‏لا بأس..
ما زال فينا نَفَس، وهذا كافٍ لإكمال الطريق مهما حدث!.

وإن هَدّأَ الله قلبك.. ما يُخيفك بعد ذلك؟ كأنّك جبلٌ ثابتٌ لا يرتجف!

لي مع السماء حكاية، ومع الليل ألف حكاية، هكذا نحن، قلوب هادئة رغم ثقلها، نهرب من ضجيج الحياة، نبحث عن سكون لحظة!.

الدارُ ليست بالبناءِ جميلةٌ
إن الديارَ جميلةٌ بذويها

قد يعشقُ الإنسانُ أسوأ بقعةٍ
ويزورها من أجل شخصٍ فيها.

دَربٌ طَويلٌ تَعِبنا مِنْ مَآسِيهِ!.

عندما تمَّت محاصرة سيّدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، قيلَ أنَّ زوجتهُ رأتهُ مبتسمًا، وعندما سألَتهُ عن سبب ابتسامته قال:

رأيتُ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم في المنام يسألني:
"هل منعوكَ من الطعام والماء؟"
قلتُ نعم يا رسول الله، فقال:
"تعالَ وافطر معنا أنا وأبو بكرٍ وعمر في الجنّة".

فاستُشهِد سيّدنا عثمان في ذلك اليوم صائمًا.

من جماليّة..

«اهدِنا» في الفاتحة، أنَّكَ تقرؤها في صيغة الجَمع ولو كُنتَ وحدك، كأنّ الآية تضمّنت كُلّ معاني الاحتواء والقُرب، فلا تقولُ «اهدِني» بل «اهدِنا» وتلك عُذوبة المعنى إذ تجعَلُك حريصًا على نَفسك ومَن تُحبّ.

_ تمكين.

على المرء أن ينتقي معاركه التي يخوضها جيدًا؛ ليس كلّ حرب تستحق وإنَّ معركة واحدة قَد تُكلِّفُ الإنسان عمره.

شق الله البحر ولكن.. كان على موسى أن يضرب بعصاه أولًا، وحوّل الله العصا إلى حيّة ولكن.. كان على موسى أن يلقيها أولًا. لا تحدث المعجزات صدفة، وإنما قدرًا لحِكَمٍ يعلمها الله، ولا ينال كرامتها عبدٌ كسولٌ ولا متواكل، وإنما تساق للذين يأخذون بالأسباب أولًا.
..
حتى النبيّ وهو نبيٌّ كان عليه أن يفعل شيئًا رغم إيمانه بتحقق وعد الله له ونجاته، لكن بقدر ما تكون وعود الله قطعية النفوذ، يكون أخذ العبد بالأسباب حتميّ الوجوب!.
فقبل أن تسأل الله شقَّ البحر، اسأل نفسك هل ضربت بعصاك؟

_ يوسف الدموكي.

لا يهم المرء لو أن مدينة بأكملها وقفت ضده، إن وقف في صفه من يحب!.

أُحِبُّ اللّه..

ولا يمنعني التَّقصير عن التّشمير، لا أقف يومًا عن المحاولة، ولا أسمح أن يطفئ أحدهم شمعةً تعبت لأجلها، الطريق إلى الله أقرب من كلام البشر، أيسر من كل مسار، أعلى من كثرة التأجيل، أشد من ضعف الهمّة، أسمى من سؤال العجز، أعلى من تفاهة الظّنون، درب الله عالٍ، سامٍ، راقٍ، وله أهله.

لم يكن شرطًا للصداقة يومًا، كثرة الصور، أو كثرة التلاقي، ولم تكن يومًا بمن يقتسم معك أفراحه فقط، تاركًا لك حصتك كاملة من الحزن والألم، ولكن كان ومازال من شرط الصداقة الود، والإخاء، والتماس الأعذار، وتحمل الصديق وقت الشدة، إنه نصفك الثاني، فالصديق الحق: هو الذي يقول لك حين تضيق بك الدنيا "أنا هنا وإن جارت علينا الأيام".

لو عُرضت لك الأقدار كلها، لو رأيت الأخطار كلها، لو عرفت البلاءات كلها، لو أدركت جدول يومك كله، ما نجوت منه، وما جُنبته، وما رُفع عنك، وما سترت به، الدعاء الذي أخرجك من ورطة وشيكة، والبر الذي أنقذك من وقعة مهلكة، والمعروف الذي انتشلك من أعماق مصيبة، لكان عقلك أضعف من استيعاب ألطاف الله بك.

ستدرك أن من لطف الله أنه لا يعرض لك كل حكمه وأقداره، لأنك قاصرٌ عن إدراك منتهى رحماته، وعاجز عن امتصاص مفاجآت قضائه، وأضيق من أن تلمّ بسعة فضله، ولو رأيتَ الأحداث كلها من الأعلى، لوجدت إنسانًا يكاد يهلك كل لحظة لولا لطف الله بينما لسانه لا ينطق إلا سخطًا على ابتلاءاته!

لو عُرضت لك الأقدار كلها، لعرفت أن أعظم ما في لطف الله أنه الله.

_ يوسف الدموكي.

ستُبتَلى بمَواطن أمنِك..

حين ظَننتَ أنّها آمنة! ستختلف عليك أماكن الدفء، ومواضع السِّر، ولحظات السّكون، سيبتعد من ظننته لِوَهمك أنّه الأقرب، وستَنسى حين ظَننتَ النّسيانَ سراب.

ستنقلب الثوابت لديك، وتتغيّر المفاهيم عليك، في كل مرحلةٍ تخوض فيها غِمار الألم! ستبقى تتعلّم بقدر ما تتألّم، ستبقى الأيام مختلفة، والسنوات سريعة المُرور، والوقت يُعالج كلّ شيء، أو يُطفئه.

لا أحد يملأ مكان أحد، لا أحد يعوض غياب أحد، إن العوض فكرة اخترعناها كي لا نتحسر على الذين مضوا!.

ثُم يمضي بك الزمن، وتُصقلك المواقف والتجارب، فلا يعود ما كان يُهمّك سابقًا في حَيِّز اهتمامك الآن، ولا تعود الأمور التي كانت تُقلقك تُشَكِّل شيئًا لديك، ويتغَيَّر ترتيب أولويّاتك، وترى الحياة من منظورٍ آخَر!
أرحبُ اتساعًا، وأكثر اتزانًّا، وأصوب اختيارًا،

فما أكثر الأماني التي بكينا لفواتها، ثم مضى الزمنُ فحمدنا الله على فواتها!.

وأسألك يا الله..

إدمان استغفارك، والتوسل إليك، والتعلّق بأستار رحمتك، واللجوء إلى حماك، استغفارًا لا يلزمه استغفار، تكفّر به ذنبي، وترفعُ به عندك قدري، يوصلني إلى درجات المحبة الخالصة، والعناية الخاصّة، وأُرزق به رفقة الذين تحبهم، العائدين إليك دومًا دون فُترة!

أستغفرك اقتداءً بحبيبك محمد صلى الله عليه وسلم، وهو في لحظاته الأخيرة في الدنيا بين سحر عائشة ونحرها، يقول: "اللَّهم اغفِر لي وارحَمني وألحِقني بالرَّفيقِ الأعلَى"

اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم.

‏في تكوين شخصيّة الإنسان لا يوجد على الإطلاق شخصيّة مُنزّهة من العيوب، إنما توجد شخصيّات تحاول قدر المستطاع تهذيب نفسها على الدوام، والارتقاء بها إلى الطيّبات والمكارِم، وعدم الركون لنوازع النفس الدنيئة والصغائر، وذاك هو تزكيّة النفس، وهو أثمن حقول البناء والاستثمار.

عفا الله عنَّا، كم عاهدناه ألَّا نعود..
وعُدنا!

المصيبة العظمى والكسر الذي لا يجبر:
أن يصاب المرء في دينه فيألف المنكر بعد كراهيته، وينفر من الطاعة بعد محبتها!

لذلك من الأدعية الواردة عن النبي ﷺ:
"ولا تجعل مصيبتنا في ديننا"