Telegram Web
«يَجني الخَليلُ فَأَستَحلي جِنايَتَهُ
حتى أدل على عفوي وإِحساني

ويُتبِعُ الذَّنبَ ذَنبًا حينَ يَعرِفُني
عَمـدًا وأُتبِـعُ غُفرانـًا بِغُفـرانِ

يَجني عَلَيَّ وَأَحنو صافِحًا أَبَـدًا
لا شَيءَ أَحسَنُ مِن حانٍ عَلى جانِ».

أبو فراس.
الكتابة هي تعبير عن كلام كثير بلسان صامت.
«ويجيء من هو من أفضل المتكلمين من النفاة للعلو: يعتقد في مثل هذا -أي ابن عربي- أنه كان من أفضل أهل الأرض، أو أفضلهم، ويأخذ ورقة فيها سر مذهبه، ويرقي بها المرضي، كما يرقي المسلمون بفاتحة الكتاب، كما أخبرنا بذلك الثقاة، وهم يقدمون تلك الرقية على فاتحة الكتاب.

ومن لا يوافقهم أكثرهم يسلمون لهم أقوالهم، أو يقولون: نحن لا نفهم هذا، أو يقولون: هذا ظاهره كفر، لكن قد تكون له أسرار وحقائق يعرفها أصحابها.

ومن هؤلاء من يعاونهم وينصرهم على أهل الإيمان، المنكرين للحلول والاتحاد، وهو شر ممن ينصر النصارى على المسلمين، فإن قول هؤلاء شر من قول النصارى، بل هو شر ممن ينصر المشركين على المسلمين».

ابن تيمية.
«وأما الشهرة وإشارة الناس إلى العبد فإنها لن تضر إلا من أرادها، والمرء ملبس زِي عمله إن خيرا فخير، وإن شرا فشر.

فكم من مستتر بعمله قد شهره الله به، وكم من متزين بعمله يريد به الاسم واتخاذ المنزلة عند الناس قد شانه الله به، وإنما يصلح ذلك ويفسده الضمير، فإن أحب الشهرة جمع الشهرة والرياء والعجب جميعا، وإن أراد الله وحده، وكان مخلصا لم يضره ذلك عرف أو لم يعرف».

ابن الحاج المالكي.
-محمد مهدي الجواهري.

ذكرني كلامه بما يفعله "أرباب الحُكم" هذه الآيام بالآثار الإسلامية المرتبطة بوجداننا والممثلة لهويتنا، وما ينشؤونه مكانها من أشياء لا هوية لها.
تخيل أن إنسانًا ذا جاهٍ ومال وسلطان أتاك وطلب منك أن يحمل عنك كل مسؤولياتك ويكفيك كل هموم الحياة ولا يكلفك شيئًا، هل كنت تتردد لحظة في المسارعة إلى تلبية طلبه!

فالله سبحانه وتعالى -وله المثل الأعلى- أرشد عباده في مواضع لا تحصى كثرة في كتابه وسُنة رسوله أن يفوضوا أمورهم إليه ويتوكلوا عليه ووعدهم -ووعده حق وصدق- أن من فعل ذلك منهم فإنه سيكفيه ما أهمَّه وتأتيه الدنيا وهي راغمة ويسخر له ما شاء من مخلوقاته لنفعه وجلب الخير له .. والله سبحانه وتعالى بيده الملك وتصريف الأمور كلها .. لكن الآفة أن أكثر القلوب لا توقن بوعد الله ولا تتوكل عليه حقَّ التوكل، فما أكبر خسارة العبد الفقير من أفضال ربه الغني!
«قال تعالى: ﴿والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس﴾. و "الضراء": المرض. وهو الصبر على ما ابتلي به من حاجة ومرض وخوف. والصبر على ما ابتُلي به باختياره كالجهاد؛ فإن الصبر عليه أفضل من الصبر على المرض الذي يبتلى به بغير اختياره؛ ولذلك إذا ابتلي بالعنت في الجهاد فالصبر على ذلك أفضل من الصبر عليه في بلده؛ لأن هذا الصبر من تمام الجهاد. وكذلك لو ابتلي في الجهاد بفاقة أو مرض حصل بسببه كان الصبر عليه أفضل».

ابن تيمية.
«فإن أعمال البر كلما عظمت كان الصبر عليها أعظم مما دونها. فإن في "العلم" و "الإمارة" و "الجهاد" و "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" و "الصلاة" و "الحج" و "الصوم" و "الزكاة" من الفتن النفسية وغيرها ما ليس في غيرها. ويعرض في ذلك ميل النفس إلى الرئاسة والمال والصور. فإذا كانت النفس غير قادرة على ذلك لم تطمع فيه كما تطمع مع القدرة؛ فإنها مع القدرة تطلب تلك الأمور المحرمة؛ بخلاف حالها بدون القدرة فإن الصبر مع القدرة جهاد؛ بل هو من أفضل الجهاد»

ابن تيمية.
«وهناك شباب لم يبلغوا حظا مذكورا من العربية، ولعل من بلغ منهم حظا منها لم يعن ولم يكترث لها، وهؤلاء أقبلوا على أدب الغرب فجعلوا يحاكونه ويترسمون آثاره، فيستحدثون أخيلة لم تتراء لأحلامهم، ويسوون صورا لم تتمثل لخواطرهم، ويريقون عواطف لم تترقرق في نفوسهم، ويفصدون أحاسيس لم تجش قط في صدورهم. وتراهم يستكرهون هذه الأمشاج من المعاني على نظام ليس فيه من العربية إلا مفردات الألفاظ، يشد بعضها إلى بعض بمثل قيود الحديد برغم تنافرها وتناكرها بحيث لو أطلقت من إسارها لتطايرت إلى الشرق والغرب ما يلوي شيء منها على شيء! فيخرج من هذا ومن هذا كلام لا يستوي للطبع، ولا يستريح إليه الذوق ولا يخف للتعلق به الخيال! وكيف له بشيء من هذا ولم ينتصح به طبع، ولا رهف له حس، ولا تحركت به عاطفة، ولا انبعث إليه من نفسه خيال! فهو أدب مصنوع مكذوب على كل حال بل إن هناك شبابا لم يحذقوا شيئا من لغات الغرب، ولم يظهروا فيها على شيء من آداب القوم، ولكن لقد تعاظمتهم صنعة أولئك فراحوا هم الآخرون يشاكلونها ويحذون جاهدين حذوها ليضافوا هم كذلك إلى جمهرة (المجددين)، وما التجديد في شرعة أكثر هؤلاء إلا الإتيان بالغريب الشامس في نظمه وفي صوره وأخيلته ومعانيه!».

عبدالعزيز البشري.
[الاستاذ أبو إسحق الأعلم البطليوسى، كان بإشبيلية علَما فى إقراء فنون الأدب، وطلبت منه أن أقرأ عليه الكامل للمبرد، فقال: أنصحك أم أدعك لهواك. فقلتُ: بالنصح أنتفع.
فقال: «إن كان غرضك إقراء الأدب والاشتهار بكتبه فعليك بأركان الأدب الأربعة: البيان للجاحظ والكامل للمبرد والأمالى للقالى والزهرة للحصرى، وإن كان غرضك أن تكون أدبيا محاضرا بملح الأعراب فعليك من النثر والنظم والحكاية بما قصر مداه وراق لفظه وأغرب معناه، واتخذ إماما قول الله تعالى: ﴿الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه﴾»].

ابن سعيد المغربي.
كثيرا ما يجر حب التدقيق في كل شيء وإصابة الحق في غوامض الأمور إلى نسيان "المناطق الآمنة" التي هي في كثير من الأحيان ملاذ الصادقين بحقٍّ والعقلاء الذين لا يستخفهم طيش الطائشين وعجلة أنصاف المتعقلين .. لئن كان الركون الدائم إلى "المناطق الآمنة" مذموما لما يورثه من ضعف الرأي والبصيرة وضياع الحزم، فإن اجتنابها دائمًا أشدُّ ذمًّا وعيبا لما يورثه من النزق والعصبية وضيق العطن.

والمناطق الآمنة هي كل ما إن تمسك المرء به في موضع شُبهة فلن يكون لأحد أن يخطئه فيه، كالعموميات والتلميح دون التصريح وغير ذلك، وأعظم تلك المناطق وأأمنها هو الصمت.
«هكذا شَقِي الغربيُّ بتقدمه، فإن كان يظن أنه خلص من استعباد الملوك والجبابرة، فقد وقع في استعباد المخترَعات من فضول الحياة».

- الأديب إبراهيم المويلحي.
«قد يجمع الله في الوقت شخصًا أو نوعا من النعمة التي توجب شكرا والمحنة التي توجب صبرا، والعبد المؤمن يبتلى بالحسنات التي تسره والسيئات التي تسوءه في الوقت الواحد، ليكون صبارا شكورا».

ابن تيمية.
لا إله إلا الله
لا ناصر إلا الله
لا حول ولا قوة إلا بالله
من الأمور المحكمة في الدين أن أكبر أسباب النصر: التوحيد.
أشد ما يخشاه المؤمن الصادق في مثل هذه المواطن أن يفقد الناس ثقتهم بالله ويدخل قلوبهم شك -ولو عن غير شعور به- أن الله سبحانه وتعالى بيده ملكوت السماوات والأرض وأنه يدبر الأمر، لا إله غيره؛ ليس على العبد إلا تقديم السبب والله ينصر عباده بالشيء العظيم وبالشيء الحقير، أهلك أقوامًا بالجراد وأقوامًا بالصاعقة والخسف .. ومن أعظم أسباب رضا الله وفرحه أن يرى من عبده صدق لجوء إليه واعتصام به وحينها يأتي نصره وفرجه.

وأبغض ما قد تراه أو تسمعه في هذه المواطن هو من يهوِّل للناس الأمر ويسوِّد عليهم قابل أيامهم وكأن الفرج والنصر كان معقودًا ببقاء من مات، لا بتدبير الحي الذي لا يموت!
«ولو كان قول الشاعر حجة في الحلال والحرام، ومهمات قواعد الإسلام، لم يعجز أحد عن الاحتجاج على كل ما أراد، فإن في كل طائفة شعراء، وفي كل فرقة بلغاء، يجيدون الأشعار ويحبرون القصائد».

ابن الوزير
«وفي الناس من ينسب إلى الطائفة العظيمة مذهب رجل من غلاتهم، وإن ردوا كلامه».

«وقد قدمت غير مرة أنه لا يلزم الطائفة العظيمة ما شذ به بعض غلاتهم، وإلا دخلت الشناعة على كل فرقة».

ابن الوزير اليماني.
«كان الناس يقومون أوله [أول الليل]، وكانوا يلعنون الكفرة في النصف: اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك ولا يؤمنون بوعدك، وخالف بين كلمتهم، وألق في قلوبهم الرعب، وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق».

- صحيح ابن خزيمة.
2024/10/06 21:27:04
Back to Top
HTML Embed Code: