في مسائل إسحاق بن منصور الكوسج:
سئل إسحاق بن راهويه: كم يقرأ في قيام شهر رمضان؟ فلم يرخص في دون عشر آيات.
فقيل له: إنهم لا يرضون؟ فقال: لا رضوا، فلا تؤمهم إذا لم يرضوا بعشر آيات من البقرة، ثم إذا صرت إلى الآيات الخفاف فبقدر عشر آيات من البقرة.
سئل إسحاق بن راهويه: كم يقرأ في قيام شهر رمضان؟ فلم يرخص في دون عشر آيات.
فقيل له: إنهم لا يرضون؟ فقال: لا رضوا، فلا تؤمهم إذا لم يرضوا بعشر آيات من البقرة، ثم إذا صرت إلى الآيات الخفاف فبقدر عشر آيات من البقرة.
(وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
قال الإمام أبو جعفر الطبري -رحمه الله-:
"يعني -تعالى ذكره-: ولتعظِّموا الله بالذكر له بما أنعم عليكم به من الهداية التي خذل عنها غيركم من أهل الملل الذين كتب عليهم من صوم شهر رمضان مثلَ الذي كتب عليكم فيه، فضلُّوا عنه بإضلال الله إياهم، وخصَّكم بكرامته فهداكم له، ووفقكم لأداء ما كتبَ الله عليكم من صومه، وتشكروه على ذلك بالعبادة لهُ".
ثم ساق بإسناده عن ابن زيد قال: كان ابن عباس يقول: حقٌّ على المسلمين إذا نظروا إلى هلال شوال أن يكبرِّوا الله حتى يفرغوا من عيدهم، لأن الله -تعالى ذكره- يقول:(ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم). وقال ابن زيد: يَنبغي لهم إذا غَدوا إلى المصلَّى كبروا، فإذا جلسوا كبروا، فإذا جاء الإمام صَمتوا، فإذا كبر الإمام كبروا، ولا يكبرون إذا جاء الإمام إلا بتكبيره، حتى إذا فرغ وانقضت الصلاة فقد انقضى العيد.
●●●●●●
فاحرص على إظهار هذه الشعيرة والجهر بها، واستشعر عند تكبيرك نعمة الله عليك بالهداية..
فالحمد لله على ما أنعم به علينا، والله أكبر على ما هدانا..
قال الإمام أبو جعفر الطبري -رحمه الله-:
"يعني -تعالى ذكره-: ولتعظِّموا الله بالذكر له بما أنعم عليكم به من الهداية التي خذل عنها غيركم من أهل الملل الذين كتب عليهم من صوم شهر رمضان مثلَ الذي كتب عليكم فيه، فضلُّوا عنه بإضلال الله إياهم، وخصَّكم بكرامته فهداكم له، ووفقكم لأداء ما كتبَ الله عليكم من صومه، وتشكروه على ذلك بالعبادة لهُ".
ثم ساق بإسناده عن ابن زيد قال: كان ابن عباس يقول: حقٌّ على المسلمين إذا نظروا إلى هلال شوال أن يكبرِّوا الله حتى يفرغوا من عيدهم، لأن الله -تعالى ذكره- يقول:(ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم). وقال ابن زيد: يَنبغي لهم إذا غَدوا إلى المصلَّى كبروا، فإذا جلسوا كبروا، فإذا جاء الإمام صَمتوا، فإذا كبر الإمام كبروا، ولا يكبرون إذا جاء الإمام إلا بتكبيره، حتى إذا فرغ وانقضت الصلاة فقد انقضى العيد.
●●●●●●
فاحرص على إظهار هذه الشعيرة والجهر بها، واستشعر عند تكبيرك نعمة الله عليك بالهداية..
فالحمد لله على ما أنعم به علينا، والله أكبر على ما هدانا..
Forwarded from عثمان أباحسين
●فضل جمع الناس على الطعام في أيام العيد●
قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله- في الفتاوى ٢٥ / ٢٩٨:
(جَمْعُ النَّاسِ لِلطَّعَامِ فِي الْعِيدَيْنِ وَأَيَّامِ التَّشْرِيقِ سُنَّةٌ، وَهُوَ مِنْ شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ الَّتِي سَنَّهَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُسْلِمِينَ).
قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله- في الفتاوى ٢٥ / ٢٩٨:
(جَمْعُ النَّاسِ لِلطَّعَامِ فِي الْعِيدَيْنِ وَأَيَّامِ التَّشْرِيقِ سُنَّةٌ، وَهُوَ مِنْ شَعَائِرِ الْإِسْلَامِ الَّتِي سَنَّهَا رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُسْلِمِينَ).
درس الروض لن يعقد هذا الأسبوع
وسيبدأ -بإذن الله- الأسبوع القادم يوم الأربعاء بعد صلاة العشاء (٨:٤٥) مساء.
من أول باب شرط استقبال القبلة.
وبالله التوفيق،
وسيبدأ -بإذن الله- الأسبوع القادم يوم الأربعاء بعد صلاة العشاء (٨:٤٥) مساء.
من أول باب شرط استقبال القبلة.
وبالله التوفيق،
■القاضي ابن زَرْبٍ بين تركيز البدايات ورسوخ النهايات■
● القاضي أبو بكر محمد بن يبقى بن محمد بن زَرْب (ت 381هـ) -رحمه الله- من كبار فقهاء المالكية في الأندلس، وكان قاضي قرطبة، جاء في ترجمته في ترتيب المدارك 7 / 114 وغيره أنه كان من أحفظ أهل زمانه لمسائل مذهب مالك وأفقههم به، وأنه كان دقيق التفقه، وأن القاضي ابن السليم كان يقول له: لو رآك عبد الرحمن بن القاسم لعجب منك يا أبا بكر. واسمه كثير الذِكر في مصنفات المالكية، ولأقواله عندهم قدر، ولفتاواه وأقضيته منزلة ومقام كبير.
● وإذا قرأت في أخباره وأحواله تجد من الأمور المنهجية التي التزمها وكان لها -بعد توفيق الله- أثرٌ بالغ على تحصيله وما آل إليه من الرسوخ وما حازه من التمكّن = ما نقله أبو علي الحداد، إذ نقل عن القاضي أبي بكر ابن زرب أنه ذكر لهم أنه لم يكن يدرس في زمان دراسته في كل يومٍ إلا ست أوراق، وأنه كان يقول: الدرس القليل الدائم مع التدبر والبحث عن المعاني خير من الدرس الكثير. عيون الإمامة ونواظر السياسة ص74.
● فطالب العلم في البدايات أحوج ما يكون إلى جمع النفس والهمّ على لبِّ العلم ومتينه، وذلك يكون بتقليل المقدار مع جودة التحفظ وحسن التفهم وطول التفكر، فهو أحوج إلى ذلك من حاجته إلى سعة المقروآت وتتبع الشروح والاسترسال مع الأقوال وتشتيت النفس بين متفرق الفروع والمسائل، فليس أنفع لطالب العلم في البداية من الحزم المنهجي على هذا النحو، فعليك بهذا يا طالب العلم، والزم هذه الجادة، ولا تصدنَّك عن ذلك مرارة التكرار، ولا يصرفنَّك عنه بريق المطبوعات وجديدها، ولا ما تراه في وسائل التواصل من قوائم القراءة الطويلة، أو مشاريعها الجماعية -إذا تعارضت مع منهجيتك-، فرأس المال الحقيقي لطالب العلم ما يؤصل به نفسه من الدراسة المنهجية في بداية الطلب، فهو الذي يرسي دعائم العلم في قلبه ويوطده في صدره ويصنع عقله، ولا تستعجل ولا تضجر فما آفة أضر على طالب العلم من الاستعجال والضجر.
نسأل الله الهداية والسداد، والتوفيق للعلم النافع والعمل الصالح.
● القاضي أبو بكر محمد بن يبقى بن محمد بن زَرْب (ت 381هـ) -رحمه الله- من كبار فقهاء المالكية في الأندلس، وكان قاضي قرطبة، جاء في ترجمته في ترتيب المدارك 7 / 114 وغيره أنه كان من أحفظ أهل زمانه لمسائل مذهب مالك وأفقههم به، وأنه كان دقيق التفقه، وأن القاضي ابن السليم كان يقول له: لو رآك عبد الرحمن بن القاسم لعجب منك يا أبا بكر. واسمه كثير الذِكر في مصنفات المالكية، ولأقواله عندهم قدر، ولفتاواه وأقضيته منزلة ومقام كبير.
