مرعبة فكرة أن تودع أحد ما عند نقطة معينة ثم تمضي بك الأعوام ويزيد ذلك المضي من رصيدك الفِكري، أن تصقلك التجارب وتحترف الحياة، وتظن -إذ فعلت ووجدت كثيرين قد فعلوا- أن الكوكب أضحى مأهولا بالمحترفين، ثم بالصدفة البحتة ترى من ودَّعت، وهو رابض في تلك النقطة، لَهذا والله مدعاة للأسى، كيف عن وعي يهدر الإنسان عُمره دون سَعي؟.

صباح الخير، الحياة أعمّ وأشمَل من رغبة عالقة في هامش اللا تحقيق، العمر لا يمضي بنا، بل علينا إذا ما حجّمَتنا الوقائع ولَجمتنا عن المضي قدمًا للخلاص إلى أية نتيجة، ولي قناعة بأن الإنسان في نعيم إذا ما شغلته الموجودات وعَزَّتهُ عن غياب المفقودات، وإنَّ أسمى لحظة يعيشها الإنسان بل إنها اللحظة التي يبدأ عندها في العيش تلك التي يُقصر فيها نظرهُ عن البعيد ليركِّز في حاضره وموجوداته ويستخلص منها مكونًا لحياة قابلة للعيش بأدنى مقومات، بل إن ما ينتجه تفعيل المعطَّل من المدهشات، لأن الأمر مع كونه حصار فكري، هو أستيلاء شيطاني، فلَمّا يرى الشيطان أنك راضٍ بما لديك، ماضٍ في تحقيق غاية الوجود، انتهى به الأمر يائِسًا منك، وهُنا نجوت إذا كان اليأس منك نابع من الداعِ إلى الضلال، تَلَفَّت حولك ودَقِق، تقصى ما يُعينُك ودع ما يُدينُك، فلربما صحوت متأخرًا، واجتاحك أخوَف المَخوف، وحش الندم. #ف

{وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَىٰ دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}

كَمْ بَيْنَ بَانِ الأَجْرعِ ورَامَةٍ ولَعْلَعِ
مِنْ قَلْبِ صَبٍّ مُوْجَعِ سَكْرانَ وَجْدٍ لا يَعِيْ
تَرَاهُ ما بَيْنَ الحُلَلْ جَريحَ أَسْيافِ المُقَلْ
فَارْفُقْ بِهِ ولا تَسَلْ عَنْ قَلْبِهِ المُضَيَّعِ
وَدَّ الحِمَىٰ فأَخْلَصَا إذْ حَقُّهُ قَدْ حَصْحَصَا
فَوُدُّهُ أَنْ يَخْلُصَا مِنَ الحَضِيْضِ الأَوْضَعِ
إلى المَقَامِ الأَوَّلِ. ومَعْهَدِ الأُنْسِ الحَلِيْ
والمَرْبَعِ السّامِيْ العَلِيْ. سَقْياً لَهُ مِنْ مَرْبَعِ
رَحَلْتُ عَنْ ذاكَ الفَضَا لا بِاخْتَيارِيْ والرِّضَا
فَيَا زَماناً قَدْ مَضَىٰ. إنْ عادَ ماضٍ فَارْجِعِ".

أحب التواري الشِعري جدا جدا، الغوص والتأمل وصيد المقاصد ماتع، القارئ لهذه الأبيات أما يعيها بظاهرها ويسقطها على الدُنيا، وإما يبقر بطن الشاعر ويتنزع المعنى منه -مش يقولوا المعنى في بطن الشاعر-
يقصد التبريزي بالمقام الأول "الجنة".

القصيدة كُلها جوهرة، باقي لي أردد الأبيات بحلمي وأكون عشت معها صبح وليل، تستاهل انشرها في كل مكان ❤️‍🩹.

⁣أبيات.

جوهر الحياة ما بين قول البستي
"لا تحسبن سرورًا دائما ابدًا
من سره زمن ساءته أزمان".
وقول المتنبي
"إذا ما لبست الدهر مستمتعًا به
تخرقت والملبوس لم يتخرق".

أحبك بقدر ما بكينا معًا وضحكنا معًا وكأن لا مسافة مهولة بيننا.

صباح الخير أهل فِند
إشعار بسيط بأن النجاح شعور وليس وجهه.

شعور رهيب يبعثه الإطّلاع على تجارب الآخرين وخط سير حياتهم، تشعر أنك لست وحدك، وأنك محفوف بالتيسير، لمّا شعرت بالتأخر العلمي، وأني لو بدأت قبلًا كنت قد بلغت الآن، شاركنا زميل في رحلتي الحالية التي اخطوها وأنا في الواحدة والعشرين أنهُ يخطوها وهو في الثالثة والخمسين، شعور مهيب يدعوا للثبات، ويرسّخ من فكرتي الأزلية، من المهد إلى اللحد، أو حاصل على إحدى الخيريتين، من حديث رسولنا الكريم «الدنيا ملعونة ملعونٌ ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه، وعالمًا أو متعلما».
وحتى أكون عالمة مُعلِّمه، ستحُفني خيرية المتعلم بإذن الله.

كان ابن عباس رضي الله عنهما* يقول لأصحابه بعد فراغهم من المباحث العلمية:
"أحمضوا"؛
أي: "إذا سئمتم من الفقه والحديث والتفسير فخذوا في الأشعار وأخبار العرب".

وقال أبو الدرداء:
إني لأستجم نفسي ببعض اللهو ليكون ذلك عونا لي على الحق".

بغية الرائد ص 41 .

أنا حين أجد في إلقاء الواعظ طربي واستراحتي.

في الصدارة دائمًا وأبدًا ❤️‍🔥.

صباح الخير أهل فِند
الدُنيا أقصر من أن نحقق فيها كُل شيء، فاللهم الجنة.

"أتاكم رمضان شهر يغشاكم الله فيه، فينزل فيه الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله"
- رسول اللّه ورحمته لنا ❤️‍🩹.

فِند وأهل فِند الطيبين
كل عام وأنتم بخير لا متناهِ
أنا سعيدة للغاية، بي وبالعيد وبالأحِبه
وأوصيكم بأن تسعدوا ما استطعتم إلى ذلك سبيلا
انطلاقًا من قوله تعالى
{ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}
وإلتماسًا لأسباب السعادة وسُبلها قلّت أو كَثُرت.
كونوا سُعداء، تكونوا بخير ❤️‍🩹✨.

اعتقد أخذنا وقت كفاية عشان نسأل السؤال السنوي
كم الغلة؟