أنا فِي الثامنة عشر، أنظُر إلىٰ فستانِي المُشجّر وأبتسِم، أنا في التاسِعة عشر، أنظُر إلىٰ شريط شَعري وأبتسِم، أنا في العِشرين، أنظُر إلىٰ أقراطِي الذهبيّة وأبتسِم، أنا في الواحد والعشرين، أنظر إلىٰ قَلبي وأبتسِم، أنا لا أكبر أبدًا.
لأنّ العُمر أقصر مِن عِنَاق، لأنّ التفاصيل الصَغيرة لا تخفىٰ، لأنّي طِفلةٌ لا تكبُر.
هذه أنتِ كما أعرفُكِ، تَكبُرين فتصبحين أكثَر جمالًا، رُغم الحزن الذي يَقتات علىٰ عينيكِ الجميلتَين، لا تزالين قويّة، تُشعلين أصابعكِ العَشر فرحًا لكل أولئك الصِّغار الذين يُجالسونكِ، تتحدثين معهم عن الأمَل والفرح، وعن الأحلام التي لا تكون والأمنيات التي لا تتحقّق، وفي داخلكِ تتّقد الحسرةُ والخَيبة.
لا تَضعف، أتسمع ما أقول لَك؟ وهذه الأشيَاء الأخيرة، التي تُخلِّف في نفسك ذكرىٰ أو تُخلّف عاطِفة، اتركها، لقد اجتزتَ القنطرة كلها لوحْدك، ولا حاجة لك أن ترىٰ في العُيون ذلك الأسف المُستسلم، اترك كلّ شيءٍ وراءك، وإذا استطعت، فلا تنظُر إلىٰ الخلفِ أبدًا.
تُرعبنِي تلكَ اللحظة، التي أجِدُني بها أتغيَّر، حتىٰ أنّي لا أفرقُ بيني بالأمسِ واليوم، وليس لي علاقةٌ بي، وبالقدَر الذي فيه أجهَلُني، أخشىٰ أن أزدحِم بي يومًا.
وكلُّ شيءٍ ساكتٌ، وغارقٌ فِي النَّوم،
كلُّ المتاعِب والعذاباتِ والآلام،
غَائبةٌ تحتَ الغسَق.
كلُّ المتاعِب والعذاباتِ والآلام،
غَائبةٌ تحتَ الغسَق.