Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
2356 - Telegram Web
Telegram Web
من كرامات الآدمي أن آتاه الله الخط.

وتحقيق الكلام في هذا الباب أن العلم الذي يقدِر الإنسانُ على استنباطه يكون قليلا، أما إذا استنبط الإنسان علمًا وأودعه في الكتاب، وجاء الإنسان الثاني واستعان بذلك الكتاب وضمَّ إليه من عند نفسه أشياء أخرى ثم لا يزالون يتعاقبون، ويضم كل متأخر مباحث كثيرة إلى علم المتقدمين كثُرتْ العلوم وقويت الفضائل والمعارف وانتهت المباحث العقلية والمطالب الشرعية إلى أقصى الغايات وأكمل النهايات، ومعلوم أن هذا الباب لا يتأتى إلا بواسطة الخط والكتبة، ولهذه الفضيلة الكاملة قال تعالى: ﴿اقرأ وربك الأكرم﴾ ﴿الذي علم بالقلم﴾ ﴿علم الإنسان ما لم يعلم﴾.

-مفاتيح الغيب.
وقد حُكيَ أنّ الشَّيخَ المُصنِّف -رحمه الله- ناظر إمام الحرمين في ألوان تحصيله ببخارى بإشارة أخيه شيخ الأنام صدر الإسلام أبي اليسر وأفحمه، فلما تفرقوا قال إمام الحرمين: إنَّ المعاني قد تيسرتْ لأصحاب أبي حنيفة ولكنْ لا ممارسة لهم بالحديث، فبلغ الشيخَ فردَّهُ في هذا التصنيف وقال: وهم أصحاب الحديث والمعاني، أما المعاني فقد سلّم لهم العلماء أي سلّموها لهم إجمالا وتفصيلا أما إجمالا؛ فلأنهم سمّوهم أصحاب الرأي تعبيرا لهم بذلك، وإنما سموهم بذلك لإتقان معرفتهم بالحلال والحرام واستخراجهم المعاني من النصوص لبناء الأحكام ودقة نظرهم فيها وكثرة تفريعهم عليها وقد عجز عن ذلك عامة أهل زمانهم فنسبوا أنفسهم إلى الحديث وأبا حنيفة وأصحابه إلى الرأي والرأي هو نظر القلب.


-من مقدمة كشف أسرار البزودي للبخاري.
سُقيا ومربع
وقد حُكيَ أنّ الشَّيخَ المُصنِّف -رحمه الله- ناظر إمام الحرمين في ألوان تحصيله ببخارى بإشارة أخيه شيخ الأنام صدر الإسلام أبي اليسر وأفحمه، فلما تفرقوا قال إمام الحرمين: إنَّ المعاني قد تيسرتْ لأصحاب أبي حنيفة ولكنْ لا ممارسة لهم بالحديث، فبلغ الشيخَ فردَّهُ…
أبو اليُسر: صدر الإسلام محمد بن محمد بن الحسين البزدوي، ويكنى ب "أبي اليسر"؛ ليسر تصانيفه.
وهو أخو فخر الإسلام أبي العسر البزدوي، ويكنى بذلك لصعوبة فهم تصانيفه.

وفخر الإسلام الإمامُ المقدّم عند الحنفية، ويعدُّ كتابه في الأصول المسمّى "كنز الوصول إلى معرفة الأصول" والمعروف بأصول البزودي من المتون الأصولية المعتمدة لدى علماء الحنفية، وقد اشتهر الكتاب بدقة العبارة، وصعوبتها، ولذا كثرت عليه الشروح، ومن أميزها "كشف الأسرار" لعبد العزيز البخاري رحمهم الله جميعا.
قرأتُ اليوم بيتًا مطربًا لأبي عبادة البحتري، أراه غاية في المدح، يقول:

«خُلقتَ وِتْرًا، فلو يُضافُ إليـ
ـكَ البحرُ يوم الإفضالِ ما شفعَكْ!».
وقال سهل بن هارون لرجلٍ عزّاه: إنّه لن تبعد مصيبةٌ أن تحلَّ محلَّ نعمةٍ إذا سُلّم لأمر الله فيها، ولن تبعد نعمةٌ أن تحلّ محلّ مصيبة إذا ضيّع شكر الله عليها.

أخذ أبو تمام معنى هذا فقال:

«حتّى كأنّ عدوّهم من صبرهم
وجلالهم حسب المصيبة أنعما!».

-المصون في الأدب للعسكري.
سُقيا ومربع
وقال سهل بن هارون لرجلٍ عزّاه: إنّه لن تبعد مصيبةٌ أن تحلَّ محلَّ نعمةٍ إذا سُلّم لأمر الله فيها، ولن تبعد نعمةٌ أن تحلّ محلّ مصيبة إذا ضيّع شكر الله عليها. أخذ أبو تمام معنى هذا فقال: «حتّى كأنّ عدوّهم من صبرهم وجلالهم حسب المصيبة أنعما!». -المصون في…
ووصف سهل بن هارون رجلاً فقال: لم أر أحسنَ فهماً لجليل، ولا أحسن تفهُّما لدقيقيٍ منه.

أخذه أبو تمام فقال:

وكنتُ أعزَّ عزّاً من قنوع
تعوَّضَه صَفوحٌ من مَلول

فصرتُ أذلَّ من معنى رقيقٍ
به فقرٌ إلى ذهنٍ جليلِ!
سُقيا ومربع
ووصف سهل بن هارون رجلاً فقال: لم أر أحسنَ فهماً لجليل، ولا أحسن تفهُّما لدقيقيٍ منه. أخذه أبو تمام فقال: وكنتُ أعزَّ عزّاً من قنوع تعوَّضَه صَفوحٌ من مَلول فصرتُ أذلَّ من معنى رقيقٍ به فقرٌ إلى ذهنٍ جليلِ!
وفي البيت الأخير إشارة لطيفة إلى أنّ المعنى يبقى ذليلا حسيرا إلى أن يجد عقلًا حصيفا يُحسن حمله وفهمه والتعبير عنه بلفظ يليق به، وما أصدق هذا وأدقّه!

«حرِّر لمعناكَ لفظاً كي تُزَانَ به
وقلْ من الشعرِ سحراً أو فلا تَقُلِ

فالكحلُ لا يفتنُ الأبصارَ منظرُهُ
حتى يُصَيَّرَ حَشْوَ الأعينِ النُّجُلِ»
صافِ الكريم فخيرُ من صافيتَه
مَنْ كان ذا حسبٍ وكان ظريفا

إنّ الكريم وإن تضعضعَ حالُهُ
فالخلقُ منه لا يزالُ شريفا

واحذرْ مجالسةَ اللئيمِ فإنَّه
يُبدي القبيحَ ويكتمُ المعروفا

والناسُ مثلَ دراهمٍ ميّزتُها
فوجدتُ فيها فضّة وزيوفا

-الأحنف العكبري.
‏ذكر بعض أهل المعرفة أن من فضل النخل أن جميعه في بلاد الإسلام، وأنه ليس في بلاد الشرك منه شيء.

-الجليس الصالح، أبو الفرج المعافى بن زكريا.
{قِيلَ يانُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنّا وبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهم ثُمَّ يَمَسُّهم مِنّا عَذابٌ ألِيمٌ}

قال المفسرون: دخل في تلك السلامة كل مؤمن وكل مؤمنة إلى يوم القيامة، ودخل في ذلك المتاع وفي ذلك العذاب كل كافر وكافرة إلى يوم القيامة، ثم قال أهل التحقيق: إنه تعالى إنما عظم شأن نوح بإيصال السلامة والبركات منه إليه؛ لأنه قال: ﴿بسلام منا﴾ وهذا يدل على أن الصديقين لا يفرحون بالنعمة من حيث إنها نعمة، ولكنهم إنما يفرحون بالنعمة من حيث إنها من الحق، وفي التحقيق يكون فرحهم بالحق، وطلبهم للحق، وتوجههم إلى الحق، وهذا مقام شريف لا يعرفه إلا خواص الله تعالى، فإن الفرح بالسلامة وبالبركة من حيث هما سلامة وبركة غير، والفرح بالسلامة والبركة من حيث إنهما من الحق غير، والأول: نصيب عامة الخلق، والثاني: نصيب المقربين؛ ولهذا السبب قال بعضهم: من آثر العرفان للعرفان فقد قال بالثاني، ومن آثر العرفان لا للعرفان بل للمعروف فقد خاض لجة الوصول.


-الفخر الرازي رحمه الله تعالى.
{وقِيلَ ياأرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ ويا سَماءُ أقْلِعِي وغِيضَ الماءُ وقُضِيَ الأمْرُ واسْتَوَتْ عَلى الجُودِيِّ وقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظّالِمِينَ}

واعلم أن هذه الآية مشتملة على ألفاظ كثيرة، كل واحد منها دال على عظمة الله تعالى وعلو كبريائه:
فأولها: قوله: (وقيل) وذلك لأن هذا يدل على أنه سبحانه في الجلال والعلو والعظمة، بحيث أنه متى قيل: (قيل) لم ينصرف العقل إلا إليه، ولم يتوجه الفكر إلا إلى أن ذلك القائل هو هو، وهذا تنبيه من هذا الوجه على أنه تقرر في العقول أنه لا حاكم في العالمين، ولا متصرف في العالم العلوي والعالم السفلي إلا هو.

-الفخر الرازي في مفاتيح الغيب.
﴿أوْ آوِي إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾

وهو الِاعْتِصامُ بِعِنايَةِ اللَّهِ تَعالى.

-مفاتيح الغيب.
{وما يُلَقّاها إلّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾

ذو حظٍّ عظيمٍ منَ الفضائل النَّفسانيَّة والدرجة العالية في القوة الروحانيًة، فإنّ الاشتغال بالانتقام والدفع لا يحصل إلّا بعد تأثُّر النَّفس، وتأثُّر النَّفس من الواردات الخارجيّة لا يحصل إلّا عندَ ضعفٌ النَّفس، فأمَّا إذا كانت النَّفس قويّة الجوهرِ لم تتأثر من الواردات الخارجيّة، وإذا لم تتأثر منها لم تضعُفْ ولم تتأذَ ولم تشتغل بالانتقام، فثبت أن هذه السِّيرة التي شرحناها لا يلقاها إلا ذو حظٍّ عظيمٍ من قوة النَّفس وصفاء الجوهر وطهارة الذَّات.

-مفاتيح الغيب.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
اللهم اهدنا وزيّنا بمحاسن الأخلاق والكمالات والمروءات.

كلمة نفيسة للشيخ محمد محمود الشنقيطي نفع الله به.
ختم الفخر الرازي تفسير سورة هود بقوله:
«تّم تفسير هذه السورة قبل طلوع الصبح ليلة الاثنين من شهر رجب ختمه الله بالخير والبركة سنة إحدى وستمائة، وقد كان لي ولدٌ صالحُ السَّيرة فتُوفي في الغُربة في عنفوانِ شَبَابه، وكان قلبي كالمحترقِ لذلك السبب، فأنا أنشد اللهَ إخوانيَ في الدِّين وشركائيَ في طلب اليقين وكلََّّ من نظر في هذا الكتاب وانتفع به أن يذكر ذلك الشاب بالرحمة والمغفرة، وأن يذكر هذا المسكين بالدعاء وهو يقول: ﴿ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} وصلى الله على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه وسلم».
سُقيا ومربع
ختم الفخر الرازي تفسير سورة هود بقوله: «تّم تفسير هذه السورة قبل طلوع الصبح ليلة الاثنين من شهر رجب ختمه الله بالخير والبركة سنة إحدى وستمائة، وقد كان لي ولدٌ صالحُ السَّيرة فتُوفي في الغُربة في عنفوانِ شَبَابه، وكان قلبي كالمحترقِ لذلك السبب، فأنا أنشد اللهَ…
وفي آخر تفسير سورة يوسف:
«تم تفسير هذه السورة بحمد الله تعالى يوم الأربعاء السابع من شعبان، ختم بالخير والرضوان، سنة إحدى وستمائة، وقد كنت ضيِّقَ الصدر جدا بسبب وفاة الولد الصالح محمد تغمده الله بالرحمة والغفران وخصَّه بدرجات الفضل والإحسان، وذكرت هذه الأبيات في مرثيته على سبيل الإيجاز:

فلو كانت الأقدار منقادة لنا
فديناك من حُمّاك بالروح والجسم

ولو كانت الأملاك تؤخذ رشوة
خضعنا لها بالرق في الحكم والاسم

ولكنه حكم إذا حان حينُه
سرى من مقر العرش في لجة اليم

سأبكي عليك العمر بالدم دائما
ولم أنحرف عن ذاك في الكيف والكم

سلام على قبر دفنت بتربه
وأتحفك الرحمن بالكرم الجم

وما صدني عن جعل جفني مدفنا
لجسمك إلا أنه أبدا يهمي

وأقسم إن مسوا رفاتي ورمتي
أحسوا بنار الحزن في مكمن العظم

حياتي وموتي واحد بعد بعدكم
بالموت أولى من مداومة الغم

رضيت بما أمضى الإله بحكمه
لعلمي بأني لا يجاوزني حكمي

وأنا أوصي من طالع كتابي واستفاد ما فيه من الفوائد النفيسة العالية أن يخص ولدي ويخصني بقراءة الفاتحة، ويدعو لمن قد مات في غربة بعيدا عن الإخوان والأب والأم بالرحمة والمغفرة، فإني كنت أيضا كثير الدعاء لمن فعل ذلك في حقي وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا آمين والحمد لله رب العالمين».
أشعر أن بيني وبين الإمام الرازي عليه شآبيب الرحمة والرضوان صلةً ووشيجة روحيّة عجيبة لا أجدُ لها تفسيرًا بيّنا، أسأل الله العظيم أن يجمعنا في مستقر رحمته بأعلام الهدى وأئمة اليقين تحت لواء سيد المرسلين ﷺ.
تَخَلَّصَ أَقوامٌ وَأَسلَمَني الهَوى
إِلى عُلَقٍ سَدَّت عَلَيَّ المَطامِعا

هُمُ دَخَلوا بابَ القَبولِ بِقَرعِهِم
وَحَسبِيَ أَن أَبقى لِسِنِّيَ قارِعا

وَوَاللَهِ ما لي في الدُخولِ وَسيلَةٌ
تُرَجّى وَلَكِن أَعرِفُ البابَ واسِعا!

-ابن سهل الأندلسي.
2025/06/27 12:11:09
Back to Top
HTML Embed Code: