل ويسفك ماء المسلمين ، وقد استطاع أن يتدرج في المناصب داخل الجيش حتى وصل إلى رتبة جنرال في الجيش ، وفي ذلك الوقت اجتاحت القوات الشيوعية دولة أفغانستان المسلمة ، وكان أناتولي مع تك القوات ، وقد شارك في تلك الحرب منذ بدايتها عام 1979م وحتى انتهائها عام 1989م .
وكان أناتولي يستمتع بشدة بقتل وتعذيب الجنود المسلمين بأبشع الطرق التي عرفتها البشرية ، ولكن بالرغم من ذلك كاستمر الجنود المسلمين البسطاء في مواجهة الجيش الروسي بكل عدته وعتاده وهم بأسلحتهم البدائية البسيطة وقد لفت ذلك انتباه أناتولي ، فكيف يستطيع هؤلاء الأشخاص الصمود كل تلك الفترة بالرغم من أنهم متفوقون عليهم في كل شيء وكيف يقاتلون بتلك البسالة ، وفكر أنه لابد من وجود قوة خفية تدفعهم لفعل ذلك .
وفي أحد الأيام بينما كان الجنرال أناتولي يتفقد جثث القتلى الروس ، لاحظ أن جثث الجنود الروس قد بدأت تتعفن وتفوح منها رائحة كريهة ، أما جثث شهداء المسلمين فكانت سليمة وتبدو الابتسامة واضحة على وجوههم !
كانت تلك اللحظة بمثابة نقطة فارقة في حياته ، حيث بدأ يبحث عن سر ما رأه ، وبدأ يفكر في الإديان ، ويقرأ عنها ومن بينها الإسلام ، وبعد أن كان أناتولي يستمتع بتعذيب الأسرى المسلمين ، بدأ يتحدث معهم ، ويسألهم عن معنى كلمة “الله أكبر” التي يرددونها باستمرار ، وقد تعلم من الأسرى معلومات كثيرة عن الإسلام .
وبعد انتهاء الحرب توجه أناتولي لقرية بعيدة عن بلدته لا يعرفه فيها أحد ، وهناك قابل شيخ يسمى الشيخ محمد حسين وتقرب منه وارتاح لصحبته ، وقد أخذ الشيخ يدعوه للإسلام بهدوء وروية حتى اقتنع أناتولي تمامًا بدين الإسلام ، وأعلن إسلامه في مسجد القرية .
وقد حاول أن يدعو زوجته وأهله للإسلام أيضًا ، وقد عاش الجنرال الروسي في نفس المدينة التي أعلن إسلامه فيها وأصبح مؤذن في نفس المسجد الذي أسلم فيه..
❀قصة فضل الشجاعة في الإسلام❀
يُروى أنه لما كانت غزوة خيبر ، نزل رسول الله صل الله عليه وسلم ، بالمسلمين على حصن من حصونها ، وصار يبعث كل يوم رجلاً يقاتل ، فلم يفتح عليه .
علي بن أبي طالب يحمل الراية من رسول الله :
فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لأعطين الراية غدًا رجلاً يحب الله ورسوله ، يفتح الله على يديه) فدعا عليًا رضيّ الله عنه ، وهو أرمد ، فتفل في عينيه ، ثم قال : ( خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك ) ، ودعا له ومن معه بالنصر .
شجاعة علي بن أبي طالب في غزوة خيبر :
فخرج علي رضي الله عنه يهرول ، حتى ركزها تحت الحصن ، ثم خرج إليه أهل الحصن ، فبرز لها فارس فقتله ، وانهزمت اليهود إلى الحصن ، ثم خرج إليه أخو المقتول لابسًا لأمته ، ثم حمل على علي رضي الله عنه ، وضربه فطرح ترسه في يده .
فتناول علي رضي الله عنه بابا كان عند الحصن فتترس به عن نفسه ، وقتل خصمه ، ولم يزل يقاتل والباب في يده حتى فتح الله عليه ، ثم ألقاه من يده وراء ظهره ، وكان طول الباب ثمانين شبرًا ، ولم يحركه بعد ذلك سبعون رجلاً إلا بعد جهد ، ففيه دلالة على فرط قوة علي ، وكمال شجاعته رضيّ الله عنه وأرضاه .
شجاعة فتاة ومساعدتها للضعفاء :
ويحكى أنه كانت فتاة ماتت أمها ، وتركتها في حضانة أبيها ، وهو عامل في سكة حديد ، يشرف عليها بيته ، فوقفت يومًا على الباب بعد الغروب تنتظر عودة أبيها ، وتتسلى برؤية القطار ، وهي آتية ذاهبة ، فرأت ضوء قطار بضاعة آتيًا بسرعة ، ثم اختفى ، ولم تدر لذلك سببًا ، لعلمها أن الطريق مستقيمة ، وليس هنالك ما يحجب الضوء عن الأبصار .
فذهبت إلى مكانه لتنظر إلى ما جرى ، فوجدته قد هوت به القنطرة فوقع في النهر ، وكانت الصبية تعلم أن قطار الركاب يأتي بعده بساعة ، وليس لأحدٍ علم بسقوط القنطرة حتى يوقفه .
مروءة الفتاة الصغيرة :
فدفعتها المروءة إلى الذهاب إلى المحطة ، وإعلان الخبر ، رغم ما يصادفها من الأخطار ، فجرت الفتاة في الظلام ، حتى أدركت قنطرة أخرى ليس لها تفاريج على جانبيها ، وكانت الريح عاصفة شديدة ، فمشت مكبة على يديها ورجليها ، خوف أن تقذفها الريح إلى النهر ، ثم اعتدلت عندما عبرتها ، وأسرعت الجري إلى أن بلغت المحطة ، وقد نهكها الكد ، وأضناها التعب .
إنقاذ الفتاة لأرواح الركاب :
فصرخت قائلة : أوقفوا القطار ، ثم سقطت مغشيًا عليها ، فأكبر الناس عملها وحملها بعضهم إلى بيتها ، وأوقف القطار قبل أن يبلغ مكان القنطرة ، فنجا الركاب بهمة هذه الفتاة الصغيرة ، واكتتبوا مبلغ من المال وأهدوه إليها ، مكافأة على مروءتها وشجاعتها .
آيات في القرآن عن الشجاعة والقوة :
ولقد ورد في كتاب الله سبحانه وتعالى ، آيات ورد فيها ذكر القوة والشجاعة ، ومنها ، قوله تعالى في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم : (يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) صدق الله العظيم ..الآية 12 من سورة مريم .
وقوله تعالى في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ( صدق الله العظيم ..الآية 26 من سورة القصص ، وقوله تعالى في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ ) صدق الله العظيم .. الآية 60 من سورة الأنفال..
يُروى أنه لما كانت غزوة خيبر ، نزل رسول الله صل الله عليه وسلم ، بالمسلمين على حصن من حصونها ، وصار يبعث كل يوم رجلاً يقاتل ، فلم يفتح عليه .
علي بن أبي طالب يحمل الراية من رسول الله :
فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( لأعطين الراية غدًا رجلاً يحب الله ورسوله ، يفتح الله على يديه) فدعا عليًا رضيّ الله عنه ، وهو أرمد ، فتفل في عينيه ، ثم قال : ( خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله عليك ) ، ودعا له ومن معه بالنصر .
شجاعة علي بن أبي طالب في غزوة خيبر :
فخرج علي رضي الله عنه يهرول ، حتى ركزها تحت الحصن ، ثم خرج إليه أهل الحصن ، فبرز لها فارس فقتله ، وانهزمت اليهود إلى الحصن ، ثم خرج إليه أخو المقتول لابسًا لأمته ، ثم حمل على علي رضي الله عنه ، وضربه فطرح ترسه في يده .
فتناول علي رضي الله عنه بابا كان عند الحصن فتترس به عن نفسه ، وقتل خصمه ، ولم يزل يقاتل والباب في يده حتى فتح الله عليه ، ثم ألقاه من يده وراء ظهره ، وكان طول الباب ثمانين شبرًا ، ولم يحركه بعد ذلك سبعون رجلاً إلا بعد جهد ، ففيه دلالة على فرط قوة علي ، وكمال شجاعته رضيّ الله عنه وأرضاه .
شجاعة فتاة ومساعدتها للضعفاء :
ويحكى أنه كانت فتاة ماتت أمها ، وتركتها في حضانة أبيها ، وهو عامل في سكة حديد ، يشرف عليها بيته ، فوقفت يومًا على الباب بعد الغروب تنتظر عودة أبيها ، وتتسلى برؤية القطار ، وهي آتية ذاهبة ، فرأت ضوء قطار بضاعة آتيًا بسرعة ، ثم اختفى ، ولم تدر لذلك سببًا ، لعلمها أن الطريق مستقيمة ، وليس هنالك ما يحجب الضوء عن الأبصار .
فذهبت إلى مكانه لتنظر إلى ما جرى ، فوجدته قد هوت به القنطرة فوقع في النهر ، وكانت الصبية تعلم أن قطار الركاب يأتي بعده بساعة ، وليس لأحدٍ علم بسقوط القنطرة حتى يوقفه .
مروءة الفتاة الصغيرة :
فدفعتها المروءة إلى الذهاب إلى المحطة ، وإعلان الخبر ، رغم ما يصادفها من الأخطار ، فجرت الفتاة في الظلام ، حتى أدركت قنطرة أخرى ليس لها تفاريج على جانبيها ، وكانت الريح عاصفة شديدة ، فمشت مكبة على يديها ورجليها ، خوف أن تقذفها الريح إلى النهر ، ثم اعتدلت عندما عبرتها ، وأسرعت الجري إلى أن بلغت المحطة ، وقد نهكها الكد ، وأضناها التعب .
إنقاذ الفتاة لأرواح الركاب :
فصرخت قائلة : أوقفوا القطار ، ثم سقطت مغشيًا عليها ، فأكبر الناس عملها وحملها بعضهم إلى بيتها ، وأوقف القطار قبل أن يبلغ مكان القنطرة ، فنجا الركاب بهمة هذه الفتاة الصغيرة ، واكتتبوا مبلغ من المال وأهدوه إليها ، مكافأة على مروءتها وشجاعتها .
آيات في القرآن عن الشجاعة والقوة :
ولقد ورد في كتاب الله سبحانه وتعالى ، آيات ورد فيها ذكر القوة والشجاعة ، ومنها ، قوله تعالى في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم : (يَا يَحْيَىٰ خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) صدق الله العظيم ..الآية 12 من سورة مريم .
وقوله تعالى في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ ( صدق الله العظيم ..الآية 26 من سورة القصص ، وقوله تعالى في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ ) صدق الله العظيم .. الآية 60 من سورة الأنفال..
❀إسلام المغني البريطاني كات ستيفنس❀
عاش حياة مرفهة جدًا ، وقد فاقت شهرته حد أحلامه حتى أخذته الدنيا ، لينخرط في متعها الزائفة من خمر ومخدرات وغيرهما ، غير أنه كان يمتلك هاتفًا بداخله يبحث عن حقيقة الوجود ، حتى وصل إليه بمحض المصادفة ودون أي ترتيب كتاب الله تعالى العظيم “القرآن الكريم” ، ليحوّله من إنسان ضائع إلى إنسان يعلم كيف يحيا بنور الإيمان ، من هذا المنطلق يُشع اسم كات ستيفنس Cat Stevens أو يوسف إسلام .
من هو كات ستيفنس :
وُلد ستيفنس ديمتري جورجيو Steven Demetre Georgiou الذي اشتهر باسم كات ستيفنس خلال عام 1947م لأب من القبارصة اليونانيين وأم سويدية ، وكانت أسرته تدين بالمسيحية ، وقد عاش بينهم حياة مرفهة ، وقد تعلم من خلال أسرته أن الله موجود ولكن لا يمكن للبشر الاتصال المباشر به إلا عن طريق وسيط وهو النبي عيسى عليه السلام ، ولكنه لم يقتنع بهذا الكلام كليةً ، فهناك جزء من عقله كان يرفض تلك التماثيل التي صنعوها للنبي عيسى المُبرّأ منها ، لأنه كان يراها مجرد تماثيل أو صور لا فائدة منها .
انغمس ستيفنس في الحياة الدنيوية وأهمل الجانب الديني ، وانطلق في مشواره الغنائي ليصل إلى قمة الشهرة في بريطانيا ، فهو كان دائم البحث عن الشهرة والمال في تلك المرحلة ، حيث أن رغبته في العيش بكل طرق الرفاهية كانت هي هدفه الوحيد ، لدرجة أنه اتجه إلى طريق الخمور والمخدرات ليتم مسيرته الحياتية بكل ما تبتغيه النفس من صنوف المتع الدنيوية .
البحث عن اليقين :
بعد مرور عام من الشهرة الواسعة والمتعة التي بلا حدود التي عاشها ستيفنس ؛ أصيب بمرض السل ، ودخل المستشفى لتلقي العلاج ، ومن هنا عاد إلى صوابه ليفكر في الجسد والروح وارتباطهما مع بعضهما البعض ، وهل الإنسان مجرد جسد يبحث عن المتع فقط أم أنه يرتبط بالروح التي ستفنى وبالتالي ينتهي هذا الجسد ، وكانت تلك هي البداية الروحانية للتأمل في الحياة .
وكانت شهرة ستيفنس لازالت تزداد أيضًا في تلك المرحلة ، وقد اقتنع بأن البوذية ربما تكون هي الطريق الصحيح ولكنه لم يكن على استعداد للتخلي عن الحياة والتعبد في محراب الإيمان ، فاتجه إلى عالم الأرقام والأبراج لعله يجد ضالته ولكنه لم يقتنع بأي شيء مما يرد في هذا العالم الوهمي .
القرآن الكريم :
حدثت المعجزة التي أصبحت بالنسبة لستيفنس أعظم ما حدث له طيلة حياته ، حيث أن أخيه قد سافر القدس ، وحينما عاد أبدى انبهاره بالمسجد الأقصى ومدى الحيوية التي تحيط به على خلاف الكنائس والمعابد التي تبدو ساكنة ، وقد أحضر شقيق ستيفنس نسخة مترجمة من القرآن الكريم ، والتي أهداها إلى ستيفنس لعله يجد ضالته ، فعلى الرغم من عدم اعتناق شقيقه الإسلام إلا أنه كان يعلم غريزة البحث التي تسكن بداخل ستيفنس .
قرأ ستيفنس القرآن الكريم ليجد فيه كل الإجابات التي حيرته في هذه الحياة ، ليعرف حقيقة وجوده والهدف من حياته ، وهو ما جعله يسافر إلى القدس مثلما فعل أخيه وهناك دخل المسجد وحاول تقليد المسلمين أثناء الصلاة ، وحينما عاد إلى لندن قابل سيدة مسلمة تُدعى “نفيسة” وأخبرها برغبته في اعتناق الإسلام ، فأخبرته عن مكان مسجد ليذهب إليه ، وهناك نطق الشهادتين أمام إمام المسجد بعد صلاة الجمعة خلال عام 1977م ؛ وكان ذلك بعد عام ونصف تقريبًا من قراءته القرآن الكريم ، وأصبح اسمه “يوسف إسلام..
عاش حياة مرفهة جدًا ، وقد فاقت شهرته حد أحلامه حتى أخذته الدنيا ، لينخرط في متعها الزائفة من خمر ومخدرات وغيرهما ، غير أنه كان يمتلك هاتفًا بداخله يبحث عن حقيقة الوجود ، حتى وصل إليه بمحض المصادفة ودون أي ترتيب كتاب الله تعالى العظيم “القرآن الكريم” ، ليحوّله من إنسان ضائع إلى إنسان يعلم كيف يحيا بنور الإيمان ، من هذا المنطلق يُشع اسم كات ستيفنس Cat Stevens أو يوسف إسلام .
من هو كات ستيفنس :
وُلد ستيفنس ديمتري جورجيو Steven Demetre Georgiou الذي اشتهر باسم كات ستيفنس خلال عام 1947م لأب من القبارصة اليونانيين وأم سويدية ، وكانت أسرته تدين بالمسيحية ، وقد عاش بينهم حياة مرفهة ، وقد تعلم من خلال أسرته أن الله موجود ولكن لا يمكن للبشر الاتصال المباشر به إلا عن طريق وسيط وهو النبي عيسى عليه السلام ، ولكنه لم يقتنع بهذا الكلام كليةً ، فهناك جزء من عقله كان يرفض تلك التماثيل التي صنعوها للنبي عيسى المُبرّأ منها ، لأنه كان يراها مجرد تماثيل أو صور لا فائدة منها .
انغمس ستيفنس في الحياة الدنيوية وأهمل الجانب الديني ، وانطلق في مشواره الغنائي ليصل إلى قمة الشهرة في بريطانيا ، فهو كان دائم البحث عن الشهرة والمال في تلك المرحلة ، حيث أن رغبته في العيش بكل طرق الرفاهية كانت هي هدفه الوحيد ، لدرجة أنه اتجه إلى طريق الخمور والمخدرات ليتم مسيرته الحياتية بكل ما تبتغيه النفس من صنوف المتع الدنيوية .
البحث عن اليقين :
بعد مرور عام من الشهرة الواسعة والمتعة التي بلا حدود التي عاشها ستيفنس ؛ أصيب بمرض السل ، ودخل المستشفى لتلقي العلاج ، ومن هنا عاد إلى صوابه ليفكر في الجسد والروح وارتباطهما مع بعضهما البعض ، وهل الإنسان مجرد جسد يبحث عن المتع فقط أم أنه يرتبط بالروح التي ستفنى وبالتالي ينتهي هذا الجسد ، وكانت تلك هي البداية الروحانية للتأمل في الحياة .
وكانت شهرة ستيفنس لازالت تزداد أيضًا في تلك المرحلة ، وقد اقتنع بأن البوذية ربما تكون هي الطريق الصحيح ولكنه لم يكن على استعداد للتخلي عن الحياة والتعبد في محراب الإيمان ، فاتجه إلى عالم الأرقام والأبراج لعله يجد ضالته ولكنه لم يقتنع بأي شيء مما يرد في هذا العالم الوهمي .
القرآن الكريم :
حدثت المعجزة التي أصبحت بالنسبة لستيفنس أعظم ما حدث له طيلة حياته ، حيث أن أخيه قد سافر القدس ، وحينما عاد أبدى انبهاره بالمسجد الأقصى ومدى الحيوية التي تحيط به على خلاف الكنائس والمعابد التي تبدو ساكنة ، وقد أحضر شقيق ستيفنس نسخة مترجمة من القرآن الكريم ، والتي أهداها إلى ستيفنس لعله يجد ضالته ، فعلى الرغم من عدم اعتناق شقيقه الإسلام إلا أنه كان يعلم غريزة البحث التي تسكن بداخل ستيفنس .
قرأ ستيفنس القرآن الكريم ليجد فيه كل الإجابات التي حيرته في هذه الحياة ، ليعرف حقيقة وجوده والهدف من حياته ، وهو ما جعله يسافر إلى القدس مثلما فعل أخيه وهناك دخل المسجد وحاول تقليد المسلمين أثناء الصلاة ، وحينما عاد إلى لندن قابل سيدة مسلمة تُدعى “نفيسة” وأخبرها برغبته في اعتناق الإسلام ، فأخبرته عن مكان مسجد ليذهب إليه ، وهناك نطق الشهادتين أمام إمام المسجد بعد صلاة الجمعة خلال عام 1977م ؛ وكان ذلك بعد عام ونصف تقريبًا من قراءته القرآن الكريم ، وأصبح اسمه “يوسف إسلام..
❀قصة لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق❀
يُحكى أنه كان أحمد بن طولون حاكم مصر ، متحليًا بالعدل مع تجبره وسفكه للدماء ، وكان يجلس للمظالم ، وينصف المظلوم من الظالم .
العباس وأبيه :
حكى أن ولده العباس استدعى بمغنية ، وهو يشرب الخمر صباحًا ، فلقيها بعض صالحي مصر ومعها غلامٌ ، يحمل عودها فكسره ، فدخل العباس إلى أبيه وأخبره بذلك ، فأمر بإحضار ذلك الرجل الصالح … فلما حضر إليه قال : أنت الذي كسرت العود ؟ قال : نعم ، قال : أفعلمت لمن هو ؟ قال : نعم ، قال : أما أكرمته لي ؟.
لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق :
فقال : أأكرمه لك بمعصية الله ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ؟ فأطرق أحمد عند ذلك ، ثم قال : كل منكر رأيته فغيّره ، وأنا ورائك .. فهذا الرجل الصالح لمّا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، عملاً بقول الله سبحانه تعالى ، في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم : (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ ) صدق الله العظيم .. الآية 110 من سورة آل عمران ، فقدّم طاعة الله على طاعة المخلوق ، نجّاه الله وأكرمه وجعل المخلوق يحبه ويكرمه .
فليست هناك طاعة مطلقة إلا لله تعالى ورسول الله صل الله عليه وسلم ، فإن أمر إنسان إنساناً آخر بمعصية فلا طاعة له ، عملاً بقول الله سبحانه تعالى ، في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) .. صدق الله العظيم .. الآية 59 من سورة النساء .
قال الشنقيطي في كتاب أضواء البيان : أن تكرر الفعل بالنسبة لله وللرسول ، ولم يكرره بالنسبة لأولي الأمر، لأن طاعتهم لا تكون استقلالًا ، بل تبعًا لطاعة الله ، وطاعة رسوله ، كما في الحديث : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
المواقف النبوية الدالة على الحديث :
ومن المواقف النبوية الدالة على أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ما رواه البخاري في صحيحه عن عليّ كرم الله وجهه ، أن النبي صلّ الله عليه وسلم ، بعث جيشاً وأمَّر عليهم رجلًا ، فأوقد ناراً ، وقال : ادخلوها ، فأرادوا أن يدخلوها وقال آخرون : إنما فررنا منها ، فذكروا للنبي صلّ الله عليه وسلم ، فقال للذين أرادوا أن يدخلوها : لو دخلوها لم يزالوا فيها إلى يوم القيامة ، وقال للآخرين : لا طاعة في المعصية ، إنما الطاعة في المعروف.. رواه البخاري .
رواية القرطبي والسعدي في شرح الأصل في الحديث :
والأصل في أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق قول النبي صل الله عليه وسلم ، (إنما الطاعة في المعروف) رواه البخاري ، وقد قال القرطبي : يعنى بالمعروف هنا ، ما ليس بمنكرٍ ولا معصية ، وقال السعدي: هذا الحديث قيَّد في كل من تجب طاعته من الولاة ، والوالدين ، والزوج ، وغيرهم ، فإن الشارع أمر بطاعة هؤلاء ، وكل منهم طاعته فيما يناسب حاله ، وكلها بالمعروف ، فإن الشارع ردَّ الناس في كثير مما أمرهم به إلى العرف والعادة ، كالبر والصلة والعدل ، والإحسان العام ، فكذلك طاعة من تجب طاعته ، وكلها تُقيَد بهذا القيْد ، وأن من أمر منهم بمعصية الله بفعل محرم أو ترك واجب ، فلا طاعة لمخلوق في معصية الله.
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلّ الله عليه وسلم ، قال : على المرءِ المسلم السمْع والطاعة فيما أحبّ وكَرِه إلا أن يُؤْمَر بمعصية ، فإن أُمِرَ بمعصية فلا سَمْع ولا طاعة. رواه مسلم..
يُحكى أنه كان أحمد بن طولون حاكم مصر ، متحليًا بالعدل مع تجبره وسفكه للدماء ، وكان يجلس للمظالم ، وينصف المظلوم من الظالم .
العباس وأبيه :
حكى أن ولده العباس استدعى بمغنية ، وهو يشرب الخمر صباحًا ، فلقيها بعض صالحي مصر ومعها غلامٌ ، يحمل عودها فكسره ، فدخل العباس إلى أبيه وأخبره بذلك ، فأمر بإحضار ذلك الرجل الصالح … فلما حضر إليه قال : أنت الذي كسرت العود ؟ قال : نعم ، قال : أفعلمت لمن هو ؟ قال : نعم ، قال : أما أكرمته لي ؟.
لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق :
فقال : أأكرمه لك بمعصية الله ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ؟ فأطرق أحمد عند ذلك ، ثم قال : كل منكر رأيته فغيّره ، وأنا ورائك .. فهذا الرجل الصالح لمّا أمر بالمعروف ونهى عن المنكر ، عملاً بقول الله سبحانه تعالى ، في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم : (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ ) صدق الله العظيم .. الآية 110 من سورة آل عمران ، فقدّم طاعة الله على طاعة المخلوق ، نجّاه الله وأكرمه وجعل المخلوق يحبه ويكرمه .
فليست هناك طاعة مطلقة إلا لله تعالى ورسول الله صل الله عليه وسلم ، فإن أمر إنسان إنساناً آخر بمعصية فلا طاعة له ، عملاً بقول الله سبحانه تعالى ، في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) .. صدق الله العظيم .. الآية 59 من سورة النساء .
قال الشنقيطي في كتاب أضواء البيان : أن تكرر الفعل بالنسبة لله وللرسول ، ولم يكرره بالنسبة لأولي الأمر، لأن طاعتهم لا تكون استقلالًا ، بل تبعًا لطاعة الله ، وطاعة رسوله ، كما في الحديث : لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .
المواقف النبوية الدالة على الحديث :
ومن المواقف النبوية الدالة على أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، ما رواه البخاري في صحيحه عن عليّ كرم الله وجهه ، أن النبي صلّ الله عليه وسلم ، بعث جيشاً وأمَّر عليهم رجلًا ، فأوقد ناراً ، وقال : ادخلوها ، فأرادوا أن يدخلوها وقال آخرون : إنما فررنا منها ، فذكروا للنبي صلّ الله عليه وسلم ، فقال للذين أرادوا أن يدخلوها : لو دخلوها لم يزالوا فيها إلى يوم القيامة ، وقال للآخرين : لا طاعة في المعصية ، إنما الطاعة في المعروف.. رواه البخاري .
رواية القرطبي والسعدي في شرح الأصل في الحديث :
والأصل في أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق قول النبي صل الله عليه وسلم ، (إنما الطاعة في المعروف) رواه البخاري ، وقد قال القرطبي : يعنى بالمعروف هنا ، ما ليس بمنكرٍ ولا معصية ، وقال السعدي: هذا الحديث قيَّد في كل من تجب طاعته من الولاة ، والوالدين ، والزوج ، وغيرهم ، فإن الشارع أمر بطاعة هؤلاء ، وكل منهم طاعته فيما يناسب حاله ، وكلها بالمعروف ، فإن الشارع ردَّ الناس في كثير مما أمرهم به إلى العرف والعادة ، كالبر والصلة والعدل ، والإحسان العام ، فكذلك طاعة من تجب طاعته ، وكلها تُقيَد بهذا القيْد ، وأن من أمر منهم بمعصية الله بفعل محرم أو ترك واجب ، فلا طاعة لمخلوق في معصية الله.
وعن عبدالله بن عمر رضي الله عنه أن النبي صلّ الله عليه وسلم ، قال : على المرءِ المسلم السمْع والطاعة فيما أحبّ وكَرِه إلا أن يُؤْمَر بمعصية ، فإن أُمِرَ بمعصية فلا سَمْع ولا طاعة. رواه مسلم..
❀قصة امير المغرب العربي الامير الخطابي❀
أيها الأمير. . . لقد أتيت إلى القاهرة خصيصًا لكي أتعلم منك" (الثائر الشيوعي تشي جيفارا 1960) "إن هذا الرجل الذي ينادي باسمه أهل آسيا وأفريقيا والهند، ويتغنون باسمه. . . إن هذا الرجل الذي يقاتل باسم الإسلام ويعيد إمارة المؤمنين والخلافة الإسلامية، هو الخطر القادم على البلاد الأوروبية" (السير كورتي عضو مجلس العموم البريطاني 1921) "دخلت على عبد الكريم في خندق أمامي، والطائرات الإسبانية والفرنسية تقذف المنطقة بحمم هائلة فوجدته متبسمًا مرحًا مقبلًا يضرب ببندقيته الطائرات، فتعجبت من هذه الظاهرة البشرية الفريدة! " (الصحافي الأمريكي فانسن شون 1926) لم يصدق (عبد الرحمن عزام باشا) أول أمين لجامعة الدول العربية عينيه، وهو يقرأ تلك البرقية السرية التي وصلته من مجموعة من المجاهدين العرب في اليمن في يوم من أيام عام 1947 م: (عاجل وسري للغاية. . . لقد نزلت بميناء عدن اليوم سفينة فرنسية تحمل على متنها شيخًا أسيرًا مكبلًا بالسلاسل، يشتبه أن يكون هو ذلك البطل الإسلامي الأسطوري الذي اختفى منذ عشرين عامًا. . . والسفينة في طريقها الآن إلى فرنسا وستمر غدًا بميناء بورسعيد المصري، لذا وجب التنبيه!) وما أن فرغ عزام باشا من قراءة هذه البرقية حتى طلب على الفور مقابلة مستعجلة مع (الملك فاروق) لمناقشة أمر هذه البرقية الخطيرة التي وصلته للتو من مضيق باب المندب، فدار نقاش سري بين عزام باشا والملك فاروق في قصر إقامته، وما هي إلّا لحظات حتى صدر قرار إلى الضباط الجزء: 1 - الصفحة: 17 المصريين في قناة السويس باعتراض طريق تلك السفينة الفرنسية وإحضار ذلك الشيخ الكبير إلى القصر الملكي في القاهرة للتأكد من هويته، وبعدها بأقل من أربع وعشرين ساعة أحضر الضباط المصريون إلى الملك شيخًا بلحية بيضاء كالثلج يمشي بخطوات ثابتة رغم بطئها، تبدو من بين قسمات وجهه الغائرة مظاهرٌ للعظمة والسمو لا تخفى على أحد، يلبس لباسًا أبيض غاية في البساطة، وتظهر على يديه وساقيه الهزيلتين علامات لسلاسل وأعلال وكأنها نُحتت في جلده نحتًا، فلمّا أصبح هذا الشيخ بين يدي الملك فاروق سأله ملك مصر عن هويته، فرفع الشيخ الكبير رأسه ونظر نحو الملك بعينين كعيني الصقر الجارح ثم قال بكل شموخ وثقة: (أنا الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي). . . نُغوِّر قليلًا في التاريخ، ونتحول إلى الغرب من القاهرة وبالتحديد إلى بلدة "أغادير" في الريف المغربي الإسلامي في سنة 1301 ه/ 1883 م، هناك يُرزق شيخ قبيلة من قبائل الأمازيغ البربر يدعى الشيخ "عبد الكريم الخطابي" مولودًا يسميه تبركًا على اسم رسول اللَّه محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، ليقرر هذا الشيخ تربية ابنه تربية صالحة منذ نعومة أظافره، وفعلًا قام بتعليمه اللغة العربية وتحفيظه القرآن بنفسه، ثم أرسله إلى جامعة "القرويين" في مدينة "فاس" ليتعلم هناك الحديث والفقه الإسلامي، وما هي إلا سنوات حتى أصبح "محمد ابن عبد الكريم الخطابي" قاضي القضاة في مدينة "مليلية" المغربية وهو ما يزال في عمر الشباب. في هذا الوقت كانت ظروف المغرب الإسلامي أصعب من أن يتخيلها إنسان، فلقد أدركت الدول الاستخرابية (الاستعمارية) أن بلاد المغرب الإسلامي تعتبر بمثابة مصنع للأبطال عبر التاريخ، فمنها خرج مجاهدو دولة "المرابطين" إلى الأندلس، ومنها أبحرت قوات دولة "الموحدين" إلى أوروبا، ومنها انطلقت كتائب النور الإسلامية أول مرة إلى أوروبا تحت قيادة (طارق بن زياد) فقررت تلك الدول إنهاء هذا الخطر الإسلامي، فعقدت دول أوروبا مؤتمر "الجزيرة الخضراء" عام 1906 م بمشاركة 12 دولة أوروبية، ولأول مرة في التاريخ يظهر اسم "أمريكا" لتكسر بذلك الولايات المتحدة الأمريكية "مبدأ مونرو" الذي ينص على: "عدم التدخل الأمريكي في السياسة الدولية"، كل هذه الدول اجتمعت من أجل انهاء هذا الكابوس الإسلامي المستمر إلى الأبد، فكان الجزء: 1 - الصفحة: 18 القرار النهائي لهذا المؤتمر: تقسيم بلاد المغرب الإسلامي! العجيب أن تلك الدول لم تكتفِ بتقسيم مملكة المغرب الإسلامي فحسب، بل قسمتها بطريقة خبيثة لم تعرفها شعوب الأرض من قبل، بحيث تضمن تفككها بشكل نهائي، فأخذت فرنسا القسم الجنوبي من مملكة المغرب "موريتانيا"، ثم أخذت إسبانيا القسم الذي يليه في الشمال "الصحراء الغربية"، ثم مرة أخرى فرنسا إلى الشمال من الصحراء "وسط المغرب الحالي" ثم إسبانيا إلى الشمال أيضًا في الساحل الشمالي للمغرب "الريف المغربي"، وبين هذا وذاك احتلت ألمانيا وبريطانيا مدنًا هنا وأخرى هناك، وظن الجميع أنهم بذلك أنهوا الوجود الإسلامي في بلاد المغرب الأبد، ولكن الشيخ عبد الكريم الخطابي وابنه محمد جزاهما اللَّه كل خير كان لهما رأي آخر، فبدءا بتجميع القبائل المتناحرة على راية الإسلام الواحدة، ومراسلة الخليفة العثماني في عاصمة الخلافة، عندها قتل الإسبان الشيخ المجاهد عبد الكريم الخطابي رحمه اللَّه، وأسروا ابنه الشيخ محمد، ووضعوه في أحد
أيها الأمير. . . لقد أتيت إلى القاهرة خصيصًا لكي أتعلم منك" (الثائر الشيوعي تشي جيفارا 1960) "إن هذا الرجل الذي ينادي باسمه أهل آسيا وأفريقيا والهند، ويتغنون باسمه. . . إن هذا الرجل الذي يقاتل باسم الإسلام ويعيد إمارة المؤمنين والخلافة الإسلامية، هو الخطر القادم على البلاد الأوروبية" (السير كورتي عضو مجلس العموم البريطاني 1921) "دخلت على عبد الكريم في خندق أمامي، والطائرات الإسبانية والفرنسية تقذف المنطقة بحمم هائلة فوجدته متبسمًا مرحًا مقبلًا يضرب ببندقيته الطائرات، فتعجبت من هذه الظاهرة البشرية الفريدة! " (الصحافي الأمريكي فانسن شون 1926) لم يصدق (عبد الرحمن عزام باشا) أول أمين لجامعة الدول العربية عينيه، وهو يقرأ تلك البرقية السرية التي وصلته من مجموعة من المجاهدين العرب في اليمن في يوم من أيام عام 1947 م: (عاجل وسري للغاية. . . لقد نزلت بميناء عدن اليوم سفينة فرنسية تحمل على متنها شيخًا أسيرًا مكبلًا بالسلاسل، يشتبه أن يكون هو ذلك البطل الإسلامي الأسطوري الذي اختفى منذ عشرين عامًا. . . والسفينة في طريقها الآن إلى فرنسا وستمر غدًا بميناء بورسعيد المصري، لذا وجب التنبيه!) وما أن فرغ عزام باشا من قراءة هذه البرقية حتى طلب على الفور مقابلة مستعجلة مع (الملك فاروق) لمناقشة أمر هذه البرقية الخطيرة التي وصلته للتو من مضيق باب المندب، فدار نقاش سري بين عزام باشا والملك فاروق في قصر إقامته، وما هي إلّا لحظات حتى صدر قرار إلى الضباط الجزء: 1 - الصفحة: 17 المصريين في قناة السويس باعتراض طريق تلك السفينة الفرنسية وإحضار ذلك الشيخ الكبير إلى القصر الملكي في القاهرة للتأكد من هويته، وبعدها بأقل من أربع وعشرين ساعة أحضر الضباط المصريون إلى الملك شيخًا بلحية بيضاء كالثلج يمشي بخطوات ثابتة رغم بطئها، تبدو من بين قسمات وجهه الغائرة مظاهرٌ للعظمة والسمو لا تخفى على أحد، يلبس لباسًا أبيض غاية في البساطة، وتظهر على يديه وساقيه الهزيلتين علامات لسلاسل وأعلال وكأنها نُحتت في جلده نحتًا، فلمّا أصبح هذا الشيخ بين يدي الملك فاروق سأله ملك مصر عن هويته، فرفع الشيخ الكبير رأسه ونظر نحو الملك بعينين كعيني الصقر الجارح ثم قال بكل شموخ وثقة: (أنا الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي). . . نُغوِّر قليلًا في التاريخ، ونتحول إلى الغرب من القاهرة وبالتحديد إلى بلدة "أغادير" في الريف المغربي الإسلامي في سنة 1301 ه/ 1883 م، هناك يُرزق شيخ قبيلة من قبائل الأمازيغ البربر يدعى الشيخ "عبد الكريم الخطابي" مولودًا يسميه تبركًا على اسم رسول اللَّه محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، ليقرر هذا الشيخ تربية ابنه تربية صالحة منذ نعومة أظافره، وفعلًا قام بتعليمه اللغة العربية وتحفيظه القرآن بنفسه، ثم أرسله إلى جامعة "القرويين" في مدينة "فاس" ليتعلم هناك الحديث والفقه الإسلامي، وما هي إلا سنوات حتى أصبح "محمد ابن عبد الكريم الخطابي" قاضي القضاة في مدينة "مليلية" المغربية وهو ما يزال في عمر الشباب. في هذا الوقت كانت ظروف المغرب الإسلامي أصعب من أن يتخيلها إنسان، فلقد أدركت الدول الاستخرابية (الاستعمارية) أن بلاد المغرب الإسلامي تعتبر بمثابة مصنع للأبطال عبر التاريخ، فمنها خرج مجاهدو دولة "المرابطين" إلى الأندلس، ومنها أبحرت قوات دولة "الموحدين" إلى أوروبا، ومنها انطلقت كتائب النور الإسلامية أول مرة إلى أوروبا تحت قيادة (طارق بن زياد) فقررت تلك الدول إنهاء هذا الخطر الإسلامي، فعقدت دول أوروبا مؤتمر "الجزيرة الخضراء" عام 1906 م بمشاركة 12 دولة أوروبية، ولأول مرة في التاريخ يظهر اسم "أمريكا" لتكسر بذلك الولايات المتحدة الأمريكية "مبدأ مونرو" الذي ينص على: "عدم التدخل الأمريكي في السياسة الدولية"، كل هذه الدول اجتمعت من أجل انهاء هذا الكابوس الإسلامي المستمر إلى الأبد، فكان الجزء: 1 - الصفحة: 18 القرار النهائي لهذا المؤتمر: تقسيم بلاد المغرب الإسلامي! العجيب أن تلك الدول لم تكتفِ بتقسيم مملكة المغرب الإسلامي فحسب، بل قسمتها بطريقة خبيثة لم تعرفها شعوب الأرض من قبل، بحيث تضمن تفككها بشكل نهائي، فأخذت فرنسا القسم الجنوبي من مملكة المغرب "موريتانيا"، ثم أخذت إسبانيا القسم الذي يليه في الشمال "الصحراء الغربية"، ثم مرة أخرى فرنسا إلى الشمال من الصحراء "وسط المغرب الحالي" ثم إسبانيا إلى الشمال أيضًا في الساحل الشمالي للمغرب "الريف المغربي"، وبين هذا وذاك احتلت ألمانيا وبريطانيا مدنًا هنا وأخرى هناك، وظن الجميع أنهم بذلك أنهوا الوجود الإسلامي في بلاد المغرب الأبد، ولكن الشيخ عبد الكريم الخطابي وابنه محمد جزاهما اللَّه كل خير كان لهما رأي آخر، فبدءا بتجميع القبائل المتناحرة على راية الإسلام الواحدة، ومراسلة الخليفة العثماني في عاصمة الخلافة، عندها قتل الإسبان الشيخ المجاهد عبد الكريم الخطابي رحمه اللَّه، وأسروا ابنه الشيخ محمد، ووضعوه في أحد
السجون في قمة جبل من جبال المغرب، وبطريقة أسطورية لا توصف، استطاع البطل بن البطل أن يصنع حبلًا من قماش فراشه، ليحرر به نفسه من نافذة السجن، ولكن الحبل ولسوء الحظ لم يكن بالطول الكافي ليصل بالخطابي من قمة الجبل إلى الأرض، ليقفز بطلنا من ارتفاع شاهق على الصخور الصمّاء، لتكسر بذلك ساقيه ويُغمى عليه من شدة الصدمة، قبل أن تكتشف سلطات السجن أمره وتعيده إلى السجن. وبعد حين من الأسر خرج الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي من السجن ليكوِّن من رجال قبائل الريف المغربي جيشًا من ثلاثة آلاف مقاتل فقط، مبتكرًا بذلك فنًا جديدًا من فنون القتال العسكري كان هو أول من استخدمه في تاريخ الحروب تحت اسم "حرب العصابات"، وقد استخدم كل ثوار العالم بعد ذلك هذا الفن العسكري القائم على فنون المباغتة والكر والفر. ثم ابتكر الأمير محمد نظامًا آخر في المقاومة اعترف الزعيم الفيتنامي (هوشيمنه) أنه اقتبسه من الأمير الخطابي في قتال الفيتناميين للأمريكيين بعد ذلك بسنوات، هذا النظام هو نظام حفر الخنادق الممتدة تحت الأرض حتى ثكنات العدو، وبذلك استطاع هذا البطل الإسلامي تلقين الجيش الإسباني درسًا جديدًا في كل الجزء: 1 - الصفحة: 19 يومٍ من أيام القتال. ولما تضاعفت خسائر الإسبان في الريف الإسلامي قام ملك إسبانيا (ألفونسو الثالث) عشر بإرسال جيشٍ كاملٍ من مدريد تحت قيادة صديقه الجنرال (سلفستري)، والتقى الجمعان في معركة "أنوال" الخالدة، جيش إسباني منظم مكون من 60 ألف جندي مع طائراتهم ودباباتهم مقابل 3 آلاف مجاهد مسلم يحملون بنادق بدائية فقط، ولكن هذان خصمان اختصموا في ربهم، فئة تقاتل في سبيل اللَّه، وأخرى تقاتل في سبيل الأرض والصليب، فكان حقًا على اللَّه نصر المؤمنين، وفعلًا انتصر الثلاثة آلاف مجاهد تحت قيادة الأسطورة الخطّابية على جيش كامل من 60 ألف مقاتل صليبي، وقتل المسلمون 18 ألف إسباني، وأسروا عشرات الآلاف من الغزاة، ولم يسلم من الهلاك والأسر إلّا 600 جندي إسباني هربوا إلى إسبانيا كالكلاب الفزعة، ليقصّوا أهوال ما رأوا في الريف المغربي على ملكهم، ليأسس الأمير الخطابي بعد ذلك "إمارة الريف الإسلامية" في شمال المغرب الإسلامي، وخلال 5 أعوام من إمارته قام الخطابي بتعليم الناس الدين الإسلامي الصحيح الخالي من الشعوذة والدروشة، ثم قام بإرسال البعثات العلمية لدول العالم، وتوحيد صفوف القبائل المتناحرة تحت راية الإسلام. . . . وكما هو متوقع بعد كل صحوة إسلامية. . . . اجتمعت دول الصليب مرة أخرى (وهي التي لا تجتمع إلّا في قتال المسلمين!)، بعد أن أحست بخطر الدولة الإسلامية الوليدة التي لو بقيت لغيرت مسار التاريخ، فكوَّنوا تحالفًا من نصف مليون جندي أوروبي بدباباتهم وطائراتهم وبوارجهم الحربية، ليحاربوا به 20 ألف مجاهد فقط، فكانت المفاجأة الكبرى! لقد انتصر المجاهدون تحت قيادة الأمير المجاهد محمد ابن عبد الكريم الخطابي في جميع الجولات التي خاضوها، فأوقعوا الخسائر تلو الخسائر في صفوف الغزاة، مما اضطر جيوش أوروبا المتحالفة أن تشتري ذمم بعض شيوخ الطرق الصوفية المبتدعة، فقام هؤلاء الخونة بقتال الأمير الخطابي الذي كان يحارب من قبل البدع الصوفية من الرقص والدروشة وإقامة الموالد التي لم ينزل اللَّه بها من سلطان، فأصدروا فتوى تحرم القتال مع الخطابي، قبل أن تقوم طائرات فرنسا وإسبانيا بإلقاء الأسلحة الكيميائية والغازات السامة على المدنيين، في نفس الوقت الذي حاصر فيه الأسطول الإنجليزي سواحل المغرب، فقاتل الخطابي أمم الأرض مجتمعة من خونة الجزء: 1 - الصفحة: 20 وصليبيين، ولم يبقَ معه من المجاهدين إلا 200 مقاتل عاهدوا اللَّه على الشهادة تحت قيادته، فقاتل أولئك النفر كالأسود حتى يأس الصليبيون من هزيمتهم، فلجئوا عندها إلى أسلوب قديم حديث ستجدونه يتكرر كثيرًا في طيّات هذا الكتاب في قصص العظماء المائة في أمة الإسلام، لقد لجأ الصليبيون إلى طلب الصلح مع الأمير محمد مع إعطاء المسلمين الضمانات الموثقة على سلامة كل المجاهدين وإتاحة سبل العيش الكريم لأهل المغرب بكل حرية واستقلال. وكعادتهم. . . . نكص الصليبيون بعهودهم، فقاموا بخطف الأمير الأسطورة المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي ونفيه إلى جزيرة في مجاهل المحيط الهندي، ليس لسنة أو اثنتين، بل لعشرين سنة متصلة قضاها هذا البطل في أسر دعاة حقوق الإنسان، في أسر من خرجوا للعالم بشعار الثورة الفرنسية: (Fraternite, Libere, Egalite) (حرية، مساواة، إخاء)، فأي حرية تدَّعونها أيها المجرمون في حبس شيخ ضعيف مدة عشرين سنة؟! وأي مساواة تتكلمون عنها وأنتم تقتلون نساء المسلمين وأطفالهم بغازاتكم السامة القذرة؟! وأي إخاء تسخرون به من عقول المغفلين بحضارتكم القائمة على دماء الضعفاء من البشر؟! فإن كان قتلكم للضعفاء من بني البشر حضارةً. . . . فسحقًا إذًا لكم ولحضارتكم تلك..
كانت هذه بعض سطورٍ عن ملحمة إسلامية خالدة، هي غاية في البطولة لقائد إسلاميٍ عظيمٍ ضحى بزهرة شبابه لرفع راية لا إله إلا اللَّه - محمد رسول اللَّه، ومما يحزن النفس ويدمي الفؤاد، أن معظم شبابنا ما سمعوا باسمه قَط، على الرغم من أن كثيرًا منهم متيمون بأبطالٍ لم يحاربوا إلا من أجل مصالح دنيوية ومبادئ شيوعية، فلو علم شبابنا ممن يعلقون صور الثائر الشيوعي (تشي جيفارا) أنه أتى للقاهرة ليتعلم من بطل الإسلام الأسطوري محمد بن عبد الكريم الخطابي، لتغير رأي شبابنا في تاريخهم الذي نسوه أو أنسوه (بضم الألف)، فصاحبنا هذا لم يكن صحابيًا، بل لم يكن عربيًا البتة، وبغض النظر عن مدى عظمة هذا البطل المغوار، فإن ذكره في مقدمة الكتاب يأتي ردًا على أولئك المساكين الذين إذا طلبت منهم الاقتداء ببطولات الصحابة وتضحياتهم تحججوا بحجة واهية، ألا وهي أننا لسنا من جيل الصحابةً..
❀الصحابي نعيم النحام❀
اعتنق الصحابي نعيم النحام الدين الإسلامي الحنيف قبل هجرة الحبشة ، ولكنه كان يكتم إسلامه لفترة من الزمن ، وقد قدم مهاجرًا برفقة أربعين من أهله فقبله الرسول صلّ الله عليه وسلم ، وقد ذُكر أنه قديم الإسلام حيث قيل أنه دخل الإسلام بعد عشرة أشخاص وقبل إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
نسبه وسماته :
هو الصحابي الجليل نعيم بن عبدالله بن أسيد القرشي العدوي ؛ والذي عُرف بالناحم ، وقد حصل على لقب “النحام” لأن الرسول صلّ الله عليه وسلم قد قال :”دخلت الجنة فسمعت نحمة من نعيم” ، وقد اشتهر بكرمه وجوده حتى أن قومه منعوه من الهجرة لأنه كان ينفق على الأيتام وأرامل بني عدي ، فقال له قومه : “أقم عندنا على أي دين شئت ، وأقم في ربعك واكفنا ما أنت كافٍ من أمر أراملنا ، فوالله لا يتعرض لك أحد إلا ذهبت أنفسنا جميعًا دونك”.
بعض مواقفه مع النبي :
حينما قدم الصحابي نعيم النحام على رسول الله صلّ الله عليه وسلم ؛ قال له الرسول : “قومك يا نعيم كانوا خيرًا لك من قومي لي” ، فقال نعيم : “بل قومك خير يا رسول الله” ، فقال الرسول الكريم :”قومي أخرجوني وأقرك قومك” ، وقد كان أسامة بن زيد متزوج من زينب بنت قسامة ، ولكنه طلقها وهو ابن أربع عشرة سنة ، فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم :”من أدله على الوضيئة الغنين (القليلة الأكل) وأنا صهره”.
وكان رسول الله صلّ الله عليه وسلم في ذلك الوقت ينظر إلى الصحابي نعيم رضي الله عنه ، فقال نعيم : “كأنك تريدني” ، فقال الرسول :”أجل” ، فلم يتأخر نعيم عن طاعة رسول الله حيث تزوج من زينب بنت قسامة بعد انتهاء عدتها ، فأنجب منها إبراهيم بن غنيم ، وكان هذا الموقف دليل على شدة حبه لرسول الله صلّ الله عليه وسلم وفطنته لما يريد أن يتحدث به ، حيث فهمه من مجرد نظرته إليه .
أحد مواقفه مع عمر بن الخطاب :
كان هناك موقف عظيم للصحابي نعيم النحام مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل إسلامه ، حيث أنه كان له الفضل بعد الله تعالى في صرف عمر بن الخطاب عن إيذاء رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، فهو الموقف الذي سيظل التاريخ يذكره في كل زمان ، حيث أن نعيم الذي كتم إسلامه خوفًا من الأذى قد قابل عمر بن الخطاب حينما كان متوشحًا سيفه يريد الرسول الكريم ورهطًا من أصحابه ، فعلم أنهم قد اجتمعوا في بيت عند الصفا .
حينما التقى نعيم مع عمر بن الخطاب قال له : “أين تريد؟” ، فقال : ” أريد محمدًا هذا الصابئ الذي قد فرق أمر قريش وسفه أحلامها وعاب دينها وسب آلهتها ؛ فأقتله” ، حينها قال له نعيم : “والله لقد غرتك نفسك من نفسك يا عمر ، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدًا ، أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم”.
قال عمر بن الخطاب بعد أن سمع هذا الكلام : “وأي أهل بيتي؟” ، فقال نعيم له : “ختنك وابن عمك سعيد بن زيد وأختك فاطمة بن الخطاب ؛ فقد أسلما وتابعا محمدًا على دينه ؛ فعليك بهما” ، فقام عمر بن الخطاب بالتراجع عن موقفه حيث أنه عاد إلى أخته وختنه لينظر أمرهما ، فكان هذا من المواقف التي لا يمكن أن تُنسى للصحابي الجليل نعيم النحام.
وفاته :
لقد اختلفت الآراء في تحديد المكان والزمان لوفاة الصحابي نعيم بن عبدالله النحام ، حيث قال ابن حجر أنه اُستشهد بأجنادين في عهد خلافة عمر ، بينما قال بعض أهل النسب أنه قد توفي يوم مؤتة في حياة الرسول صلّ الله عليه وسلم ، وقد قال ابن سعد أنه سقط شهيدًا يوم اليرموك ..
اعتنق الصحابي نعيم النحام الدين الإسلامي الحنيف قبل هجرة الحبشة ، ولكنه كان يكتم إسلامه لفترة من الزمن ، وقد قدم مهاجرًا برفقة أربعين من أهله فقبله الرسول صلّ الله عليه وسلم ، وقد ذُكر أنه قديم الإسلام حيث قيل أنه دخل الإسلام بعد عشرة أشخاص وقبل إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
نسبه وسماته :
هو الصحابي الجليل نعيم بن عبدالله بن أسيد القرشي العدوي ؛ والذي عُرف بالناحم ، وقد حصل على لقب “النحام” لأن الرسول صلّ الله عليه وسلم قد قال :”دخلت الجنة فسمعت نحمة من نعيم” ، وقد اشتهر بكرمه وجوده حتى أن قومه منعوه من الهجرة لأنه كان ينفق على الأيتام وأرامل بني عدي ، فقال له قومه : “أقم عندنا على أي دين شئت ، وأقم في ربعك واكفنا ما أنت كافٍ من أمر أراملنا ، فوالله لا يتعرض لك أحد إلا ذهبت أنفسنا جميعًا دونك”.
بعض مواقفه مع النبي :
حينما قدم الصحابي نعيم النحام على رسول الله صلّ الله عليه وسلم ؛ قال له الرسول : “قومك يا نعيم كانوا خيرًا لك من قومي لي” ، فقال نعيم : “بل قومك خير يا رسول الله” ، فقال الرسول الكريم :”قومي أخرجوني وأقرك قومك” ، وقد كان أسامة بن زيد متزوج من زينب بنت قسامة ، ولكنه طلقها وهو ابن أربع عشرة سنة ، فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم :”من أدله على الوضيئة الغنين (القليلة الأكل) وأنا صهره”.
وكان رسول الله صلّ الله عليه وسلم في ذلك الوقت ينظر إلى الصحابي نعيم رضي الله عنه ، فقال نعيم : “كأنك تريدني” ، فقال الرسول :”أجل” ، فلم يتأخر نعيم عن طاعة رسول الله حيث تزوج من زينب بنت قسامة بعد انتهاء عدتها ، فأنجب منها إبراهيم بن غنيم ، وكان هذا الموقف دليل على شدة حبه لرسول الله صلّ الله عليه وسلم وفطنته لما يريد أن يتحدث به ، حيث فهمه من مجرد نظرته إليه .
أحد مواقفه مع عمر بن الخطاب :
كان هناك موقف عظيم للصحابي نعيم النحام مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل إسلامه ، حيث أنه كان له الفضل بعد الله تعالى في صرف عمر بن الخطاب عن إيذاء رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، فهو الموقف الذي سيظل التاريخ يذكره في كل زمان ، حيث أن نعيم الذي كتم إسلامه خوفًا من الأذى قد قابل عمر بن الخطاب حينما كان متوشحًا سيفه يريد الرسول الكريم ورهطًا من أصحابه ، فعلم أنهم قد اجتمعوا في بيت عند الصفا .
حينما التقى نعيم مع عمر بن الخطاب قال له : “أين تريد؟” ، فقال : ” أريد محمدًا هذا الصابئ الذي قد فرق أمر قريش وسفه أحلامها وعاب دينها وسب آلهتها ؛ فأقتله” ، حينها قال له نعيم : “والله لقد غرتك نفسك من نفسك يا عمر ، أترى بني عبد مناف تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدًا ، أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم”.
قال عمر بن الخطاب بعد أن سمع هذا الكلام : “وأي أهل بيتي؟” ، فقال نعيم له : “ختنك وابن عمك سعيد بن زيد وأختك فاطمة بن الخطاب ؛ فقد أسلما وتابعا محمدًا على دينه ؛ فعليك بهما” ، فقام عمر بن الخطاب بالتراجع عن موقفه حيث أنه عاد إلى أخته وختنه لينظر أمرهما ، فكان هذا من المواقف التي لا يمكن أن تُنسى للصحابي الجليل نعيم النحام.
وفاته :
لقد اختلفت الآراء في تحديد المكان والزمان لوفاة الصحابي نعيم بن عبدالله النحام ، حيث قال ابن حجر أنه اُستشهد بأجنادين في عهد خلافة عمر ، بينما قال بعض أهل النسب أنه قد توفي يوم مؤتة في حياة الرسول صلّ الله عليه وسلم ، وقد قال ابن سعد أنه سقط شهيدًا يوم اليرموك ..
