Forwarded from عِرفان
أجد بطولة في ذلك الذي يمضي قائما من ركام همه منحازًا إلى يقينه في ربه، سبحانه وبحمده، بذلة الإلحاح وهمهمة الفقر المخبتة الساجدة في محراب انكساره واضطراره.
"ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون".
قالها من ابيضت عيناه من الحزن عليه السلام، فما خذله ربه وما خيب ظنه فيه، وجاءه البشير بقميص الرؤية والفرج!
"ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون".
قالها من ابيضت عيناه من الحزن عليه السلام، فما خذله ربه وما خيب ظنه فيه، وجاءه البشير بقميص الرؤية والفرج!
Forwarded from 「 مُحَمَّد 」
الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ
وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ فَهُوَ إِذَا وَعَدَ أَنْجَزَ لِسَعَةِ فَضْلِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ يَعْلَمُ أَيْنَ يَضَعُ مَغْفِرَتَهُ وَفَضْلَهُ، بِمِثْلِ هَذَا يُفَسِّرُونَ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ. وَأَقُولُ: إِنَّ اسْمَ عَلِيمٌ يُفِيدُ هُنَا أَنَّهُ - سُبْحَانَهُ - يَعْلَمُ غَيْبَ الْعَبْدِ وَمُسْتَقْبَلَهُ وَالشَّيْطَانُ لَا يَعْلَمُ ذَلِكَ فَوَعْدُهُ تَغْرِيرٌ لَا يَعْبَأُ بِهِ الْعَاقِلُ النِّحْرِيرُ.
- تفسير المنار
وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ فَهُوَ إِذَا وَعَدَ أَنْجَزَ لِسَعَةِ فَضْلِهِ، ثُمَّ إِنَّهُ يَعْلَمُ أَيْنَ يَضَعُ مَغْفِرَتَهُ وَفَضْلَهُ، بِمِثْلِ هَذَا يُفَسِّرُونَ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ. وَأَقُولُ: إِنَّ اسْمَ عَلِيمٌ يُفِيدُ هُنَا أَنَّهُ - سُبْحَانَهُ - يَعْلَمُ غَيْبَ الْعَبْدِ وَمُسْتَقْبَلَهُ وَالشَّيْطَانُ لَا يَعْلَمُ ذَلِكَ فَوَعْدُهُ تَغْرِيرٌ لَا يَعْبَأُ بِهِ الْعَاقِلُ النِّحْرِيرُ.
- تفسير المنار
﴿مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا﴾ [النساء: 143]
«...عن ابن عمرَ، عن النبيِّ ﷺ، قال: «مَثَلُ المنافقِ كَمَثَل الشاةِ العائرةِ بينَ الغَنَمِينِ، تَعِيرُ إلى هذه مرةً، وإلى هذه مرةً، لا تَدْرى أيَّتَهما تَتَّبَعُ»
...
عن قتادةَ: ﴿مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ﴾. يقولُ: ليسوا بمؤمنين مخلِصين، ولا مشركين مصرِّحين بالشركِ. قال: وذُكر لنا أن نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم كان يَضْرِبُ مَثَلًا للمؤمنِ وللمنافقِ وللكافرِ، كمثلِ رَهْطٍ ثلاثةٍ دَفَعوا إلى نهرٍ، فَوَقَع المؤمنُ فقَطَع، ثم وقَع المنافقُ، حتى إذا كاد يَصِلُ إلى المؤمنِ، نَاداه الكافرُ أَن هَلُمَّ إليَّ، فإني أخشَى عليك. وناداه المؤمنُ: أَن هَلُمَّ إليَّ؛ فإن عندي وعندي. يُحْصِى له ما عندَه، فما زالَ المنافِقُ يَتردَّدُ بينَهما، حتى أتَى عليه آذِيٌّ فَغَرَّقه، وإن المنافِقَ لم يَزَلْ فِي شَكٍّ وشبهةٍ، حتى أتى عليه الموتُ وهو كذلك. قال: وذُكِر لنا أن نبيَّ اللهِ ﷺ كان يقولُ: «مَثَلُ المُنافِقِ كَمَثَل ثاغيَةٍ بينَ غَنَمَين، رأت غنمًا عَلى نَشَزٍ، فأتَتْها وشامَّتْها فلم تَعْرِفُ، ثم رأت غَنَمًا على نَشَزٍ، فأَتَتْها وشامَّتْها فلم تَعْرِفُ»...»
— جامع البيان | الطبري -رحمه الله-.
«أراد المنافقون أن يجمعوا بين عشرة الكفار وصحبة المسلمين، فإذا برزوا للمسلمين قالوا نحن معكم، وإذا خلوا بأضرابهم من الكفار أظهروا الإخلاص لهم، فأرادوا الجمع بين الأمرين فنفوا عنهما. قال الله تعالى: ﴿مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ﴾، وكذلك من رام أن يجمع بين طريق الإرادة وما عليه أهل العادة لا يلتئم ذلك، فالضدان لا يجتمعان، و «المكاتب عبد ما بقي عليه درهم»، وإذا ادلهم الليل من هاهنا أدبر النهار من هاهنا، ومن كان له في كل ناحية خليط، وفى زاوية من قلبه ربيط كان نهبا للطوارق، ينتابه كل قوم، وينزل في قلبه كل رفقة، فقلبه أبدا خراب، لا يهنأ بعيش، ولا له في التحقيق وزن أو قدم.»
«أخسّ الخلق من يدع صدار العبودية، ولم يجد سبيلا إلى حقيقة الحرية، فلا له من العز شظية، ولا فى الغفلة عيشة هنية.»
— لطائف الإشارات | القشيري -رحمه الله-.
«...وَاعْلَمْ أَنَّ السَّبَبَ فِي ذلك أن الفعل يتوقف على الداعي، فإذا كَانَ الدَّاعِي إِلَى الْفِعْلِ هُوَ الْأَغْرَاضُ الْمُتَعَلِّقَةُ بِأَحْوَالِ هَذَا الْعَالَمِ كَثُرَ التَّذَبْذُبُ وَالِاضْطِرَابُ، لِأَنَّ مَنَافِعَ هَذَا الْعَالَمِ وَأَسْبَابَهُ مُتَغَيِّرَةٌ سَرِيعَةُ التَّبَدُّلِ، وَإِذَا كَانَ الْفِعْلُ تَبَعًا لِلدَّاعِي، وَالدَّاعِي تَبَعًا لِلْمَقْصُودِ ثُمَّ إِنَّ الْمَقْصُودَ سَرِيعُ التَّبَدُّلِ وَالتَّغَيُّرِ لَزِمَ وُقُوعُ التَّغَيُّرِ فِي الْمَيْلِ وَالرَّغْبَةِ، وَرُبَّمَا تَعَارَضَتِ الدَّوَاعِي وَالصَّوَارِفُ فَيَبْقَى الْإِنْسَانُ فِي الْحَيْرَةِ وَالتَّرَدُّدِ. أَمَّا مَنْ كَانَ مَطْلُوبُهُ فِي فِعْلِهِ إِنْشَاءَ الْخَيْرَاتِ الْبَاقِيَةِ، وَاكْتِسَابَ السَّعَادَاتِ الرُّوحَانِيَّةِ، وَعَلِمَ أَنَّ تِلْكَ الْمَطَالِبَ أُمُورٌ بَاقِيَةٌ بَرِيئَةٌ عَنِ التَّغَيُّرِ وَالتَّبَدُّلِ لَا جَرَمَ كَانَ هَذَا الْإِنْسَانُ ثَابِتًا رَاسِخًا فَلِهَذَا الْمَعْنَى وَصَفَ اللَّه تَعَالَى أَهْلَ الْإِيمَانِ بِالثَّبَاتِ فَقَالَ ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [إِبْرَاهِيمَ: 27] وَقَالَ ﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرَّعْدِ: 28] وَقَالَ: ﴿يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ [الْفَجْرِ: 26]..»
— مفاتح الغيب | الرازي -رحمه الله-.
«أَيْ: لَا يَخْلُصُونَ فِي الِانْتِسَابِ إِلَى وَاحِدٍ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ؛ لِأَنَّهُمْ يَطْلُبُونَ الْمَنْفَعَةَ وَلَا يَدْرُونَ لِمَنْ تَكُونُ الْعَاقِبَةُ، فَهُمْ يَمِيلُونَ إِلَى الْيَمِينِ تَارَةً وَإِلَى الشَّمَالِ أُخْرَى، فَمَتَى ظَهَرَتِ الْغَلَبَةُ التَّامَّةُ لِأَحَدِ الْفَرِيقَيْنِ ادَّعَوْا أَنَّهُمْ مِنْهُ، كَمَا بَيَّنَهُ تَعَالَى فِي الْآيَةِ الَّتِي قَبْلَ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا»
— تفسير المنار | محمد رشيد رضا -رحمه الله-.
«..وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ: بَيْنَ ذلِكَ إِلَى مَا اسْتُفِيدَ من قَوْله: يُراؤُنَ النَّاسَ
لِأَنَّ الَّذِي يَقْصِدُ مِنْ فِعْلِهِ إِرْضَاءَ النَّاسِ لَا يَلْبَثُ أَنْ يَصِيرَ مُذَبْذَبًا، إِذْ يَجِدُ فِي النَّاسِ أَصْنَافًا مُتَبَايِنَةَ الْمَقَاصِدِ وَالشَّهَوَاتِ..»
«...عن ابن عمرَ، عن النبيِّ ﷺ، قال: «مَثَلُ المنافقِ كَمَثَل الشاةِ العائرةِ بينَ الغَنَمِينِ، تَعِيرُ إلى هذه مرةً، وإلى هذه مرةً، لا تَدْرى أيَّتَهما تَتَّبَعُ»
...
عن قتادةَ: ﴿مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ﴾. يقولُ: ليسوا بمؤمنين مخلِصين، ولا مشركين مصرِّحين بالشركِ. قال: وذُكر لنا أن نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم كان يَضْرِبُ مَثَلًا للمؤمنِ وللمنافقِ وللكافرِ، كمثلِ رَهْطٍ ثلاثةٍ دَفَعوا إلى نهرٍ، فَوَقَع المؤمنُ فقَطَع، ثم وقَع المنافقُ، حتى إذا كاد يَصِلُ إلى المؤمنِ، نَاداه الكافرُ أَن هَلُمَّ إليَّ، فإني أخشَى عليك. وناداه المؤمنُ: أَن هَلُمَّ إليَّ؛ فإن عندي وعندي. يُحْصِى له ما عندَه، فما زالَ المنافِقُ يَتردَّدُ بينَهما، حتى أتَى عليه آذِيٌّ فَغَرَّقه، وإن المنافِقَ لم يَزَلْ فِي شَكٍّ وشبهةٍ، حتى أتى عليه الموتُ وهو كذلك. قال: وذُكِر لنا أن نبيَّ اللهِ ﷺ كان يقولُ: «مَثَلُ المُنافِقِ كَمَثَل ثاغيَةٍ بينَ غَنَمَين، رأت غنمًا عَلى نَشَزٍ، فأتَتْها وشامَّتْها فلم تَعْرِفُ، ثم رأت غَنَمًا على نَشَزٍ، فأَتَتْها وشامَّتْها فلم تَعْرِفُ»...»
— جامع البيان | الطبري -رحمه الله-.
«أراد المنافقون أن يجمعوا بين عشرة الكفار وصحبة المسلمين، فإذا برزوا للمسلمين قالوا نحن معكم، وإذا خلوا بأضرابهم من الكفار أظهروا الإخلاص لهم، فأرادوا الجمع بين الأمرين فنفوا عنهما. قال الله تعالى: ﴿مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ﴾، وكذلك من رام أن يجمع بين طريق الإرادة وما عليه أهل العادة لا يلتئم ذلك، فالضدان لا يجتمعان، و «المكاتب عبد ما بقي عليه درهم»، وإذا ادلهم الليل من هاهنا أدبر النهار من هاهنا، ومن كان له في كل ناحية خليط، وفى زاوية من قلبه ربيط كان نهبا للطوارق، ينتابه كل قوم، وينزل في قلبه كل رفقة، فقلبه أبدا خراب، لا يهنأ بعيش، ولا له في التحقيق وزن أو قدم.»
«أخسّ الخلق من يدع صدار العبودية، ولم يجد سبيلا إلى حقيقة الحرية، فلا له من العز شظية، ولا فى الغفلة عيشة هنية.»
— لطائف الإشارات | القشيري -رحمه الله-.
«...وَاعْلَمْ أَنَّ السَّبَبَ فِي ذلك أن الفعل يتوقف على الداعي، فإذا كَانَ الدَّاعِي إِلَى الْفِعْلِ هُوَ الْأَغْرَاضُ الْمُتَعَلِّقَةُ بِأَحْوَالِ هَذَا الْعَالَمِ كَثُرَ التَّذَبْذُبُ وَالِاضْطِرَابُ، لِأَنَّ مَنَافِعَ هَذَا الْعَالَمِ وَأَسْبَابَهُ مُتَغَيِّرَةٌ سَرِيعَةُ التَّبَدُّلِ، وَإِذَا كَانَ الْفِعْلُ تَبَعًا لِلدَّاعِي، وَالدَّاعِي تَبَعًا لِلْمَقْصُودِ ثُمَّ إِنَّ الْمَقْصُودَ سَرِيعُ التَّبَدُّلِ وَالتَّغَيُّرِ لَزِمَ وُقُوعُ التَّغَيُّرِ فِي الْمَيْلِ وَالرَّغْبَةِ، وَرُبَّمَا تَعَارَضَتِ الدَّوَاعِي وَالصَّوَارِفُ فَيَبْقَى الْإِنْسَانُ فِي الْحَيْرَةِ وَالتَّرَدُّدِ. أَمَّا مَنْ كَانَ مَطْلُوبُهُ فِي فِعْلِهِ إِنْشَاءَ الْخَيْرَاتِ الْبَاقِيَةِ، وَاكْتِسَابَ السَّعَادَاتِ الرُّوحَانِيَّةِ، وَعَلِمَ أَنَّ تِلْكَ الْمَطَالِبَ أُمُورٌ بَاقِيَةٌ بَرِيئَةٌ عَنِ التَّغَيُّرِ وَالتَّبَدُّلِ لَا جَرَمَ كَانَ هَذَا الْإِنْسَانُ ثَابِتًا رَاسِخًا فَلِهَذَا الْمَعْنَى وَصَفَ اللَّه تَعَالَى أَهْلَ الْإِيمَانِ بِالثَّبَاتِ فَقَالَ ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ [إِبْرَاهِيمَ: 27] وَقَالَ ﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرَّعْدِ: 28] وَقَالَ: ﴿يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ﴾ [الْفَجْرِ: 26]..»
— مفاتح الغيب | الرازي -رحمه الله-.
«أَيْ: لَا يَخْلُصُونَ فِي الِانْتِسَابِ إِلَى وَاحِدٍ مِنَ الْفَرِيقَيْنِ؛ لِأَنَّهُمْ يَطْلُبُونَ الْمَنْفَعَةَ وَلَا يَدْرُونَ لِمَنْ تَكُونُ الْعَاقِبَةُ، فَهُمْ يَمِيلُونَ إِلَى الْيَمِينِ تَارَةً وَإِلَى الشَّمَالِ أُخْرَى، فَمَتَى ظَهَرَتِ الْغَلَبَةُ التَّامَّةُ لِأَحَدِ الْفَرِيقَيْنِ ادَّعَوْا أَنَّهُمْ مِنْهُ، كَمَا بَيَّنَهُ تَعَالَى فِي الْآيَةِ الَّتِي قَبْلَ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ: وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا»
— تفسير المنار | محمد رشيد رضا -رحمه الله-.
«..وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ: بَيْنَ ذلِكَ إِلَى مَا اسْتُفِيدَ من قَوْله: يُراؤُنَ النَّاسَ
لِأَنَّ الَّذِي يَقْصِدُ مِنْ فِعْلِهِ إِرْضَاءَ النَّاسِ لَا يَلْبَثُ أَنْ يَصِيرَ مُذَبْذَبًا، إِذْ يَجِدُ فِي النَّاسِ أَصْنَافًا مُتَبَايِنَةَ الْمَقَاصِدِ وَالشَّهَوَاتِ..»
«..وَعَلَى الِاسْتِعْمَالَيْنِ فَمَعْنَى الْآيَةِ خَفِيٌّ، إِذْ لَيْسَ الْمُرَادُ إِثْبَاتَ حَالَةٍ وَسَطٍ لِلْمُنَافِقِينَ بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ، لِأَنَّهُ لَا طَائِلَ تَحْتَ مَعْنَاهُ، فَتَعَيَّنَ أَنَّهُ مِنَ الِاسْتِعْمَالِ الْأَوَّلِ، أَيْ لَيْسُوا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَلَا مِنَ الْكَافِرِينَ. وَهُمْ فِي التَّحْقِيقِ: إِلَى الْكَافِرِينَ. كَمَا دَلَّ عَلَيْهِ آيَاتٌ كَثِيرَةٌ.
كَقَوْلِهِ: ﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [النِّسَاء: 139] وَقَوْلِهِ: وَ﴿إِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ قالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [النِّسَاء: 141]. فَتَعَيَّنَ أَنَّ الْمَعْنَى أَنَّهُمْ أَضَاعُوا الْإِيمَانَ وَالِانْتِمَاءَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ، وَأَضَاعُوا الْكُفْرَ بِمُفَارَقَةِ نُصْرَةِ أَهْلِهِ، أَيْ كَانُوا بِحَالَةِ اضْطِرَابٍ وَهُوَ مَعْنَى التَّذَبْذُبِ. وَالْمَقْصُودُ مِنْ هَذَا تَحْقِيرُهُمْ وَتَنْفِيرُ الْفَرِيقَيْنِ مِنْ صُحْبَتِهِمْ لِيَنْبِذَهُمُ الْفَرِيقَانِ.»
— التحرير والتنوير | الطاهر ابن عاشور -رحمه الله-.
«وموقف الذبذبة، والأرجحة، والاهتزاز، وعدم الاستقرار والثبات في أحد الصفين: الصف المؤمن أو الصف الكافر . . موقف لا يثير إلا الاحتقار والاشمئزاز كذلك في نفوس المؤمنين.
كما أنه يوحي بضعف المنافقين الذاتي؛ هذا الضعف الذي يجعلهم غير قادرين على اتخاذ موقف حاسم هنا أو هناك .. ولا على المصارحة برأي وعقيدة وموقف .. مع هؤلاء أو هؤلاء ..»
— في ظلال القرآن| سيد قطب -رحمه الله-.
«..لكن المنافق مذبذب خسيس في وضعه الإنساني والرجولي..».
— تفسير الشعراوي -رحمه الله-
كَقَوْلِهِ: ﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [النِّسَاء: 139] وَقَوْلِهِ: وَ﴿إِنْ كانَ لِلْكافِرِينَ نَصِيبٌ قالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [النِّسَاء: 141]. فَتَعَيَّنَ أَنَّ الْمَعْنَى أَنَّهُمْ أَضَاعُوا الْإِيمَانَ وَالِانْتِمَاءَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ، وَأَضَاعُوا الْكُفْرَ بِمُفَارَقَةِ نُصْرَةِ أَهْلِهِ، أَيْ كَانُوا بِحَالَةِ اضْطِرَابٍ وَهُوَ مَعْنَى التَّذَبْذُبِ. وَالْمَقْصُودُ مِنْ هَذَا تَحْقِيرُهُمْ وَتَنْفِيرُ الْفَرِيقَيْنِ مِنْ صُحْبَتِهِمْ لِيَنْبِذَهُمُ الْفَرِيقَانِ.»
— التحرير والتنوير | الطاهر ابن عاشور -رحمه الله-.
«وموقف الذبذبة، والأرجحة، والاهتزاز، وعدم الاستقرار والثبات في أحد الصفين: الصف المؤمن أو الصف الكافر . . موقف لا يثير إلا الاحتقار والاشمئزاز كذلك في نفوس المؤمنين.
كما أنه يوحي بضعف المنافقين الذاتي؛ هذا الضعف الذي يجعلهم غير قادرين على اتخاذ موقف حاسم هنا أو هناك .. ولا على المصارحة برأي وعقيدة وموقف .. مع هؤلاء أو هؤلاء ..»
— في ظلال القرآن| سيد قطب -رحمه الله-.
«..لكن المنافق مذبذب خسيس في وضعه الإنساني والرجولي..».
— تفسير الشعراوي -رحمه الله-
Forwarded from قناة أحمد زين العابدين (أحمد زين العابدين)
{وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}
قال السخاوي: قيل: بترك القتال؛ فإنه متى ترك تسلط الكفار على المسلمين فقتلوا وسبوا. اهـ
وفي تفسير الشيخ الصاوي رحمه الله (إلى التهلكة) أي إلى الهلاك أي إلى أسبابه، وأسباب الهلاك إمساك الأموال والأنفس عن الجهاد لأن به يقوي العدو، وتكثر المصائب في الدين، والذي لأهله كما هو مشاهد.
ومن أنفق أمواله ونفسه في سبيل الله فقد ألقى بنفسه إلى العز الدائم في الدنيا والآخرة (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). اهـ
قال السخاوي: قيل: بترك القتال؛ فإنه متى ترك تسلط الكفار على المسلمين فقتلوا وسبوا. اهـ
وفي تفسير الشيخ الصاوي رحمه الله (إلى التهلكة) أي إلى الهلاك أي إلى أسبابه، وأسباب الهلاك إمساك الأموال والأنفس عن الجهاد لأن به يقوي العدو، وتكثر المصائب في الدين، والذي لأهله كما هو مشاهد.
ومن أنفق أمواله ونفسه في سبيل الله فقد ألقى بنفسه إلى العز الدائم في الدنيا والآخرة (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون). اهـ
﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام: 52]
«إن كانت هذه وصية متوجهة من الربّ الكريم إلى نبيّ الرحمة فيها الإنذار من طرد الطالب الراغب إلى ربه، يجأر إليه متزلّفًا متقربًا، فكيف يطرده الآمر سبحانه، وأنت كما ترى في الآية بعينيك، وتسمع بأذنيك، بل تشم فيها وتعرف الرأفة من جميع جوانبها، كيف يطردهم من أنزل هذه الآية أو يغلق دونهم بابه الواسع؟!
فسبحان الملك الكريم..»
«إن كانت هذه وصية متوجهة من الربّ الكريم إلى نبيّ الرحمة فيها الإنذار من طرد الطالب الراغب إلى ربه، يجأر إليه متزلّفًا متقربًا، فكيف يطرده الآمر سبحانه، وأنت كما ترى في الآية بعينيك، وتسمع بأذنيك، بل تشم فيها وتعرف الرأفة من جميع جوانبها، كيف يطردهم من أنزل هذه الآية أو يغلق دونهم بابه الواسع؟!
فسبحان الملك الكريم..»
Forwarded from قبسات جهادية
🔴 جمهورنا الكريم:
لإيصال صوت المقاومة ساهم معنا بمشاركة هذا المنشور؛ من خلال نسخه وإعادة نشره على صفحاتكم، كي يتسنى للمتابعين تجاوز تقييد الوصول لقنواتنا الرسمية.
🔻 بعد تقييد الوصول لقنوات كتائب القسام على تطبيق تيليجرام، بإمكان مستخدمي نظام الأندرويد تجاوز هذه القيود من خلال تحميل تطبيق تيليجرام عبر الرابط المباشر:
https://telegram.org/dl/android/apk
ثم متابعة قنوات القسام الرسمية؛ من خلال الروابط التالية:
▪️ كتائب الشهيد عز الدين القسام :
https://www.tgoop.com/qassambrigades
▪️أبو عبيدة الناطق العسكري:
https://www.tgoop.com/spokesman_2020
▪️ كتائب الشهيد عز الدين القسام-القناة الاحتياطية:
https://www.tgoop.com/qassam1brigades
▪️قبسات جهادية:
https://www.tgoop.com/qabasat2018
🔻 كما يمكنكم متابعة الموقع الرسمي لكتائب القسام؛ من خلال الرابط:
https://alqassam.ps
- راسلونا عبر: info@alqassam.ps
- للدعم والتبرع: fund@alqassam.ps
لإيصال صوت المقاومة ساهم معنا بمشاركة هذا المنشور؛ من خلال نسخه وإعادة نشره على صفحاتكم، كي يتسنى للمتابعين تجاوز تقييد الوصول لقنواتنا الرسمية.
🔻 بعد تقييد الوصول لقنوات كتائب القسام على تطبيق تيليجرام، بإمكان مستخدمي نظام الأندرويد تجاوز هذه القيود من خلال تحميل تطبيق تيليجرام عبر الرابط المباشر:
https://telegram.org/dl/android/apk
ثم متابعة قنوات القسام الرسمية؛ من خلال الروابط التالية:
▪️ كتائب الشهيد عز الدين القسام :
https://www.tgoop.com/qassambrigades
▪️أبو عبيدة الناطق العسكري:
https://www.tgoop.com/spokesman_2020
▪️ كتائب الشهيد عز الدين القسام-القناة الاحتياطية:
https://www.tgoop.com/qassam1brigades
▪️قبسات جهادية:
https://www.tgoop.com/qabasat2018
🔻 كما يمكنكم متابعة الموقع الرسمي لكتائب القسام؛ من خلال الرابط:
https://alqassam.ps
- راسلونا عبر: info@alqassam.ps
- للدعم والتبرع: fund@alqassam.ps
Forwarded from •|| الصَّوَائفُ والشواتي - كُنَّاشة فقهية -||•
" وأرباب العزائم والبصائر أشد ما يكونون استغفارا عقيب الطاعات، لشهودهم تقصيرهم فيها، وترك القيام لله بها كما يليق بجلاله وكبريائه، وأنه لولا الأمر لما أقدم أحدهم على مثل هذه العبودية، ولا رضيها لسيده.
وقد أمر الله تعالى وفده وحجاج بيته بأن يستغفروه عقيب إفاضتهم من عرفات، وهو أجل المواقف وأفضلها، فقال {فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين . ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم} وقال تعالى {والمستغفرين بالأسحار} قال الحسن: مدوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا يستغفرون الله عز وجل .
وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثا، ثم قال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام»
وأمره الله تعالى بالاستغفار بعد أداء الرسالة، والقيام بما عليه من أعبائها، وقضاء فرض الحج، واقتراب أجله، فقال في آخر سورة أنزلت عليه {إذا جاء نصر الله والفتح - ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا - فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}
ومن هاهنا فهم عمر، وابن عباس - رضي الله عنهم - أن هذا أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه به، فأمره أن يستغفره عقيب أداء ما كان عليه، فكأنه إعلام بأنك قد أديت ما عليك، ولم يبق عليك شيء، فاجعل خاتمته الاستغفار، كما كان خاتمة الصلاة والحج وقيام الليل، وخاتمة الوضوء أيضا أن يقول بعد فراغه " «سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين» "
فهذا شأن من عرف ما ينبغي لله، ويليق بجلاله من حقوق العبودية وشرائطها، لا جهل أصحاب الدعاوي وشطحاتهم "
- ابن القيم : مدارج السالكين (١٩٢/١)
وقد أمر الله تعالى وفده وحجاج بيته بأن يستغفروه عقيب إفاضتهم من عرفات، وهو أجل المواقف وأفضلها، فقال {فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين . ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم} وقال تعالى {والمستغفرين بالأسحار} قال الحسن: مدوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا يستغفرون الله عز وجل .
وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم «كان إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثا، ثم قال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام»
وأمره الله تعالى بالاستغفار بعد أداء الرسالة، والقيام بما عليه من أعبائها، وقضاء فرض الحج، واقتراب أجله، فقال في آخر سورة أنزلت عليه {إذا جاء نصر الله والفتح - ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا - فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}
ومن هاهنا فهم عمر، وابن عباس - رضي الله عنهم - أن هذا أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه به، فأمره أن يستغفره عقيب أداء ما كان عليه، فكأنه إعلام بأنك قد أديت ما عليك، ولم يبق عليك شيء، فاجعل خاتمته الاستغفار، كما كان خاتمة الصلاة والحج وقيام الليل، وخاتمة الوضوء أيضا أن يقول بعد فراغه " «سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين» "
فهذا شأن من عرف ما ينبغي لله، ويليق بجلاله من حقوق العبودية وشرائطها، لا جهل أصحاب الدعاوي وشطحاتهم "
- ابن القيم : مدارج السالكين (١٩٢/١)
Forwarded from الدُّرّ النَّثِير
" لا تُفرِحْك الطّاعة لأنها برزتْ منك، وافرح بها لأنها برزت من الله إليك ،"قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ".
- ابن عطاء الله السكندري، رضي الله عنه -،
- ابن عطاء الله السكندري، رضي الله عنه -،
Forwarded from الدُّرّ النَّثِير
في ختام شهر رمضان واستقبال العيد المبارك يتوجَّب على ربّ كل أسرة أن يطيِّب خاطرَ زوجته وبناته بكلمات شُكر أو بهدايا رمزية؛ بما بذَلْنه من مجهود كبير في هذا الشهر الكريم، يغفُل عن صعوبته أو عن قيمته أصلا بعض الرجال.
فشُكرا لكل أمّ ولكل ابنة ولكل أخت ولكل زوجة كابَدت التعب والمشقة طَوال الشهر الكريم، وتكبَّدت عناء إعداد المائدة - فطورا وسحورا وتسالي وحلويات وعصائر وعزومات وما يتلو ذلك من تنظيف وترتيب- من أجل إدخال السرور على أهلها وذَويها.
وهذا العمل فعلا هو في نفسه صعْب وشاقّ، والرجال بطبيعتهم لا يدركون جيدا المشقة الحاصلة للنساء من كثرة المكوث داخل المطبخ وما ينتج عن ذلك من الضيق والتعب والتعرض لحرارة النار والمجهود الكبير في الوقت الذي يسخرون هم فيه من هذا العمل ويعتقدونه يسيرا، مع أنه متكرر ودائم.
ويزداد هذا العبء في شهر رمضان، لأن تحمُّل أجواء المطبخ الملتهبة وروائح الطعام النفَّاذة في ظل ظروف الصوم ليست سهلة.
أضف إلى ذلك غسل الأطباق والمواعين المتكرر، والذين عاشوا حياة العزوبية من الرجال منفردين عن أهاليهم يعلمون مشقة هذا العمل المتكرر، فكيف إذا انضم إلى ذلك انطباع النساء الفطري على الرقة والتجمُّل وحب الزينة والظهور بالمظهر الحَسن.
وقد جاء في الحديث: أنَّ امرأةً أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، أَنَا وَافِدَةُ النِّسَاءِ إِلَيْك ، يَا رَسُولَ اللَّهِ : رَبُّ الرِّجَالِ وَرَبُّ النِّسَاءِ الله عَزَّ وَجَلَّ ، وَآدَمُ أَبُو الرِّجَالِ وَأَبُو النِّسَاءِ ، وَحَوَّاء أُمُّ الرِّجَالِ وَأُمُّ النِّسَاءِ ، وَبَعَثَكَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، فَالرِّجَالُ إِذَا خَرَجُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقُتِلُوا فَهُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ، وَإِذَا خَرَجُوا فَلَهُمْ مِنَ الْأَجْرِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، وَنَحْنُ نَخْدُمُهُمْ وَنحْبِسُ أَنْفُسَنَا عَلَيْهِمْ ، فَمَاذَا لَنَا مِنَ الْأَجْرِ؟
فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَقْرِئِي النِّسَاءَ مِنِّي السَّلَامَ وَقُولِي لَهُنَّ: إِنَّ طَاعَةَ الزَّوْجِ تَعْدِلُ مَا هُنَالِكَ ، وَقَلِيلٌ مِنْكُنَّ تَفْعَلُهُ ".
كافأكُنَّ الله بالخير، وكتَب لكُنَّ الأجر العظيم.
فشُكرا لكل أمّ ولكل ابنة ولكل أخت ولكل زوجة كابَدت التعب والمشقة طَوال الشهر الكريم، وتكبَّدت عناء إعداد المائدة - فطورا وسحورا وتسالي وحلويات وعصائر وعزومات وما يتلو ذلك من تنظيف وترتيب- من أجل إدخال السرور على أهلها وذَويها.
وهذا العمل فعلا هو في نفسه صعْب وشاقّ، والرجال بطبيعتهم لا يدركون جيدا المشقة الحاصلة للنساء من كثرة المكوث داخل المطبخ وما ينتج عن ذلك من الضيق والتعب والتعرض لحرارة النار والمجهود الكبير في الوقت الذي يسخرون هم فيه من هذا العمل ويعتقدونه يسيرا، مع أنه متكرر ودائم.
ويزداد هذا العبء في شهر رمضان، لأن تحمُّل أجواء المطبخ الملتهبة وروائح الطعام النفَّاذة في ظل ظروف الصوم ليست سهلة.
أضف إلى ذلك غسل الأطباق والمواعين المتكرر، والذين عاشوا حياة العزوبية من الرجال منفردين عن أهاليهم يعلمون مشقة هذا العمل المتكرر، فكيف إذا انضم إلى ذلك انطباع النساء الفطري على الرقة والتجمُّل وحب الزينة والظهور بالمظهر الحَسن.
وقد جاء في الحديث: أنَّ امرأةً أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ الله، أَنَا وَافِدَةُ النِّسَاءِ إِلَيْك ، يَا رَسُولَ اللَّهِ : رَبُّ الرِّجَالِ وَرَبُّ النِّسَاءِ الله عَزَّ وَجَلَّ ، وَآدَمُ أَبُو الرِّجَالِ وَأَبُو النِّسَاءِ ، وَحَوَّاء أُمُّ الرِّجَالِ وَأُمُّ النِّسَاءِ ، وَبَعَثَكَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، فَالرِّجَالُ إِذَا خَرَجُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقُتِلُوا فَهُمْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ، وَإِذَا خَرَجُوا فَلَهُمْ مِنَ الْأَجْرِ مَا قَدْ عَلِمْتَ، وَنَحْنُ نَخْدُمُهُمْ وَنحْبِسُ أَنْفُسَنَا عَلَيْهِمْ ، فَمَاذَا لَنَا مِنَ الْأَجْرِ؟
فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَقْرِئِي النِّسَاءَ مِنِّي السَّلَامَ وَقُولِي لَهُنَّ: إِنَّ طَاعَةَ الزَّوْجِ تَعْدِلُ مَا هُنَالِكَ ، وَقَلِيلٌ مِنْكُنَّ تَفْعَلُهُ ".
كافأكُنَّ الله بالخير، وكتَب لكُنَّ الأجر العظيم.
كل عام وأنتم بخير، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وجزاكم بأحسن ما كنتم تعملون، وفتح عليكم من خير الدنيا والآخرة، ونصر جنده، ومكن لدينه، وقصم ظهر الكافرين والظالمين جميعًا.
Forwarded from المُشوِّق إلى القُرآن | عمرو الشرقاوي
الحمد لله:
آخر مجلسٍ حضره (باسل) قبل وفاته رحمه الله بيومين، كنَّا نقرأ (مع مجموعة من الإخوة) كتابًا في الأدب، ووصلنا عند قول متمم بن نوَيرَة:
لقد لامني عِنْد الْقُبُور على البكا … رفيقي لتذراف الدُّمُوع السوافك
فَقَالَ أَتَبْكِي كل قبر رَأَيْته … لقبر ثوى بَين اللوى فالدكادك
فَقلت لَهُ إِن الشجا يبْعَث الشجا … فَدَعْنِي فَهَذَا كُله قبر مَالك
رحمه الله، وغفر له، وتقبله في الصالحين.
آخر مجلسٍ حضره (باسل) قبل وفاته رحمه الله بيومين، كنَّا نقرأ (مع مجموعة من الإخوة) كتابًا في الأدب، ووصلنا عند قول متمم بن نوَيرَة:
لقد لامني عِنْد الْقُبُور على البكا … رفيقي لتذراف الدُّمُوع السوافك
فَقَالَ أَتَبْكِي كل قبر رَأَيْته … لقبر ثوى بَين اللوى فالدكادك
فَقلت لَهُ إِن الشجا يبْعَث الشجا … فَدَعْنِي فَهَذَا كُله قبر مَالك
رحمه الله، وغفر له، وتقبله في الصالحين.
Forwarded from أحمد مولانا
قبيل اقتحام معبر رفح بأسبوعين زار قائد أركان جيش الاحتلال ومدير الشاباك مصر لمناقشة العملية العسكرية المرتقبة في رفح، ويترجح أنهما اتفقا مع النظام المصري على شنها مع تنديد القاهرة إعلاميا بالهجوم لرفع الحرج، ولذا لم يرد في البيان المصري الرسمي بخصوص الهجوم اتهام الاحتلال بخرق اتفاقية كامب ديفيد، حيث تنص الاتفاقية على التفاهم المسبق قبل شن أي عملية عسكرية على الحدود.
إنا الله وإنا إليه راجعون، انتقل إلى رحمة الله والدي م/ محمد عبد الرازق أحمد البنا، نسألكم الدعاء له بالمغفرة والرحمة وأن يبدله دارًا خيرًا من داره وأهلًا خيرًا من أهله.
Forwarded from المُشوِّق إلى القُرآن | عمرو الشرقاوي
من مقاصد القرح الذي يصاب به أهل الإيمان ما ذكره الله بقوله: ﴿وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ﴾ [آل عمران: 140]، أي: «وليعلم الله الذين آمنوا منكم، أيها القوم، من الذين نافقوا منكم، نداول بين الناس»، [تفسير الطبري: (6/ 86)].
ومن مقاصده أن: «يُكَرِّم اللهُ أولياءَه بالشهادةِ بأيدي عدوِّهم، ثُمَّ تصيرُ حواصِلُ الأمورِ وعواقبُها لأهل طاعة الله»، [موسوعة التفسير المأثور: (5/ 561)]، كما قال غير واحد من السلف.
رحم الله أبا العبد!
وألحقه بإخوانه من الشهداء، وجمعنا وإياه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
ومن مقاصده أن: «يُكَرِّم اللهُ أولياءَه بالشهادةِ بأيدي عدوِّهم، ثُمَّ تصيرُ حواصِلُ الأمورِ وعواقبُها لأهل طاعة الله»، [موسوعة التفسير المأثور: (5/ 561)]، كما قال غير واحد من السلف.
رحم الله أبا العبد!
وألحقه بإخوانه من الشهداء، وجمعنا وإياه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.