Forwarded from في مأزقٍ مُنذُ ١٩٩٤
تغيير الأسماء
إلى عشاق الشعر
أتقدم بأجمل الأمنيات
سوف أغير أسماء بعض الأشياء.
فرأيي هو الآتي:
أنَّ الشاعر لا يكون شاعراً
ما لم يغيرْ أسماءَ الأشياء.
فلماذا ينبغي للشمس
أن نواصلَ تسميتَها بالشمس؟
أُطالِبُ بتسميتها قطيطة
ذاتَ جزمتين طولُهما أربعون فرسخاً.
ثم ألا يُشْبه حذائي التابوت؟
إعلموا إذن أن الأحذية
من الآن فصاعداً ستُسمى توابيت.
أعلنوا هذا، أكتبوه، أنشروه:
الأحذية غَيَّرَتِ اسمَها
فهي منذ الآن توابيت.
ولكن الليل طويل
ولا بد لكل شاعرٍ يحترم نفسه
من أن يكون له مُعْجَمُهُ الخاص
وقبل أن أنسى
اللهُ نفسُهُ يجبُ تغييرُ اسمِه
فليُسَمِّهِ كلٌّ منكم الاسمَ الذي يُعجبه
فهذه مسألةٌ شخصية.
نيكانور بارا
إلى عشاق الشعر
أتقدم بأجمل الأمنيات
سوف أغير أسماء بعض الأشياء.
فرأيي هو الآتي:
أنَّ الشاعر لا يكون شاعراً
ما لم يغيرْ أسماءَ الأشياء.
فلماذا ينبغي للشمس
أن نواصلَ تسميتَها بالشمس؟
أُطالِبُ بتسميتها قطيطة
ذاتَ جزمتين طولُهما أربعون فرسخاً.
ثم ألا يُشْبه حذائي التابوت؟
إعلموا إذن أن الأحذية
من الآن فصاعداً ستُسمى توابيت.
أعلنوا هذا، أكتبوه، أنشروه:
الأحذية غَيَّرَتِ اسمَها
فهي منذ الآن توابيت.
ولكن الليل طويل
ولا بد لكل شاعرٍ يحترم نفسه
من أن يكون له مُعْجَمُهُ الخاص
وقبل أن أنسى
اللهُ نفسُهُ يجبُ تغييرُ اسمِه
فليُسَمِّهِ كلٌّ منكم الاسمَ الذي يُعجبه
فهذه مسألةٌ شخصية.
نيكانور بارا
Forwarded from في مأزقٍ مُنذُ ١٩٩٤
سيمفونيّةٌ مرئيّةٌ
أتقرّى المآذنَ في أصفهانَ :
كأنّ لِزُرقتِها خُضرةَ البحرِ.
هل كنتَ في فاسَ،
حيثُ العباءاتُ تخرجُ زرقاءَ من جَفنةٍ ؟
هل رأيتَ حديقةَ مُرّاكشَ :
الزُّرقةَ الملَكيّةَ والشّوكَ ؟
فَخّارَ دَلْفِتْ ؟
عيونَ التي كنتَ أحببتَ يوماً بباريسَ ؟ زرقاء .
زرقاء . إني أُحِبُّكِ زرقاء .
لوركا الذي قال : خضراء .
خضراء . إني أحبُّكِ خضراءَ.
قُل : ما الذي يجمعُ الأزرقَ الفذَّ والأخضرَ ؟ الـمَعْشباتُ التي تتألّقُ
خضراءَ عندَ السواحلِ ... إفريقيا . والأساطيرُ كانت تقولُ :
دمُ الأُسَر الملَكيّةِ أزرقُ .
لكنّ ماري انطوانيت ذاتُ دمٍ أحمرَ.
الغابةُ المطريّةُ تبدو من البُعدِ زرقاءَ .
ما يرتديه الطوارقُ أزرقُ ...
قبلَ ليالٍ ثلاثٍ حلمْتُ بأنيَ أغرَقُ ما بينَ نهدَينِ. والبحرُ أزرق .
سعدي يوسف
أتقرّى المآذنَ في أصفهانَ :
كأنّ لِزُرقتِها خُضرةَ البحرِ.
هل كنتَ في فاسَ،
حيثُ العباءاتُ تخرجُ زرقاءَ من جَفنةٍ ؟
هل رأيتَ حديقةَ مُرّاكشَ :
الزُّرقةَ الملَكيّةَ والشّوكَ ؟
فَخّارَ دَلْفِتْ ؟
عيونَ التي كنتَ أحببتَ يوماً بباريسَ ؟ زرقاء .
زرقاء . إني أُحِبُّكِ زرقاء .
لوركا الذي قال : خضراء .
خضراء . إني أحبُّكِ خضراءَ.
قُل : ما الذي يجمعُ الأزرقَ الفذَّ والأخضرَ ؟ الـمَعْشباتُ التي تتألّقُ
خضراءَ عندَ السواحلِ ... إفريقيا . والأساطيرُ كانت تقولُ :
دمُ الأُسَر الملَكيّةِ أزرقُ .
لكنّ ماري انطوانيت ذاتُ دمٍ أحمرَ.
الغابةُ المطريّةُ تبدو من البُعدِ زرقاءَ .
ما يرتديه الطوارقُ أزرقُ ...
قبلَ ليالٍ ثلاثٍ حلمْتُ بأنيَ أغرَقُ ما بينَ نهدَينِ. والبحرُ أزرق .
سعدي يوسف
Forwarded from في مأزقٍ مُنذُ ١٩٩٤
انتظريني عند تخوم البحر
مسَّتني في القلبِ .. فخفت
وأغمضتُ عيوني
كان البحر أمامي، حقلاً من سمكٍ قزحيٍّ،
أوغلُ،
يتبعني نجمٌّ،
يدنو مني،
يتدلى ..
فيكاد يمسُّ الأرض
توسلت به :
يانجماً أبيض فوق خليجِ البصرة،
أقسمت عليك ثلاثاً :
بالمنفى ..
بحنين الموتى ..
وبأمواج بويب
إن كنت لخيرٍ جئت .. فقُل
أو كنت لشرٍ ..
- ياشبحاً فوق خليج البصرةِ -
عُد للبحرِ،
شرورُ مدينتنا تكفي ..
إنّا ابتعنا بالخيبةِ خبّازاً،
ودماً،
واحتسب الكهان لنا خرزاً،
عُدَّ ضحايانا ..
أسمعُ موتَ العالم فوق سريرهِ
- ياشاعر .. مُتْ منفرداً ..
طوبى للقتلى منفردين أمام ضمائرهم ..
وتطلعت اليه
رأيته
كانت أكفانه بيضاء بلونِ طيور البحر،
مُفتّحةً عند النحر،
وكان نحيلاً عذباً
فهتفتُ :
- أميري ..
أقسمت عليك ثلاثاً ..
إن كنت لخيرٍ جئت .. فقُلْ
يوسف الصائغ
مسَّتني في القلبِ .. فخفت
وأغمضتُ عيوني
كان البحر أمامي، حقلاً من سمكٍ قزحيٍّ،
أوغلُ،
يتبعني نجمٌّ،
يدنو مني،
يتدلى ..
فيكاد يمسُّ الأرض
توسلت به :
يانجماً أبيض فوق خليجِ البصرة،
أقسمت عليك ثلاثاً :
بالمنفى ..
بحنين الموتى ..
وبأمواج بويب
إن كنت لخيرٍ جئت .. فقُل
أو كنت لشرٍ ..
- ياشبحاً فوق خليج البصرةِ -
عُد للبحرِ،
شرورُ مدينتنا تكفي ..
إنّا ابتعنا بالخيبةِ خبّازاً،
ودماً،
واحتسب الكهان لنا خرزاً،
عُدَّ ضحايانا ..
أسمعُ موتَ العالم فوق سريرهِ
- ياشاعر .. مُتْ منفرداً ..
طوبى للقتلى منفردين أمام ضمائرهم ..
وتطلعت اليه
رأيته
كانت أكفانه بيضاء بلونِ طيور البحر،
مُفتّحةً عند النحر،
وكان نحيلاً عذباً
فهتفتُ :
- أميري ..
أقسمت عليك ثلاثاً ..
إن كنت لخيرٍ جئت .. فقُلْ
يوسف الصائغ
Forwarded from في مأزقٍ مُنذُ ١٩٩٤
غيمة الشمس
اليد على خصرها تجعلها وردة
الهواء على وجهها يجعلها فراشة
الضحك يجعلها موجاً
الحزن يبقيها شمساً خلف غيمة تحميها من اللصوص.
أنسي الحاج
اليد على خصرها تجعلها وردة
الهواء على وجهها يجعلها فراشة
الضحك يجعلها موجاً
الحزن يبقيها شمساً خلف غيمة تحميها من اللصوص.
أنسي الحاج
Forwarded from في مأزقٍ مُنذُ ١٩٩٤
هبوط أبي نواس
"وأحس أورفيوس بلهفة إلى رؤيتها، فمال ببصره إلى الوراء، فإذا بها تعود لساعتها إلى الأعماق السفلى وهي تمد ذراعيها نحوه عبثاً .. وإذا ملء كفيها هواء".
- أوفيد –
.. العباءة موحلة في الأزقة رايتك المستباحة،
مرمية في الحوانيت، مهملة آخر الليل،
منكفئا في توسلك الغيمةَ اللؤلؤيةَ
عند الحوائط تستل خيط الدنان السرابي
حولك صرعى الندامى وخفقٌ من الفجر في وجهك،
الزقّ خالٍ وثوبك بالٍ،
ونجمتُك البابلية دون التماعتها
أعد يا ابن هانيَ،
في القدح الصرف وجه
يطاردنا والبراري السريرُ،
الصبا عَرْفُها
والربى رِدفُها
والسبيل الى المشتهى البابُ والثقفيّ،
اقتلعنا عن البصرة القدمَ المتشبث لكننا
حين قلنا : ابتعدنا !
اقتربنا وأمسى التلفتُ
شيمتَنا والتوجسُ،
عدنا
نحسب كل حانة سبيلا
وأي برق عابر دليلا
فكن يا ابن هانيَ ما شئت
كن موجة
أو شراعاُ إلى حكمان الجوى،
كن ملوّحنا المتكومَ
في أي خمارة
كن نجيَّ الدمى الذهبية
والمتسولَ في دارة الثقفيّ الغليظ،
الأغاني خيول تروّض في محفل الصم، كن
صخرة أو صدى، كن مدى أو ندى في انتظار
الهوادج، في الجرة الوجهُ والظلُ، والليلُ
طبل، وتُصفع حينا وتحنو على الشط
سرواً ولهواً، وتُجلدُ حينا وتخبو حنينا إلي
ووجهك في أي خمارة هُزأة، والملوك
وحولك صرعى الندامى، وسَقطُ يديكَ الخزامى
وضوء من الفجر، والزق خال وثوبك بال،
ووجهك في أي خمارة هُزأة، والملوكُ
الجواري،
فكن لهبا أو رماداً
حسب الشيخ جعفر
"وأحس أورفيوس بلهفة إلى رؤيتها، فمال ببصره إلى الوراء، فإذا بها تعود لساعتها إلى الأعماق السفلى وهي تمد ذراعيها نحوه عبثاً .. وإذا ملء كفيها هواء".
- أوفيد –
.. العباءة موحلة في الأزقة رايتك المستباحة،
مرمية في الحوانيت، مهملة آخر الليل،
منكفئا في توسلك الغيمةَ اللؤلؤيةَ
عند الحوائط تستل خيط الدنان السرابي
حولك صرعى الندامى وخفقٌ من الفجر في وجهك،
الزقّ خالٍ وثوبك بالٍ،
ونجمتُك البابلية دون التماعتها
أعد يا ابن هانيَ،
في القدح الصرف وجه
يطاردنا والبراري السريرُ،
الصبا عَرْفُها
والربى رِدفُها
والسبيل الى المشتهى البابُ والثقفيّ،
اقتلعنا عن البصرة القدمَ المتشبث لكننا
حين قلنا : ابتعدنا !
اقتربنا وأمسى التلفتُ
شيمتَنا والتوجسُ،
عدنا
نحسب كل حانة سبيلا
وأي برق عابر دليلا
فكن يا ابن هانيَ ما شئت
كن موجة
أو شراعاُ إلى حكمان الجوى،
كن ملوّحنا المتكومَ
في أي خمارة
كن نجيَّ الدمى الذهبية
والمتسولَ في دارة الثقفيّ الغليظ،
الأغاني خيول تروّض في محفل الصم، كن
صخرة أو صدى، كن مدى أو ندى في انتظار
الهوادج، في الجرة الوجهُ والظلُ، والليلُ
طبل، وتُصفع حينا وتحنو على الشط
سرواً ولهواً، وتُجلدُ حينا وتخبو حنينا إلي
ووجهك في أي خمارة هُزأة، والملوك
وحولك صرعى الندامى، وسَقطُ يديكَ الخزامى
وضوء من الفجر، والزق خال وثوبك بال،
ووجهك في أي خمارة هُزأة، والملوكُ
الجواري،
فكن لهبا أو رماداً
حسب الشيخ جعفر
Forwarded from في مأزقٍ مُنذُ ١٩٩٤
البابُ المُوارَبُ
ذلك البابُ الموارَبُ غير مُكترثٍ بوحشتنا الغريبة
وهي تهتف في النوافذِ واصطخابِ الرُّوح.
يا البابُ الموارَبُ غير مكترثٍ
تواضع بُرهةً وارأف وصدِّقنا قليلاً،
أيُّها البابُ الموارَبُ غير مكترثٍ بنا
اغفر لنا واسأل وصادقنا قليلاً.
هل تمادينا وبالغنا بحبِّك كُلَّ هذا الليل
كي يأتي عليك الوقتُ تُنسانا
و تبقى موصداً.
نغفو على أشلائنا،
نحن الذين انتابنا ماء العناق وساعة الرؤيا
و أنتَ موارَبٌ،
قُمصانُنَا مَثقوبة ويداكَ في وحشيَّة النِسيان تَمحُونا .
لماذا وحدنا قُمصانُنَا مَثقوبة بالقلبِ
هل نهفو إليكَ وأنت في غيبوبةِ الرؤيا
ترانا دون أن تحنو على ما ينتهي فينا .
أيُّها المرصودُ والعشَّاق يَنتظرون في بهوِ المَسافة
قُل لنا واغضب علينا
وامتحِن واعصف بنا واشفق علينا،
إنَّما لا تعتذر عَنا أمام الناس .
يا باب النجاة ومُنتهى أسرارنا
افتح لنا وانظر
ولا تغفل
ولا تقس علينا .
أيُّها البابُ الموارَبُ..
جئ لنا.. واذهب إلينا.
قاسم حداد
ذلك البابُ الموارَبُ غير مُكترثٍ بوحشتنا الغريبة
وهي تهتف في النوافذِ واصطخابِ الرُّوح.
يا البابُ الموارَبُ غير مكترثٍ
تواضع بُرهةً وارأف وصدِّقنا قليلاً،
أيُّها البابُ الموارَبُ غير مكترثٍ بنا
اغفر لنا واسأل وصادقنا قليلاً.
هل تمادينا وبالغنا بحبِّك كُلَّ هذا الليل
كي يأتي عليك الوقتُ تُنسانا
و تبقى موصداً.
نغفو على أشلائنا،
نحن الذين انتابنا ماء العناق وساعة الرؤيا
و أنتَ موارَبٌ،
قُمصانُنَا مَثقوبة ويداكَ في وحشيَّة النِسيان تَمحُونا .
لماذا وحدنا قُمصانُنَا مَثقوبة بالقلبِ
هل نهفو إليكَ وأنت في غيبوبةِ الرؤيا
ترانا دون أن تحنو على ما ينتهي فينا .
أيُّها المرصودُ والعشَّاق يَنتظرون في بهوِ المَسافة
قُل لنا واغضب علينا
وامتحِن واعصف بنا واشفق علينا،
إنَّما لا تعتذر عَنا أمام الناس .
يا باب النجاة ومُنتهى أسرارنا
افتح لنا وانظر
ولا تغفل
ولا تقس علينا .
أيُّها البابُ الموارَبُ..
جئ لنا.. واذهب إلينا.
قاسم حداد
Forwarded from في مأزقٍ مُنذُ ١٩٩٤
قصيدة بلا بطل
كما ينضج المستقبل في الماضي
يتعفن الماضي في المستقبل
إنه مهرجان كئيب من الأوراق اليابسة
آنا أخماتوفا
كما ينضج المستقبل في الماضي
يتعفن الماضي في المستقبل
إنه مهرجان كئيب من الأوراق اليابسة
آنا أخماتوفا
”اليهودية ليست ديانة. إنها كارثة”
هاينريش هاينه (روح الشعر الألماني تلميذ هيغل وصديق ماركس الذي استقى منه عبارة: الدين أفيون الشعوب)
هاينريش هاينه (روح الشعر الألماني تلميذ هيغل وصديق ماركس الذي استقى منه عبارة: الدين أفيون الشعوب)
Forwarded from في مأزقٍ مُنذُ ١٩٩٤
الحضور الرهيب
أريدُ الماءَ محمولاً من مرقدِه.
أريدُ الريحَ متروكةً دون أنهار.
أريد الليلَ مطروحاً بلا عيون
وقلبي دونَ زهرةِ الذهب.
وأريد أن يتحدثَ الثورُ مع الأغصان
وأريد أن تتخلصَ الدودة من الظلال.
وأريد أن تلمع أسنانُ الجماجم
وأريد أن يتغلغلَ الأصفرُ في الحرير.
أستطيع أن أرى مبارزةَ الليلِ الجريح
متلوياً في نزالِه مع النهار.
أنا أقاوم حلولَ السمِ الأخضر
والأقواس المكسورة حيث يعاني الوقت.
لكن لا تغمرني بنور جسدك العاري
كما لوِ الصبّار الأسود فتحَ الخيزران.
دعنى في حسراتِ الكواكبِ المظلمة
لكن لا تريني خصرك البردان.
لوركا
أريدُ الماءَ محمولاً من مرقدِه.
أريدُ الريحَ متروكةً دون أنهار.
أريد الليلَ مطروحاً بلا عيون
وقلبي دونَ زهرةِ الذهب.
وأريد أن يتحدثَ الثورُ مع الأغصان
وأريد أن تتخلصَ الدودة من الظلال.
وأريد أن تلمع أسنانُ الجماجم
وأريد أن يتغلغلَ الأصفرُ في الحرير.
أستطيع أن أرى مبارزةَ الليلِ الجريح
متلوياً في نزالِه مع النهار.
أنا أقاوم حلولَ السمِ الأخضر
والأقواس المكسورة حيث يعاني الوقت.
لكن لا تغمرني بنور جسدك العاري
كما لوِ الصبّار الأسود فتحَ الخيزران.
دعنى في حسراتِ الكواكبِ المظلمة
لكن لا تريني خصرك البردان.
لوركا
Forwarded from في مأزقٍ مُنذُ ١٩٩٤
ليل العراق الطويل
راكضا صوب بلادٍ
لم تجد في مهرجان الوقت
إلا ضجة القتلى
تناستها الفراشات وعافتها الفصول
هل يرى في الظن
ما يجعل للأيام معنى؟
غير ما يسمع من حشرجة النايات
يمضي
لا يرى إلا حنينا لجذور الضوء
يمضي
ليس إلا هذه الأيام ملقاة
على قارعة الدرب
ويمضي
ليس إلا وهمه العالي
ومنفاه الثقيل
أيها الليل الخرافي إلى كم ستطول ..
علي جعفر العلاق
راكضا صوب بلادٍ
لم تجد في مهرجان الوقت
إلا ضجة القتلى
تناستها الفراشات وعافتها الفصول
هل يرى في الظن
ما يجعل للأيام معنى؟
غير ما يسمع من حشرجة النايات
يمضي
لا يرى إلا حنينا لجذور الضوء
يمضي
ليس إلا هذه الأيام ملقاة
على قارعة الدرب
ويمضي
ليس إلا وهمه العالي
ومنفاه الثقيل
أيها الليل الخرافي إلى كم ستطول ..
علي جعفر العلاق
Forwarded from في مأزقٍ مُنذُ ١٩٩٤
متوالية الضحك
سأظلّ أضحكُ
فالطريقُ طويلةٌ
وأنا وحيدٌ ،
ليسَ ثمّة من يشاركني الحديثَ ،
وليسَ لي إلا التلفّتُ حول نفسي
والحديثُ إلى ظلالي ،
ليسَ لي إلا التلذّذُ بالتظرّفِ
وامتحانِ القلبِ بالضحكاتِ ،
أردفُ كلّ واحدةٍ بأخرى
مثلما تترادفُ الأمواجُ ،
أردفُها وأضحكُ ،
فالطريقُ طويلةٌ
وأنا وحيدٌ ،
إن سكتُّ فسوفَ أبكي ،
سوفَ أغرقُ في البكاء .
سامي مهدي
سأظلّ أضحكُ
فالطريقُ طويلةٌ
وأنا وحيدٌ ،
ليسَ ثمّة من يشاركني الحديثَ ،
وليسَ لي إلا التلفّتُ حول نفسي
والحديثُ إلى ظلالي ،
ليسَ لي إلا التلذّذُ بالتظرّفِ
وامتحانِ القلبِ بالضحكاتِ ،
أردفُ كلّ واحدةٍ بأخرى
مثلما تترادفُ الأمواجُ ،
أردفُها وأضحكُ ،
فالطريقُ طويلةٌ
وأنا وحيدٌ ،
إن سكتُّ فسوفَ أبكي ،
سوفَ أغرقُ في البكاء .
سامي مهدي
Forwarded from في مأزقٍ مُنذُ ١٩٩٤
الشّاعِر في السابعة
.. وأغلقَت الأمُّ كِتاب الدرس
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀لكنها
لم تَرَ النظرة في العَينينِ الزرقاوين
وظلّ الطفلُ⠀⠀⠀⠀طوالَ اليومِ ⠀⠀⠀⠀يتصببُ عَرقاً
كانَ يمدّ لِسانه،
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀ويشدّ القبضتين
إلى فخذيهِ بقوة ..
ويرى بعينين مُغمضتين
بقعاً من الضوء
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀وحينذاك
أبصَروه - على قمّة السلّمِ - يهتفُ كالديك ..
⠀⠀⠀⠀في الشتاءِ
كانَ مُستلقياً تحت الجدار
مختفياً في الحقل ،
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀يا لقلبهِ الغضِّ !
وفي السابعة من سِنيهِ
كتبَ عن الصحراء،
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀حيثُ
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀تزهرُ
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀الحريّة
وكان يَستعين بالمجلات ذوات الصور ..
كانَ يخافُ⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀ أيّام الأحدْ
⠀⠀⠀⠀⠀من شهر كانون،
حيث كانَ⠀- بشعره المدهون -
يقرأ نسخةً من الكتاب المقدّس
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀(خَضراء الحواف)
وكانَ يحلمُ بالبراري
وأزهارٍ من اللحمِ الحي،
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀مَبْثُوثَةً
في أحراشٍ⠀⠀تُضيئها⠀ ⠀ النُّجوم ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
آرثر رامبو
ت: بدر السيّاب
.. وأغلقَت الأمُّ كِتاب الدرس
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀لكنها
لم تَرَ النظرة في العَينينِ الزرقاوين
وظلّ الطفلُ⠀⠀⠀⠀طوالَ اليومِ ⠀⠀⠀⠀يتصببُ عَرقاً
كانَ يمدّ لِسانه،
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀ويشدّ القبضتين
إلى فخذيهِ بقوة ..
ويرى بعينين مُغمضتين
بقعاً من الضوء
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀وحينذاك
أبصَروه - على قمّة السلّمِ - يهتفُ كالديك ..
⠀⠀⠀⠀في الشتاءِ
كانَ مُستلقياً تحت الجدار
مختفياً في الحقل ،
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀يا لقلبهِ الغضِّ !
وفي السابعة من سِنيهِ
كتبَ عن الصحراء،
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀حيثُ
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀تزهرُ
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀الحريّة
وكان يَستعين بالمجلات ذوات الصور ..
كانَ يخافُ⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀ أيّام الأحدْ
⠀⠀⠀⠀⠀من شهر كانون،
حيث كانَ⠀- بشعره المدهون -
يقرأ نسخةً من الكتاب المقدّس
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀(خَضراء الحواف)
وكانَ يحلمُ بالبراري
وأزهارٍ من اللحمِ الحي،
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀مَبْثُوثَةً
في أحراشٍ⠀⠀تُضيئها⠀ ⠀ النُّجوم ..
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀⠀
آرثر رامبو
ت: بدر السيّاب
تعاملوا مع كتابي كما لو أنّه نَظّارات مُتّجهة إلى الخارج، وإذا ما لم تكُن هذه النظّارات صالحة لكم، ابحثوا عن أخرى، واعثروا بأنفسكم على النظّارات التي تناسبكم، والتي ستكون نظّارات لخَوض معركة ..
مارسيل بروست
مارسيل بروست
Forwarded from في مأزقٍ مُنذُ ١٩٩٤
جلجامش : يا أمي، أرهقني الليلُ ..
ننسون : وما الليل سوى صورتِنا؟
جلجامش : المقلوبة؟
ننسون : لا، يا ولدي.
جلجامش : إن كان الأمر كهذا، والحلم حقيقه
فأنا العاثر والحائرُ، يا أمّي ..
ننسون : أخبرني، يا جلجامش
أسرِرني ، ياولدي ، برؤاك ..
جلجامش : كان الليلُ
وكنتُ أسيرُ وحيداً في طرف الساحةِ، حين نظرت إلى أعلى أبصرت نجوماً تتزاحم وإذا بي ألمحُ نجماً منها يهوي بين يديّ.
نجماً أشعل في الساحة نور الأنوار.
قلت : لألمس هذا النجم
لأرفعه قليلاً …
كان النجم ثقيلا
لم يتزحزح،
وازدحم الناس عليهِ …
ننسون : وهل غاب النجم؟
جلجامش : لا ، يا أمّي
لكني ملت عليه
كأني أكتَنِهُ امرأةً
ثم حملت النجمَ إليكِ
إلى قدميكِ ..
سعدي يوسف
( من مسرحية عندما في الأعالي - 1989 وهي محاولة لكتابة ملحمة جلجامش شعراً عربياً)
ننسون : وما الليل سوى صورتِنا؟
جلجامش : المقلوبة؟
ننسون : لا، يا ولدي.
جلجامش : إن كان الأمر كهذا، والحلم حقيقه
فأنا العاثر والحائرُ، يا أمّي ..
ننسون : أخبرني، يا جلجامش
أسرِرني ، ياولدي ، برؤاك ..
جلجامش : كان الليلُ
وكنتُ أسيرُ وحيداً في طرف الساحةِ، حين نظرت إلى أعلى أبصرت نجوماً تتزاحم وإذا بي ألمحُ نجماً منها يهوي بين يديّ.
نجماً أشعل في الساحة نور الأنوار.
قلت : لألمس هذا النجم
لأرفعه قليلاً …
كان النجم ثقيلا
لم يتزحزح،
وازدحم الناس عليهِ …
ننسون : وهل غاب النجم؟
جلجامش : لا ، يا أمّي
لكني ملت عليه
كأني أكتَنِهُ امرأةً
ثم حملت النجمَ إليكِ
إلى قدميكِ ..
سعدي يوسف
( من مسرحية عندما في الأعالي - 1989 وهي محاولة لكتابة ملحمة جلجامش شعراً عربياً)
الدردارة
الماء يأتي راكباً تيناً وصفصافاً
يقيم دقيقتين على سفوح العين
ثم يعود في سرفيس بيروتَ – الخيامْ
- سلِّم على... سلِّم على...
يا أيها الماء التحيةُ
أيها الماء الهديةُ
أيها الماء السلامْ
- سلِّم على... سلِّم على...
وعلى الذي في القبر
واسقِ القبر
واطلع وردةً بيضاءَ فوق القبر
واجعلْ أيها الماء النهار مساحةً مزروعةً جَزَراً،
وطيٌر راكضٌ تحت الشتاء
وانني في الصيف... من عشرين عامْ
أفعى على برّ الخيام،
وضفدعٌ في الماء
والدَّرداره
عينٌ رأت حُلُماً وفسَّرَه المزارعُ لوبياء
وهي الفضاءُ وقد تجمّعَ في إناء الساحره
وهي القرى اضطربتْ على قمم التلال
هي القرى انقلبتْ
وظلَّت عامره
في صفحة الماء التي اتسعت لتشملَ صفحة الأيام
تمخر في محيط الذاكره
وهي المواسمُ والفتاةُ العابره
عند الصباحِ
وفي يديها سهل مرجعيون
وهي الطائره
ضربت على كتف الفتاة… فأسقطتْها..
وتدحرج الزيتون
*
فلاحان يقتعدانِ جذعاً مستديراً
ينهضانِ
وينتهي يومُ البطاطا…
ويجيء يومُ النوم …
ناما هادئين
واستيقظا في شاحنات النازحين
نافذتان لا تتحادثانِ
وعُصْبَةٌ خرجوا من المقهى
وما عادوا
تظنّون الكلابَ تعيشُ في هذا المناخ الأصفر الضاري؟
لذلك لا يصحُّ القولُ: إنّ الكلب ينبحُ
لا يصحُ كذلك التحديق في الأشياء
بحثاً عن حياةٍ ما
*
عشرون ألفاً ينهرون الطائرات تقدَّموا
وتقهقروا غرباً
إزاء تَحصُّنِ الأشياء في الأسماء: حارسةِ الحقيقة
دبابةٌ في الجوّ
لكنْ،
جدّتي في الجوّ
لكنْ
طابتي في الجوّ
هذا الشيءُ لي
وأنا الذي سمّيتُهُ العالي
وسميت الطفولة تحته
مستقبلي...
عشرون ألفاً ينهرون الطائرات تقدّموا
وترجّل الجنديُّ
ثم مشى إلى ليل الحديقة
تستوقفُ الجنديَّ ضفدعة الحقيقة
وتنقُّ قائلة لهُ: طلع الصباح...
*
الاربعون تساقطوا مثل الثياب الفارغة ..
حملوا إليّ الأربعين وكان أصغرهُم على باب المئه
حملوا البقايا المطفأة
حملوا كأكياسٍ معبّأةٍ سنين
حملوا إليّ الأربعين
وكان أكبرهم غلامْ
*
أتى أبي
ورمى عرانيسا أمام البيت
صلّى ركعتين سريعتينِ
وغاب في أحد الكُتُبْ
وأخي الكبير أحَبَّ
فامتلأت حديقةُ بيتنا كرزا
بعد ذلك
أرسلوني
للمدارس...
مطرٌ عنيفٌ يضرب الدنيا
وإني قابعٌ في الوحلِ والأوراقِ قرب النارِ
والأشجار تصعد من حديقتنا
وتغرق في السماء الغائمه
تأتي الغزالةُ من كتاب أبي
لتشرب من كتابي الماءَ
مخلوطاً
بأجسام
الصبايا العاريات
وبالملوك الظالمه.
بنتُ الأميرِ النادمه
خرجتْ من الفصل الأخيرِ
وأعجبتني
بنت الأميرِ تزوّجتني
في آخر الصفحاتِ
جاء الجندُ
وانطبق الكتابُ
على الحكايه...
*
وذلك الشخص الذي غمز الهواء بسيفهِ
فأماتني ضحِكاً
قالَ:
وسهل مرجعيون سوف يصير صعباً!
عندما...
وأشار نحو الشاحنات الحاملات حصى
وباطوناً
وجُنْداً ينشدونَ
تطير قبعةٌ من السيّارتينِ
تطير أغنيةٌ من السيّارتينِ
*
وأنام
أصحو بعد أعوامٍ على امرأة تغني في صباح التين
سوداء الجناحِ
وخلفها ولدٌ
يتيمٌ
حاملٌ
سلّاً
ويمشي واسع الأذنين خلف غناء جدّتِهِ
ويأتي الصبحُ
والولدُ اليتيمُ يكون موجوداً
وينطلقان نحو التين
قالت عمّتي: كان ابنها قمراً
وقالت: ماتَ في الحرب الأخيرة
تاركاً
ولداً
يتيماً
حاملاً
سَلَّا
ويمشي واسع الأذنين خلف غناء جدتِهِ
قالت عمتي وبَكَتْ...
تنقّ الضفدعه
*
في ذاتِ يومٍ كانت الدنيا نهاراً صافياً
وقتلتُ عصفوراً
أكلتُ حديقةً
وشربتُ غيمه
في ذات يوم كانت الدنيا قديمه
وفتحتُمُ بابَ الشمال
وواحدٌ منكم
رماني خارجاً
ونسيتموني...
لِيَكُنْ خريفاً
يحرقُ الأشجار، أمّا جثّتي
فستستحيلُ إلى رمادٍ هادئ
في موقدِ الراوي العجوز
وقد تربّعَ فوقَ أنقاضِ البطلْ
قد لا أكونَ هناكَ في تموزِ ذاك العام
لكنْ
أيّها الماءُ الذي وثب الزمان
وجاء محروراً إليّْ
- سلّم عَلَيّْ.. سلّمْ عَلَيّْ
وعليهما
يا أيها الماء السلامْ
عليهما: الدردارةِ الصفراء
وابنتها الخيامْ.
حسن عبدالله (1943-2022)
الماء يأتي راكباً تيناً وصفصافاً
يقيم دقيقتين على سفوح العين
ثم يعود في سرفيس بيروتَ – الخيامْ
- سلِّم على... سلِّم على...
يا أيها الماء التحيةُ
أيها الماء الهديةُ
أيها الماء السلامْ
- سلِّم على... سلِّم على...
وعلى الذي في القبر
واسقِ القبر
واطلع وردةً بيضاءَ فوق القبر
واجعلْ أيها الماء النهار مساحةً مزروعةً جَزَراً،
وطيٌر راكضٌ تحت الشتاء
وانني في الصيف... من عشرين عامْ
أفعى على برّ الخيام،
وضفدعٌ في الماء
والدَّرداره
عينٌ رأت حُلُماً وفسَّرَه المزارعُ لوبياء
وهي الفضاءُ وقد تجمّعَ في إناء الساحره
وهي القرى اضطربتْ على قمم التلال
هي القرى انقلبتْ
وظلَّت عامره
في صفحة الماء التي اتسعت لتشملَ صفحة الأيام
تمخر في محيط الذاكره
وهي المواسمُ والفتاةُ العابره
عند الصباحِ
وفي يديها سهل مرجعيون
وهي الطائره
ضربت على كتف الفتاة… فأسقطتْها..
وتدحرج الزيتون
*
فلاحان يقتعدانِ جذعاً مستديراً
ينهضانِ
وينتهي يومُ البطاطا…
ويجيء يومُ النوم …
ناما هادئين
واستيقظا في شاحنات النازحين
نافذتان لا تتحادثانِ
وعُصْبَةٌ خرجوا من المقهى
وما عادوا
تظنّون الكلابَ تعيشُ في هذا المناخ الأصفر الضاري؟
لذلك لا يصحُّ القولُ: إنّ الكلب ينبحُ
لا يصحُ كذلك التحديق في الأشياء
بحثاً عن حياةٍ ما
*
عشرون ألفاً ينهرون الطائرات تقدَّموا
وتقهقروا غرباً
إزاء تَحصُّنِ الأشياء في الأسماء: حارسةِ الحقيقة
دبابةٌ في الجوّ
لكنْ،
جدّتي في الجوّ
لكنْ
طابتي في الجوّ
هذا الشيءُ لي
وأنا الذي سمّيتُهُ العالي
وسميت الطفولة تحته
مستقبلي...
عشرون ألفاً ينهرون الطائرات تقدّموا
وترجّل الجنديُّ
ثم مشى إلى ليل الحديقة
تستوقفُ الجنديَّ ضفدعة الحقيقة
وتنقُّ قائلة لهُ: طلع الصباح...
*
الاربعون تساقطوا مثل الثياب الفارغة ..
حملوا إليّ الأربعين وكان أصغرهُم على باب المئه
حملوا البقايا المطفأة
حملوا كأكياسٍ معبّأةٍ سنين
حملوا إليّ الأربعين
وكان أكبرهم غلامْ
*
أتى أبي
ورمى عرانيسا أمام البيت
صلّى ركعتين سريعتينِ
وغاب في أحد الكُتُبْ
وأخي الكبير أحَبَّ
فامتلأت حديقةُ بيتنا كرزا
بعد ذلك
أرسلوني
للمدارس...
مطرٌ عنيفٌ يضرب الدنيا
وإني قابعٌ في الوحلِ والأوراقِ قرب النارِ
والأشجار تصعد من حديقتنا
وتغرق في السماء الغائمه
تأتي الغزالةُ من كتاب أبي
لتشرب من كتابي الماءَ
مخلوطاً
بأجسام
الصبايا العاريات
وبالملوك الظالمه.
بنتُ الأميرِ النادمه
خرجتْ من الفصل الأخيرِ
وأعجبتني
بنت الأميرِ تزوّجتني
في آخر الصفحاتِ
جاء الجندُ
وانطبق الكتابُ
على الحكايه...
*
وذلك الشخص الذي غمز الهواء بسيفهِ
فأماتني ضحِكاً
قالَ:
وسهل مرجعيون سوف يصير صعباً!
عندما...
وأشار نحو الشاحنات الحاملات حصى
وباطوناً
وجُنْداً ينشدونَ
تطير قبعةٌ من السيّارتينِ
تطير أغنيةٌ من السيّارتينِ
*
وأنام
أصحو بعد أعوامٍ على امرأة تغني في صباح التين
سوداء الجناحِ
وخلفها ولدٌ
يتيمٌ
حاملٌ
سلّاً
ويمشي واسع الأذنين خلف غناء جدّتِهِ
ويأتي الصبحُ
والولدُ اليتيمُ يكون موجوداً
وينطلقان نحو التين
قالت عمّتي: كان ابنها قمراً
وقالت: ماتَ في الحرب الأخيرة
تاركاً
ولداً
يتيماً
حاملاً
سَلَّا
ويمشي واسع الأذنين خلف غناء جدتِهِ
قالت عمتي وبَكَتْ...
تنقّ الضفدعه
*
في ذاتِ يومٍ كانت الدنيا نهاراً صافياً
وقتلتُ عصفوراً
أكلتُ حديقةً
وشربتُ غيمه
في ذات يوم كانت الدنيا قديمه
وفتحتُمُ بابَ الشمال
وواحدٌ منكم
رماني خارجاً
ونسيتموني...
لِيَكُنْ خريفاً
يحرقُ الأشجار، أمّا جثّتي
فستستحيلُ إلى رمادٍ هادئ
في موقدِ الراوي العجوز
وقد تربّعَ فوقَ أنقاضِ البطلْ
قد لا أكونَ هناكَ في تموزِ ذاك العام
لكنْ
أيّها الماءُ الذي وثب الزمان
وجاء محروراً إليّْ
- سلّم عَلَيّْ.. سلّمْ عَلَيّْ
وعليهما
يا أيها الماء السلامْ
عليهما: الدردارةِ الصفراء
وابنتها الخيامْ.
حسن عبدالله (1943-2022)