( الإعلام الأمني ... صور و مشاهد )

خلال فترة عملي بالشرطة السودانية اشتغلت حوالي سنتين في إدارة مهمة جداً اسمها ( أمن الطرق القومية ) بقيادة العميد ابراهيم حسن الصادق ربنا يحفظه وين ما كان و دي كانت ادارة مسؤلة من كل الطرق القومية في السودان ، مسؤلة من اي حادث بيحصل فيها على امتداد السودان و عن اي مواطن بيتحرك فيها و اي مسؤل او وفود اجنبية او حكومية ما بتتحرك فيها الا بعد علمنا و تغطيتنا ، و مهام و صلاحيات الادارة دي كبيرة لا مجال لحصرها ، المهم كان عندنا فيها قسم خاص بالإعلام و كانت جميع المؤتمرات الصحفية و اللقاءات البيعملها الإعلام الحكومي مع القادة لازم تمر من خلالنا رغم انو إعلام رسمي و حكومي لكن كنا بنتحكم فيهم و تحت سيطرتنا طالما جونا في مؤسستنا و كنا بنتعب مراسلين الصحف معانا لانو بنشيل منهم كاميراتهم نفرغها و نعمل مراجعة دقيقة و فلترة لكل الصور الصوروها و بعد مرات بنحذف كل صورهم و بنديهم صور من كاميراتنا ، عشان كده مستحيل تلقى ليك صورة فيها ملاحظات او اخطاء للقادة او المدراء او السادة الوزراء الزوار و الضيوف و دي فترة كانت مسؤلين الإعلام الامني فيها امثال اللواء إحتفال كانت فترة إحترافية بالجد .

لاحظت خلال السنوات الاخيرة إنو في تفلت او انفلات إعلامي غير مسبوق سواء كان إعلام أمني او حكومي ، في فوضى كده بحسها مقصودة عديييل ، و مثال للفوضى دي اخترت ليكم تلاتة صور كامثلة للإعلام الأمني و الإعلام الحكومي .

الصورة الاولى ( مثال للاعلام الامني ) بيظهر فيها مدير عام الشرطة مع وزير الداخلية في زيارة لمنزل الوزير ، الصورة تكوينها ممتاز و زاويتها ممتازة لكن المصور ما عندو علاقة بالإعلام الأمني لانو بيظهر في الصورة التلفون الشخصي للسيد الوزير و بيظهر كمان رقم هاتف المتصل لانو الوزير خاتيهو في الوضع الصامت و كويس انو الرقم ما مسجل بي اسم ، حاجات ذي دي ممكن تكون عادية عند المشاهد لكن في الإعلام الأمني بتعتبر خطاء كارثي لانها بتكشف نوع هاتف الوزير و بتكشف كمان رقم المتصل .

الصورة التانية ( مثال لإعلام السيادة ) بيظهر فيها اعضاء مجلس السيادة ، زاوية التصوير سيئة جدا جدا و الإضاءة اسواء منها ، و ده كلووو ما مشكلة ، الكارثة في النضارة القاعدة في راس عضو مجلس السيادة ذي نضارة اللحام ، و دي طبعا ما غلطة عضو السيادة ، دي غلطة و مسؤلية المصور المن المفترض يصحح ليهم وضعيات الجلوس و ينبهم لاي ملاحظات .

الصورة التالتة ( مثال للإعلام الحكومي ) بيظهر فيها رئيس مجلس الوزراء و الصورة ماخوذة بعدسة هاتف ما بعدسة كاميرا و زاوية التصوير و تكوينها سيئة لابعد درجة و بتدل على انو المصور ما عندو اي علاقة بالتصوير نهائياً او إنو المصور راجل محترف و اتعمد إنو يصور الرئيس بي زاوية عايز يرسل منها رسالة خبيثة و مفترض يتم التحقيق معاهو فورا بصورة احترافية .

المشكلة يا جماعة الخير إنو الصورة البتنزل في الإعلام الرسمي ما مجرد لقطة و السلام ، الصورة رسالة و الصورة مرات اقوى من الف بيان ، العدو بيحلل و بيركز و بياخد تفاصيل إحنا بننشرها ساكت من غير ما ننتبه ، ممكن صورة تكشف مكان حساس و تبين خطة او معلومات على ورقة او دفتر او هاتف ، ممكن تكشف عتاد عسكري او اسلوب تأمين او تفضح شكل علاقة بين جهات امنية مختلفة .

الإعلام الأمني ما لعبة ياااااخ ، إعلام الأمن بالذات عندو بروتوكول محدد ، ما كل زول يشيل موبايلو و يصور و ينشر ، في خطوات لازم تتعمل ، اختيار الزوايا مهم جدا ، في زاوية ممكن تظهر انو المسؤل مرهق او زهجان و في خلفية ممكن تفضح اسرار ، مراجعة لبس و مظهر المسؤل مسؤلية المصور لانو المسؤل بيمثل الدولة ، فلترة الصور قبل النشر عملية مهمة جدا و لازم البيعملها يكون عندو خلفية امنية كاملة ، صورة رئيس مجلس الوزراء بتتكلم عن المؤسسة و عن الدولة كلها ، الصورة الضعيفة بتخلي الناس تستهتر بالمسؤل و الصورة الكاشفة ممكن تكون ثغرة امنية .

لازم تكون في وحدة إعلام محترفة في كل مؤسسة حكومية او أمنية ، لازم تتفعل بروتوكولات الإعلام الأمني بصورة قوية و صارمة جداً ، الإعلام الأمني ما مجرد إعلان او توثيق ، ده سلاح ذي اي سلاح ناري لو استعملناهو غلط بيصبح ضدنا ما معانا ، خلونا نحترم الكاميرا يااااخ و نفهم قيمتها ، ما عشان مظهرنا ، عشان أمننا القومي و يااااا حليلك يا كمال عمر .

نزار العقيلي

جانب من مجهودات العاملين لادارة توزيع بحري في اعادة تأهيل محطة مياه بحري.