Telegram Web
ولكن إفلات آخر إصبع ليس كإفلات الأول؛ فهذا الاصبع يشهد على أنه آخر فرصة تم رفضها كالتي قبلها من قِبل مفضله الذي أبى التمسك بها.
برودة كلماتك لا تطفئ نار غيرتي وإنما نار مشاعري .
تخاريف شائكة "٨٣"
الأمور ليست على ما يرام، آخِر حائط استندتُ عليه بعدَ بترِ قدمي على وشكِ الانهيار .
القلق يتلف كل شيء.
يتسربُ للأغصانِ خريفًا؛ لِقدوم الشتاء فيُسقِطها وريقاتها، يتسربُ للمُرتاح فيهدم أبراج عقله، يتسرب للعاشق فيضع الجمرَ مكان قلبه .
رأيتُ ذات يومٍ رجلًا لولا صدره الذي يصعد ويهبط لما علمتُ أنه حي، سألته عن سبب عدم ظهور علامات الحياة عليه وعن سبب شحوب وجهه وانتكاسة صحته، قال لي :"جرب أن تدفِنَ مشاعرك قبل أن تُدفَن فقط لأن ليس لديك الحق في شعورِك وقُل لي كيف ستستطيع إكمالَ أنفاسِك رغبةً منك ليس رغمًا عنك".
ما يؤلم بصدق هو خروج آخر سكين أمل بمفردها، حينما تمل أداة التعذيب من المُعذَب وتقرر تركه هي الأخرى .
لا أعلم ما هو المغزى من العيش فقط لتلقي المزيد من الهزائم، لرؤية نفسك وأنت تسقط من عيون الأقربين لنقطة تبدوان فيها أكثر غربة مما سبق أُلفتكم، للحفاظ على بقايا أجزاء تركوها عابرين داخلنا، ولترهيب نفسك من كل خطوة تخطوها تجاه شخص حتى وإن كان الوحيد الباسط ذراعيه.
تغيرنا وأصبحت أشياؤنا المفضلة مفضلاتي وحدي.
لم نكن نجيد التعبير، فظن كل منا أن الآخر دفن الكلمات رغبة منه، بينما هي التي تدفنه.
لم أنسَ ذاك اليوم الذي أدركتُ فيه أنّ هذا ليس مكاني، حاولتُ بشدةٍ بعدها أن أثبتَ لنفسي عنوةً أنّه ليس كذلك ولكنني كنتُ أعودُ دومًا ملقيةً خيبةَ أملي على كتفي.
تخاريف شائكة "٨٤"
عانيتُ أعاتبُك مراتٍ ومرات حتى أفقدتُ الكلمات معناها، ارتكبتُ خطأً في حقي وهو تمسكي بالمعاناة، وجريمةً في حقِ العتابِ وهي أن يُوصلَ به ضميرٌ عائدٌ على مَن لا ضمير له.
لم تعُدْ أحديثُنا بتلك التلقائية، لم أعُدْ أتكئ على كتفِك الراسخِ حين تهتزُ بيا الحياة–حيث أنّي لم أعُدْ أجدُه–، لم تعُدْ عيناك تهربان من عينيّ لأنّهما لم يعُدا يبحثان عني من الأساس، لم تعُدْ أنت ولم أعُدْ أنا ولكن مشاعري هي ذاتها وجِدَت منك ومازالت لك.
ليس الأمرُ عن تلك الابتسامةِ، إنما عن المرارةِ التي تلحقُها.
لا أنتبه لنبضاتِ قلبي إلا حين أراك، أعتقدُ أن سببَ هذا يكمن في رؤيتي لقلبي أمامي.
تخاريف شائكة "٨٥"
الفراغُ يزداد، تتآكلُ الوجوه أو أصابُ بالعمى.
أغرقُ في السوادِ، أنسى الوجودَ أو أتذكرُ العدمَ.
القاعُ يقتربُ، لا أراه ولكن كل ما لا أراه يوّضحُه.
عقلي يختنقُ بكلِ فكرةٍ به.
الحوائطُ تقررُ احتضانَ بعضها لشعورها بالوحدة.
رئتاي تقرران التنازلَ عن ذاك الغازِ الذي يساعدُ على الاشتعال.
هناك بعض الأشخاص إن لم يكنُ كلهم دخلوا حياتَك كي يخرجوا منها بعد أن يتركوا بعض البصماتِ على جدرانِك، تلك البصمات سواء كانت تروقُك أم لا، تشير إلى أنّ شخصًا ما قد مرّ من هُنا وساهمَ في تكوينِ الشخصيةِ التي أمامك.
_٩ مارس
أشعر بأني لا أشعر، أقف على حافة الهاوية بدون خوفٍ وهذا بذاتِه يخيفُني. لا أستطيع التراجعَ أو القفزَ فقط الوقوف والتأمل في الظلامِ اللانهائي. لا أعلم متى وصلتُ هنا أو كيف فقدت شعوري في الطريق. هل كان يوجد طريق؟ او هل كنت أملك مشاعرًا؟ حتى هذا لا أتذكرُه.
أكثر ما يرعبني هذه الأيام هو التأخير.
تلك اللعنة التي نصاب بها لإعجابنا بالتسويف طالما يفي بالغرض، نعرف أن التأخير يرفع من مستوى المغامرة لكل شيء دون أدنى خسارة في الأغلب، ولكن ما لا نعرفه أن عاقبة التأخير لا تظهر من أولِ يوم، ولكنه يفاجئك على حين غرة ببتر جزءًا منك كنت سوف ترممُه في وقتٍ لاحقٍ!
نسبية النهايات غير مفهومة، جميع نهايات أميرات ديزني سعيدة، برغم أن معظم القصص المترتبة على تلك النهايات عادة ما تكون تعيسة، فقط نحن أردنا النظر لذلك الجانب الوردي من جميع القصص، وتناسينا تلك الغيمة السوداء التي ستحل لا محالة، سواء إن استطعنا جعلها تنقشع أم أهلكتنا قبل أن نحاول.
2025/02/18 18:48:54
Back to Top
HTML Embed Code: