Telegram Web
قد كان حلمًا لا نظن دنوه، لكن فضل الله كان عظيمًا..
اعتاد العالم على الحرب والقصف والخراب لتغدو مشاهد ممنتجة متفق عليها؛ بالأصح استسهلوها تمامًا حتى غدت سلسة وعادية يُضحك بها على العالم لغسل ماء الوجه بماء نجس يدعون طهره..
الظلُّ، لا ذَكَرٌ ولا أُنثى
رماديٌّ، ولو أَشْعَلْتُ فيه النارَ...
يتبعُني، ويكبرُ ثُمَّ يصغرُ
كُنت أَمشي. كان يمشي
كنت أَجلسُ. كان يجلسُ
كنت أركضُ. كان يركضُ
قلتُ: أخدعُهُ وأخلعُ معطفي الكُحْليَّ
قلَّدني، وألقي عنده معطفَهُ الرماديَّ...
آستدَرْتُ إلى الطريق الجانبيّةِ
فاستدار إلى الطريق الجانبيّةِ.
قلتُ: أخدعُهُ وأخرجُ من غروب مدينتي
فرأيتُهُ يمشي أمامي
في غروب مدينةٍ أخرى...
فقلت: أعود مُتّكئاً على عُكَّازتينِ
فعاد متكئاً على عكازتينِ
فقلتُ: أحمله على كتفيَّ،
فاستَعْصَى...
فقلتُ: إذنْ، سأتبعُهُ لأخدَعَهُ
سأتبعُ ببغاء الشكل سُخْريَةً
أقلِّد ما يُقلِّدني
لكي يَقَعَ الشبيهُ على الشبيه
فلا أراهُ، ولا يراني.

— محمود درويش
فالاطمئنانُ بالإيمانِ هو قتلُ الخوفِ الدنيويِّ بالتسليمِ والرِّضَى، أو تحويلُه عن معناه، بجَعلِ البلاءِ ثوابًا وحسنات، أو تجريدُه من أوهامِه، باعتبارِ الحياةِ سائرةً بكُلِّ ما فيها إلى الموت، وهو بهذا عقلٌ روحانيٌّ له شأنٌ عظيمٌ في تصريفِ الدنيا، يتركُ النفسَ راضيةً مَرضِيَّةً، تقولُ لمَصائبِها وهي مُطمئنَّةٌ: نعم، وتقولُ لشهواتِها وهي مُطمئنَّةٌ: لا.

[الانتحار (١) || وحي القلم]
كما يفعلُ المَحزونُ في مُغالبَةِ الحُزنِ ومُدافعتِه: يشغلُ عنه بصرَهُ وقلبَهُ وسمعَهُ جميعًا، فيكونُ الحزنُ فيه وكأنَّه بعيدٌ منه!

[الانتحار (١) || وحي القلم]
الفراسة قدرة خاصة يؤتيها الله بعض خلقه، وبها يستطيع استشفاف ما تخفيه الطبائع والضمائر من خلال الملامح أو الحركات أو الكلمات، وغالبًا تصيب الهدف، إذ في كتاب العلامات، للحسيني أن التابعي شعبة بن الحجاج قال إني لأرى قفا الرجل فأعرف ما في قلبه، قيل له، فوجهه؟
قال: تلك صحيفة تقرأ..
الصلاة خير من النوم..
أنا متعب والعاصفات بداخلي
تأبى السكون وليلها لا ينجلي..
متى كانت النفس فارغة كان تفكيرها مضاعفة لفراغها، فهي تفر منه إلى ما يلهيها عنه؛ ولكن العظيم يعيش في امتلاء نفسه؛ وعالمه الداخلي، تسميه اللغة أحيانًا الفكرة، وتسميه أحيانًا أخرى الصمت...
فَلسفةٌ ذَات
متى كانت النفس فارغة كان تفكيرها مضاعفة لفراغها، فهي تفر منه إلى ما يلهيها عنه؛ ولكن العظيم يعيش في امتلاء نفسه؛ وعالمه الداخلي، تسميه اللغة أحيانًا الفكرة، وتسميه أحيانًا أخرى الصمت...
وكلاهما حِمل عظيم، فالصمت يُعنى بكتم الصوت، والفكرة ماهي إلا صوت، تغدو درجته على حسب دويها، المرء عظيم، عظيم فقط لأنه يقدر على التحكم بكل جلبة هذا التضاد الشعوري في مساحة رأسه وصدره..
وإن الأنفاس لضئيلة تسحب من نّفسٍّ ضيقة، كحثلة شاي في عمق كوب..
اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، اللهم إنك تعلم ضيقي وقلقي من أمري هذا، لأنك أعلم العالمين، وأرحم الراحمين، والقادر على كل حاجة لي هي عندك، أن تمن بها عليّ وتصرفني عما لا أبتغي، وإن كان مرادك خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فيسره لي، فإن أمري كله لك، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن في هذا الأمر، شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني، واصرفني عنه، وباعد ببني وبينه كما باعدت بين المشرق والمغرب...
أصلح لنا كل أمرنا، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين..
اللهم لا يأتي بالخير إلا أنت، ولا يدفع الشر إلا أنت، ولا حول لنا ولا قوة إلا بك..
لا عرضَ بين الإنتقائية والتسليم..
‏آمنت بك إيمان أمة أنزلت بك الحاجات، وتوكلت عليك ملتجئة لحولك وقوتك في الحركات والسكنات؛ إذعانًا وتيقنًا وعلمًا وتحققًا بأن غيرك لايضر ولا ينفع، ولا يصل ولا يقطع، ولا يمنع، بيدك الخير كله، إنك على كل شيء قدير...
اطمأنت نفسي، تنامت إلي، وغمرتني بي، أشعر برسوخ ناشئ من أعماقي نحو الأرض، يثبت خطوتي ويعمق الأثر، ينبت من أطرافي ويتعالى لإكليل رأسي، وكأن الجنة تحت أقدامي صحت، فاستنفذت نوافذها، واستحكمت لفائفها، وأحالتني ربيعًا..
من يقرأ آية الكرسي دبر كل صلاة " لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت" ما أيسرها من عادة، وما أعظمه من وعد..
أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه، وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده...
2024/11/09 17:47:30
Back to Top
HTML Embed Code: