الفتور أمر طبعي؛ فالنفس تُقبل وتدبر، ومن الأمور المهمة في هذا الموضوع أن يزداد الإنسان وقت نشاطه من العبادات وقراءة القرآن وطلب العلم وفراءة الكتب؛ بحيث يكون فتوره في دائرة النوافل ولا يخرج منها؛ فمن يختم القرآن في أسبوع يكون فتوره ختم القرآن كل عشرة أيام، ومن يصلي ليلا طويلًا يخف إلى ركعات أو الوتر ولا يدع القيام، وطالب العلم إذا فتر عن الكتب الشرعية قرأ في كتب الأدب أو القصص والرقائق؛ ففتور هذه الفئة من الناس هو قمة نشاط غيرهم، والشيطان لا يستطيع معهم أكثر من ذلك؛ وأما الشخص الذي لا يعرف إلا الصلاة والسنن الرواتب فقط فهنا قد يصل معه الشيطان إلى الفتور عن الواجبات وتأخير الصلوات، وهجر القرآن؛ فتقدم تقدم، واحط الواجبات بحصون كثيرة كيلا يصل لها الشيطان، واستعذ بالله من الشيطان والعجز والكسل..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

في الغرفـة المظلمة قد يظن من فيها أنه يرى بعض الأشياء فيها؛ ولكن بعد إشعال الضوء تتبيـن له الأشياء بوضوح تام؛ ويكتشف حقيقة حاله؛ فالضوء وضح له الأشياء ودلّه عليها..
هذا مثال مبسط ولله المثل الأعلى والأجل والأعظم
قال الله تعالى (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)
فالله هو يدلك على المخلوقات ويوضحها لك؛ فهو النور، ولولا الله لكان الكون ظلمة، فاعرف الله تعرف مخلوقاته، ولا تبحث طويلًا عن الله في مخلوقاته، فهي ظلام لا يضيئها لك إلا الله، فهو ( نور السماوات والأرض)، فمن عرف الله أضاء له كل شيء واتضحت له الأمور، ومن أبعد فهو في ظلام وإن ظن أنه يبصر ويرى..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

الشاطبي رحمه الله

(وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا )

هذه يقولها الله عز وجل لرسولنا محمد ﷺ، وهو محمد ﷺ الذي كانت كل حياته عبادة وذكر وشكر لله، فلولا تثبيت الله له لقد كان يركن إلى المشركين شيئًا قليلا..

وفي هذه الآية فائدة: أنه لا يظنن أحد أن ثباته على الدين منجز من إنجازاته، وأنه هو الذي تسامى وارتفع عن المنكر وعن الشهوات، وحلّق عاليًا فوق الشبهات؛ فكل هذه محض كرم وتفضل ومنّة من الله، فلا يغفل ساعة عن شكره وتواضعه بين يديه، واستمداد الفضل منه بأن يثبته حتى يلقاه، ولا يحتقرّن عاصيًا أو ينظر له نظرة دونية، فالفرق بينهما ستر الله ورحمته، والله قادر أن يمد العاصي برحمته ويهديه، ويخلي بين الصالح وشهواته ونفسه؛ فلا تغفل عن هذه النعمة أبدًا، فهي أجل نعمة في هذه الحياة ولا يعلوها إلا أن يميتك الله ويدخلك جنته بفضله وكرمه..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

أردت المشي إلى مكان؛ فلما مددت بصري إلـيه تسلل إلى نفسي شعور بالإحباط لبعد المكان، فترددت ثم عزمت أن أسير وأنظر إلى خطواتي فقط، دون النظر إلى المكان، وبعد عشرين دقيقة من المواصلة وإعانة الله وصلت، فكان قريبًا، وإنما أبعده الوهم..
وهذه هي الطريقة في التعامل مع الأهداف التي نظن أنها بعيدة، ألّا ننظر إلى آخر الهدف، وإلى بُعده، بل ننظر إلى خطواتنا اليومية؛ فمن أراد حفظ القرآن فلا يقلب الصفحات ويقول متى أنتهي من حفظه وإتقانه بل يسير يوميا وسيصل بإذن الله، ومن أراد كتابة رسالة ماجستير أو دكتوراه فلا ينظر إلى كثرة فصولها بل يكتب يوميا ولو صفحة؛ ومن أراد تلخيص كتاب فلا يعدد صفحاته، بل يبدأ، وسيصل؛ وهكذا في كل الأهداف المادية والمعنوية سر إليها، واستعن بالله ولا تعجز، وستصل أو يكتب لك أجر المحاولة وشرفها..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

أحد الأصدقاء كانت له معاملة، ثم توقفت دون سبب..
في الطرف الآخر هناك شخص يظن أن هذه المعاملة تسير على ما يرام فذهب إلى المسؤول ليوقفها..
سأل المسؤول عن معاملة صديقي وتبين له أنها واقفة دون سبب فأمر بأن يتم إنجازها فورًا؛ فتمت وتحقق لصديقي ما يريد بفضل الله..
الشخص الذي أراد أن يوقف المعاملة كان سببًا لأن تسير وتتم..
هذا يدل على لطف الله ورحمته وفضله أن يسخر من يريد الضر ليكون سببا للنفع..
وفيها دلالة على عجز الإنسان فهو يسير لينجز أقدارًا محبوبة لأناس لا يحبهم..
وفيها أن المؤمن يتوكل على الله فما يكتبه لن يوقفه أحد وإذا حاولوا إيقافه جعلهم وسيلة لسرعة إنجازه..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

كان مدمنًا على القراءة، حتى أنه أصبح مضرب مثل يين زملائنا في الجامعة، وكان محبًا لمدارج السالكين لابن القيم رحمه الله ويكرره كثيرًا، حتى ظننا أنه يستحضره، انتقل من كتب ابن القيم إلى كتب المفكرين المسلمين، وكانت هي المتصدرة تلك السنوات، وكان الذي يتحدث عن كتاب فلان وفلان يعد واسع الثقافة بين طلبة العلم..
تنقل بين كتب المفكرين تم توسع قليلًا إلى الذين عندهم تجاوزات ولكنهم في دائرة الإسلام..انقطعت عنه ولم أدر ما صنع؛ وانتهت الدراسة وكلٌ سلك الطريق الذي كتبه الله له؛ لقيته يومًا في المسجد؛ ثم تحدثنا؛ ما أخبارك؟ فقال: تركت الصلاة فترة ووصلت إلى الإلحاد - والله- كنت أسافر إلى الخارج لأشتري كتب فلان فأقرأها! والآن ولله الحمد رجعت إلى الله.. ثم تفرقنا ولا أعلم عن حاله بعدها..

والهدف من هذه أن يحذر طالب العلم ولا يهجم على كل كتاب ثقة بعلمه ودينه فكم من كتاب كان سببا للانحراف؛ وأذكر بعدما شرح الشيخ حديث الاستخارة في قاعة الدرس؛ سألته: هل أستخير إذا أردت قراءة كتاب؟
فقال: نعم؛ فكم من كتاب كان سببا لضلالة!
فاستغربتُ من إجابته؛ ثم بيّن لي الزمن صدق كلامه..
وقد كان السلف يبتعدون عن الجلوس مع أهل البدع أو سماع حديثهم؛ لأن الشبه خطافة وقد تقع شبهة في القلب فتظل تحفر فيه كالسوس ثم تتلفه يومًا..
فاستمسك بكتب العلماء الربانيين المشهود لهم بذلك ولا تغامر على حساب قلبك ودينك..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

(وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا)
قال الشيخ السعدي رحمه الله: "{حَنَانًا مِنْ لَدُنَّا ْ} أي: رحمة ورأفة، تيسرت بها أموره، وصلحت بها أحواله، واستقامت بها أفعاله"..
استشعر قرب الله منك، وأنه كتب لك في اللوح (وحنانا لعبدي فلان)؛ فهو ميسر أمورك، ومصلح أحوالك، ومقيمك على فعل الصالحات، وكتب لك الرحمة والرضوان..
استشعر ذلك، وتفكر في آلائه، وأدمن شكره..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

تعرفتُ عليه، دكتور غير مسـلم، أخذته إلى مجلس فيه عدد من الذين أحسبهم من الصالحين ولا أزكيهم على الله؛ فلما خرجنا قال: لفت انتباهي أنهم يضحكون، ونفوسهم مرتاحة..(انتهى)
هذه هـي النقطة التي يشكو منها كل بعـيد عن الله (راحة النفس)، فلا يجدها، ولا يشعر بها..
ويعيشها القريب من الله، ولا تفارقه في كل حالاته (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۙ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ).. والبال فُسر بتفسيرات منها (رخاء النفس ، يقال فلان رخي البال) ومنها: (القلب ، يقال : ما يخطر فلان على بالي ، أي : على قلبي) ومنها:(الحال يقال ما بالك؟)
فمن اقترب من الله أصلح حاله فرزقه راحة النفس ورخاءها، وطيب الخواطر وجمالها..

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

قال ابن القيم - رحمه الله - :
والصبي وإن لم يكن مكلفاً : فوليُّه مكلَّف ، لا يحل له تمكينه من المحرَّم , فإنه يعتاده ، ويعسر فطامه عنه .
" تحفة المودود بأحكام المولود " ( ص 162 ) .
وقال - رحمه الله - :
فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه ، وتركه سدى : فقد أساء غاية الإساءة ، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبَل الآباء ، وإهمالهم لهم ، وترك تعليمهم فرائض الدين وسنُنه ، فأضاعوهم صغاراً ، فلم ينتفعوا بأنفسهم ، ولم ينفعوا آباءهم كباراً .
" تحفة المودود " ( ص 229 ) .

وإذا العناية لاحظتك عيونها
نم فالمخاوف كلهن أمان

قالت أم سفيـان الثوري له: "اذْهبْ، فَاطْلُبِ العِلْمَ، حَتَّى أَعُولَكَ بِمِغْزَلِي، فَإِذَا كَتَبتَ عِدَّةَ عَشْرَةِ أَحَادِيْثَ، فَانْظُرْ هَلْ تَجِدُ فِي نَفْسِكَ زِيَادَةً، فَاتَّبِعْهُ، وَإِلاَّ فَلاَ تَتَعَنَّ"

سير أعلام النبلاء ٧/ ٢٦٩

دخل المـسجد الحرام، ومعه طفلة عمرها سنتان، وانفلتت من يده وظلت تتبع الحمام في ساحات المسجد، وتركض هنا وهناك، فلا تعرف الضرر ولا الخطر، فتبعها وأخذ بيدها؛ كيلا تضيع، فلما صلّى قال يارب: أنـا مثل هذه الطفلة إن لم تمسك بيدي أضيع!

https://www.tgoop.com/nitharAlaikhtiar

قال محمود شاكر رحمه الله:

"وليَعلم من كان لاَ يَعلم أنَ السّفهاء في الدُّنيا كثير، فإذا كان يغضب لكلّ سفاهة من سفيه، فإِنَّ شقاءه سيطول".

جمهرة مقالاته (579/1)

حكم هدايا المعلمات والمعلمين للمدير ؟ الشيخ أد سعد الخثلان

https://youtu.be/QhkXh19tgzY