tgoop.com/suuealaa/18444
Last Update:
يقول سيد قطب رحمه الله معلقًا على أحداث قصة أصحاب الأخدود :
" لم يكن بد من هذا النموذج الذي لا ينجو فيه المؤمنون، ولا يؤخذ فيه الكافرون! ذلك ليستقر في حس المؤمنين -أصحاب دعوة الله- أنهم قد يدعون إلى نهاية كهذه النهاية في طريقهم إلى الله. وأن ليس لهم من الأمر شيء، إنما أمرهم وأمر العقيدة إلى الله!
إن عليهم أن يؤدوا واجبهم، ثم يذهبوا، وواجبهم أن يختاروا الله، وأن يؤثروا العقيدة على الحياة، وأن يستعلوا بالإيمان على الفتنة وأن يصدقوا الله في العمل والنية. ثم يفعل الله بهم وبأعدائهم، كما يفعل بدعوته ودينه ما يشاء. وينتهي بهم إلى نهاية من تلك النهايات التي عرفها تاريخ الإيمان، أو إلى غيرها مما يعلمه هو ويراه.
إنهم أجراء عند الله. أينما وحيثما وكيفما أرادهم أن يعملوا، عملوا وقبضوا الأجر المعلوم! وليس لهم ولا عليهم أن تتجه الدعوة إلى أي مصير، فذلك شأن صاحب الأمر لا شأن الأجير!
وهم يقبضون الدفعة الأولى طمأنينة في القلب، ورفعة في الشعور، وجمالًا في التصور، وانطلاقًا من الأوهاق والجواذب، وتحررًا من الخوف والقلق، في كل حال من الأحوال.
وهم يقبضون الدفعة الثانية ثناء في الملأ الأعلى وذكراً وكرامة، وهم بعد في هذه الأرض الصغيرة.
ثم هم يقبضون الدفعة الكبرى في الآخرة حسابًا يسيرًا ونعيمًا كبيرًا.
ومع كل دفعة ما هو أكبر منها جميعًا ".. رضوان الله .. !!"
#معالم_في_الطريق.
#سيد_قطب رحمه الله.
BY سوِأُ عُلَى أُلَجُنًةَ💚
Share with your friend now:
tgoop.com/suuealaa/18444