❀وصول الإسلام إلى جمهورية كوسوفو❀
لقد وصل الإسلام إلى الأقطار والبلدان في جميع أنحاء العالم منذ أن بدأ الرسول صلّ الله عليه وسلم في إبلاغ رسالته الإيمانية ، والتي عمل على توصيلها الصحابة والتابعين والخلفاء بعد وفاة النبي الكريم ، وذلك من خلال الفتوحات الإسلامية المتقدمة ، ومن البلدان التي دخلها الإسلام عن طريق الدعاة هي جمهورية كوسوفو Kosovo ، التي أصبحت دولة ذات أغلبية إسلامية .
جمهورية كوسوفو :
تقع جمهورية كوسوفو في جنوب شرق أوروبا أو منطقة البلقان ، وهي معروفة باسم جمهورية كوسوفو أو كوسوفا ، وقد أطلق عليها السلاطين العثمانيون اسم “قوصوة” ، وهي دولة تم الاعتراف بها جزئيًا ، وتحدها من الجنوب الشرقي جمهورية مقدونيا ، بينما تحدها صربيا من الشمال الشرقي ؛ ومن جهة الشمال الغربي يحدها الجبل الأسود ؛ وألبانيا من جهة الجنوب .
يبلغ عدد سكان جمهورية كوسوفو مليونين وثلاثمائة نسمة ، وعاصمتها الأولى كانت مدينة بريزرن Prizren ثم تم تغييرها لتكون العاصمة هي مدينة بريشتينا Pristina ، وقد كانت هذه الجمهورية منطقة ذاتية الحكم تابعة لصربيا حتى عام 2008م ، حيث أعلن البرلمان الكوسوفي استقلال بلاده ، وفي الوقت الحالي تعترف 108 دولة باستقلالها ، ويبلغ عدد المسلمين بها 95% من السكان .
دخول الإسلام إلى كوسوفو :
دخل الدين الإسلامي الحنيف إلى جمهورية كوسوفو أو البلاد البلقانية قبل الفتح العثماني ، وقد حدث ذلك عن طريق الدبلوماسيين والتجار والدعاة الذين سافروا إليها ، غير أن ذلك حدث على نطاق محدود وضيق ، حيث أن الانتشار الحقيقي للإسلام في هذه البلاد تم بعد مجيء العثمانيين ، وقد أدى ذلك إلى دخول شعوب البلقان أفواجًا في الإسلام .
بعد دخول الشعب البلقاني في الإسلام بهذه الأعداد الهائلة ؛ أثبتوا حُسن إسلامهم ، وأصبح منهم القادة العظام في فترة الدولة العثمانية مثل بالابان باشا وهو كان أحد القادة في فتح القسطنطينية ، كما كان منهم كبار الشعراء والكتاب الذين قاموا بالتأليف بخمس لغات وهم العربية والتركية والبوسنية والألبانية والفارسية أمثال محمد عاكف أرسوي .
وأصبح الحكم العثماني أكثر تمكنًا في جزيرة البلقان بشكل نهائي بعد معركة كوسوفو أو قوصوة ، والتي كان قائد المسلمين فيها هو السلطان مراد الأول ؛ حيث أنه قاد الجيش الإسلامي بنفسه في تلك المعركة الشهيرة ، غير أنه اُستشهد قبيل انتصار الجيش الإسلامي ، وقد تسلم السلطان بايزيد القيادة من بعده ، والذي تمكن من تحقيق الانتصار على الجيوش الأوروبية المتحالفة ؛ حيث قتل الملك لازار الصربي خلال عام 1389م .
وقد خضعت كوسوفو وصربيا إلى الحكم العثماني بعد تلك المعركة الحاسمة ، فيما عدا مدينة بلغراد ، والتي تم فتحها هي الأخرى في عهد السلطان سليمان القانوني خلال عام 1521م ، حتى أصبحت ولاية كوسوفو أكبر الولايات العثمانية في حدود أوروبا على مدار خمسة قرون ، وبذلك أصبحت كوسوفو واحدة من أبرز البلدان التي تحتوي على الأغلبية العظمى من سكانها من المسلمين .
والقبائل الإيليرية ذات الجنس الآري هي التي تُمثل أصل الكوسوفيين الألبان ، وقد أُطلق عليهم أكثر من اسم مثل الأرناؤوط والألبان ، وقد أكد المؤرخون أنهم أول من نزلوا شبه جزيرة البلقان منذ أكثر من ثلاث آلاف سنة أي في عصر ما قبل التاريخ ، وهكذا نشأت هذه الجمهورية وانتشر فيها الدين الإسلامي فيما بعد ..
لقد وصل الإسلام إلى الأقطار والبلدان في جميع أنحاء العالم منذ أن بدأ الرسول صلّ الله عليه وسلم في إبلاغ رسالته الإيمانية ، والتي عمل على توصيلها الصحابة والتابعين والخلفاء بعد وفاة النبي الكريم ، وذلك من خلال الفتوحات الإسلامية المتقدمة ، ومن البلدان التي دخلها الإسلام عن طريق الدعاة هي جمهورية كوسوفو Kosovo ، التي أصبحت دولة ذات أغلبية إسلامية .
جمهورية كوسوفو :
تقع جمهورية كوسوفو في جنوب شرق أوروبا أو منطقة البلقان ، وهي معروفة باسم جمهورية كوسوفو أو كوسوفا ، وقد أطلق عليها السلاطين العثمانيون اسم “قوصوة” ، وهي دولة تم الاعتراف بها جزئيًا ، وتحدها من الجنوب الشرقي جمهورية مقدونيا ، بينما تحدها صربيا من الشمال الشرقي ؛ ومن جهة الشمال الغربي يحدها الجبل الأسود ؛ وألبانيا من جهة الجنوب .
يبلغ عدد سكان جمهورية كوسوفو مليونين وثلاثمائة نسمة ، وعاصمتها الأولى كانت مدينة بريزرن Prizren ثم تم تغييرها لتكون العاصمة هي مدينة بريشتينا Pristina ، وقد كانت هذه الجمهورية منطقة ذاتية الحكم تابعة لصربيا حتى عام 2008م ، حيث أعلن البرلمان الكوسوفي استقلال بلاده ، وفي الوقت الحالي تعترف 108 دولة باستقلالها ، ويبلغ عدد المسلمين بها 95% من السكان .
دخول الإسلام إلى كوسوفو :
دخل الدين الإسلامي الحنيف إلى جمهورية كوسوفو أو البلاد البلقانية قبل الفتح العثماني ، وقد حدث ذلك عن طريق الدبلوماسيين والتجار والدعاة الذين سافروا إليها ، غير أن ذلك حدث على نطاق محدود وضيق ، حيث أن الانتشار الحقيقي للإسلام في هذه البلاد تم بعد مجيء العثمانيين ، وقد أدى ذلك إلى دخول شعوب البلقان أفواجًا في الإسلام .
بعد دخول الشعب البلقاني في الإسلام بهذه الأعداد الهائلة ؛ أثبتوا حُسن إسلامهم ، وأصبح منهم القادة العظام في فترة الدولة العثمانية مثل بالابان باشا وهو كان أحد القادة في فتح القسطنطينية ، كما كان منهم كبار الشعراء والكتاب الذين قاموا بالتأليف بخمس لغات وهم العربية والتركية والبوسنية والألبانية والفارسية أمثال محمد عاكف أرسوي .
وأصبح الحكم العثماني أكثر تمكنًا في جزيرة البلقان بشكل نهائي بعد معركة كوسوفو أو قوصوة ، والتي كان قائد المسلمين فيها هو السلطان مراد الأول ؛ حيث أنه قاد الجيش الإسلامي بنفسه في تلك المعركة الشهيرة ، غير أنه اُستشهد قبيل انتصار الجيش الإسلامي ، وقد تسلم السلطان بايزيد القيادة من بعده ، والذي تمكن من تحقيق الانتصار على الجيوش الأوروبية المتحالفة ؛ حيث قتل الملك لازار الصربي خلال عام 1389م .
وقد خضعت كوسوفو وصربيا إلى الحكم العثماني بعد تلك المعركة الحاسمة ، فيما عدا مدينة بلغراد ، والتي تم فتحها هي الأخرى في عهد السلطان سليمان القانوني خلال عام 1521م ، حتى أصبحت ولاية كوسوفو أكبر الولايات العثمانية في حدود أوروبا على مدار خمسة قرون ، وبذلك أصبحت كوسوفو واحدة من أبرز البلدان التي تحتوي على الأغلبية العظمى من سكانها من المسلمين .
والقبائل الإيليرية ذات الجنس الآري هي التي تُمثل أصل الكوسوفيين الألبان ، وقد أُطلق عليهم أكثر من اسم مثل الأرناؤوط والألبان ، وقد أكد المؤرخون أنهم أول من نزلوا شبه جزيرة البلقان منذ أكثر من ثلاث آلاف سنة أي في عصر ما قبل التاريخ ، وهكذا نشأت هذه الجمهورية وانتشر فيها الدين الإسلامي فيما بعد ..
❀قصة اللذة والسرور في فعل الخير لا في أذى الغير❀
يُروى أنه كان أحد أبناء الأغنياء ، في نزهة مع مؤدبِه ، فوصلا إلى حقل منفرد ، وكان ذلك من قبيل الظهر ، فرأيا غلامًا يشتغل هناك وقد ترك حذاءه عند مدخل الحقل ، فخطر للصبي أن يخفي حذاءه ليرى ، ما يكون من حيرة الفلاح إذا طلبه ، ولم يجده ، فكأنه تصور لذة عظمى من رؤية غيره في ارتباك واضطراب .
التعليم بالحسنى واللين :
ولكن مؤدبه لم يغفل عن اغتنام هذه الفرصة ، ليعظه بطريقة لطيفة ، فأشار عليه أن يضع ريالاً في كل فردة من الحذاء ، ويشهد ما يكون من أمر الفلاح ، متلذذًا برؤيته ، في حيرة !.فعمل التلميذ بإشارة معلمه ، ثم اختبأ الاثنان بحيث لا ينظرهما الفلاح ولا يفوتهما شيء من المنظر .
فرحة الفلاح البسيط :
فلما صارت الشمس إلى كبد السماء ، ترك الفلاح شغله كعادته ، عند الظهر وجاء إلى حذائه ، ولما وضع فيه رجليه أحس بشيء فيه ، فبحث فوجد الريالين ، فخفق فؤاده فرحًا ، وخر ساجدًا شكرًا لله على هذه المنحة ، وقال : أشكرك يا إلهي من صميم فؤادي على هذه النعمة ، التي فرجت بها ضيقي وكربي ، سبحانك يا رحيم يا كريم يا حنان يا منان .
اللذة والسرور في فعل الخير ، لا في أذى الغير:
فتأثر الغلام من مثل هذا المنظر ، وأخذ يشكر معلمه ، قائلاً : لك الشكر يا سيدي على ما علمتني ، فقد هديتني إلى أفضل طريقة يتوفر بها للإنسان ، السرور الصحيح ، واللذة الحقيقية ، فحبذا لو يقتدي بمثل هذا الفتى كل الفتيان ، فيعدلون عن الألعاب التي كثيرًا ،ما تعود بالأذى عليهم وعلى الغير ، فيطلبون اللذة والسرور بفعل الإحسان والخير .
لذة الإنعام خير من لذة الإطعام :
ويروى أيضًا أنه دعا تاجر كثيرًا من أصحابه ، وأحبابه لتناول طعام الغذاء ، في بيت له البرية على شاطئ البحر ، ووعدهم أن يطعمهم نوعًا من السمك البحري الغالي الثمن ، والنادر الوجود .
قطع ذهبية ودهشة المدعوون :
فبعد أن قدم لهم أطعمة كثيرة ، أحضر في آخر الأكل صحنًا كبيرًا مغطى ، فظن المدعوون أن فيه السمك الذي وعدهم به ، لكن حينما كشف الصحن وجد به ، بعض القطع الذهبية ، فأخذتهم الدهشة والاستغراب .
تفسير ما حدث :
وأخذ التاجر ليخاطبهم قائلاً : إخواني وأحبابي ، إن السمك الذي وعدتكم بإحضاره غال جدًا ، حتى بلغ ثمنه في هذه السنة ثلاث مرات مما كنت أظن ، وتباع السمكة الواحدة بعشرين فرنكًا .
مشاركة الإحسان :
فخطر في بالي أنه يوجد في هذه البلدة رجل مريض فقير ، هو وعائلته في حالة بؤس شديد ، وأن المبلغ الذي يصرف في تهيئة صحن السمك يكفي النفقة على هذه العائلة المسكينة مدة ستة أشهر ، فإن رغبتم في إحضار السمك ، فإني مستعد لشرائه ، وتقديمه إليكم على جناح السرعة ، وإن رضيتم بأن أعطى ثمنه لتلك العائلة البائسة ، فتشاركونني في الإحسان إليها ، وإني أستعيض هذا السمك بسمك آخر ، أقل ثمنا منه ، ولكن لا يقل لذة عنه .
المحسن الكريم وسرور الفقراء :
فجميع المدعوين استصوبوا رأي هذا الرجل ، المحسن الكريم ، وقام كل واحد منهم وأضاف قطعة ذهبية إلى تلك القطع التي كانت في الصحف ، فنجت العائلة البائسة ، مما كانت فيه من الجوع والفقر ، وشعر المدعوون بلذة وسرور ، تام ، خير من لذة الطعام .. ولقد صدق من قال : عوضًا من أن تبذر مالك في المآكل اللذيذة ، أسعف به الفقراء والمحتاجين ، لتكتب في عداد المحسنين ، وتنال الفوز والنصر من رب العالمين .
آيات الذكر الحكيم عن لذة وسرور المحسنين :
وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم : (وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ ) صدق الله العظيم .. الآية 77 من سورة القصص ، وقال تعالى أيضًا ، في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم : (نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) صدق الله العظيم .. الآية 56، 57 من سورة يوسف ..
يُروى أنه كان أحد أبناء الأغنياء ، في نزهة مع مؤدبِه ، فوصلا إلى حقل منفرد ، وكان ذلك من قبيل الظهر ، فرأيا غلامًا يشتغل هناك وقد ترك حذاءه عند مدخل الحقل ، فخطر للصبي أن يخفي حذاءه ليرى ، ما يكون من حيرة الفلاح إذا طلبه ، ولم يجده ، فكأنه تصور لذة عظمى من رؤية غيره في ارتباك واضطراب .
التعليم بالحسنى واللين :
ولكن مؤدبه لم يغفل عن اغتنام هذه الفرصة ، ليعظه بطريقة لطيفة ، فأشار عليه أن يضع ريالاً في كل فردة من الحذاء ، ويشهد ما يكون من أمر الفلاح ، متلذذًا برؤيته ، في حيرة !.فعمل التلميذ بإشارة معلمه ، ثم اختبأ الاثنان بحيث لا ينظرهما الفلاح ولا يفوتهما شيء من المنظر .
فرحة الفلاح البسيط :
فلما صارت الشمس إلى كبد السماء ، ترك الفلاح شغله كعادته ، عند الظهر وجاء إلى حذائه ، ولما وضع فيه رجليه أحس بشيء فيه ، فبحث فوجد الريالين ، فخفق فؤاده فرحًا ، وخر ساجدًا شكرًا لله على هذه المنحة ، وقال : أشكرك يا إلهي من صميم فؤادي على هذه النعمة ، التي فرجت بها ضيقي وكربي ، سبحانك يا رحيم يا كريم يا حنان يا منان .
اللذة والسرور في فعل الخير ، لا في أذى الغير:
فتأثر الغلام من مثل هذا المنظر ، وأخذ يشكر معلمه ، قائلاً : لك الشكر يا سيدي على ما علمتني ، فقد هديتني إلى أفضل طريقة يتوفر بها للإنسان ، السرور الصحيح ، واللذة الحقيقية ، فحبذا لو يقتدي بمثل هذا الفتى كل الفتيان ، فيعدلون عن الألعاب التي كثيرًا ،ما تعود بالأذى عليهم وعلى الغير ، فيطلبون اللذة والسرور بفعل الإحسان والخير .
لذة الإنعام خير من لذة الإطعام :
ويروى أيضًا أنه دعا تاجر كثيرًا من أصحابه ، وأحبابه لتناول طعام الغذاء ، في بيت له البرية على شاطئ البحر ، ووعدهم أن يطعمهم نوعًا من السمك البحري الغالي الثمن ، والنادر الوجود .
قطع ذهبية ودهشة المدعوون :
فبعد أن قدم لهم أطعمة كثيرة ، أحضر في آخر الأكل صحنًا كبيرًا مغطى ، فظن المدعوون أن فيه السمك الذي وعدهم به ، لكن حينما كشف الصحن وجد به ، بعض القطع الذهبية ، فأخذتهم الدهشة والاستغراب .
تفسير ما حدث :
وأخذ التاجر ليخاطبهم قائلاً : إخواني وأحبابي ، إن السمك الذي وعدتكم بإحضاره غال جدًا ، حتى بلغ ثمنه في هذه السنة ثلاث مرات مما كنت أظن ، وتباع السمكة الواحدة بعشرين فرنكًا .
مشاركة الإحسان :
فخطر في بالي أنه يوجد في هذه البلدة رجل مريض فقير ، هو وعائلته في حالة بؤس شديد ، وأن المبلغ الذي يصرف في تهيئة صحن السمك يكفي النفقة على هذه العائلة المسكينة مدة ستة أشهر ، فإن رغبتم في إحضار السمك ، فإني مستعد لشرائه ، وتقديمه إليكم على جناح السرعة ، وإن رضيتم بأن أعطى ثمنه لتلك العائلة البائسة ، فتشاركونني في الإحسان إليها ، وإني أستعيض هذا السمك بسمك آخر ، أقل ثمنا منه ، ولكن لا يقل لذة عنه .
المحسن الكريم وسرور الفقراء :
فجميع المدعوين استصوبوا رأي هذا الرجل ، المحسن الكريم ، وقام كل واحد منهم وأضاف قطعة ذهبية إلى تلك القطع التي كانت في الصحف ، فنجت العائلة البائسة ، مما كانت فيه من الجوع والفقر ، وشعر المدعوون بلذة وسرور ، تام ، خير من لذة الطعام .. ولقد صدق من قال : عوضًا من أن تبذر مالك في المآكل اللذيذة ، أسعف به الفقراء والمحتاجين ، لتكتب في عداد المحسنين ، وتنال الفوز والنصر من رب العالمين .
آيات الذكر الحكيم عن لذة وسرور المحسنين :
وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم : (وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ ) صدق الله العظيم .. الآية 77 من سورة القصص ، وقال تعالى أيضًا ، في كتابه الكريم ، بسم الله الرحمن الرحيم : (نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) صدق الله العظيم .. الآية 56، 57 من سورة يوسف ..
سلسلة قصص
القصة الأولى :
❀انك تنظر أحياناً إلى الحيوان❀
إنك تنظر أحياناً إلى الحيوان في حدائقه التي أنشأها الإنسان له لتتمتع وتتعرف عليه عن كثب فتجد بعضه ينظر إليك بعينين فيهما تعبيرات كثيرة عن أحاسيس يشعر بها ، فتتجاوب معه ، ويتقدم إليك بغريزته ، ويُصدر بعض الحركات ، فيها معان تكاد تنطق مترجمة ما بنفسه ... هذا في الأحوال العادية ... فكيف إذا كانت معجزات أرادها الله سبحانه وتعالى تهز قلوب الناس وعقولهم وأحاسيسهم ؟
ألم يسمع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تسبيح الحصا في يده الشريفة ؟ ألم يسمعوا أنين جذع الشجرة ، ويرَوا ميله إليه عليه الصلاة والسلام حين أنشأ المسلمون له منبراً يخطب عليه ؟
وقد كان يستند إلى الجذع وهو يخطب فعاد إليه ، ومسح عليه ، وقال له : ألا ترضى أن تكون من أشجار الجنة ؟ فسكت ..
إذا كان الجماد والطير صافات تسبح وتتكلم ، ولكن لا نفقه تسبيحها أفليس الأقرب إلى المعقول أن يتكلم الحيوان ؟...
اشتكى بعير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ظلمَ صاحبه إياه ، وكلّم الهدهدُ سليمانَ عليه السلام ، وسمع صوت النملة تحذّر جنسها من جيش سليمان العظيم أن يَحْطِمها ، والله سبحانه وتعالى – أولاً وأخيراً- قادر على كل شيء ، والرسول صلى الله عليه وسلم صادق فيما يخبرنا ، ويحدثنا .
في صباح أحد الأيام بعد صلاة الفجر قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه ، ولم يكن فيهم صاحباه العظيمان – الصديقُ أبو بكر والفاروق عمر – رضي الله عنهما ، فلعلهما كانا في سريّة أو تجارة ... فقال :
بينما راع يرعى أغنامه ، ويحوطها برعايته إذْ بذئب يعدو على شاة ، فيمسكها من رقبتها ، ويسوقها أمامه مسرعاً ، فالضعيف من الحيوان طعام القويّ منها – سنة الله في مسير هذه الحياة – وتسرع الشاة إلى حتفها معه دون وعي أو إدراك ، فقد دفعها الخوف والاستسلام إلى متابعته ، وهي لا تدري ما تفعل . ويلحق الراعي بهما – وكان جَلْداً قويّاً – يحمل هراوته يطارد ذلك المعتدي مصمماً على استخلاصها منه ... ويصل إليهما ، يكاد يقصم ظهر الذئب . إلا أن الذئب الذي لم يسعفه الحظ بالابتعاد بفريسته عن سلطان الراعي ، وخاف أن ينقلب صيداً له ترك الشاة وانطلق مبتعداً مقهوراً ، ثم أقعى ونظر إلى الراعي فقال :
ها أنت قد استنقذتها مني ، وسلبتني إياها ، فمن لها يومَ السبُع؟ !! يومَ السبُع ؟!! وما أدراك ما يومُ السبُع ِ؟!! إنه يوم في علم الغيب ، في مستقبل الزمان حيث تقع الفتن ، ويترك الناس أنعامهم ومواشيهم ، يهتمون بأنفسهم ليوم جلل ، ويهملونها ، فتعيث السباع فيها فساداً ، لا يمنعها منها أحد . .. ويكثر الهرج والمرج ، ويستحر القتل في البشر ، وهذا من علائم الساعة .
قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متعجبين من هذه القصة ، ومِن حديث الذئب عن أحداث تقع في آخر الزمان ، ومن فصاحته ، هذا العجب بعيد عن التكذيب ، وحاشاهم أن يُكذّبوا رسولهم !! فهو الصادق المصدوق ، لكنهم فوجئوا بما لم يتوقعوا ، فكان هذا الاستفهام والتعجّبُ وليدَ المفاجأة لأمر غير متوقّع :
إنك يا سيدنا وحبيبنا صادق فيما تخبرنا ، إلا أن الخبر ألجم أفكارنا ، وبهتَنا فكان منا العجب .
فيؤكد رسولً الله صلى الله عليه وسلم حديثَ الذئب قائلاً :
أنا أومن بهذا ... هذا أمر عاديّ ،فالإنسانُ حين يسوق خبراً فقد تأكد منه ، أما حين يكون نبياَ فإن دائرة التصديق تتسع لتشمل المصدر الذي استقى منه الرسول الكريمُ هذه القصة ، إنه الله أصدق القائلين سبحانه جلّ شأنُه .
ويا لجَدَّ الصديق والفاروق ، ويا لَعظمة مكانتهما عند الله ورسوله ، إن الإنسان حين يحتاج إلى من يؤيدُه في دعواه يستشهد بمن حضر الموقعة ، ويعضّد صدقَ خبره بتأييده ومساندته وهو حاضر معه . لكنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن بعِظَم يقين الرجلين العظيمين ، وشدّة تصديق الوزيرين الجليلين أبي بكر وعمر له يُجملهما معه في الإيمان بما يقول ، ولِمَ لا فقد كشف الله لهما الحُجُبَ ، فعمَر الإيمانُ قلبيهما وجوانحهما ، فهما يعيشان في ضياء الحق ونور الإيمان . فكانا نعم الصاحبان ، ونعم الأخوان ، ونعم الصديقان لحبيبهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يريان ما يرى ، ويؤمنان بما يقول عن علم ويقين ، لا عن تقليد واتباع سلبيّ.
فأبو بكر خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صدّقه حين كذّبه الناسُ ، وواساه بنفسه وماله ، ويدخل الجنة من أي أبوابها شاء دون حساب ، وفضلُه لا يدانيه فضلٌ .
والفاروق وزيره الثاني ، ولو كان بعد الرسول صلى الله عليه وسلم نبيٌّ لكان عمر . أعزّ اللهُ بإسلامه دينه ، ولا يسلك فجاً إلا سلك الشيطان فجّاً غيره .
القصة الأولى :
❀انك تنظر أحياناً إلى الحيوان❀
إنك تنظر أحياناً إلى الحيوان في حدائقه التي أنشأها الإنسان له لتتمتع وتتعرف عليه عن كثب فتجد بعضه ينظر إليك بعينين فيهما تعبيرات كثيرة عن أحاسيس يشعر بها ، فتتجاوب معه ، ويتقدم إليك بغريزته ، ويُصدر بعض الحركات ، فيها معان تكاد تنطق مترجمة ما بنفسه ... هذا في الأحوال العادية ... فكيف إذا كانت معجزات أرادها الله سبحانه وتعالى تهز قلوب الناس وعقولهم وأحاسيسهم ؟
ألم يسمع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تسبيح الحصا في يده الشريفة ؟ ألم يسمعوا أنين جذع الشجرة ، ويرَوا ميله إليه عليه الصلاة والسلام حين أنشأ المسلمون له منبراً يخطب عليه ؟
وقد كان يستند إلى الجذع وهو يخطب فعاد إليه ، ومسح عليه ، وقال له : ألا ترضى أن تكون من أشجار الجنة ؟ فسكت ..
إذا كان الجماد والطير صافات تسبح وتتكلم ، ولكن لا نفقه تسبيحها أفليس الأقرب إلى المعقول أن يتكلم الحيوان ؟...
اشتكى بعير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ظلمَ صاحبه إياه ، وكلّم الهدهدُ سليمانَ عليه السلام ، وسمع صوت النملة تحذّر جنسها من جيش سليمان العظيم أن يَحْطِمها ، والله سبحانه وتعالى – أولاً وأخيراً- قادر على كل شيء ، والرسول صلى الله عليه وسلم صادق فيما يخبرنا ، ويحدثنا .
في صباح أحد الأيام بعد صلاة الفجر قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه ، ولم يكن فيهم صاحباه العظيمان – الصديقُ أبو بكر والفاروق عمر – رضي الله عنهما ، فلعلهما كانا في سريّة أو تجارة ... فقال :
بينما راع يرعى أغنامه ، ويحوطها برعايته إذْ بذئب يعدو على شاة ، فيمسكها من رقبتها ، ويسوقها أمامه مسرعاً ، فالضعيف من الحيوان طعام القويّ منها – سنة الله في مسير هذه الحياة – وتسرع الشاة إلى حتفها معه دون وعي أو إدراك ، فقد دفعها الخوف والاستسلام إلى متابعته ، وهي لا تدري ما تفعل . ويلحق الراعي بهما – وكان جَلْداً قويّاً – يحمل هراوته يطارد ذلك المعتدي مصمماً على استخلاصها منه ... ويصل إليهما ، يكاد يقصم ظهر الذئب . إلا أن الذئب الذي لم يسعفه الحظ بالابتعاد بفريسته عن سلطان الراعي ، وخاف أن ينقلب صيداً له ترك الشاة وانطلق مبتعداً مقهوراً ، ثم أقعى ونظر إلى الراعي فقال :
ها أنت قد استنقذتها مني ، وسلبتني إياها ، فمن لها يومَ السبُع؟ !! يومَ السبُع ؟!! وما أدراك ما يومُ السبُع ِ؟!! إنه يوم في علم الغيب ، في مستقبل الزمان حيث تقع الفتن ، ويترك الناس أنعامهم ومواشيهم ، يهتمون بأنفسهم ليوم جلل ، ويهملونها ، فتعيث السباع فيها فساداً ، لا يمنعها منها أحد . .. ويكثر الهرج والمرج ، ويستحر القتل في البشر ، وهذا من علائم الساعة .
قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متعجبين من هذه القصة ، ومِن حديث الذئب عن أحداث تقع في آخر الزمان ، ومن فصاحته ، هذا العجب بعيد عن التكذيب ، وحاشاهم أن يُكذّبوا رسولهم !! فهو الصادق المصدوق ، لكنهم فوجئوا بما لم يتوقعوا ، فكان هذا الاستفهام والتعجّبُ وليدَ المفاجأة لأمر غير متوقّع :
إنك يا سيدنا وحبيبنا صادق فيما تخبرنا ، إلا أن الخبر ألجم أفكارنا ، وبهتَنا فكان منا العجب .
فيؤكد رسولً الله صلى الله عليه وسلم حديثَ الذئب قائلاً :
أنا أومن بهذا ... هذا أمر عاديّ ،فالإنسانُ حين يسوق خبراً فقد تأكد منه ، أما حين يكون نبياَ فإن دائرة التصديق تتسع لتشمل المصدر الذي استقى منه الرسول الكريمُ هذه القصة ، إنه الله أصدق القائلين سبحانه جلّ شأنُه .
ويا لجَدَّ الصديق والفاروق ، ويا لَعظمة مكانتهما عند الله ورسوله ، إن الإنسان حين يحتاج إلى من يؤيدُه في دعواه يستشهد بمن حضر الموقعة ، ويعضّد صدقَ خبره بتأييده ومساندته وهو حاضر معه . لكنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن بعِظَم يقين الرجلين العظيمين ، وشدّة تصديق الوزيرين الجليلين أبي بكر وعمر له يُجملهما معه في الإيمان بما يقول ، ولِمَ لا فقد كشف الله لهما الحُجُبَ ، فعمَر الإيمانُ قلبيهما وجوانحهما ، فهما يعيشان في ضياء الحق ونور الإيمان . فكانا نعم الصاحبان ، ونعم الأخوان ، ونعم الصديقان لحبيبهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يريان ما يرى ، ويؤمنان بما يقول عن علم ويقين ، لا عن تقليد واتباع سلبيّ.
فأبو بكر خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، صدّقه حين كذّبه الناسُ ، وواساه بنفسه وماله ، ويدخل الجنة من أي أبوابها شاء دون حساب ، وفضلُه لا يدانيه فضلٌ .
والفاروق وزيره الثاني ، ولو كان بعد الرسول صلى الله عليه وسلم نبيٌّ لكان عمر . أعزّ اللهُ بإسلامه دينه ، ولا يسلك فجاً إلا سلك الشيطان فجّاً غيره .
كانا ملازمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم . وكثيراً ما كان عليه الصلاة والسلام يقول :
ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر ، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر .
فطوبى لكما يا سيّديّ ثقةَ رسول الله بكما ، وحبَّه لكما ، حشرنا الله معكما تحت لواء سيد المرسلين وخاتم النبيين .
وأتـْبَعَ الرسولُ الكريمُ صلى الله عليه وسلم قصةَ الراعي والذئب بقصة البقرة وصاحبها ، فقال :
وبينما رجل يسوق بقرة – والبقر للحَلْب والحرْث وخدمة الزرع – امتطى ظهرها كما يفعل بالخيل والبغال والحمير ، فتباطأَتْ في سيرها ، فضربها ، فالتفتَتْ إليه ، فكلّمَتْه ، فقالت: إني لم أُخلقْ للركوب ، إنما خلقني الله للحرث ، ولا يجوز لك أن تستعملني فيما لم أُخلقْ له .
تعجّب الرجل من بيانها وقوّة حجتها ، ونزل عن ظهرها ...
وتعجب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا: سبحان الله ، بقرةٌ تتكلم ؟!
قالوا هذا ولمّا تزل المفاجأة الأولى في نفوسهم ، لم يتخلّصوا منها ... فأكد القصة َ رسول ُ الله صلى الله عليه وسلم حين أعلن أنه يؤمن بما يوحى إليه ، وأن الصدّيق والفاروقَ كليهما – الغائبَين جسماً الحاضرَين روحاً وقلباً وفكراً يؤمنان بذلك .
رضي الله عنكما أيها الطودان الشامخان ، وهنيئاً لكما حبّ ُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لكما وحبُّكما إياه .
اللهمّ إننا نحب رسول الله وأبا بكر وعمر ، فارزقنا صحبة رسول الله وأبي بكر وعمر ، يا رب العالمين ..
ذهبت أنا وأبو بكر وعمر ، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر ، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر .
فطوبى لكما يا سيّديّ ثقةَ رسول الله بكما ، وحبَّه لكما ، حشرنا الله معكما تحت لواء سيد المرسلين وخاتم النبيين .
وأتـْبَعَ الرسولُ الكريمُ صلى الله عليه وسلم قصةَ الراعي والذئب بقصة البقرة وصاحبها ، فقال :
وبينما رجل يسوق بقرة – والبقر للحَلْب والحرْث وخدمة الزرع – امتطى ظهرها كما يفعل بالخيل والبغال والحمير ، فتباطأَتْ في سيرها ، فضربها ، فالتفتَتْ إليه ، فكلّمَتْه ، فقالت: إني لم أُخلقْ للركوب ، إنما خلقني الله للحرث ، ولا يجوز لك أن تستعملني فيما لم أُخلقْ له .
تعجّب الرجل من بيانها وقوّة حجتها ، ونزل عن ظهرها ...
وتعجب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا: سبحان الله ، بقرةٌ تتكلم ؟!
قالوا هذا ولمّا تزل المفاجأة الأولى في نفوسهم ، لم يتخلّصوا منها ... فأكد القصة َ رسول ُ الله صلى الله عليه وسلم حين أعلن أنه يؤمن بما يوحى إليه ، وأن الصدّيق والفاروقَ كليهما – الغائبَين جسماً الحاضرَين روحاً وقلباً وفكراً يؤمنان بذلك .
رضي الله عنكما أيها الطودان الشامخان ، وهنيئاً لكما حبّ ُ رسول الله صلى الله عليه وسلم لكما وحبُّكما إياه .
اللهمّ إننا نحب رسول الله وأبا بكر وعمر ، فارزقنا صحبة رسول الله وأبي بكر وعمر ، يا رب العالمين ..