Telegram Web
قناة ناصر آل متعب
في الحديث: 《 من اقتراب الساعة: أن يُرفع الأشرار، ويُوضع الأخيار، ويوضع في القوم المثناة، ليس أحد يغيّرها》قيل: ما المثناة؟ قال: 《كتاب كُتب سوى كتاب الله》. وفي رواية: 《ما اكتُتب سوى كتاب الله》. وفي رواية: 《أن تُتلى المثناة》. وفي رواية: 《يقوم بالقوم المثناة》.…
قال تعالى: { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ}
عن أبي العالية أنهم قالوا: (لن نسبق أحبارنا بشيء، ما أمرونا به ائتمرنا, وما نهونا عنه انتهينا لقولهم) قال: "وهم يجدون في كتاب الله ما أُمروا به وما نُهوا عنه, فاستنصحوا الرجالَ, ونبذُوا كتاب الله وراء ظهورهم".

قال أبو زيد الدبوسي الحنفي (٤٣٠) بعد أن بيّن اتباع السلف للدليل ولو خالف قول بعض كبار الصحابة: "فقد كانوا قوماً أثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخير، فكانوا يرون الحجة -لا علماءهم ولا نفوسهم-، فلما ذهب التقوى عن عامة القرن الرابع، وكسلوا عن طلب الحجج، جعلوا علماءهم حجة واتبعوهم، فصار بعضهم حنفياً وبعضهم مالكيا وبعضهم شافعياً، يُبصرون الحجة بالرجال، ويعتقدون الصحة بالميلاد على المذهب، ثم كل قرن بعدهم اتبع عالمه كيف ما أصابه بلا تمييز حتى تبدلت السنن بالبدع، وضل الحق بين الهوى".
"الحضارة هي مضاعفة بلا حدود للضرورات غير الضرورية".

مارك توين
من كتب المقالات الشيعية:
ينسب التجسيم (إثبات المعاني) للإمام أحمد، ويؤكد صحة دعواه بأن جميع الحنابلة على ذلك بلا اختلاف بينهم!، وينسب إلى جميعهم القول بأن معنى الاستواء هو الاستقرار.
ويصف نفي إثبات المعنى عن الإمام أحمد (بالتعسف).
ويذكر أن بعض الشافعية يصرحون بانتسابهم لمعتقد الإمام أحمد (إثبات المعاني).
قناة ناصر آل متعب
قال الغزالي: “اعْلَمْ أَنَّ كُلَّ قَاعِدٍ فِي بَيْتِهِ أَيْنَمَا كَانَ فَلَيْسَ خَالِيًا فِي هَذَا الزَّمَانِ عَنْ مُنْكَرٍ مِنْ حَيْثُ التَّقَاعُدُ عَنْ إِرْشَادِ النَّاسِ وَتَعْلِيمِهِمْ وَحَمْلِهِمْ عَلَى الْمَعْرُوفِ, فَأَكْثَرُ الناس جاهلون بالشرع في…
قال حميد بن الربيع: رأى حسين الجعفي كأن القيامة قد قامت، وكأن منادياً ينادي: (ليقم العلماء فيدخلوا الجنة) قال: فقاموا وقمت معهم، فقيل لي: اجلس لست منهم، أنت لا تُحدّث.
قال: فلم يزل يحدّث بعد أن كان لا يُحدّث حتى كتبنا عنه أكثر من عشرة آلاف حديث.


منّ الله عليه فرأى الحسرة قبل الموت، فتدارك أمره.
قال حُريز بن أحمد بن أبي دُوَاد: كان أبي إذا صلى رفع يديه إلى السماء، وخاطب ربه:

ما أنت بالسبب الضعيف وإنما
نُجْحُ الأمور بقوّة الأسبابِ

فاليوم حاجتنا إليك وإنما
يُدعى الطبيب لساعة الأوصابِ
جواب ابن تيمية لفقيه حنفي استشاره في تغيير المذهب لأنه رأى كثيراً من الأحاديث الصحيحة تخالفه.
قال الذهبي في (السير): "العجب من أبي القاسم علي بن الحسن الحافظ [ابن عساكر]، كيف ذكر ترجمة أحمد مطوّلة كعوائده، ولكن ما أورد من أمر المحنة كلمة مع صحة أسانيدها".
وقال في (تاريخ الإسلام): "أنا أتعجب من الحافظ أبي القاسم كيف لم يسق المحنة ولا شيئا منها في «تاريخ دمشق» مع فرط استقصائه، ومع صحة أسانيدها، ولعل له نية في تركها".

قلت: تفاصيل المحنة تكشف بوضوح أن موضع النزاع بين السلف ومن خالفهم وقال بخلق القرآن، هو في هذا القرآن المتلو بسوره وحروفه، لا في الكلام النفسي، وهذا يعكر على السردية الأشعرية.
لذا استدل بعض أهل العلم بذلك.
قال ابن قدامة: "ولم يكن الْقُرْآن الذى دعوا إِلَى القَوْل بخلقه سوى هَذِه السُّور الَّتِي سَمَّاهَا الله قُرْآنًا عَرَبيا وأنزلها على رَسُوله عَلَيْهِ السَّلَام وَلم يَقع الْخلاف فِي غَيرهَا الْبَتَّةَ"
وقال: "لم يكن اخْتلَافهمْ [إلا] فِي هَذَا الْمَوْجُود دون مَا فِي نفس الْبَارِي مِمَّا لَا يدرى مَا هُوَ وَلَا نعرفه".
﴿أفنضرب عنكم الذكر صفحاً أن كنتم قوماً مسرفين﴾ !
[فذلك لا يكون، لرحمته ولطفه؛ ومن أجل ذلك أنزله قرآناً عربياً]

قال قتادة: «والله لو أن هذا القرآن رُفع حين ردته أوائل هذه الأمة لهلكوا!
ولكن الله عاد بعائدته ورحمته، وكرره عليهم ودعاهم إليه عشرين سنة، أو ما شاء الله من ذلك!»اهـ

قال ابن كثير:
‌‏« وقول قتادة لطيف المعنى جداً، وحاصله أنه يقول في معناه: إنه تعالى من لطفه ورحمته بخلقه لا يترك دعاءهم إلى الخير والذكر الحكيم -وهو القرآن-وإن كانوا مسرفين معرضين عنه!
بل أمر به ليهتدي من قدر هدايته، وتقوم الحجة على من كتب شقاوته».
قناة ناصر آل متعب
كثير من طلاب العلم يبني طلبه على تتبع (ماجريات الساحة العلمية)، خاصة(الماجريات الجدلية)، فيقوم بنيانه العلمي على القيل والقال والجدل، فيطلب العلم بنفسية جدليّة مريضة. وهذه الظاهرة منتشرة، فعلى المستوى الشخصي لا أحصي عدد من طلب منّي الجواب عن شبهة كذا، وإيضاح…
من المسائل التي ثارت بعد منتصف القرن الثالث: مسألة (الإسم والمسمى)
وهي مسألة من (المسائل المشؤومة) ففيها إجمال وتلبيس، وفي الألفاظ الأثرية البيّنة غنية عنها.
وقد ذكر الطبري في (صريح السنة) أنها من الحماقات الحادثة التي خاض فيها أهل الجهل والغباوة.
وذكر في (التبصير) أنه بسبب جهل البعض بما فيها من إجمال، أحدثوا بدعاً نسبوها للسلف، وخاضوا في التلبيس.

هذه المسألة مع كونها اشتهرت وظهرت بسببها الخصومات والشبهات، أحجم عن الكلام فيها السلف، لأن في ألفاظ الشرع غنية.
وقد وعد الإمام إبراهيم الحربي أن يملي فيها مجلساً، وكان يجتمع في مجلسه ٣٠ ألف محبرة، فلما أشرف على الناس، قال: "قد كنت وعدتكم أن أملي عليكم في الإسم والمسمى، ثم نظرت فإذا لم يتقدمني في الكلام فيها إمام يقتدى به، فرأيت الكلام فيه بدعة، فقام الناس، وانصرفوا، فلما كان يوم الجمعة، أتاه رجل… فسأله عن هذه المسألة، فقال: ألم تحضر مجلسنا بالأمس؟
قال: بلى.
فقال: أتعرف العلم كله؟
قال: لا.
قال: فاجعل هذا مما لم تعرف
”.

فتأمل أنه أحجم عن الكلام فيها مع كونها ظهرت في عصره، وتولدت بسببها خصومات وشبهات، ومثله إمام يُقصد للمدلهمات.
فليس كل مسألة لابد أن يتكلم فيها العالم فضلاً عن طالب العلم، بل قد تكون مسألة مشؤومة، والتعامل الأنسب معها هو النهي عن الخوض فيها، وإماتتها.
ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج على من تنازعوا في القدر، لم يفصّل الأمر، ولم يحكم بالصواب لأحد، بل نهى عن الكلام في هذا الأمر؟.
وقد يأتي الشيطان بعض من يتكلم في هذه المسائل ويحصر سعيه فيها فيجعلها هيجيراه،فيلبّس عليه قائلاً له: (هي مسألة تتعلق بتوحيد الله وصفاته، وقد خفيت على الناس، فلا بد من إظهار أصل الدين).
وتلبيسه باطل، فإن توحيد الله والعلم بصفاته معلوم قبل ظهور هذه المسائل، وقد تبيّن هذا الباب بألفاظ أثرية واضحة، فالبيان للناس يكون بردّهم من المتشابه إلى المحكم، وقطعهم عن التخوّض في المتشابهات.

فليتق الله من جعل لسانه ذلقاً في كل نازلة وحادثة ومسألة، فلعله يُفسد من حيث أراد الخير، ولعل خوضه يولّد مفسدة تفتح على المسلمين شراً.
وقد آنقني تعبير الذهبي (فاتته سكتة) ففوات الكلام أيسر من فوات السكوت، فمن فاته السكوت لم يمكنه التدارك.

وقال الذهبي عن الخراز: "ويقال: إنه أول من تكلم في علم الفناء والبقاء، فأي سكتة فاتته، قصد خيراً، فولّد أمراً كبيراً، تشبّث به كل اتحادي ضال به".
(بشاعة إحراق المؤمنين، ومعاجلة المحرقين بالعقوبة)

ذكّر الله عباده بحادثة الأخدود مع أنها قبل الإسلام، وقد مضى عليها زمن، ولكن لحرمة المؤمن، وبشاعة الفعلة، أنزل الله سورة البروج مقسماً أربع مرات في أولها، ثم قال: ﴿قُتِلَ أَصْحَابُ الأخْدُودِ﴾ أَيْ: لُعِنُ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ.
ثم ذكر الله سبحانه مشاهد الواقعة المؤلمة فقال: ﴿النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ
قال السعدي: "وهذا من أعظم ما يكون من التجبر وقساوة القلب، لأنهم جمعوا بين الكفر بآيات الله ومعاندتها، ومحاربة أهلها وتعذيبهم بهذا العذاب، الذي تنفطر منه القلوب، وحضورهم إياهم عند إلقائهم فيها، والحال أنهم ما نقموا من المؤمنين إلا خصلة يمدحون عليها، وبها سعادتهم، وهي أنهم كانوا يؤمنون بالله العزيز الحميد".

ثم أخبر سبحانه أنه (العزيز الحميد، الذي له ملك السموات والأرض والله على كل شيء شهيد) ومن كانت هذه صفاته فلن يدع الظالم بلا عذاب، ولن يضيع حق المؤمنين، ولكنه قدّر المقادير لحكمة محمودة العواقب.
قال الرازي: "وأشارَ بِقَوْلِهِ: (الحَمِيدِ) إلى أنَّ المُعْتَبَرَ عِنْدَهُ سُبْحانَهُ مِنَ الأفْعالِ عَواقِبُها فَهو وإنْ كانَ قَدْ أمْهَلَ لَكِنَّهُ ما أهْمَلَ، فَإنَّهُ تَعالى يُوصِلُ ثَوابَ أُولَئِكَ المُؤْمِنِينَ إلَيْهِمْ، وعِقابَ أُولَئِكَ الكَفَرَةِ إلَيْهِمْ".

لذا توعد الله أصحاب هذا الفعل القبيح بأن لهم (عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق).
قال جماعة من السلف: (عذاب جهنم) في الآخرة، و (عذاب الحريق) في الدنيا، وفي ذلك بشارة بقرب هلاك من فعل هذه الفعلة الظالمة في الدنيا قبل الآخرة، وقد حصل ذلك لأصحاب الأخدود، فإنهم لم يلبثوا طويلاً حتى أزالت الحبشة ملكهم، وروى بعض السلف أن من أحرق أُحرق بتلك النار التي أوقدوها.

ثم ذكر الله ما أعد للمؤمنين في الآخرة، تسلية لهم في مصابهم.

ثم ذكر الله أن بطشه شديد، وأنه غفور ودود، ليعلم المؤمن أنه سبحانه لن يترك عباده، فهو يودهم، ويغار على أحبابه من أن يُحرقوا ويُمثّل بهم، فالبطش بالظالم قريب لأنه اعتدى على من يحبه الله، والله يغار وغيرته أن تنتهك محارمه، وحرمة أحبابه من أعظم الحرمات.

وأخبر سبحانه أنه (فعّال لما يريد) فلا تعترض على تقدير الله وتظن ظن السوء، فهو يفعل ما يشاء لكمال ملكه وحكمته.

ثم ذكر الله ما حل بثمود وقوم فرعون، للدلالة على مآل الظالمين في الدنيا والآخرة، وأنهم مهما بلغوا من ملك وقوة وحضارة وتجبر، فعاقبتهم الهلاك، وفي ذلك بشارة بشفاء صدور المؤمنين، فأحسنوا الظن بربكم.

قال ابن القيم عن سورة البروج: "فهذه السورة كتاب مستقل في أصول الدين تكفي من فهمها".
"ولسنا نجعل من تصديره في كتبه ومسائله: (يقول ابن المسيب والزهري وربيعة) كمن تصديره في كتبه: يقول الله ورسوله والإجماع… هيهات".

أبو نصر يوسف القاضي المالكي ثم الداوودي (الظاهري) [ت ٣٥٦].
قال أبو عمرو الداني (ت٤٤٤) في مقدمة كتاب (السنن الواردة في الفتن):
"معشر إخواننا المسلمين جعلنا الله وإياكم على النعم شاكرين، وعند البلوى والمحن صابرين، فقد ظهر في وقتنا وفشا في زماننا من الفتن وتغيير الأحوال وفساد الدين، واختلاف القلوب وإحياء البدع وإماتة السنن، ما دل على انقراض الدنيا وزوالها، ومجيء الساعة واقترابها، إذ كل ما قد تواتر من ذلك وتتابع وانتشر، وفشا وظهر، قد أعلمنا به نبينا صلى الله عليه وسلم وخوفناه، وسمعه منه صحابته رضوان الله عليهم، وأداه عنهم التابعون رحمة الله عليهم، ونقله أئمتنا إلينا عن أسلافهم، ورووه لنا عن أوليهم.
قد بعثني ما أخذه الله عز وجل من الميثاق والعهد على أهل العلم والرواية في نشر ما علموه وأداء ما سمعوه أن أجمع في هذا الكتاب جملة كافية من السنن الواردة في الفتن وغوائلها، والأزمنة وفسادها
، والساعة وأشراطها، لكي يتأدب بها المؤمن العاقل، ويأخذ نفسه برعايتها ويجهدها في استعمالها والتمسك بها، ويتبين له بذلك عظيم ما حل بالإسلام وأهله من سفك الدماء، ونهب الأموال، واستباحة الحرم وغير ذلك مما يذهب الدين ويضعف الإيمان، فيعمل نفسه في إصلاح شأنه خوفاً منه على فساد دينه وذهابه".

وصدق رحمه الله فباب أشراط الساعة يجب أن يعتني به المسلم، خاصة في هذا الزمان، ولا بد أن يعتني به اعتناء فقيه، فالفتن في آخر الزمان لها فقه من ضَبَطه على الوجه المطلوب صلح وأصلح، فليكن غرضه من دراسة الباب معرفة سبيل النجاة.
ولا ينبغي أن تكون همة الدارس في تتبع الغرائب، أو يقرأ هذا الباب بنفسية متوترة، وكأنه يتلمّس فيه أمانيه، وتتشوّف نفسه إلى خوارق تظهر فتقلب الأحوال مع ضعف نفسه عن العمل واتباع السنة، وكأن المسيكن غايته أن يُقنع نفسه بنزول الأشراط التي تقلب الأحوال العامة، وقد أهمل نفسه فلا يعلم ما يصلحها، ولا يدري لعل هلاكه في نزول تلك الأحوال.
وقد آل الأمر ببعض ممن اشتغل بهذا الباب على الوجه غير الشرعي إلى أن أصبح وقوداً للفتن، فدراسته لهذا الباب بدل أن تعصمه من الولوغ في الدماء والحرمات، أصبحت وبالاً عليه، فأوقد الفتن، والتاريخ يزخر بأمثلة كثيرة، ومن آخرها: حادثة جهيمان.
وهذا ما جعل بعض الناس ينفر من باب الفتن ويحذر منه، وهو خطأ عظيم، فالغلو لا يُقابل بتفريط، ولا زال السلف والخلف يعظمون هذا الباب، ويحثون على تعلمه وتعليمه حتى للصبية.
وتعلم هذا الباب من المثبتات المعينة على التمسك بالدين في زمن الغربة
.
فتأمل كلام الداني وغرض تأليفه، وثمرته.
كنت أتعجب من بلادة فهم بعض من يتصدّر الكلام في بعض المسائل، فتجده يفهم الكلام الواضح البيّن على غير وجهه، ويبدأ يشرحه على غير وجهه، شرحاً فيه سفسطة وقرمطة.
وأقول في نفسي: (كيف يتصدّر مثل هذا، وكيف يكون متبوعاً؟).
وتذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((سيأتِي على الناسِ سنواتٌ خدّاعاتٌ؛ يُصدَّقُ فيها الكاذِبُ، ويُكذَّبُ فيها الصادِقُ)).

الصفة التي وجدتها تجمع هؤلاء: الكذب على الخصوم، ولا يدري هذا المسكين أن الحق لا يحتاج إلى تشييد بالباطل، وأن كذبه سينقلب على علمه، لذا تجده يكذب على الخصم، ثم يتبلد فهمه لكلام العلماء.

يشرح ذلك ابن القيم بقوله: "إياك والكذب؛ فإنه يفسد عليك تصور المعلومات على ما هي عليه، ويفسد عليك تصويرها وتعليمها للناس!
فإن الكاذب يصور المعدوم موجوداً والموجود معدوما،ً والحق باطلاً والباطل حقاً، والخير شراً والشر خيراً؛ فيفسد عليه تصوره وعلمه عقوبة له.
ثم يصور ذلك في نفس المخاطب المغتر به الراكن إليه؛ فيفسد عليه تصوره وعلمه.
ونفس الكاذب معرضة عن الحقيقة الموجودة، نزاعة إلى العدم، مؤثرة للباطل.
وإذا فسدت عليه قوة تصوره وعلمه التي هي مبدأ كل فعل إرادي؛ فسدت عليه تلك الأفعال، وسرى حكم الكذب إليها، فصار صدورها عنه كصدور الكذب عن اللسان؛ فلا ينتفع بلسانه ولا بأعماله.
ولهذا كان الكذب أساس الفجور".
2025/01/05 08:00:39
Back to Top
HTML Embed Code: