Telegram Web
بطاقة جديدة ✍🏻
📌 تنبيه: لا نجيز حذف أو طمس اسم الصفحة من المنشورات أو استبداله باسم أو شعار آخر!
بطاقة جديدة ✍🏻
بطاقـــة جديـــدة
شرح الحديث أسفل الصورة ↶
📌 شـــرح الحـــديث:

• القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين : قال رحمه الله تعالى : " باب فضل انتظار الصلاة :

• عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا يزال أحدُكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة » متفق عليه .

• وعنه رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه، ما لم يُحدِث، تقول : اللهم اغفر له، اللهم ارحمه » رواه البخاري رحمه الله

• وعن أنس رضي الله عنه : « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر ليلة صلاة العشاء إلى شطر الليل ثم أقبل علينا بوجهه بعد ما صلى فقال : صلى الناس ورقدوا ، ولم تزالوا في صلاة منذ انتظرتموها » رواه البخاري رحمه الله

• الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث في بيان فضل انتظار الصلاة سواء كان ذلك بعد صلاة سابقة أو تقدم الإنسان إلى المسجد ينتظر الصلاة ، فقد بين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هذه الأحاديث أن الإنسان ما دام ينتظر الصلاة فإنه في صلاة ، وبين أيضًا أن الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يُحدِث تقول : ( اللهم صل عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه ) وقوله : ( ما لم يحدث ) قيل : ما لم يحدث حدثا في الإسلام ، يعني ما لم يعص ويأتي معصية ، وقيل : ما لم يُحدث حدثا ينقض الوضوء ، لأنه إذا أحدث حدثا ينقض الوضوء فإن الحدث يبطل الصلاة فيمنع أن يكون في صلاة ، وأيا كان ففيه دليل على فضيلة انتظار الصلاة بعد الصلاة ، وعلى فضيلة انتظار الصلاة وإن لم يكن بعد الصلاة ، فيؤخذ من هذا أنه ينبغي للإنسان أن يتقدم إلى المسجد .

• ثم ذكر قصة تأخير النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة العشاء إلى نصف الليل : يعني أنه لم ينته منها حتى انتصف الليل ، والصحابة ينتظرون النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما انصرف من صلاته قال : ( إن الناس صلوا وناموا وإنكم لا تزالون في صلاة ما انتظرتم الصلاة ) : فكان من وقت العشاء إلى نصف الليل : يعني إلى أن صلى النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة في انتظاره ولا يزالون في صلاة ما انتظروا الصلاة .

• وفي هذا الحديث دليل على أن الأفضل تأخير صلاة العشاء وهو كذلك ، إلا إذا كان يشق على الناس أو على بعضهم فالأفضل أن يقدم ، أما إذا كان لا يشق فالأفضل أن يُؤخِر .

• وعلى هذا فإذا كانوا جماعة في سفر أو في غير سفر أو في بلد لا تقام فيها الجماعات ، فإن الأفضل أن يؤخروا الصلاة إلى قريب منتصف الليل ، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال : ( إن هذا لوقتها لولا أن أشق على أمتي ) ، ( وكان صلى الله عليه وسلم في صلاة العشاء إذا رآهم اجتمعوا عجل وإذا رآهم أبطؤوا أخر ) ، والله الموفق .

و الله أعلـــــم ☝🏻

العلامة محمد ابن صالح العثيمين رحمه الله 🎙️
المصدر: شرح كتاب رياض الصالحين 📚
بطاقـــة جديـــدة
الفصل كامل أسفل الصورة↶
فصل

• وأمّا القول على الله بلا علمٍ، فهو أشدُّ هذه المحرّمات تحريمًا، وأعظمها إثمًا. ولهذا ذُكر في المرتبة الرَّابعة من مراتب المحرَّمات التي اتّفقت عليها الشَّرائعُ والأديانُ، ولا تباح بحالٍ، بل لا تكون إلّا محرَّمةً، وليست كالميتة والدَّم ولحم الخنزير، الذي يباح في حالٍ دون حالٍ.

• فإنَّ المحرَّمات نوعان: محرَّمٌ لذاته لا يباح بحالٍ، ومحرَّمٌ تحريمُه عارضٌ في وقتٍ دون وقتٍ. قال تعالى في المحرَّم لذاته: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الأعراف: ٣٣]. ثمّ انتقل منه إلى ما هو أعظم منه، فقال: {وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا}، ثمَّ انتقل منه إلى ما هو أعظم منه، فقال: {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} . فهذا أعظمُ المحرَّمات عند الله وأشدُّها إثمًا، فإنَّه يتضمَّن الكذبَ على الله، ونسبتَه إلى ما لا يليق به، وتغييرَ دينه وتبديلَه، ونفيَ ما أثبته وإثباتَ ما نفاه، وتحقيقَ ما أبطله وإبطالَ ما أحقَّه، وعداوةَ من والاه وموالاةَ من عاداه، وحبَّ ما أبغضه وبغضَ ما أحبّه، ووصفَه بما لا يليق به في ذاته وصفاته وأقواله وأفعاله. فليس في أجناس المحرَّمات أعظَمُ عند الله منه ولا أشدُّ إثمًا، وهو أصلُ الشِّرك والكفر، وعليه أُسِّست البدعُ والضَّلالاتُ، فكلُّ بدعةٍ مُضلَّةٍ في الدِّين أساسُها القولُ على الله تعالى بلا علمٍ.

• ولهذا اشتدَّ نكيرُ السَّلف والأئمّة لها، وصاحوا بأهلها من أقطار الأرض، وحذَّروا فتنتَهم أشدَّ التَّحذير، وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا مثلَه في إنكار الفواحش والظُّلم والعدوان؛ إذ مضرَّةُ البدع وهدمُها للدِّين ومنافاتُها له أشدُّ.

• وقد أنكر تعالى على من نسب إلى دينه تحليلَ شيءٍ أو تحريمَه من عنده، بلا برهانٍ من الله، فقال: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ (١١٦) مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النحل: ١١٦ - ١١٧]. فكيف بمن نسب إلى أوصافه ما لم يصِفْ به نفسَه، أو نفى عنه منها ما وصَف به نفسَه؟
قال بعض السَّلَف (الربيع بن خُثيم رحمه الله): ليحذر أحدكم أن يقول: أحلَّ الله كذا أو حرَّم الله كذا، فيقول الله له: كذبتَ، لم أُحِلَّ هذا، ولم أُحرِّم هذا. يعني التَّحليل والتَّحريم بالرَّأي المجرَّد، بلا برهانٍ من الله ورسوله.

• وأصلُ الشِّرك والكفر هو القول على الله بلا علمٍ، فإنَّ المشركَ يزعم أنَّ من اتَّخذه معبودًا من دون الله يُقرِّبه إلى الله، ويشفَع له عنده، ويقضي حاجته بواسطة، كما تكون الوسائطُ عند الملوك. فكلُّ مشركٍ قائلٌ على الله بلا علمٍ، دون العكس، إذ القولُ على الله بلا علمٍ قد يتضمَّن التَّعطيلَ والابتداعَ في دين الله، فهو أعمُّ من الشِّرك، والشِّركُ فردٌ من أفراده.

• ولهذا كان الكذبُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موجبًا لدخول النَّار واتِّخاذ منزلةٍ منها مبوَّأَه ــ وهو المنزلُ اللَّازم الذي لا يفارقه صاحبُه ــ لأنّه متضمِّنٌ للقول على الله بلا علمٍ، بل صريحُ الكذب عليه؛ لأنَّ ما يضاف إلى الرَّسول فهو مضافٌ إلى المرسِل، والقولُ على الله بلا علمٍ صريحُ افتراءِ الكذبِ عليه. {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} [الأنعام: ٢١].

• فذنوبُ أهل البدع كلُّها داخلةٌ تحت هذا الجنس، فلا تتحقَّق التَّوبةُ منه إلّا بالتَّوبة من البدع. وأنّى بالتَّوبة منها لمن لم يعلم أنّها بدعةٌ، أو يظنُّها سنّةً فهو يدعو إليها ويحضُّ عليها؟ فلا ينكشف لهذا ذنوبُه التي تجبُ عليه التَّوبةُ منها إلّا بتضلُّعه من السُّنَّة، وكثرةِ الاطِّلاعِ عليها، ودوامِ البحث عنها والتَّفتيشِ عليها، ولا ترى صاحبَ بدعةٍ كذلك أبدًا.

فإنَّ السُّنّةَ بالذَّات تمحقُ البدعة، ولا تقوم لها . فإذا طلعت شمسُها في قلب العبد قطَعت من قلبه ضَبابَ كلِّ بدعةٍ، وأزالت ظلمةَ كلِّ ضلالةٍ، إذ لا سلطانَ للظُّلمة مع سلطان الشَّمس. ولا يُري العبدَ الفرقَ بين السُّنَّة والبدعة ويعينُه على الخروج من ظُلَمِها إلى نور السُّنّة إلّا تجريدُ المتابعة، والهجرةُ بقلبه كلَّ وقتٍ إلى الله بالاستعانةِ والإخلاصِ وصدقِ اللَّجإ، وإلى رسوله بالحرص على الوصول إلى أقواله وأعماله وهديه وسنَّته. "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرتُه إلى الله ورسوله" ، ومن هاجر إلى غير ذلك فهو حظُّه ونصيبه في الدُّنيا والآخرة. وبالله المستعان.

العلامة ابن القيم رحمه الله ✍🏻
المصدر: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين 📚
بطاقـــة جديـــدة
شرح الحديث أسفل الصورة ↶
📌 شـــرح الحـــديث:

• قال : « من أتى عرافاً فسأله عن شيء فصدقه » كلمة « فصدقه » هذه ليست في صحيح مسلم الذي في صحيح مسلم « فسأله لم تُقبل له صلاة أربعين ليلة » وأربعين يوما بمعناها فقوله : « من أتى عرافا » من هذه من أسماء الشرط فهي للعموم وقوله : « من أتى عرافا فسأله » العراف: جمع أو لا ؟
• الطالب : لا
• الشيخ : انتبه ، صيغة مبالغة من العارف أو نسبة يعني من ينتسب إلى العِرافة فمن هو العراف ؟ قيل : إن العراف هو الكاهن وهو الذي يخبر عن المستقبل وقيل إن العراف هو اسم عام للكاهن والمنجم والرمَّال ونحوهم ممن يستدل على معرفة الغيب بمقدمات يستعملها، وهذا المعنى أعم ، أعم المعاني ويدل عليه الاشتقاق لأنه مشتق من المعرفة فيشمل كل من تعاطى هذه الأمور وادعى معرفتها وقوله : « فسأله لم تقبل له » فسأله أنا النسخة اللي معي ... لكن نحن ... « فسأله لم تقبل له » ظاهر الحديث الذي معنا أن مجرد سؤاله يوجب عدم قبول صلاته أربعين يوما، هذه مجرد سؤال ولكنه ليس على إطلاقه فالسؤال ينقسم سؤال العراف ونحوه ينقسم إلى أقسام :

① القسم الأول : أن يسأله فيصدقه، لتصديقه واعتبار قوله ، أن يسأله لتصديقه واعتبار قوله فهذا حرام ولا يجوز لأن تصديقه في علم الغيب تكذيب للقرآن نعم فلا يجوز أن يصدقه.

② الثاني : أن يسأله ليختبره هل هو صادق أو كاذب لمجرد اختبار لا لأجل أن يعتبر بقوله أو يأخذ به فهذا لا بأس به ولا يدخل في الحديث وقد سأل النبي عليه الصلاة والسلام ابن صياد قال : « ماذا خبأت لك ؟ قال : الدخ فقال : اخسأ فلن تعدو قدرك » فهُنا سأله النبي عليه الصلاة والسلام عن شيء أضمره له الدخ الدخان عن شيء أضمره له فأخبره به لأجل يختبر عنه وعما عنده.

③ القسم الثالث : أن يسأله ليظهر عجزه وكذبه فيمتحنه في أمور فهذا قد يكون واجبا وقد يكون مطلوبا لا يصل إلى الوجوب على حسب الحال لأن هذا ويش يريد ماذا يريد هذا السائل الأخير ؟ يريد إبطال قوله وإبطال قول الكهنة لا شك أنه أمر مطلوب وقد يكون واجبا فصار السؤال هنا ليس على إطلاقه بل يفصل بهذا التفصيل حسب ما دلت عليه الأدلة الشرعية الأخرى

• وقد كانوا كما حكى شيخ الإسلام عنهم كان الجن يخدمون الإنس في أمور لمصلحة الإنس وقد يكون للجن فيها مصلحة وقد لا يكون له مصلحة ولكنه يحب هذا الإنسي في الله ولله ولا شك أن من الجن مؤمنين يحبون المؤمنين من الإنس ولا لا ؟ لأنه يجمعهم الإيمان بالله فيقول شيخ الإسلام : " إنه ربما يخدمونه في أمور لمصلحتهم أو لمحبتهم لهم في الله وقد يخدمونهم في أمور لطاعة الإنس لهم فيما لا يرضي الله عز وجل إما في الذ،بح لهم أو في عبادتهم أو ما أشبه ذلك " بل الأغرب من ذلك أنه ربما يخدمون الإنس الإنسية لأمر محرم من ز،نا أو لو،اط فإن هذا أيضا قد يقع قد تستمتع الجنية بالإنسي عشقا وتلذذا باتصالها به أو بالعكس وهذا أمر معلوم مشهور حتى إنه ربما إن الجني الذي في الإنسان ينطق بذلك كما يعلم من الذين يقرؤون على المصابين بالجن فعلى كل حال لا نقول إن مجرد خدمة الجن للإنس تكون محرمة بكل حال بل هي على حسب الحال ولا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم حضر إليه الجن وخاطبهم وأرشدهم نعم ووعدهم بعطاء لا نظير له فقال لهم : « كل عظم ذكر اسم الله عليه تجدونه أوفر ما يكون لحما وكل بعرة فهي علف لدوابكم » وكذلك أيضا ذكر أن في عهد عمر بن الخطاب امرأة كان لها رئي من الجن وكانت توصيه بأشياء حتى إنه تأخر عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات يوم فأتوا إليها فقالوا : ابحثي لنا عنه.. نعم أحسن من الطائرة هيلوكبتر أو لا؟ فذهب إلى هذا الجن اللي فيها وبحث وجا وأخبرهم بأنه في مكان كذا وأنه يعني ما فيه شيء وأنه كان يسِم إبل الصدقة إي نعم فالحاصل أن الكهان سؤالهم ينقسم إلى كم ؟ إلى ثلاثة أقسام .

و الله أعلـــــم ☝🏻

العلامة محمد ابن صالح العثيمين رحمه الله 🎙️
المصدر: شرح كتاب التوحيد 25/14 📚
بطاقـــة جديـــدة
اقرأ الفصل أسفل الصورة ( مهم جداً )↶
📌 فصل مهم جداً يجب على كل مسلم التفكر فيه..

• المقصود أنَّ هذه الطبقة أشقى الأشقياء، ولهذا يستهزأ بهم في الآخرة، ويُعطَون نورَا يتوسَّطون به على الصراط، ثمَّ يطفئ اللَّه نورهم، ويقال لهم: {ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا} [الحديد/ ١٣]. ويضرب بينهم وبين المؤمنين {بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (١٣) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (١٤)} [الحديد/ ١٣ - ١٤]. وهذا أشدّ ما يكون من الحسرة والبلاءِ أن يُفتَح للعبد طريق النجاة والفلاح، حتَّى إذا ظنَّ أنَّه ناجٍ ورأى منازل السعداء اقتطِع عنهم وضُربت عليه الشقوة. ونعوذ باللَّه من غضبه وعقابه.

• وإنَّما كانت هذه الطبقة في الدرك الأسفل لغلظ كفرهم، فإنَّهم خالطوا المسلمين وعاشروهم، وباشروا من أعلام الرسالة وشواهد الإيمان ما لم يباشره البعداءُ، ووصل إليهم من معرفته وصحته ما لم يصل إلى المنابذين بالعداوة؛ فإذا كفروا مع هذه المعرفة والعلم كانوا أغلظ كفرًا، وأخبث قلوبًا، وأشدّ عداوة للَّه ولرسوله وللمؤمنين من البعداء عنهم، وإن كان البعداء متصدّين لحرب المسلمين. ولهذا قال تعالى في المنافقين: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (٣)} [المنافقون/ ٣]، وقال فيهم: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ (١٨)} [البقرة/ ١٨]. وقال في الكفار: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [البقرة/ ١٧١]. فالكافر لم يعقل، والمنافق أبصر ثمَّ عمي، وعرف ثمَّ تجاهل، وأقرَّ ثمَّ أنكر، وآمن ثمَّ كفر. ومن كان هكذا فهو أشدّ كفرًا، وأخبث قلبًا، وأعتى على اللَّه ورسله؛ فاستحق الدرك الأسفل.

• وفيه معنى آخر أيضًا. وهو أنَّ الحامل لهم على النفاق طلب العزّ والجاه بين الطائفتين. فيُرضون المؤمنين ليُعِزوهم، ويُرضون الكفار ليُعِزّوهم أيضًا. ومن ههنا دخل عليهم البلاءُ، فإنَّهم أرادوا العزّ بين الطائفتين، ولم يكن لهمِ غرض في إيمان ولا إسلام ولا طاعةٍ للَّه ورسوله، بل كان ميلهم وصغوهم ووجهتهم إلى الكفَّار. فقوبلوا على ذلك بأعظم الذلّ، وهو أن جُعِلَ مستقرّهم في أسفل سافلين تحت الكفار. فما اتصف به المنافقون من مخادعةِ اللَّه ورسوله والذين آمنوا، والاستهزاء باهل الإيمان، والكذب، والتلاعب بالدين، وإظهار أنَّهم من المؤمنين، وانطواءِ قلوبهم علَى الكفر والشرك وعداوة اللَّه ورسوله = أمرٌ اختصّوا به عن الكفار، فتغلَّظ كفرُهم به، فاستحقّوا الدرك الأسفل من النار.

• ولهذا لمَّا ذكر تعالى أقسام الخلق في أوَّل سورة البقرة، فقسمهم إلى مؤمنٍ ظاهرًا وباطنًا، وكافرٍ ظاهرًا وباطنًا، ومؤمن في الظاهر كافرٍ في الباطن وهم المنافقون = ذكر في حقِّ المؤمنين ثلاث آيات، وفي حقِّ الكفار آيتين. فلما انتهى إلى ذكر المنافقين ذكر فيهم بضع عشرة آية. ذمَّهم فيها غاية الذمّ، وكشَفَ عوراتهم، وفضحهم، وأخبر بأنَّهم هم السفهاء، المفسدون في الأرض المخادعون، المستهزئون، المغبونون في اشترائهم الضلالة بالهدى؛ وأنَّهم صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يرجعون، وأنَّهم مرضى القلوب وأنّ اللَّه يزيدهم مرضًا إلى مرضهم؛ فلم يدع ذمًّا ولا عيبًا إلَّا ذمّهم به. وهذا يدلّ على شدّة مقته سبحانه لهم، وبغضه إيَّاهم، وعداوته لهم، وأنّهم أبغض أعدائه إليه. فظهرت حكمته الباهرة في تخصيص هذه الطبقة بالدرك الأسفل من النار...

• نعوذ باللَّه من مثل حالهم، ونسأله معافاته ورحمته.

الإمام ابن القيم رحمه الله ✍🏻
المصدر: طريق الهجرتين وباب السعادتين 📚
بطاقـــة جديـــدة
صيام يوم الإثنين والخميس ↶

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « من صام يوما في سبيل الله بَعَّد اللهُ وجهَهُ عن النار سبعين خريفا »

وقال عليه الصلاة والسلام: « الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة »

وقال عليه الصلاة والسلام: « من خُتم له بصيام يوم دخل الجنة »

وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه..

شارك البطاقة مع إخوانك لتعم الفائدة.. فالدال على الخير كفاعله 🔃

📌 تنبيه: لا نجيز حذف أو طمس اسم الصفحة من المنشورات أو استبداله باسم أو شعار آخر!
بطاقة جديدة ✍🏻
2025/01/17 06:19:09
Back to Top
HTML Embed Code: