إنا لله وإنا إليه راجعون

فقدتِ الأمةُ واللغةُ العربيةُ رمزًا من رموزِها الأستاذ الدكتور
" #فاضل_السامرائي"،
والذي يُشارُ له بالبنانِ، فقد حببَ للناسِ اللغةَ بتحليلاتِه النحويةِ للقرآنِ الكريمِ، فلامسَ في أحاديثِه شغافَ القلبِ وعمقَ الوجدانِ، فنجدُ لزامًا عليَّنا أن نترحمَ عليه،
وأن ندعوا اللهَ أن يتقبلَه في الفردوسِ الأعلى من الجنةِ، فأحرُ التعازي والمواساةِ لأهلِه وذويه وللأمةِ ولغتِها كافةً.
فاضل صالح مهدي السامرائي (ولد في سامراء عام 1933) لغوي وأكاديمي عراقي،
وأستاذ اللغة العربية في جامعة بغداد حتى تقاعد في العام 1998. وكان ضيفاً رئيساً في برنامج "لمسات بيانية"
على قناة الشارقة الاماراتية، وهو برنامج تلفزيوني يشرح الإعجاز البياني في
القرآن الكريم. له عدة كتب ومؤلفات منها: نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الشك إلى اليقين.


https://www.tgoop.com/soundquran77

(فنادى في الظلمات)

يظهر والعلم عند الله تعالى
أن التنصيص على وقوع النداء في  الظلمات هنا للدلالة على أمرين :
أولها :كمال قدرة الله تعالى في تفريج الكربات مهما عظمت.
وثانيهما :وهو ما أريد بسطه هنا:
الثناء على يونس في هذا الموضع خاصة وبيان فضيلة له مع كونها سببا للإجابة أيضا.
وهي أنه دعا وهو في الظلمات..
وقد يقول قائل إن من المعتاد أن يلجأ الناس في الكروب الخانقة إلى ربهم.
ولكن هذا ليس دائما
بل كثيرا ما يختنق العبد بهمومه فلا يتكلم ولا ينطق ولا يدعو
ويبلس فلا ينادي ربه.
في أحوال الضيق والغضب والانقطاع والألم يشتغل الإنسان بمواجعه ويذهل بها عن كل شيء.
من يوفقه الله في تلك المضايق من غضب أو حزن او يأس أو ألم  إلى الدعاء فهذا علامة أن الله يريد أن يجيبه.
من السهل أن تدعو في الحرم وأنت ترتدي الإحرام والملايين يدعون حولك.
من السهل وأنت في عافية في مسجد بارد أن تدعو بين الأذان والإقامة.
لكن أن تدعو في زحمة خانقة أو  أوجاع تطعن جسدك  أو غم يطحن نفسك وقلق يمزقك. أو غضب يجتاحك.
أو بعد خبر صاعق تنطفئ معه الأنوار حولك.
ثم تقول رغم طحن الآلام
يارب يارب يارب
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
في غاشية العذابات المتوالية
يثور توحيدك وتنزيهك وتعظيمك لربك وتقبل ذكريات خطيئاتك.
فتتخطى كل هذا الزحام من الألم المكتظ فيك وحولك.
لتعبر إلى قلبك وتعلو فوق الحزن والكرب والألم.
فتفيض على لسانك.
هذا لحظة فارقة وانتصار حاسم للتوحيد في معركة الحياة.
يارب يقينا بك في كل الظروف
ونداء لك لا ينقطع في الشدة والرخاء.

https://www.tgoop.com/soundquran77

"وقرَّبناه نَجِيًّا"

‏المناجاة دليل قُرب، ومن اقترب من الغني الكريم وُهِب

https://www.tgoop.com/soundquran77

لا يقترب الكريم فيحجب فضله عن عباده! بل يقترب ويجود، ويمنُّ ويُجيب!

‏"إن ربي قريبٌ مجيب".
‏"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب"

‏نسبهم إليه في أخصِّ مواطن الضعف، عند الاحتياج والدعاء "عبادي"!

‏ومن انتسب إلى الكريم نالته العناية الإلهيّة

‏ثم قال: فإني قريب!
‏ابتدأ بالبشارة والطمأنينة؛ أنه قريب منك
‏ومجرد قربه ودنوه إيناس واطمئنان .. سُبحانه المنّان
‏فكيف بقرب موصول بوعد الإجابة؟!

‏سبحانك وبحمدك، لا أجمل منك، ولا أقرب منك، ولا أكرم منك، ولا إله إلا أنت🤍.

https://www.tgoop.com/soundquran77

فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصر

‏دعوة مختصرة تغيرت من أجلها الأرض والسماء،فلا تيأس أدع ربك بوجعك، بمرضك، بإنكسارك، بعجزك وبهمومك، وأبشر بالفرج
‏فَفَتَحْنَا أبواب السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ
‏ثِق بالله ولا تيأس مهما طال الكرب فالفرج قريب

https://www.tgoop.com/soundquran77

{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا}

الصدقة تطهر وجودنا. إذا كان لدينا ذنوب، وإذا كنا نريد أن ننظف أرواحنا نحتاج إلى منظفات، أحد هذه الأمور التي تنظف الروح هي الزكاة. وهذا يدلنا على أهمية هذا الأمر وكم يجب أن نلتفت له! ورد عن رسول الله، أنه أخرج الذين لم يؤدوا الزكاة من المسجد، قال لهم كيف تريدون أن تصلوا وأنتم لا تزكون، لماذا؟ لأن الزكاة لها جنبة اجتماعية، أنا - يا ترى- هل يكفي أن ألتفت إلى أن أموري جيدة ولديّ مال وطعام وشراب ولا أنظر للآخر؟ ورد في الحديث: "لو أدى الناس أدوا زكاتهم لما بقي على وجه الأرض فقير"، لو أن كل واحد فينا يخرج الزكاة لما كان هناك فقير، هذا الفقر سببه أن الناس لا ينفقون من المال الذي رزقهم الله، ويزكون أنفسهم ويقضون على الفقر عند الآخرين.

https://www.tgoop.com/soundquran77

{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[التوبة: ١٠٣].

وفي قوله: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} مشروعية الدّعاء لمَن قدّم للمساكين إحسانًا ينهضون به ويقتاتون منه؛ فإن الدعاء لهم لونٌ مِن ألوان شكرهم، وسبيل من سبل مكافأتهم، وهو شارحٌ لصدورهم ومذهبٌ حرجَها، ومسعد لنفوسهم ومبددٌ حزنَها، وهل تبقى النفسُ أسيرةَ حزنٍ وأذنها تستمع لدعوات صاعدة إلى السماء طالبة مِن الكريم المنان أنْ يجعل لها خلفًا وكرمًا، وطمأنينة وأمنًا، وسعةً وفضلاً، وبركةً ويُسرًا، وعافيةً ورزقًا؟! إنّ هذه الدعوات تنزل عليها نزول الغيث المنهمر على الأرض التى تفشّى جدبُها، وتسري فيها سريان النور المسفر في ليلة اشتد ظلامها، وتبلغها بلوغ خبر سعيد مغبِط لنفس طال شقاؤها وأكدر نبعها! وربي سبحانه وبحمده أعلم.

أ/ احمد خالد الحصيّ

https://www.tgoop.com/soundquran77

﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)

الصدقة تجعل رسول الله يصلي عليك
صل الله على رسول الله وعلى آله وسلم

https://www.tgoop.com/soundquran77

اللَّهمَّ هذِّبني بالقرآن، وارفَعني بالقرآن، ولا تُعِقني عن القرآن، واجعل مَرَدَّ عملي إليه، ومُنتَهى أمري إليه، واجمَعه كاملًا في صدري، حفظًا وإتقانًا وتجويدًا 🤍

https://www.tgoop.com/soundquran77

يا كلام الله:

طينٌ أنا..
كلما تدبرتك
نبتَ بين شقوق
روحي الياسمين.


التدبر مفتاح حياة القلب
‏https://www.tgoop.com/soundquran77 ‏

﴿وَفِي السَّماءِ رِزقُكُم وَما توعَدونَ۝فَوَرَبِّ السَّماءِ وَالأَرضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثلَ ما أَنَّكُم تَنطِقونَ﴾ [الذاريات: ٢٢-٢٣]

والسؤال:
لماذا قرن ربنا ضمان الرزق وأنه مكتوب في السماء
بنعمة النطق دون غيرها من النعم.؟
فلم يقل مثلا: (مثلما أنكم تبصرون) أو (تسمعون)

لعل ذلك لأن نعمة النطق يتعدى نفعها للغير، أما باقي الحواس كالبصر والسمع والتذوق فإن نفعها يخص صاحبها.

كما أنه بالنطق يُتلى القرآن، ويُرفع الآذان، ولأنه الوسيلة التي نالت بها الأمة الخيرية ﴿كُنتُم خَيرَ أُمَّةٍ أُخرِجَت لِلنّاسِ تَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَتُؤمِنونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: ١١٠]

https://www.tgoop.com/soundquran77

تأمل في قوله سبحانه:
"خلقكم ثم رزقكم" مثلما خلقك رزقك ألا ترى خلق الله فيك!

ثم وعد فقال "إن الله هو الرازق"

ثم لم يكتف بالوعد حتى ضمن فقال "ومامن دابة في الأرض إلاعلى الله رزقها"

ثم لم يكتف حتى أقسم فقال "فوربِّ السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون"

ثم لم يكتف بذلك كله فأمر وقال "وتوكل على الحي الذي لايموت" وقال "وعلى الله توكلوا إن كنتم مؤمنين"

https://www.tgoop.com/soundquran77

ما هي صفات المحسنين ؟

١- ( كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) زيادة على الصلوات الخمس ، فهم محسنون .. يشتاقون لمناجاة ربهم ويهرعون إليه والناس نيام غافلون ..

٢- ( وبالأسحار هم يستغفرون ) عن تقصيرهم في شكر ربهم وعن هفواتهم وعن تقصيرهم في أداء المزيد من الأعمال الصالحة .. وللأسحار تجليات يتمتع بها المجتهدون ويحرم منها المتراخون ..

٣- ( وفي أموالهم حق للسائل والمحروم ) تعبير عجيب ! لا تظن أنك صاحب فضل إن أعطيت .. إنه حق لهم إن لم تدفعه كنت ظالما ..

٤- ( وفي الأرض آيات للموقنين ) .. المحسنون هم آيات تدل على عظمة دين الله ..
أو أن الآيات تنتقل بنا إلى آيات الأرض وما فيها من معجزات ..
( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) .. الآيات فينا ولكن قلما نبصر .. تباركت يا رب في عظمة خلقك وإتقانك .. وهل نقدر على تعداد ما وهبتنا من قدرات أو وصف ما فيها من إعجاز ؟!

( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) قم بما عليك ولا يشغلنك هم الرزق .. فالله يرزق كل خلقه بما يشاء وكيفما يشاء .. وبحسب سننه في الرزق والحرمان فلا تتواكل وترجع الضيق إلى الله .. بل عليك أن تسعى لكشف سنن الرزق وتسخرها ..

( فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون ) قال الأعرابي لما سمعها : ما الذي أغضب الرحمن حتى أقسم ؟!
( إنه لحق ) ؟! هذا القرآن وأحكامه وآياته .. والبعث للحساب .. ( إنه لحق مثلما أنكم تنطقون ) هل درست كيف يتم النطق ؟! ننطق بكل سهولة وبساطة .. وقلما نقف لنتدبر كيف يتم ذلك .. !!

سورة الذاريات

د/حنان لحام

https://www.tgoop.com/soundquran77

السّؤال:

ما هي اللمسة البلاغية في تقديم الأخ على الأمّ والأب في سورة عبس: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ◇ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ◇ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ} مع كونهما أقرب الناس إلى المرء؟ ونراه يقول في سورة المعارج: {يُبَصَّرُونَهُمْ ۚ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ ◇ وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ}، فلماذا قدّم الإبن على الأخ؟ ولماذا لم يذكر الأم والأب في هذا المقطع ؟

الجواب:
هناك مشهدان مختلفان يتكلّم عنهما المقطعان في السورتين، على ضوئهما يتّضح فارق الذكر والتسلسل بينهما:
المشهد الأول: مشهد الفرار للاعتناء بالنفس لشدّة (الصّاخة) التي تكاد تأخذ بسمع الإنسان، وتنسيه كلّ من حوله، وهذا المشهد يمثّله المقطع المذكور في سورة عبس.
المشهد الثاني: مشهد الافتداء؛ حيث هناك مجرمٌ أبصر شركاءه وأحمّاءه، وعاين ما هم عليه من العذاب، فيتمنّى أنْ يفتدي نفسه من هذا العذاب بأحبّ الناس لديه. وهذا المشهد يمثّله المقطع المذكور في صورة المعارج.

⊙ فمع اختلاف المشهدين، فمشهد الفرار يقتضي التدرّج من الأقلّ ملازمةً إلى الأكثر، فالأخ وإنْ كنّا نلازمه في حال الصبا، لكن في الأعم الأغلب نفترق عنه عند اشتداد العود في هذه النشأة، فالفرار منه في تلك النشأة لا يكون فيه مزيد صعوبة، وهذا بخلاف من كان أكثر ملازمةً ولصوقاً بدءاً بالوالدين، وانتهاء بالزوجة والأولاد الذين كانوا يمثّلون قمّة الملازمة في هذه النشأة، وهذا كناية عن شدّة تلك الصاخة التي جعلتنا ننسى كلّ شيءٍ حولنا؛ لنهتمّ بأنفسنا، فكأنّه قال: يوم يفرّ المرء من أخيه، بل ومن أمّه وأبيه، بل ومن صاحبته وبنيه، فاقتضى مشهد الفرار في أجواء من الارتعاب والخوف أنْ نبدأ من الأقلّ ملازمة إلى الأكثر.

⊙ وأمّا مشهد الافتداء فيعاكسه تماماً؛ حيث إنّ التصوير الكنائي لشدّة العذاب يقتضي أنْ نقدّم أغلى الأشياء على قلوبنا، فبدأ بفلذة الأكباد، وختم بشقيق الروح، وتوسّط بشريك العمر. وفي مقام الافتداء لم يذكر هذا المقطع الأبَ والأم؛ للإشارة إلى عظيم منزلتهما عند الله فلا يجرؤ على أنْ يفتدي بهما؛ لأنّهما عند الله تعالى قد اقترن الإحسان إليهما بعبادته تبارك وتعالى: {وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}، وإنْ كان قد يفرّ منهما كما قد يفرّ العبد من سيّده.


https://www.tgoop.com/soundquran77

(إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم)..*

‏الصدقة لك
وإن بدا أنها للفقير
‏
والكلمة الحلوة لك
وإن أسعدت غيرك
‏
وجبر الخواطر لك
وإن كان أثره على الناس

‏أنت لا تغرف وتملأ دلاء الآخرين
‏

في الحقيقة أنت تملأ دلوك

https://www.tgoop.com/soundquran77