قال الطحاوي: "والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة، لا يبطلهما شيء، ولا ينقضهما".
والدعوة إلى إبطال شعائر الله بحجة وقوع الفساد من الولاة وصرف الأموال في غير حلها، ونحو ذلك، دعوة قديمة أقامها أهل البدع والأهواء.
وهي ناتجة من عدم تعظيم شعائر الله.
فالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته قصدوا الحج والعمرة حين كان المشركون في مكة، وأصنامهم حول الكعبة.
وسُئل الإمام أحمد عن الرجل يقول: أنا لا أغزو ويأخذه ولد العباس، إنما يوفر الفيء عليهم، فقال: (( سبحان الله، هؤلاء قوم سوء، هؤلاء القعدة، مثبطون جهال، فيقال: أرأيتم لو أن الناس كلهم قعدوا كما قعدتم، من كان يغزو؟ أليس كان قد ذهب الإسلام؟ ))
والعجب أنّ مثل هؤلاء لا ينكرون الإقامة في بلاد الكفر، ودفع الأموال والضرائب لأهل الكفر المحاربين، والتعاون معهم، بزعم تحقيق المصلحة، ودفع الضرر الأشد بالأدنى.
ثم يُلقون الدعاوى ويزعمون أن أموال الحج تذهب في المفاسد، ولا يعتبرون مصلحة إظهار الشعائر والتوحيد ومغفرة الذنوب، وغير ذلك من مقاصد الحج العظيمة.
والطعن في الولاة بغرض التثبيط عن الحج والجهاد وغيرها من شعائر الإسلام من مكائد الشيطان، وقد سُئل إبراهيم النخعي عن الغزو مع بني مروان وذُكر له ما يصنعون من فساد، فقال: "إن عرض به إلا الشيطان ليثبطهم عن جهاد عدوهم".
وكان الحسن وابن سيرين يقولان: "لك أجره وذخره وشرفه وفضيلته، وعليهم مأثمهم".
وروي عن ابن عمر أنه قال: "اغز معهم، وليس عليك من إحداثهم شيء".
فهذا في حق من تبيّن حاله، فكيف بدعاوى كاذبة لا أصل لها، كالقول بأنّ مال الحج يُصرف لقتل المسلمين؟!.
وقد قال رجل لطاووس حين سأله عن دفع الزكاة للأمراء: "أما هؤلاء الأمراء فقد أخذوها، ولكن يضعونها في غير حقها فلا أدري يقضي ذلك عني أم لا؟
فقال طاووس: وما يدريك؟!، بل تقضي عنك، إياك والبدع".
والدعوة إلى إبطال شعائر الله بحجة وقوع الفساد من الولاة وصرف الأموال في غير حلها، ونحو ذلك، دعوة قديمة أقامها أهل البدع والأهواء.
وهي ناتجة من عدم تعظيم شعائر الله.
فالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته قصدوا الحج والعمرة حين كان المشركون في مكة، وأصنامهم حول الكعبة.
وسُئل الإمام أحمد عن الرجل يقول: أنا لا أغزو ويأخذه ولد العباس، إنما يوفر الفيء عليهم، فقال: (( سبحان الله، هؤلاء قوم سوء، هؤلاء القعدة، مثبطون جهال، فيقال: أرأيتم لو أن الناس كلهم قعدوا كما قعدتم، من كان يغزو؟ أليس كان قد ذهب الإسلام؟ ))
والعجب أنّ مثل هؤلاء لا ينكرون الإقامة في بلاد الكفر، ودفع الأموال والضرائب لأهل الكفر المحاربين، والتعاون معهم، بزعم تحقيق المصلحة، ودفع الضرر الأشد بالأدنى.
ثم يُلقون الدعاوى ويزعمون أن أموال الحج تذهب في المفاسد، ولا يعتبرون مصلحة إظهار الشعائر والتوحيد ومغفرة الذنوب، وغير ذلك من مقاصد الحج العظيمة.
والطعن في الولاة بغرض التثبيط عن الحج والجهاد وغيرها من شعائر الإسلام من مكائد الشيطان، وقد سُئل إبراهيم النخعي عن الغزو مع بني مروان وذُكر له ما يصنعون من فساد، فقال: "إن عرض به إلا الشيطان ليثبطهم عن جهاد عدوهم".
وكان الحسن وابن سيرين يقولان: "لك أجره وذخره وشرفه وفضيلته، وعليهم مأثمهم".
وروي عن ابن عمر أنه قال: "اغز معهم، وليس عليك من إحداثهم شيء".
فهذا في حق من تبيّن حاله، فكيف بدعاوى كاذبة لا أصل لها، كالقول بأنّ مال الحج يُصرف لقتل المسلمين؟!.
وقد قال رجل لطاووس حين سأله عن دفع الزكاة للأمراء: "أما هؤلاء الأمراء فقد أخذوها، ولكن يضعونها في غير حقها فلا أدري يقضي ذلك عني أم لا؟
فقال طاووس: وما يدريك؟!، بل تقضي عنك، إياك والبدع".
هذه العقيدة حققها المحقق الماهر عبدالله السليمان - جزاه الله خيرًا-
وتميّز التحقيق بضبط النص، وعدم حشو الحواشي، مع جودة الإحالات الكاشفة والمتعقبة،
فيحيل إلى كلام البغوي في كتبه الأخرى، وقد ذكر المحقق أنه لم يقف على من أشار إلى هذه العقيدة أو نقل منها، لذا حرص على عرضها على كتب البغوي.
وعند وجود خطأ أو إجمال يحيل للكتب التي تبيّن ذلك، خاصة كتب ابن تيمية وابن القيم.
ومن أقوال صاحب العقيدة:
- "أول ما يجب على العبد التوحيد"
- "ولا يتفحص عن كيفيته [سبحانه]، لئلا يقع في التشبيه والتعطيل"
- "من حيث الدين: من كان تقياً فهو من آل الرسول".
- "علم الكلام محدث؛ لأن علماء السلف من أهل السنة بالغوا في الإنكار على من اشتغل به".
وتميّز التحقيق بضبط النص، وعدم حشو الحواشي، مع جودة الإحالات الكاشفة والمتعقبة،
فيحيل إلى كلام البغوي في كتبه الأخرى، وقد ذكر المحقق أنه لم يقف على من أشار إلى هذه العقيدة أو نقل منها، لذا حرص على عرضها على كتب البغوي.
وعند وجود خطأ أو إجمال يحيل للكتب التي تبيّن ذلك، خاصة كتب ابن تيمية وابن القيم.
ومن أقوال صاحب العقيدة:
- "أول ما يجب على العبد التوحيد"
- "ولا يتفحص عن كيفيته [سبحانه]، لئلا يقع في التشبيه والتعطيل"
- "من حيث الدين: من كان تقياً فهو من آل الرسول".
- "علم الكلام محدث؛ لأن علماء السلف من أهل السنة بالغوا في الإنكار على من اشتغل به".
قناة ناصر آل متعب
" الشباب ألحدوا وهذه فتاويكم ! " " كرّهتم الناس في الدين " " ياخي الدين يسر " " ياخي لا تنفر الناس أو النساء من الدين" مثل هذه الجمل ونحوها، يطلقها أقوامٌ موبخين بها المصلحين و العلماء الذين يحكمون أو يفتون بفتوى ( معتبرة) . ومع ما فيها من تعميمات غير مقبوله…
قال يحيى بن سلّام: "ولا تطع المنافقين حتى تكون ولِيجَة في دين الله. والوليجة: أن يُدخل في دين الله ما يُقارب به المنافقين"
وقال ابن عطية:"نهي له عن السماع منهم في أشياء كانوا يطلبونها مما لا يجب، وفي أشياء كانوا يُدخلونها مدخل النصائح وهي غش، إلى نحو هذا المعنى".
وقال: "وسبب الآية أنهم كانوا يُلحّون على رسول الله ﷺ بالطلبات والإرادات، ربما كان في إرادتهم سعي على الشرع، وهم يدخلونها مدخل المصالح، فكان رسول الله ﷺ: بخلقه العظيم وحرصه على استئلافهم ربما لا ينههم في بعض الأمور، فنزلت الآية بسبب ذلك، تحذيراً له منهم، وتنبيهاً على عداوتهم، والنوازل في طلباتهم كثيرة محفوظة".
وقال ابن عطية:"نهي له عن السماع منهم في أشياء كانوا يطلبونها مما لا يجب، وفي أشياء كانوا يُدخلونها مدخل النصائح وهي غش، إلى نحو هذا المعنى".
وقال: "وسبب الآية أنهم كانوا يُلحّون على رسول الله ﷺ بالطلبات والإرادات، ربما كان في إرادتهم سعي على الشرع، وهم يدخلونها مدخل المصالح، فكان رسول الله ﷺ: بخلقه العظيم وحرصه على استئلافهم ربما لا ينههم في بعض الأمور، فنزلت الآية بسبب ذلك، تحذيراً له منهم، وتنبيهاً على عداوتهم، والنوازل في طلباتهم كثيرة محفوظة".
لماذا قال سبحانه (يتنازعون)؟ فهذه الكلمة تدل على جذبٍ وشدٍّ بقوّة، والموطن موطن نعيم، فلماذا لم يقل (يتناولون) أو (يتداولون) أو (يتعاطون)؟
بعد الرجوع لتفاسير أهل العلم، ظهر أن في كلمة (يتنازعون) دلالات لا تحصل بغيرها، منها:
١- الدلالة على كمال اللذة والاشتياق لها، وشدّة الرغبة فيها، فمن لذة النعيم يجذب الكأس بقوة شوقاً واندفاعاً.
قال أبو السعود: "يَتَعاطَوْنَ فِيها هم وجُلَساؤُهم بِكَمالِ رَغْبَةٍ واشْتِياقٍ كَما يُنْبِئُ عَنْهُ التَّعْبِيرُ عَنْ ذَلِكَ بِالتَّنازُعِ".
٢- الدلالة على ما يصاحب الشرب من تمتّع يكمّل لذة الشرب، وهو: وجود المحبوب الذي يطرح معه التكلّف، ويشاركه مشاركة الواثق في ودّه.
قال الرازي: "تَجاذُبُهم تَجاذُبَ مُلاعَبَةٍ…وفِيهِ نَوْعُ لَذَّةٍ"
وقال البقاعي: "يَشْرَبُونَ مُتَجاذِبِينَ مُجاذَبَةَ المُلاعَبَةِ، لِفَرْطِ المَحَبَّةِ والسُّرُورِ وتَحْلِيَةِ المُصاحَبَةِ".
وقال ابن عثيمين: "ينازع بعضهم بعضًا على سبيل المداعبة وعلى سبيل الأنس والانشراح".
بعد الرجوع لتفاسير أهل العلم، ظهر أن في كلمة (يتنازعون) دلالات لا تحصل بغيرها، منها:
١- الدلالة على كمال اللذة والاشتياق لها، وشدّة الرغبة فيها، فمن لذة النعيم يجذب الكأس بقوة شوقاً واندفاعاً.
قال أبو السعود: "يَتَعاطَوْنَ فِيها هم وجُلَساؤُهم بِكَمالِ رَغْبَةٍ واشْتِياقٍ كَما يُنْبِئُ عَنْهُ التَّعْبِيرُ عَنْ ذَلِكَ بِالتَّنازُعِ".
٢- الدلالة على ما يصاحب الشرب من تمتّع يكمّل لذة الشرب، وهو: وجود المحبوب الذي يطرح معه التكلّف، ويشاركه مشاركة الواثق في ودّه.
قال الرازي: "تَجاذُبُهم تَجاذُبَ مُلاعَبَةٍ…وفِيهِ نَوْعُ لَذَّةٍ"
وقال البقاعي: "يَشْرَبُونَ مُتَجاذِبِينَ مُجاذَبَةَ المُلاعَبَةِ، لِفَرْطِ المَحَبَّةِ والسُّرُورِ وتَحْلِيَةِ المُصاحَبَةِ".
وقال ابن عثيمين: "ينازع بعضهم بعضًا على سبيل المداعبة وعلى سبيل الأنس والانشراح".
قال الحسن: "هُما طائِفَتانِ مِنَ الأنْصارِ هَمَّتا أنْ تَفْشَلا فَعَصَمَهُما اللَّهُ، فَهَزَمَ اللَّهُ عَدُوَّهم".
صاحب الولاية الخاصة من حب الله له يصرفه عن المعاصي، لأن الولي لا يترك محبوبه يبتعد عنه.
وتأمل ثقة الزبير -رضي الله عنه- بمولاه لمّا خشي أن لا يرد حقوق الناس
قال عبدالله بن الزبير: "فَجَعَل يُوصِينِي بدَيْنِهِ وَيَقُول: يَا بُنَيَّ، إِنْ عَجَزْتَ عنْ شَيءٍ مِنْهُ فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ بمَوْلايَ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا دَريْتُ مَا أرادَ حَتَّى قُلْتُ: يَا أَبَتِ، مَنْ مَوْلَاكَ؟ قَالَ: اللَّه. قَالَ: فَواللَّهِ مَا وَقَعْتُ في كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ إِلَّا قُلْتُ: يَا مَوْلَى الزبَيْرِ، اقْضِ عَنْهُ دَيْنَهُ، فَيَقْضِيَهُ".
صاحب الولاية الخاصة من حب الله له يصرفه عن المعاصي، لأن الولي لا يترك محبوبه يبتعد عنه.
وتأمل ثقة الزبير -رضي الله عنه- بمولاه لمّا خشي أن لا يرد حقوق الناس
قال عبدالله بن الزبير: "فَجَعَل يُوصِينِي بدَيْنِهِ وَيَقُول: يَا بُنَيَّ، إِنْ عَجَزْتَ عنْ شَيءٍ مِنْهُ فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ بمَوْلايَ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا دَريْتُ مَا أرادَ حَتَّى قُلْتُ: يَا أَبَتِ، مَنْ مَوْلَاكَ؟ قَالَ: اللَّه. قَالَ: فَواللَّهِ مَا وَقَعْتُ في كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ إِلَّا قُلْتُ: يَا مَوْلَى الزبَيْرِ، اقْضِ عَنْهُ دَيْنَهُ، فَيَقْضِيَهُ".
لمّا قرر القاضي أبو يعلى طريقة الجبرية في باب القدر، حاول أن يتهرّب من لزوم الجبر
ثم قال:
"وهب أنّا مجبّرة، أيش قال الله في المجبرة؟، وأيش قال النبي صلى الله عليه وسلم في المجبرة؟ وأين أجمعت الأمة على ذم المجبرة؟، فلا تضرنا هذه التسمية".
كأنه شعر بأنه لا مهرب من الإلزام، فحاول تهوينه، وكلام السلف في ذم الجبر مشهور.
ثم قال:
"وهب أنّا مجبّرة، أيش قال الله في المجبرة؟، وأيش قال النبي صلى الله عليه وسلم في المجبرة؟ وأين أجمعت الأمة على ذم المجبرة؟، فلا تضرنا هذه التسمية".
كأنه شعر بأنه لا مهرب من الإلزام، فحاول تهوينه، وكلام السلف في ذم الجبر مشهور.
{أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُوا۟ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا یَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِینَ خَلَوۡا۟ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَاۤءُ وَٱلضَّرَّاۤءُ وَزُلۡزِلُوا۟ حَتَّىٰ یَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَاۤ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِیبࣱ}
دلت الآية على أن من علامات قرب تحقّق وعد الله -كالنصر واستجابة الدعاء- : الثبات وبقاء التعلق بالله عند انقطاع الأسباب، وظهور أسباب المكروه.
وبهذا جرت سنة الله
قال الحسن: "وذلك أنّ اللَّه وعدهم النصر والظهور، فاستبطأوا ذلك؛ لما وصل إليهم من الشدَّة، فَأخْبر الله النبي -عليه السلام-والمؤمنين؛ بأنّ من مضى قبلكُمْ من الأنبياء والمؤمنين؛ كَانَ إِذا بلغ البلاء منهم هذا، عجّلت لَهُم نصري؛ فَإِذا ابتُليتم أَنْتُم بذلك أَيْضاً، فأبشروا؛ فَإِن نصري قريب".
فلا تيأس ولو رأيت ظواهر الأمور تجري خلاف المراد
اثبت وابقى مترقّباً الفرج، ولا تهوي بك حُرقة الترقّب، وما تراه من ظواهر الأمور، فتقع في العجلة واليأس.
قال البقاعي: "فكأنهم في مثل ترقّب المتلدد الحائر الذي كأنه وإن وعد بما هو الحق يوقع له التأخير صورة الذي انبهم عليه الأمر، لما يرى من اجتثاث أسباب الفرج، ففي إشعاره: إعلامٌ بأن الله سبحانه وتعالى إنما يفرّج عن أنبيائه ومن معهم بعد انقطاع أسبابهم ممن سواه، ليمتحن قلوبهم للتقوى، فتتقدس سرائرهم من الركون لشيء من الخلق، وتتعلق ضمائرهم بالله تعالى وحده… وعلى ذلك جرت خوارق العادات للأولياء وأهل الكرامات، لا يكاد يقع لهم إلا عن ضرورة قطع الأسباب".
دلت الآية على أن من علامات قرب تحقّق وعد الله -كالنصر واستجابة الدعاء- : الثبات وبقاء التعلق بالله عند انقطاع الأسباب، وظهور أسباب المكروه.
وبهذا جرت سنة الله
قال الحسن: "وذلك أنّ اللَّه وعدهم النصر والظهور، فاستبطأوا ذلك؛ لما وصل إليهم من الشدَّة، فَأخْبر الله النبي -عليه السلام-والمؤمنين؛ بأنّ من مضى قبلكُمْ من الأنبياء والمؤمنين؛ كَانَ إِذا بلغ البلاء منهم هذا، عجّلت لَهُم نصري؛ فَإِذا ابتُليتم أَنْتُم بذلك أَيْضاً، فأبشروا؛ فَإِن نصري قريب".
فلا تيأس ولو رأيت ظواهر الأمور تجري خلاف المراد
اثبت وابقى مترقّباً الفرج، ولا تهوي بك حُرقة الترقّب، وما تراه من ظواهر الأمور، فتقع في العجلة واليأس.
قال البقاعي: "فكأنهم في مثل ترقّب المتلدد الحائر الذي كأنه وإن وعد بما هو الحق يوقع له التأخير صورة الذي انبهم عليه الأمر، لما يرى من اجتثاث أسباب الفرج، ففي إشعاره: إعلامٌ بأن الله سبحانه وتعالى إنما يفرّج عن أنبيائه ومن معهم بعد انقطاع أسبابهم ممن سواه، ليمتحن قلوبهم للتقوى، فتتقدس سرائرهم من الركون لشيء من الخلق، وتتعلق ضمائرهم بالله تعالى وحده… وعلى ذلك جرت خوارق العادات للأولياء وأهل الكرامات، لا يكاد يقع لهم إلا عن ضرورة قطع الأسباب".
قناة ناصر آل متعب
في قوله تعالى: ( وَإِذَا فَعَلُوا۟ فَـٰحِشَةࣰ قَالُوا۟ وَجَدۡنَا عَلَیۡهَاۤ ءَابَاۤءَنَا وَٱللَّهُ أَمَرَنَا بِهَاۗ قُلۡ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَاۤءِۖ، قُلۡ أَمَرَ رَبِّی بِٱلۡقِسۡطِۖ) في الآية إثبات التحسين والتقبيح، فهناك فواحش في ذاتها لا…
في صيغة الاستفهام الدالة على النفي والإنكار والاستبعاد، دلالة على أنّ الكفر في نفسه قبيح، ويستحيل عقلاً أن يأمر الله به.
وفي قوله (أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون) دليل على أنّ قبح الكفر وحسن الإسلام ليس لمجرد الأمر والنهي، بل الإسلام في نفسه حسن، لذا أمر الله به، والكفر في نفسه قبيح، لذا نهى الله عنه.
فلا يمكن عقلاً أن يأمر الشرع بالكفر القبيح، لنترك الإسلام، فكمال الله يمنع ذلك.
وفي ذلك رد على نفاة التحسين والتقبيح.
وفي قوله (أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون) دليل على أنّ قبح الكفر وحسن الإسلام ليس لمجرد الأمر والنهي، بل الإسلام في نفسه حسن، لذا أمر الله به، والكفر في نفسه قبيح، لذا نهى الله عنه.
فلا يمكن عقلاً أن يأمر الشرع بالكفر القبيح، لنترك الإسلام، فكمال الله يمنع ذلك.
وفي ذلك رد على نفاة التحسين والتقبيح.
قناة ناصر آل متعب
قال الطحاوي: "والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى قيام الساعة، لا يبطلهما شيء، ولا ينقضهما". والدعوة إلى إبطال شعائر الله بحجة وقوع الفساد من الولاة وصرف الأموال في غير حلها، ونحو ذلك، دعوة قديمة أقامها أهل البدع والأهواء. وهي ناتجة…
عن أرطأة بن المنذر قال: "إن واطينا أهل الرأي يوشك أن يخرجونا من جميع الفرائض، وذلك أنهم قالوا: لا جهاد مع إمام جائر، ولا صلاة جمعة، ولا زكاة!
ما بقي إلا أن يقولوا: لا حج، ولا صيام شهر رمضان معهم!".
والآن تجارت بهم الأهواء حتى قالوا: (لا حج) ودعوا إلى مقاطعة الحج!.
ما بقي إلا أن يقولوا: لا حج، ولا صيام شهر رمضان معهم!".
والآن تجارت بهم الأهواء حتى قالوا: (لا حج) ودعوا إلى مقاطعة الحج!.
الإنسان ضعيف، يفرح ويطمئن عند مشاهدة الأسباب والمبشرات، وهذا لا يعيبه إذا لم يعلّق قلبه عليها، ولم يركن إليها
فالله أخبر أنه أنزل الملائكة مع الصحابة ليستبشروا ويطمئنوا، ونبّههم أنّ النصر منه وحده، لا من الملائكة ولا من سواهم.
وفي الآية ردٌ على:
١-من زعم التنافر بين التوكل والتفاعل مع الأسباب، فالتوكل لا يناقض التفاعل معها والأخذ بها، وإنما يناقض الركون إليها.
٢- من يزهّد في المبشّرات، ومن أهمها: الرؤيا الصالحة، فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه ما بقي من النبوة إلا المبشرات، وهي الرؤيا الصالحة
وروي في تفسير {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أنها الرؤيا
وصح أن رؤيا المؤمن في آخر الزمان لا تكاد تكذب، ولعل الحكمة من كون ذلك في آخر الزمان أظهر، أنّ البلاء يشتد، فتكون النفس بحاجة لبشارة
وكان السلف يدعون أن يروا الرؤيا، ويفرحون بها
ولكن المهم أن لا يتّكل عليها، ولا يغلو فيها حتى يخرج عن الجادة، كما حدث لكثير من الناس
وقد ذكر أحد الصالحين للإمام أحمد رؤيا رأتها أمه فيه، فقال أحمد: "يا أخي، إن سهل بن سلامة كان الناس يخبرونه بمثل هذا، وخرج سهل إلى سفك الدماء، الرؤيا تسرُّ المؤمن ولا تغرُّه"
فالله أخبر أنه أنزل الملائكة مع الصحابة ليستبشروا ويطمئنوا، ونبّههم أنّ النصر منه وحده، لا من الملائكة ولا من سواهم.
وفي الآية ردٌ على:
١-من زعم التنافر بين التوكل والتفاعل مع الأسباب، فالتوكل لا يناقض التفاعل معها والأخذ بها، وإنما يناقض الركون إليها.
٢- من يزهّد في المبشّرات، ومن أهمها: الرؤيا الصالحة، فقد أخبر صلى الله عليه وسلم أنه ما بقي من النبوة إلا المبشرات، وهي الرؤيا الصالحة
وروي في تفسير {لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} أنها الرؤيا
وصح أن رؤيا المؤمن في آخر الزمان لا تكاد تكذب، ولعل الحكمة من كون ذلك في آخر الزمان أظهر، أنّ البلاء يشتد، فتكون النفس بحاجة لبشارة
وكان السلف يدعون أن يروا الرؤيا، ويفرحون بها
ولكن المهم أن لا يتّكل عليها، ولا يغلو فيها حتى يخرج عن الجادة، كما حدث لكثير من الناس
وقد ذكر أحد الصالحين للإمام أحمد رؤيا رأتها أمه فيه، فقال أحمد: "يا أخي، إن سهل بن سلامة كان الناس يخبرونه بمثل هذا، وخرج سهل إلى سفك الدماء، الرؤيا تسرُّ المؤمن ولا تغرُّه"
قناة ناصر آل متعب
"فالكافرون، وإن قالوا: نحن نعرف الله، لقول الله تعالى: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى}، فقد كذبوا الله، لقوله تعالى: {وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}". "واعلم قطعاً أن الدهري متى يمرض أو يفتقر أو يضطرب به البحر، فإنه…
من كلام المتكلم عبدالغني الغنيمي الميداني (ت١٢٩٨) في شرحه للطحاوية
من تأمّل هذه الآية، سيعظم شعوره بحمد الله، وتسليمه لحكمه.
فبعد الموقف المهيب الذي حكم الله فيه بين العباد، يحمد الجميع الله.
تأمل أنّ الله في قوله تعالى: ﴿وَقِيلَ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ﴾ لم يُعيّن القائل، لأنه ليس معيّنا، فكل شيء يحمد الله على ذلك الحكم الذي حكم به، لما شاهدوا من حِكْمَة الحق وعدله وفضله، فيحمده الجميع حتى أهل النار، كما قال الحسن وغيره: "لقد دخلوا النار، وإن حمده لفي قلوبهم، ما وجدوا لهم عليه سبيلا". و إلى هذا ذهب ابن القيم وابن كثير والسعدي.
و إذا كان الجميع -حتى الكافر- سيحمد الله عند انكشاف حِكْمة حُكمه، فمالنا لا نحمد الله على حكمه الشرعي والقدري في هذه الدنيا، ونستشعر فضله، ونسلّم به؟!، ومالكثير منّا يعترض على حكمه؟ هل ينتظرون ذلك الموقف حين لا ينفع تسليم ولا حمد من لم يسلّم ويحمد في الدنيا؟!.
الله لمّا خلق الخلق بدأه بالحمد، وختمه بالحمد، لأنه في نفسه وحكمه في خلقه أهلٌ للحمد، فاحمدوا ربكم.
قال قتادة"افتتح [الله] أوّل الخلق بالحمد، وختم بالحمد، فتح بقوله: ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأَرْضَ﴾، وختم بقوله: ﴿وقِيلَ الحَمْد ُلِلَّه ِرَب ِّالعالَمِينَ﴾".
فبعد الموقف المهيب الذي حكم الله فيه بين العباد، يحمد الجميع الله.
تأمل أنّ الله في قوله تعالى: ﴿وَقِيلَ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ﴾ لم يُعيّن القائل، لأنه ليس معيّنا، فكل شيء يحمد الله على ذلك الحكم الذي حكم به، لما شاهدوا من حِكْمَة الحق وعدله وفضله، فيحمده الجميع حتى أهل النار، كما قال الحسن وغيره: "لقد دخلوا النار، وإن حمده لفي قلوبهم، ما وجدوا لهم عليه سبيلا". و إلى هذا ذهب ابن القيم وابن كثير والسعدي.
و إذا كان الجميع -حتى الكافر- سيحمد الله عند انكشاف حِكْمة حُكمه، فمالنا لا نحمد الله على حكمه الشرعي والقدري في هذه الدنيا، ونستشعر فضله، ونسلّم به؟!، ومالكثير منّا يعترض على حكمه؟ هل ينتظرون ذلك الموقف حين لا ينفع تسليم ولا حمد من لم يسلّم ويحمد في الدنيا؟!.
الله لمّا خلق الخلق بدأه بالحمد، وختمه بالحمد، لأنه في نفسه وحكمه في خلقه أهلٌ للحمد، فاحمدوا ربكم.
قال قتادة"افتتح [الله] أوّل الخلق بالحمد، وختم بالحمد، فتح بقوله: ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأَرْضَ﴾، وختم بقوله: ﴿وقِيلَ الحَمْد ُلِلَّه ِرَب ِّالعالَمِينَ﴾".
• قال ابن بدران: "ولمّا كانت سنة الله جارية، بأنه ما أمات أحدٌ سنّة إلا زاد في خذلانه بأن أحيا على يده بدعة، أعقبهم نبذهم لكلام الله أولى الأولياء، إقبالهم على كلام الشياطين الذين هم أعدى الأعداء".
• وقال السعدي: "ولمّا كان من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أنّ من ترك ما ينفعه، وأمكنه الانتفاع به فلم ينتفع، ابتلي بالاشتغال بما يضره
فمن ترك عبادة الرحمن، ابتلي بعبادة الأوثان
ومن ترك محبة الله وخوفه ورجاءه، ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه
ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان
ومن ترك الذل لربه، ابتلي بالذل للعبيد
ومن ترك الحق ابتلي بالباطل.
كذلك هؤلاء اليهود لما نبذوا كتاب الله اتبعوا ما تتلوا الشياطين وتختلق من السحر على ملك سليمان".
• وقال السعدي: "ولمّا كان من العوائد القدرية والحكمة الإلهية أنّ من ترك ما ينفعه، وأمكنه الانتفاع به فلم ينتفع، ابتلي بالاشتغال بما يضره
فمن ترك عبادة الرحمن، ابتلي بعبادة الأوثان
ومن ترك محبة الله وخوفه ورجاءه، ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه
ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان
ومن ترك الذل لربه، ابتلي بالذل للعبيد
ومن ترك الحق ابتلي بالباطل.
كذلك هؤلاء اليهود لما نبذوا كتاب الله اتبعوا ما تتلوا الشياطين وتختلق من السحر على ملك سليمان".
اضطرب الأشاعرة وغيرهم في توجيه ما فطر الله الناس عليه من توجّه قلوبهم وأيديهم إلى السماء، فوجهوا ذلك عدّة توجيهات فاسدة، حتى بلغ ببعضهم أن نص أنّ رفع اليدين ليس إلى الله، بل إلى أسباب المنافع الدنيوية!
وقال الرازي بعد أن ذكر أن الملائكة وسائط في مصالح هذا العالم: "وإذا كان الأمر كذلك، لم يبعد أن يكون الغرض من رفع الأيدي إلى السماء، رفع الأيدي إلى الملائكة"!.
فيا ويلهم كيف تجرؤوا على إفساد أعظم مقامات التوحيد والافتقار، وهل يخطر في بال الداعي الفقير عند رفع يديه إلا الانكسار لحيّي كريم؟!!
قال ﷺ: (إنَّ ربَّكم حيِّيٌ كريم، يستحيي من عبده إذا رفع يديه "إليه" أن يردهما صفراً).
وهل كان شعار أهل الإسلام في توحيدهم إلا رفع الأصبع إلى السماء؟!
ورفع الأصبع صورة من صور الدعاء -كما في التشهد وغيره- وروي عن بعض الصحابة والسلف أنهم كانوا يسموون رفعها للسماء حين الدعاء: (الإخلاص)و(التوحيد).
وقال الرازي بعد أن ذكر أن الملائكة وسائط في مصالح هذا العالم: "وإذا كان الأمر كذلك، لم يبعد أن يكون الغرض من رفع الأيدي إلى السماء، رفع الأيدي إلى الملائكة"!.
فيا ويلهم كيف تجرؤوا على إفساد أعظم مقامات التوحيد والافتقار، وهل يخطر في بال الداعي الفقير عند رفع يديه إلا الانكسار لحيّي كريم؟!!
قال ﷺ: (إنَّ ربَّكم حيِّيٌ كريم، يستحيي من عبده إذا رفع يديه "إليه" أن يردهما صفراً).
وهل كان شعار أهل الإسلام في توحيدهم إلا رفع الأصبع إلى السماء؟!
ورفع الأصبع صورة من صور الدعاء -كما في التشهد وغيره- وروي عن بعض الصحابة والسلف أنهم كانوا يسموون رفعها للسماء حين الدعاء: (الإخلاص)و(التوحيد).
قال الأشعري عمر القرداغي (ت١٣٥٥): "التكليف لا يتعلّق إلا بحسب الوسع والطاقة، ولا وسع لنا إلا بحسب الصفات المألوفة لنا، كما يُشعر به قوله عليه السلام: (من عرف نفسه فقد عرف ربه)".
الحديث الذي ذكره لا يثبت، والمراد بيان إقراره بلزوم القدر المشترك لمعرفة الرب وصفاته.
الحديث الذي ذكره لا يثبت، والمراد بيان إقراره بلزوم القدر المشترك لمعرفة الرب وصفاته.