Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
5080 - Telegram Web
Telegram Web
س:
كيف ألح في الدعاء وأحسن الظن في ربي بالاستجابة من غير أن يتعلق قلبي بالامنية وبتحقيقها؟
ولا أشعر بالخذلان والتحسر لو لم تتحقق؟
مع كمال الاعتراف ان ربي عليم خبير يعلم ما ينفعني وما أحتاجه حقا لكني لا أعرف كيف أقوم بعبودية التسليم هذه ؟
كيف أدعو وانا موقنة بالاجابة وفي نفس الوقت اكون موطنة نفسي على احتمالية عدم تحقيقها لأنها شر؟

ج:
لا أدري إن كنت أستطيع أن أوصل لك ما أريد...لأني أشعر أنه معنى عميق جدا ..لا أعرف كيف أعبر عنه بكلمات قليلة..لكن أسأل الله أن يلهمني الصواب..

دعينا نتفق أولا أن الأمور القلبية كحسن الظن والتسليم لله والتوكل وغيرها.. لا تأتي فقط بقرار عقلي منك..ليس زرا تضغطيه فتحصل!
بل تحتاج إلى: عون من الله وتوفيقه وحده+ مجاهدة لتزكية النفس بالأعمال الظاهرة والباطنة+ دعاء مستمر بأن يهديك ويرزقك إياها..
وهي مما تفنى لأجله الأعمار..ومحل اهتمام العارفين بالله..

السؤال: كيف نتعلق باختيار الله مهما كان..لا باختيارنا الذي يتمناه القلب؟

هذا موطن الجهاد أصالة = تزكية النفس
- كلما زادت معرفتنا بالله بأسمائه وصفاته وأفعاله (بالعلم بها وتأملها في خلقه)
- وقراءة كتابه وفهمه وتدبره..
- ومعرفة سيرة نبيه صلى الله عليه وسلم وأحوال عبادته..
- مع الأعمال الظاهرة من صلاة وصيام..الخ
زاد اليقين به جل جلاله..
أي تزيد العبوديات القلبية..ويسهل التسليم والخضوع له..
وإذا زاد اليقين بالله..والتوكل عليه اطمأن المسلم لاختيار الله..
لأنه عندها يدرك مدى فقره وجهله وقلة حيلته..وأنه لا يساوي شيئا إن لم يعينه ربه ويختار له الأصلح..
وأنه لو تُرك لنفسه لأرداها المهالك!
ولكم ظهر في اختياره الذي يتمناه الشر وصرفه ربه عنه برحمته..
التأمل في هذه المعاني والتفكر بها مهم للإذعان والتفويض..

ثانيا: إذا وصل المسلم لمنزلة من هذه الأعمال القلبية فلا يعني أنه وصل للقمة وأنه سيبقى مستحضرا لها طوال الوقت بنفس الدرجة..بل هي كالإيمان تزيد بالطاعة والمجاهدة وتنقص بالمعاصي والغفلة..وتحتاج إلى تجديد وتذكير بتلك المعاني..
لكن من وصل لشيء منها حقا..عاش مشتاقا طوال عمره لبلوغ منازل أعلى فيها..ولم يعدل عنها بحمر النعم!

فعليك أن تفهمي أولا أنك لست في حال ثابت وأنك مأجورة وأنت تجاهدين في صعود هذه المنازل..فإن وجدت تعلقا بما تتمنيه ولم يحصل مع دعائك به فحسن الظن بالله أنه أعلم بما يصلح دينك ودنياك وتتهمين نفسك بالجهل..فإن تألمت تحتسبين وتدعين الله أن يرضيك بقدره ويبصرك بالأصلح لك..وتعلمين أنك بحاجة لتزكية أكثر (النقطة الأولى)..لا أن تتحسري على ما فاتك..

وأجمل ما قرأت في التسليم قول الخليل عليه السلام (أحبهما إلى الله أحبهما إلي)!
بأن أحب ما يختار الله لي لأنه اختياره سبحانه!
ولا يكون ذلك إلا بمعرفة الله( أرحم الراحمين)..ومعرفة نفسي (الظلومة الجهولة)..

وارجعي لما كتبته حول #حسن_الظن_بالله على القناة
لعلك تجدين ما يزيد الفكرة وضوحا..

والله أعلم
50👍2🔥1
س:
كيف أعلق قلبي بالله ...تعبت من التعلق بالبشر..!

ج:
قد لا يعلم المرء منا أهمية التعلق بالله وحده حتى يأتيه مصاب من بلاء الدنيا الدنيّة ..وألم من البشر ..فيدرك علّته ..ويبحث عن حلّها ..!
وما ذلك إلا لغفلتنا عن الله وعظمته وقدرته ..وإلا من يتأمل كتاب الله ..يجد أن كل شيء مرتبط بالخالق العظيم...والخضوع له والتوكل عليه وحده لا شريك له..!
أما كيف ذلك فقد تُكتب فيه الكتب ولا ينقضي الكلام..ولكن مما يحضرني:
- الابتهال إلى الله في الدعاء بأن يعلق قلبك به وحده ويغنيك بفضله عن من سواء...والدعاء من أعظم الأسباب ...
(فلا تمري على هذه النقطة كمن لم يقرأها)..
-لابد من امتلاء النفس بجرعات إيمانية.. كلما ازدادت المعرفة بالله وقدرته وعظمته وأسمائه وصفاته وشرعه ...كلما ارتفع الإيمان وزاد التعلق بالله..
- الانشغال بكتاب الله حفظا وقراءة وتدبرا..والتعامل مع الآيات أنها رسائل الله سبحانه لنا ..
- كثرة ذكر الله..كما قيل : أذكر الله حتى يظنك الناس مجنونا ..كالاستغفار والحوقلة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وباقي الأذكار ..وهي عبادة يسيرة وقل من يوفق إليها ...وقد حثنا الله في كتابه على ذكر ه كثيرا في أحلك المواقف كالقتال : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)..
فكيف ونحن نجاهد أنفسنا التي بين جنبينا ..للتعلق به والخلوص له وحده ..!
- الابتعاد قدر الإمكان عن الموضع الذي يسبب انشغال الفكر والقلب بغير الله..وعدم ترك وقت للفراغ مطلقا ..لأن التعلق في أصله اشغال للفكر..والفكر يهجم على الإنسان في فراغه أكثر..
- توطين النفس على فكرة أن الأمر كله بيد الله الخالق ..ومن نتعلق بهم قلوبهم وأمورهم بيده سبحانه ..فما يغني عنّا تعلقنا بهم ..؟! والمسلم حين يستغني بالله ...لا ينتظر حينها شيئا من أحد قط ...فإذا كان معه من يحب اغتبط به ..وإن رحل عنه أو جفاه تمسك برحمة الله، يبرد قلبه ويخفف لوعته ...فلا يجد لها أثرا كبيرا ..إلا كما تصيبه الشوكة في قدمه ..فيزيلها ويمضي ..
وليُعلم أن التعلق به سبحانه كالإيمان ..يزيد وينقص ..وكلما ابتعدنا استوحشنا ..وباغتتنا الآلام ...وكلما اقتربنا وجدنا السكينة والأمان ..
وهكذا نحن في جهاد لا يتوقف حتى نسلم الروح للرب سبحانه ..فهو ليس يسيرا إلا على من يسره الله له وأعانه عليه..
والله أعلم

#صفحة_الآسك
32👍2🔥1
أدخل من باب الإفلاس..
من علم حاله فلن يجد بابا سواه حقيقة!
----

محمد وفيق زين العابدين

لا يصدنّك تقصيرك وضعفك وعجزك؛ عن الدعاء في خير أيام الدعاء.. فإن أقصر الطُرق إلى الله عز وجل طريق الفقر، وقديمًا قيل: "أقرب باب دُخل منه على الله تعالى هو الإفلاس"!

سر الإجابة يوم عرفة في "الافتقار"، فيه يُباهي الله عز وجل بالمُفتقرين وحدهم.. واجب العبد الافتقار وحقّ الربّ الافتخار.

وإن من أهل الجنة من أصبح يتقلب في المعاصي فأمسى وقد فُتح له بالطاعة من أبعد الأبواب.. وإن من أهل الفرَج من نام يتقلب في الهموم فأصبح وقد صُرفت عنه بأهون الأسباب.

قليل من الأسباب وكثير من الدعاء = كثير من الستر والرزق والهُدى والرحمة والفَرَج وحُسن الخاتمة!
قال ابن تيمية: "والدعاء من الأسباب التي يُنال بها هُداه ونصرَه ورزقَه، فإذا قُدّر للعبد خيرًا ينالُهُ بالدعاء؛ لم يحصُل له بدون الدعاء".

يقول سُفيان بن عُيينة: "لا يمنعنّ أحدَكم من الدعاء ما يعلمُه من نفسه، فإن اللّه تعالى أجاب شر المخلوقين إبليس لما قال: "أنْظِرني إلى يوم يُبعثون""!

خُذ بالسبب.. واجزم في الطلب.. وتيقن الإجابة
23😢2
تروية القلوب!
---
الأربعاء يومُ التَروِيَة
الثامن من ذي الحجة

يومُ التَروِيَة تستشعر فيه أنَّ كلّ عبادةٍ عظيمة لابُد من الاستعدادِ قبلها!
فشهرُ رمضان نستعد قبله بشعبان، وكذلك يوم عَرفة نستعد قبله بيوم التروية؛

"التروية من الري وهو آخر مراحل إعداد القلب ليوم عرفة؛ فليتزود القلب ريًا ومهابةً وإشفاقًا ووجلًا من المقام الجليل الذي هو مقبل عليه من غير استحقاق؛ أيكون غدًا من المقبولين بفضله تعالى، أم من المردودين بعدله.

التروية حياة ومنه الحياء، حياء من الله
أن بلغك أعتاب أشرف أيام الدهر، وحملك إلى أعظم منازل عفوه ورحمته، و في المقابل ذنبك وضعفك ونفاد صبرك وانقطاع شكرك؛
فيجتمع لك مطالعة المنن وتذكر الجنايات التي تولد الحياء في القلب، وهو من أعظم جوالب المغفرة كما في سيد الاستغفار.

التروية ترَوِّي، والتَّرَوِّي من الحلم والأناة، وهما خصلتان يحبهما الله ورسوله، وأنت أشدُّ ما تكون حاجة إليهما الآن لتراجع دواوينك، وترتب حاجاتك، وتقدم فقرك، وتسوق جناياتك؛ فإياك والعجلة، وإياك وتَفَرُّقَ الهم، وإياك وضعف العزم!".*
*الوفادة إلى الله كأنك تراه.

فاروِ قلبَك بكثرة الذكر، ولا تنشغلْ بكلامِ الدُّنيا والمُلهيات،

اغسل قلبَك بكثرة الاستغفار وتُبْ لربك وسلهُ العون والتوفيق،

واستعدْ ليوم عرفة؛
فيومُ عَرفة يومُ لقاءِ الملِك الأعظم سُبحانه وتعالى؛ فلابُد أنْ تستعد قبل اللقاء.

بلغنا الله وإياكم وأعاننا وتقبَّل منا.

-حــــنـــان فـــــؤاد.
20
-رُؤي الثوري في المنام في الجنة يطير من نخلة إلى نخلة..
-وقيل له ما صنعت؟
فقال: أنا مع السفرة الكرام البررة.
-وقيل له:أي الأعمال وجدت أفضل؟
قال:القرآن..
#الذهبي "السير" ٧/ ٢٧٩
27
إن كنت سأنصح -نفسي- وغيري لما نحن مقبلون عليه من يوم عظيم..ففي ثلاث:
- أنت لن تبلغ الكمال في العبادة..ولكن العبادات القلبية تزيد من أجر وأثر أعمال الجوارح..فأعرض على قلبك الخوف والرجاء والمحبة والتوكل وحسن الظن بالله والتقوى والإخلاص لله ما استطعت إلى ذلك سبيلا..مع كل صلاة وتلاوة وتسبيحة وتهليلة وتكبيرة..واستعذ بالله من الغفلة في هذه المواطن..

- الإحسان في العبادة : أن تعبد الله كأنك تراه..جاهد قلبك لاستحضار نظر الله إليك خاصة في صلاتك ودعائك..فهذا باب الفتوح الربانية قاطبة!

- أدخل إلى ربك من باب الإفلاس والافتقار إليه..فهو باب خفي يجهله الناس وهو أوسع الأبواب!..ويعينك على ذلك تذكر ثلاث:
1- نعم الله عليك الظاهرة والباطنة.
2- ذنوبك الكثيرة والعظيمة.
3- تقصيرك في عبادته سبحانه مع عظمته وضعفك.

يا رب
عبيدك بين يديك..فقيرك بين يديك..مسكينك بين يدك..سائلك بين يديك..
نشكو لك ما لا يخفى عليك..ونسألك ما هو يسير لديك..
اللهم اعتق رقابنا من النار..
28😭3
tarbyah04907_من_يدعوني_أدعية_شاملة_جامعة_ط3.pdf
7.8 MB
هذا كتاب حسن للدعاء في الأوقات الفاضلة، مرتّب، وشامل، وبعيد عن التكلف المذموم.
«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»

لماذا هذا الذكر بالتحديد خير الدعاء يوم عرفة؟

لأنها تشمل نوعي الدعاء:
دعاء العبادة ودعاء المسألة.

فيها توحيد الله عز وجل وإفراده وحده بالعبادة،
وفيها اعتراف له بالملك والفضل والعطاء والجود وكماله وقدرته،
وفيها ثناء عليه بحمده سبحانه.

فاستشعر هذه المعاني وأنت ترددها:

لا إله إلا الله وحده لا شريك له = لا أحد غيرك سيعطينى مسألتي وحدك من أرجو وأخاف وأدعو (إخلاص القلب له وحده والافتقار إليه )

له الملك = كل ما أطلبه وأرجوه هو في ملكك الواسع وأنت الكريم الوهاب، وأنت على كل شيء قدير لايعجزك شيء ولاتنفذ خزائن جودك ولو شئت أعطيتني كل ما طلبت بكُن فيكون برحمتك وفضلك، وإن شئت منعتني برحمتك وحكمتك.

وله الحمد = له الحمد في المنع والعطاء، وله الحمد أن يسر لي عبادته وذكره فلاحول ولاقوة لي إلا به.

وهو على كل شيء قدير = مهما عز مطلبي من أمور الدنيا والآخرة فأنت وحدك لا شريك لك قدير لا يعجزك شيء.

ولذلك كان فضل هذا الذكر عظيم.

وهو خير الدعاء يوم عرفة وخير ماقال النبيون صلوات الله عليهم.

فاستحضر بقلبك هذه المعاني ولسانك يلهج بهذا الذكر وأكثِر، وحينها سيكون الدعاء مختلف.

اللهم أعنا وتقبل منا.

-حـنان فــؤاد
19
Photo from N
3

الشِّكاية إلى الله

الشِّكاية إلى الله باب من أبواب الوصول إلى الله تعالى وعطائه وإمداده، الشِّكاية إلى الله أخصُّ من مطلق السؤال والطلب، هو نوعٌ من الحديث الخاصِّ بين العبد ومولاه؛ يُظْهِر فيه العبد لربِّه -وهو أعلم به- ما نَزَل به من المصيبة أو الحزن، ويقصُّ لربِّه -وهو أعلم- ما يجده من مشكلات وتحديات، ويعترف في شكواه بعجزه وفقره وفاقته لربِّه، ويُفوِّض في ذلك كلِّه الأمر لله، فأصلُ الشِّكاية: إخبار الشَّاكي لمن يشكو إليه ما وقع به من المكروه، ولو لم يسأل شيئًا معيَّنًا، فالدعاء في الأصل طلب الحاجة من الله تعالى، والشِّكاية إليه إظهار الحال إلى الله، وهذا النوع من الدعاء يُحبِّه الله تعالى، ويعطي عليه ما لا يعطي على مجرد السؤال، ولهذا قصَّ الله تعالى علينا في القرآن شكاية عباده وأوليائه له؛ ليُعلِّمنا كيف ندعوه، وكيف نطلبه.

تأمَّل شكاية نوح عليه السلام لربِّه: ﴿قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا ۝ فلم يزدهم دعائي إلا فرارا ۝ وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا ۝ ثم إني دعوتهم جهارا ۝ ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا﴾، إلى أنْ قال: ﴿قال نوح رب إنهم عصوني واتبعوا من لم يزده ماله وولده إلا خسارا ۝ ومكروا مكرا كبارا ۝ وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا﴾.
فهل تجدُ في هذا كلِّه طلبًا معيَّنًا، أم أنَّه حديث العبد لمولاه، وشكواه لخالقه، وإخباره بما يعلمه سبحانه وتعالى من حاله. ولم يمنع نوحًا ’ مقامُ الدعاء من "تفصيل" هذه الأحوال التي وجدها من قومها.

وتأمَّل في قول يعقوب عليه السلام: ﴿قالَ إِنَّما أَشكو بَثّي وَحُزني إِلَى اللَّهِ وَأَعلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعلَمونَ﴾، سيشكو إلى الله: بثَّه وحُزنه، سيخبر الله بحاله وشعوره.

وقول الله تعالى عن المرأة الصالحة: ﴿قَد سَمِعَ اللَّهُ قَولَ الَّتي تُجادِلُكَ في زَوجِها وَتَشتَكي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللَّهَ سَميعٌ بَصيرٌ﴾، وكان من شكواها إلى الله تعالى أنَّها كانت تقول: ((يا رسول الله، أكل شبابي، ونثرت له بطني، حتى إذا كبرت سنِّي، وانقطع ولدي؛ ظاهر منِّي، اللهم إنِّي أشكو إليك))، لم تطلب شيئًا معيَّنًا، فقط أخبرت بما نزل بها، فقضى الله حاجتها، وأنزل فيها وفي زوجها وحيًا يُتلى إلى يوم القيامة، وكانت -بشكواها هذه- سببًا للفرج عن كلِّ من كان في مثل حالها إلى يوم القيامة!

وتأمَّل شكاية أيوب عليه السلام: ﴿وَأَيّوبَ إِذ نادى رَبَّهُ أَنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمينَ﴾، وقوله: ﴿وَاذكُر عَبدَنا أَيّوبَ إِذ نادى رَبَّهُ أَنّي مَسَّنِيَ الشَّيطانُ بِنُصبٍ وَعَذابٍ﴾ [ص: ٤١].

وتأمَّل شكاية زكريا عليه السلام لربِّه: ﴿إذ نادى ربه نداء خفيا ۝ قال رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا ولم أكن بدعائك رب شقيا ۝ وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليا ۝ يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا﴾.

وتأمَّل شكاية النبي ﷺ: ﴿وَقالَ الرَّسولُ يا رَبِّ إِنَّ قَومِي اتَّخَذوا هذَا القُرآنَ مَهجورًا﴾، قال قتادة: "هذا قول نبيِّكم ﷺ يشتكي قومَه إلى ربِّه"، وقال ابن عاشور: "وهذا القول واقع في الدنيا، والرسول هو محمد ﷺ. وهو خبر مستعمل في الشكاية، والمقصود من حكاية قول الرسول: إنذار قريش بأنَّ الرسول توجَّه إلى ربه في هذا الشأن، فهو يستنصر به ويوشك أن ينصره، وتأكيده بـ (إن) للاهتمام به؛ ليكون التشكي أقوى".

وقوله: ﴿وَقيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَومٌ لا يُؤمِنونَ﴾، قال قتادة في هذه الآية أيضًا: "هذا قول نبيِّكم ﷺ يشتكي قومَه إلى ربِّه".

الشِّكاية تشبه ما يسميه الناس اليوم بـ (الفضفضة) والحديث عمَّا يلاقيه الإنسان من شؤون حياته، لكنَّهم كثيرًا ما يبذلونه للخلق، وقليل هم الذين يبذلونه لخالقهم ومولاهم، الذي بيده مقاليد كلِّ شيء، وهو أقرب إليهم من كلِّ أحد، وأقدر على تفريج ما هم فيه من كلِّ أحد.

الشِّكاية إلى الله تفتح للعبد بابًا عظيمًا من أبواب مناجاة الله تعالى، والقرب منه، والأنس به، والافتقار إليه، وتفويض الأمر له، ويحصِّل به العبد ما لا يحصِّله بمجرد السؤال والطلب -مع عظمته-؛ لِمَا يحتفُّ به من الانكسار بين يدي الله والتذلُّلِ له.

منقول
17👍2
2025/07/13 15:43:01
Back to Top
HTML Embed Code: