عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله تعالى عنه, قَالَ : لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ , خَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوصِيهِ , وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ , فَلَمَّا فَرَغَ , قَالَ : " يَا مُعَاذُ , إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا , أَوْ لَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي هَذَا , أَوْ قَبْرِي " , فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعًا لِفِرَاقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ثُمَّ الْتَفَتَ فَأَقْبَلَ بِوَجْهِهِ نَحْوَ الْمَدِينَةِ , فَقَالَ : " إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِي الْمُتَّقُونَ , مَنْ كَانُوا وَحَيْثُ كَانُوا " .رواهُ الإمامُ أحمدُ رحمهُ الله تعالَى
تذكير
في هذه الأيام المباركة يقام مجلس ذكر وعلم في الزاوية الشريفة
يومياً بعد صلاة العصر إلى يوم عرفة
وذلك في الساعة الخامسة (5:00) تقريباً.
في هذه الأيام المباركة يقام مجلس ذكر وعلم في الزاوية الشريفة
يومياً بعد صلاة العصر إلى يوم عرفة
وذلك في الساعة الخامسة (5:00) تقريباً.
تذكرة مهمَّة
حول الحج بطرق غير مشروعة
وتكرار الحجِّ في كلِّ عام
https://www.facebook.com/share/p/9KL4TXA7zaVnLDc8/?mibextid=oFDknk
حول الحج بطرق غير مشروعة
وتكرار الحجِّ في كلِّ عام
https://www.facebook.com/share/p/9KL4TXA7zaVnLDc8/?mibextid=oFDknk
تذكرة مهمَّة
حول الحج بطرق غير مشروعة
وتكرار الحجِّ في كلِّ عام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الذي جعلَ كلمةَ التوحيدِ لعبادِهِ حِرزاً وحِصناً، وجعلَ البيتَ العتيقَ مثابةً للناسِ وأمناً، وأكرمَهُ بالنسبةِ إلى نفسِهِ جلَّ وعلا تشريفاً وتخصيصاً ومَنّاً، وجعلَ زيارتَهُ والطوافَ به حجاباً بينَ العبدِ وبينَ العذابِ ومِجَنّاً.
والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِنا محمَّدٍ نبيِّ الرحمة، وسيِّدِ الأُمَّة، وعلى آلِهِ وصحبِهِ قادةِ الحقِّ وَسادةِ الخلقِ، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلينا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
أما بعد: فإنَّهُ يردُ سؤالٌ ويتكرَّرُ، ومفادُهُ: ما هو التوجيهُ الشرعيُّ لمن يريدُ الذهابَ إلى الحجِّ بدون تصريحٍ وبدون إذنٍ رسميٍّ، وإنَّما من خلالِ بعضِ الطرُق التي يستطيعُ من خلالِها أن يصل إلى الحج؟ وما هو التوجيهُ لمن يودُّ تكرارَ الحجِّ في كلِّ عام؟
وفي هذه المناسبة نذكرُ خلاصة ما قاله العلماءُ المحقِّقون والعُرَفاءُ الربانيُّون في هذه المسألة.. فنقول وبالله التوفيق:
الحجُّ ركنٌ من أركان الإسلام، وفرضٌ على كلِّ مسلمٍ مستطيع، وهو واجبٌ مرَّةً واحدةً في العمر، وقد وردتِ الأحاديثُ في الترغيبِ في تكرارِ الحجِّ والعمرة، ولو كلَّ خمسِ سنواتٍ مرَّة، لما فيه من منافعَ روحيةٍ ومادية.. وللحديث القدسي الوارد في ذلك، وهو قوله جلَّ وعلا: (إنَّ عبداً صحَّحْتُ لَهُ جِسْمَهُ، وَوَسَّعْتُ عَليهِ في المَعيشَةِ، يَمضي عَليهِ خمسةُ أعوامٍ لا يَفِدُ إليَّ لَمَحروم) رواه ابن حِبَّان في صحيحه.
ولكنْ نظراً لكثرةِ عددِ المسلمين في العالمِ اليوم، وتوافرِ الإمكاناتِ المادية لهم، وسهولةِ المواصلات، التي جعلتِ الحجَّ ميسَّراً إلى حدٍّ كبير.. أقبل المسلمون على أداء الفريضة، وحرصوا على تكرار الحجِّ والعمرة، حتى وصلوا إلى أعداد كبيرة.
كما أنَّ مشاعرَ الحجِّ مُحدَّدةٌ ومحصورة، ومع ما بُذِلَ من جهودٍ كبيرةٍ في توسيع الحرم والمشاعر، والإنفاق على ما يحقِّقُ راحةَ الحجاجِ والعُمَّار.. فإنَّ كلَّ ذلك لم يستطعِ استيعابَ الإقبالِ الكبيرِ على الحجِّ والعمرة.
وهذا كلُّهُ يقتضي من المسلم أن يقتصرَ على أداءِ الفريضةِ، وأن يُتيحَ الفرصةَ لغيرِهِ ممَّنْ لم يسبقْ لهُ الحجُّ والعمرةُ بأداء هذه الفريضة، دفعاً للضَّررِ المتوقَّعِ في الزحام ومضايقة الناس، كما هو مشاهَدٌ وملموس في موسمِ الحجِّ، والمواسمِ التي يكثرُ فيها أداءُ العمرة كرمضان مثلاً؛ وذلك إيثاراً من المسلم لأخيه المسلم، وحتى لا يحرمه من أداء الفريضة، والمسلمُ لا يؤمنُ إيماناً كاملاً حتى يحبَّ لأخيه ما يُحبُّهُ لنفسه.. وعلى الأخصِّ أنَّ أبوابَ الخير والقربات مفتوحةٌ أمامَ الأغنياءِ والأثرياء، بل هي أكثرُ ثواباً وأجراً من تَكرارِ الحجِّ والعمرة، لما فيها من مصالحَ ضروريةٍ، كإعانةِ الفقراءِ والمساكينِ، وأصحابِ الكوارثِ واللاجئينَ، وبناءِ المساجدِ في البلاد الفقيرة، والمدارسِ والمعاهدِ الشرعية، وحفرِ الآبار، وتأمينِ المساكنِ للمشرَّدينَ والفقراء، ورعايةِ الأيتامِ الفقراء، وتقديمِ المساعداتِ لإنعاشِ الاقتصادِ في العديدِ منَ البلادِ الإسلامية.
ولا يجوز للواجدينَ إهمالُ المُعوِزينَ تحتَ مبرِّرِ الإكثارِ من النوافل والطاعات؛ فإنه لا يجوزُ تركُ الواجباتِ لتحصيلِ المستحبَّات، ولا يسوغُ التشاغلُ بالعباداتِ ذاتِ النفعِ الخاصِّ، وبذلُ الأوقاتِ والأموالِ فيها، على حسابِ القيامِ بالعباداتِ ذاتِ المصلحةِ العامة.
والمهمُّ في كلِّ ذلك الإخلاصُ والنيَّةُ والعملُ النافعُ الصالحُ والإيثارُ، وما فيه مصلحةٌ أكبرُ للناس.
ويمكنُ للمسلمِ اختيارُ الأوقاتِ الأخرى خارجَ أوقاتِ الحجِّ لأداءِ العمرة، وزيارةِ الحرمينِ، والتشرُّفِ برؤيةِ الكعبةِ، وتحقيقِ المحبَّةِ الصادقةِ والشوق لبيت الله الحرام، وزيارةِ النبيِّ عليه وآلِهِ الصلاةُ والسلام، دون التسبُّبِ في الزحامِ وإلحاقِ الضَّررِ بالآخرين.
أما بالنسبةِ للحجِّ بالطرقِ غيرِ المشروعةِ فإنَّهُ من حيثُ صحةُ الحجِّ أو بطلانه: فالحجُّ صحيحٌ إن استوفى الحاجُّ أركانَه وشروطَهُ، سواء كان مصرَّحاً له بالدخول أو لم يكن كذلك، لكن ينبغي الحجُّ بالطريقة الرَّسمية التي لا مخالفةَ فيها للقوانين الناظمةِ لذلك.. أما ما فيه مخالفةٌ لها فلا يجوز سلوكُهُ، بل يجبُ التقيُّدُ والالتزامُ بالنظام الذي تفرضُه الدولة للذهاب للحجِّ، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59]، فطاعةُ وليِّ الأمر في شأن تنظيم الحجَّاج واجبةٌ شرعاً؛ لأنَّه فُعِل لمصلحةٍ معتبرة..
حول الحج بطرق غير مشروعة
وتكرار الحجِّ في كلِّ عام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ الذي جعلَ كلمةَ التوحيدِ لعبادِهِ حِرزاً وحِصناً، وجعلَ البيتَ العتيقَ مثابةً للناسِ وأمناً، وأكرمَهُ بالنسبةِ إلى نفسِهِ جلَّ وعلا تشريفاً وتخصيصاً ومَنّاً، وجعلَ زيارتَهُ والطوافَ به حجاباً بينَ العبدِ وبينَ العذابِ ومِجَنّاً.
والصلاةُ والسلامُ على سيِّدِنا محمَّدٍ نبيِّ الرحمة، وسيِّدِ الأُمَّة، وعلى آلِهِ وصحبِهِ قادةِ الحقِّ وَسادةِ الخلقِ، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلينا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
أما بعد: فإنَّهُ يردُ سؤالٌ ويتكرَّرُ، ومفادُهُ: ما هو التوجيهُ الشرعيُّ لمن يريدُ الذهابَ إلى الحجِّ بدون تصريحٍ وبدون إذنٍ رسميٍّ، وإنَّما من خلالِ بعضِ الطرُق التي يستطيعُ من خلالِها أن يصل إلى الحج؟ وما هو التوجيهُ لمن يودُّ تكرارَ الحجِّ في كلِّ عام؟
وفي هذه المناسبة نذكرُ خلاصة ما قاله العلماءُ المحقِّقون والعُرَفاءُ الربانيُّون في هذه المسألة.. فنقول وبالله التوفيق:
الحجُّ ركنٌ من أركان الإسلام، وفرضٌ على كلِّ مسلمٍ مستطيع، وهو واجبٌ مرَّةً واحدةً في العمر، وقد وردتِ الأحاديثُ في الترغيبِ في تكرارِ الحجِّ والعمرة، ولو كلَّ خمسِ سنواتٍ مرَّة، لما فيه من منافعَ روحيةٍ ومادية.. وللحديث القدسي الوارد في ذلك، وهو قوله جلَّ وعلا: (إنَّ عبداً صحَّحْتُ لَهُ جِسْمَهُ، وَوَسَّعْتُ عَليهِ في المَعيشَةِ، يَمضي عَليهِ خمسةُ أعوامٍ لا يَفِدُ إليَّ لَمَحروم) رواه ابن حِبَّان في صحيحه.
ولكنْ نظراً لكثرةِ عددِ المسلمين في العالمِ اليوم، وتوافرِ الإمكاناتِ المادية لهم، وسهولةِ المواصلات، التي جعلتِ الحجَّ ميسَّراً إلى حدٍّ كبير.. أقبل المسلمون على أداء الفريضة، وحرصوا على تكرار الحجِّ والعمرة، حتى وصلوا إلى أعداد كبيرة.
كما أنَّ مشاعرَ الحجِّ مُحدَّدةٌ ومحصورة، ومع ما بُذِلَ من جهودٍ كبيرةٍ في توسيع الحرم والمشاعر، والإنفاق على ما يحقِّقُ راحةَ الحجاجِ والعُمَّار.. فإنَّ كلَّ ذلك لم يستطعِ استيعابَ الإقبالِ الكبيرِ على الحجِّ والعمرة.
وهذا كلُّهُ يقتضي من المسلم أن يقتصرَ على أداءِ الفريضةِ، وأن يُتيحَ الفرصةَ لغيرِهِ ممَّنْ لم يسبقْ لهُ الحجُّ والعمرةُ بأداء هذه الفريضة، دفعاً للضَّررِ المتوقَّعِ في الزحام ومضايقة الناس، كما هو مشاهَدٌ وملموس في موسمِ الحجِّ، والمواسمِ التي يكثرُ فيها أداءُ العمرة كرمضان مثلاً؛ وذلك إيثاراً من المسلم لأخيه المسلم، وحتى لا يحرمه من أداء الفريضة، والمسلمُ لا يؤمنُ إيماناً كاملاً حتى يحبَّ لأخيه ما يُحبُّهُ لنفسه.. وعلى الأخصِّ أنَّ أبوابَ الخير والقربات مفتوحةٌ أمامَ الأغنياءِ والأثرياء، بل هي أكثرُ ثواباً وأجراً من تَكرارِ الحجِّ والعمرة، لما فيها من مصالحَ ضروريةٍ، كإعانةِ الفقراءِ والمساكينِ، وأصحابِ الكوارثِ واللاجئينَ، وبناءِ المساجدِ في البلاد الفقيرة، والمدارسِ والمعاهدِ الشرعية، وحفرِ الآبار، وتأمينِ المساكنِ للمشرَّدينَ والفقراء، ورعايةِ الأيتامِ الفقراء، وتقديمِ المساعداتِ لإنعاشِ الاقتصادِ في العديدِ منَ البلادِ الإسلامية.
ولا يجوز للواجدينَ إهمالُ المُعوِزينَ تحتَ مبرِّرِ الإكثارِ من النوافل والطاعات؛ فإنه لا يجوزُ تركُ الواجباتِ لتحصيلِ المستحبَّات، ولا يسوغُ التشاغلُ بالعباداتِ ذاتِ النفعِ الخاصِّ، وبذلُ الأوقاتِ والأموالِ فيها، على حسابِ القيامِ بالعباداتِ ذاتِ المصلحةِ العامة.
والمهمُّ في كلِّ ذلك الإخلاصُ والنيَّةُ والعملُ النافعُ الصالحُ والإيثارُ، وما فيه مصلحةٌ أكبرُ للناس.
ويمكنُ للمسلمِ اختيارُ الأوقاتِ الأخرى خارجَ أوقاتِ الحجِّ لأداءِ العمرة، وزيارةِ الحرمينِ، والتشرُّفِ برؤيةِ الكعبةِ، وتحقيقِ المحبَّةِ الصادقةِ والشوق لبيت الله الحرام، وزيارةِ النبيِّ عليه وآلِهِ الصلاةُ والسلام، دون التسبُّبِ في الزحامِ وإلحاقِ الضَّررِ بالآخرين.
أما بالنسبةِ للحجِّ بالطرقِ غيرِ المشروعةِ فإنَّهُ من حيثُ صحةُ الحجِّ أو بطلانه: فالحجُّ صحيحٌ إن استوفى الحاجُّ أركانَه وشروطَهُ، سواء كان مصرَّحاً له بالدخول أو لم يكن كذلك، لكن ينبغي الحجُّ بالطريقة الرَّسمية التي لا مخالفةَ فيها للقوانين الناظمةِ لذلك.. أما ما فيه مخالفةٌ لها فلا يجوز سلوكُهُ، بل يجبُ التقيُّدُ والالتزامُ بالنظام الذي تفرضُه الدولة للذهاب للحجِّ، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59]، فطاعةُ وليِّ الأمر في شأن تنظيم الحجَّاج واجبةٌ شرعاً؛ لأنَّه فُعِل لمصلحةٍ معتبرة..
لا سيما أنَّ بعض الفقهاء قالوا بوجوب الحج على التراخي بالنسبة للمستطيع، والاستطاعةُ شرطٌ لوجوبِ الحجِّ باتِّفاق، فلا يجبُ الحجُّ على من لم تتوفَّرْ فيه خصالُ الاستطاعةِ؛ لأنَّ القرآنَ خصَّ الخطابَ بهذه الصِّفةِ في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97].
ومن الاستطاعةِ أمنُ الطريق، ولعلَّ هذا التنظيمَ للحجَّاجِ يدخلُ في ذلك، فلا يُعَدُّ المسلمُ مستطيعاً ولا يجبُ عليه الحجُّ قبل السماحِ له بالحجِّ بطرقٍ مشروعة.
وأيضاً لما يسبِّبه عدمُ الالتزامِ بالنظامِ من الفوضى والعشوائيةِ والزحامِ الشديد، وربَّما وقعَ الحاجُّ في الغشِّ والكذب والتدليس للوصول لذلك، حيث لو سئل على حاجز مثلاً: هل تريد الحج؟ سيقول: لا، وكذلك قد يقع في التزوير المحرَّم والرشوة وغير ذلك، وربَّما عرَّض نفسه للخطر والإذلال..
إذاً لو خالف الحاجُّ النظامَ وحجَّ بطرقٍ ملتوية واستكملَ أفعالَ الحجِّ كلَّها صحَّ حجُّه، وسقط عنه الفرضُ إن شاء الله تعالى، لكنَّ حجَّهُ بهذه الطريقة ليسَ الحجَّ المبرور، الذي وُفِّيت أحكامه، وجيء به على الوجه الأكمل، ولم يخالطه شيء من الإثم، وقد رجَّح الإمام النووي رحمه الله تعالى أنَّ الحجَّ المبرور هو الذي لا يخالطه إثم.. بل يقعُ الحاجُّ في المعصية والإثم، وعليه بالتوبة والاستغفار والإكثارِ من العمل الصالح، ويخشى أنه بهذه المخالفة يكون قد فوَّت على نفسه معنى الحجِّ، والحِكَمَ التي شُرِع الحجُّ لنيل ثمرتها، ويسعى الحاجُّ للتحقُّق بها، وعلى رأسها التحقُّقُ بالعبوديَّة ونيلُ مرضاة الله سبحانه وتعالى.
كلُّ هذا إذا كان الحجُّ حجَّ الفريضة؛ فكيف بمن يذهبُ وقد حجَّ حجَّ الفريضة ويلجأُ إلى مثل هذه الطرق الملتوية؟! أو الذين يذهبون إلى الحجِّ في كلِّ عامٍ بدون ضرورةٍ أو مصلحةٍ شرعيَّةٍ تدفع لذلك.
إنَّ للحجِّ فوائدَ عُظمى، وآثاراً كبرى تعود بالخير العميم والنفع الجليل على الفرد والجماعة، ومن أهمِّ فوائد الحجِّ تقويةُ الإيمان، وتهذيبُ النفس، وتكفيرُ الذنوب؛ لأنَّ المؤمنَ يتفرَّغ فيه للعبادة والتفكُّرِ وذكرِ الله تعالى، لا تشغَلُه همومُ الدُّنيا ولا تفتنه بهارجُها الزائفة، فيتوجَّهُ إلى الكعبة المشرَّفة وتلكَ البقاعِ الطاهرة وهو متجرِّدٌ عن زينة الدنيا، حاسرَ الرأس، باديَ القدم، مشتملَ الإزار، يهزُّه جلالُ الموقف، ويغمرُ الخشوعُ قلبَهُ، وتفيضُ بالدمع عيناه، ويتوجَّه إلى الله تعالى داعياً متضرِّعاً تائباً مستغفراً..
وعندما يُشاهدُ الحاجُّ الجموعَ الحاشدةَ الضارعةَ الملبِّية في عرفات يذكِّره هذا المشهدُ بذلك الموقف الرهيب، يوم يُعرَضُ الناسُ على ربِّهم لا تخفى منهم خافية.. فمن أين يحصل له هذا التجرُّد والتخشُّع والتحقُّق وحالُ الحُجَّاج من الزحام الشديد كما هو معلوم؟! ولا شكَّ أنَّ الذهابَ بدون موافقة من القائمين على تنظيم الحجاج يزيد في هذا البلاء... فالحجاج الذين يذهبون بدون موافقة، وربما تكرَّر منهم الحجُّ في كلِّ عام، يصل عددُهم إلى نسبة كبيرة من الحجاج.
ولقد روى الإمام الترمذي رحمه الله تعالى عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنِ الْحَاجُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (الشَّعِثُ التَّفِلُ).. يعني: أن يكون الحاجُّ أشعثَ أغبر، تاركاً للطِّيب، متجرِّداً عن الزينة والرفاهية، بعيداً عن الاهتمام بالمظهر والشكل، مُخْشَوْشِناً في سائر أوضاعه وتقلُّباته، مستغرقاً في مظاهر الذلُّ والعبودية لمولاه عزَّ وجلَّ، ضمنَ مناخٍ من النظافةِ والطُّهر والنَّقاء.. ولكن لم يعدْ هذا هو المعنى الذي يمكن للحاجِّ تحقيقه في هذه الأيام بسبب هذا الزِّحام الشديد، بل ربَّما وجدتَهُ منشغلاً عن كلِّ ما هو بصدده من وظائفِ العبادةِ والعبودية لله عزَّ وجلَّ، ليتفرَّغَ لمُدافعةِ أمواجِ العذاب والهلاك الناتجة عن هذا الزِّحام والعشوائية.. ولذا فإنَّ من أهمِّ ما يُوصَى به الحجاجُ هو تجنُّبُهم لإيذاءِ المسلمينَ في الحجِّ، لا سيَّما عند تقبيلِ الحجرِ أو رميِ الجِمارِ أو غيرها.
ولئن كانت مزيةُ الشَّعَث والغُبْرَة فيما مضى من تعاليم المصطفى عليه الصلاة والسلام أنها توقظ الإنسانَ من سَكرةِ الدنيا وأهوائها، وتقفُ به عبداً ذليلاً خاشعاً أمام أُلوهيةِ الله عزَّ وجلَّ، ليس بينه وبينها حجاب.. فإنَّ مزيَّة هذه الحال اليومَ أنَّها تَشغَلُه عن عبادته كلِّها، وتُفسد عليه خُلُقه وحِلْمَهُ وصبره، وتَضرب بينه وبين حقائق عبوديَّته لله عزَّ وجلَّ بحجابٍ صفيقٍ من الخوف على المصير، وعواصفِ الضيقِ والتبرُّمِ بسائرِ مَنْ حولَهُ مِن الناس.
ومن الاستطاعةِ أمنُ الطريق، ولعلَّ هذا التنظيمَ للحجَّاجِ يدخلُ في ذلك، فلا يُعَدُّ المسلمُ مستطيعاً ولا يجبُ عليه الحجُّ قبل السماحِ له بالحجِّ بطرقٍ مشروعة.
وأيضاً لما يسبِّبه عدمُ الالتزامِ بالنظامِ من الفوضى والعشوائيةِ والزحامِ الشديد، وربَّما وقعَ الحاجُّ في الغشِّ والكذب والتدليس للوصول لذلك، حيث لو سئل على حاجز مثلاً: هل تريد الحج؟ سيقول: لا، وكذلك قد يقع في التزوير المحرَّم والرشوة وغير ذلك، وربَّما عرَّض نفسه للخطر والإذلال..
إذاً لو خالف الحاجُّ النظامَ وحجَّ بطرقٍ ملتوية واستكملَ أفعالَ الحجِّ كلَّها صحَّ حجُّه، وسقط عنه الفرضُ إن شاء الله تعالى، لكنَّ حجَّهُ بهذه الطريقة ليسَ الحجَّ المبرور، الذي وُفِّيت أحكامه، وجيء به على الوجه الأكمل، ولم يخالطه شيء من الإثم، وقد رجَّح الإمام النووي رحمه الله تعالى أنَّ الحجَّ المبرور هو الذي لا يخالطه إثم.. بل يقعُ الحاجُّ في المعصية والإثم، وعليه بالتوبة والاستغفار والإكثارِ من العمل الصالح، ويخشى أنه بهذه المخالفة يكون قد فوَّت على نفسه معنى الحجِّ، والحِكَمَ التي شُرِع الحجُّ لنيل ثمرتها، ويسعى الحاجُّ للتحقُّق بها، وعلى رأسها التحقُّقُ بالعبوديَّة ونيلُ مرضاة الله سبحانه وتعالى.
كلُّ هذا إذا كان الحجُّ حجَّ الفريضة؛ فكيف بمن يذهبُ وقد حجَّ حجَّ الفريضة ويلجأُ إلى مثل هذه الطرق الملتوية؟! أو الذين يذهبون إلى الحجِّ في كلِّ عامٍ بدون ضرورةٍ أو مصلحةٍ شرعيَّةٍ تدفع لذلك.
إنَّ للحجِّ فوائدَ عُظمى، وآثاراً كبرى تعود بالخير العميم والنفع الجليل على الفرد والجماعة، ومن أهمِّ فوائد الحجِّ تقويةُ الإيمان، وتهذيبُ النفس، وتكفيرُ الذنوب؛ لأنَّ المؤمنَ يتفرَّغ فيه للعبادة والتفكُّرِ وذكرِ الله تعالى، لا تشغَلُه همومُ الدُّنيا ولا تفتنه بهارجُها الزائفة، فيتوجَّهُ إلى الكعبة المشرَّفة وتلكَ البقاعِ الطاهرة وهو متجرِّدٌ عن زينة الدنيا، حاسرَ الرأس، باديَ القدم، مشتملَ الإزار، يهزُّه جلالُ الموقف، ويغمرُ الخشوعُ قلبَهُ، وتفيضُ بالدمع عيناه، ويتوجَّه إلى الله تعالى داعياً متضرِّعاً تائباً مستغفراً..
وعندما يُشاهدُ الحاجُّ الجموعَ الحاشدةَ الضارعةَ الملبِّية في عرفات يذكِّره هذا المشهدُ بذلك الموقف الرهيب، يوم يُعرَضُ الناسُ على ربِّهم لا تخفى منهم خافية.. فمن أين يحصل له هذا التجرُّد والتخشُّع والتحقُّق وحالُ الحُجَّاج من الزحام الشديد كما هو معلوم؟! ولا شكَّ أنَّ الذهابَ بدون موافقة من القائمين على تنظيم الحجاج يزيد في هذا البلاء... فالحجاج الذين يذهبون بدون موافقة، وربما تكرَّر منهم الحجُّ في كلِّ عام، يصل عددُهم إلى نسبة كبيرة من الحجاج.
ولقد روى الإمام الترمذي رحمه الله تعالى عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنِ الْحَاجُّ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: (الشَّعِثُ التَّفِلُ).. يعني: أن يكون الحاجُّ أشعثَ أغبر، تاركاً للطِّيب، متجرِّداً عن الزينة والرفاهية، بعيداً عن الاهتمام بالمظهر والشكل، مُخْشَوْشِناً في سائر أوضاعه وتقلُّباته، مستغرقاً في مظاهر الذلُّ والعبودية لمولاه عزَّ وجلَّ، ضمنَ مناخٍ من النظافةِ والطُّهر والنَّقاء.. ولكن لم يعدْ هذا هو المعنى الذي يمكن للحاجِّ تحقيقه في هذه الأيام بسبب هذا الزِّحام الشديد، بل ربَّما وجدتَهُ منشغلاً عن كلِّ ما هو بصدده من وظائفِ العبادةِ والعبودية لله عزَّ وجلَّ، ليتفرَّغَ لمُدافعةِ أمواجِ العذاب والهلاك الناتجة عن هذا الزِّحام والعشوائية.. ولذا فإنَّ من أهمِّ ما يُوصَى به الحجاجُ هو تجنُّبُهم لإيذاءِ المسلمينَ في الحجِّ، لا سيَّما عند تقبيلِ الحجرِ أو رميِ الجِمارِ أو غيرها.
ولئن كانت مزيةُ الشَّعَث والغُبْرَة فيما مضى من تعاليم المصطفى عليه الصلاة والسلام أنها توقظ الإنسانَ من سَكرةِ الدنيا وأهوائها، وتقفُ به عبداً ذليلاً خاشعاً أمام أُلوهيةِ الله عزَّ وجلَّ، ليس بينه وبينها حجاب.. فإنَّ مزيَّة هذه الحال اليومَ أنَّها تَشغَلُه عن عبادته كلِّها، وتُفسد عليه خُلُقه وحِلْمَهُ وصبره، وتَضرب بينه وبين حقائق عبوديَّته لله عزَّ وجلَّ بحجابٍ صفيقٍ من الخوف على المصير، وعواصفِ الضيقِ والتبرُّمِ بسائرِ مَنْ حولَهُ مِن الناس.
فلئن لم يرجعِ الحاجُّ إلى بيته اليومَ بأعباءٍ جسيمةٍ من الأوزار لشدَّةِ ما شُغِلَ عن آدابِ المناسك وضوابطها، ولكثرةِ ما آذى الناسَ في سبيل التخلُّص من زِحامهم وإيذائهم، فإنه لجديرٌ أن يُهنَّأَ لحظِّه العظيمِ في حُسنِ الخَلاص، حتى وإن لم يَعُدْ بشيء من المَثوبة والأجرِ يدَّخرهما لنفسه عند الله تعالى..
هذا فيما إذا كان ذهابُه إلى الحجِّ منضبطاً بالضوابط الشرعية، ولا شكَّ أنَّ التعليماتِ الرسميةَ في هذا الصددِ تدخلُ ضِمنَها.. فكيف إذا كان مخالفاً لهذه القوانين، متسبِّباً في زيادةِ الزحامِ المسبِّب لما ذكرنا من فسادِ حالِ الحُجَّاجِ الناتجِ عن هذا الزحام والفوضى، وبُعدِهم عما هم بصدده من القيام بوظائف العبادة والعبودية لله تعالى، وحُسنِ الخُلُقِ والصِّلَةِ بعباد الله جلَّ وعلا.
ومن أينَ يحصلُ له التذلُّلُ لله تعالى عندما يترك الزينةَ ويلبسُ ثيابَ الإحرام مُظهِراً فقرَهُ لربِّه، متجرِّداً عن الدنيا وشواغلِها التي تَصرِفُه عن الخُلوص لمولاه، وهو في هذه الحالة التي نتجت عن الفوضى في الذَّهابِ إلى الحجِّ؟! ومن أين له أن يحقِّقَ ما هو مطلوبٌ منه من السننِ والآدابِ في الطواف حول الكعبة والسعيِ بين الصفا والمروة؟! وأنَّى له أن يقومَ بما عليه عندما يكونُ في عرفات، وفي مِنى عندما يقوم برمي الجمرات؟! ومعلومٌ ما هي السننُ والآدابُ التي ينبغي أن يقوم بها الحاجُّ في هذه المواطن، ليتحقَّقَ له المعنى المرادُ من الحج.
وهذا الحالُ يدفعُ كثيراً من الحجاجِ لتتبُّعِ الرُّخَص، والأخذِ بالأقوالِ الضعيفة، مع ما يقومُ به البعضُ من إهمالٍ لبعض الواجباتِ الشرعيةِ كلُبس الإحرام وغيره، بدون موجِبٍ، سوى هذا الزحامِ الناشئِ عن عدم الفقهِ الحقيقيِّ لمعنى شعيرةِ الحج.
ولذا تجدُ أنَّ الكثيرَ الكثيرَ من الحُجَّاجِ عندما يرجِعونَ لا يحملونَ معهم من الحديثِ للناس إلا ما عانَوه في هذه المواطن، ولا يتذكَّرون إلا تلك المواقف التي تعرَّضوا فيها للضرر.
فعش يا أيُّها الحاجُّ حياتَك بعد الحجِّ في ظلِّ مناسكِ الحجِّ والعمرة وذكرياتِها وضراعتك فيهما، وحُضَّ الناسَ دائماً على أداء الحجِّ والعمرة بالضوابط والآداب الشرعيَّة، وشوِّقْهم لذلك، واحذرْ ما يقعُ فيه البعضُ من شكوى الزحامِ والصعوبات، مما قد يُثبِّطُ عزائمَ الناسِ، ويكون صدّاً عن هذا الخير العظيم.
وليكنْ أثرُ الحجِّ فيك إذا حَجَجْتَ، أوِ العمرةِ إذا اعتمرْتَ، أن يزيدَ اهتمامُكَ بأمورِ دينك، وتطويعُ دنياك وتسخيرُها لخيرِ آخرتك، فذلك علامةُ القبول والنُّسُكِ المبرور.
ولا شك أنَّنا في هذه الإجابة لسنا بصددِ الحديثِ عن حلِّ المشكلات، لأنَّها مع صعوبتها سهلةٌ عندما تقومُ بها الدُّولُ متعاونةً مع الدولةِ التي فيها أداءُ هذه المناسك؛ ولكنَّ الذي نقوله إنما هو تذكرةٌ وبيانٌ ونصيحةٌ لمن يسمعها، وتأكيدٌ له على ضرورةِ التمسُّكِ بأحكامِ الشريعة والتأدُّبِ بآدابها، وأن لا يكون الحاكمُ لنا في هذه العبادات إنما هو العواطفُ والمشاعر، فكم وكم من حالٍ يظنُّ الشخصُ فيها أنه متوجِّهٌ إلى هذه العبادة بدافعٍ من الشوقِ إلى بيتِ الله الحرام والرغبةِ في الأجر والثواب، ولو أنَّه محَّصَ النظرَ ودقَّقَ لَعلِمَ أنه مُندفعٌ إلى ذلك بأهواءٍ وحظوظٍ نفسيَّةٍ ورغباتٍ ومصالحَ دنيوية..
وكم من أناسٍ يندفعونَ إلى الحجِّ بهذه المشاعر وذِممُهم الماليةُ مشغولةٌ بحقوقٍ للآخرين، دون أن يَحملَهم ما يكافئ ويوازي ذلك الشوقَ من مشاعرِ الخوف من الله تعالى على أن يسألوا أنفسهم: أيجوزُ هذا السفر لمثلِ هذا الإنسان؟ ولو أنَّهم فعلوا ذلك لعلموا أنه ليس لمَنْ عليهِ دينٌ حالٌّ أن يسافرَ من بلدتِهِ إلى أيِّ جهةٍ، لأيِّ عبادةٍ أو غرضٍ، إلا بعدَ أن يُوفِّي دَينه أو يستأذنَ غَريمه.
ولهذا الحديثِ ذُيولٌ طويلةٌ لا مجالَ لذكرها الآن، لا سيما ونحن الآن على أبواب الحج.
اللهمَّ يسِّرْ على الحجاج حجَّهم، وتقبَّل منَّا ومنهم، ويسِّرْ لهم زيارتهم لحضرة إمام الأنبياء والمرسلين، ومهوى أفئدة المحبِّين، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأكمل التسليم.
اللهم واجعلنا ممَّن أكرمتهم بالحجِّ المبرور والسعي المشكور، وأشركْنا في نُسُكِ الحُجَّاج والعُمَّار والزُّوَّار وأذكارِهم ودعواتِهم، وأكرمْنا اللهمَّ بالعودِ المرَّاتِ الكثيرات إلى زيارةِ بيتِكَ الحرام، وزيارةِ نبيِّكَ ورسولِكَ عليه الصلاة والسلام، مع التيسير والفوز بالقبول، ووفِّقْنا اللهمَّ لشُكرِ نِعَمِكَ وحُسنِ القيامِ بحقِّها، وزِدْنا من فضلك العظيم.
اللهمَّ اهدنا وسدِّدنا.. اللهمَّ اهدِنا لما اختُلِفَ فيه من الحقِّ بإذنك، إنكَ تهدي من تشاءُ إلى صراط مستقيم، وأكرمنا اللهمَّ بنعمة الإخلاص لوجهك الكريم برحمتك يا أرحم الراحمين.
ولا حولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ العليِّ العظيم، وهو حسبُنا ونعمَ الوكيل، وصلى الله تعالى على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً، والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
هذا فيما إذا كان ذهابُه إلى الحجِّ منضبطاً بالضوابط الشرعية، ولا شكَّ أنَّ التعليماتِ الرسميةَ في هذا الصددِ تدخلُ ضِمنَها.. فكيف إذا كان مخالفاً لهذه القوانين، متسبِّباً في زيادةِ الزحامِ المسبِّب لما ذكرنا من فسادِ حالِ الحُجَّاجِ الناتجِ عن هذا الزحام والفوضى، وبُعدِهم عما هم بصدده من القيام بوظائف العبادة والعبودية لله تعالى، وحُسنِ الخُلُقِ والصِّلَةِ بعباد الله جلَّ وعلا.
ومن أينَ يحصلُ له التذلُّلُ لله تعالى عندما يترك الزينةَ ويلبسُ ثيابَ الإحرام مُظهِراً فقرَهُ لربِّه، متجرِّداً عن الدنيا وشواغلِها التي تَصرِفُه عن الخُلوص لمولاه، وهو في هذه الحالة التي نتجت عن الفوضى في الذَّهابِ إلى الحجِّ؟! ومن أين له أن يحقِّقَ ما هو مطلوبٌ منه من السننِ والآدابِ في الطواف حول الكعبة والسعيِ بين الصفا والمروة؟! وأنَّى له أن يقومَ بما عليه عندما يكونُ في عرفات، وفي مِنى عندما يقوم برمي الجمرات؟! ومعلومٌ ما هي السننُ والآدابُ التي ينبغي أن يقوم بها الحاجُّ في هذه المواطن، ليتحقَّقَ له المعنى المرادُ من الحج.
وهذا الحالُ يدفعُ كثيراً من الحجاجِ لتتبُّعِ الرُّخَص، والأخذِ بالأقوالِ الضعيفة، مع ما يقومُ به البعضُ من إهمالٍ لبعض الواجباتِ الشرعيةِ كلُبس الإحرام وغيره، بدون موجِبٍ، سوى هذا الزحامِ الناشئِ عن عدم الفقهِ الحقيقيِّ لمعنى شعيرةِ الحج.
ولذا تجدُ أنَّ الكثيرَ الكثيرَ من الحُجَّاجِ عندما يرجِعونَ لا يحملونَ معهم من الحديثِ للناس إلا ما عانَوه في هذه المواطن، ولا يتذكَّرون إلا تلك المواقف التي تعرَّضوا فيها للضرر.
فعش يا أيُّها الحاجُّ حياتَك بعد الحجِّ في ظلِّ مناسكِ الحجِّ والعمرة وذكرياتِها وضراعتك فيهما، وحُضَّ الناسَ دائماً على أداء الحجِّ والعمرة بالضوابط والآداب الشرعيَّة، وشوِّقْهم لذلك، واحذرْ ما يقعُ فيه البعضُ من شكوى الزحامِ والصعوبات، مما قد يُثبِّطُ عزائمَ الناسِ، ويكون صدّاً عن هذا الخير العظيم.
وليكنْ أثرُ الحجِّ فيك إذا حَجَجْتَ، أوِ العمرةِ إذا اعتمرْتَ، أن يزيدَ اهتمامُكَ بأمورِ دينك، وتطويعُ دنياك وتسخيرُها لخيرِ آخرتك، فذلك علامةُ القبول والنُّسُكِ المبرور.
ولا شك أنَّنا في هذه الإجابة لسنا بصددِ الحديثِ عن حلِّ المشكلات، لأنَّها مع صعوبتها سهلةٌ عندما تقومُ بها الدُّولُ متعاونةً مع الدولةِ التي فيها أداءُ هذه المناسك؛ ولكنَّ الذي نقوله إنما هو تذكرةٌ وبيانٌ ونصيحةٌ لمن يسمعها، وتأكيدٌ له على ضرورةِ التمسُّكِ بأحكامِ الشريعة والتأدُّبِ بآدابها، وأن لا يكون الحاكمُ لنا في هذه العبادات إنما هو العواطفُ والمشاعر، فكم وكم من حالٍ يظنُّ الشخصُ فيها أنه متوجِّهٌ إلى هذه العبادة بدافعٍ من الشوقِ إلى بيتِ الله الحرام والرغبةِ في الأجر والثواب، ولو أنَّه محَّصَ النظرَ ودقَّقَ لَعلِمَ أنه مُندفعٌ إلى ذلك بأهواءٍ وحظوظٍ نفسيَّةٍ ورغباتٍ ومصالحَ دنيوية..
وكم من أناسٍ يندفعونَ إلى الحجِّ بهذه المشاعر وذِممُهم الماليةُ مشغولةٌ بحقوقٍ للآخرين، دون أن يَحملَهم ما يكافئ ويوازي ذلك الشوقَ من مشاعرِ الخوف من الله تعالى على أن يسألوا أنفسهم: أيجوزُ هذا السفر لمثلِ هذا الإنسان؟ ولو أنَّهم فعلوا ذلك لعلموا أنه ليس لمَنْ عليهِ دينٌ حالٌّ أن يسافرَ من بلدتِهِ إلى أيِّ جهةٍ، لأيِّ عبادةٍ أو غرضٍ، إلا بعدَ أن يُوفِّي دَينه أو يستأذنَ غَريمه.
ولهذا الحديثِ ذُيولٌ طويلةٌ لا مجالَ لذكرها الآن، لا سيما ونحن الآن على أبواب الحج.
اللهمَّ يسِّرْ على الحجاج حجَّهم، وتقبَّل منَّا ومنهم، ويسِّرْ لهم زيارتهم لحضرة إمام الأنبياء والمرسلين، ومهوى أفئدة المحبِّين، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأكمل التسليم.
اللهم واجعلنا ممَّن أكرمتهم بالحجِّ المبرور والسعي المشكور، وأشركْنا في نُسُكِ الحُجَّاج والعُمَّار والزُّوَّار وأذكارِهم ودعواتِهم، وأكرمْنا اللهمَّ بالعودِ المرَّاتِ الكثيرات إلى زيارةِ بيتِكَ الحرام، وزيارةِ نبيِّكَ ورسولِكَ عليه الصلاة والسلام، مع التيسير والفوز بالقبول، ووفِّقْنا اللهمَّ لشُكرِ نِعَمِكَ وحُسنِ القيامِ بحقِّها، وزِدْنا من فضلك العظيم.
اللهمَّ اهدنا وسدِّدنا.. اللهمَّ اهدِنا لما اختُلِفَ فيه من الحقِّ بإذنك، إنكَ تهدي من تشاءُ إلى صراط مستقيم، وأكرمنا اللهمَّ بنعمة الإخلاص لوجهك الكريم برحمتك يا أرحم الراحمين.
ولا حولَ ولا قوَّةَ إلا باللهِ العليِّ العظيم، وهو حسبُنا ونعمَ الوكيل، وصلى الله تعالى على سيِّدنا محمَّد، وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً، والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
يوم عرفة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاة والسَّلامُ على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ:
يومُ عرفةَ يومُ مغفرةِ الذُّنوب وجمعِ القلوب على علَّام الغيوب (إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي).
ويومُ عرفةَ لهُ فضائلُ متعددةٌ، منها:
ـ أنهُ يومُ إكمالِ الدِّينِ وإتمامِ النِّعمةِ.
ـ وأنَّهُ عيدٌ لأهلِ الإسلامِ.
ـ وقيلَ: إنَّهُ يومُ الشَّفْعِ الَّذِي أقسمَ اللهُ تعالى بهِ في كتابهِ، فقال سبحانه: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}، وأنَّ الوَترَ يومُ النَّحرِ.
ـ وقيلَ: إنَّهُ الشَّاهدُ الَّذِي أقسمَ اللهُ تعالى بهِ في كتابهِ، فقال تعالى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}.
ـ أنَّهُ أفضلُ الأيَّامِ، وقالَ بعضُ العلماءِ: يومُ النَّحْرِ أفضلُ الأيَّامِ.. رُوِيَ عنْ أنسِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ تعالى عنهُ قالَ: كانَ يقالُ: يومُ عرفةَ بِعَشَرَةِ آلافِ يومٍ، يعني في الفضلِ.
ـ أنَّهُ يومُ الحجِّ الأكبرِ عندَ جماعةٍ من السَّلفِ، وقالَ بعضُ العلماءِ: يومُ الحجِّ الأكبرِ يومُ النَّحْرِ.
ـ أنَّ صيامَهُ كفارةُ سنتينِ.
ـ وأنَّهُ يومُ مغفرةِ الذُّنوبِ والتَّجاوزِ عنها، والعِتق منَ النَّار، والمباهاةِ بأهلِ الموقفِ.. ففي صحيحِ الإمام مسلم رحمه الله تعالى، عنِ السَّيدةِ عَائِشَةَ رضيَ اللهُ تعالى عنها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟).
فَمَنْ طَمِعَ في العِتقِ مِنَ النَّارِ ومغفرةِ ذنوبهِ في يومِ عرفةَ، فليحافظْ على الأسبابِ الَّتِي يُرْجَى بها العِتقُ والمغفرةُ.. ومنها:
ـ صيامُ ذلكَ اليومِ، فقد ندبنا الشرعُ الشريفُ إلى صيامه: فعن أبي قتادةَ رضيَ اللهُ تعالى عنهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهِ عليهِ وسلَّم: (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالَّتِي بَعْدَهُ) رواهُ الإمامُ مسلمُ رحمهُ اللهُ تعالى.
أما الحاجُّ فلا يستحبُّ له صيامه، بل يُكرَه عند المالكية والحنابلة، وهو خلاف الأولى عند الشافعية، وقيل: مكروه.. فقد روى الإمام أحمد وأصحاب السنن رحمهم الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ).
وذهب الحنفية إلى أنَّ صيامه مندوب للحاجِّ إذا كان لا يُضعفه عن الوقوف بعرفات ولا يُخِلُّ بالدعوات، فلو أضعفه كُرِه له الصوم.
ـ حفظُ جوارحهِ عن المحرَّماتِ في ذلك اليومِ: ففي مسندِ الإمامِ أحمدَ رحمهُ اللهُ تعالى عنِ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ تعالى عنهما، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّه قالَ يَوْمَ عَرَفَةَ: (هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ، وَبَصَرَهُ، وَلِسَانَهُ، غُفِرَ لَهُ).
ـ الإكثارُ منْ شهادةِ التَّوحيدِ بإخلاصٍ وصدقٍ، فإنَّها أصلُ دينِ الإسلامِ الَّذِي أكملهُ اللهُ تعالى في ذلكَ اليومِ: ففي المسندِ عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمروٍ رضيَ اللهُ تعالى عنهما قالَ: كانَ أكثرُ دعاءِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يومَ عرفةَ: (لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ، بيدهِ الخيرُ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قدير).
ـ ومن الأعمال كثرةُ الدُّعاءِ بالمغفرةِ والعِتقِ، فإنَّهُ يُرْجَى إجابةُ الدُّعاءِ فيهِ.
ـ والمشروعُ فيه بالنسبة للحاجِّ هو الإكثارُ من التلبية، أما غيرُ الحاجِّ فيسنُّ له الإكثارُ من التكبيرِ من صبيحةِ يوم عرفةَ إلى عصرِ آخرِ أيامِ التشريق.
ـ ولْيَحْذَرْ منَ الذُّنوبِ الَّتِي تمنعُ المغفرةَ فيهِ والعِتْقَ، فمنها: الاختيالُ، والإصرارُ على الكبائرِ، وغيرُ ذلك.
من كتابِ «لطائف المعارف» للإمامِ ابنِ رجبٍ الحنبليِّ رحمهُ اللهُ تعالى، وغيرِهِ.
وصلّى اللهُ تعالى على سيّدنَا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ وسلَّمَ والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://www.tgoop.com/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصَّلاة والسَّلامُ على سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ:
يومُ عرفةَ يومُ مغفرةِ الذُّنوب وجمعِ القلوب على علَّام الغيوب (إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي).
ويومُ عرفةَ لهُ فضائلُ متعددةٌ، منها:
ـ أنهُ يومُ إكمالِ الدِّينِ وإتمامِ النِّعمةِ.
ـ وأنَّهُ عيدٌ لأهلِ الإسلامِ.
ـ وقيلَ: إنَّهُ يومُ الشَّفْعِ الَّذِي أقسمَ اللهُ تعالى بهِ في كتابهِ، فقال سبحانه: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ * وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ}، وأنَّ الوَترَ يومُ النَّحرِ.
ـ وقيلَ: إنَّهُ الشَّاهدُ الَّذِي أقسمَ اللهُ تعالى بهِ في كتابهِ، فقال تعالى: {وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ}.
ـ أنَّهُ أفضلُ الأيَّامِ، وقالَ بعضُ العلماءِ: يومُ النَّحْرِ أفضلُ الأيَّامِ.. رُوِيَ عنْ أنسِ بنِ مالكٍ رضيَ اللهُ تعالى عنهُ قالَ: كانَ يقالُ: يومُ عرفةَ بِعَشَرَةِ آلافِ يومٍ، يعني في الفضلِ.
ـ أنَّهُ يومُ الحجِّ الأكبرِ عندَ جماعةٍ من السَّلفِ، وقالَ بعضُ العلماءِ: يومُ الحجِّ الأكبرِ يومُ النَّحْرِ.
ـ أنَّ صيامَهُ كفارةُ سنتينِ.
ـ وأنَّهُ يومُ مغفرةِ الذُّنوبِ والتَّجاوزِ عنها، والعِتق منَ النَّار، والمباهاةِ بأهلِ الموقفِ.. ففي صحيحِ الإمام مسلم رحمه الله تعالى، عنِ السَّيدةِ عَائِشَةَ رضيَ اللهُ تعالى عنها قَالَتْ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمُ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟).
فَمَنْ طَمِعَ في العِتقِ مِنَ النَّارِ ومغفرةِ ذنوبهِ في يومِ عرفةَ، فليحافظْ على الأسبابِ الَّتِي يُرْجَى بها العِتقُ والمغفرةُ.. ومنها:
ـ صيامُ ذلكَ اليومِ، فقد ندبنا الشرعُ الشريفُ إلى صيامه: فعن أبي قتادةَ رضيَ اللهُ تعالى عنهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهِ عليهِ وسلَّم: (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالَّتِي بَعْدَهُ) رواهُ الإمامُ مسلمُ رحمهُ اللهُ تعالى.
أما الحاجُّ فلا يستحبُّ له صيامه، بل يُكرَه عند المالكية والحنابلة، وهو خلاف الأولى عند الشافعية، وقيل: مكروه.. فقد روى الإمام أحمد وأصحاب السنن رحمهم الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: (نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَاتٍ).
وذهب الحنفية إلى أنَّ صيامه مندوب للحاجِّ إذا كان لا يُضعفه عن الوقوف بعرفات ولا يُخِلُّ بالدعوات، فلو أضعفه كُرِه له الصوم.
ـ حفظُ جوارحهِ عن المحرَّماتِ في ذلك اليومِ: ففي مسندِ الإمامِ أحمدَ رحمهُ اللهُ تعالى عنِ ابنِ عبَّاسٍ رضيَ اللهُ تعالى عنهما، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنَّه قالَ يَوْمَ عَرَفَةَ: (هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ، وَبَصَرَهُ، وَلِسَانَهُ، غُفِرَ لَهُ).
ـ الإكثارُ منْ شهادةِ التَّوحيدِ بإخلاصٍ وصدقٍ، فإنَّها أصلُ دينِ الإسلامِ الَّذِي أكملهُ اللهُ تعالى في ذلكَ اليومِ: ففي المسندِ عنْ عبدِ اللهِ بنِ عمروٍ رضيَ اللهُ تعالى عنهما قالَ: كانَ أكثرُ دعاءِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يومَ عرفةَ: (لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ، بيدهِ الخيرُ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قدير).
ـ ومن الأعمال كثرةُ الدُّعاءِ بالمغفرةِ والعِتقِ، فإنَّهُ يُرْجَى إجابةُ الدُّعاءِ فيهِ.
ـ والمشروعُ فيه بالنسبة للحاجِّ هو الإكثارُ من التلبية، أما غيرُ الحاجِّ فيسنُّ له الإكثارُ من التكبيرِ من صبيحةِ يوم عرفةَ إلى عصرِ آخرِ أيامِ التشريق.
ـ ولْيَحْذَرْ منَ الذُّنوبِ الَّتِي تمنعُ المغفرةَ فيهِ والعِتْقَ، فمنها: الاختيالُ، والإصرارُ على الكبائرِ، وغيرُ ذلك.
من كتابِ «لطائف المعارف» للإمامِ ابنِ رجبٍ الحنبليِّ رحمهُ اللهُ تعالى، وغيرِهِ.
وصلّى اللهُ تعالى على سيّدنَا محمَّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ وسلَّمَ والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://www.tgoop.com/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد أيها الإخوة المؤمنون في كلِّ مكان:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، تقبَّل الله تعالى منا ومنكم، عيدكم مبارك وأحياكم الله تبارك وتعالى لأمثاله، ونسأل الله جلَّ وعلا أن يحفظنا وإياكم على الاستقامة حتى نلقاه وهو راض عنا..
ونسأله جل وعلا فرجاً قريباً عاجلاً لهذه الأمة.
اللهم أصلح أمَّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم فرِّج عن أمَّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم ارحم أمَّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا ورُدَّ المسلمين جميعاً إلى دينك ردّاً جميلاً ..
وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد أيها الإخوة المؤمنون في كلِّ مكان:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، تقبَّل الله تعالى منا ومنكم، عيدكم مبارك وأحياكم الله تبارك وتعالى لأمثاله، ونسأل الله جلَّ وعلا أن يحفظنا وإياكم على الاستقامة حتى نلقاه وهو راض عنا..
ونسأله جل وعلا فرجاً قريباً عاجلاً لهذه الأمة.
اللهم أصلح أمَّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم فرِّج عن أمَّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم ارحم أمَّة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا ورُدَّ المسلمين جميعاً إلى دينك ردّاً جميلاً ..
وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه وسلَّم تسليماً والحمد لله ربِّ العالمين.
محمد عبد الله رجو
التاريخ الهجري والهجرة النبوية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصلاة وأكمل التسليم، على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد كان لهجرة النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة أهمية كبيرةٌ في تاريخ الإسلام.
كما أنَّ في هذه الهجرة عِبَراً وفوائدَ لجميع أمَّته صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم الدين.
أمَّا تخصيصُ شهر «مُحرَّم» بأنَّه أوَّل السنة الهجريَّة فهو أمرٌ اتفق عليه أصحابُ النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك أيامَ خلافة سيِّدنا عمر رضي الله تعالى عنه.
قال الحافظُ ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري: وذكروا في سببِ عملِ عمرَ رضي الله تعالى عنه التاريخ أشياءَ:
منها: ما أخرجه أبو نُعيم الفضل بن دُكَين في تاريخه، ومن طريقه الحاكم من طريق الشعبي: أنَّ أبا موسى رضي الله تعالى عنه كتب إلى عمر رضي الله تعالى عنه: إنه يأتينا منك كتبٌ ليس لها تاريخ.
فجمع عمر رضي الله تعالى عنه الناسَ، فقال بعضهم: أرِّخ بالمبعث - أي: لنجعل مبدأ التاريخ الإسلامي من مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم - وقال بعضهم: أرِّخ بالهجرة.
فقال عمر رضي الله تعالى عنه: الهجرة فرَّقت بين الحقِّ والباطل، فأرَّخوا بها.. وذلك سنة سبعَ عشرةَ.
فلما اتَّفقوا رضي الله تعالى عنهم قال بعضهم: ابدؤوا برمضان. فقال عمر رضي الله تعالى عنه: بل المحرَّم؛ فإنه منصرَف الناس من حجِّهم، فاتَّفقوا عليه.
وروى الإمام أحمد رحمه الله تعالى، وأبو عروبة في "الأوائل" والبخاري في "الأدب" والحاكم من طريق ميمون بن مهران قال: رُفع لعمر رضي الله تعالى عنه صَكٌّ محلُّه شعبان، فقال: أيُّ شعبان؟ الماضي أو الذي نحن فيه، أو الآتي؟ ضعوا للناس شيئاً يعرفونه. فذكر نحو الأوَّل.
(كما في فتح الباري، كتاب مناقب الأنصار).
وقال السيوطي في الدُّرِّ المنثور عند تفسير قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ}: وأخرج ابن عساكر في أول كتابه "تاريخ دمشق" عن عبد العزيز بن عمران قال: لم يزل للناس تاريخ؛ كانوا يؤرِّخون في الدهر الأول من هبوط آدم من الجنة؛ فلم يزل كذلك حتى بَعث الله نوحاً، فأرَّخوا من دعاء نوح على قومه، ثم أرَّخوا من الطوفان، ثم أرَّخوا من نار إبراهيم، ثم أرَّخ بنو إسماعيل من بنيان الكعبة، ثم أرَّخوا من موت كعب بن لؤي، ثم أرَّخوا من عام الفيل، ثم أرَّخ المسلمون بَعدُ مِن هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؛ وذلك لما في الهجرة من الخصائص والفضائل، وفيها ارتفعت كلمة الإسلام، وانتشر دين الله تعالى في الأرض، ولذلك حُقَّ أن يكون مبدأُ الهجرة الشريفة هو مبدأَ التاريخ الإسلامي؛ وذلك حتى تتذكرَ هذه الأمةُ كلُّها فضائلَ تلك الهجرة ووقائعها، وآثارها التي تركتها إلى يوم القيامة.
وتنطوي في ذلك فضائلُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسيرتُه ومعجزاتُه، وخوارقُ العادات التي جرت على يديه صلى الله عليه وآله وسلم، ويظهر في ذلك أمرُ شريعته صلى الله عليه وآله وسلم، فجميعُ ذلك منطوٍ تحت هجرته صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابِه رضي الله تعالى عنهم إلى المدينة المنورة.
ولقد بدأت هجرةُ الصحابة رضي الله تعالى عنهم إلى المدينة من أوَّل شهر محرَّم، بعد رجوع الأنصار الذين بايعوا رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم عند العقبات الثلاث إلى ديارهم، وانقضاء موسم الحجِّ. وهذا ممَّا يناسب أن يكون شهرُ محرَّم هو مبدأَ التاريخ، لأنَّ فيه بدْءَ الهجرة، ونهايةَ الموسم الذي اتفق عليه الأنصارُ رضوان الله تعالى عليهم.
ولقد نصَّ العلماء على أَنَّ التأريخ بالسنة الهجرية أَمْرٌ شرعيٌّ له أثره في الإسلام، لا ينبغي أن يُهجَر، وإن أُرِّخ بتأريخ آخر فلا ينبغي تركُ تاريخ الهجرة، لِما لها مِنْ معانٍ وحِكَم وفوائدَ وأسرار تنفع كلَّ مؤمن إلى يوم الدين.
وهو أمر أجمع عليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم، فينبغي اتِّباعهم في ذلك عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المَهديِّين، عضَّوا عليها بالنواجذ) طرف من حديث رواه الإمام أحمد في المسند وأبو داود في كتاب السنة والترمذي في كتاب العلم عن سيدنا العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه.
وصلَّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم، والحمد لله رب العالمين.
من كتاب: (محاضراتٌ حول هجرة سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) لفضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله تعالى.
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://www.tgoop.com/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين، وأفضل الصلاة وأكمل التسليم، على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد كان لهجرة النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة أهمية كبيرةٌ في تاريخ الإسلام.
كما أنَّ في هذه الهجرة عِبَراً وفوائدَ لجميع أمَّته صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم الدين.
أمَّا تخصيصُ شهر «مُحرَّم» بأنَّه أوَّل السنة الهجريَّة فهو أمرٌ اتفق عليه أصحابُ النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك أيامَ خلافة سيِّدنا عمر رضي الله تعالى عنه.
قال الحافظُ ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري: وذكروا في سببِ عملِ عمرَ رضي الله تعالى عنه التاريخ أشياءَ:
منها: ما أخرجه أبو نُعيم الفضل بن دُكَين في تاريخه، ومن طريقه الحاكم من طريق الشعبي: أنَّ أبا موسى رضي الله تعالى عنه كتب إلى عمر رضي الله تعالى عنه: إنه يأتينا منك كتبٌ ليس لها تاريخ.
فجمع عمر رضي الله تعالى عنه الناسَ، فقال بعضهم: أرِّخ بالمبعث - أي: لنجعل مبدأ التاريخ الإسلامي من مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم - وقال بعضهم: أرِّخ بالهجرة.
فقال عمر رضي الله تعالى عنه: الهجرة فرَّقت بين الحقِّ والباطل، فأرَّخوا بها.. وذلك سنة سبعَ عشرةَ.
فلما اتَّفقوا رضي الله تعالى عنهم قال بعضهم: ابدؤوا برمضان. فقال عمر رضي الله تعالى عنه: بل المحرَّم؛ فإنه منصرَف الناس من حجِّهم، فاتَّفقوا عليه.
وروى الإمام أحمد رحمه الله تعالى، وأبو عروبة في "الأوائل" والبخاري في "الأدب" والحاكم من طريق ميمون بن مهران قال: رُفع لعمر رضي الله تعالى عنه صَكٌّ محلُّه شعبان، فقال: أيُّ شعبان؟ الماضي أو الذي نحن فيه، أو الآتي؟ ضعوا للناس شيئاً يعرفونه. فذكر نحو الأوَّل.
(كما في فتح الباري، كتاب مناقب الأنصار).
وقال السيوطي في الدُّرِّ المنثور عند تفسير قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ}: وأخرج ابن عساكر في أول كتابه "تاريخ دمشق" عن عبد العزيز بن عمران قال: لم يزل للناس تاريخ؛ كانوا يؤرِّخون في الدهر الأول من هبوط آدم من الجنة؛ فلم يزل كذلك حتى بَعث الله نوحاً، فأرَّخوا من دعاء نوح على قومه، ثم أرَّخوا من الطوفان، ثم أرَّخوا من نار إبراهيم، ثم أرَّخ بنو إسماعيل من بنيان الكعبة، ثم أرَّخوا من موت كعب بن لؤي، ثم أرَّخوا من عام الفيل، ثم أرَّخ المسلمون بَعدُ مِن هجرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؛ وذلك لما في الهجرة من الخصائص والفضائل، وفيها ارتفعت كلمة الإسلام، وانتشر دين الله تعالى في الأرض، ولذلك حُقَّ أن يكون مبدأُ الهجرة الشريفة هو مبدأَ التاريخ الإسلامي؛ وذلك حتى تتذكرَ هذه الأمةُ كلُّها فضائلَ تلك الهجرة ووقائعها، وآثارها التي تركتها إلى يوم القيامة.
وتنطوي في ذلك فضائلُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وسيرتُه ومعجزاتُه، وخوارقُ العادات التي جرت على يديه صلى الله عليه وآله وسلم، ويظهر في ذلك أمرُ شريعته صلى الله عليه وآله وسلم، فجميعُ ذلك منطوٍ تحت هجرته صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابِه رضي الله تعالى عنهم إلى المدينة المنورة.
ولقد بدأت هجرةُ الصحابة رضي الله تعالى عنهم إلى المدينة من أوَّل شهر محرَّم، بعد رجوع الأنصار الذين بايعوا رسولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم عند العقبات الثلاث إلى ديارهم، وانقضاء موسم الحجِّ. وهذا ممَّا يناسب أن يكون شهرُ محرَّم هو مبدأَ التاريخ، لأنَّ فيه بدْءَ الهجرة، ونهايةَ الموسم الذي اتفق عليه الأنصارُ رضوان الله تعالى عليهم.
ولقد نصَّ العلماء على أَنَّ التأريخ بالسنة الهجرية أَمْرٌ شرعيٌّ له أثره في الإسلام، لا ينبغي أن يُهجَر، وإن أُرِّخ بتأريخ آخر فلا ينبغي تركُ تاريخ الهجرة، لِما لها مِنْ معانٍ وحِكَم وفوائدَ وأسرار تنفع كلَّ مؤمن إلى يوم الدين.
وهو أمر أجمع عليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم، فينبغي اتِّباعهم في ذلك عملاً بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المَهديِّين، عضَّوا عليها بالنواجذ) طرف من حديث رواه الإمام أحمد في المسند وأبو داود في كتاب السنة والترمذي في كتاب العلم عن سيدنا العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه.
وصلَّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم، والحمد لله رب العالمين.
من كتاب: (محاضراتٌ حول هجرة سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) لفضيلة الشيخ عبد الله سراج الدين رحمه الله تعالى.
***
لمتابعة نسيم الرياض:
على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/naseemalriad
وعلى التليغرام:
https://www.tgoop.com/naseemalriad
وعلى تويتر:
https://twitter.com/naseemalriad
وعلى اليوتيوب:
https://youtube.com/@naseemalriad
وعلى الواتساب:
https://whatsapp.com/channel/0029Va5g8PK5vKA2zNJvVo3b