● وإذا قرأت في أخباره وأحواله تجد من الأمور المنهجية التي التزمها وكان لها -بعد توفيق الله- أثرٌ بالغ على تحصيله وما آل إليه من الرسوخ وما حازه من التمكّن = ما نقله أبو علي الحداد، إذ نقل عن القاضي أبي بكر ابن زرب أنه ذكر لهم أنه لم يكن يدرس في زمان دراسته في كل يومٍ إلا ست أوراق، وأنه كان يقول: الدرس القليل الدائم مع التدبر والبحث عن المعاني خير من الدرس الكثير. عيون الإمامة ونواظر السياسة ص74.
● فطالب العلم في البدايات أحوج ما يكون إلى جمع النفس والهمّ على لبِّ العلم ومتينه، وذلك يكون بتقليل المقدار مع جودة التحفظ وحسن التفهم وطول التفكر، فهو أحوج إلى ذلك من حاجته إلى سعة المقروآت وتتبع الشروح والاسترسال مع الأقوال وتشتيت النفس بين متفرق الفروع والمسائل، فليس أنفع لطالب العلم في البداية من الحزم المنهجي على هذا النحو، فعليك بهذا يا طالب العلم، والزم هذه الجادة، ولا تصدنَّك عن ذلك مرارة التكرار، ولا يصرفنَّك عنه بريق المطبوعات وجديدها، ولا ما تراه في وسائل التواصل من قوائم القراءة الطويلة، أو مشاريعها الجماعية -إذا تعارضت مع منهجيتك-، فرأس المال الحقيقي لطالب العلم ما يؤصل به نفسه من الدراسة المنهجية في بداية الطلب، فهو الذي يرسي دعائم العلم في قلبه ويوطده في صدره ويصنع عقله، ولا تستعجل ولا تضجر فما آفة أضر على طالب العلم من الاستعجال والضجر.
نسأل الله الهداية والسداد، والتوفيق للعلم النافع والعمل الصالح.
■من تأثر الخرقي بالشافعية■
من المعتاد أن يتأثر الإنسان بمن حوله، فهو يتأثر بأهل بلده، ومن يشاكله في فنه، ويشاركه في صنعته، لذا تأثرت المذاهب الفقهية ببعضها، بضروب من التأثر، في الاصطلاحات، وطرائق التصنيف، والتبويب، وترتيب الكتب والمسائل، والاحتجاج عليها، وغير ذلك مما يعرفه من قرأ وطالع ووازن، فالمذاهب الفقهية بينها روابط ووشائج تظهر تارة، وتخفى تارة.
ولعل من أظهر المذاهب تأثراً بغيرها، مذهب الحنابلة في تأثره بمذهب الشافعية، فهذا التأثر لائحٌ بيّن، لجملةٍ من الأسباب، ومن شواهد ذلك تأثر أبي القاسم الخرقي -رحمه الله- في مختصره بالشافعية، فإن تأثره بهم ظاهر في جملةٍ من الأمور، تتبع بعضها الإمامُ ابن تيمية -رحمه الله-، فمن ذلك:
○ قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله- في الفتاوى 4/450-451: "فإن الخرقي نسج على منوال المزني، والمزني نسج على منوال مختصر محمد بن الحسن، وإن كان ذلك في بعض التبويب والترتيب".
○المشهور في المذهب أن مما يحرم من الحيوانات: ما يستخبثه العرب. وقد تعقب الإمامُ ابن تيمية -رحمه الله- الأصحابَ في هذا، وبين أنه لا أثر للاستخباث في التحريم عند الإمام أحمد وقدماء أصحابه، وأن هذا القول إنما دخل على الأصحاب بسبب عبارةٍ للخرقي، تأثَّر فيها بالشافعي، وأن من بعده من الأصحاب فهم من عبارته تحريمَ كل ما يُستخبث، ولم يُرِد ذلك. قال المرداوي في الإنصاف 27 / 206: "وقال الشيخ تقي الدين -رحمه الله-: وعند الإمام أحمد -رحمه الله- وقدماء أصحابه: لا أثر لاستخباث العرب، فإن لم يحرمه الشرع حل. واختاره. وقال: أول من قال: يحرم = الخرقي. وأن مراده: ما يأكل الجيف؛ لأنه تبِع الشافعي -رحمه الله-، وهو حرمه بهذه العلة". ونقله قبله ابنُ مفلح في الفروع 10 / 372.
رحم الله علماء الإسلام، ونفعنا بعلومهم.
من المعتاد أن يتأثر الإنسان بمن حوله، فهو يتأثر بأهل بلده، ومن يشاكله في فنه، ويشاركه في صنعته، لذا تأثرت المذاهب الفقهية ببعضها، بضروب من التأثر، في الاصطلاحات، وطرائق التصنيف، والتبويب، وترتيب الكتب والمسائل، والاحتجاج عليها، وغير ذلك مما يعرفه من قرأ وطالع ووازن، فالمذاهب الفقهية بينها روابط ووشائج تظهر تارة، وتخفى تارة.
ولعل من أظهر المذاهب تأثراً بغيرها، مذهب الحنابلة في تأثره بمذهب الشافعية، فهذا التأثر لائحٌ بيّن، لجملةٍ من الأسباب، ومن شواهد ذلك تأثر أبي القاسم الخرقي -رحمه الله- في مختصره بالشافعية، فإن تأثره بهم ظاهر في جملةٍ من الأمور، تتبع بعضها الإمامُ ابن تيمية -رحمه الله-، فمن ذلك:
○ قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله- في الفتاوى 4/450-451: "فإن الخرقي نسج على منوال المزني، والمزني نسج على منوال مختصر محمد بن الحسن، وإن كان ذلك في بعض التبويب والترتيب".
○المشهور في المذهب أن مما يحرم من الحيوانات: ما يستخبثه العرب. وقد تعقب الإمامُ ابن تيمية -رحمه الله- الأصحابَ في هذا، وبين أنه لا أثر للاستخباث في التحريم عند الإمام أحمد وقدماء أصحابه، وأن هذا القول إنما دخل على الأصحاب بسبب عبارةٍ للخرقي، تأثَّر فيها بالشافعي، وأن من بعده من الأصحاب فهم من عبارته تحريمَ كل ما يُستخبث، ولم يُرِد ذلك. قال المرداوي في الإنصاف 27 / 206: "وقال الشيخ تقي الدين -رحمه الله-: وعند الإمام أحمد -رحمه الله- وقدماء أصحابه: لا أثر لاستخباث العرب، فإن لم يحرمه الشرع حل. واختاره. وقال: أول من قال: يحرم = الخرقي. وأن مراده: ما يأكل الجيف؛ لأنه تبِع الشافعي -رحمه الله-، وهو حرمه بهذه العلة". ونقله قبله ابنُ مفلح في الفروع 10 / 372.
رحم الله علماء الإسلام، ونفعنا بعلومهم.
■من تواضع الإمام أحمد -رحمه الله- وهضمه لنفسه■
● قال المرُّوذي: سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل -رضي الله عنه- وذكر أخلاق الورِعِين، فقال: أسأل الله أن لا يمقتنا، أين نحن من هؤلاء؟! الورع ص6.
● وقال: قلتُ للإمام أحمد: إن رجلاً قال: إن أحمد بن حنبل وبشر بن الحارث ليسا عندي زهاداً، أحمد له خبز يأكله، وبشر له دراهم تجيئه من خراسان.
فتبسم أبو عبد الله وقال: أمن الزهاد أنا؟! الورع ص198.
رضي الله عن الإمام، ورفع درجاته..
● قال المرُّوذي: سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل -رضي الله عنه- وذكر أخلاق الورِعِين، فقال: أسأل الله أن لا يمقتنا، أين نحن من هؤلاء؟! الورع ص6.
● وقال: قلتُ للإمام أحمد: إن رجلاً قال: إن أحمد بن حنبل وبشر بن الحارث ليسا عندي زهاداً، أحمد له خبز يأكله، وبشر له دراهم تجيئه من خراسان.
فتبسم أبو عبد الله وقال: أمن الزهاد أنا؟! الورع ص198.
رضي الله عن الإمام، ورفع درجاته..
Forwarded from عثمان أباحسين
■أجمع كتاب للأقوال الأصولية للإمام أحمد -رحمه الله-■
قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى 7 / 390:
(وهو [يعني كتاب السنة للخلال] أجمع كتاب يذكر فيه أقوال أحمد في مسائل الأصول الدينية، وإن كان له أقوال زائدة على ما فيه، كما أن كتابه في العلم أجمع كتاب يذكر فيه أقوال أحمد في الأصول الفقهية).
وهذا الكتاب -كتاب العلم للخلال- نقل عنه القاضي أبو يعلى -رحمه الله- في العدة في موضع واحد -بحسب ما وقفت عليه-، وذلك في 5 / 1527 ؛ إذ ورد فيه ما نصه: (وقد قال أبو بكر الخلال في كتاب العلم: "لم أجد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً متضاداً إلا وله وجهان، أحدهما إسناد جيد، والآخر إسناد ضعيف".
وذكره ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة 1 / 119 فقال: (وذكر الخلال عنه في كتاب العلم نصوصاً كثيرة في تفضيل العلم، ومن كلامه فيه "الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب"). كما أنه في الطرق الحكمية 256 نقل روايات عن الإمام أحمد في حكم وضع كتب الرأي ثم قال: (وكلام أحمد في هذا كثير جداً، قد ذكره الخلال في كتاب العلم).
وهذا الكتاب [كتاب العلم] للخلال -رحمه الله- قليل الذكر في كتب الحنابلة الأصولية، وهو مفقود لا خبر عنه -بحسب علمي-، مما يكشف لك جانباً كبيراً من الإشكال في تحقيق مذهب الإمام أحمد رحمه الله في مسائل الأصول.
ويظهر أن كتاب العلم هذا كتاب كبير، مليءٌ بنصوص الإمام أحمد -كما يُشعر بذلك كلام العلامة ابن القيم-.
ولعل الله أن يقيض من يقف على هذا الكتاب الجليل ويخرجه، فكم من كتابٍ كنّا على إياسٍ منه، فهيأ الله له من أخرجه ونشره.
رحم الله الإمام أحمد والخلالَ وغلامَه، ورفع درجاتهم في جنة الفردوس..
قال الإمام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى 7 / 390:
(وهو [يعني كتاب السنة للخلال] أجمع كتاب يذكر فيه أقوال أحمد في مسائل الأصول الدينية، وإن كان له أقوال زائدة على ما فيه، كما أن كتابه في العلم أجمع كتاب يذكر فيه أقوال أحمد في الأصول الفقهية).
وهذا الكتاب -كتاب العلم للخلال- نقل عنه القاضي أبو يعلى -رحمه الله- في العدة في موضع واحد -بحسب ما وقفت عليه-، وذلك في 5 / 1527 ؛ إذ ورد فيه ما نصه: (وقد قال أبو بكر الخلال في كتاب العلم: "لم أجد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً متضاداً إلا وله وجهان، أحدهما إسناد جيد، والآخر إسناد ضعيف".
وذكره ابن القيم رحمه الله في مفتاح دار السعادة 1 / 119 فقال: (وذكر الخلال عنه في كتاب العلم نصوصاً كثيرة في تفضيل العلم، ومن كلامه فيه "الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام والشراب"). كما أنه في الطرق الحكمية 256 نقل روايات عن الإمام أحمد في حكم وضع كتب الرأي ثم قال: (وكلام أحمد في هذا كثير جداً، قد ذكره الخلال في كتاب العلم).
وهذا الكتاب [كتاب العلم] للخلال -رحمه الله- قليل الذكر في كتب الحنابلة الأصولية، وهو مفقود لا خبر عنه -بحسب علمي-، مما يكشف لك جانباً كبيراً من الإشكال في تحقيق مذهب الإمام أحمد رحمه الله في مسائل الأصول.
ويظهر أن كتاب العلم هذا كتاب كبير، مليءٌ بنصوص الإمام أحمد -كما يُشعر بذلك كلام العلامة ابن القيم-.
ولعل الله أن يقيض من يقف على هذا الكتاب الجليل ويخرجه، فكم من كتابٍ كنّا على إياسٍ منه، فهيأ الله له من أخرجه ونشره.
رحم الله الإمام أحمد والخلالَ وغلامَه، ورفع درجاتهم في جنة الفردوس..