Telegram Web
السّؤال التّاسع
عبدالرحيم خربوش ابوايوب من المغرب 🇲🇦
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله وبياكم سؤالي فضلاً الشيخ ابو عاصم السمان
هو عندنا في المغرب أكثر المساجد لا تصلي الفجر في الوقت
ماذا عليا أن أفعل وجزاكم الله خيرا واحسن الله اليكم 🇲🇦👍
ــــــــــــــــــــــــ
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على النبي وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
إن لم تجد مسجداً يقيم بعد الأذان بثلث ساعة فيجب عليك الصلاة مع الجماعة وصلاته صحيحة وإن أعدتها احتياطاً فلا حرج، لأن صلاة المأموم تبعاً لصلاة الإمام والإمام يعتقد صحة التقويم ومن اعتقد صحة صلاته لنفسه وكان إماماً صحت صلاة من خلفه
وفي هذا الفيديو الأدلة على صحة صلاتك مع الجماعة
https://youtu.be/jUWqJbYZc10?feature=shared
أبوعاصم السمان
............................
السّؤال العاشر
السلام عليكم شيخ أبو عاصم السمان السائل منصور علي الحيدري من بلاد اليمن سؤال إذا الشخص داخل قلبه يمرر على قلبه كلمات سب الله قبيحه ينطقها داخل قلبه يوميا /والشخص لايسب الله عبر للسانة خوفا من الكفر والردة والشخص اصلا لايريد ان يكفر با الله ولايحب ان يكون مرتداَ ويخاف على نفسه من الردة ويتمنا يموت مسلما ويخشئ عذاب الله ولاكن في قلبه يجد قلبه عامدا يوميا يتلفظ داخل قلبه بي كلمات سب الله قبيحة
ــــــــــــــــــــــــ
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،،
أما الوساوس الشيطانية سواء بسب الله أو قول الشيطان للعبد من خلق الله ؟ أو الشك في الوضوء والصلاة وباقي العبادات فلم يسلم منه حتى بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو من حديث النفس وتنغيص الشيطان على العبد الذي عجز عن إغوائه ، والله سبحانه لا يؤاخذ عباده على الخطرات ولا الوساوس التي تدور في أنفسهم مالم يقل ذلك بلسانه أو يفعل بحوارحه

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي مَا وَسْوَسَتْ بِهِ صُدُورُهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَكَلَّم ) . رواه البخاري ( 2391 ) ومسلم (127)

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله - : والمراد : نفي الحرج عما يقع في النفس ، حتى يقع العمل بالجوارح ، أو القول باللسان على وفق ذلك ، والمراد بالوسوسة : تردد الشيء في النفس ، من غير أن يطمئن إليه ، ويستقر عنده .فتح الباري " ( 5 / 161)

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ ( جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلُوهُ إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ ، قَالَ : وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ ) . رواه مسلم ( 132 )

وأخرج البخاري و مسلم من حديثي أبي هريرة و أنس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال( يأتي الشيطان أحدكم فيقول: (من خلق كذا و كذا؟) ،و في رواية عند مسلم (من خلق السموات و الأرض ؟ فيقول : الله فيقول من خلق الله ، قال صلى الله عليه و سلم فمن وجد ذلك فليستعذ بالله و لينته)

قال النووي – رحمه الله - :
معناه أن الشيطان إنما يوسوس لمن أيس من إغوائه، فينكد عليه بالوسوسة؛ لعجزه عن إغوائه ، وأما الكافر : فإنه يأتيه من حيث شاء ، ولا يقتصر في حقه على الوسوسة ، بل يتلاعب به كيف أراد ، فعلى هذا معنى الحديث : سبب الوسوسة : محض الإيمان ، أو الوسوسة علامة محض الإيمان ، وهذا القول اختيار القاضي عياض ... .
شرح مسلم " ( 2 / 154 ) .

وقال النووي – رحمه الله -أيضاً :
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( فليستعذ بالله ولينته ) فمعناه : إذا عرض له هذا الوسواس : فليلجأ إلى الله تعالى في دفع شرِّه عنه ، وليُعرض عن الفكر في ذلك ، وليَعلم أن هذا الخاطر من وسوسة الشيطان ، وهو إنما يسعى بالفساد والإغواء ، فليعرض عن الإصغاء إلى وسوسته ، وليبادر إلى قطعها بالاشتغال بغيرها ، والله أعلم . شرح مسلم " ( 2 / 155 ، 156)

قال الإمام الخطابي: "المراد بصريح الإيمان هو الذي يعظم في نفوسهم إن تكلموا به، ويمنعهم ‏من قبول ما يلقي الشيطان، فلولا ذلك لم يتعاظم في نفوسهم حتى أنكروه ، وليس المراد ‏أن الوسوسة نفسها صريح الإيمان، بل هي من قبل الشيطان وكيده"

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : أي حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة له ودفعه عن القلب هو من صريح الإيمان كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه فهذا أعظم الجهاد ، و الصريح الخالص كاللبن الصريح وإنما صار صريحا لما كرهوا تلك الوساوس الشيطانية ودفعوها فخلص الإيمان فصار صريحا اهـ ( مجموع الفتاوى 7/282 ).

وقال أيضاً : وهذه الوسوسة هي مما يهجم على القلب بغير اختيار الإنسان فإذا كرهه العبد و نفاه كانت كراهته صريح الإيمان اهـ.مجموع الفتاوى (14 / 108).

فإذا غلبتك هذه الهواجس والوساوس فلا تسترسل معها واستعذ بالله منها وانتهي عن ذلك
أما قولك إنك تتعمد سب الله بقلبك فتعمد الكفر بالقلب يكفر به المسلم لأن القلب محل النية ومحل الإيمان والكفر والنفاق ، والمنافقون يظهرون الإسلام ويتعمدون الكفر بقلوبهم وقد كفرهم الله عز وجل رغم أنهم لم ينطقوا بالكفر بل ينطقون بالإسلام ، ففرق بين الوساوس التي تهجم على الإنسان بسب الله أو إنكار وجوده وبين تعمد قول الكفر بالقلب ، فلا تتعمد قول الكفر بلسانك ولا بقلبك وإذا هجم عليك هذا الوسواس الشيطاني فالجأ إلى الله واستعذ به ولا تردد في قلبك ذلك السب ولا ذلك الكلام القبيح ولا تسترسل معه
أبوعاصم السمان
/////
سؤال: هل يشترط صحة السند في الأخبار التاريخية؟

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد،،،

فإن القصص التاريخية والقصص التي تتضمن مواعظ وحِكَم لم يشترط من كتب فيها من علماء أهل السنة الثقات صحة السند ويكفي فيها الشهرة إلا إن ترتب عليها حكم شرعي أو كانت تمس العقيدة فحينئذ لا نقبل منها إلا ما صح سنده

فكتب التاريخ حوت الحق والباطل والصدق والكذب فهي مجرد حكايات وروايات مشهورة عند الناس عن حقبة تاريخية، ولم تحقق كتحقيق الأحاديث، ولذلك لا يُقطع بنسبة ما فيها ولا تعد مصدراً موثوقا لأخذ الأحكام

يقول الإمام ابن جرير الطبري في مقدمة كتابه تاريخ الملوك : «فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهًا في الصحة، ولا معنى في الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا، وإنما أتى من قبل بعض ناقليه إلينا، وإنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أُدِّيَ إلينا.» انتهى من مقدمة تاريخ الملوك للطبري.

يقول عبد الرحمن بن مهدي:” إذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والأحكام شددنا في الأسانيد وانتقدنا الرجال"
رواه الحاكم في المستدرك بعد رقم (1801)

وقَالَ: حَدَّثَنَا حرملة بْن يَحْيَى التجيبي قَالَ: سمعت مُحَمَّد بْن إدريس الشافعي، يقول: "من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد بن إسحاق" رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد في ترجمة ابن إسحاق

وعن على بن المديني قَالَ سمعت سفيان يقول: قَالَ ابن شهاب- وسئل عن مغازيه- فقال: هذا أعلم الناس بها- يعني ابن إسحاق" تاريخ بغداد

وقال عباس بن محمد الدوري: سمعت أحمد بن حنبل وذكر محمد بن إسحاق؛ فقال: أما في المغازي وأشباهه فيكتب، وأما في الحلال والحرام فيحتاج إلى مثل هذا. ومد يده وضم أصابعه."
"الجرح والتعديل" 7/ 193

وقال الإمام أحمد رحمه الله : " ثلاثة كتب ليس لها أصول : المغازي والملاحم والتفسير " انتهى .رواه الخطيب في "الجامع" (2/162) وفسره بقوله: المراد به كتب مخصوصة في هذه المعاني الثلاثة ، غير معتمد عليها ، ولا موثوق بصحتها ، لسوء أحوال مصنفيها ، وعدم عدالة ناقليها ، وزيادات القصاص فيها " ، وفسرها شيخ الإسلام ابن تيمية بكثرة المراسيل في هذه الأبواب

وقال البيهقي عن الأحاديث الضعيفة المتفق على ضعفها: وهذا النوع على ضربين: ضرب رواه من كان معروفا بوضع الحديث والكذب فيه، فهذا الضرب لا يكون مستعملا في شيء من أمور الدين إلا على وجه التليين، وضرب لا يكون راويه متهما بالوضع، غير أنه عرف بسوء الحفظ وكثرة الغلط في رواياته، أو يكون مجهولا لم يثبت من عدالته وشرائط قبول خبره ما يوجب القبول، فهذا الضرب من الأحاديث لا يكون مستعملا في الأحكام، كما لا تكون شهادة من هذه صفته مقبولة عند الحكام، وقد يستعمل في الدعوات والترغيب والترهيب، والتفسير والمغازي فيما لا يتعلق به حكم. اهـ. من دلائل النبوة.
عقده الخطيب البغدادي في كتابه: الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع: 2ـ316ـ320ـ بعنوان: ما لا يفتقر كتبه إلى إسناد، وقول الخطيب: وأما أخبار الصالحين وحكايات الزهاد والمتعبدين، ومواعظ البلغاء، وحكم الأدباء فالأسانيد زينة لها، وليست شرطا في تأديتها، ثم أسند الخطيب قصة رجل خرساني كان يجلس عند يزيد بن هارون فيكتب الكلام ولا يكتب الإسناد، فلما لاموه على ذلك قال: أنا للبيت أريده لا للسوق، فعلق الخطيب على ذلك بقوله: إن كان الذي كتبه الخرساني من أخبار الزهد والرقائق وحكايات الترغيب والمواعظ، فلا بأس بما فعل، وإن كان من أحاديث الأحكام وله تعلق بالحلال والحرام فقد أخطأ في إسقاط إسناده، لأنها هي الطريق إلى تثبته

ويقول ابن خلدون في "المقدمة" (ص/28) : " فإذا يحتاج صاحب هذا الفن إلى العلم بقواعد السياسة وطبائع الموجودات واختلاف الأمم والبقاع والأعصار في السير والأخلاق والعوائد والنحل والمذاهب وسائر الأحوال ، والإحاطة بالحاضر من ذلك ، ومماثلة ما بينه وبين الغائب من الوفاق أو بون ما بينهما من الخلاف ، وتعليل المتفق منها والمختلف ، والقيام على أصول الدول والملل ومبادئ ظهورها وأسباب حدوثها ودواعي كونها وأحوال القائمين بها وأخبارهم ، حتى يكون مستوعبا لأسباب كل خبره ، وحينئذ يعرض خبر المنقول على ما عنده من القواعد والأصول ، فإن وافقها وجرى على مقتضاها كان صحيحا ، وإلا زيفه واستغنى عنه .
وما استكبر القدماء علم التاريخ إلا لذلك ، حتى انتحله الطبري والبخاري وابن إسحاق من قبلهما ، وأمثالهم من علماء الأمة ، وقد ذهل الكثير عن هذا السر فيه حتى صار انتحاله مجهلة ، واستخف العوام ومن لا رسوخ له في المعارف مطالعته وحمله والخوض فيه والتطفل عليه ، فاختلط المرعي بالهمل ، واللباب بالقشر ، والصادق بالكاذب ، وإلى الله عاقبة الأمور " انتهى .
فهناك نقص في التحقيق التاريخي ، والنقد المنهجي لكتب التاريخ، إلا أننا لا ننفي وجوده، فقد سطر نقاد العلماء كُتُبَاً محققة محكمة ، محَّصوا فيها الصادق من الكاذب، والحقيقي من الزائف، فيمكن الاستفادة منها والرجوع إليها، ما لم تخالف أصلا شرعيا ولم يبن عليها حكم شرعي ومنها :
"العواصم من القواصم" لأبي بكر ابن العربي المالكي ، "البداية والنهاية" لابن كثير ، وتاريخ الملوك والرسل للطبري وكتب الحافظ الذهبي عموما : "تاريخ الإسلام" و "سير أعلام النبلاء" ، و"العبر" وغيرها .

ويقول الدكتور أكرم ضياء العمري (صاحب كتاب صحيح السيرة النبوية ): “أما اشتراط الصحة الحديثية في قبول الأخبار التاريخية التي لا تمس العقيدة والشريعة ففيه تعسُّف كثيرٌ، والخطر الناجم عنه كبير؛ لأن الروايات التاريخية التي دوَّنها أسلافنا المؤرخون لم تُعامل معاملة الأحاديث، بل تمّ التساهل فيها، وإذا رفضنا منهجهم فإن الحلقات الفارغة في تاريخنا ستمثِّل هوَّة سحيقة بيننا وبين ماضينا، مما يولد الحيرة والضياع والتمزق والانقطاع”

أجاب عنه : أبوعاصم السمان
لا يَغتَابُ مسلماً إلا من كان عنده نقص في العقل والدين، واعلموا أن التحذير من أهل البدع بأعيانهم ليس من الغيبة بل من النصيحة للمسلمين.
إذا اغتابك أو طعن فيك أحدٌ بغير حق فلا تحزن، واحمد الله أن سخر لك بعض البشر يعملون الصالحات ويحولون حسناتهم المقبولة إلى حسابك في الآخرة.
كيف تحزن والمغتاب يُشاركك في حسناتِه... ويعطيك أجرَ صومِه وصلاته...ويحمل عنك وزرا تنوء بحمله ....ويؤثرك بذلك عن أبنائه وبناتِه.
قال عبدُ الرَّحمنِ بنُ مَهديٍّ: (لولا أنِّي أكرَهُ أن يُعصى اللهُ لتمَنَّيتُ ألَّا يبقى في هذا المِصرِ أحدٌ إلَّا وقَعَ فيَّ واغتابني! وأيُّ شيءٍ أهنأُ من حَسَنةٍ يجِدُها الرَّجُلُ في صحيفتِه يومَ القيامةِ لم يعمَلْها ولم يعلَمْ بها؟!) (حلية الأولياء) لأبي نعيم (9/ 11)، (شعب الإيمان) للبيهقي (9/ 97).
وعن عبدِاللهِ ابنِ المبارَكِ قال: (قُلتُ لسُفيانَ الثَّوريِّ: يا أبا عبدِ اللهِ، ما أبعَدَ أبا حنيفةَ من الغِيبةِ، ما سمِعتُه يغتابُ عَدُوًّا له قطُّ! قال: هو -واللهِ- أعقَلُ مِن أن يُسَلِّطَ على حَسَناتِه ما يُذهِبُ بها!) (تاريخ بغداد) للخطيب (15/ 497)
وقال ابن المبارك: لو كنت مغتابًا أحدًا لاغتبت والدَيّ لأنهما أحقُّ بحسناتي." (شرح صحيح البخاري) لابن بطال (9/245)،
وعن الحسن البصري:
"أنَّ رَجُلًا قال له: إنَّك تغتابُني، فقال: "ما بلَغَ قَدْرُك عندي أن أحَكِّمَك في حَسَناتي!" (الأذكار النووية) (ص: 340).
وقال سُفيانُ بنُ عُيَينةَ: (لو أنَّ رَجُلًا أصاب من مالِ رَجُلٍ شيئًا فتورَّع عنه بعدَ موتِه، فجاء به إلى وَرَثتِه، لكُنَّا نرى ذلك كَفَّارةً له، ولو أنَّ رجُلًا أصاب من عِرضِ رَجُلٍ شيئًا فتوَرَّع عنه بَعدَ مَوتِه، فجاء إلى وَرَثتِه وإلى جميعِ أهلِ الأرضِ فجَعَلوه في حِلٍّ، ما كان في حِلٍّ! فعِرْضُ المُؤمِنِ أشَدُّ من مالِه، افقَهوا ما يُقالُ لكم) (حلية الأولياء) لأبي نعيم (7/ 278).
وقال الفضيل بن عياض : "ربَّما قال الرَّجُلُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، فأخشى عليه النَّارَ! قيل: وكيف ذاك؟! قال: يُغتابُ بَيْنَ يَدَيه رجُلٌ، فيُعجِبُه، فيقولُ: لا إلهَ إلَّا اللهُ، وليس هذا موضِعَها، إنَّما هذا موضِعُ أن يَنصَحَ له في نفسِه، ويقولَ له: اتَّقِ اللهَ!" رواه أبو بكر الدِّينَوَري في (المجالسة وجواهر العلم) (663)، وابن عساكر في (تاريخ دمشق) (55/144).
أبوعاصم السمان
//////
تراجع عن خطأ وقعت فيه بسبب سبق اللسان ولم أكن أقصد هذا الخطأ لكن جرى به القلم ولم أراجع الجواب قبل نشره

قناة "أبوعاصم السمان" على التليجرام.

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده اما بعد

لم ينبهني أحد على هذا الخطأ، وإنما اكتشفته بنفسي، لذا وجب التراجع عنه إبراء للذمة،

فقد سألني الأخ أبو معاوية فاروق بركان: هل الملائكة ذكور وهل لهم قلوب وعقول؟ فنهيت عن مثل هذه الاسئلة التي تتعلق بالغيبيات وجاء في جوابي أننا ينبغي الا نسأل هل الملائكة ذكور أم إناث أو أن لها قلوبا وعقولا ، ولم أكن أقصد أن أنفي أن الملائكة لها قلوب كما نطقت بذلك الآية في سورة سبأ ، وإنما قصدت ترك السؤال عما لا يتعلق به عمل،

لكن ظهر الجواب للقارئ فيه قولي إن الملائكة ليسوا ذكورا ولا إناثا ولا يأكلون ولا يشربون ولا يتناكحون ولا يتناسلون ولا قلوب لهم.

ولذلك أعلن تراجعي عن هذا الخطأ وأستغفر الله من زلة اللسان وأعوذ بالله أن أكون ممن يقولون على الله أو في دينه بغير علم.

ولا علاقة للسائل بقصدي وإنما يدان المسلم بما ينطق به لِسانُه وبما سطره بنانه وخاصة أمور العقيدة والغيبيات، وقد يعذره الله إن كان لايقصد لكن إن تبين له انه اخطأ يجب عليه التراجع وإعلان ذلك.

ولذلك أعلن خطئي وتراجعي عن نفي القلب عن الملائكة وأعيد نشر الجواب عن السؤال متضمنا إثبات القلوب لها كما أثبتته الآية.

قناة "أبوعاصم السمان" على التليجرام:
السؤال التاسع
أبو معاوية فاروق بركان من الجزائر السلام عليكم ورحمة الله شيخنا أبو عاصم وفقك الله سؤال في العقيدة إن أمكن إذا كانت الملائكة لا يطلق عليهم إناثا فهل يطلق عليهم بأنهم ذكور ؟! وهل لهم قلوب وعقول؟! ما قول أهل العلم في ذلك أرجوا إفادتنا بارك الله فيك
ــــــــــــــ
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه بعد،،
هل الملائكة يأكلون ويشربون ويتناكحون ويتناسلون؟ وهل هم ذكور إم إناث؟ وهل لهم قلوب وعقول وهل وهل وهل
لم يكلفنا الله عز وجل بهذه الأسئلة كلها

وقد قالت طائفة من الكفار عن الملائكة أنهم إناثاً فقال الله تعالى : ( وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ ) الزخرف/19
وقال تعالى : (أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ ) الصافات/150
وقد يقول قائل لماذا أُنِّث الفعل في قوله تعالى : "وَإِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ"؟
والجواب : ليس لأنهم إناث ، وإنما لأن كلمة "الملائكة" جمع تكسير ؛ أي أن صيغة المفرد تكسرت في الجمع ، والعرب في "جمع التكسير" تؤنث الفعل وتذكره .
ولو كان في جواب هذه الأسئلة خيراً لعلمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال (أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّهُ لَيْسَ مِنْ شَيْءٍ يُقَرِّبُكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ وَيُبْعِدُكُمْ مِنْ النَّارِ إلَّا قَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ، وَلَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ مِنْ النَّارِ وَيُبْعِدُكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ إلَّا قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، ..) رواه ابن أبي شيبة في مصنفه والبيهقي في الشعب وصححه لغيره بشواهده شيخنا الألباني في النصيحة بالتحذير من تخريب ابن عبد المنان لكتب الأئمة الرجيحة 232 وانظر الصحيحة 2866
فلو كان في تعلم ذلك خيراً لعلمناه النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة رضوان الله عليهم
قاعدة مهمة جداً في الغيبيات :
أن نتوقف في الغيبيات على ما ورد في النصوص فأمور العقيدة توقيفية لا يقال فيها بالرأي ولا بالتخمين ولا بالخرص والظن ولا نخوض في أكثر مما علمناه الله ورسوله
ألا يرضينا أن نجعل إيماننا في أمور العقيدة والغيبيات كإيمان الملائكة ؟
فالملاكة حين سألها الله سبحانه (فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)) (31)
فماذا قالت الملائكة؟
((قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)) سورة البقرة (32)

فلا توصف الملائكة بالذكورة ولا بالأنوثة ولا بالنكاح ولا التناسل ولا بالأكل والشرب لأنه لا يحتاجون إلى ذلك ، لكن الذي ورد في النصوص أن الملائكة مخلوقة من نور وأن لهم قلوب تفزع عند سماع الوحي ويصعقون كما في قوله تعالى { ححَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } [سبأ:23] وأنهم يصعقون كما في حديث النواس بن سمعان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي أخذت السماوات منه رجفة أو قال رعدة شديدة خوفاً من الله عز وجل فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا وخروا لله سجداً فيكون أول من ميرفع رأسه جبرائيل ...) الحديث وأنهم يموتون كباقي المخلوقات ولا نعلم آجالهم ولا
نعلم هل يموت رقيب وعتيد مع موت الإنسان أم لا؟

أبوعاصم السمان:
وأرجح في ذلك خلاف ما ذهب إليه شيخنا ابن باز رحمه الله على جلالة قدره وسعة علمه وفضله علي وعلى الأمة في هذا العصر وجعل الله قبره روضة من رياض الجنة وصب عليه شآبيب الرحمة
فقد قال شيخنا ابن باز رحمه الله بذكورية الملائكة حين سئل عن تسمية الممرضات ملائكة الرحمة؟
فأجاب -رحمه الله- بقوله:"هذا الوصف لا يجوز إطلاقه على الممرضات، لأن الملائكة ذكور وليسوا إناثا، وقد أنكر الله سبحانه وتعالى على المشركين وصفهم الملائكة بالأنوثة، ولأن ملائكة الرحمة لهم وصف خاص لا ينطبق على الممرضات،ولان الممرضات فيهن الطيب والخبيث، فلا يجوز إطلاق هذا الوصف عليهن، والله الموفق"إهـ (مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثامن).
فلعل شيخنا ابن باز رحمه الله نظر إلى جهة اللفظ فرأى أن الملك هو المفرد من الملائكة، فهو مذكر من حيث اللفظ، وأن الله سبحانه أنكر على الكفار وصف الملائكة بالإناث ، لكن نبقى على الأصل أن لا نثبت ولا ننفي شيئاً من أمور الغيب إلا بنص؛ لأن هذه أمور غيبية، الأصل فيها السماع لا الاستنباط وإن كنا لا نضلل من قال ذلك فقد ثبت ذلك عن أحد التابعين كما في تفسير الطبري فقد روى ابن جرير-رحمه الله- بسنده عن عمران بن حدير، عن أبي مجلز{وعلى الأعراف رجال} قال : هم الملائكة، قلت: يا أبا مجلز يقول الله تبارك وتعالى:"رجال"وأنت تقول: هم الملائكة،قال: إنهم ذكران ليسوا بإناث".
قال الإمام الطبري بعده "وَالصَّوَابُ مِنَ الْقَوْلِ فِي أَصْحَابِ الأَعْرَافِ أَنْ يُقَالَ كَمَا قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ فِيهِمْ: هُمْ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ بِسِيمَاهُمْ، وَلا خَبَرَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصِحُّ سَنَدُهُ، وَلا آيَةَ مُتَّفَقٌ عَلَى تَأْوِيلِهَا، وَلا إِجْمَاعٌ مِنَ الأُمَّةِ عَلَى أَنَّهُمْ مَلائِكَةٌ.
ونقل السيوطي-رحمه الله- ،عن الحليمي قوله:" وقد قيل إن أصحاب الأعراف ملائكة يحبون أهل الجنة ويبكّتون أهل النار، وهو بعيد لوجهين: أحدهما قوله تعالى {وَعَلى الأَعرافِ رِجالُ} والرجال: الذكور العقلاء، والملائكة لا ينقسمون إلى ذكور وإناث، والثاني إخباره تعالى عنهم وأنهم يطمعون أن يدخلوا الجنة، والملائكة غير محجوبين عنها كيف والحيلولة بين الطامع وطمعه تعذيب له ولا عذاب يومئذ على ملك ". إهـ "الحبائك في أخبار الملائك للسيوطي ص:88"
فالعصمة في التوقف عن الخوض في ذلك إلا بنص اما استخدام مفهوم المخالفة هنا فلا يصح لأنه من قياس الغائب على الشاهد وهو قياس باطل فهم خلق من غير جنس البشر فلا يصح القياس عليهم ولم يشهد احد خلق الملائكة حتى يحكم عليهم كما قال الله تعالى ((وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَٰنِ إِنَاثًا ۚ أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ ۚ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ)) الزخرف (19)
وقال تعالى ((مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا)) الكهف (51).
والله أعلم
أبوعاصم السمان
/////////////
السّؤال الأوّل
السلام عليكم
شيخنا الفاضل ابو عاصم السمان
معك عبدالسلام عارف من العراق 🇮🇶

شيخنا نحن عندنا في العراق الدولة تبيع الدولار للمسافرين بسعر (1300 دينار) والدولار يباع في السوق بسعر (1600 دينار او اكثر)، فبعض الناس ليست له حاجة للسفر ولكن يسافر ويركب الطائرة ثم يقضي يوم او يومين ويعود إلى البلد وهو يريد الاستفادة من السعر الفارق في الدولار.أو قد لا يذهب، فقط يحجز تذكرة طائرة ويرجع! فما حكم ذلك بارك الله فيك؟
ـــــــــــــــــ
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على النبي وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
الأصل فيما تسنه الدولة من القوانين هو مراعاة المصالح العامة لرعاياها ما لم يخالف القانون نصاً من الكتاب والسنة والإجماع والقياس ،
ولذا فالأصل هو وجوب التزام الشعب بما تمنحه الدولة من تسهيلات للمستحقين فالمرجع في ذلك هو الشروط التي وضعتها الدولة لاستحقاق مبلغ من الدولار بسعر محدد، فيجب على الفرد ألا يحتال على أخذ شيء مخالف لهذا الشرط فإن كان الشرط هو الدفع للمسافر فينطبق على كل مسافر لأن الشرط مطلق لكل مسافر وليس مقيداً بمسافر دون مسافر
أما من يحجز التذكرة ويغش المسلمين ولا يسافر فلا يستحق هذا المال وهو مال سحت ويعد من أكل أموال الناس بالباطل، ولا شك أن الأخذ بغير حق من المال العام الذي يشترك في مُلكِه جميع المسلمين أشد إثماً من أخذ المال المحرم من شخص واحد لأن الظلم حينئذ يقع على عموم المسلمين.

وقد قال صلى الله عليه وسلم ( المسلمون عند شروطهم ) أخرجه أبوداود وصححه شيخنا في صحيح أبي داود بمجوع طرقه
أبوعاصم السمان
//////////////////
السّؤال الثّاني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يونس عبدالله البلوشي
من الإمارات حرسها الله
الشيخ أبو عاصم السمان سلمه الله:
هل يجوز البيع والشراء عبر التطبيقات إلكترونية وأنا في داخل المسجد في غير أوقات الصلوات؟ وما توجيه لعب الحبشة في داخل المسجد وتبادح الصحابة -رضي الله عنهم- بقشر البطيخ في داخل المسجد ومرور الحمير والكلاب في داخل المسجد في زمن النبوة؟
ـــــــــــــــــــــــــ
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على النبي وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
المساجد لم تبن للبيع والشراء وإنشاد الضالة وما يتعلق بأمور الدنيا ، وإنما بنيت لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن وغيرها من العبادات الي تفعل في المسجد كالاعتكاف وجمع الصدقة للمحتاجين ، والدعوة للجهاد ويدخل في ذلك لعب الحبشة بالحراب في المسجد ، فهو نوع من الاستعراض والتدريب على استخدام الحراب التي هي من آلات الحرب في ذلك الوقت ولا يتضرر بها المسجد وتحقق مقصوداً شرعياً وهو الإعداد للجهاد في سبيل الله
قالت عائشة رضي الله عنها:"لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً على باب حجرتي والحبشة يلعبون في المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه أنظر إلى لعبهم" متفق عليه

ومما يدل على المنع من البيع والشراء في المسجد بأي صورة من صور البيع سواء كان بإبرام العقد مشافهة أو عن طريق التطبيقات الإليكترونية
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقُولُوا: لَا أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَكَ) سنن أبي داود (1079) والترمذي وابن ماجه و وحسنه الألباني في صحيح النسائي وابن ماجه
وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: " أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهى عنِ الشِّراءِ والبيعِ في المسجدِ وأن تنشدَ فيهِ ضالَّةٌ وأن ينشدَ فيهِ شعرٌ ونَهى عنِ التَّحلُّقِ قبلَ الصَّلاةِ يومَ الجمعة." أخرجه أصحاب السنن وصححه ابن خزيمة 2/560.، وحسنه الترمذي والألباني في صحيح أبي داود ( 1079) .

قال الترمذي في سننه :"والعمل على هذا عند بعض أهل العلم كرهوا البيع والشراء في المسجد وهو قول أحمد وإسحق وقد رخص فيه بعض أهل العلم في البيع والشراء في المسجد". اهـ.

وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ : لَا رَدَّهَا اللَّهُ عَلَيْكَ ؛ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا ). أخرجه مسلم (568)

عن بُرَيْدَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا نَشَدَ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ : مَنْ دَعَا إِلَى الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا وَجَدْتَ ؛ إِنَّمَا بُنِيَتْ الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَهُ ).أخرجه مسلم (569)

قال النووي رحمه الله :" قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا وَجَدْت ) وَأَمَرَ أَنْ يُقَال مِثْل هَذَا , فَهُوَ عُقُوبَة لَهُ عَلَى مُخَالَفَته وَعِصْيَانه وَيَنْبَغِي لِسَامِعِهِ أَنْ يَقُول : لَا وَجَدْت فَإِنَّ الْمَسَاجِد لَمْ تُبْنَ لِهَذَا . أَوْ يَقُول : لَا وَجَدْت إِنَّمَا بُنِيَتْ الْمَسَاجِد لِمَا بُنِيَتْ لَهُ . كَمَا قَالَهُ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " انتهى .
وجمهور العلماء على أن العقد صحيح مع الكراهة، وذهب الحنابلة ـ في المشهور من المذهب ـ إلى أن عقد البيع في المسجد محرم وباطل؛ لورود النهي عن البيع في المسجد، والنهي يقتضي الفساد.
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "وحكى الترمذي في جامعه قولين لأهل العلم من التابعين في كراهة البيع في المسجد والكراهة قول الشافعي وأحمد وإسحاق، وهو عند أصحابنا كراهة تحريم، وعند كثير من الفقهاء كراهة تنزيه" فتح الباري لابن رجب:(3/ 347).

وقال ابن هبيرة رحمه الله: "وَاخْتلفُوا فِي البيع وَالشِّرَاء فِي الْمَسْجِد: فَمنع صِحَّته وجوازه: أَحْمد، وَقَالَ أَبُو حنيفَة: البيع جَائِز، وَيكرهُ إِحْضَار السِّلع فِي الْمَسْجِد وَقت البيع، وَينفذ البيع مَعَ ذَلِك، وَأَجَازَهُ مَالك وَالشَّافِعِيُّ مَعَ الْكَرَاهَة" اختلاف الأئمة العلماء (1/ 348)

وما ذهب إليه جمهور العلماء من صحة البيع مع الكراهة هو الأقرب؛ لأن النهي يرجع إلى سبب خارج عن ماهية البيع وشروطه، وقد رجح هذا القول: ابن قدامة من الحنابلة، وشيخ الإسلام ابن تيمية.
قال الجصاص رحمه الله: "وَلَوْ بَاعَ فِيهِ: جَازَ؛ لِأَنَّ النَّهْيَ تَعَلَّقَ بِمَعْنًى فِي غَيْرِ العقد". أحكام القرآن لأبي بكر بن العربي (3/ 600)
وقال ابن قدامة رحمه الله: "فَإِنْ بَاعَ فَالْبَيْعُ صَحِيحٌ؛ لِأَنَّ الْبَيْعَ تَمَّ بِأَرْكَانِهِ، وَشُرُوطِهِ، وَلَمْ يَثْبُتْ وُجُودُ مُفْسِدٍ لَهُ، وَكَرَاهَةُ ذَلِكَ لَا تُوجِبُ الْفَسَادَ، كَالْغِشِّ فِي الْبَيْعِ وَالتَّدْلِيسِ وَالتَّصْرِيَةِ".وَفِي قَوْلِ النَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم: (قُولُوا: لَا أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَكَ)، مِنْ غَيْرِ إخْبَارٍ بِفَسَادِ الْبَيْعِ: دَلِيلٌ عَلَى صِحَّتِهِ" المغني لابن قدامة المقدسي، (6/ 383).

وقال ابن خزيمة رحمه الله: "لَوْ لَمْ يَكُنِ الْبَيْعُ يَنْعَقِدُ، لَمْ يَكُنْ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:(لَا أَرْبَحَ اللَّهُ تِجَارَتَكَ) معني"


والتبادح بالبطيخ معناه: يترامَوْن به . كما في غريب الحديث للخطابي (3 /114) ، ولسان العرب (2/408) .
وليس المقصود التبادح بالبطيخ نفسه فإن هذا إهدار لنعم الله في غير فائدة ويعد من الإسراف ، بل المقصود الترامي بقشر البطيخ بعد أكله وهو مباح ولا يعتبر سنة مستحبة , والصحابة رضوان الله عليهم وإن فعلوه ، فإنه لا يطلب من الناس الاقتداء بهم فيه ، وقد فعله الصحابة لأن المسجد كان مفروشاً بالحصى ولم يكن مفروشاً بالحصير أو غيره مما تفرش به المساجد الآن فلا يضر المسجد ولا يلوثه هذا الفعل من الصحابة لأن الظن بهم أنهم لا يتعمدون تلويث المسجد بل كانوا ينظفونه من الأذى والمخاط وغير ذلك فغاية ما في هذا الفعل الإباحة إن كان المسجد مثل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في أول أمره، أما الآن فلا يفعل ذلك في المساجد المفروشة بالسجاد أو الحصير
ومما يدل على جواز ذلك بشرطه وهو عدم تلويث المساجد: حديث بكر بن عبد الله قال : ( كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَبَادَحُونَ بِالْبِطِّيخِ ، فَإِذَا كَانَتِ الْحَقَائِقُ كَانُوا هُمُ الرِّجَالَ ) ، أخرجته البخاري في الأدب المفرد ( 266 ) وصححه شيخنا الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد .
أبوعاصم السمان
//////////////////
السّؤال الثّالث
السلام عليكم ورحمة الله
شيخ أبو عاصم السمان وفقكم الله
معكم أبوالفداء نصرو سعايدية من الجزائر.
إمرأة صدمها رجل بسيارة وأصيبت بكسر على مستوى الركبة مما أقعدها ذلك على المشي، فهل يجوز لها الإستفادة مما تحكمه المحكمة من تعويض حيث أن شركة تأمين تلك السيارة هي من سيتكفل بدفع ذلك التعويض. أفتونا مأجورين
ــــــــــــــــــــ
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على النبي وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
نعم يجوز لمن أصيبت في حادث أخذ التعويض الذي تصرفه شركة التأمين لأن التأمين على السيارات إجباري من الدولة والدولة لم تقصد به التربح وإنما هو نوع من أنواع التأمين التعاوني
والتأمين الإجباري من الدولة غير التأمين التجاري ، فالتأمين التجاري محرم بجميع أنواعه لأنه نوع من القمار ، وينطبق عليه صورة الغرر المنهي عنه وكذلك يدخل فيه الربا ، لأن غرض الطرفين الاسترباح ، المؤمَّن عليه وشركة التأمين،
أما التأمين الاجتماعي سواء على السيارات وحوادثها أو التأمين الطبي أو معاش التقاعد فهو أشبه بالتأمين التعاوني الذي أباحه العلماء ؛ لأن العلاقة بين المؤمن عليه والحكومة قائمة على التعاون والتكافل ، لا المعاوضة والاسترباح ، والهدف من التأمين الاجتماعي تحقيق المصلحة العامة للمجتمع ، بخلاف التأمين التجاري المحرم فالهدف منه مصلحة الطرفين فكل منهما يريد أن يستربح من صاحبه فشركة التأمين تعتمد في أرباحها على كثرة المشتركين الذين يصلون إلى الملايين لتحقيق غنم محقق مقابل غرم محتمل ، والعكس بالنسبة للمؤمن فهو يدفع غرم محقق مقابل غنم محتمل لذلك يدخل في باب الغرر الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر" رواه مسلم (١٥١٣)
والغرر: هو البيع الذي يتضمن خطرًا يلحق أحد المتعاقدين، فيؤدي إلى ضياع ماله
وبهذه النية من الطرفين يصير التامين التجاري نوعاً من القمار ويأخذ حكمه ، كما قال ابن القيم : "وإذا تأملت أسرار هذه الشريعة الكاملة: وجدتها في غاية الحكمة ورعاية المصالح لا تفرق بين متماثلين البتة ولا تسوى بين مختلفين ولا تحرم شيئا لمفسدة، وتبيح ما مفسدته مساوية لما حرمته أو راجحة عليه، ولا تبيح شيئا لمصلحة وتحرم ما مصلحته مساويه لما أباحته ألبتة، ولا يوجد فيما جاء به الرسول شيء من ذلك البتة" [بدائع الفوائد: (3/ 1072)]"
ويدخل في باب الربا أيضاً لأنه مال بمال وليس تجارة مباحة في سلعة تحتمل المكسب والخسارة ،

فإن كان دفع التأمين على العامل أو السائق إجبارياً يعني تنص الدولة على وجوب التأمين على العمال أو من يفتح محلاً أو من يمتلك سيارة فيجوز لك الدخول فيما نصت عليه الدولة والاستفادة من المعاش التقاعدي في هذه الحال ، والتعويضات الناتجة عن الحوادث وهذا النوع أجازه العلماء ،
وقد أفتت بجوازه المجامع الفقهية ومجمع البحوث الإسلامية في مصر وهيئة كبار العلماء في المملكة
جاء في بحث هيئة كبار العلماء حول التأمين :
" إن بين الاجتماعي والفردي فرقاً [ المقصود بالفردي الذي يقوم به ، وعليه ، أفراد ، وليس الدولة ] .
فالاجتماعي : القصد الأول فيه التعاون لا التجارة ، فإنْ دَاخَله شوائب تبعث الريبة في جوازه ، أمكن تخليصه منها .
أما التأمين الفردي : فالقصد الأول منه التجارة على غير السنن الشرعي ، ولا ينفك عن الربا والغرر والقمار ؛ لقيام أركانه عليها " انتهى من " أبحاث هيئة كبار العلماء" (4/ 305).


وجاء في " قرار المجمع الفقهي الإسلامي " ، وهو نص قرار هيئة كبار العلماء ، أيضاً: " ما يعطى من التقاعد، حق التزم به ولي الأمر، باعتباره مسئولاً عن رعيته، وراعى في صرفه ما قام به الموظف من خدمة الأمة، ووضع له نظامًا راعى فيه مصلحة أقرب الناس إلى الموظف، ونظر إلى مظنة الحاجة فيهم.
فليس نظام التقاعد من باب المعاوضات المالية بين الدولة وموظفيها، وعلى هذا لا شبه بينه وبين التأمين، الذي هو من عقود المعاوضات المالية التجارية ، التي يقصد بها استغلال الشركات للمستأمنين ، والكسب من ورائهم بطرق غير مشروعة، لأن ما يعطى في حالة التقاعد، يعتبر حقًّا التُزم به من حكومات مسئولة عن رعيتها، وتصرفها لمن قام بخدمة الأمة، كفاءً لمعروفه، وتعاونًا معه ، جزاء تعاونه معها ببدنه وفكره، وقطع الكثير من فراغه في سبيل النهوض معها بالأمة". انتهى من "قرارات المجمع الفقهي الإسلامي" للرابطة (ص: 39) ، "أبحاث هيئة كبار العلماء" (4/313).

وقال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله : "معاشات التقاعد ليس فيها شبهة ؛ لأنها من بيت المال وليست معاملة بين شخص وآخر حتى نقول: إن فيها شبهة الربا ، بل هي استحقاق لهذا المتقاعد من بيت المال، فليس فيها شبهة" انتهى من " اللقاء الشهري " (58/ 28،
أبوعاصم السمان
////////////////
السّؤال الرّابع
السلام عليكم شيخنا ابا عاصم السمان حفظك الله
اسلام عطوي من الجزائر
هل يمكن العمل بقول أن الاستمناء لا يبطل الصوم على مذهب الظاهرية و قد اختاره الشيخين الألباني و مقبل الوادعي رحمهما الله
ــــــــــــــــــــــــ
الجواب : الحمد لله والصلاة والسلام على النبي وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
لا تعمل بهذا القول فقد جانب الشيخين في هذه المسالة الصواب وقلدوا فيها ابن حزم، والحقيقة أني لا أستأمن ابن حزم على ديني في المسائل الخلافية، وخاصة إذا كان ينفرد بهذا القول عن علماء السلف من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة ، لأن أصول الاستدلال عند ابن حزم فيها خلل، فهو لا يعترف بالقياس كمصدر من مصادر تلقي الشريعة، ولا يخفى عليكم أن القياس أحد المصادر الأربعة المتفق عليها في تلقي الشريعة عند أهل السنة والجماعة، وله أقوال شاذة في الصوم أيضاً غير هذا القول كتحريم الصيام على المسافر والمريض في رمضان وإيجاب الجمعة على المسافر وغير ذلك من المسائل الشاذة التي انفرد بها إضافة إلى فساد الاعتقاد عند الظاهرية

حتى قال شيخ الإسلام في درء التعارض 5/249،250
"وكذلك أبو محمد بن حزم مع معرفته بالحديث وانتصاره لطريقة داود وأمثاله من نفاة القياس أصحاب الظاهر قد بالغ في نفي الصفات وردها إلى العلم مع أنه لا يثبت علما هو صفة ويزعم أن أسماء الله كالعليم والقدير ونحوهما لا تدل على العلم والقدرة ، وينتسب إلى الإمام أحمد وأمثاله من أئمة السنة ، ويدعي أن قوله هو قول أهل السنة والحديث ، ويذم الأشعري وأصحابه ذما عظيما ، ويدعي أنهم خرجوا عن ، مذهب السنة والحديث في الصفات ، ومن المعلوم الذي لا يمكن مدافعته أن مذهب الأشعري وأصحابه في مسائل الصفات أقرب إلى مذهب أهل السنة والحديث من مذهب ابن حزم وأمثاله في ذلك."
فيخالف ابن حزم منهجه في الأخذ بظواهر النصوص، ويذهب إلى التأويل، فيؤول الصورة، والأصابع، والساق، والاستواء، والنزول، بما يخالف ظاهرها المراد
ولهذا قال الحافظ ابن عبد الهادي عن ابن حزم، بعد أن وصفه بقوة الذكاء وكثرة الاطلاع :
" ولكن تبين لي منه أنه جهمي جلد لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل ، كالخالق والحق ، وسائر الأسماء عنده لا يدل على معنى أصلا ؛ كالرحيم والعليم والقدير ونحوها ، بل العلم عنده هو القدرة ، والقدرة هي العلم ، وهما عين الذات ، ولا يدل العلم على شيئ زائد على الذات المجردة أصلا ، وهذا عين السفسطة والمكابرة ، وقد كان ابن حزم قد اشتغل في المنطق والفلسفة ، وأمعن في ذلك ، فتقرر في ذهنه لهذا السبب معاني باطلة " " مختصر طبقات علماء الحديث ص 401 "

والراجح هو أن تعمد الاستمناء مع العلم بالحكم يبطل الصوم ؛ وهو كبيرة من الكبائر؛ ففي"الصحيحَيْنِ" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا إلى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ، قال الله – تعالى -: "إلا الصومَ، فإنه لي وأنا أَجْزِي به، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي... الحديث"،
وتعمد الاستمناء يتنافي مع الحكمة التي من أجلها شرع الصوم، ألا وهي كبح جماح الشهوة، وتربية النفس على المجاهدة، ، والذي تعمد الاستمناء لم يترك شهوته، ولذلك أرشد النبي ﷺ في وصيته الغالية إلى الصوم لكبح جماح الشهوة فكيف يستدعي المسلم الشهوة في رمضان وقد شرع الصوم لكبحها فقال النبي “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء” رواه مسلم.

فالاستمناء باليد يبطل الصوم عند المالكية، والشافعية، والحنابلة، وعامة الحنفية على ذلك؛ لأن الإيلاج من غير إنزال مفطر، فالإنزال بشهوة أولى، ولم يقل بجوازه من الحنفية إلا أبو بكر بن الإسكاف، وأبو القاسم وتابعهما ابن حزم ويفتي بقوله الشيخان الألباني ومقبل الوادعي رحمهما الله

جاء في كتاب المغني لابن قدامة: ولو استمنى بيده فقد فعل محرما، ولا يفسد صومه به إلا أن ينزل، فإن أنزل فسد صومه؛ لأنه في معنى القبلة في إثارة الشهوة. فإما إن أنزل لغير شهوة كالذي يخرج منه المني أو المذي لمرض، فلا شيء عليه؛ لأنه خارج لغير شهوة، أشبه البول؛ ولأنه يخرج من غير اختيار منه، ولا تسبب، فأشبه الاحتلام”.ا.هـ

وجاء في كتاب المجموع للنووي: إذا استمنى بيده وهو استخراج المني أفطر بلا خلاف عندنا.
فيجب على من وقع منه ذلك التوبة والاستغفار والندم والعزم على عدم العودة لهذا الفعل والإمساك عن المفطرات باقي اليوم وقضاء ذلك اليوم.

وهل تلزمه الكفارة مع القضاء أم لا؟ المسألة محل خلاف، والذي نرجحه هو رأي جمهور العلماء من الشافعية والحنفية وهو قول للحنابلة بأنه ليس عليه كفارة، لأن الكفارة لم تثبت إلا في الجماع، ولا يصح قياس الاستمناء عليه لوجود الفارق بينهما، فيبقى الأمر على الأصل وهو براءة الذمة.

أبوعاصم السمان
////////////////
2024/09/28 23:18:06
Back to Top
HTML Embed Code: