قد يقضي الإنسان حياته في تجنب الألم بوسائل هدّامة تؤدي إلى المزيد من الألم، ثم يعي متأخرًّا أنه لم ينل بذلك الهروب الطويل حريّته من المعاناة.
ربما لم أعد كما قبل، لكنني قضيت معظم وقتي برفقة نفسي، حتى أصبحت أكثر قوة وأكثر حُباً لهذه العزلة التي هذبتني في كل حين.
يتعرّض المرء لنوبات شوق من آنٍ لآخر ، لأيام كانت روحه فيها خفيفة ، كان قلبُه بسيطاً و بريئاً ، ولم يكن يجد خلافاً بين عقله وقلبه.
ولا تجعلني أخوض معارك لا فائدة منها، وأن لا أخطو خطواتي الكُبرى قبل الصُغرى في طرقاتٍ لا تُرحب بي، وباعد اللهم بيني وبين ضياع النّفس ومكوث الروح في مكانٍ ليس لها.
والله النفور من بعد الودّ يخوف ،تخيل اللي شاركته روحك وخوفك وشعورك و لحظاتك وطمأنينتك يتحول لأغرب غريب يالله ما أبشع هالفكرة.
يعني تخيل اللي قال " ياليتني قبل أعرفك أقفيت " وده لو أن ما التقى دربه على دربك ! ، ووده مثل اللي قال" تخيّرت قربه ليتني ما تخيرته " أي جرح لامس قلبه حتى يوصل لمرحلة الحسافه هذي ؟.
وحاوط نفسك بالأشخاص اللي يخلونك تتساءل كل يوم الى أي قدر انا انسان جيّد عشان استاهل كل هذي المحبة ؟.
لقد تأخر كل شيء، تأخرت الأعذار، تأخرت المحاولات، إن الأمور كان بإِمكانها أن تكون أفضل بسهولة، لكنها وببساطة جداً لم تكن.
لا أنت بعيدٌ فأنتظرك ولا أنت قريبٌ فألقاك ولا أنت لي فيطمئن قلبي ولا أنا محرومٌ فأنساك 'أنت في مُنتصف كل شيء.
الصدمات المتوالية عليك، جاءت لتُعدّل نظرتك اتجاه جميع من في حياتك، لتُعيد ترتيب أمكنتهم حسب الأولوِية، جاءت لتُنهي أدوار الكثيرين من حياتك لا لتُنهيك أنت.. تذكّر ذلك جيداً.
وفجأة ترى أنك بالفعل أستهلكت نفسك كُليًا، تكلمت كثيرًا، شرحت أكثر، بررّت بما يكفي، ثم تأتي عليك لحظة وترى أن طاقتك قد نفذت، فتتوقف عن الكلام وتبتعد عن الناس وتذهب لأقرب ملاذ آمن لك وتجلس مُكتفياً بنفسك.
المشاعر اللي تصنع فيني فرط حركة
فرط في المشي، الثرثرة، شرح اليدين
هي أسعد نسخة مني.
فرط في المشي، الثرثرة، شرح اليدين
هي أسعد نسخة مني.
مؤمنة إنو أحسن انشغال ممكن ينشغل فيه الإنسان هو العمل على نفسه، و ذا يعني الرُقي.. ما يعنيه تتبّع الآخرين، وإيش قالوا، وإيش عملوا، هو مشغول جداً في عالمه الخاص، ومحلّق في الآفاق اللي تخصّه، ومُدرك إن الإنشغال بحياة الغير مجرّد استنزاف، وفراغ، وضياع للوقت.