إلى ديور، لعلك بخير
قد مرّ وقت
وهذه المرة صِدقاً من أرضٍ لا تدرك أنفاسنا...
أيضاً مر وقت مذ آخر همسات حزينة مع الورق، وأقولها بشعور لا يعرف موقعه من الثبوت، هل هو حسرة أم يأس، أم أنه مجرد شعور غائر الألم ونسيت كيف أبكيه، إن هذه معركة لم أخضها طوعاً ولا هي ذات مبدأ.
تتهافت الساعات فجأة وإذا بها سنوات ما زلت في هول مرورها، كيف انقضت ومتى، أحداث كثيرة لا أذكر منها شيئاً، تتلاشى قبل أن أحفظ رسمها، كيف بدت! هل بها ضحكٌ كثير أم أنني أجفلت بعض حزنها، لحظات كانت تأمل أن تُعاش على مهل، لكن العيش اتخذها سِككاً سريعة، أوقعت جزءاً مني أو أنه أراد الوقوع، فلا نستطيع حساب الذي تركناه وحدنا يا ديور، ومالم نقاتل فما نحن سوى مفلتين، ببساطة أصبحت الأشياء تُسرق من يدي طوعاً بلا جوهر، مثل رسالتي هذه، تشبيهاً فاقد السرد.
وأريد أخبارك بأن النسيان يأكل حزني يا ديور، أخذه على نارٍ هادئة وهو يتململ في صميمه يخشى الزوال، كتلك الشمس _ شمسنا_ عند الغروب، أردنا أن ندركها رغم البعد ولكنها وإرادة الطرق والجغرافيا، لطالما أحاطت بنا ونحن على وهننا نتجرع أمالاً خاثرة لا تتسم بالواقعية ولم نتّسم بالغروب؛ أو هكذا ظننت...
وأزيدك بيتاً، أصبحت (واقعية) أبغض الأحلام إن كانت نهايتها عند الصحو، أن أتغنّى بالتحقق ثم ابدأ بعدها.. فلم يعد يروقني الطيران إن كنت في الأصل بلا جناح، هكذا غدوت يا ديور، مهزومةً في مطلعي...
يستهويني الهدوء طالما لن تعكّر مزاجي أشياء تنتظر أن أنهيها _ يتعكر دائماً_فأنا كثيرة الأنصاف وسأدهشك في البدايات المبتورة...
والحزن يا ديور، مرةً أخرى (نعم)، فالأوجاع تنبض حتى وإن كرهنا، لم أفهمه قط، ما عاد يُسكرني ولم يعد يتعد كونه محركاً ينتهي عدوه مع الوقت، كعجوز قارع مشيب الأيام واستوى على كرسيه مستظلاً تناهيه، مسدلاً تجعد جبينه على أعين بدت فاترة الإدهاش، هادئة البصر، بها شيء من الإفصاح عن أشياء مُفتقدة، يتأنى في المشي كما تتأنى الذكريات خبواً إلى أن تُحتجب، ويظل داخله يئن، يحاول أن يمُد في الإشراق مستصعباً رهق المغيب، رغم ذلك لا يبدي أية ردة فعل، يرى الاندفاع والأحلام وفتوّته تلك على أنها فترات مراهقة كان أعقل من أن يخوض غماراها حتى ولو كانت مجازاً، فصمتاً صمتاً، كاليأس والحسرة.
غائراً كندبة...
وددت أن أكون ذلك الشخص الذي رسمته في دفتري، طفلاً عند العاشرة، طائراً أزرق، حصاناً كالزُلاف لا هو ليلة داكنة ولا هو نهار طويل، حلمت وأنا ذلك الصغير.. أسفي على حلمٍ أجشٍ يا ديور، على صرخة أرادت مبارحة المكان لكنها ظلت هناك.
طائري الأزرق لن يشعر باندفاع الهواء حوله، ولا بتدفق الدماء، لن ينتشر ما في صدره معلناً ذاته، تماهيه، التأثر، الإدهاش وعمق الشعور، كلها أشياء خُنقت عند ذاك الجناح، همسات الورق، الواقعية، الحزن والنسيان، ذاك العجوز وقلبي يا ديور.
(وضع النقطة وختم على جوابه)
كالعادة: مخلصك الحزين وبعض الأشياء...
#أروى_عادل
قد مرّ وقت
وهذه المرة صِدقاً من أرضٍ لا تدرك أنفاسنا...
أيضاً مر وقت مذ آخر همسات حزينة مع الورق، وأقولها بشعور لا يعرف موقعه من الثبوت، هل هو حسرة أم يأس، أم أنه مجرد شعور غائر الألم ونسيت كيف أبكيه، إن هذه معركة لم أخضها طوعاً ولا هي ذات مبدأ.
تتهافت الساعات فجأة وإذا بها سنوات ما زلت في هول مرورها، كيف انقضت ومتى، أحداث كثيرة لا أذكر منها شيئاً، تتلاشى قبل أن أحفظ رسمها، كيف بدت! هل بها ضحكٌ كثير أم أنني أجفلت بعض حزنها، لحظات كانت تأمل أن تُعاش على مهل، لكن العيش اتخذها سِككاً سريعة، أوقعت جزءاً مني أو أنه أراد الوقوع، فلا نستطيع حساب الذي تركناه وحدنا يا ديور، ومالم نقاتل فما نحن سوى مفلتين، ببساطة أصبحت الأشياء تُسرق من يدي طوعاً بلا جوهر، مثل رسالتي هذه، تشبيهاً فاقد السرد.
وأريد أخبارك بأن النسيان يأكل حزني يا ديور، أخذه على نارٍ هادئة وهو يتململ في صميمه يخشى الزوال، كتلك الشمس _ شمسنا_ عند الغروب، أردنا أن ندركها رغم البعد ولكنها وإرادة الطرق والجغرافيا، لطالما أحاطت بنا ونحن على وهننا نتجرع أمالاً خاثرة لا تتسم بالواقعية ولم نتّسم بالغروب؛ أو هكذا ظننت...
وأزيدك بيتاً، أصبحت (واقعية) أبغض الأحلام إن كانت نهايتها عند الصحو، أن أتغنّى بالتحقق ثم ابدأ بعدها.. فلم يعد يروقني الطيران إن كنت في الأصل بلا جناح، هكذا غدوت يا ديور، مهزومةً في مطلعي...
يستهويني الهدوء طالما لن تعكّر مزاجي أشياء تنتظر أن أنهيها _ يتعكر دائماً_فأنا كثيرة الأنصاف وسأدهشك في البدايات المبتورة...
والحزن يا ديور، مرةً أخرى (نعم)، فالأوجاع تنبض حتى وإن كرهنا، لم أفهمه قط، ما عاد يُسكرني ولم يعد يتعد كونه محركاً ينتهي عدوه مع الوقت، كعجوز قارع مشيب الأيام واستوى على كرسيه مستظلاً تناهيه، مسدلاً تجعد جبينه على أعين بدت فاترة الإدهاش، هادئة البصر، بها شيء من الإفصاح عن أشياء مُفتقدة، يتأنى في المشي كما تتأنى الذكريات خبواً إلى أن تُحتجب، ويظل داخله يئن، يحاول أن يمُد في الإشراق مستصعباً رهق المغيب، رغم ذلك لا يبدي أية ردة فعل، يرى الاندفاع والأحلام وفتوّته تلك على أنها فترات مراهقة كان أعقل من أن يخوض غماراها حتى ولو كانت مجازاً، فصمتاً صمتاً، كاليأس والحسرة.
غائراً كندبة...
وددت أن أكون ذلك الشخص الذي رسمته في دفتري، طفلاً عند العاشرة، طائراً أزرق، حصاناً كالزُلاف لا هو ليلة داكنة ولا هو نهار طويل، حلمت وأنا ذلك الصغير.. أسفي على حلمٍ أجشٍ يا ديور، على صرخة أرادت مبارحة المكان لكنها ظلت هناك.
طائري الأزرق لن يشعر باندفاع الهواء حوله، ولا بتدفق الدماء، لن ينتشر ما في صدره معلناً ذاته، تماهيه، التأثر، الإدهاش وعمق الشعور، كلها أشياء خُنقت عند ذاك الجناح، همسات الورق، الواقعية، الحزن والنسيان، ذاك العجوز وقلبي يا ديور.
(وضع النقطة وختم على جوابه)
كالعادة: مخلصك الحزين وبعض الأشياء...
#أروى_عادل
إلى مالك، الغنيّ عن التعريف
بعد التحايا
والشوق الذي ضلّ الطريق فبقي حبيسا.
قد مرّ وقت
أشدّ المعارك وطيساً، تلك التي تتراءى عليك دونما اختيار، تجد نفسك قيدها على غفلة، قهراً تتخبّط، معاركُ فاقدة المبدأ، حاضرة كثير من المشاعر.
كأن تلقى نفسك متبلّداً، ترفض ترجّي الشعور المستمر بأن يحلّ ويخيّم عليك، كواجبٍ إلزامي لا بد من تأديته، حتى يجتمعوا أجمعين فينهالوا عليك بالضرب والتأديب؛ وما بال المتمرّد إلا الغدر في أضعف حالاتك.
والمثير في الأمر، أنه لم يكن نسياناً، بل تناسياً وتجاهلاً، تختار التخطي في كلٰ سانح فرصة، وتفترض أنك تجاوزتَ الموقف، وفي الحقيقة لقد رميته مع المهام المؤجلة التي ستبكيها، وتعيش ما قررت بغيرِ قصد أن ترمي حتى إشعار غير معلوم.
مالك، تالله إن الشوق أوقفني في المنتصف، أشتاقك شوقاً يُثقل أضلعي، ويفطر مهجتي، إنّما أمور الدنيا مجتمعة لا تزِن في الميزان ريشة وأنت غائب.
علّنا بدأنا نكبر فنرى الأشياء على حقيقتها المجرّدة، بعيدة عن الألوان الكثيرة، والحماس الزائد، نرى المظلّة كونها مظلة، لا منطاداً سيحلّ في أرض العجائب حاملاً أحلاماً وأماني، ونرى قوس قزح انعكاساً جميلاً بعد المطر، لا خيالاً بريئاً يحمل في نهايته كنزًا ثميناً.
وعلّها بعض الأنصاف شِيءَ لها الوقوف عند ذاك الحد، لأن الاستمرار فيها قد يقود لهلاك، والبعض الآخر ينتظر بشغف أن يُكمل الفنان لوحته التي تطبخ على نار هادئة، أو التي وقفت مع وقوف الحماس، فترجو أن يُكملها النضوج.
أما عما يليه، أفهمك تماماً، كأنك تكتب: لا أفهم ماذا يجري، وماذا بعد، ماذا سأفعل، وترمي كلّ شيء خلفك غير مغلق، وتنتظر المجهول.
أظنّ فقط أنّ الحلّ، تقبلٌ لما آلت عليه الأحوال، وأنت.
أن تتصالح معها كما هي، ومع نفسك قبلها، لا تحِك سترةً بالية تتمزق مع مرور الهواء، بل اشترِ جديدة، ولا تأسَ على أمرٍ لم يعد بيدك شيء لتُصلحه أو تغيره، بل اسعَ أن تجعل ما يليه لا يصل لذات المصير.
تمرّد على تسلسل الأمور، عالج ما تظنّ أنه ما زال يجلب الألم، وابتر ما عاد غير صالح للحياة، واترك الباقي كله في سلة المهملات.
ابدأ صفحة جديدة، أو صفحاتٍ، أو كتباً لو تطلّب الأمر، بحقيقيّتك، بطاقتك الحالية، بواقعية الحياة، ودعها تجري بمجرياتها، تلك الأحلام ستُحقق، لكن ليس بذات الطريقة التي رسمتها في الصغر، بك وأنت هادئ، أكثر نضجاً، أقل اندفاعاً، وأكثر موضوعية.
وعلى هامش الورق، أنا موقنٌ تماماً أنه ما زال بداخلك طفل العاشرة، مصدوماً بعض الشيء من صعوبة الحياة، حالِماً يؤاتيك بالأمل وتارات اندفاع، وضحكات كثيرة لا ترجو بعدها شيئا، ما زال هناك، يحلم ويحلم.
أما عن مالك، فطائري الأزرق لا يُقص له جناح، يتعب ويأبى الطيران أحياناً، لكنّه لن يتوقّف ما دام يتنفّس؛ من خُلق للطيران، لن يرضى باليابسة.
أما عنّي
متبلدة، وقلقة أيضاً، أدعو أن تمرّ الأيام والزمن، غير آبهة بأنّها ضمن عدّاد عمري، أن تمرّ وتنتهي كأنها لم تبدأ، الأشياء الصغيرة التي خلت أنها لا تهز فيّ شعرة، اتضح أنها صنعت رضوخاً كثيرة، تؤلمني بين الفينة والأخرى.
المستقبل مجهول وعسير قبل أن يأتي، أما عن الماضي، ظننته قد انقضى على خير ما يرام، لكن في الحقيقة، هو سبب كلّ العُقد التي أعيشها، كثير من المعضلات التي لم تُحل، وأخطاء تتصيّد وقت ضعفي لتنهال علي بالجلد المستمر، لذلك أتحاشى..أتحاشى الليل، وأشغل نفسي ما استطعت؛ لِئلّا أُترك مع أفكاري المسمومة تلك، أعي تماماً إن لم تقتلني هذه البلاد، فحتماً سيكون قاتلي أفكاري.
رجائي الوحيد، مقعد يحتويني في عدن، في الحياة الأخرى.
لكنّني بخير كما تركتني
وسأظلّ بخير
فكن أنت بخير.
ديور الذي يحبك
#ستاروز
بعد التحايا
والشوق الذي ضلّ الطريق فبقي حبيسا.
قد مرّ وقت
أشدّ المعارك وطيساً، تلك التي تتراءى عليك دونما اختيار، تجد نفسك قيدها على غفلة، قهراً تتخبّط، معاركُ فاقدة المبدأ، حاضرة كثير من المشاعر.
كأن تلقى نفسك متبلّداً، ترفض ترجّي الشعور المستمر بأن يحلّ ويخيّم عليك، كواجبٍ إلزامي لا بد من تأديته، حتى يجتمعوا أجمعين فينهالوا عليك بالضرب والتأديب؛ وما بال المتمرّد إلا الغدر في أضعف حالاتك.
والمثير في الأمر، أنه لم يكن نسياناً، بل تناسياً وتجاهلاً، تختار التخطي في كلٰ سانح فرصة، وتفترض أنك تجاوزتَ الموقف، وفي الحقيقة لقد رميته مع المهام المؤجلة التي ستبكيها، وتعيش ما قررت بغيرِ قصد أن ترمي حتى إشعار غير معلوم.
مالك، تالله إن الشوق أوقفني في المنتصف، أشتاقك شوقاً يُثقل أضلعي، ويفطر مهجتي، إنّما أمور الدنيا مجتمعة لا تزِن في الميزان ريشة وأنت غائب.
علّنا بدأنا نكبر فنرى الأشياء على حقيقتها المجرّدة، بعيدة عن الألوان الكثيرة، والحماس الزائد، نرى المظلّة كونها مظلة، لا منطاداً سيحلّ في أرض العجائب حاملاً أحلاماً وأماني، ونرى قوس قزح انعكاساً جميلاً بعد المطر، لا خيالاً بريئاً يحمل في نهايته كنزًا ثميناً.
وعلّها بعض الأنصاف شِيءَ لها الوقوف عند ذاك الحد، لأن الاستمرار فيها قد يقود لهلاك، والبعض الآخر ينتظر بشغف أن يُكمل الفنان لوحته التي تطبخ على نار هادئة، أو التي وقفت مع وقوف الحماس، فترجو أن يُكملها النضوج.
أما عما يليه، أفهمك تماماً، كأنك تكتب: لا أفهم ماذا يجري، وماذا بعد، ماذا سأفعل، وترمي كلّ شيء خلفك غير مغلق، وتنتظر المجهول.
أظنّ فقط أنّ الحلّ، تقبلٌ لما آلت عليه الأحوال، وأنت.
أن تتصالح معها كما هي، ومع نفسك قبلها، لا تحِك سترةً بالية تتمزق مع مرور الهواء، بل اشترِ جديدة، ولا تأسَ على أمرٍ لم يعد بيدك شيء لتُصلحه أو تغيره، بل اسعَ أن تجعل ما يليه لا يصل لذات المصير.
تمرّد على تسلسل الأمور، عالج ما تظنّ أنه ما زال يجلب الألم، وابتر ما عاد غير صالح للحياة، واترك الباقي كله في سلة المهملات.
ابدأ صفحة جديدة، أو صفحاتٍ، أو كتباً لو تطلّب الأمر، بحقيقيّتك، بطاقتك الحالية، بواقعية الحياة، ودعها تجري بمجرياتها، تلك الأحلام ستُحقق، لكن ليس بذات الطريقة التي رسمتها في الصغر، بك وأنت هادئ، أكثر نضجاً، أقل اندفاعاً، وأكثر موضوعية.
وعلى هامش الورق، أنا موقنٌ تماماً أنه ما زال بداخلك طفل العاشرة، مصدوماً بعض الشيء من صعوبة الحياة، حالِماً يؤاتيك بالأمل وتارات اندفاع، وضحكات كثيرة لا ترجو بعدها شيئا، ما زال هناك، يحلم ويحلم.
أما عن مالك، فطائري الأزرق لا يُقص له جناح، يتعب ويأبى الطيران أحياناً، لكنّه لن يتوقّف ما دام يتنفّس؛ من خُلق للطيران، لن يرضى باليابسة.
أما عنّي
متبلدة، وقلقة أيضاً، أدعو أن تمرّ الأيام والزمن، غير آبهة بأنّها ضمن عدّاد عمري، أن تمرّ وتنتهي كأنها لم تبدأ، الأشياء الصغيرة التي خلت أنها لا تهز فيّ شعرة، اتضح أنها صنعت رضوخاً كثيرة، تؤلمني بين الفينة والأخرى.
المستقبل مجهول وعسير قبل أن يأتي، أما عن الماضي، ظننته قد انقضى على خير ما يرام، لكن في الحقيقة، هو سبب كلّ العُقد التي أعيشها، كثير من المعضلات التي لم تُحل، وأخطاء تتصيّد وقت ضعفي لتنهال علي بالجلد المستمر، لذلك أتحاشى..أتحاشى الليل، وأشغل نفسي ما استطعت؛ لِئلّا أُترك مع أفكاري المسمومة تلك، أعي تماماً إن لم تقتلني هذه البلاد، فحتماً سيكون قاتلي أفكاري.
رجائي الوحيد، مقعد يحتويني في عدن، في الحياة الأخرى.
لكنّني بخير كما تركتني
وسأظلّ بخير
فكن أنت بخير.
ديور الذي يحبك
#ستاروز
يا رب لطفك..
احفظ البلاد والعباد ولا تُرِنا فيهم بأساً يُشقينا 🙏🏻
احفظ البلاد والعباد ولا تُرِنا فيهم بأساً يُشقينا 🙏🏻
<<شاهدٌ على مضض>>
الثانية بعد منتصف الليل، طِبقاً لصافرة عودة المساجين إلى زنازينهم.
هنا حيث الزمن مرتبط بصُراخ السَجّان، أو ضجة المساجين عندما تصبح المعدة خاوية.
واقفٌ أنا على مضض كحاجزٍ أمنيّ على الحدود بين دولتي جوارٍ بينهما تاريخٌ عتيقٌ من الصراع؛ لئلا تشهد الحجرات تفريق الدماء بينها، مليئاً بالمنحوتات التي جعلت لَبِناتي تُنخر وتُحفر بلا رحمة.
البعض يسجّل كم تبقى له ليشتـَمَّ هواءً نقياً، أو ليعود إلى سبب دخوله الأول، فئةٌ تؤرّخ المسبّات والشتائم علَيّ بأكثر الأدوات حدةً، كأنّني الجاني لا هي، ولا تتوقف حتى يصرخ سجّانٌ أنْ دعوهُ نظيفاً كما وجدتموه!
وفي الحقيقة، قد تمّ تخريبُ دِهاني وتقشيري وحفري وهدمي منذ الأزل، مذ قدوم أول سجين.
أخرى تلمسني وتئنّ كأنما غدوتُ كعبةً وسط القضبان، ربما لظلمٍ واقع، أو لندمٍ اجتثّ أوصالها.
أكثرهم لُطفاً ذاك الذي يعلّق صورةً لابنته، الوحيدة المتبقية من عائلته، صامداً أرجى من غيره، حتى يحين وقتُ التلاقي، أو المقصلة.
هناك في ركنٍ صغير، جالسٌ بخشوع، يقرأ آية الكرسي بعد قيام الليل، ويرفع رأسه لأعلى نقطةٍ فيّ مدّعياً أنها السماء، ومؤمّناً على ما دعا.
علّه للأمنيات سراح!
#ستاروز✨
الثانية بعد منتصف الليل، طِبقاً لصافرة عودة المساجين إلى زنازينهم.
هنا حيث الزمن مرتبط بصُراخ السَجّان، أو ضجة المساجين عندما تصبح المعدة خاوية.
واقفٌ أنا على مضض كحاجزٍ أمنيّ على الحدود بين دولتي جوارٍ بينهما تاريخٌ عتيقٌ من الصراع؛ لئلا تشهد الحجرات تفريق الدماء بينها، مليئاً بالمنحوتات التي جعلت لَبِناتي تُنخر وتُحفر بلا رحمة.
البعض يسجّل كم تبقى له ليشتـَمَّ هواءً نقياً، أو ليعود إلى سبب دخوله الأول، فئةٌ تؤرّخ المسبّات والشتائم علَيّ بأكثر الأدوات حدةً، كأنّني الجاني لا هي، ولا تتوقف حتى يصرخ سجّانٌ أنْ دعوهُ نظيفاً كما وجدتموه!
وفي الحقيقة، قد تمّ تخريبُ دِهاني وتقشيري وحفري وهدمي منذ الأزل، مذ قدوم أول سجين.
أخرى تلمسني وتئنّ كأنما غدوتُ كعبةً وسط القضبان، ربما لظلمٍ واقع، أو لندمٍ اجتثّ أوصالها.
أكثرهم لُطفاً ذاك الذي يعلّق صورةً لابنته، الوحيدة المتبقية من عائلته، صامداً أرجى من غيره، حتى يحين وقتُ التلاقي، أو المقصلة.
هناك في ركنٍ صغير، جالسٌ بخشوع، يقرأ آية الكرسي بعد قيام الليل، ويرفع رأسه لأعلى نقطةٍ فيّ مدّعياً أنها السماء، ومؤمّناً على ما دعا.
علّه للأمنيات سراح!
#ستاروز✨
Forwarded from قناة شـفيعنا القـرآن 🌴
صبرا فان الله بالغ أمره
ما ضاعت الأيام الا عوضت
كم شدة قد ظُن الا تنقضي
لكنها بلطائف الله انقضت
..💌
ما ضاعت الأيام الا عوضت
كم شدة قد ظُن الا تنقضي
لكنها بلطائف الله انقضت
..💌
حبيسُ المرايا
أُطالع في المرآة بلا أسباب تُذكر، مرآة أولى، ثانية، ثالثة، كأنما ستختلف تقاسيم وجهي في مرآةٍ دون أخرى.
في الحقيقة كلما أمعنتُ النظر اختلف شكلي عن سابقه، أجدني أكثر جمالًا في مرآة الصالة، ولا أطيق النظر في مرآة غرفتي.
شيبةٌ جديدة تشقّ طريقها متطرفةً على رأسي، تتلوها أخرى لتؤنسها في تقدّم عمرها، وتروي للبقيّات عن أنها نور صاحبِها فلا تقلقن.
أنظرُ مجدداً، اليوم وجهي باهت، مضطرّب، أبدو وكأنني تقدّمت في السن ثلاث سنواتٍ في بضعة أشهر، أشيحُ النظر لئلا أجد عيباً جديداً.
لكن لا بأس، في الغد سأبدو أكثر رونقاً، وحده ما يُثقل القلب وما يُنهك العقل ينعكس في مظهرنا، وما ينعكس يبقى أثره حبيساً.
حبيساً في المرايا.
#ستاروز ✨
أُطالع في المرآة بلا أسباب تُذكر، مرآة أولى، ثانية، ثالثة، كأنما ستختلف تقاسيم وجهي في مرآةٍ دون أخرى.
في الحقيقة كلما أمعنتُ النظر اختلف شكلي عن سابقه، أجدني أكثر جمالًا في مرآة الصالة، ولا أطيق النظر في مرآة غرفتي.
شيبةٌ جديدة تشقّ طريقها متطرفةً على رأسي، تتلوها أخرى لتؤنسها في تقدّم عمرها، وتروي للبقيّات عن أنها نور صاحبِها فلا تقلقن.
أنظرُ مجدداً، اليوم وجهي باهت، مضطرّب، أبدو وكأنني تقدّمت في السن ثلاث سنواتٍ في بضعة أشهر، أشيحُ النظر لئلا أجد عيباً جديداً.
لكن لا بأس، في الغد سأبدو أكثر رونقاً، وحده ما يُثقل القلب وما يُنهك العقل ينعكس في مظهرنا، وما ينعكس يبقى أثره حبيساً.
حبيساً في المرايا.
#ستاروز ✨