Telegram Web
بقرة بنى إسرائيل
قال الله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا ۚ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73) ) .
كان فى بنى إسرائيل شاب فقير فى كل شئ ... فى المال وفقير فى الأخلاق ليس عنده دين ولا أمانة . وكان له عم غنى كثير المال وكانت له ابنة جميلة جدا . فكان هذا الشاب يتمنى موت عمه فى أقرب وقت من أجل أن يرث المال الكثير ويتزوج ابنة عمه الجميلة . ولكن عنه عاش طويلا وكان فى غاية الصحة والعافية . فتجعل هذا الشاب موت عمه من أجل أن يستمتع بالمال . وأخذ هذا الشاب يدبر تلك المؤامرة الحقيرة لقتل عمه ... إلى أن استطاع فى ليلة من الليالى أن يقتل عمه ... وحتى لا يعرف الناس أنه هو الذى قتل عمه ، أخذ جثة عمه وألقاها أمام بيت أحد أقاربه وجلس يبكى على باب البيت وكأنه حزين على موته . فلما مر الناس عليه وجدوه يبكى ويتهم أهل هذا البيت بقتل عمه . فخرج أصحاب البيت وأقسموا أنهم لم يقتلوه . وضاع الحق بين الناس ولم يعرفوا من القاتل !!! وذهبوا إلى نبى الله موسى عليه السلام وأخبروه بخبر هذا الرجل المقتول . فقام وقال لهم : أسألكم بالله من الذى يعلم قاتل هذا الرجل ؟ ... فلم يرد أحد فقال له رجل منهم : يا بنى الله لماذا لا تسأل ربك حتى يخبرك بخبر القاتل . فسأل موسى ربه ( جل وعلا ) فأوحى إليه بأن يأمرهم أن يذبحوا بقرة . فتعجب الناس من ذلك وظنوا أن موسى عليه السلام يستهزئ بهم . فقال لهم موسى عليه السلام : ( قال أعوذ بالله أن أكون من الجهلين ) : أى أعوذ بالله أن أخبركم بشئ من أوامر الله فلقد أخبرتكم بما أمر الله .
ولقد كان يكفيهم أن يذبحوا أى بقرة ؛ لأن الله ( جل وعلا ) لم يحدد لهم أى مواصفات لتلك البقرة ولكن شددوا فشدد الله عليهم . فسألوا عن سنها فأخبرهم بأنها متوسطة العمر لا كبيرة ولا صغيرة وأمرهم أن ينفذوا أمر الله ( جل وعلا ) دون أى تأخير لكن بنى إسرائيل كانوا لا يطيعون الأوامر بل كانوا يتهربون ويتحايلون على تلك الأوام بأدنى الحيل حتى لا ينفذوها ... وكانوا يكثرون من الأسئلة بقصد التهرب من الأوامر وتضييع الوقت . فسألوا نبى الله موسى عليه السلام : ما لونها ؟ فأجابهم بأنها بقرة صفراء فاقع لونها – أى شديدة الصفرة – جميلة المنظر .. تسر من النظر إليها من شدة حسنها وبهائها . ثم شددوا أيضا : (قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا) . فأخبرهم بأنها بقرة ليست مذللة أو معدة للحرث ولا لسقى الأرض بالساقية ... سالمة من العيوب ليس فيها أى لون يخالف لونها فهى صفراء خالصة الصفراء . فلما حددها بهذه الصفات : (قَالُوا الْآَنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ 71) .
أخذوا تلك المواصفات من موسى عليه السلام ، وراحوا يبحثون عن بقرة تتصف بها . بحثوا عن بنى إسرائيل ، فلم يجدوا إلا بقرة واحدة فقط تتصف بهذه الصفات ... كانت تلك البقرة لشاب يتيم فقير كان بارا بأبيه الذى مات ، وبارا بأمه التى ما زالت تعيش. فساومهم وبقى يساومهم ، ويرفع سعرها تدريجيا ، وهم يراجعونه ويساومونه ... رفع سعرها من مائة دينار ، إلى مائتين . ثم إلى أربعمائة . ثم ثمانمائة . ثم طلب منهم أن يضعوها فى الميزان ، وأن يدفعوا له ثمنها بما يساوى وزنها ذهبا ! فأضطروا إلى الموافقة لعدم وجود بقرة غيرها . ودفعوا للشاب ما طلبه ، فصار من كبار الأغنياء لبره بوالديه . أخذوا البقرة وذبحوها ، ثم أخذوا جزءا منها ، وضربوا بها جسد القتيل .
فأحيا الله القتيل فنظر حوله فوجد أناسا كثيرين فسأله أحدهم : من الذى قتلك ؟ فقال : قتلنى ابن أخى طمعا فى ثروتى .. ثم مات القتيل مرة أخرى . فألقى القبض على القاتل وحرم من الميراث عقوبة له على جريمته ... ومنذ ذلك اليوم لم يورث قاتل من الميراث المقتول . قال الله تعالى : ( كذلك يحى الله الموتى ويريكم ايته لعلكم تعقلون73) . أى : كما شاهدتهم إحياء هذا القتيل عن أمر الله له ... كذلك أمره فى سائر الموتى ، إذا شاء إحياهم أحياهم فى ساعة واحدة .
وعلى الرغم من إعجاب ودهشة بنى إسرائيل لما حصل من موسى عليه السلام فإنهم ظلوا على عنادهم وبقيت قلوبهم على قساوتها كأنها الحجارة أو أشد قسوة منها . ولقد لقى موسى عليه السلام من (( بنى إسرائيل )) – كما لقى غيره من أنبيائهم – كل عنت وعناد وصدود ، وما يزالون إلى اليوم يتصفون بالنفاق والغدر والمكر ، ويخالفون شريعة الله وأوامره التى أنزلها فى (( التوراة )) ؛ ولقد تجرؤوا على كتاب الله فغيروا وأخفوا كل دعوة فيه إلى الفضيلة والأخلاق !
القصة التالية
(قصه كلب اصحاب الكهف )
قصه كلب اصحاب الكهف
قال الله تعالى : سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا (22)
بعد ليل طويل أشرقت الشمس من جديد ليبدأ يوم جديد في حياة أهل الكهف تلك المدينه التي تسمي (أفسوس) وبدأت الكائنات تستيقظ من نومها وسباتها وأخذ ت الطيور تنتقل بين الاغصان بأصواتها البديعة وبدأت أنفاس الحياة تدب علي الأرض وراح الكون كله يسبح بحمد الله (عز وجل) إلا أهل هذه المدينة ال ين كانو يكفرون بالله عز وجل فقد كان أهل هذه المدينة يكفرون بالله ويعبدون الأصنام ولأوثان ويسجدون لها من دون الله (جل وعلا) على الرغم من تلك النعم العظيمة التى أسبغها الله عليهم وتلك الحضارة التي وصلوا إليها ومع لك فقد تركو عبادة الله عزوجل وذهبوا يسجدون لأحجار لا تنفع ولاتضر
وكان حاكم هذه المدينة رجلآ ظالمآ وكافرآ اسمه (دقيانوس) فقد كان يأمر الناس بعبادة الأصنام وبأن يذبحوا ويقدمو القرابين لتلك الأصنام وكان إذ رأى أحدآ يعبد الله (جل وعلا) ولا يعبد الأصنام يعذبه عزاباً شديداً لدرجة أنة كان إزا رأى رجلاً مؤمناً كات يضعه في السجن ويطلق عليه أسداً جائعا ليأكله وفى يوم من الأيام خرج أهل هذه المدينة إلي عيد من أعيادهم فخرجو هؤلاء الفتية معهم ونظروا إلى قومهم وهم يسجدون ويذبحون للأصنام فألقى الله نور الإيمان في قلوب هؤلاء الشباب وكانوا سادة القوم فتركو قومهم في هذا العيد واعتزلوهم فذهب أول واحد منهم وجلس بعيداً تحت ظل شجرة ثم أتي إليه الثاني فالثالث إلي أن اجتمع السبعة وكان كل واحد منهم يكتم إيمانه خوفآ من أصحابه حتى لا يخبر احدهم الملك الظالم فيجعله طعامآ للأسد وفجأة قام واحدً منهم وقال تعلمون والله ما أخرجكم من قومكم على هذا المكان إلا شئ في صدوركم فتعالو نتصارح فيما بيننا
ثم قال اما أنا فإننى أري ان قومنا على الباطل فهم يصنعون تلك التماثيل بأيديهم ثم يسجدون لها من دون الله وهى التى لا تسمع ولا تبصر ولا تنفع ولا تضرفكيف يسجدون لتلك الأصنام ولا يسجدون لله الذي خلق السماوات والأرض ورفع السماء بغير عمد فجعل فيها الشمس والقمر وزينها بالنجوم فقال الثانى صدقت ياأخي فلقد خطر ببالي كل ذلك وقلت في نفس أليس الله (جل وعلا) الذي خلق البحار والأنهار والجبال والأشجار وأنعم علينا بكل هذه النعم هو الذي يستحق أن نعبده وحده وقال الثالث صدقتما كيف نعبد أصناماً من دون الله الذي خلق الكائنات كلها وأبدع خلقها وسخر الكون كله لنا ثم نعبد غيره لايكون أبدآ وتكلم الباقون مثل كلامهم ثم قالوا جميعاً ( رَبُّنَا رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَاْ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا)
فتصارحوا وأعلنوا إيمانهم فيما بينهم وصاروا يداً واحدة وأصبحوا إخواناً متحابين في الله (جل وعلا) واتخذوا لأنفسهم معبداً يعبدون الله فيه بعيداً عن قومهم وظل كل واحد يخوض فيما يخوض فيه القوم ويضطرب فيما يضطرب فيه الناس حتى إذا ما خلا بنفسه واجتمع مع قلبه اتجه إلى الله عابداً مصلياً ومنزهاً ومقدساً ولكن بعد فترة يسيرة عرف قومهم أنهم آمنوا بالله (جل وعلا) فأخبروا هذا الملك الظالم. فلما علم الملك بإيمان هؤلاء الشباب أرسل إليهم فجاءوا إليه وهم يخشون أن يفعل بهم كما فعل بمن سبقهم للإيمان بأن جعلهم طعاماً للأسود ولكن الله ثبتهم وربط على قلوبهم فقالوا كلمه الحق أمام هذا الحاكم الظالم ودعوه إلى الله (جل وعلا)
فتعالو بنا لنري ماذا صنع معهم هذا الملك الظالم الذي يعبد الأصنام من دون الله (جلا وعلا) قال لهم الملك لقد علمت أنكم صبأتم وتركتم دين الأباء ولأجداد ودخلتم في دين أخر ولو كنتم من عامة الشعب لتركتكم وشأنكم ولكنكم من أشرف القوم ولو علم الناس بدينكم لتبعوكم ودخلوا في دينكم وفي ذلك إفساد لتلك المملكة وضياع لملكي واعلموا أني لن أتعجل في عذابكم بل سأترككم لتفكروا في شأنكم وتراجعوا أنفسكم فإما أن ترجعوا إلى ديننا وإما أن أمزق أجسادكم إلي أشلاء لتكونوا عبره للناس من حولكم فربط الله علي قلوبهم وثبتهم فقالوا أيها الملك إن هذا الدين لم ندخل فية مقلدين ولامكرهين بل دعتنا إليه الفطرة السليمة التى جعلها الله فى قلوبنا ولن نعد إلا الله الذى خلق السموات ةالأرض وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة وأما قومنا فقد عبدوا تلك الأصنام تقليداً للأباء من غير حجة ولا برهان وإناندعوك أيها الملك إلي عبادة الله الواحد القهار ليجمع الله لك الله سعاده الدنيا ولآخرة فإن كنت لا تريد فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الاخرة فغضب عليهم الملك وأمر بنزع لباس الزينة عنهم الذي كان عليهم من زينة قومهم وهددهم إن لم يعودوا إلى دين قومهم ثم أجلهم لينظروا في امرهم لعلهم يرجعون وكان
هذا من لطف الله بهم لأنهم توصلوا بهذا التأجيل إلى الهرب والفرار بدينهم من الفتنة .
فكر أولئك الفتية المؤمنون في الخطوة التالية فوجدوها فى العزلة فقرروا اعتزال قومهم إنهم مؤمنون وقومهم كافرون ولامجال لآن يعيشوا معهم خرجوا من المدينة غلي الجبال وقرروا أن يأوا إلى كهف فى جبل وكان معهم نقود قد نقش عليها اسم هذا الملك الظالم الذى هدهم بالقتل إن لم يرجعوا عن دينهم ودخلوا الكهف ولم يدخل معم الكلب لأنه نجس وقد يلمس ثيابهم أو أبدنهم فينجسها فقرورا أن يجعلوه حارساً على باب الكهف فيحرسهم من اللصوص ومن اتباع الملك وجنوده إذا جاؤوا بحثاً عنهم وليدافع عنهم إذا جائتهم حية أو ثعبان أو اسد او غير ذلك وهم يعلمون أن الكلب يضرب بة المثل فى الوفاء فهو لا يتخلى أبداً عن خدمة صاحبه وحراسته والدفاع عنه حتى لو كانت حياته فداء لصاحبه أما هؤ لاء الشباب المؤمنون فقد دخلوا الكهف وقالو( رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا )
وكانت الرحلة من (أفسوس)إلى الكهف طويلة فشعروا بالتعب الشديد وناموا على الأرض لينلوا قسطاً من الراحة بعد رحلة الفرار إلى الله (جل وعلا) وطلبوا من الله ان ينشر عليهم فى الكهف من رحمته واستجاب الله لهم فكانت رحمة الله عليهم فى الكهف حيث يسرالله لهم الأمر وسخرلهم الأيات فأمر الشمس أن لاتمس أجسادهم حتى لا تؤذيها كانت عند الصباح تميل عن أجسادهم فلاتقع عليهم وكانت عند الغروب تميل عنها كذالك فلا تأتيها وكانوا فى فجوة وسط الكهف ومعنى هذا أن الشمس كانت تدخل الكهف فتقضى على الجراثيم والميكروبات وتغير ذلك الهواء حتى لا يفسد ولاتتسلط أشعتها عليهم مباشرة حتى لا تحترق أجسادهم ولا ملابسهم وإنما ينتفعون بحرارتها وأشعتها ودفئهادون اى ضرر ومن أيات الله عليهم فى الكهف أن عيونهم كانت مفتوحة فكان من ينظر إليهم يحسبهم أيقاظاً ينظرون إليه مع أنهم نيام راقدون
وحتى لا تأكل الأرض أجسادهم كان الله يقلبهم مرة على اليمين ومر على اليسار وكان معهم كلبهم الذى صحبهم حيث جلس على عتبة باب الكهف وبسط ذراعيه ونام مثل نومتهم وحتى لا يعتدى عليهم أحد وهم رقود قذف الله فى قلب كل من ينظر إليهم الرعب بحيث لو اطلع عليهم لولى منهم فرارا ولملئ منهم رعبآ قال تعالى (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا ) وكان الفتيه قد ناموا تلك السنوات الطويلة دون طعام ولا شراب ومع ذلك لم يموتوا ولم يشعر أحد منهم بجوع أو عطش وكل ذلك بقدره الله (جل وعلا.
وتعاقبت الأيام ومضت الأعوام وبعد هذا الزمان الطويل بعثهم الله عزوجل من نومهم وقد تغيركل شئ فى هذا الكون لقد بعثهم الله من نومهم فقاموا من نومهم وهم يشعرون بتعب شديد فى أجسادهم وأخذوا يتسألون فيما بينهم عن المدة التى أقاموها فى الكهف قال تعالى (قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ) ظانين أن الزمن لم يمض بهم وأن عجلة التاريخ واقفة عند كهفهم قال واحد :منهم يسأل يخيل إلى أن ساعات طويلة رقدنها فما تظنون يا رفاق قال الثاني:ربما نكون قد لبثنا يوماً فإن هذا الجوع الذى نحسه والتعب الذى نشعر به ليؤذن بما أذن وقال الثالث: نحن قد رقدنا فى الصباح وهذه الشمس لم تغرب فما أظن إلا أننا قد لبثنا بعضاّ من من يوم وقال الرابع: دعونا من تساؤلكم فالله أعلم بما لبثتم ولكننى أحس جوعاً شديداً وكأنى لم أطعم منذ ليال فليذهب واحد منكم إلى المدينة يلتنس لنا طعاماّ ولكن عليه أن يكون حذراً حتى لا يعرفه أحد فإنهم لو عرفوه وعرفوا مكننا فسوف يقتلوننا أو يفتنونا عن ديننا
(فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا ) فخرج واحد منهم باحثاً عن الطعام وفى يديه تلك العملات الفضية التى نقش عليها صورة ذلك الملك الظالم الذى كان يعيش فى تلك المدينة ويحكمها منذ أكثر من ثلاثمائة عام فلما مشى فى طرقات المدينة وجد أن المدينة قد تغيرت معالمها كلها فالناس ليسوا هم الناس والطرقات ليست هى الطرقات التى يعرفها والبيوت غير البيوت هذه خرائب أصبحت قصوراً وتلك قصور أمست خرائب وأطلالاً وتلك وجوه لم يعرفها وصور لم يألفها أما الديار فإنها كديارهم ورأى رجال الحى غير رجاله أخذ يفكر فى نفسه هل ذهبنا إلى بلاد أخرى ونحن نأئمون أم دارت الأرض من تحتنا ونحن لا نشعر تحيرت نظراته وكثرت لفتاته وظهر عليه الاضطراب والحيرة حتى بدأ الناس ينظرون
إليه فى دهشة واستغراب.
قال له أحدهم : أغريب أنت عن هذه البلد ؟ وفيم تتأمل ؟ وعلام تبحث؟ قال: لست غريباً ولكننى أبحث عن طعام أشتريه فلا أرى مكان بيعه وأخذ الرجل بيده حتى انتهى به إلى مطعم وطلب من البائع طعاماً فنظر إليه البائع متعجباً لمنظره فلما جهز له الطعام وطلب منه ثمن الطعام أعطاه الشاب تلك النقود التى كان عليها صورة دقيانوس :فتعجب البائع وقال له من أين لك هذا المال؟ فقال الشاب: إنه المال الذى نتعامل به وهذة صورة دقيانوس فقال البائع: هل أنت مجنون إن دقيانوس –عليه لعنة الله- مات منذ أكثر من ثلاثمائة سنة فتعجب الشاب وهو يسمع هذا الكلام وأحس بأن الدماء الدماء قد تجمدت فى عرقه فتجمع الناس حول هذا الشاب وبدأ الناس يسألونه: هل عثرت على كنز أيها الفتى؟ إنها عملة قديمة قد مر عليها أكثر من ثلاثمائة سنة أحس الشاب بأن الدماء قد توقفت فى عروقه وقال لهم:يا قوم ليس الأمر كما تظنون وليست هذه النقود كنزاّ حصلت عليه وإنما هى نقود أخذتها من والدى أمس اريد أن أشترى بها طعاماً اليوم فما الذى يدعوكم إلى الدهشة؟
ثم هم بالعودة خشية أن يفضح أمره أو تظهر حقيقة حاله ولكنهم عادوا فرافقو به وتلطفو ا معه ف القول وحاوروه فى الحديث وما كان أشد ذهولهم حينما علموا أنه أحد الفتية الأشراف الذين هرابو من ثلاثمائة وتسع سنة من ملكهم الجائر الكافر وأنهم هم الذين طلبهم الملك فلم يظفر بهم ونشدهم فلم يهتد إليهم وما كان أشد خوف الشاب حينما علم أنهم فطنوا لأمره وعرفوا قصته فخاف على نفسه وإخوته وهم بالهروب قال لهم أحدهم:لا تخف يا هذا إن الملك الذى تخافه قد مات من نحو ثلاثمائة عام وإن الملك الذي يجلس الأن مؤمن بالله كما تؤمنون وأخذوه غلى ملكهم فساله عن شأنه فأخبره بأمره وهو متحير فى حاله وما هو فيه فقام ملك البلد وأهلها حتى أنتهى بهم إلى الكهف فقال لهم: دعونى أتقدمكم فى الدخول لأعلم أصحابى فدخل فيقال: إنهم لا يدرون كيف ذهب فيه وأخفى الله خبرهم ويقال:بل دخلوا عليهم ورأوهم وسلم عليهم الملك واعتنقهم وكان مسلماً فيما قيل ففرحوا به أنسوه بالكلام ثم ودعوه وسلموا عليه وعادوا إلى مضاجعهم وتوفاهم الله عز وجل فاختلفوا فيهم وتنازعوا بينهم أمرهم ماذا يفعلون بهم؟فمنهم من قال:ابنوا عليهم بنياناً ربهم أعلم بهم ولكن الحاكمين فيهم قرروا أن يبنوا عليهم مسجداً وهكذا كان حيث تم بناء المسجد عليهم وهذا خطً كبير لأن النبى صلى الله عليه وسلم نهى عن اتخاذ القبور مساجد يصلى فيها إلا أن أعظم الدروس فيى هذة القصة الجميلة أن ذلك الكلب الذى أحب هؤلاء الشباب المؤمن وصحبهم قد سعد بصحبتهم حتى ذكره الله عز وجل فى كتابه . فإن كان ذلك الكلب قد سعد بصحة أهل الإيمان ألا يحرص أحدنا على صحبة أهل الإيمان والتوحيد ليسعد فى الدنيا والأخرة
القصة التالية
(النملة مع سليمان عليه السلام )
النملة مع سليمان عليه السلام
قال الله تعالى : حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ.
كان فى سالف الزمان نبى كريم أسمه سليمان بن داود عليه السلام وقف هذا النبى الكريم يوما ودعاه دعوه لم يدع بها نبى من قبله ولا بعده . وقف وقال : ( رب آغفر لى وهب لى ملكا لاينبغى لأحد من بعدى إنك أنت الوهاب ( 35 ) ) . فأعطاه الله ملكا لم يعطه لأحد من البشر وسخر له أشياء لم يسخرها لأحد من البشر . لقد علمه الله لغة الطيور والحيوانات وأعطاه من كل شئ .. وهو الذى اعترف بذلك فقال عليه السلام : ( يايها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شئ ( 16 ) ) . أى من كل ما يحتاج الملك إليه من العدد والآلات والوجنود والجيوش والجماعات من الجن والأنس والطيور والوحوش والشاطين . وقد كان نبى الله سليمان عليه السلام عظيم الحكمة ، ولذلك يسميه أهل الكتاب (( سليملن الحكيم )) ولا يقلبونه بالنبى أصلا . قال مجاهد : ملك الدنيا أربعة : مؤمنان وكافران ، فأما المؤمنان : فسليمان بن داود وذو القرنين ، وأما الكافران : فالنمرود بن كنعان ، وبختصر .
بل إن الله عز وجل سخر له الريح تحمله من بلد إلى بلد آخر فى لمح البصر .. بل وتطيعه إذا أمرها . قال تعالى : ( ولسليمان الريح عاصفة تجرى بأمره إلى الأرض التى بركنا فيها ( 81 ) ) . وقال تعالى : ( ولسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر ( 12 ) ) . لما ترك الخيل بتغاء وجه الله عوضه الله منها الريح التى هى أسرع سيرا وأقوى وأعظم ولا كلفة عليه لها قال تعالى : ( تجرى بأمره رخاء حيث أصاب ) ( 36 )) . أى : حيث أراد من أى البلاد ... كان له بساط مركب من أخشاب بحيث أنه سميع جميع ما يحتاج إليه من الدور المبينه والقصور والخيام والأمتعة والخيول والجمال والأثقال والرجال من الإنس والجن ، وغير ذلك من الحيوانات والطيور فإذا أراد سفرا أو مستنزها أو قتال ملك أوأعداء من أى بلاد الله شاء ، فإذا حمل هذه الأمور المذكورة على الباسط أمر الريح فدخلت تحته فرفعته فإذا استقل بين السماء والأرض أمر الخاء فسارت به ، فإذا أراد أسرع من ذلك أمر العاصفة فحملته أسرع فوضعته فى أى مكان شاء ، بحيث إنه كان يرتحل فى أول النهار من بيت المقدس فتغدو به الريح فتضعه بإصطخر مسيرة شهر فيقيم هناك إلى أخر النهار ، ثم يروح من آخره فترده إلى بيت المقدس .
بل وسخر الله عز وجل له الجن والشياطين لخدمته . قال تعالى : ( ومن الشيطين من يغوصون له ويعلمون عملا دون ذلك وكنا لهم حفظين ( 82 ) ) . وقال تعالى : والشيطين كل بناء وغواص ( 37 ) ) . أى : منهم ما هو مستعمل فى الأبنية الهائلة من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب ، وقدروه راسيات إلى غير ذلك من الأعمال الشاقة ، التى لا يقدر عليها البشر ... وطائفة غواصون فى البحار ، يستخرجون ما فيها من اللألئ والجواهر والأشياء النفسية ، التى لا توجد إلا فيها قال تعالى : ( واءخرين مقرنين فى الأصفاد ( 38 ) ) . أى : موثوقون فى الأغلال والأكبال ، ممن قد تمرد وعصى وامتنع من العمل وأبى ، أو قد أساء فى صنيعة واعتدى . بل وأعطاه جيشا من الجن والإنس والطير . قال تعالى : ( وحشر لسليمن جنوده من الجن والإنس والطير ( 17 ) ) . وأتاه العلم والحكمة . فكان هذا كله ملك سليمان عليه السلام .
ن بسطت الي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لاقتلك ....انى اخاف الله رب العالمين ... انى اريد ان تبوء بإثمى وإثمك فتكون من اصحاب النار وذلك جزاء الظالمين " ا انصرف هابيل مع زوجته إقليما .. تزوجا وعاشا أياما وقد ظهرت عليها إعراض الحمل في نفس الوقت كانت نفس قابيل طوعت له قتل أخيه استلقى هابيل على الأرض بعد عمل يوم شاق واستغرق فى النعاس انحدرت الشمس نحو الغرب وكان قد مات حمار فى الغابة فأكلت السباع لحمه وأكلت النسور ماتبقى منه وشربت الأرض دمه وبقى فكه العظمى ملقى على الأرض حمل قابيل أول سلاح في الأرض وراح يمضى باحثا عن شقيقه ووجده نائما استيقظ هابيل من نومه وفتح عينيه ارتفعت يد قابيل بالفك العظمى وهوت بسرعة انبثق الدم من وجه هابيل وملأ صدر قابيل عادت اليد الآثمة تهوى على الوجه الطيب وفى الضربة الخامسة ارتطمت يد قابيل بطين الحقل سكنت حركة هابيل وأيقن قابيل أن أخاه قد مات جلس واجما أمام ضحيته لا يعرف ماذا يفعل به ولا يعرف كيف يتصرف .
وفى يوم من الأيام خرجت تلك الجيوش والجماعات من الجن والإنس والطيور والوالحوش . خرجت كلها فى صفوف متنافسة ووقفوا جميعا ينتظرون خروج نبى الله سليمان عليه السلام . وبعد وقت قصير خرج سليمان عليه السلام ورأى هذه المملكه العظيمة فتذكر هذا الدعاء الجميل . ( رب آغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى إنك أنت الوهاب ( 35 ) ) ... وكيف أن الله استجاب دعاءه وأعطاه ذلك الملك . نعم ..
إنه يفهم لغة الطير ويحدثها ويأمرها فتطيع أمره ويأمر الريح أن تنقله فى أى وقت وإلى أى مكان فتطيع وتذهب من الشام إلى العراق فى الصباح وتعود به قبل الظهر . ويأمر الجن قيبنون له القصور ويصنعون له المحاريب والقدور الكبيرة . ومنهم من يغوص فى الأعماق ليأتوا إليه باللؤلؤ والكنوز والجواهر والأشياء النفسية . إنه ملك كبير وعظيم . أخذ سليمان عليه السلام ينظر إلى هذه الملك ويحمد الله حمدا كبيرا .
يا له من ملك عظيم لهذا النبى الكريم . نعم ... لقد سار سليمان عليه السلام مع هذا الجيش العسكرى الكبير الذى كان يتكون من ثلاث فرق : فرقة الإنس ، وفرقة الجن ، وفرقة الطير . وقال تعالى : ( وحشرر لسليمن جنوده من الجن والإنس والطير ( 17 ) ) . ولا يعنى هذا أن سليمان عليه السلام حكم كل الإنس ، وكل الجن ، وكل الطير ، وإنما حكم طوائف من الإنس تمثل عالم الإنس ، وطوائف من الجن تمثل عالم الجن ، وأصنافا من الطير تمثل عالم الطير . وكانت هذه الطوائف جنودا فى جيش سليمان عليه السلام . ورغم اختلاف أجناد الجيش ، وتنوع أصول الجنود ، إلا أنه كان جيشا منظما مرتبا متنافسا ، وكان الجنود من هذه الفرق يسيرون بنظام دقيق محكم ... وأشار إلى هذه التنظيم قوله تعالى : ( فهم ويزعون ( 17 ) ) .
نبى الله سليمان عليه السلام فى قرية النمل وفى هذا اليوم خرج سليمان عليه السلام وسط هذه الحشود العظيمة من الطير والإنس والجن فمروا على وادى النمل . فإذا به يسمع صوت نملة تقول للنمل من حولها قال تعالى : ( يأيها النمل آدخلوا مسكنكم لا يحطمنكم سليمن وجنوده وهم لا يشعرون ( 18 ) ) . لقد سار المركب موكب سلمان من الجن والإنس والطير فى ترتيب ونظام ، يجمع آخره على أوله ، تضم صفوفه ، وتتلاءم خطاه . حتى إذا أتوا على واد كثير النمل ، قالت نمله لها صفة الإشراف والتنظيم على النمل السارح فى الوادى – ومملكة النمل كمملكة النحل دقيقة التنظيم ، تتنوع فيها الوظائف ، وتؤدى كلها بنظام عجيب ، يعجب البشر غالبا عن اتباع مثله ، على ما أوتوا من عقل راق وإدراك عال – قالت هذه النمل للنمل ، بالوسيلة التى تتفاهم بها أمة النمل ، وباللغة المتعارفة بينها .. قالت للنمل قال تعالى : ( آدخلوا مسكنكم ( 18 ) ) . وعللت النملة الحكيمة طلبها ، بأنها فعلت ذلك لتحمى النمل من الهلاك تحت أقذدام جنود سليمان عليه السلام قال تعالى : ( لا يحطمنكم سليمن وجنوده ( 18 ) ) . أى : إذا بقيتم أيها النمل تتحركون عى وجه الأرض فسوف يحطمنكم سليمان وجنوده ، فادخلوا بيوتكم أماكن سكنكم لئلا تحطموا وتدمروا . وحتى لا تسئ أمتها من النمل الظن بسليمان عليه السلام وجنوده المؤمنين ، استدركت النملة الحكيمة قائلة قال تعالى : ( وهم لا يشعرون ( 18 ) ) . وهذه الأية الاستدراكية منها للاعتذار ، تعتذر لقومها عن أى أذى يصيبهم من سليمان وجنوده ، وتبين أن سليمان وجنوده ما كانوا يريدون إيذاع النمل ولا تحطيمها ، فإذا داسوها بأقدامهم فلأنهم لم يشعروا بها . وهذا يدل على حرص النملة الحكيمة على الإعتذار عم ما قد يصدر عن سليمان وجنوده ، وحرصها على تبرئة سليمان النبى عليه السلام من أى تهمة قد توجهها النمل به . كما يدل كلام النملة على حرصها على أمتها من النمل ، وإشفاقها عليهم ، واهتمامها بهم ، وتفكيرها فى تخليصهم من الخطر ، وإيصالهم إلى بر الأمان . فإذا كانت نملة صغيرة بهذا الإهتمام بالنمل ، وهى حشرة زاحفة صغيرة لا تكاد ترى ... فلماذا لا يكون البشر ذوو العقل والأفهام مهتمين بالناس ، حريصون على نصحهم وإبعاد الحظر إليهم ؟ وعندما كلمت النملة أمهتا بهذه النصيحة ، واستمع النمل لها ، واستجاب لها ، وسارع النمل إلى دخوله مساكنه والاحتماء من الخطر فى بيويته .
سليمان عليه السلام يتبسم ضاحكا من قوله النملة ولم سمع جنود سليمان كلام النملة لأمتها ... لكن سليمان عليه السلام سمع كلامها ، وفهم مرادها ، وتأثر بنطقها ، لأن الله علمه منطق الطيور والحيوانات والحشرات . ولما سمع ذلك : (( تبسم ضاحكا من قولها )) . ولما تبسم ضاحكا من قول النملة معجبا مستحسنا توجه إلى الله بالحمد والشكر والتضرع والدعاء ( رب أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى ولدى وأن أعمل صلحا ترضه وآدخلنى برحمتك فى عبادك الصلحين ) . ووقف سليمان عليه السلام هو وجنوده حتى دخل جيش النمل إلى مساكنه ثم بدأ بعد ذلك فى التحرك ليكمل رحلته هو وجنوده .
القصة التالية
(قصة الهدهد مع نبى الله سليمان عليه السلام )
قصة الهدهد مع نبى الله سليمان عليه السلام
قال الله تعالى : ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾
أكرمَ اللهُ عزَّ وجلَّ عبدَهُ ونبيَّهُ سليمانَ عليهِ السلامُ بنعَمٍ كثيرةٍ وخَصّهُ بمزايا رائعةً كانتْ عُنوانًا للعَظَمَةِ والمجدِ ومَظْهرًا من مظاهِرِ المُلْكِ العظيمِ والجاهِ الكبيرِ والدرجةِ العاليةِ عندَ اللهِ سبحانَهُ، فقدْ فضّلَهُ اللهُ تعالى بالنبُوّةِ وتسخيرِ الشياطينِ والجنِّ والطيرِ وقدْ علّمَهُ اللهُ تعالى مَنْطِقَ الطّيرِ ولُغتَهُ وسائرَ لغاتِ الحيواناتِ فكانَ يفهمُ عنْها ما لا يفهمُهُ سائرُ الناسِ وكانَ يتحدّثُ معها أحيانًا كما كانَ الأمرُ مع الهُدْهُدِ والنّملِ.
وكانتْ وظيفةُ الهُدْهُدِ في جيشِ سيّدِنا سليمانَ أنّهم كانوا إذا أعوزوا الماءَ واحتاجوا إليهِ في حالِ الأسفارِ أنْ يجيءَ الهُدْهُدُ فينظرَ لهم هلْ بهذهِ البقاعِ مَنْ ماءٍ ؟ لأنّ الهُدْهُدَ كانَ ينظرُ إلى الماءِ تحتَ تُخومِ الأرضِ ، كانَ يرَى الماءَ في الأرضِ كما يرى الماءَ في الزّجاجَةِ بمشيئةِ اللهِ تعالى. فلقدْ ذَكَرَ المفسّرونَ أنّ سليمانَ لما حَجّ خرَجَ إلى اليمنِ فوافى صنعاءَ وقتَ الزّوالِ فنَزَلَ ليصلّي فلمْ يجدِ الماءَ فتفقّدَهُ لذلكَ .
وذُكِرَ أيضًا أنّه وقعتْ نفحةٌ منَ الشمسِ على رأسِ سيِّدِنا سليمانَ فنظرَ فإذا موضعُ الهُدْهُدِ خالٍ ، لأنّ الطّيرَ كانتْ تُظِلّ سليمانَ عليهِ السلامُ منْ أشعّةِ الشّمسِ . فلمّا فقدَ الهُدْهُدَ دعا عريفَ الطّيرِ وهو النَّسْرُ فسألَهُ عنهُ فلمْ يجدْ عندَهُ عِلْمَهُ ، ثمّ قالَ لسيّدِ الطّيرِ وهوَ العُقابُ: "عليَّ بهِ" فارتفعَ العُقابُ فنظرَ فرأى الهُدْهُدَ مُقبِلاً منْ بعيدٍ فقصدَهُ فقالَ لهُ الهُدْهُدُ: "ناشدتُكَ اللهَ أنْ تتْرُكَني" فتركَهُ ووصلَ الهُدْهُدُ إلى سيِّدِنا سليمانَ فلمّا قَرُبَ منهُ أرْخَى ذنبَهُ وجناحيْهِ يجرُّهُما على الأرضِ وقال: "يا نبيَّ اللهِ اذكُرْ وقوفَكَ بينَ يديِ اللهِ" .(أيْ في موقفِ يومِ القيامةِ، وليس معنى ذلك أنّ الله موضوفٌ باليدِ الجارحةِ لأنه منَزّهٌ عن ذلك وموجودٌ بلا مكانٍ) فارتعَدَ سليمانُ وعفا عنهُ. يقولُ ربُّ العِزّةِ في مُحكَمِ التّنْزيلِ: ﴿وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾ سورة النمل/20-21 .
قالَ أوْ لأذبحنَّهُ أوْ ليأتيَني بسلطانٍ مبينٍ أي بحُجّةٍ لهُ فيها عُذرٌ ظاهرٌ على غيبتِه. فلمّا سألَهُ عنْ غَيْبَتِهِ أخبرَهُ بأنّهُ اطّلَعَ على ما لَمْ يطّلِعْ عليهِ وأخبرَهُ بخبرٍ يقينٍ صادقٍ وهوُ أنّهُ كانَ في اليمنِ في بلدَةِ سبَإٍ وأنّ هناكَ مَلِكَةً على هذهِ البلادِ تُدعى بلقيسَ قدْ ملَكَتْ على تلكَ الأمّةِ في اليمنِ وأوتيَتْ منْ كلِّ شىءٍ يُعطاهُ المُلوكُ ويؤتاهُ النّاسُ ولها عرشٌ عظيمٌ مزخرفٌ بأنواعِ الزِّينةِ والجواهرِ مِمّا يُبهِرُ العيونَ. يقولُ اللهُ تعالى: ﴿فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَىْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ * أَلاَّ يَسْجُدُوا للهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ﴾ سورةُ النملِ/22-23-24-25-26 .
أَلاَّ يَسْجُدُوا للهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وخَبْءُ السّماءِ المطرُ، وخَبْءُ الأرضِ النباتُ. وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ، فلمّا فَرَغَ الهُدْهُدُ منْ كلامِهِ قالَ سليمانُ عليهِ السلامُ: "سننظُرُ أصدَقْتَ (أي فيما أخبَرْتَ عن خبر بلقيس) أمْ كنتَ منَ الكاذبينَ ؟"
ثمّ كتبَ سليمانُ كتابًا: "منْ عبدِ اللهِ سليمانَ بنَ داودَ إلى بلقيسَ ملكةِ سبَإٍ بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيمِ السلامُ على مَنِ اتّبعِ الهُدى أمّا بعدُ فلا تعلُو عَلَيّ وأتوني مسلمينَ" وطَبَعَهُ بالمِسكِ وختمَهُ بخاتَمِهِ وقالَ للهُدْهُدِ: "اذهبْ بكتابي هذا فألْقِهِ إليهِمْ " أيْ إلى بَلقيسَ وقومِها، فأخَذَ الهُدْهُدُ الكتابَ بمِنقارِهِ ودخلَ عليها مِنْ كُوّةٍ فطَرَحَ الكتابَ على نَمْرِها وهي راقدةٌ وتوارى في الكَوَّةِ فانتبَهَتْ فَزِعَةً ، يقولُ اللهُ تعالى في القرءانِ العظيمِ إخبارًا عنْ بلقيسَ : ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ
إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ﴾ النمل/29-30-31 .
القصة التالية
(قصة حمار العزير)
قصة حمار العزير
قال الله تعالى : أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِاْئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِاْئَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آَيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
عاشت اليهود فى الأرض فسادا بعد الموت موسى عليه السلام فكان الله تعالى يبعث إليهم الأنبياء ... النبى تلوا الأخر ، فما كان منهم إلا أن قتلوا من الأنبياء ما قتلوا ، وكذبوا من كذبوا ، وعبدوا الأصنام من دون الله تعالى ، فبعث الله تعالى عليهم ملكا من ملوك الفرس وهو (( بخنتصر )) الذى قتل ألافا من بنى إسرائيل ، وجعل الأحياء منهم خدما وعبيدا له ولقومه ، فكانت هذه عاقبة الكفر بالله ، وقتل أنبيائه بغير حق . وإمتدت يد العبث إلى (( بيت القدس )) حتى دمرها (( بخنتصر )) وجنوده فجعلوها حطاما ما كأن لم تغن بالأمس فهى خاوية على عروشها لا أثر فيها لحياة ولا بناء ، ولا صوت لساكن فيها ، إنما هى بقايا الخراب والدمار ... السقوف متساقطة على الجدران ... والأثاث والمتاع متناثر فى هذه المدينة التى كانت تمتلئ حياة وبهجة ، فلا يملك من يراها إلى الحسرة على ما تهدم منها ... ولعن بنو إسرائيل الذين تسببوا بذنوبهم فى هذا العذاب والدمار لما أغضبوا الله تعالى ...
ويكفى مشهد العظام البالية المتناثرة من بقايا جثث القتلى من بنى إسرائيل . وفى بيت المقدس – وهى على هذا الحال من الدمار والخراب : خاوية على عروشها – كان العبد الصالح (( عزير )) – قد ركب حماره ، وخرج يبتغى من رزق الله ... وكان (( عزير )) شابا من (( بنى إسرائيل )) ، نشأ على التقوى والعبادة وحسن الصلة بالله تعالى ... وتفقه وتعلم حتى برز بين الناس ، وأضحى من العلماء الذين يشار إليهم بالبنان ، ويعتمد عليهم فى بيان الأحكام . ولقد كان والده من كبار الأحبار وخدام الشريعة ، وكهان الهيكل ... ومنه تلقى (( عزير )) أولى معارفه وعلومه ، وعلى نهجه سار فى حياته . وفى ذات يوم – وكان والده قد مات وورث هو عنه مقامه ومكانته فى القوم – خرج (( عزير )) من البلد يسكنها إلى ضاحية فيها حيث تكثر المزارع وبساتين الفاكهة وعيون المياه الجارية ، وكان ل (( عزير )) هناك بستان من كروم العنب ، وبعض أشجار الفاكهة . ولقد خرج بقصد التنزه والترويج عن النفس ، والإطلاع عى الشجر والثمر، والأعتناء بما هر فى حاجة إلى رعاية وإهتمام منها ، كى تؤتى أكلها شهيا طيبا . وبينما هو فى الطريق أصابه الحر الشديد ، فوجد أرضا خربة من خرائب وأطلال بيت المقدس ، فدخل فيها لسيظل بظل أحد جدرانها . نزل عزير من على حماره وكان معه سلة فيها تين وسلة فيها عنب ، فخرج قصعة كانت معه وأعتصر فيها من العنب الذى كان معه ، ثم خرج خبزا يابسا فألقاه فى تلك القصعه ليبتل ليأكله ، ثم استلقى على قفاه وأسند رجليه إلى الحائط وأخذ عزير ينظر إلى سقف تلك البيوت الخربة وهى خاوي على عروشها وقد هلك أهلها ولم يبق منهم أحد ... ورأى عظاما بالية فتعجب وقال : كيف يحيى الله هذه القرية بعد موتها . ولم يقل هذا الكلام وهو يشك فى قدرة الله ولكنه كان متعجبا من شدة الخراب الذى حدث لتلك القرية . كانت خاطرة مرت به ، داعبت خياله ، وعبثت بفكره ، إلى حين ، وهى – ولا شك – من قبيل سيدنا (( إبراهيم )) عليه السلام : ( رب أرنى كيف تحى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى ) .
إن الرجل رأى مشهد الدمار والخراب ، فتعجب ، وتساءل كيف يعيد الله تعالى الحياة فى هذا البلد بعد أن ماتت فيه كل مظاهر الحياة ... فالبيوت محطمة مهدمة ، والسكان قد هجروها ، فالحياة مستحيلة على مثل هذه القرية ، إلا ان ربه سبحانه يسمعه ، ويريد أن يريه كيف يحيى الموتى ؟ وكيف تعود الحياة مرة أخرى إلى العظام الباليه ، والجثث التى تحولت إلى تراب ، ورعى الدود فيها وسرى عليها . فأرسل الله إليه ملك الموت فى التو واللحظة فأماته الله مائة عام . وفى هذه الفترة حدثت أشياء كثيره ... فلقد مات الناس وخلق أناس وتغيرت معالم الكون . وعادت الحياة إلى بيت المقدس بعد أن رفع الله عنهم العذاب ، ومات بخنتصر ، وحكم من بعض الحكام العادلين ... وإلى العهد الأول من الحياة والبهجة عادت بيت المقدس إلا أن شيئا واحدا هجر القلوب بلاعوده ، وهو الإيمان الذى فارق بنى إسرائيل ، حتى أنهم نسوا التوراة التى أنزلت على (( موسى )) فحرفوها – أى : بدلوها وغيروها – وكتبوها بأقلامهم التى تقطر زورا وزيفا وكذبا على الله ورسوله .
وحيث مات العزير لا زل طيله مائة عام لم يلتفت إليه أحد أو ينتبه ، وصار حماره الذى ركبه مجرد عظام بالية كبقية العظام التى رأها عزير قبل موته ... أما الطعام فقد بقى كما هو طليلة المائة عام لم يتغير أو يتبدل فهو محفوظ بحفظ الله تعالى ، وعزير نفسه الأن مجرد عظام بالية متنفتتة . وبعد مرور المائة عام أرسل الله إلى عزير ملكا ليرد إليه الروح مرة أخرى . فقد أماته الله مائة عام وهو لايدرى أنه مات مائة عام بل إنه ظن أنه كان نائما ... ولذلك لما استوى جالسا سأله الملك : كم لبثت ؟ قال : لبثت يوما أبو بعض يوم .. وذلك لأنه نام فى أول النهار عند الظهيرة وبعث فى أخر النهار والشمس أوشكت على الغروب ، فظن أنه نام لمدة خمس ساعات أو أقل من ذلك . وإذا بالملك يخبره بالمفاجأة التى كادت أن تذهب بعقله . قال له الملك : بل لبثت مائة عام .. وإذا أردت أن تتأكد من هذا الخبر فانظر إلى طعامك وشرابك الذى كان معك ، فإنه لم يتغر رغم مرور مائة عام عليه . وما زال عزير يظن أنه كان نائما ولذلك لم يتغير طعامه وشراب فهو حتى هذه اللحظة لا يصدق أنه مات مائة عام . فأراد الملك أن يقطع الشك باليقين فقال لعزير : إن كنت لاتصدق ذلك فانظر إلى حمارك . فنظر عزير إلى حماره ، فوجده ميتا وقد تهشمت عظامه وبينما وقف عزير ينظر إلى حماره فى حيرة ودهشه وإذا بالملك ينادى على عظام الحمار ، فأجابت وأقبلت من كل ناحية حتى أخذ الملك يركبها على بعضها ... وعزير ينظر إليه متعجبا . وبعد أن قام الملك بتركيب العظام وضع عليها العروق والأعصاب ، ثم كساها باللحم وأنبت عليها الجلد والشعر ، ثم نفخ فيه ، فقام الحمار رافعا رأسه وأذنيه إلى السماء وهو ينهق . فلما رأى عزير كل هذا أما عينيه قال : أعلم أن الله على كل شئ قدير . وبعد هذا الموقف العصيب قام عزير من مكانه وركب حماره وانطلق عائدا إلى قريتة وهو لا يدرى ما الذى حدث فيها خلال المائة عام التى مضت . فلما وصل عزير إلى قريته ، لم يعرف أحد من الناس ولم يعرف هو أحدا من الناس ... بل ولم يعرف شوارع القرية فقد تغير كل شئ . أخذ عزير يبحث عن بيته حتى وجد بعد جهد ومشقة . فطرق على الباب وهو ينتظر أن يرى إبنه الذى تركه منذ مائة عام وكان يبلغ من العمرعشرين سنة وكان عزير يبلغ من العمر وقتها أربعين سنة ... وكان قد ترك فى البيت أمة له تبلغ من العمر عشرين سنة .
فلما طرق على الباب ، لم يرد عليه احد ... فأعاد الطرق مرة أخرى وإذا بامرأة كبيرة فى السن يبلغ عمرها مائة وعشرين سنة قد عمى بصرها تفتح الباب وتقول : من على الباب ؟ فقال لها عزير : يا هذه أهذأ منزل عزير ؟ قالت : نعم . وبكت . وقالت : ما رأيت أحدا من سنوات طويلة يذكر عزيرا ، وقد نسيه الناس قال : فإنى أنا عزير . قالت : سبحان الله ! فإن عزيرا قد فقدناه منذ مائة سنة ، فلم نسمع له بذكر ! قال : فإنى أنا عزير ، كان الله قد أماتنى مائة سنة ، ثم بعثنى ! قالت : فإن عزيرا كان رجلا مستجاب الدعوة ، يدعوا للمريض ولصاحب البلاء بالعافية والشفاء فادع الله أن يرد على بصرى حتى أراك ، فإن كنت عزيرا عرفتك . فدعا ربه ، ومسح يده على عينيها ففتحتهما ، وأخذ بيدها وقال : قومى بإذن الله ، فأطلق الله رجلها ، فقامت صحيحة ، كأنما نشطت من عقال . فنظرت إليه ، فقالت : أشهد أنك عزير . فانطلقت معه إلى المجلس الذى يجتمع فيه أهل القرية ... فإذا بعزير يرى ابنه الذى كان قد تركه منذ مائة عام وهو ابن العشرين ... يراه الأن وقد بلغ من العمر مائة وعشرين سنة ... وعزير ما زال فى سن الأربعين فأصبح ابنه أكبر منه بثمانين سنة !!! فقالت لهم هذه المرأة هذا عزير قد جاءكم . فكذبها الناس وقالوا : كيف ذلك وقد حدثنا آباؤنا أن عزيرا قد مات منذ مائة سنة بأرض بابل . فقالت : أنا مولاتكم فلانة ، دعا لى ربه ، فرد على بصرى ، وأطلق رجلى ، وزعم أن الله كان أماته مائة سنة ، ثم بعثة . فنهض الناس ، فأقبلوا إليه فنظر إليه ابنه ، وقال : كانت لأبى شامة سوداء بين كتفية ! فكشف عن كتفيه ، فإذا هو عزير ! ففرح الناس من بنى إسرائيل فرحا شديدا ؛ لأن عزيرا هو الوحيد الذى كان يحفظ التوراة كاملة .. وعندما غاب مائة سنة عنهم ، قام ( بخنتصر ) وحرق لهم التوراة ، فلم يبق منها أى شئ إلا ما يحفظه بعض الرجال . وهنا قام الناس ورحبوا بعزير وطلبوا منه أن يكتب لهم التوراة كاملة . فقال لهم : انتظروا فإن أبى كان قد دفن التوراة أيام ( بختصر ) فى مكان لا يعرفه إلا أنا فتعالوا بنا لنذهب إلى هناك ونحضر التوراة .
وانطلقوا جميعا حتى وصلوا إلى ذلك المكان بصعوبة بعد أن تغيرت معالم القرية ... فحفروا حتة استخرجوا التوراة فوجدوا أوراقها قد تعفنت وتغيرت معالمها فحزنوا حزنا شديدا . فما كان منهم إلا أن طلبوا من عزير أن يكتب لهم التوراة من جديد فجلس عزير تحت ظل شجرة وجلس بنوا إسرائيل حوله ، فكتب لهم التوراة من جديد وعاش مع قومه فى خير وسعادة إلى أن مات ورحل عن هذه الدنيا .
القصة التالية
(قصة فيل إبرهة )
قصة فيل إبرهة
قال الله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)
في عام 571م كانت هناك محاولة لهدم الكعبة الشريفة من قبل أبرهة الحبشي، وقد خلد القرآن الكريم قصة هذه المحاولة وأسهبت المصادر التاريخية في الحديث عنها، وتفاصيل هذه القصة أنه بنى أبرهة كنسية بصنعاء، واسمها (القليس) وأراد أن يصرف حج العرب إليها بعد أن جعلها تحفة من تحف البناء والعمارة، ولا تقل روعة عن كنيسة أيا صوفيا في القسطنطينية؛ فثارت حفيظة العرب عليه، وأخذوا يضمرون الشر له ولكنيسته.
وقد اختلفت الأقوال في السبب الذي أثار حفيظة أبرهة على العرب ورغبته في الانتقام منهم وهدم الكعبة؛ فقيل إن رجلا من أهل كنانة دخل القليس وعبث بأثاثها وقعد فيها ثم قام بتلطيخها بالقاذورات والأوساخ، فلما أخبر أبرهة بذلك وقيل له إن الذي انتهك حرمة القليس هو لرجل من أهل هذا البيت الذي تحجه العرب بمكة لما سمع بقولك إنك تريد أن تصرف حج العرب إلى بيتك هذا = غضب وأقسم ليسيرن إلى الكعبة حتى يهدمها، وليحملن العرب على أن يحجوا إلى كنيسته بالسيف. وقيل إن بعض العرب أججوا نارا فحملتها الريح إلى القليس وأحرقتها؛ مما أثار ثائرة أبرهة، وجعله يصمم على السير إلى مكة وهدم الكعبة ودكها دكا.
وقد دفعه ذلك إلى تجهيز جيش كبير اختلف الرواة في عدده وتعداده، وأحضر معه فيلا ضخما كبير الجثة سمته الروايات (محمودا) بعثه نجاشي الحبشة إليه للقيام بتلك المهمة. والواقع أن الرواة أغفلوا حقائق مهمة؛ فليس منطقيا أن تقوم حملة كبيرة كهذه، وتقطع مئات الكيلو مترات بسبب قيام رجل بانتهاك حرمة القليس أو بإحراق جماعة من العرب لجزء منها، بل يجب أن يكون السبب أهم من ذلك وأكبر، وأن تكون فكرة غزو مكة هدفها أعمق من ذلك. فالحقيقة أن الدافع الرئيسي لذلك كان دافعا دينيا وسياسيا واقتصاديا معا! أما الدافع الديني فكان الرغبة في نشر النصرانية في بلاد العرب، وهدم الكعبة وتحويل حج العرب إلى كنيسة صنعاء، خصوصا أن النصارى وجدوا في الكعبة منافسا كبيرا أمامهم. والدافع السياسي فهو فرض السيطرة الحبشية على بلاد الحجاز بعد غزوها كما فرضت على اليمن؛ وذلك لتحقيق حلم الدولة البيزنطية بفرض سيطرتها على شبه الجزيرة العربية، وتكوين جبهة عسكرية مؤيدة من الأحباش من جهة، ومن الروم المقيمين في بلاد الشام من جهة أخرى بهدف التصدي لمحاولات الفرس التي كانت تستهدف أمن البحر الأحمر، ومن هنا وفقت بيزنطة بكل قوتها وراء هذا المشروع الخطير حتى تحقق نصرا سياسيا كبيرا.
أما الدافع الاقتصادي فيرجع إلى أن اليمن بعد احتلال الاحباش لها قد فقدت دورها التقليدي في نقل التجارة العالمية يوم أن كانت تسيطر على باب المندب، وتملك أسطولا ضخما لنقل البضائع إلى بلدان الهند والصين وغيرها، يضاف إلى ذلك أن النزاع بين الفرس والروم قد أدى إلى إغلاق الطريق التجاري الشرقي المار ببلاد العراق إلى الشام، ومن ثم أصبح الطريق البري عبر تهامة والحجاز هو الطريق المفتوح أمام التجارة الشرقية، وكان على أهل مكة القيام بدور الوسيط لنقل التجارة بين الطرفين، ولما كانت هذه الوساطة التجارية تدر ربحا كبيرا على من يقوم بها فقد حاول الأحباش احتكار هذا المصدر الاقتصادي بالاستيلاء على مكة، وثم كانت حملة أبرهة. وعلى كل حال فعندما علم العرب بسوء نية أبرهة تجاه الكعبة خرجوا إليه لمنعه من ذلك، ولكن أبرهة تمكن من هزيمة كل من تعرض لحملته فهزم ذا نفر وأصحابه، وهزم قبيلتي خثعم، وهما شهران وناهس، وهزم غيرها من القبائل التي تعرضت له.
ولما تهيأ أبرهة لدخول مكة ومعه فيله الضخم وبعض الأفيال الأخرى، وذلك لهدم الكعبة بشد جدارها بالسلاسل المشدودة بالأفيال؛ توسل عبد المطلب إلى ربه وناجاه بأن يحفظ بيته وبيت خليله إبراهيم عليه السلام، وأن يمنع أبرهة من الاعتداء عليه، فحمى الله بيته العتيق من ذلك الطاغية الغاشم، ورد كيده إلى نحره؛ فلم يستطع جيش أبرهة أن يدخل مكة، وإنما توقف في وادي محسر؛ حيث برك الفيل الموجه لهدم الكعبة، وأبى أن يطأ حرم الله بغيا، فإذا وجهوه ناحية الشام أو اليمن أسرع في العدْو، وإذا وجهوه شطر الحرم برك، وحاولوا وأخفقوا، ثم أرسل الله تعالى على أبرهة وجيشه طيرا من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها؛ حجر في منقاره، وحجران في رجليه أمثال الحمص والعدس، لا تصيب منهم أحدا إلا هلك، فخرجوا يتساقطون بكل طريق ويهلكون بكل مهلك، وأصيب أبرهة في جسده، وتفشت الأمراض بين جنوده حتى هلك معظمهم، فكان عسكره يتساقطون موتى على الطريق وهم في عودتهم إلى اليمن!
هذه كانت المعجزة الخارقة التي سبقت ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد خلد الله تعالى هذا الحدث التاريخي في القرآن الكريم بقوله: (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل * ألم يجعل كيدهم في تضليل * وأرسل عليهم طيرا أبابيل * ترميهم بحجارة من سجيل * فجعلهم كعصف مأكول). وهكذا تدخلت العناية الإلهية لإنقاذ البيت العتيق، فكان للكعبة رب يحميها ويرد عنها كيد المعتدين، وتنتهي حملة أبرهة بفاجعة جعلتهم عبرة لمن يعتبر، وعظة لمن يتعظ. وبعد أن حمى الله تعالى مكة المكرمة من أصحاب الفيل ورد كيدهم إلى نحورهم ازدادت هيبتها في نفوس العرب وأصبح للقرشيين مكانة عظيمة بين القبائل العربية، وازدادت مكانتهم الدينية والتجارية، وإلى جانب ذلك أصبح العرب يؤرخون حوادثهم بعام الفيل، واستمرت الأمور على ذلك حتى جاءت الدعوة الإسلامية بعد أربعين عاما من هذه الحملة، وتحول بيت الله الحرام إلى كعبة المسلمين وقبلة لهم؛ حيث أزال الرسول عنه آثار الجاهلية، وأمر بطمس معالم الوثنية، وصار حرما آمنا لا يدخله مشرك.
🤍 📚#ثمار_الإسغفار📚

كان الامام ابن حنبل  يريد ان يقضي ليلته في المسجد ولكن منع من المبيت فيه بواسطة حارس المسجد لأن الحارس لا يعرف ابن حنبل لانه كان في مدينه اخرى.

حاول الامام ولكن لا جدوى فقال الامام للحارس : سأنام موضع قدمي وبالفعل نام مكان موضع قدميه.

فقام حارس المسجد بإبعاده من مكان المسجد ، وكان الامام شيخاً وقورا وتبدو عليه ملامح الصلاح والتقوى فرآه خباز فلما رآه بهذه الهيئة عرض عليه المبيت وذهب الامام مع الخباز .

فذهب الخباز لتحضير عجينه لعمل الخبز وسمع الامام الخباز يستغفر ويستغفر ومضى وقت طويل وهو على هذه الحال فتعجب الامام !.

فلما أصبح سأل الامام الخباز عن استغفاره في الليل فأجابه الخباز : إنه طوال مايصنع عجينه ويعجن فهو يستغفر ..

فسأله الامام وهل وجدت للاستغفار ثمرة ؟

والامام يسأل هذا السؤال وهو يعلم ثمرات الاستغفار !.

فقال الخباز: نعم والله ما دعوت دعوة الإ أجيبت الإ دعوة واحدة.

فقال الامام أحمد: ماهي ؟

فقال الخباز: رؤية أحمد بن حنبل !

فقال الامام : أنا أحمد بن حنبل والله إني جررت إليك جراَ !!

ففى النهاية لا نملك غير أن نقول سبحان من جعل الإستغفار مخرجا من كل ضيق و مفرّا من كل هم و باب من أبواب استجابة الدعاء.


▫️   #قصص_وروايات_عربية_وعالمية 🤍
‏السّلام عليكَ يا صاحبي،
ينفطرُ قلبي حين أقرأ في كتبِ الحديث
أنَّ صحابياً سأل آخر: من أين؟
فقال له: من عند النَّبي ﷺ
وصحابياً لقيَ صحابياً في الطريق
فقال له: إلى أين؟
فقال له: إلى النَّبي ﷺ
هكذا بهذه البساطة،
وبهذا الجمال،
من عند النَّبي ﷺ وإليه!

وددتُ لو أني آتيه،
فأقولُ له: يا رسول الله، قلبي يؤلمني!
فيمسحُ على صدري، ويُصبرني،
ولعله يقول لي: لا تبتئسْ إنما هي أيام وتمضي!
أو لعله يضعُ يده فوق قلبي ويقول: اُثْبُتْ قلب!
فيثبتُ ويطمئن، فقد ثبتَ أُحدٌ حين نادى عليه!
 
وددتُ لو أني إذا اشتقتُ إليه،
وصدر مني نشيجُ المشتاق،
رقَّ لي كما رقَّ للجذعِ،
فيحتضنني كما احتضَنَه
ثم بعدها، على الدنيا السّلام!

وددتُ لو أني إذا خاصمتُ حبيباً جئته فطلبتُ شفاعته،
فمشى معي يرممُ شرخَ قلبي،
تماماً كما سعى في شوق مغيثٍ حين تركته بريرة،
وقال لها: لو راجعته!

وددتُ لو أثقلني دَيْنٌ فجئته شاكياً،
فمشى معه يستشفعُ المدينين لي،
تماماً كما مشى في دين جابرٍ،
وقال لليهودي الذي له عليه دين: أَنْظِرْ جابراً!

وددتُ لو أساءَ لي صديقٌ فجئته متوجعاً،
فانتصرَ لي، كما انتصرَ لبلالٍ حين قال له أبو ذر: يا ابن السوداء!
فقال له: أعيرته بأمه، إنك امرؤ فيكَ جاهلية!
أو لعلي كنتُ يومها عزيزاً على قلبه كأبي بكر،
فغضبَ لي، وقال: هل أنتم تاركو لي صاحبي!

وددتُ لو أني إذا مرضتُ عادني في بيتي،
كما عاد سعد بن أبي وقاصٍ، وربتَ على قلبه!

وددتُ لو أحزنني شيءٌ فواساني،
كما واسى صبياً ماتَ عصفوره!

وددتُ لو أهمني أمر صغير حتى،
فجئته ليخفف عني، ويمشي لي فيه،
كما مشى مع جاريةٍ صغيرةٍ يشفعُ لها عند أهلها،
حين أرسلوها في حاجةٍ لهم فتأخرت عنهم!

وددتُ لو أني سافرتُ معه،
فحرسته بقلبي وعيوني،
فلعله نام على دابته من تعبه،
فأسندته، فقال لي كما قال لأبي طلحة: حفظكَ الله كما حفظتَ نبيه!

وددتُ لو قاتلتُ معه يوم أحدٍ،
لأسبقَ طلحة، وأحني ظهري قبله،
ليدوس عليه ويصعد الصخرة، ثم يقول: أوجبَ أدهم!

وددتُ لو أنها كلما ضاقتْ
مرَّ بي كما مرَّ بآل ياسرٍ،
وقال: صبراً ياسرٍ فإن موعدكم الجنة!
كان ليهون كلَّ شيءٍ عندي وقتها!

حبيبي يا رسول الله، كم أشتاقُ إليكَ

والسّلام لقلبكَ
من خيار نساء العالمين ... آسية بنت مزاحم 🌸

ضرب الله بها مثلًا لأهل الإيمان ، إذ آمنت بربها ، وتركت دِين زوجها الذي تَخِذَ نفسه إلهًا ، ودعت بالنجاة منه 🌧️

وقِيل عنها بأنها كاملة من كاملات النساء ، كما رُوي عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “ كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ “ 🦋

آمنت بربها ووالت وعادت في الله رب العالمين ، واختارت القـــتـ/ــل على المُلك ، كما اختارت أن تُعذَّب في دناياها بدلًا من النعيم الذي كانت فيه🍬

كما أنها من كمالها ، وقوة فراستها ، تفرَّست في نبي الله موسى ، فصدقت فراستها حين قالت: قرة عين لي🎀

فكان حقٌّ لها أن تسأل الله بيتًا في الجنة ، فيستجيب لها ، إذ نجاها فآمنت به ووحدته ، وتركت الملك في سبيل الله رب العالمين🍁

فكانت بحقٍّ من خيار نساء الأمة ، وحقٌّ على كل مسلمة أن تقتدي بها ، فلا يأخذها في إيمانها بربها لومة لائم ، ولا عذاب معذب ، عسى الله أن يرزقها الجنة ونعيمها🌻🌱
قصة اليوم ..📚

قصة بعنوان: هل تعلم أن الحب مثل الشيك

كان النبي صلى الله عليه وسلم يوما جالسا مع أحد الصحابة فمر بهم رجل من بعيييد فقال الصحابي:
إني و الله لأحب ذلك الرجل يا رسول الله
قال ااخبرته..؟
قال لا
قال قم فأخبره .

فمن الثقافة الإسلامية الشائعة عندنا إذا في قضية الحب قولك لمن تحب انا احبك في الله
فيرد هو قائلا احبك الله الذي أحببتنا فيه ..

مما يؤكد على أن الحب هو ليس مشاعر مكتومة في القلوب..
بل هو مثل الشيك تماما، لا قيمة له مهما حمل من مبالغ مالية إن لم يصرف على شكل نقذي..
و كذلك الحب هو رصيد مودع في القلوب لا قيمة له إن لم يصرف على شكل..👇

👈 ضمة و لمة
👈 على شكل كلمة طيبة و يد حانية..
👈 ودوام تبسم

شيء نفتقده كثيرا في بيوتنا اليوم للأسف الشديد
فقد يمر العمر كله من غير أن يخبر الزوج زوجته أنه يحبها

و قد يمر العمر كله من غير يخبر الاب ابنه بأنه يحبه ..
ظنا منه أنه سيعرف ذلك من تلقاء نفسه..

بل و منهم من يزيد الطين بلة فلا يكتم حبه فقط بل يظهر عكس ما يبطن بحيث يكون دااائم الشدة معه لا يتوقف عن نقذه و لومه و تقريعه بدعوى أنه يريده أن يصير الأفضل

بينما هو لن يصير الأفضل بهذه الطريقة ابداااا..
لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول
(لينوا في أيدي إخوانكم )

فقد كان عليه الصلاة و السلام يحب أبناء أمته أكثر بكثييير من حب هذا الأب لأبنائه..
و كان بإمكانه أن يخفي حبه عنهم
و يكون شديدا عليهم ليجعلهم أقوى و أحسن ..
لكنه لم يفعل لان الله نهاه عن ذلك فقال ..

(و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم و استغفر لهم و شاورهم في الأمر )

هذا هو الحب مجموعة مظاهر سلوكية

👈 من لين
👈 و رفق
👈 و عفو
👈و مشاركة في الرأي ..

حفظكم الله و رعاكم..🌷
المصدر..📚
ا.د إبراهيم الخليفي المتخصص في سيكولوجية النمو و تطبيقاتها التربوية...

🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷🌷
Forwarded from 📚كتب||روايات||منوعة📚 (مديحة عليان 💚📚)
لمن أراد أنْ يجوّد لغته وأسلوبه الأدبي؟

أنصحه يبدأ بالقراءة للأديب الأريب الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله = وممكن البداية بهذه الكتيبات الخفيفة الجميلة، والتي فيها التقاطات بديعة من عموم كتبه، مقسَّمة حسب الموضوعات..

▪️مجموعة الأفكار الطنطاوية
▪️ومجموعة المنتخبات الطنطاوية

وهي مناسبة جدًّا للمبتدئين من القرّاء والأبناء الناشئة والشباب من الجنسين
هناك طفل يدعى زياد ، كان زياد كغيره من الاطفال الذين يحبون دائما مرافقة اجدادهم ، فهم يتعلمون الكثير و الكثير منهم و بالتالي يعتبر الجد او الجدة هم اكبر مربي للاطفال ، و كان الطفل كعادته في شهر رمضان المبارك يقضي اغلب اوقاته في منزل جده فكان يقرأ معه القرآن وكان يذهب معه الى المسجد لاداء الصلوات في مواعيدها ، و لذلك كان زياد طفلا صالحا يحب طاعة الله عز وجل و يحافظ على اداء الصلوات في مواعيدها وكان ذو خلق فاضل و اخلاق حميدة.
بعد اداء صلاة التراويح جلس الجد و معه حفيده زياد كعادتهما في رمضان يقرآن القرآن الكريم ، فسأل زياد جده قائلا : كيف يا جدي تقرأ القرآن الكريم و انت لا تحفظه هل هناك فائدة من ذلك ؟ ، فرد عليه جده قائلا : انظر يا زياد هناك دلو به ثقوب اسفل السرير احضره لي ، فأحضر زياد الدلو لجده ولكن الدلو كان متسخا ومليئا بالتراب ، فقال الجد لحفيده : هيا احضر الماء في هذا الدلو فقال زياد حسنا وما ان ملأ زياد الدلو حتى فرغ من الماء بسبب الثقوب التي فيه ، فطلب الجد من زياد ان يقوم بذلك اكثر من مرة و لكن دون جدوى.
وهنا قال الجد لزياد : انظر الى داخل الدلو ، فنظر زياد داخل الدلو فوجده خاليا من اي اتربة ، وهنا قال الجد : على الرغم من ان الماء الذي كان يدخل الى الدلو لا يستقر به الا انه كان يقوم بتنظيف الدلو في كل مرة ، فهذا هو يا بني فضل القرآن الكريم فهو يقوم بتنظيفنا من الداخل ويجعلنا اكثر تعلقا بديننا الحنيف هذا الدين الذي يعتبر هو افضل الاديان السماوية ، وعليك يا زياد ان تداوم على قراءة القرآن الكريم حتى تحصل على الأجر و الثواب من عند الله تبارك و تعالى...🧡
2025/02/24 19:33:36
Back to Top
HTML Embed Code: