يلوذُ المرءُ في أيَّامهِ العصيبة إلى شخصهِ الأحب، لذا في وقتٍ كهذا.. أكتُب إليك.

الحب،
لازلتُ أتفكّر في كُنهِ هذا اللفظ
في معناه، وفي ما وراء المعنى..
وكم أنَّ هذهِ الكلمة تحمل في طيّاتها وبين جنباتها
وتختزلُ في عُمقِ أسبارها معانٍ أكبر وأعظم مما نظنُّ أو نتخيّل.
نرى بأن الحبّ شعورٌ فطريٌ وجوديٌ سامٍ.. إذا لم يكُن بالفعلِ الشّعور الأسمى الذي بفعلهِ نتسامى كلّنا في هذا الوجود.. أبدأ بحديثي معك عن "الحُب" لإدّعائي في بدايةِ هذهِ المذكّرة بأنَّكَ "الشخصُ الأحب"..

واتسائل، ما اذا كنتُ أنا كذلك لديكَ محبوبًا؟
وكم أنّ هذا الشعور البهيّ يبعثُ العُنفوان، أن يحبّكَ محبوبك.. وأن تبقى في عينه وتخت ظلّ رعايته، كما حفظتهُ في قلبكَ دائمًا..

تمرّ هذهِ الأيام بصعوبة،
وأدري بأنّك تدري..
ووحدك من تعلمُ حالي أكثر من أيّ أحدٍ آخر..

__
تمرّ وكلّما شعرتُ غصةً وغربةً، أتذكّرك، وأتذكّر أنّك علمتني..
وفي حديثكِ الطويلِ الذي لا يُملُّ حول "لوازم الحب"
أن الشّوق
والإيثار
والتضحية
والصّبر في طريق هذا الحب هوَ أحدُ لوازمه
فكنت أنتَ بذاكَ.. إجابةٌ على تساؤلي أعلاه!

عرفت بفعلك أنّي قد كنت "محبوبك" صدقًا، لا إدعاءً كما حبّي..
ولذا فإنّكَ فداءً لنفسي.. قد افتديتني بنفسك وروحك
فكنتَ بهذا المحبّ "المخلص المشتاق المآثر.."
وبقيَ لي أنا
دورُ المحبّ "الصابر" يا حبيبي،
فأدعو لي أن أكون.

في أيَّامِ عمّتك، وأيّامك
نعِدُكَ ومهما عصَفَ البلاء يا سيّدي "ألّا نرى الا جميلاً"
كما علّمتنا.. ولا تزال تعلّمنا دائمًا..
يا حاضرًا رغم الغياب.. #يامهدي

_اخترتُ أن يكونَ هذا النّص، وتِلك الصّور "بِلا تعديل"
لأنّني كنتُ أتحسّس الجمال في ارتباك الكلمات والالتقاطات "اللامثالية"، تمامًا.. كما كنتُ ولا زلتُ بصنيعِ فعلكَ الجميل أتحسَّسُ "الجمال" حتّى في غصّتي، وحرقتي، وبكائي في منتصَف اليوم، في بدايته، أو قُبيل النّوم. أحبّك.

حرِّر في الخامس من تشرين الثّاني | ٢٠٢٤
العاشرةُ وأربعين شوقًا، مساءً.
-حوراء

اليوم تَفخَرُ بِنا زَينَب (ع) وَتُباهي بِنا الحُور،
إذ كُنّا ترجمان «ما رَأَينا إلّا جَميلًا» بِأبهى صُوَرِه،
ويَعلو نِداءُ «اللهمَّ تقبَّل مِنّا هذه القَرابين» مِن أرواحِنا بدل حناجِرنا..
اليومَ يَغمِزُ الصَّبرُ أرواحَ المُتعَبينَ،
إذ وَفَّينا، وَأدَّيناهُ عَلى الوَجهِ الأَتَمّ..
اليوم دُعاءٌ وَٱبتِهالٌ وَتَوسُّلٌ لٱستِحقاقِ الثَّباتِ وَأجرِ التَّسليمِ وَالرِّضى..

اليوم تَحيا بِنا زَينَب (ع)، والحَمدُ لله..
| يا زَينبَ الكُبرى |

أظهَرتْ السَّيدة زَينبُ 'عَليهَا السَّلام' أنّهُ يُمكِنُ
للمَرأةِ أنْ تَسمُو بالحِجابِ وَعَفاف المَرأة إلى
العِزّة الجِهَاديّة ؛ إلى جِهادٍ كَبِير فِي المَيدَان.

_ الإمَامُ الخَامِنئي ، مُدَّ ظِلُّهُ.

أمّا بَعْدُ، فَإنّي لاأعْلَمُ أصْحاباً أوْفَى وَلا خَيْراً
مِنْ أصْحابي، وَلا أهْلَ بَيْتٍ أبَرَّ ولا أوْصَلَ
مِنْ أهْلِ بَيْتِي، فَجَزاكُمْ اللهُ عَنِّي خَيْراً.


- الإمام الحُسَين عليهِ السَّلام في اصحابه.

..وَ يَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَ اللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ

-آل عمران، آية ١٤٠

"الصبر في مقابل هذه الأحداث، من أهمّ أنواع الصبر، وعلامة على انسجام واستقامة جوهر الإنسان وهو يعني تقبّل المصيبة. وبهذه الصورة يقاوم الإنسان في مواجهة كلّ الدوافع التي تجعله يرجع من منتصف الطريق، ولا يستسلم لمثل هذا النوع من المصائب، ويقاوم، ولا يندم على تعرّضه لمثل هذه البليّة".

مقتطفات من كتاب "بحث حول الصبر" للإمام القائد السيد علي الخامنئي دام ظلّه.

"نحنُ قد حاربنا، ووقفنا في وسط المعركة، وأنتَ ترى ذلك، وترى شعبنا في كلّ مكان ينبغي أن يكون فيه، وعلى أفضل وجه وأكثر ممّا نتوقع، وترى شبابنا يبذلون الدماء، وآباءنا وأمهاتنا يقدّمون الأبناء، وفي النهاية قد علّقنا بك يا الله كلّ هذه الأعمال، فنحن لا نطلبُ عونًا من أحد، ولا نضعُ يدَنا بيد أحدٍ غيركَ يا الله".

مقتطفات من كتاب "تفسير سورة الممتحنة" للإمام القائد الخامنئي دام ظلّه.

-
وما لي لا أبكي؟! ولا أدري إلى ما يكون مصيري، وأرى نفسي تخادعني، وأيامي تخاتلني وقد خفقت عند رأسي أجنحة الموت فمالي لا أبكي! أبكي لخروج نفسي، أبكي لحلول رمسي أبكي لظلمة قبري، أبكي لضيق لحدي، أبكي لسؤال منكر ونكير إياي، أبكي لخروجي من قبري عريانا ذليلا، حاملا ثقلي على ظهري، أنظر مرة عن يميني، ومرة عن شمالي إذ الخلائق في شأن غير شأني {لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه}.

#الصحيفة_السجادية
#الشيخ_جوادي_آملي
#جوادي_آملي

- 📕 مصدر الكلمة المقتبسة في الفيديو :

كتاب جمال المرأة وجلالها، للشيخ الجوادي دام ظله : ص٢١٣ 📖

‏حتىٰ وأنت في الطرف الآخر من الأرض،
البعيد جغرافيًا عن محرقة الحرب..
تشعر وبطريقة ما، بأنك ستقضي نحبك في
هذه المعركة، ربما بجرعة فائضة من القهر،
أو بغيرها من الأسباب.
- هنيئًا لمن لَقِيَ ربّه وهو في موقف الثبات
علىٰ الجانب الصحيح من التاريخ.

إنّ الإنسان ما لم يبكي لا ينجو.

آية الله جوادي آملي.-