تمرُّ بي أخبار اجتماع الأُلّاف واقتران الكرام النبلاء مرور النسيم العذب يحملُ في طيّاته البشائر والمسرّات، فلا ألذّ في قلبي من ظفر المحبّ بحبيبه، ولا أندى موقعا في نفسي من اقتراب الأكفاء ووصالهم، ولا أقرّ لعيني من قيام بيتٍ مسلمٍ يحبّه الله ورسوله ﷺ.
هذا أثرُ إشهار من لا أعرفُ لخطوباتهم وزيجاتهم، فكيف به إن كان من أقرب المقربات لي وأدناهنّ منزلة مني وأخصّهن مودة.
فاطمة الصفيّة القريبة الحبيبة، شريكة الأتراح والأفراح، مستودع الأسرار وقبلتي لبثّ الهموم والأكدار.
أفهم الناس طُرًّا لي وعني، وأنصحهم لي، إن تكلمتْ نطقتْ بخبيئة قلبي، وإن أفضيتُ لها بمكنون ضميري كفتني عناء التفصيل ومؤونة الاحتراز.
جمع الله لها بين العاطفة المتقدة المتوهجة والعقل الحصيف الرزين المنصف، وقلّما تجتمع هاتان الخلتان، وما أبهى اجتماعهما!
«سيفانةٌ أوتيت في حُسن صورتها
عقلًا وخُلقًا نبيلًا كاملًا عجبا»
بارك الله لكما يا فاطم وبارك عليكما وجمعكما بالخير وعلى الخير، وجعلكما أهل بيتٍ مسلمين وفقهكما في الدين.
أقول بكامل يقيني وبكل جوارحي هنيئا لمن ظفر بك قد نال خلدًا وعيشا رقيقَ الحواشي نضيرا.
هذا أثرُ إشهار من لا أعرفُ لخطوباتهم وزيجاتهم، فكيف به إن كان من أقرب المقربات لي وأدناهنّ منزلة مني وأخصّهن مودة.
فاطمة الصفيّة القريبة الحبيبة، شريكة الأتراح والأفراح، مستودع الأسرار وقبلتي لبثّ الهموم والأكدار.
أفهم الناس طُرًّا لي وعني، وأنصحهم لي، إن تكلمتْ نطقتْ بخبيئة قلبي، وإن أفضيتُ لها بمكنون ضميري كفتني عناء التفصيل ومؤونة الاحتراز.
جمع الله لها بين العاطفة المتقدة المتوهجة والعقل الحصيف الرزين المنصف، وقلّما تجتمع هاتان الخلتان، وما أبهى اجتماعهما!
«سيفانةٌ أوتيت في حُسن صورتها
عقلًا وخُلقًا نبيلًا كاملًا عجبا»
بارك الله لكما يا فاطم وبارك عليكما وجمعكما بالخير وعلى الخير، وجعلكما أهل بيتٍ مسلمين وفقهكما في الدين.
أقول بكامل يقيني وبكل جوارحي هنيئا لمن ظفر بك قد نال خلدًا وعيشا رقيقَ الحواشي نضيرا.
ومما عد أيضا من أنواع بلاغته، كلامه -عليه الصلاة والسلام- مع كل ذي لغة بليغة بلغته اتساعا في الفصاحة، واستحداثا للألفة، فكان -صلى الله عليه وسلم- يخاطب أهل الحضر بكلام ألين من الدهن وأرق من المزن، ويخاطب أهل البدو بكلام أرسى من الهضب وأرهف من العضب.
-شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية.
-شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية.
ومما يلتحق بهذا القسم(قسم صفات الإمام اللازمة): الشَّجاعةُ والشَّهامة، وهي خُطَّةٌ عَليِّة، ولا يصلح لإيالة طبقات الخلائق، وجرّ العساكر والمقانب، وعُليات المناصب جبان خوَّار.
وهذه الصفة يبعد اكتسابها بالإيثار والاختيار، وإن كان قد يفيد كثرةُ مصادمة الخطوب، وممارسة الحروب مزيد إلف، ومزية إقدام، إذا صادفت جسورا مقداما، ومن فُطِر على الجبن واستشعار الحذر لا يزداد على طول المراس إلّا فرطَ الخَوَر، ثم الشَّهامة مرعيَّة مع كمال العقل، ولا يصلح مقتحِمٌ هجَّام لهذا الشأن. وهذا المنصب إلى الرأي أحوج منه إلى ثبات الجنان.
الرَّأْيُ قَبْلَ شَجَاعَةِ الشُّجْعَانِ
هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ الْمَحَلُّ الثَّاني
-غياث الأمم في التياث الظلم.
وهذه الصفة يبعد اكتسابها بالإيثار والاختيار، وإن كان قد يفيد كثرةُ مصادمة الخطوب، وممارسة الحروب مزيد إلف، ومزية إقدام، إذا صادفت جسورا مقداما، ومن فُطِر على الجبن واستشعار الحذر لا يزداد على طول المراس إلّا فرطَ الخَوَر، ثم الشَّهامة مرعيَّة مع كمال العقل، ولا يصلح مقتحِمٌ هجَّام لهذا الشأن. وهذا المنصب إلى الرأي أحوج منه إلى ثبات الجنان.
الرَّأْيُ قَبْلَ شَجَاعَةِ الشُّجْعَانِ
هُوَ أَوَّلٌ وَهِيَ الْمَحَلُّ الثَّاني
-غياث الأمم في التياث الظلم.
روينا عن الأصمعي أنّ رجلًا من العرب دخل على ملك "ظفار" -وهي مدينة لهم يجيء منها الجزع الظفاريّ- فقال له: ثِبْ. و«ثِبْ» في الحِميَرية: اقعُدْ، فوثب الرجلُ فاندقَّت رجلاه، فضحك الملك وقال: ليس عندنا عَرَبِيَّتْ؛ من دَخَل ظَفارِ حَمَّر، أي تكلّم بكلام حمير.
فإذا كان كذلك جاز جوازًا قريبًا كثيرًا أن يدخل من هذه اللغة في لغتنا، وإن لم يكن لها فصاحتنا، غير أنها لغة عربية قديمة.
-الخصائص لابن جني رحمه الله.
فإذا كان كذلك جاز جوازًا قريبًا كثيرًا أن يدخل من هذه اللغة في لغتنا، وإن لم يكن لها فصاحتنا، غير أنها لغة عربية قديمة.
-الخصائص لابن جني رحمه الله.
وقد ابتدأوا دعاءهم وخللوه بندائه تعالى: خمس مرات إظهار للحاجة إلى إقبال الله عليهم.
وعن جعفر بن محمد رضي الله عنه «من حزبه أمر فقال: يا ربِّ خمس مرات أنجاه الله مما يخاف وأعطاه ما أراد».
{فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ}
دلت الفاء على سرعة الإجابة بحصول المطلوب، ودلَّت على أن مناجاة العبد ربه بقلبه ضرب من ضروب الدعاء قابل للإجابة.
-التحرير والتنوير.
وعن جعفر بن محمد رضي الله عنه «من حزبه أمر فقال: يا ربِّ خمس مرات أنجاه الله مما يخاف وأعطاه ما أراد».
{فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ}
دلت الفاء على سرعة الإجابة بحصول المطلوب، ودلَّت على أن مناجاة العبد ربه بقلبه ضرب من ضروب الدعاء قابل للإجابة.
-التحرير والتنوير.
سُقيا ومربع
وقد ابتدأوا دعاءهم وخللوه بندائه تعالى: خمس مرات إظهار للحاجة إلى إقبال الله عليهم. وعن جعفر بن محمد رضي الله عنه «من حزبه أمر فقال: يا ربِّ خمس مرات أنجاه الله مما يخاف وأعطاه ما أراد». {فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ} دلت الفاء على سرعة الإجابة بحصول المطلوب،…
وتعبيرهم في دعائهم بوصف ربنا دون اسم الجلالة لما في وصف الربوبية من الدلالة على الشفقة بالمربوب، ومحبة الخير له، ومن الاعتراف بأنهم عبيده ولتتأتى الإضافة المفيدة التشريف والقرب، ولرد حسن دعائهم بمثله بقولهم: «ربنا، ربنا».
والتحقيق أنه لا يستد على التقوى إلا مؤيَّدٌ بالتوفيق، والجبلّات داعية إلى اتّباع اللَّذات، والطِّباع مستحثّة على الشَّهوات، والتكاليف متضمَّنُها كَلَفٌ وعناء. ووساوس الشيطان، وهواجس نفس الإنسان متظافرةٌ على حبِّ العاجل، واستنجاز الحاصل، والجبلة بالسوء أمَّارة، والمرء على أرجوحة الهوى تارة وتارة، والدنيا مستأثرة، وباب الثواب محتجب، فطوبى لمن سلم، ولا مناص، ولا خلاص إلا لمن عصم، والزلات تجري مع الأنفاس، والقلب مطرق الوسواس، فمن الذي ينجو في بياض نهار من زلته، ولا يتخلص من حق المخافة إلا يتغمده الله برحمته.
-إمام الحرمين الجويني رحمه الله تعالى.
-إمام الحرمين الجويني رحمه الله تعالى.
فائدة منطقيّة من كشف أسرار البزودي:
«اعلمْ أنَّ الحَدَّ ونعني بهِ المُعرِّفَ للشيء لفظيٌّ ورسميٌّ وحقيقي.
فاللفظيُّ: هو ما أنبأ عن الشيء بلفظٍ أظهرَ عند السائل من اللفظ المسئول عنه مرادفٍ له، كقولنا العُقَار الخمرُ والغضنفرّ الأسد، لمَنْ يكونُ الخمرُ والأسد أظهرَ عنده من العقار والغضنفر.
والرسميّ: هو ما أنبأ عن الشيء بلازمٍ له مختصٍّ به، كقولك الإنسان ضاحك منتصب القامة عريض الأظفار بادي البشرة.
والحقيقي: ما أنبأ عن ماهيّة تمامِ الشيء وحقيقته، كقولك في جسد الإنسان هو جسم نامٍ حسّاس متحرّكٍ بالإرادة ناطق.
فالأوّلان مؤنتُها خفيفة إذ المطلوب منهما تبديل لفظ بلفظ أو ذكرُ وصف يتميّز به المحدود عن غيره.
وأما الحقيقي فمن شرائطه:
١- أن يذكر جميع أجزاء الحد من الجنس والفصول
٢- وأن يذكر جميع ذاتياته بحيث لا يشذ واحد.
٣- أن يقدم الأعم على الأخص وأن لا يذكر الجنس البعيد مع وجود الجنس القريب.
٤- أن يحترز عن الألفاظ الوحشية الغريبة والمجازية البعيدة والمشتركة المترددة.
٥- أن يجتهد في الإيجاز فإن أتى بلفظ مستعار أو مشترك وعرف مراده بالتصريح أو بالقرينة فلا يستعظم ذلك إن كان قد كشف عن الحقيقة بذكر جميع الذاتيات إذ هو المقصود وغيره تزيينات وتحسينات فلا يبالي بتركها.
لكن من شرط الجميع الاطراد وهو أنه متى وجد الحد وجد المحدود، والانعكاس وهو أنه إذا عدم الحد عدم المحدود.
لأنه لو لم يكن مطردا لما كان مانعا لكونه أعمّ من المحدود ولو لم يكن منعكسا لما كان جامعا لكونه أخص من المحدود».
«اعلمْ أنَّ الحَدَّ ونعني بهِ المُعرِّفَ للشيء لفظيٌّ ورسميٌّ وحقيقي.
فاللفظيُّ: هو ما أنبأ عن الشيء بلفظٍ أظهرَ عند السائل من اللفظ المسئول عنه مرادفٍ له، كقولنا العُقَار الخمرُ والغضنفرّ الأسد، لمَنْ يكونُ الخمرُ والأسد أظهرَ عنده من العقار والغضنفر.
والرسميّ: هو ما أنبأ عن الشيء بلازمٍ له مختصٍّ به، كقولك الإنسان ضاحك منتصب القامة عريض الأظفار بادي البشرة.
والحقيقي: ما أنبأ عن ماهيّة تمامِ الشيء وحقيقته، كقولك في جسد الإنسان هو جسم نامٍ حسّاس متحرّكٍ بالإرادة ناطق.
فالأوّلان مؤنتُها خفيفة إذ المطلوب منهما تبديل لفظ بلفظ أو ذكرُ وصف يتميّز به المحدود عن غيره.
وأما الحقيقي فمن شرائطه:
١- أن يذكر جميع أجزاء الحد من الجنس والفصول
٢- وأن يذكر جميع ذاتياته بحيث لا يشذ واحد.
٣- أن يقدم الأعم على الأخص وأن لا يذكر الجنس البعيد مع وجود الجنس القريب.
٤- أن يحترز عن الألفاظ الوحشية الغريبة والمجازية البعيدة والمشتركة المترددة.
٥- أن يجتهد في الإيجاز فإن أتى بلفظ مستعار أو مشترك وعرف مراده بالتصريح أو بالقرينة فلا يستعظم ذلك إن كان قد كشف عن الحقيقة بذكر جميع الذاتيات إذ هو المقصود وغيره تزيينات وتحسينات فلا يبالي بتركها.
لكن من شرط الجميع الاطراد وهو أنه متى وجد الحد وجد المحدود، والانعكاس وهو أنه إذا عدم الحد عدم المحدود.
لأنه لو لم يكن مطردا لما كان مانعا لكونه أعمّ من المحدود ولو لم يكن منعكسا لما كان جامعا لكونه أخص من المحدود».
«وتركُ النّاس سدىً، ملتطمين لا جامع لهم على الحق والباطل أجدى عليهم من تقريرهم على اتباع من هو عونُ الظالمين، وملاذُ الغاشمين، وموئلُ الهاجمين، ومعتصمُ المارقين النَّاجمين».
-غياث الأمم.
-غياث الأمم.
قالوا: كيف حالك؟ قلت: خيرا
تُقضَّى حاجةٌ وتفُوتُ حاجُ
إذا ازدحمَتْ همومُ الصدرِ قلنا:
عسى يوما يكونُ لها انفراجُ
نديمي هِرّتي، وأنيسُ نفسي
دفاتِرُ لي، ومعشوقي السِّراجُ
-الحسين بن فارس اللغوي.
تُقضَّى حاجةٌ وتفُوتُ حاجُ
إذا ازدحمَتْ همومُ الصدرِ قلنا:
عسى يوما يكونُ لها انفراجُ
نديمي هِرّتي، وأنيسُ نفسي
دفاتِرُ لي، ومعشوقي السِّراجُ
-الحسين بن فارس اللغوي.
«إن ضاع فقير بين ظهراني موسرين، حرجوا من عند آخرهم، وباؤوا بأعظم المآثم، وكان الله طليبهم وحسيبهم.
وقد قال رسول الله ﷺ: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يبيتن ليلةً شبعان وجاره طاوٍ)، وإذا كان تجهيز الموتى من فروض الكفايات، فحفظ مهج الأحياء وتدارك حشاشة الفقراء أتمّ وأهمّ».
-الإمام الجويني رحمه الله تعالى في غياث الأمم.
وقد قال رسول الله ﷺ: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يبيتن ليلةً شبعان وجاره طاوٍ)، وإذا كان تجهيز الموتى من فروض الكفايات، فحفظ مهج الأحياء وتدارك حشاشة الفقراء أتمّ وأهمّ».
-الإمام الجويني رحمه الله تعالى في غياث الأمم.
وورد أن أويس القرني رحمه الله كان إذا جنّه الليل قال:
اللهم إني أبرأ إليك من كل كبد جائعة، ومن كل بدن عار، اللهم إني لا أملك إلا ما ترى.
اللهم إني أبرأ إليك من كل كبد جائعة، ومن كل بدن عار، اللهم إني لا أملك إلا ما ترى.
وأنا أرى أن جميع تصرف "ن ع م" إنما هو من قولنا في الجواب: نعم. من ذلك النِّعْمة والنَّعْمة والنَّعيم والتَّنْعيم ونَعِمتُ به بالًا، وتنعم القوم والنعمى والنعماء وأنعمتُ به له، وكذلك البقية. وذلك أن "نعم" أشرف الجوابين، وأسرهما للنفس، وأجلبهما للحمد، و"لا" بضدها، ألا ترى إلى قوله:
وإذا قلت نَعَم فاصبر لها
بنجاح الوعد إنَّ الخلف ذمّ
وقال الآخر: أنشدناه أبو علي:
أبى جودُهُ لا البخلَ واستعجلت به
نَعَمْ مِن فتى لا يمنع الجوعَ قاتلَه
-الخصائص لابن جني رحمه الله.
وإذا قلت نَعَم فاصبر لها
بنجاح الوعد إنَّ الخلف ذمّ
وقال الآخر: أنشدناه أبو علي:
أبى جودُهُ لا البخلَ واستعجلت به
نَعَمْ مِن فتى لا يمنع الجوعَ قاتلَه
-الخصائص لابن جني رحمه الله.
سُقيا ومربع
وأنا أرى أن جميع تصرف "ن ع م" إنما هو من قولنا في الجواب: نعم. من ذلك النِّعْمة والنَّعْمة والنَّعيم والتَّنْعيم ونَعِمتُ به بالًا، وتنعم القوم والنعمى والنعماء وأنعمتُ به له، وكذلك البقية. وذلك أن "نعم" أشرف الجوابين، وأسرهما للنفس، وأجلبهما للحمد، و"لا"…
والبيت الأخير يُرْوَى بنصب "البخل" وجره، فمن نصبه فعلى ضربين: أحدهما: أن يكون بدلًا من "لا"؛ لأن "لا" موضوعة للبخل، فكأنه قال: أبى جوده البخلَ. والآخر: أن تكون "لا" زائدة.
ومَنْ جرّه فقال: "لا البخل" فبإضافة "لا" إليه؛ لأن "لا" كما تكون للبخل قد تكون للجود أيضًا، ألا ترى أنه لو قال لك إنسان: لا تطعم الناس ولا تقر الضيف ولا تتحمل المكارم، فقلت أنت: "لا" لكانت هذه اللفظة هنا للجود لا للبخل، فلما كانت "لا" قد تصلح للأمرين جميعًا أضيفت إلى البخل لما في ذلك من التخصيص الفاصل بين المعنيين الضدين.
وقال الزمخشري في أحاجيه: هذا البيت غامض، ما رأيت أحدا فسّره!
ومَنْ جرّه فقال: "لا البخل" فبإضافة "لا" إليه؛ لأن "لا" كما تكون للبخل قد تكون للجود أيضًا، ألا ترى أنه لو قال لك إنسان: لا تطعم الناس ولا تقر الضيف ولا تتحمل المكارم، فقلت أنت: "لا" لكانت هذه اللفظة هنا للجود لا للبخل، فلما كانت "لا" قد تصلح للأمرين جميعًا أضيفت إلى البخل لما في ذلك من التخصيص الفاصل بين المعنيين الضدين.
وقال الزمخشري في أحاجيه: هذا البيت غامض، ما رأيت أحدا فسّره!
أشباه ونظائر:
«لا يستريح من الألفاظ منطقُه
إلاّ إلى نعمٍ تفترُّ عن نَعَمِ»
ولمهيار:
لهم دوحة خضراء رويّ أصلها
بماء الندى الجاري وطيب فرعاها
نمت كلّ مغرور عن المجد سنّه
يقول نعم في المهد أوّل ما فاها
وللبحتري:
إذا باكرته غاديات همومه
أراح عليها الراح حمراء كالورد
كأنّ سناها بالعشي لشربها
تبلج عيسى حين يلفظ بالوعد
له ضحكة عند النوال كأنّها
تباشير برق بعد بعد من العهد
كأنّ "نعم" في فيه حين يقولها
مجاجة مسك خيض في ذائب الشهد
ولإسماعيل بن أحمد الشاشي:
ما قال لا قطّ مذ حلّت تمائمه
بخلاً بها فوجدنا الجود في البخل!
ولآخر:
بدأت بمعروف وثنّيت بالرضا
وثلّثت بالحسنى وربّعت بالكرم
وباشرت أمري واعتنيت بحاجتي
وأخّرت لا عنّي وقدّمت لي نعم
وصدّقت لي ظنّي وأنجزت موعدي
وطبت به نفساً ولم تتبع الندم
فإن نحن وافينا بشكر فواجب
وإن نحن قصّرنا فما الودّ متّهم
«لا يستريح من الألفاظ منطقُه
إلاّ إلى نعمٍ تفترُّ عن نَعَمِ»
ولمهيار:
لهم دوحة خضراء رويّ أصلها
بماء الندى الجاري وطيب فرعاها
نمت كلّ مغرور عن المجد سنّه
يقول نعم في المهد أوّل ما فاها
وللبحتري:
إذا باكرته غاديات همومه
أراح عليها الراح حمراء كالورد
كأنّ سناها بالعشي لشربها
تبلج عيسى حين يلفظ بالوعد
له ضحكة عند النوال كأنّها
تباشير برق بعد بعد من العهد
كأنّ "نعم" في فيه حين يقولها
مجاجة مسك خيض في ذائب الشهد
ولإسماعيل بن أحمد الشاشي:
ما قال لا قطّ مذ حلّت تمائمه
بخلاً بها فوجدنا الجود في البخل!
ولآخر:
بدأت بمعروف وثنّيت بالرضا
وثلّثت بالحسنى وربّعت بالكرم
وباشرت أمري واعتنيت بحاجتي
وأخّرت لا عنّي وقدّمت لي نعم
وصدّقت لي ظنّي وأنجزت موعدي
وطبت به نفساً ولم تتبع الندم
فإن نحن وافينا بشكر فواجب
وإن نحن قصّرنا فما الودّ متّهم
«لَيْسَ في الأرض أحدٌ من جميع الناس ينفكُّ من إنعام رسول الله؛ إذْ كَانَ اللهُ قد بَعَثَه إلى جميع الناس، ورحِم بِهِ الخَلْق، وانتاشهم وأنقذهم ببعثته إليهم من المهالك والمعاطب؛ فنعمته سابقةٌ إلى كُلِّ الخَلْق، لا يَخْرُج منها مكافئ ولا غير مكافئ.
والثناء عَلَى رسول الله فرضٌ عَلَى جميع الناس، لا يَتِمُّ إسلامُهُم إلا بِهِ، ولا يتحقّقُ دُخُولُهُم في الشريعة إلا من جهتِه».
-ابن الأنباري رحمه الله.
والثناء عَلَى رسول الله فرضٌ عَلَى جميع الناس، لا يَتِمُّ إسلامُهُم إلا بِهِ، ولا يتحقّقُ دُخُولُهُم في الشريعة إلا من جهتِه».
-ابن الأنباري رحمه الله.