كَشْفُ مُسُوح عِلْمِ المَدْعُو مُحَمَّد أَحْمَد لوح
(تعليقةٌ مختصرةٌ على بعض كلام المدعو محمد أحمد لوح السنغالي في سياق تجويزه القيمة النقدية في زكاة الفطر)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛ فإن ابن لوح هذا رجل غير محقِّقٍ ولا يميز بين الأمور ولم يأت بجديدٍ؛ فإن العمل بالنص ومنطوقه هو الواجب لا ضَرْب الأمثال له وصَرْف الناس عنه كما تنازَلَ لوح هذا عن بعض ما يعرفه في دين الله لأجل مسايرة الناس وبَدَّلَ وغَيَّرَ، وهذا مثالٌ من تغيُّراته وترضياته لمن حوله.
● ومما يدل على عدم سلامة فهمه: استدلاله بفعل الصحابة في شأن الحنطة؛ فهُم لم يخالفوا النص بل مشوا عليه حيث لم يخرجوها نقداً وثبتوا على شأن الطعام، وقد ورد ذلك مرفوعاً.
● ثم مِنْ تجاسره أنه ادعى أن النقود لم تكن موجودةً في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- بكثرةٍ! وأن هذه الندرة أدَّت إلى جعل زكاة الفطر طعاماً! وهذا تجاسرٌ وتقوُّلٌ بلا دليلٍ فإن زكاة الفطر كانت طعاماً لأجل الطُّعمة حتى يجد المسكين ما يأكله في يوم العيد ليخالف بين الصوم والفطر لِذا تُعطى له قبل صلاة العيد ليرجع بها إلى بيته ليَطْعَمها فيتساوى مع غيره من أهل اليسار والقدرة في طعم الطعام، ولذا جاء في الأثر (طُعْمَةً للمسكين) وهذه علَّة مشروعيتها وحكمتها، فالمصلحة منها ليست الإغناء النقدي كزكاة المال وإنما هي إغناءٌ وقتيٌّ لأجل الفطر من رمضان، فكانت طعاماً بخلاف ما لو دُفِعَتْ إليه مالاً ونقداً فإنه -مع مخالفتها للنص والحكمة- لا يتمكن من شراء طعامه المطلوب شرعاً في هذه اللحظة بل سينطلق بنقده ولن يطعم شيئاً. ولذا نسأل كل عاقلٍ: ما العلة من زكاة الفطر وحكمة مشروعيتها بعد الصوم؟! سيقول -ولامحالة-: الطعمة في يوم العيد. فإِذَن عُلِمَ سلامة جَعْلِهَا طعاماً، وهذه هي المصلحة المطلوبة بخلاف دَفْعِ النقد له فإنه إما أنه لن يأكل طعاماً لأنه ما سُلِّمَ الطعام المنصوص عليه، وإما أنه لن يشتري طعاماً ويعدل إلى غيره، وإما أنه يريد شراء الطعام ولن يجد غالباً طعاما يشتريه لأجل إغلاق الناس متاجرهم في هذه الفترة فرحاً بالعيد والطعام.
فظهر تماماً أن العدول والبعد عن النص عدولٌ تامٌّ عن المصلحة المرعيَّة والمرادة من هذه الزكاة بعد شهر الصوم؛ فكما فَطَّرَ القادرون المساكين في شهر رمضان يطعمونهم في يوم العيد إفراحاً لهم وسدَّاً لحاجتهم في الحالين لأن سد حاجة الطعام لهم أصالةً -وفي عيد الفطر خصوصاً- هو أعظم مصلحة مرعية بخلاف النقد كما بيَّنَّا.
ومَن هم أعلم من لوح هذا وأرسخ وأثبت على الحق من أهل العلم وهو عيل على علمهم وقد خالفهم فيما هم عليه من الحق في كثيرٍ من القضايا لم يأت لهم بِذِكْرٍ فيما سوَّده من مكتوبه كالعلامة ابن باز، والعثيمين، والألباني، والعلامة اللحيدان، والعلامة الفوزان، والعلامة الربيع، والعلامة الجابري، والبخاري وغيرهم كثير رحم الله حيهم وميتهم، وهم أعلم منه بالعصر ومصلحة أهله وأفقه بالخلاف منه رجَّحوا الإطعام وجعلوه الحق والصواب لأنه منطوق النص ومذهب عامة الجمهور.
هذا -باختصارٍ- بيانُ خلل ما في لَوْحِ لوح من أمورٍ ومسالك تخالف مسلك العلم وأصوله المعتبرة في هذه المسألة.
● ومما يؤكد لكل عاقلٍ أن الصحابة -رضي الله عنهم- فهموا النص وعملوا به ووافقوه؛ أنهم بينوا كما في نصوص زكاة الفطر أنهم أمروا بإخراج (صاعاً من طعامٍ، أو صاعًا من شعيرٍ، أو صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من أقِطٍ، أو صاعًا من زبيبٍ)؛ فَفِعلهم تضمَّنه الإرشاد والتوجيه والوصف النبوي، فهل يا لوح -أصلحك الله- كانت الحنطة والأرز من غير أصناف الطعام؟؟! ثم مما يؤكد عدم وعي لوح بما يثيره من شبهات أنه يستدل بفعل الصحابة الذين لم يخرحوا عن النص إلى النقد والمال، والنقد في زمن الصحابة كان كثيراً حيث فتحوا البلاد وغنموا الطائل من النقد والمال ومع ذلك لم يعدلوا عن الطعام في زكاة الفطر إلى النقد ولم يراعوا تلك العلة الواهية التي اخترعها لوح من عند نفسه (كثرة النقد وقلته).
● أما السَّبِيعي ففي روايته كلامٌ فقد كان مدلِّساً في المرفوع من الحديث ويروي عن غير الوعاة، فكيف في غير ذلك مع مخالفة النص والأمر المستقر عن الصحابة وعامة الفقهاء أنها لا تكون ولا تخرج إلا من الطعام.
فـ(لوح) أصلحه ربه تغير وصار متأثراً بمدراس وجهاتٍ لا تمتُّ إلى مذهب أهل الحديث والأثر فيلوك ويتلون بشبهاتهم الواهية فكل إناء بما فيه ينضح.
كتبه
نزار بن هاشم العباس
26-رمضان-1439هـ
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
http://bit.ly/1Oj7urP
(تعليقةٌ مختصرةٌ على بعض كلام المدعو محمد أحمد لوح السنغالي في سياق تجويزه القيمة النقدية في زكاة الفطر)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛ فإن ابن لوح هذا رجل غير محقِّقٍ ولا يميز بين الأمور ولم يأت بجديدٍ؛ فإن العمل بالنص ومنطوقه هو الواجب لا ضَرْب الأمثال له وصَرْف الناس عنه كما تنازَلَ لوح هذا عن بعض ما يعرفه في دين الله لأجل مسايرة الناس وبَدَّلَ وغَيَّرَ، وهذا مثالٌ من تغيُّراته وترضياته لمن حوله.
● ومما يدل على عدم سلامة فهمه: استدلاله بفعل الصحابة في شأن الحنطة؛ فهُم لم يخالفوا النص بل مشوا عليه حيث لم يخرجوها نقداً وثبتوا على شأن الطعام، وقد ورد ذلك مرفوعاً.
● ثم مِنْ تجاسره أنه ادعى أن النقود لم تكن موجودةً في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- بكثرةٍ! وأن هذه الندرة أدَّت إلى جعل زكاة الفطر طعاماً! وهذا تجاسرٌ وتقوُّلٌ بلا دليلٍ فإن زكاة الفطر كانت طعاماً لأجل الطُّعمة حتى يجد المسكين ما يأكله في يوم العيد ليخالف بين الصوم والفطر لِذا تُعطى له قبل صلاة العيد ليرجع بها إلى بيته ليَطْعَمها فيتساوى مع غيره من أهل اليسار والقدرة في طعم الطعام، ولذا جاء في الأثر (طُعْمَةً للمسكين) وهذه علَّة مشروعيتها وحكمتها، فالمصلحة منها ليست الإغناء النقدي كزكاة المال وإنما هي إغناءٌ وقتيٌّ لأجل الفطر من رمضان، فكانت طعاماً بخلاف ما لو دُفِعَتْ إليه مالاً ونقداً فإنه -مع مخالفتها للنص والحكمة- لا يتمكن من شراء طعامه المطلوب شرعاً في هذه اللحظة بل سينطلق بنقده ولن يطعم شيئاً. ولذا نسأل كل عاقلٍ: ما العلة من زكاة الفطر وحكمة مشروعيتها بعد الصوم؟! سيقول -ولامحالة-: الطعمة في يوم العيد. فإِذَن عُلِمَ سلامة جَعْلِهَا طعاماً، وهذه هي المصلحة المطلوبة بخلاف دَفْعِ النقد له فإنه إما أنه لن يأكل طعاماً لأنه ما سُلِّمَ الطعام المنصوص عليه، وإما أنه لن يشتري طعاماً ويعدل إلى غيره، وإما أنه يريد شراء الطعام ولن يجد غالباً طعاما يشتريه لأجل إغلاق الناس متاجرهم في هذه الفترة فرحاً بالعيد والطعام.
فظهر تماماً أن العدول والبعد عن النص عدولٌ تامٌّ عن المصلحة المرعيَّة والمرادة من هذه الزكاة بعد شهر الصوم؛ فكما فَطَّرَ القادرون المساكين في شهر رمضان يطعمونهم في يوم العيد إفراحاً لهم وسدَّاً لحاجتهم في الحالين لأن سد حاجة الطعام لهم أصالةً -وفي عيد الفطر خصوصاً- هو أعظم مصلحة مرعية بخلاف النقد كما بيَّنَّا.
ومَن هم أعلم من لوح هذا وأرسخ وأثبت على الحق من أهل العلم وهو عيل على علمهم وقد خالفهم فيما هم عليه من الحق في كثيرٍ من القضايا لم يأت لهم بِذِكْرٍ فيما سوَّده من مكتوبه كالعلامة ابن باز، والعثيمين، والألباني، والعلامة اللحيدان، والعلامة الفوزان، والعلامة الربيع، والعلامة الجابري، والبخاري وغيرهم كثير رحم الله حيهم وميتهم، وهم أعلم منه بالعصر ومصلحة أهله وأفقه بالخلاف منه رجَّحوا الإطعام وجعلوه الحق والصواب لأنه منطوق النص ومذهب عامة الجمهور.
هذا -باختصارٍ- بيانُ خلل ما في لَوْحِ لوح من أمورٍ ومسالك تخالف مسلك العلم وأصوله المعتبرة في هذه المسألة.
● ومما يؤكد لكل عاقلٍ أن الصحابة -رضي الله عنهم- فهموا النص وعملوا به ووافقوه؛ أنهم بينوا كما في نصوص زكاة الفطر أنهم أمروا بإخراج (صاعاً من طعامٍ، أو صاعًا من شعيرٍ، أو صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من أقِطٍ، أو صاعًا من زبيبٍ)؛ فَفِعلهم تضمَّنه الإرشاد والتوجيه والوصف النبوي، فهل يا لوح -أصلحك الله- كانت الحنطة والأرز من غير أصناف الطعام؟؟! ثم مما يؤكد عدم وعي لوح بما يثيره من شبهات أنه يستدل بفعل الصحابة الذين لم يخرحوا عن النص إلى النقد والمال، والنقد في زمن الصحابة كان كثيراً حيث فتحوا البلاد وغنموا الطائل من النقد والمال ومع ذلك لم يعدلوا عن الطعام في زكاة الفطر إلى النقد ولم يراعوا تلك العلة الواهية التي اخترعها لوح من عند نفسه (كثرة النقد وقلته).
● أما السَّبِيعي ففي روايته كلامٌ فقد كان مدلِّساً في المرفوع من الحديث ويروي عن غير الوعاة، فكيف في غير ذلك مع مخالفة النص والأمر المستقر عن الصحابة وعامة الفقهاء أنها لا تكون ولا تخرج إلا من الطعام.
فـ(لوح) أصلحه ربه تغير وصار متأثراً بمدراس وجهاتٍ لا تمتُّ إلى مذهب أهل الحديث والأثر فيلوك ويتلون بشبهاتهم الواهية فكل إناء بما فيه ينضح.
كتبه
نزار بن هاشم العباس
26-رمضان-1439هـ
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
http://bit.ly/1Oj7urP
▪ *التعليق على المقال السديد للإمام الربيع في الرد على الدكتور محمد بن هادي وبيان حقيقة منهجه الجديد*.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسوله وآله ومن اتبع هداه.
جزي الله خيرا شيخنا الإمام العلامة الربيع المدخلي حفظه الله على هذا المقال المختصر المفيد الحاسم الذي نصربه الحق وأهله والمظلومين وفرق به بين:
١/ السلفيين بحق.
و
٢/ المتعصبين المقلدة للدكتور محمدبن هادي أصلحه الله في فتنته التي أشعلها و صب زيتها وتمادى مكابرة وإعراضاً عن الحجج والبراهين.
ولقد بدأه الشيخ الإمام حفظه الله بسؤاله الكاشف لحقيقة دعاويه الفارغة من هم الأكابر عنده والذين يُرجع إليهم؟؟؟
لأن هذا مربط فتنته الحدادية الجديدة *من هم أكابر العلماء الذين تدعي أنهم المرجعية؟* وهذا أبسط سؤال موجه بأقوى حجة تدحض كل حجج الدكتور لأنه بين أجوبة وأمور كلها مرة عليه أشدمن مرارة الحنظل وأي جواب يجيبه لو أجاب وما أظنه يجيب راجع عليه كشفاً بسوء منهجه الجديد وعلى بيان حقيقته وزخاريف قوله التي لبّس بها على المقلدة له. وعلى أتباعه أن يسألوه من الأكابر هؤلاء؟ولو كان شجاعاً جريئاً في الحق فليجب ولو كان الجواب على نفسه لكن هيهات هيهات إلا أن يشاء الله وهذا من *عمق علم وفهم وإدارك العلامة الربيع حفظه الله لحقيقة الدكتور محمد ومنهجه الجديد القائم على أصلين :*
١/ التحذير من الصعافقة (وهم أهل الحق من علماء وطلاب ) بأنواع من الظلم والسب والشتم والكذب.
٢ / الدعوة(زوراً وادعاءً) إلى الارتباط بالأكابر الأكابر الأكابر(إجمالا) *وهم لاوجود لهم في منهجه وواقعه* وإنما الأكابر عنده ذات نفسه المخالفة للحق. وهذان الأصلان يهدمان السلفية وعلماءها وطلابهم الخلّص والخواص السائرين على طريقهم. فجزى الله العلامة الربيع خير الجزاء وأطال بقاءه على كل خير وأثابه وذب عنه كل شر في الدارين وكبت من خالفه وخالف الحق في كل زمان ومكان.
وكتبه:
الشيخ نزار بن هاشم العباس -حفظه الله-.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسوله وآله ومن اتبع هداه.
جزي الله خيرا شيخنا الإمام العلامة الربيع المدخلي حفظه الله على هذا المقال المختصر المفيد الحاسم الذي نصربه الحق وأهله والمظلومين وفرق به بين:
١/ السلفيين بحق.
و
٢/ المتعصبين المقلدة للدكتور محمدبن هادي أصلحه الله في فتنته التي أشعلها و صب زيتها وتمادى مكابرة وإعراضاً عن الحجج والبراهين.
ولقد بدأه الشيخ الإمام حفظه الله بسؤاله الكاشف لحقيقة دعاويه الفارغة من هم الأكابر عنده والذين يُرجع إليهم؟؟؟
لأن هذا مربط فتنته الحدادية الجديدة *من هم أكابر العلماء الذين تدعي أنهم المرجعية؟* وهذا أبسط سؤال موجه بأقوى حجة تدحض كل حجج الدكتور لأنه بين أجوبة وأمور كلها مرة عليه أشدمن مرارة الحنظل وأي جواب يجيبه لو أجاب وما أظنه يجيب راجع عليه كشفاً بسوء منهجه الجديد وعلى بيان حقيقته وزخاريف قوله التي لبّس بها على المقلدة له. وعلى أتباعه أن يسألوه من الأكابر هؤلاء؟ولو كان شجاعاً جريئاً في الحق فليجب ولو كان الجواب على نفسه لكن هيهات هيهات إلا أن يشاء الله وهذا من *عمق علم وفهم وإدارك العلامة الربيع حفظه الله لحقيقة الدكتور محمد ومنهجه الجديد القائم على أصلين :*
١/ التحذير من الصعافقة (وهم أهل الحق من علماء وطلاب ) بأنواع من الظلم والسب والشتم والكذب.
٢ / الدعوة(زوراً وادعاءً) إلى الارتباط بالأكابر الأكابر الأكابر(إجمالا) *وهم لاوجود لهم في منهجه وواقعه* وإنما الأكابر عنده ذات نفسه المخالفة للحق. وهذان الأصلان يهدمان السلفية وعلماءها وطلابهم الخلّص والخواص السائرين على طريقهم. فجزى الله العلامة الربيع خير الجزاء وأطال بقاءه على كل خير وأثابه وذب عنه كل شر في الدارين وكبت من خالفه وخالف الحق في كل زمان ومكان.
وكتبه:
الشيخ نزار بن هاشم العباس -حفظه الله-.
(إعلان مهم حول الاتصال بفضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس حفظه الله)
نعلن للإخوة أنه يُمنع الاتصال على رقم الشيخ نزار بن هاشم حفظه الله من أجل الأسئلة.
ومن كان لديه سؤال مهم فبإمكانه إرساله عبر الرسائل النصية أو الواتس، أو عبر موقع راية السلف بالسودان من خلال تعبئة نموذج (اتصل بنا).
نرجو من الإخوة الالتزام بذلك رفعا للحرج عن الشيخ، وبالله التوفيق.
رابط التواصل عبر الموقع:
https://rsalafs.com/?page_id=7
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
http://bit.ly/1Oj7urP
نعلن للإخوة أنه يُمنع الاتصال على رقم الشيخ نزار بن هاشم حفظه الله من أجل الأسئلة.
ومن كان لديه سؤال مهم فبإمكانه إرساله عبر الرسائل النصية أو الواتس، أو عبر موقع راية السلف بالسودان من خلال تعبئة نموذج (اتصل بنا).
نرجو من الإخوة الالتزام بذلك رفعا للحرج عن الشيخ، وبالله التوفيق.
رابط التواصل عبر الموقع:
https://rsalafs.com/?page_id=7
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
http://bit.ly/1Oj7urP
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) فشكر الله لشيخنا ووالدنا العلامة الإمام الربيع -حفظه الله ورعاه- جميل موقفه تجاهي وتجاه طلاب العلم السلفيين في كل العالم وحسن ظنه فيَّ وجميل ثنائه.
فأسأل الله أن أكون عند حسن ظنه وظن كل سلفي مسلم محب، وأن يغفر لي ذنبي، ويستر عيبي، ويتجاوز عني بعفوه وفضله.
وهذا من تواضع شيخنا وحنوه -يحفظه الله- على طلابه وأبنائه ودعمه لهم ودفاعه واستبساله (المعهود عنه) في هذه الفتنة العارمة، وذبه عن طلابه وتفنيد شبهات الظالمين الطاعنين فيهم.
وما وفق الله إليه من حق ومعرفة في صفوف كل السلفيين وطلاب العلم في هذه الفتنة وغيرها فالفضل بعد الله يرجع لشيخنا الوالد الربيع -حفظه الله-؛ فهو الذي وفقه الله فأبان عن هذا المنهج السلفي فأظهره ودافع عنه وعن أهله وردَّ -حفظه الله- كأسَد حق وعلم على كل مخالف له وجعل جهد شبهاته ومخالفاته هباء منثورا.
فلولا الله وفضله ثم جهوده -التي كالشمس- ما عرفنا السلفية ومنهجها، فلله الحمد كله، ثم لشيخنا كل شكر.
أسأل الله أن يحفظه، وأن يبارك فيه وفي عمره وآله وكل شأنه، وأن يقويه ويجزل له الأجر والمثوبة، وأن يذب عنه كل شر في الدارين.
وصل اللهم وسلم على نبيك محمد وآله.
كتبه
نزار بن هاشم العباس
٨/ شوال/ ١٤٣٩
http://bit.ly/1Oj7urP
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) فشكر الله لشيخنا ووالدنا العلامة الإمام الربيع -حفظه الله ورعاه- جميل موقفه تجاهي وتجاه طلاب العلم السلفيين في كل العالم وحسن ظنه فيَّ وجميل ثنائه.
فأسأل الله أن أكون عند حسن ظنه وظن كل سلفي مسلم محب، وأن يغفر لي ذنبي، ويستر عيبي، ويتجاوز عني بعفوه وفضله.
وهذا من تواضع شيخنا وحنوه -يحفظه الله- على طلابه وأبنائه ودعمه لهم ودفاعه واستبساله (المعهود عنه) في هذه الفتنة العارمة، وذبه عن طلابه وتفنيد شبهات الظالمين الطاعنين فيهم.
وما وفق الله إليه من حق ومعرفة في صفوف كل السلفيين وطلاب العلم في هذه الفتنة وغيرها فالفضل بعد الله يرجع لشيخنا الوالد الربيع -حفظه الله-؛ فهو الذي وفقه الله فأبان عن هذا المنهج السلفي فأظهره ودافع عنه وعن أهله وردَّ -حفظه الله- كأسَد حق وعلم على كل مخالف له وجعل جهد شبهاته ومخالفاته هباء منثورا.
فلولا الله وفضله ثم جهوده -التي كالشمس- ما عرفنا السلفية ومنهجها، فلله الحمد كله، ثم لشيخنا كل شكر.
أسأل الله أن يحفظه، وأن يبارك فيه وفي عمره وآله وكل شأنه، وأن يقويه ويجزل له الأجر والمثوبة، وأن يذب عنه كل شر في الدارين.
وصل اللهم وسلم على نبيك محمد وآله.
كتبه
نزار بن هاشم العباس
٨/ شوال/ ١٤٣٩
http://bit.ly/1Oj7urP
Telegram
الصفحة الرسمية للشيخ نزار بن هاشم العباس
shnizaralabbas
تنبيه مهم:
نرجو من الإخوة الذين ينقلون منشورات هذه القناة أن ينقلوها كما هي دون تغيير أو إضافة روابط أو إحالات إلى قنوات أخرى.
✍ الإشراف
نرجو من الإخوة الذين ينقلون منشورات هذه القناة أن ينقلوها كما هي دون تغيير أو إضافة روابط أو إحالات إلى قنوات أخرى.
✍ الإشراف
يسر إخوانكم في (موقع راية السلف بالسودان) أن يقدموا لكم تسجيلا لخطبة جمعة بعنوان:
فضل صيام الست من شوال
ألقاها فضيلة الشيخ:
نزار بن هاشم العباس
-حفظه الله تعالى-
في يوم الجمعة، الموافق للثامن من شهر شوال لعام تسعة وثلاثين وأربعمئة وألف للهجرة.
بمسجد (الفرقان) بالغرزة بأمدرمان.
نسأل الله تعالى أن ينفع بها الجميع.
رابط التحميل:
https://archive.org/download/Friday_Sermon_8_10_1439/Friday_sermon_8-10-1439.mp3
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
http://bit.ly/1Oj7urP
فضل صيام الست من شوال
ألقاها فضيلة الشيخ:
نزار بن هاشم العباس
-حفظه الله تعالى-
في يوم الجمعة، الموافق للثامن من شهر شوال لعام تسعة وثلاثين وأربعمئة وألف للهجرة.
بمسجد (الفرقان) بالغرزة بأمدرمان.
نسأل الله تعالى أن ينفع بها الجميع.
رابط التحميل:
https://archive.org/download/Friday_Sermon_8_10_1439/Friday_sermon_8-10-1439.mp3
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
http://bit.ly/1Oj7urP
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس بالحق الصريح ولا الموقف الصحيح..
[تعليق على كلمة الشيخ خالد عبد الرحمن المصري -وفقه الله- المنشورة بعنوان (الموقف الصحيح!!)].
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛ فقد استمعت إلى صوتية منشورة للشيخ خالد عبد الرحمن المصري -وفقه الله- حول قضية الدكتور ابن هادي -هداه الله-، وللأسف الشديد خَلَتْ كلماته ومقالته عن الوضوح والصدع بالحق والوقوف (بوضوحٍ) مع نفسه ووسط من يتكلم في حضرته من الناس في بلاد مصر أو غيرها من بلاد المسلمين -حرسها الله من كل شر-؛ فأقول وبالله التوفيق والسداد:
(1) إن من سمات الدعوة السلفية المباركة العظيمة الوضوحَ والتميُّز؛ لأنها دعوة الله ودعوة الحجة والبرهان.
ولذا كانت هذه الفتنة مميِّزَةً فارقةً بين أهل الحجة والدليل والبرهان المتابعين لكبارهم العلماء وبين المقلِّدة والمتعصِّبة العارية طريقتهم عن الحجة والبرهان سوى ماقاله زعيم الطائفة الحزبية الجديدة: «ما أريكم إلا ما أرى» فلم يكن الشيخ خالد -وفقه الله- هاهنا من أهل الوضوح بل سلك مسلكاً تلبيسياً لا ينطلي والحمدلله على طلاب العلم والفطناء؛ حيث لم يبيِّن مطلقاً لمستمعيه أن الحق مع العلامة إمام الجرح والتعديل الربيع -حفظه الله- فكونوا معه واسلكوا طريقه لأنه طريق الحق والبرهان ليجتمع الجميع ويتركوا الفرقة وليخرجوا من التِّيه والضياع على كلمةٍ سواء وراء إمام الجرح والتعديل وإخوانه العلماء وطلابهم -حفظهم الله-، هذا هو الواجب الحتم والقول الفصل الذي ليس سواه إلا الباطل أو الهوى والجهل والمراوغة والتلبيس وعدم النصح.
(2) وقد كان السلف الصالح وراء علمائهم أهل الخبرة والتخصص كما كانوا خلف الإمام أحمد -رحمه الله- يوم الفتنة؛ لأن الحجة والبرهان والحق معه ولم يختلفوا عليه ويعارضوه بل من خالفه وعارضه ذُمَّ وعِيبَ عليه حتى يومنا هذا كما لا يخفى على طلاب العلم.
فقضية ابن هادي ليست قضية خلاف في جرحٍ وتعديلٍ فحسب بل هي قضيةٌ علميةٌ منهجيةٌ كليةٌ أساسيةٌ والحق فيها مع إمام الجرح والتعديل -حفظه الله-؛ فأين توجيهك للناس ونصحك لهم أن يتبعوا عالم الجرح والتعديل العلامة الذي جرى لسانك بمدحه وجرى كلامك على خلاف مقتضى مدحك وثناءك؟!! بل أنت بكلامك هذا تخالفه ولا ترفع بكلامه رأساً وتتكلم خارج دائرة القضية، وتُخَدِّر المستمعين وتزيد في تيههم وتجعلهم معك وأنت على خطأٍ واضحٍ وتبعدهم عن الحجة والبرهان وعن عالم الجرح والتعديل الربيع -حفظه الله- تعالى؛ فأنت لم تَنصح ولم تُفصح بالنصح سوى قول كلامٍ لا يغني عن الحق شيئاً ولا يعالج الفتنة مطلقاً.
(3) ومما يؤكد ذلك -في (2)- ما العبرة التي نجنيها حين تقول للناس ولطلابك: «الشيخ الربيع لم ير شيئاً من الأدلة في كلام ابن هادي....»؟!! وأنت لا توجِّه الناس والمستمعين نصحاً لله ولدينه ولهم اتركوا -لأجل كلام الربيع وتوجيهه- اتركوا طريقة ابن هادي الظالمة والتي هي أخس من طريقة الحدادية، وتنفِّرهم عنها وتنصحهم بالبعد عنها في بلاد مصر وغيرها؟!! ما العبرة والفائدة؟!! وهل هذا الذي يعالج القضية ويخرج الطلاب من التيه والضياع؟!!
فكلامك للأسف تعميماتٌ وعموماتٌ غير واضحةٍ لا تنصح ولا تداوي بل تزيد التيه تيهاً للأسف الشديد.
(4) لَم نَرَكَ -ياشيخ خالد- نشطت ونهضت للدفاع والذب عن شيخ السنة وأسدها إمام الجرح والتعديل وإخوانه (العلامة الشيخ عبيد الجابري والعلامة الشيخ البخاري) وطلابهم -حفظ الله الجميع- حينما نالهم لسان ابن هادي وحزبه غمزاً وطعناً وفحشاً كما نشطت حين نُصِحَ ابن هادي بالحجة والبرهان في ترك سيىء طريقته الحدادية الخسيسة؛ فقمتَ فزعا نشطاً في محاضرة الكويت (حاشاك يا ابن هادي!) لِمَ لَمْ تنشط في الذب عن الإمام الربيع ومن معه وهم على الحق المبين -والحمد لله- وكل شيءٍ على مسمعٍ ومرأى منك؟! ولِمَ لَمْ تنصح السفهاء والأغمار الذين سلَّطوا ألسنتهم عليهم بكل فجور ووقاحة؟! أين النهج الواضح من هذا كله؟! وأين النصح الصادق للأمة والأمانة تجاهها وتجاه علمائها.
فعلى المسلمين وطلاب العلم -في مصر وفي كل العالم- أن ينتبهوا ويتيقظوا ويعوا كل وعيٍ، وليسيروا وراء علمائهم الكبار الأكابر وعلى رأسهم الإمام الربيع -حفظه الله وحفظهم جميعاً- فقد نَصَحَ جزاه الله خيراً وأبان الحق ووَجَّهَ الأمة وأرشدها للسلفية وحذَّرهم مما يخالفها وحذَّرهم من طريقة ابن هادي الجديدة الخطيرة الحدادية الخسيسة.
هذا الذي ينبغي أن نسير عليه بصدقٍ وجِدٍّ مستعينين بالله وحده لا أن نُميتَ الطلاب خاصةً والناس عامةً ونثبطهم و(نُخَدِّرَهم) بعمومات الألفاظ والتمويهات والتلبيسات، والحق قد حصحص وظهر والحمد لله -وهو ظاهر-.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
كتبه
نزار بن هاشم العباس
11/ شوال/ 1439هـ
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
http://bit.ly/1Oj7urP
ليس بالحق الصريح ولا الموقف الصحيح..
[تعليق على كلمة الشيخ خالد عبد الرحمن المصري -وفقه الله- المنشورة بعنوان (الموقف الصحيح!!)].
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛ فقد استمعت إلى صوتية منشورة للشيخ خالد عبد الرحمن المصري -وفقه الله- حول قضية الدكتور ابن هادي -هداه الله-، وللأسف الشديد خَلَتْ كلماته ومقالته عن الوضوح والصدع بالحق والوقوف (بوضوحٍ) مع نفسه ووسط من يتكلم في حضرته من الناس في بلاد مصر أو غيرها من بلاد المسلمين -حرسها الله من كل شر-؛ فأقول وبالله التوفيق والسداد:
(1) إن من سمات الدعوة السلفية المباركة العظيمة الوضوحَ والتميُّز؛ لأنها دعوة الله ودعوة الحجة والبرهان.
ولذا كانت هذه الفتنة مميِّزَةً فارقةً بين أهل الحجة والدليل والبرهان المتابعين لكبارهم العلماء وبين المقلِّدة والمتعصِّبة العارية طريقتهم عن الحجة والبرهان سوى ماقاله زعيم الطائفة الحزبية الجديدة: «ما أريكم إلا ما أرى» فلم يكن الشيخ خالد -وفقه الله- هاهنا من أهل الوضوح بل سلك مسلكاً تلبيسياً لا ينطلي والحمدلله على طلاب العلم والفطناء؛ حيث لم يبيِّن مطلقاً لمستمعيه أن الحق مع العلامة إمام الجرح والتعديل الربيع -حفظه الله- فكونوا معه واسلكوا طريقه لأنه طريق الحق والبرهان ليجتمع الجميع ويتركوا الفرقة وليخرجوا من التِّيه والضياع على كلمةٍ سواء وراء إمام الجرح والتعديل وإخوانه العلماء وطلابهم -حفظهم الله-، هذا هو الواجب الحتم والقول الفصل الذي ليس سواه إلا الباطل أو الهوى والجهل والمراوغة والتلبيس وعدم النصح.
(2) وقد كان السلف الصالح وراء علمائهم أهل الخبرة والتخصص كما كانوا خلف الإمام أحمد -رحمه الله- يوم الفتنة؛ لأن الحجة والبرهان والحق معه ولم يختلفوا عليه ويعارضوه بل من خالفه وعارضه ذُمَّ وعِيبَ عليه حتى يومنا هذا كما لا يخفى على طلاب العلم.
فقضية ابن هادي ليست قضية خلاف في جرحٍ وتعديلٍ فحسب بل هي قضيةٌ علميةٌ منهجيةٌ كليةٌ أساسيةٌ والحق فيها مع إمام الجرح والتعديل -حفظه الله-؛ فأين توجيهك للناس ونصحك لهم أن يتبعوا عالم الجرح والتعديل العلامة الذي جرى لسانك بمدحه وجرى كلامك على خلاف مقتضى مدحك وثناءك؟!! بل أنت بكلامك هذا تخالفه ولا ترفع بكلامه رأساً وتتكلم خارج دائرة القضية، وتُخَدِّر المستمعين وتزيد في تيههم وتجعلهم معك وأنت على خطأٍ واضحٍ وتبعدهم عن الحجة والبرهان وعن عالم الجرح والتعديل الربيع -حفظه الله- تعالى؛ فأنت لم تَنصح ولم تُفصح بالنصح سوى قول كلامٍ لا يغني عن الحق شيئاً ولا يعالج الفتنة مطلقاً.
(3) ومما يؤكد ذلك -في (2)- ما العبرة التي نجنيها حين تقول للناس ولطلابك: «الشيخ الربيع لم ير شيئاً من الأدلة في كلام ابن هادي....»؟!! وأنت لا توجِّه الناس والمستمعين نصحاً لله ولدينه ولهم اتركوا -لأجل كلام الربيع وتوجيهه- اتركوا طريقة ابن هادي الظالمة والتي هي أخس من طريقة الحدادية، وتنفِّرهم عنها وتنصحهم بالبعد عنها في بلاد مصر وغيرها؟!! ما العبرة والفائدة؟!! وهل هذا الذي يعالج القضية ويخرج الطلاب من التيه والضياع؟!!
فكلامك للأسف تعميماتٌ وعموماتٌ غير واضحةٍ لا تنصح ولا تداوي بل تزيد التيه تيهاً للأسف الشديد.
(4) لَم نَرَكَ -ياشيخ خالد- نشطت ونهضت للدفاع والذب عن شيخ السنة وأسدها إمام الجرح والتعديل وإخوانه (العلامة الشيخ عبيد الجابري والعلامة الشيخ البخاري) وطلابهم -حفظ الله الجميع- حينما نالهم لسان ابن هادي وحزبه غمزاً وطعناً وفحشاً كما نشطت حين نُصِحَ ابن هادي بالحجة والبرهان في ترك سيىء طريقته الحدادية الخسيسة؛ فقمتَ فزعا نشطاً في محاضرة الكويت (حاشاك يا ابن هادي!) لِمَ لَمْ تنشط في الذب عن الإمام الربيع ومن معه وهم على الحق المبين -والحمد لله- وكل شيءٍ على مسمعٍ ومرأى منك؟! ولِمَ لَمْ تنصح السفهاء والأغمار الذين سلَّطوا ألسنتهم عليهم بكل فجور ووقاحة؟! أين النهج الواضح من هذا كله؟! وأين النصح الصادق للأمة والأمانة تجاهها وتجاه علمائها.
فعلى المسلمين وطلاب العلم -في مصر وفي كل العالم- أن ينتبهوا ويتيقظوا ويعوا كل وعيٍ، وليسيروا وراء علمائهم الكبار الأكابر وعلى رأسهم الإمام الربيع -حفظه الله وحفظهم جميعاً- فقد نَصَحَ جزاه الله خيراً وأبان الحق ووَجَّهَ الأمة وأرشدها للسلفية وحذَّرهم مما يخالفها وحذَّرهم من طريقة ابن هادي الجديدة الخطيرة الحدادية الخسيسة.
هذا الذي ينبغي أن نسير عليه بصدقٍ وجِدٍّ مستعينين بالله وحده لا أن نُميتَ الطلاب خاصةً والناس عامةً ونثبطهم و(نُخَدِّرَهم) بعمومات الألفاظ والتمويهات والتلبيسات، والحق قد حصحص وظهر والحمد لله -وهو ظاهر-.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
كتبه
نزار بن هاشم العباس
11/ شوال/ 1439هـ
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
http://bit.ly/1Oj7urP
[مادة صوتية مفرغة]
(تنبيه حول صور القباب والمآذن)
قال فضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس -حفظه الله ورعاه-:
بارك الله فيك يا أخي، أنا أنبه دوما الإخوة والأبناء الذين يضعون صورا على البروفايل أو صورا على أرقامهم، أن تكون صورهم موافقة لما هم عليه من الحق والمنهج السلفي.
وأرسلت إلي صورة فيها كلام جميل لأحد العلماء وكان في آخر الصورة مجموعة من المآذن والقباب من حيث إنها عند الناس شعار إسلامي ديني، ولا شك أن القباب والمآذن لا دليل عليها في الإسلام، ولذا وضع صور فيها مآذن وفيها منائر وما شابه ذلك بهذه الصورة فيه نظر وكأننا نقر هذا الفعل وننشره بين الناس، وقد يعتبر الناس هذا شعارا من شعائر السلفيين وأنه مقر عندهم ومتقرر عندهم، وهذا خلاف الواقع بارك الله فيك؛ فإن المآذن هذه المال الذي يصرف فيها يبني عدة مساجد، فقد نهينا عن رفع المساجد بتشييدها وإعلائها حتى لا تشبه كنائس النصارى ومعابد اليهود والعياذ بالله، فإن دين الله، دين يقوم على الوسطية فالمآذن لاعبرة منها، فكان النبي صلى الله عليه وسلم له مسجد ومعروف إذا سُمع النداء يُجاب.
أما هذه المآذن بهذه الصورة فإنها إسراف، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كل نفقة ابن آدم له إلا التي في الطين" فهذا إسراف وتضييع للمال، بل هناك أمة تحتاج إلى مال أعظم من هذه المنائر وهذه المآذن والقباب وأعظم من النفقة على زخارف المساجد وعلى الغلو فيها وعلى النجف وما شابه ذلك، فأيهما أولى وأوجب؟!، أن ندفع هذه الأموال للمحتاجين لنغنيهم ولنسد حاجتهم؟! أم نضعها في طين لا يسمن ولا يغني من جوع ولا عبرة من ورائه مطلقا؟!
فلابد أن نتنبه أخي -بارك الله فيك- لتصرفاتنا وشعائرنا وما نبثه وننشره، فإننا لا نتكلم عن أنفسنا وإنما نتكلم عن منهج الله وعن دين الله وعن دين النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفقك الله وسددك وحياك الله، وأرجو أن تتنبه لصورتك هذه.
حياك الله.
رابط الصوتية : https://e.top4top.net/m_903cg65j1.mp3
(تنبيه حول صور القباب والمآذن)
قال فضيلة الشيخ نزار بن هاشم العباس -حفظه الله ورعاه-:
بارك الله فيك يا أخي، أنا أنبه دوما الإخوة والأبناء الذين يضعون صورا على البروفايل أو صورا على أرقامهم، أن تكون صورهم موافقة لما هم عليه من الحق والمنهج السلفي.
وأرسلت إلي صورة فيها كلام جميل لأحد العلماء وكان في آخر الصورة مجموعة من المآذن والقباب من حيث إنها عند الناس شعار إسلامي ديني، ولا شك أن القباب والمآذن لا دليل عليها في الإسلام، ولذا وضع صور فيها مآذن وفيها منائر وما شابه ذلك بهذه الصورة فيه نظر وكأننا نقر هذا الفعل وننشره بين الناس، وقد يعتبر الناس هذا شعارا من شعائر السلفيين وأنه مقر عندهم ومتقرر عندهم، وهذا خلاف الواقع بارك الله فيك؛ فإن المآذن هذه المال الذي يصرف فيها يبني عدة مساجد، فقد نهينا عن رفع المساجد بتشييدها وإعلائها حتى لا تشبه كنائس النصارى ومعابد اليهود والعياذ بالله، فإن دين الله، دين يقوم على الوسطية فالمآذن لاعبرة منها، فكان النبي صلى الله عليه وسلم له مسجد ومعروف إذا سُمع النداء يُجاب.
أما هذه المآذن بهذه الصورة فإنها إسراف، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كل نفقة ابن آدم له إلا التي في الطين" فهذا إسراف وتضييع للمال، بل هناك أمة تحتاج إلى مال أعظم من هذه المنائر وهذه المآذن والقباب وأعظم من النفقة على زخارف المساجد وعلى الغلو فيها وعلى النجف وما شابه ذلك، فأيهما أولى وأوجب؟!، أن ندفع هذه الأموال للمحتاجين لنغنيهم ولنسد حاجتهم؟! أم نضعها في طين لا يسمن ولا يغني من جوع ولا عبرة من ورائه مطلقا؟!
فلابد أن نتنبه أخي -بارك الله فيك- لتصرفاتنا وشعائرنا وما نبثه وننشره، فإننا لا نتكلم عن أنفسنا وإنما نتكلم عن منهج الله وعن دين الله وعن دين النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفقك الله وسددك وحياك الله، وأرجو أن تتنبه لصورتك هذه.
حياك الله.
رابط الصوتية : https://e.top4top.net/m_903cg65j1.mp3
[الدرس السابع والعشرون]
https://archive.org/download/FortyHadithAlNawawi27/Forty_Hadith%20al-Nawawi_27.mp3
https://archive.org/download/FortyHadithAlNawawi27/Forty_Hadith%20al-Nawawi_27.mp3
✍ - من مقالات الشيخ العلامة الدكتور عبد الله بن عبد الرحيم البخاري - حفظه الله تعالى ورعاه - :
📝 مقال بعنوان : ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺑﻌﺪ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻟﻪ :
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪٍ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ، ﻭﺑﻌﺪ :
ﻓﺈﻥَّ ﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚَ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻗﺮﺭﻩ ﻭﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﺧﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ؛ ﻷﻥَّ ﺍﻟﺘَّﻤﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺩﻟﻴﻞٌ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺬﻻﻥ ، ﻭﺃﻥَّ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻗﺪ ﻣُﻜﺮ ﺑﻪ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ ( ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ) : " ﻭﺍﻟﺨﺬﻻﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻚ " .
ﻭ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺑﻌﺪ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻟﻪ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ :
- 1 - ﺣﺐُّ ﺍﻟﺴًّﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺘَّﺼﺪﺭ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﺎﻃﺒﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ( ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ) : " ﺁﺧﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻧﺰﻭﻻً ﻣﻦ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﺼَّﺎﻟﺤﻴﻦ : ﺣﺐُّ ﺍﻟﺴُّﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺘَّﺼﺪﺭ " .
ﻗﺎﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ : " ﻣَﺎ ﺻَﺪﻕ َ ﺍﻟﻠﻪَ ﻋَﺒﺪٌ ﺃَﺣَﺐَّ ﺍﻟﺸُّﻬﺮﺓ ".
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻣﻌﻠِّﻘﺎ : ﻗﻠﺖ : ﻋَﻼَﻣَﺔ ُ ﺍﻟﻤُﺨﻠِﺺِ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳُﺤِﺐُّ ﺷُﻬﺮَﺓً ، ﻭﻻ ﻳﺸﻌﺮُ ﺑﻬﺎ ، ﺃﻧّﻪ ﺇﺫﺍ ﻋُﻮﺗﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳَﺤْﺮَﺩُ ﻭﻻ ﻳُﺒَﺮِّﺉُ ﻧﻔﺴَﻪُ ، ﺑﻞ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﺭﺣﻢَ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﺪﻯ ﺇﻟﻲَّ ﻋُﻴﻮﺑﻲ ، ﻭﻻ ﻳَﻜُﻦْ ﻣُﻌْﺠﺒﺎً ﺑﻨﻔﺴِﻪ؛ ﻻ ﻳﺸﻌﺮُ ﺑﻌﻴﻮﺑﻬﺎ، ﺑﻞ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺃﻧّﻪ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ، ﻓﺈﻥّ ﻫﺬﺍ ﺩﺍﺀٌ ﻣﺰﻣﻦٌ [ ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ﻟﻠﺬﻫﺒﻲ 7 / 393 ].
ﻭ ﺃﻧﺸﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺒﺮ ﻓﻲ ( ﺟﺎﻣﻊ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ) ( 1 / ﺭﻗﻢ 975 ) :
" ﺣﺐُّ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳـﺔ ﺩﺍﺀٌ ﻳﺤﻠــﻖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺤﺐَّ ﺣﺮﺑﺎً ﻟﻠﻤﺤﺒﻴﻨﺎ
ﻳﻔﺮﻱ ﺍﻟﺤﻼﻗﻴﻢ ﻭﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ﻳﻘﻄــﻌﻬﺎ ﻓﻼ ﻣﺮﻭﺀﺓ ﻳﺒﻘﻬﺎ ﻭ ﻻ ﺩﻳـﻨﺎ
ﻣَﻦْ ﺩﺍﻥ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﺃﻭ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺳﻮﺥ ﻓﻤﺎ ﺗَﻠﻔـﻴﻪ ﺇﻻَّ ﻋـﺪﻭﺍً ﻟﻠﻤﺤﻘﻴﻨﺎ
ﻳﺸﻨﺎ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﻳﻘﻠﻲ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺣﺴــﺪﺍً ﺿﺎﻫﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻋﺪﺍﺀَ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻨﺎ ".
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻧﻌــﻴﻢ : " ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻫﻠﻚ ﻣَﻦْ ﻫﻠﻚَ ﺇﻻَّ ﺑﺤﺐِّ ﺍﻟﺮِّﺋﺎﺳﺔ " ( ﺟﺎﻣﻊ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ) ( 1 / ﺹ 570 ) .
- 2 - ﺍﻻﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ﻭ ﺍﻹﺑﺎﺀ ﻋﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖِّ؛ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ : " ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﺗﺒﻌﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺸﺮ ﺍﺟﺘﻨﺒﻪ " ( ﺍﻟﺤﻠﻴﺔ ) ( 8 / 339 ) .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ ( ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ) ( ﺹ 155 ) : " ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻔﻼﺡ : ﺃﻥَّ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻛُﻠَّﻤﺎ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻋِﻠْﻤِﻪ ﺯِﻳْﺪَ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺿﻌﻪِ ﻭﺭَﺣْﻤَﺘِﻪِ ، ﻭﻛُﻠَّﻤﺎ ﺯِﻳﺪَ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪِ ﺯِﻳﺪَ ﻓﻲ ﺧَﻮْﻓِﻪِ ﻭﺣﺬَﺭِﻩِ ، ﻭﻛُﻠَّﻤﺎ ﺯِﻳﺪَ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻩِ ﻧَﻘَﺺَ ﻣِﻦْ ﺣِﺮْﺻِﻪِ ، ﻭﻛُﻠَّﻤﺎ ﺯِﻳﺪَ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻪِ ﺯِﻳْﺪَ ﻓﻲ ﺳَﺨَﺎﺋِﻪِ ﻭﺑﺬﻟﻪِ ، ﻭﻛُﻠَّﻤﺎ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻗَﺪْﺭِﻩِ ﻭَﺟَﺎﻫِﻪِ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻗُﺮْﺑِﻪِ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻭﻗﻀﺎﺀِ ﺣﻮﺍﺋﺠﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘَّﻮﺍﺿﻊ ﻟﻬﻢ .
ﻭﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸَّﻘﺎﻭﺓ : ﺃﻧَّﻪ ﻛُﻠَّﻤﺎ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻋِﻠْﻤِﻪِ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻛِﺒْﺮِﻩِ ﻭﺗِﻴْﻬِﻪِ ، ﻭﻛُﻠَّﻤﺎ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻋَﻤَﻠِﻪِ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻓَﺨْﺮِﻩِ ﻭﺍﺣﺘﻘﺎﺭِﻩِ ﻟﻠﻨَّﺎﺱِ ﻭﺣﺴﻦ ﻇﻨِّﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪِ ، ﻭﻛُﻠَّﻤﺎ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻋُﻤﺮﻩِ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﺣﺮﺻﻪِ ، ﻭﻛُﻠَّﻤﺎ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻪِ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﺑُﺨْﻠِﻪِ ﻭﺇﻣْﺴَﺎﻛﻪِ ، ﻭﻛُﻠَّﻤﺎ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻗَﺪْﺭِﻩِ ﻭﺟَﺎﻫِﻪِ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻛِﺒْﺮِﻩ ﻭﺗِﻴْﻬِﻪِ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭُ ﺍﺑﺘﻼﺀٌ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻣﺘﺤﺎﻥٌ ﻳﺒْﺘﻠﻲ ﺑﻬﺎ ﻋﺒَﺎﺩﻩُ ﻓﻴَﺴْﻌﺪُ ﺑﻬﺎ ﺃﻗﻮﺍﻡٌ ﻭﻳَﺸْﻘَﻰ ﺑﻬﺎ ﺃﻗﻮﺍﻡٌ " .
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : " ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺠﻬﻞِ ﺛﻼﺛﺔ : ﺍﻟﻌﺠﺐُ ، ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ، ﻭﺃﻥْ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺷﻲﺀٍ ﻭﻳﺄﺗﻴﻪ ".
ﻭﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : " ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﺁﻓﺔ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ " .
ﻭﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮﻩ : " ﺇﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺩﻟﻴﻞٌ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻒ ﻋﻘﻠﻪ ".
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : " ﻻ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻤﻌﺠﺐ ﺇﻻَّ ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ " .
ﻳﻨﻈﺮ : ( ﺟﺎﻣﻊ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ) ( 1 / 570 - 571 ) .
ﻭﺍﻟﻤﺮﺀ ﻻ ﺑﺪَّ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻄﻠﻊٌ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺧﺎﺋﻨﺔ ﺍﻷﻋﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﺗﺨﻔﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ، ﻭﺃﻥَّ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺒﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺻﺎﺑﻊ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ﻳﻘﻠﺒﻬﺎ ﻛﻴﻒ ﺷﺎﺀ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ، ﺃﺳﻨﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﻓﻲ ( ﺍﻟﺰﻫﺪ ) ( ﺹ 49 ) ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﻮﻟﻪ : ( ﺇﻥَّ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻷﺷﺪ ﻃﻴﺮﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺸﺔ ﻓﻲ ﻳﻮﻡٍ ﻋﺎﺻﻒٍ ) .
ﺧﺘﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﻭﻟﻜﻢ ﺑﺨﻴﺮ ، ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
✍ ﻭﻛﺘﺐ: ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ - 3 / ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ / 1429 ﻫـ .
[ ﺗﻨﺒﻴﻪ : ﺃﺻﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻧﺸﺮ ﻓﻲ ﺷﺒﻜﺔ ﺳﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ : ( ﺗﻨﺒﻴﻪ ﺍﻟﺼﺎﺋﻞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﺧﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ)].
📝 مقال بعنوان : ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺑﻌﺪ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻟﻪ :
ﺑﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ
ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻭﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪٍ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ ، ﻭﺑﻌﺪ :
ﻓﺈﻥَّ ﻣﻤﺎ ﻻ ﺷﻚَ ﻓﻴﻪ ﻣﺎ ﻗﺮﺭﻩ ﻭﻓﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﺧﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ؛ ﻷﻥَّ ﺍﻟﺘَّﻤﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺩﻟﻴﻞٌ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺬﻻﻥ ، ﻭﺃﻥَّ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻗﺪ ﻣُﻜﺮ ﺑﻪ ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ ( ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ) : " ﻭﺍﻟﺨﺬﻻﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻠﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻚ " .
ﻭ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ ﺑﻌﺪ ﺑﻴﺎﻧﻪ ﻟﻪ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻣﻨﻬﺎ :
- 1 - ﺣﺐُّ ﺍﻟﺴًّﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺘَّﺼﺪﺭ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﺸﺎﻃﺒﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ( ﺍﻻﻋﺘﺼﺎﻡ ) : " ﺁﺧﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻧﺰﻭﻻً ﻣﻦ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﺼَّﺎﻟﺤﻴﻦ : ﺣﺐُّ ﺍﻟﺴُّﻠﻄﺔ ﻭﺍﻟﺘَّﺼﺪﺭ " .
ﻗﺎﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺃﺩﻫﻢ : " ﻣَﺎ ﺻَﺪﻕ َ ﺍﻟﻠﻪَ ﻋَﺒﺪٌ ﺃَﺣَﺐَّ ﺍﻟﺸُّﻬﺮﺓ ".
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻣﻌﻠِّﻘﺎ : ﻗﻠﺖ : ﻋَﻼَﻣَﺔ ُ ﺍﻟﻤُﺨﻠِﺺِ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪ ﻳُﺤِﺐُّ ﺷُﻬﺮَﺓً ، ﻭﻻ ﻳﺸﻌﺮُ ﺑﻬﺎ ، ﺃﻧّﻪ ﺇﺫﺍ ﻋُﻮﺗﺐ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻻ ﻳَﺤْﺮَﺩُ ﻭﻻ ﻳُﺒَﺮِّﺉُ ﻧﻔﺴَﻪُ ، ﺑﻞ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﻭﻳﻘﻮﻝ : ﺭﺣﻢَ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻫﺪﻯ ﺇﻟﻲَّ ﻋُﻴﻮﺑﻲ ، ﻭﻻ ﻳَﻜُﻦْ ﻣُﻌْﺠﺒﺎً ﺑﻨﻔﺴِﻪ؛ ﻻ ﻳﺸﻌﺮُ ﺑﻌﻴﻮﺑﻬﺎ، ﺑﻞ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺃﻧّﻪ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ، ﻓﺈﻥّ ﻫﺬﺍ ﺩﺍﺀٌ ﻣﺰﻣﻦٌ [ ﺳﻴﺮ ﺃﻋﻼﻡ ﺍﻟﻨﺒﻼﺀ ﻟﻠﺬﻫﺒﻲ 7 / 393 ].
ﻭ ﺃﻧﺸﺪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﺒﺮ ﻓﻲ ( ﺟﺎﻣﻊ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ) ( 1 / ﺭﻗﻢ 975 ) :
" ﺣﺐُّ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳـﺔ ﺩﺍﺀٌ ﻳﺤﻠــﻖ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺤﺐَّ ﺣﺮﺑﺎً ﻟﻠﻤﺤﺒﻴﻨﺎ
ﻳﻔﺮﻱ ﺍﻟﺤﻼﻗﻴﻢ ﻭﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ﻳﻘﻄــﻌﻬﺎ ﻓﻼ ﻣﺮﻭﺀﺓ ﻳﺒﻘﻬﺎ ﻭ ﻻ ﺩﻳـﻨﺎ
ﻣَﻦْ ﺩﺍﻥ ﺑﺎﻟﺠﻬﻞ ﺃﻭ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺮﺳﻮﺥ ﻓﻤﺎ ﺗَﻠﻔـﻴﻪ ﺇﻻَّ ﻋـﺪﻭﺍً ﻟﻠﻤﺤﻘﻴﻨﺎ
ﻳﺸﻨﺎ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﻳﻘﻠﻲ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺣﺴــﺪﺍً ﺿﺎﻫﻰ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻋﺪﺍﺀَ ﺍﻟﻨﺒﻴﻴﻨﺎ ".
ﻭﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻧﻌــﻴﻢ : " ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﻫﻠﻚ ﻣَﻦْ ﻫﻠﻚَ ﺇﻻَّ ﺑﺤﺐِّ ﺍﻟﺮِّﺋﺎﺳﺔ " ( ﺟﺎﻣﻊ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ) ( 1 / ﺹ 570 ) .
- 2 - ﺍﻻﺳﺘﻜﺒﺎﺭ ﻭ ﺍﻹﺑﺎﺀ ﻋﻦ ﻗﺒﻮﻝ ﺍﻟﺤﻖِّ؛ ﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ : " ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﺸﺮ ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﺗﺒﻌﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺸﺮ ﺍﺟﺘﻨﺒﻪ " ( ﺍﻟﺤﻠﻴﺔ ) ( 8 / 339 ) .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻓﻲ ( ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ) ( ﺹ 155 ) : " ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻔﻼﺡ : ﺃﻥَّ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻛُﻠَّﻤﺎ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻋِﻠْﻤِﻪ ﺯِﻳْﺪَ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺿﻌﻪِ ﻭﺭَﺣْﻤَﺘِﻪِ ، ﻭﻛُﻠَّﻤﺎ ﺯِﻳﺪَ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪِ ﺯِﻳﺪَ ﻓﻲ ﺧَﻮْﻓِﻪِ ﻭﺣﺬَﺭِﻩِ ، ﻭﻛُﻠَّﻤﺎ ﺯِﻳﺪَ ﻓﻲ ﻋﻤﺮﻩِ ﻧَﻘَﺺَ ﻣِﻦْ ﺣِﺮْﺻِﻪِ ، ﻭﻛُﻠَّﻤﺎ ﺯِﻳﺪَ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻪِ ﺯِﻳْﺪَ ﻓﻲ ﺳَﺨَﺎﺋِﻪِ ﻭﺑﺬﻟﻪِ ، ﻭﻛُﻠَّﻤﺎ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻗَﺪْﺭِﻩِ ﻭَﺟَﺎﻫِﻪِ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻗُﺮْﺑِﻪِ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻭﻗﻀﺎﺀِ ﺣﻮﺍﺋﺠﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘَّﻮﺍﺿﻊ ﻟﻬﻢ .
ﻭﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺸَّﻘﺎﻭﺓ : ﺃﻧَّﻪ ﻛُﻠَّﻤﺎ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻋِﻠْﻤِﻪِ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻛِﺒْﺮِﻩِ ﻭﺗِﻴْﻬِﻪِ ، ﻭﻛُﻠَّﻤﺎ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻋَﻤَﻠِﻪِ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻓَﺨْﺮِﻩِ ﻭﺍﺣﺘﻘﺎﺭِﻩِ ﻟﻠﻨَّﺎﺱِ ﻭﺣﺴﻦ ﻇﻨِّﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪِ ، ﻭﻛُﻠَّﻤﺎ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻋُﻤﺮﻩِ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﺣﺮﺻﻪِ ، ﻭﻛُﻠَّﻤﺎ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻪِ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﺑُﺨْﻠِﻪِ ﻭﺇﻣْﺴَﺎﻛﻪِ ، ﻭﻛُﻠَّﻤﺎ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻗَﺪْﺭِﻩِ ﻭﺟَﺎﻫِﻪِ ﺯﻳﺪَ ﻓﻲ ﻛِﺒْﺮِﻩ ﻭﺗِﻴْﻬِﻪِ ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭُ ﺍﺑﺘﻼﺀٌ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﻣﺘﺤﺎﻥٌ ﻳﺒْﺘﻠﻲ ﺑﻬﺎ ﻋﺒَﺎﺩﻩُ ﻓﻴَﺴْﻌﺪُ ﺑﻬﺎ ﺃﻗﻮﺍﻡٌ ﻭﻳَﺸْﻘَﻰ ﺑﻬﺎ ﺃﻗﻮﺍﻡٌ " .
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : " ﻋﻼﻣﺔ ﺍﻟﺠﻬﻞِ ﺛﻼﺛﺔ : ﺍﻟﻌﺠﺐُ ، ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﻓﻴﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻪ ، ﻭﺃﻥْ ﻳﻨﻬﻰ ﻋﻦ ﺷﻲﺀٍ ﻭﻳﺄﺗﻴﻪ ".
ﻭﻋﻦ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ : " ﺍﻹﻋﺠﺎﺏ ﺁﻓﺔ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ " .
ﻭﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮﻩ : " ﺇﻋﺠﺎﺏ ﺍﻟﻤﺮﺀ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺩﻟﻴﻞٌ ﻋﻠﻰ ﺿﻌﻒ ﻋﻘﻠﻪ ".
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : " ﻻ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻤﻌﺠﺐ ﺇﻻَّ ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻟﻠﺮﺋﺎﺳﺔ " .
ﻳﻨﻈﺮ : ( ﺟﺎﻣﻊ ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ) ( 1 / 570 - 571 ) .
ﻭﺍﻟﻤﺮﺀ ﻻ ﺑﺪَّ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﺗﻤﺎﻡ ﺍﻹﺩﺭﺍﻙ ﺃﻥَّ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻄﻠﻊٌ ﻋﻠﻴﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺧﺎﺋﻨﺔ ﺍﻷﻋﻴﻦ ﻭﻣﺎ ﺗﺨﻔﻲ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ، ﻭﺃﻥَّ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﻴﻦ ﺃﺻﺒﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﺻﺎﺑﻊ ﺍﻟﺮﺣﻤﺎﻥ ﻳﻘﻠﺒﻬﺎ ﻛﻴﻒ ﺷﺎﺀ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ، ﺃﺳﻨﺪ ﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ ﻓﻲ ( ﺍﻟﺰﻫﺪ ) ( ﺹ 49 ) ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﻮﻟﻪ : ( ﺇﻥَّ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻷﺷﺪ ﻃﻴﺮﻭﺭﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﺸﺔ ﻓﻲ ﻳﻮﻡٍ ﻋﺎﺻﻒٍ ) .
ﺧﺘﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﻭﻟﻜﻢ ﺑﺨﻴﺮ ، ﻭﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺻﺤﺒﻪ ﻭﺳﻠﻢ .
✍ ﻭﻛﺘﺐ: ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ - 3 / ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ / 1429 ﻫـ .
[ ﺗﻨﺒﻴﻪ : ﺃﺻﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻝ ﺗﻌﻠﻴﻖ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻧﺸﺮ ﻓﻲ ﺷﺒﻜﺔ ﺳﺤﺎﺏ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﺔ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ : ( ﺗﻨﺒﻴﻪ ﺍﻟﺼﺎﺋﻞ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﺧﻴﺮٌ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻤﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ)].
[حول استخدام وبيع الأظافر التركيبية للنساء]
سائلة تقول: يا شيخ بارك الله فيكم، زوجي يبيع مواد التجميل الخاصة بالنساء وقد قلت له إن الأظافر التي تضاف للأظافر الأصلية تعد من الوصل. وقد جاءته سلعة جديدة من ضمنها هذه الأظافر فهل يبيعها أم في ذلك إثم؟ والمال الذي يأتي من خلال بيعها هل هو حلال أم حرام؟
جواب فضيلة الشيخ نزار هاشم العباس -حفظه الله ورعاه-:
وعليكم السلام. هذه السلعة لا يجوز بيعها والتعامل فيها لعدة أمور:
(١) ما جاء في السؤال وأنها تشبه الوصل حيث هو إضافة لخلقة الله.
(٢) تغيير خلقة الله.
(٣) التشبه بالكافرات.
(٤) التشبه بالحيوانات والسباع.
(٥) مخالفة سنن الفطرة السوية.
(٦) استقبال القذر والوسخ والتهيئة لذلك.
(٧) إضاعة المال وصرفه فيما لايجوز، وسيسأل الله عن هذا المال أين وضع؟
(٨) تعريض النفس للأذى والضرر.
(٩) تعريض الغير للأذى والضرر.
(١٠) تغيير صفة الجمال الذي خلق الله عليه الإناث.
لأجل هذا ينبغي البعد عن هذا، وماله المكتسب منه حرام.
كتبه
نزار بن هاشم العباس
١٤/شوال/١٤٣٩
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
http://bit.ly/1Oj7urP
سائلة تقول: يا شيخ بارك الله فيكم، زوجي يبيع مواد التجميل الخاصة بالنساء وقد قلت له إن الأظافر التي تضاف للأظافر الأصلية تعد من الوصل. وقد جاءته سلعة جديدة من ضمنها هذه الأظافر فهل يبيعها أم في ذلك إثم؟ والمال الذي يأتي من خلال بيعها هل هو حلال أم حرام؟
جواب فضيلة الشيخ نزار هاشم العباس -حفظه الله ورعاه-:
وعليكم السلام. هذه السلعة لا يجوز بيعها والتعامل فيها لعدة أمور:
(١) ما جاء في السؤال وأنها تشبه الوصل حيث هو إضافة لخلقة الله.
(٢) تغيير خلقة الله.
(٣) التشبه بالكافرات.
(٤) التشبه بالحيوانات والسباع.
(٥) مخالفة سنن الفطرة السوية.
(٦) استقبال القذر والوسخ والتهيئة لذلك.
(٧) إضاعة المال وصرفه فيما لايجوز، وسيسأل الله عن هذا المال أين وضع؟
(٨) تعريض النفس للأذى والضرر.
(٩) تعريض الغير للأذى والضرر.
(١٠) تغيير صفة الجمال الذي خلق الله عليه الإناث.
لأجل هذا ينبغي البعد عن هذا، وماله المكتسب منه حرام.
كتبه
نزار بن هاشم العباس
١٤/شوال/١٤٣٩
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
http://bit.ly/1Oj7urP
Telegram
الصفحة الرسمية للشيخ نزار بن هاشم العباس
shnizaralabbas
[الدرس الثامن والعشرون]
https://archive.org/download/FortyHadithAlNawawi28/Forty_Hadith%20al-Nawawi_28.mp3
https://archive.org/download/FortyHadithAlNawawi28/Forty_Hadith%20al-Nawawi_28.mp3
يسر إخوانكم في (موقع راية السلف بالسودان) أن يقدموا لكم تسجيلا لخطبة جمعة بعنوان:
مظاهر التوحيد
في هطول الأمطار
ألقاها فضيلة الشيخ:
نزار بن هاشم العباس
-حفظه الله تعالى-
في يوم الجمعة، الموافق للخامس عشر من شهر شوال لعام تسعة وثلاثين وأربعمئة وألف للهجرة.
بمسجد (الفرقان) بالغرزة بأمدرمان.
نسأل الله تعالى أن ينفع بها الجميع.
رابط التحميل:
https://archive.org/download/FridaySermon15101439/Friday_sermon_15-10-1439.mp3
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
http://bit.ly/1Oj7urP
مظاهر التوحيد
في هطول الأمطار
ألقاها فضيلة الشيخ:
نزار بن هاشم العباس
-حفظه الله تعالى-
في يوم الجمعة، الموافق للخامس عشر من شهر شوال لعام تسعة وثلاثين وأربعمئة وألف للهجرة.
بمسجد (الفرقان) بالغرزة بأمدرمان.
نسأل الله تعالى أن ينفع بها الجميع.
رابط التحميل:
https://archive.org/download/FridaySermon15101439/Friday_sermon_15-10-1439.mp3
الصفحة الرسمية للشيخ على التلجرام:
http://bit.ly/1Oj7urP
*نصيحة الرفيق بخطر أهل التشقيق*
مقال قديم يكشف حقيقة أهل التشقيق في فتنة الحلبي كتبته عام ١٤٣٠ هجرية، ينطبق تمامًا على أهل التشقيق في فتنة ابن هادي، فقد قال الإمام الربيع في رأس هذه الفتنة: *"ليس عنده علم، ما عنده إلا الثرثرة والفتن"*. نقل ذلك الشيخ الفاضل عبد الله الظفيري ليلة الخميس ٢٩ رمضان ١٤٣٩ هجرية.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد:
التشقيق: مصدرٌ أصله الفعل (شقَّ)، قال أبو الحسين بن فارس: "الشين والقاف أصلٌ واحد صحيح، يدلُّ على انصداعٍ في الشيء، ثم يحمل عليه ويشتقُّ منه على معنى الاستعارة. تقول: شقَقت الشيء أَشُقه شقًّا، إذا صدعتَه. وبيده شُقوق، وبالدابّة شُقاق" [معجم مقاييس اللغة (٣/ ١٧٠)، ط: دار الفكر، تحقيق: عبد السلام هارون].
قلت: فلهذا الأصل يرجع لفظ "التشقيق" الذي يدلُّ على التعمُّقِ والتكلُّفِ في إخراج الكلام على أحسن مخرج، فكأنّ المتقعّر في كلامه لشدة تكلفه وتعمُّقه يشقّ اللفظ ويصدعه، أو كأنّ فمه يتشقق وينصدع أثناء تكلمه وتكلّفه.
وأهل الباطل عمومًا، يولون تحسين الألفاظ وتنميقها وسجعها والتقعّر فيها اهتماماً كبيراً؛ لأنّ هذا من وسائلهم الخبيثة في صرف الناس – عن الحق – إليهم، من خلال قلب الحقائق، واللحن في القول، فيستميلون قلوب الضعاف لفتنتهم.
لذلك خاف النبي – صلى الله عليه وسلم – على أمته لسان المنافق وحكمته الظاهرة.
فقد أخرج أحمد في "مسنده"، وابن بطة في "الإبانة" وهو في "الصحيحة" لمحدث العصر الألباني برقم (١٠١٣)، عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – مرفوعاً:
*"إنَّ أخوفَ ما أخافُ على أمتي كلُّ منافقٍ عليمِ اللسانِ"*.
وفي لفظ: *"إنما أخافُ على هذه الأمةِ كلَّ منافقٍ يتكلَّمُ بالحكمةِ و يعملُ بالجَوْرِ"*. [أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" وانظر "الصحيحة" (٧/ ٦٠٨)].
وأخرج الطبرانيّ في "الكبير"، وابن حبان في "صحيحه" والبزار في "مسنده" وهو في صحيح الترغيب والترهيب برقم (١٣٢) عن عمران بن حصين – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
*"إنّ أخوفَ ما أخافُ عليكم بعدي كلُّ منافقٍ عليمِ اللسانِ"*.
فالمنافق العليم اللسان يوظف لسانته في *"تنفيق نفاقه، وترويج غشه وتلبيسه"*.
قال المناويُّ: "(كل منافق عليم اللسان)، أي: *عالم للعلم، منطلق اللسان به، لكنه جاهل القلب، فاسد العقيدة، يغرُّ الناس بشقشقة لسانه، فيقع بسبب اتباعه خلق كثير في الزلل*" انتهى. [فيض القدير" (١/ ٢٨٦) ط: العلمية].
وقال- أيضاً - كلاماً أنفسَ من سابقه:
*"(كل منافق عليم اللسان)، أي: كثير علم اللسان، جاهل القلب والعمل، اتخذ العلم حرفة يتأكَّل بها، ذا هيبة وأبهة *يتعزز ويتعاظم بها، يدعو الناس إلى الله ويفر هو منه، ويستقبح عيب غيره ويفعل ما هو أقبح منه*، ويظهر للناس التنسك والتعبد ويسارر ربه بالعظائم، إذا خلا به ذئب من الذئاب، لكن عليه ثياب، فهذا هو الذي حذر منه الشارع – صلى الله عليه وسلم – هنا *حذرا من أن يخطفك بحلاوة لسانه، ويحرقك بنار عصيانه، ويقتلك بنتن باطنه وجنانه"* اهـ. ["فيض القدير" (٢/ ٥٣١) ط: العلمية)]
فما أدق هذه الأوصاف التي يشمل بعضها من زيّن ظاهره بالشقشقة والاستكثار من العلوم والتعاظم بها على غيره، ولكنها لم تنفعه؛ لأنها لم تورثه خشية الله!
والمنافق يحرص على تحسين الظاهر وتزويقه وتنميقه، ومن ذلك شقشقة الكلام، بينما باطنه خراب في خراب، لأنه حُرم الفقه في الدين، فعلمه على لسانه لا في قلبه.
أخرج الترمذي في "سننه" وهو في "الصحيحة" برقم (٢٧٨)، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:
*"خصلتان لا تجتمعان في منافق : حسن سمت، و لا فقه في الدين"*.
*"والسمت الحسن: التزيي بزي الصالحين، وتحري طرق الخير، والتنزه عن المعايب ظاهراً وباطناً، والفقه في الدين: ما وقع في القلب، ثم ظهر على اللسان، فأفاد العمل، وأورث الخشية والتقوى، وأما الذي يتدارس أبوابا منه ليتعزز به ويتأكل به فإنه بمعزل عن الرتبة العظمى؛ لأن الفقه تعلق بلسانه دون قلبه" اهـ. [بتصرف يسير من "تحفة الأحوذي" (٧/ ٣٧٨) ط: العلمية].
قال الحافظ ابن رجب – رحمه الله -:
"قال ابن مسعود وغيره: كفى بخشية الله علماً، وكفى بالاغترار بالله جهلاً، وقال بعض السلف: ليس العلم بكثرة الرواية، ولكن العلم الخشية. وقال بعضهم: من خشي اللهَ فهو عالم، ومن عصاه فهو جاهل ... وسبب ذلك أن هذا العلم النافع يدل على *أمرين*: أحدهما: على معرفة الله، وما يستحقه من الأسماء الحسنى، والصفات العلى، والأفعال الباهرة، وذلك يستلزم إجلاله، وإعظامه، وخشيته، ومهابته، ومحبته، ورجاءه، والتوكل عليه، والرِّضى بقضائه، والصبر على بلائه.
*والأمر الثاني*: المعرفة بما يحبه ويرضاه، وما يكرهه ويسخطه، من الاعتقادات، والأعمال الظاهرة والباطنة والأقوال، فيوجب ذلك لمن علمه المسارعة إلى ما فيه محبة الله ورضاه، والتباعد عما يكرهه ويسخطه. فإذا أثمر الع
مقال قديم يكشف حقيقة أهل التشقيق في فتنة الحلبي كتبته عام ١٤٣٠ هجرية، ينطبق تمامًا على أهل التشقيق في فتنة ابن هادي، فقد قال الإمام الربيع في رأس هذه الفتنة: *"ليس عنده علم، ما عنده إلا الثرثرة والفتن"*. نقل ذلك الشيخ الفاضل عبد الله الظفيري ليلة الخميس ٢٩ رمضان ١٤٣٩ هجرية.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد:
التشقيق: مصدرٌ أصله الفعل (شقَّ)، قال أبو الحسين بن فارس: "الشين والقاف أصلٌ واحد صحيح، يدلُّ على انصداعٍ في الشيء، ثم يحمل عليه ويشتقُّ منه على معنى الاستعارة. تقول: شقَقت الشيء أَشُقه شقًّا، إذا صدعتَه. وبيده شُقوق، وبالدابّة شُقاق" [معجم مقاييس اللغة (٣/ ١٧٠)، ط: دار الفكر، تحقيق: عبد السلام هارون].
قلت: فلهذا الأصل يرجع لفظ "التشقيق" الذي يدلُّ على التعمُّقِ والتكلُّفِ في إخراج الكلام على أحسن مخرج، فكأنّ المتقعّر في كلامه لشدة تكلفه وتعمُّقه يشقّ اللفظ ويصدعه، أو كأنّ فمه يتشقق وينصدع أثناء تكلمه وتكلّفه.
وأهل الباطل عمومًا، يولون تحسين الألفاظ وتنميقها وسجعها والتقعّر فيها اهتماماً كبيراً؛ لأنّ هذا من وسائلهم الخبيثة في صرف الناس – عن الحق – إليهم، من خلال قلب الحقائق، واللحن في القول، فيستميلون قلوب الضعاف لفتنتهم.
لذلك خاف النبي – صلى الله عليه وسلم – على أمته لسان المنافق وحكمته الظاهرة.
فقد أخرج أحمد في "مسنده"، وابن بطة في "الإبانة" وهو في "الصحيحة" لمحدث العصر الألباني برقم (١٠١٣)، عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – مرفوعاً:
*"إنَّ أخوفَ ما أخافُ على أمتي كلُّ منافقٍ عليمِ اللسانِ"*.
وفي لفظ: *"إنما أخافُ على هذه الأمةِ كلَّ منافقٍ يتكلَّمُ بالحكمةِ و يعملُ بالجَوْرِ"*. [أخرجه البيهقي في "شعب الإيمان" وانظر "الصحيحة" (٧/ ٦٠٨)].
وأخرج الطبرانيّ في "الكبير"، وابن حبان في "صحيحه" والبزار في "مسنده" وهو في صحيح الترغيب والترهيب برقم (١٣٢) عن عمران بن حصين – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:
*"إنّ أخوفَ ما أخافُ عليكم بعدي كلُّ منافقٍ عليمِ اللسانِ"*.
فالمنافق العليم اللسان يوظف لسانته في *"تنفيق نفاقه، وترويج غشه وتلبيسه"*.
قال المناويُّ: "(كل منافق عليم اللسان)، أي: *عالم للعلم، منطلق اللسان به، لكنه جاهل القلب، فاسد العقيدة، يغرُّ الناس بشقشقة لسانه، فيقع بسبب اتباعه خلق كثير في الزلل*" انتهى. [فيض القدير" (١/ ٢٨٦) ط: العلمية].
وقال- أيضاً - كلاماً أنفسَ من سابقه:
*"(كل منافق عليم اللسان)، أي: كثير علم اللسان، جاهل القلب والعمل، اتخذ العلم حرفة يتأكَّل بها، ذا هيبة وأبهة *يتعزز ويتعاظم بها، يدعو الناس إلى الله ويفر هو منه، ويستقبح عيب غيره ويفعل ما هو أقبح منه*، ويظهر للناس التنسك والتعبد ويسارر ربه بالعظائم، إذا خلا به ذئب من الذئاب، لكن عليه ثياب، فهذا هو الذي حذر منه الشارع – صلى الله عليه وسلم – هنا *حذرا من أن يخطفك بحلاوة لسانه، ويحرقك بنار عصيانه، ويقتلك بنتن باطنه وجنانه"* اهـ. ["فيض القدير" (٢/ ٥٣١) ط: العلمية)]
فما أدق هذه الأوصاف التي يشمل بعضها من زيّن ظاهره بالشقشقة والاستكثار من العلوم والتعاظم بها على غيره، ولكنها لم تنفعه؛ لأنها لم تورثه خشية الله!
والمنافق يحرص على تحسين الظاهر وتزويقه وتنميقه، ومن ذلك شقشقة الكلام، بينما باطنه خراب في خراب، لأنه حُرم الفقه في الدين، فعلمه على لسانه لا في قلبه.
أخرج الترمذي في "سننه" وهو في "الصحيحة" برقم (٢٧٨)، عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال:
*"خصلتان لا تجتمعان في منافق : حسن سمت، و لا فقه في الدين"*.
*"والسمت الحسن: التزيي بزي الصالحين، وتحري طرق الخير، والتنزه عن المعايب ظاهراً وباطناً، والفقه في الدين: ما وقع في القلب، ثم ظهر على اللسان، فأفاد العمل، وأورث الخشية والتقوى، وأما الذي يتدارس أبوابا منه ليتعزز به ويتأكل به فإنه بمعزل عن الرتبة العظمى؛ لأن الفقه تعلق بلسانه دون قلبه" اهـ. [بتصرف يسير من "تحفة الأحوذي" (٧/ ٣٧٨) ط: العلمية].
قال الحافظ ابن رجب – رحمه الله -:
"قال ابن مسعود وغيره: كفى بخشية الله علماً، وكفى بالاغترار بالله جهلاً، وقال بعض السلف: ليس العلم بكثرة الرواية، ولكن العلم الخشية. وقال بعضهم: من خشي اللهَ فهو عالم، ومن عصاه فهو جاهل ... وسبب ذلك أن هذا العلم النافع يدل على *أمرين*: أحدهما: على معرفة الله، وما يستحقه من الأسماء الحسنى، والصفات العلى، والأفعال الباهرة، وذلك يستلزم إجلاله، وإعظامه، وخشيته، ومهابته، ومحبته، ورجاءه، والتوكل عليه، والرِّضى بقضائه، والصبر على بلائه.
*والأمر الثاني*: المعرفة بما يحبه ويرضاه، وما يكرهه ويسخطه، من الاعتقادات، والأعمال الظاهرة والباطنة والأقوال، فيوجب ذلك لمن علمه المسارعة إلى ما فيه محبة الله ورضاه، والتباعد عما يكرهه ويسخطه. فإذا أثمر الع
لم لصاحبه هذا فهو علم نافع، فمتى كان العلم نافعاً ووقر في القلب فقد خشع القلب للَّه، وانكسر له، وذلَّ؛ هيبةً، وإجلالاً، وخشيةً، ومحبةً، وتعظيماً. ومتى خشع القلب للَّه وذل وانكسر له قنعت النفس بيسير الحلال من الدنيا، وشبعت به، فأوجب لها ذلك القناعة والزهد في الدنيا …" اهـ. ["بيان فضل علم السلف على علم الخلف" ص (٧٢-٧٤) ط: دار البشائر].
وعن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال : خطب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خطبة خفيفة ، فلما فرغ من خطبته قال: "يا أبا بكر قم فاخطب"، فقصر دون رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، فلما فرغ من خطبته قال: "يا عمر قم فاخطب"، فقام فخطب فقصر دون رسول الله – صلى الله عليه وسلم – و دون أبي بكر ، فلما فرغ من خطبته قال: "يا فلان قم فاخطب"، فشقَّق القول، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: *"اسكت – أو اجلس – فإن التشقيق من الشيطان، و إنَّ من البيان لسحراً"* و قال: "يا ابن أم عبد قم فاخطب". فقام ابن أم عبد، فحمد الله ، و أثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس، إنَّ الله – عز وجل – ربنا، و إنَّ الإسلام ديننا، و إنَّ القرآن إمامنا، و إنَّ البيت قبلتنا، و إنَّ هذا نبينا – و أومأ بيده إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – رضينا ما رضي الله تعالى لنا و رسوله، وكرهنا ما كره الله تعالى لنا و رسوله.
فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: "أصاب ابن أم عبد، أصاب ابن أم عبد و صدق، رضيت بما رضي الله تعالى لي ولأمتي؛ ابن أم عبد".
[أخرجه الطبراني في “الكبير” وأورده الإمام الألباني في “الصحيحة” برقم (١٢٢٥)].
وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" برقم (٨٧٥) وصححه الإمام الألباني في صحيح الأدب المفرد عن ابن عمر قال:
“قدم رجلان من المشرق خطيبان على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقاما فتكلما ثم قعدا. وقام ثابت بن قيس؛ خطيب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فتكلم، فعجب الناس من كلامهما. فقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يخطب، فقال:
*"يا أيها الناس ! قولوا قولكم، فإنما تشقيق الكلام من الشيطان"*.
ثم قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "إن من البيان سحراً".
وأتبع هذا الحديثَ الإمامُ البخاري في "الأدب المفرد" بأثر صحح إسناده الإمام الألباني عن أنس – رضي الله عنه -قال:
خطب رجل عند عمر، فأكثر الكلام، فقال عمر - رضي الله عنه -: *"إن كثرة الكلام في الخطب من شقاشق الشيطان"*.
وعلّق الإمام الألباني في الحاشية بقوله:
"الشقاشق": جمع "الشقشقة"، قال في "المعجم الوسيط" : هي شيء كالرئة، يخرجه الجمل من فيه إذا هاج وهدر. قال ابن الأثير: شبه الفصيح المنطق بالفحل الهادر، ولسانه بشقشقته، *ونسبها إلى الشيطان؛ لما يدخل فيه من الكذب والباطل وكونه لا يبالي بما قال*" انتهى.
واعلم – وفقني الله وإياك لمرضاته – أنّ البلاغة التي أمر الله – تعالى – بها رسوله في محاجة المنافقين في سورة النساء في قوله: (أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً)[النساء: ٦٣]
هي البلاغة المطلوبة شرعاً، وهي أبعد ما تكون عن التشقيق والتقعّر؛ لأنها قائمة على تكميل المعاني وتبيين المباني، فلا تكون العبارة ناقصة تحتاج إلى ما يكملها في معناها أو مبناها؛ لذلك قال الطبري – رحمه الله – في تفسير الآية:
"مرهم باتقاء الله، والتصديق به، وبرسوله، ووعده ووعيده" انتهى.
ولا ريب أنّ أكمل المعاني، وأجمل المباني وأبينها ما اشتمل على هذه المقاصد الجليلة، فأين المشققون للكلام، المتقعرون فيه، المتفيهقون الباغون للبرآء العنت من هذه المقاصد !
وقوله – صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ من البيان لسحراً"[متفق عليه]
*يحتمل المدح والذم*، وذلك بحسب مقاصد البيان وصفته كما تقدم.
نقل ابن حجر في الفتح [(٩/ ١٤٤)]ط: دار مصر للطباعة] عن ابن التين قوله:
"والبيان نوعان؛ الأول: ما يبين به المراد. والثاني: تحسين اللفظ حتى يستميل قلوب السامعين، والثاني هو الذي يشبه بالسحر، *والمذموم منه ما يقصد به الباطل*، وشبهه بالسحر لأن السحر صرف الشيء عن حقيقته" اهـ.
فالبيان الواضح القائم على جمال العبارة، واختصار اللفظ دونما إخلال، البعيد عن التشقيق، والسجع المتكلف، والذي يؤدي المعنى المطلوب دون تطويل، وتكون مقاصده حسنة طيبة مشروع، أما تشقيق الكلام فمذموم مطلقاً، وفرق ما بين الاثنين.
ولانّه يغلب على كثير من أهل البيان التقعّر والتشقيق عدّه الشرع نفاقاً، فقد أخرج أحمد، والترمذي، والحاكم – وصححه على شرط الشيخين وأقرَّه الذهبي – وهو في صحيح الجامع للإمام الألباني برقم (٣٢٠١) عن أبي أمامة – رضي الله عنه – مرفوعاً:
*"الحياء و العِيُّ شعبتان من الإيمان، و البذاءُ و البيانُ شعبتان من النفاق"*.
قال المباركفوري في "تحفة الأحوذي" [(٦/ ١٤٧)ط: العلمية] مفسراً (البيان):
"أي: الفصاحة الزائدة عن مقدار حاجة الإنسان، من التعمق في النطق وإظهار
وعن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال : خطب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خطبة خفيفة ، فلما فرغ من خطبته قال: "يا أبا بكر قم فاخطب"، فقصر دون رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، فلما فرغ من خطبته قال: "يا عمر قم فاخطب"، فقام فخطب فقصر دون رسول الله – صلى الله عليه وسلم – و دون أبي بكر ، فلما فرغ من خطبته قال: "يا فلان قم فاخطب"، فشقَّق القول، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: *"اسكت – أو اجلس – فإن التشقيق من الشيطان، و إنَّ من البيان لسحراً"* و قال: "يا ابن أم عبد قم فاخطب". فقام ابن أم عبد، فحمد الله ، و أثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس، إنَّ الله – عز وجل – ربنا، و إنَّ الإسلام ديننا، و إنَّ القرآن إمامنا، و إنَّ البيت قبلتنا، و إنَّ هذا نبينا – و أومأ بيده إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – رضينا ما رضي الله تعالى لنا و رسوله، وكرهنا ما كره الله تعالى لنا و رسوله.
فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: "أصاب ابن أم عبد، أصاب ابن أم عبد و صدق، رضيت بما رضي الله تعالى لي ولأمتي؛ ابن أم عبد".
[أخرجه الطبراني في “الكبير” وأورده الإمام الألباني في “الصحيحة” برقم (١٢٢٥)].
وأخرج البخاري في "الأدب المفرد" برقم (٨٧٥) وصححه الإمام الألباني في صحيح الأدب المفرد عن ابن عمر قال:
“قدم رجلان من المشرق خطيبان على عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فقاما فتكلما ثم قعدا. وقام ثابت بن قيس؛ خطيب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فتكلم، فعجب الناس من كلامهما. فقام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يخطب، فقال:
*"يا أيها الناس ! قولوا قولكم، فإنما تشقيق الكلام من الشيطان"*.
ثم قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "إن من البيان سحراً".
وأتبع هذا الحديثَ الإمامُ البخاري في "الأدب المفرد" بأثر صحح إسناده الإمام الألباني عن أنس – رضي الله عنه -قال:
خطب رجل عند عمر، فأكثر الكلام، فقال عمر - رضي الله عنه -: *"إن كثرة الكلام في الخطب من شقاشق الشيطان"*.
وعلّق الإمام الألباني في الحاشية بقوله:
"الشقاشق": جمع "الشقشقة"، قال في "المعجم الوسيط" : هي شيء كالرئة، يخرجه الجمل من فيه إذا هاج وهدر. قال ابن الأثير: شبه الفصيح المنطق بالفحل الهادر، ولسانه بشقشقته، *ونسبها إلى الشيطان؛ لما يدخل فيه من الكذب والباطل وكونه لا يبالي بما قال*" انتهى.
واعلم – وفقني الله وإياك لمرضاته – أنّ البلاغة التي أمر الله – تعالى – بها رسوله في محاجة المنافقين في سورة النساء في قوله: (أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً)[النساء: ٦٣]
هي البلاغة المطلوبة شرعاً، وهي أبعد ما تكون عن التشقيق والتقعّر؛ لأنها قائمة على تكميل المعاني وتبيين المباني، فلا تكون العبارة ناقصة تحتاج إلى ما يكملها في معناها أو مبناها؛ لذلك قال الطبري – رحمه الله – في تفسير الآية:
"مرهم باتقاء الله، والتصديق به، وبرسوله، ووعده ووعيده" انتهى.
ولا ريب أنّ أكمل المعاني، وأجمل المباني وأبينها ما اشتمل على هذه المقاصد الجليلة، فأين المشققون للكلام، المتقعرون فيه، المتفيهقون الباغون للبرآء العنت من هذه المقاصد !
وقوله – صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ من البيان لسحراً"[متفق عليه]
*يحتمل المدح والذم*، وذلك بحسب مقاصد البيان وصفته كما تقدم.
نقل ابن حجر في الفتح [(٩/ ١٤٤)]ط: دار مصر للطباعة] عن ابن التين قوله:
"والبيان نوعان؛ الأول: ما يبين به المراد. والثاني: تحسين اللفظ حتى يستميل قلوب السامعين، والثاني هو الذي يشبه بالسحر، *والمذموم منه ما يقصد به الباطل*، وشبهه بالسحر لأن السحر صرف الشيء عن حقيقته" اهـ.
فالبيان الواضح القائم على جمال العبارة، واختصار اللفظ دونما إخلال، البعيد عن التشقيق، والسجع المتكلف، والذي يؤدي المعنى المطلوب دون تطويل، وتكون مقاصده حسنة طيبة مشروع، أما تشقيق الكلام فمذموم مطلقاً، وفرق ما بين الاثنين.
ولانّه يغلب على كثير من أهل البيان التقعّر والتشقيق عدّه الشرع نفاقاً، فقد أخرج أحمد، والترمذي، والحاكم – وصححه على شرط الشيخين وأقرَّه الذهبي – وهو في صحيح الجامع للإمام الألباني برقم (٣٢٠١) عن أبي أمامة – رضي الله عنه – مرفوعاً:
*"الحياء و العِيُّ شعبتان من الإيمان، و البذاءُ و البيانُ شعبتان من النفاق"*.
قال المباركفوري في "تحفة الأحوذي" [(٦/ ١٤٧)ط: العلمية] مفسراً (البيان):
"أي: الفصاحة الزائدة عن مقدار حاجة الإنسان، من التعمق في النطق وإظهار