﴿ وَإِذ قالَ رَبُّكَ لِلمَلائِكَةِ إِنّي جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَليفَةً
قالوا أَتَجعَلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها وَيَسفِكُ الدِّماءَ وَنَحنُ نُسَبِّحُ بِحَمدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ؟!
قالَ إِنّي أَعلَمُ ما لا تَعلَمونَ ﴾ [البقرة: ٣٠]


سبحانه، كلّما أوجعني الحال رنّت في خاطري هذه الآية؛ فعند الله علمٌ لا نعلمه بل لا نفقه منه شيئا، سيغنينا الله من فضله، وسنرى الخير من عنده، ونرى الفتح من بابه .

الأيام ثقيله وبعلم الله تصبحُ أخفّ، الناسُ يظلمون أنفسهم باللهو والترفيه المنهي عنه والله أعلم بالصادق القائم القريب المنشغل به العالم بكيف يرفِّهُ عن نفسه بما يرضي الله وبما يقوّيه على طاعته ..

في هذا الزمان أمامك مسارات عدة، فاسلك مسار القرآن والسنه واتبع قلبك حينما يتشبّع منهما واترك الهوى وأحب لأخيك ما تحبّ لنفسك من الخير والأمن والسرور ونقّي نيّتك بالتجديد كلّ صباح والتعقيب كل ليله؛ فالنوايا طيورٌ مهاجرة فافرِد جناحها إلى الرحمن وحده ولا تدنّسها بالتبعية الهوجاء التي لا صلاح لها ولا قائد لها ولا سعادة فيها .


- روان بنت محمد.

الله مولانا ولا مولى لهم ..

يا رسول الله ازداد الحِملُ علينا ..

يا رسول الله إنّا نرى خبّابًا وبلالًا كل ليلةٍ ألف مرّة ..
يا رسول الله إنّا نرى أحدًا هنا وحفّاظ بئر معونة هناك والمآسي كلّها ..

يا رسول الله إنّا ضعفاء أمام هذهِ الدنيا ..
يا رسول الله صوتنا مبتور وقلبنا مكسور وأرواحنا طيّارة ..

يا رسول الله وصاياك راحتُنا وكتاب الله ملاذنا ..

يقولُ جابر رضي الله عنه:
سمعت رسول الله ﷺ يقول قبل موته بثلاث : أحسنوا الظنّ بالله عز وجل .

" تمرّ ذكراك في روحي كما عبرت
‏ذكرى الضفاف بمن يجتاحه الغرقُ "

﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقوا رَبَّكُم وَاخشَوا يَومًا لا يَجزي والِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلا مَولودٌ هُوَ جازٍ عَن والِدِهِ شَيئًا إِنَّ وَعدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الحَياةُ الدُّنيا وَلا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الغَرورُ﴾ [لقمان: ٣٣]

تفسير ابن كثير:

يقول تعالى منذرًا للناس يوم المعاد، وآمرًا لهم بتقواه والخوف منه والخشية من يوم القيامة حيث: ﴿لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ﴾ أي: لو أراد أن يفديه بنفسه لما قبل منه. وكذلك الولد لو أراد فداء والده بنفسه. لم يقبل منه.

ثم عاد بالموعظة عليهم بقوله: ﴿فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا﴾ أي: لا تلهينكم بالطمأنينة فيها عن الدار الآخرة ﴿وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ﴾ يعني: الشيطان. قاله ابن عباس ومجاهد والضحاك وقتادة [١]: فإنه يغرُّ ابن آدم ويعده ويمنيه، وليس من ذلك شيء بل كان ما قال تعالى: ﴿يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (١٢٠)﴾ [النساء].





_____________
[١] قول ابن عباس عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم وابن المنذر، وقول مجاهد أخرجه آدم بن أبي إياس والطبري بسند صحيح من طريق ابن أبي نجيح عنه، وقول الضحاك أخرجه البستي بسند حسن من طريق عبيد بن سليمان عنه، وقول قتادة أخرجه عبد الرزاق بسند صحيح عن معمر عنه.

ربّنـا
يا هادي يا عليــم
يا شافي يا رحيــم

ارحمنا وتُب علينا ..
واشفِ جروح أمتنا ..
واهدنا واجعل قلوبنا توّاقةً لك ..

اللهم لا تكلنا إلا إليك ..
اللهم لا تحرمنا جوارك وجوار نبيك ﷺ..

اللهم رضاك .. اللهم رضاك ..

{ وَتَرَكۡنَا بَعۡضَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ يَمُوجُ فِي بَعۡضٖۖ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَجَمَعۡنَٰهُمۡ جَمۡعٗا } [الكهف 99]


قوله تعالى: و{تركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض}
في المشار إِليهم ثلاثة أقوال :

(١) أحدها: أنهم يأجوج ومأجوج.
ثم في المراد بـ «يومئذ» قولان:

- أحدهما: أنه يوم انقضى أمر السدِّ، تُركوا يموج بعضهم في بعض من ورائه مختلطين لكثرتهم؛ وقيل: ماجوا متعجبين من السدِّ.

- والثاني: أنه يوم يخرجون من السدِّ تُركوا يموج بعضهم في بعض.


(٢) والثاني: أنهم الكفار.

(٣) والثالث: أنهم جميع الخلائق. الجن والإِنس يموجون حيارى. فعلى هذين القولين، المراد باليوم المذكور يوم القيامة.

قوله تعالى: {ونُفخ في الصُّور} هذه نفخة البعث.(١)

وفي يقول السعدي في تفسيره (٢) :
يحتمل أن الضمير، يعود إلى يأجوج ومأجوج، وأنهم إذا خرجوا على الناس -من كثرتهم واستيعابهم للأرض كلها- يموج بعضهم ببعض، كما قال تعالى {أية :
حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ }

ويحتمل أن الضمير يعود إلى الخلائق يوم القيامة، وأنهم يجتمعون فيه فيكثرون ويموج بعضهم ببعض، من الأهوال والزلازل العظام، بدليل قوله: { ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعا }

أي: إذا نفخ إسرافيل في الصور، أعاد الله الأرواح إلى الأجساد، ثم حشرهم وجمعهم لموقف القيامة، الأولين منهم والآخرين، والكافرين والمؤمنين، ليسألوا ويحاسبوا ويجزون بأعمالهم، فأما الكافرون -على اختلافهم- فإن جهنم جزاؤهم، خالدين فيها أبدا.


______________________

(١) زاد المسير في علم التفسير.
(٢) تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان .

"لـمَّا رأيتُ البيتَ ضَمَّ بياضَهُـمْ
‏ألفيتُ قَلبي بالمحبَّةِ أسرفَا

‏يَا ربّ طهِّرْ لِي فؤادِي مِثلهُـمْ
‏واكتبْ لروحِي مِنكَ يَا ربِّـي الصَّفَا"

اللهم قَلْبَاً يَلِيقُ بِلقائِكَ، اللهم اجعل أحبَّ شيءٍ إليكَ أحَبُّهُ إلينا،
وأبغضَ شيءٍ إليكَ أبغضُهُ إلينا، اللهم ارزقنا حُبّك وحبّ من تحب وحب كل عمل تحبه وترضاه، اللهم ارْزُقنا الانقِيادَ لِأَمركَ في حُلْوِ القَضاءِ ومُرِّه وارْحَمْ بِفَضلكَ جَهلنا، واقْبَلْ بِعفوكَ عُذرَنا وأبَدِلْ عُسرنا يُسْرَا، وكَسْرَنَا جَبْرَا، وكَرْبَنَا فَرَجَا..
اللهم إنا نسألك خوف العالِمين بك، وعلم الخائفين لك، اللهم إنا نسألك توكّل المؤمنين بك، ويقين المتوكّلين عليك، اللهم إنا نسألك إنابة المخبتين إليك، وإخبات المنيبين إليك، اللهم إنا نسألك صبر الشاكرين لك، وشكر الصابرين لك ..
اللَّهُمّ إِنِّا نسألك إِيمَانًا لاَ يَرْتَدُّ، وَنَعِيمًا لاَ يَنْفَد، وَمُرَافَقَةَ نبينا مُحَمَّدٍ ﷺ فِي أَعْلَى جَنَّةِ الْخُلْدِ ..

كلّما قارنت دعاءَ عرفة بسابقِهِ ازدادَ حبّي وتعلّقي ويقيني بالله عزّ وجل، بعض الدعوات قد تمرّ عليها السنوات لكنّ الله يدهشنا بها في وقتٍ لا نتوقّعه ..

قد يشتدّ البلاء وتظن بأنه سيطووول فيضيءُ لك الله أيامًا كهذه لتمدّ يدك وتعرّي قلبك وتلهجُ بالدعاء يقينًا بالإجابه ..

يوم عرفه يوم الأحلام؛ فسألوا الله من فضله تنالوا المَرام ..

رحمات الكريم تتنزّل علينا فاغتنموها يا كِرام .

- أبو العتاهية.

إنشاد ذكر العقيق

﴿قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ﴾
وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ بَلَغَتْ نِهَايَةَ الْإِيجَازِ وَأَرْفَعَ الْجَزَالَةِ بِأُسْلُوبٍ غَلِيظٍ دَالٍّ عَلَى السُّخْطِ بَالِغِ حَدِّ الْمَذَمَّةِ، جَامِعٍ لِلْمَلَامَةِ، وَلَمْ يُسْمَعْ مِثْلُهَا قَبْلَهَا، فَهِيَ مِنْ جَوَامِعِ الْكَلِمِ الْقُرْآنِيَّةِ.

- تفسير التحرير والتنوير ، الطاهر بن عاشور (١٢١/٣٠).

( قواعد الأصول مستقرأةٌ من فتاوى الصَّحابة العُدول )

"كثير من المعاني الكُلِّيَّة الموضوعة في هذه الصِّناعة [أي: أصول الفقه] إنما صُحِّحت بالاستقراء من فتواهم [أي: الصَّحابة] في مسألة مسألة"

- الضَّروريّ في أصول الفقه، ابن رشد الحفيد (ت ٥٩٥ ).

"وتزهرُ الأمنياتُ اليابساتُ إذا
ما سَحَّ غيثُ الرِّضا مِن أطهَرِ المُزْن"