في حاجات بتكون واضحة قدامك بكُل تفاصيلها بس انتَ مركز فـِ الجزء اللي انت عاوز تشوفه بس،فـ لما بتبعد شوية وترجع تبص للصورة تاني بتشوف اللي انت مشفتهوش قبل كده،احنا اللي بنختار امتي نشوف اللي عاوزينه وامتي نشوف الحقيقة كاملة.
مهما كان الوضع سئ ف للأسف بيبقى فيه أسوأ، وعشان كده بيقولوا في الميثولوجي إن الجحيم عبارة عن حفرة ملهاش نهاية، لإن مهما كانت حياتك سيئة لأقصى درجة ف برده فيه دايمًا فرصة تحصل حاجة تخلي حياتك أسوأ أكتر.
لو دورت ورا كل شيء مُبهر في إحتمال كبير إن إنبهارك بالشيء ده يختفي ويتحول لصدمة، زي لما تشوف ڤيديو لفيل ماسك فرشاة رسم وبيرسم رسمة جميلة وانت تنبهر وتبقى مش مصدق، بس لما تدور عن الكيفية هتكتشف إن الفيل المُبهر ده بيتعرض لتعذيب وضرب شديد علشان يتعود يمسك الفرشاة ويقدر يحفظ ازاي يرسم الرسمة اللي بيتدرب عليها، كل شيء مُبهر من بره بس.
صالح سليم في فيلم الشُموع السوداء بيقول لفؤاد المهندس ع البنت اليّ بيحبها : “هيّ الوحيدة اليّ شاركت أمي فـ قَلبي “
ليه التعاملات مش سهله يعني ليه الواحد يفضل يبرر ويعتذر وياخد باله من كُل حاجة بيعملها، وليه نقف لبعض ع كُل حاجة لمّا ممكن كُل حاجة بسيطة تعدي فِ سلام ونعيش مبسوطين كلنا؟
الطريقة اللي الناس بتشوفك بيها بتبقى إنعكاس ليهم هما أكتر من إنها ليك انت، يعني مثلًا الطيب بيميز الطيبة ويبروزها، والخسيس بيدور على الخسة في الناس، وبيلاقيها. انت أصلًا شبه موجود، والناس بتملى فراغات اللي مش عارفينه عنك، باللي عارفينه عن نفسهم وعن الدنيا.
وعشان كده تحديدًا، باستثناء المقربين، النقاش مع ناس بغرض تغيير وجهة نظرهم عنك بيكون غالبًا طاقة مهدرة. وفي أحيان كتير، القدرة على تجاهلهم بتكون أبلغ رد عليهم. لأن مش كل الناس يستحقوا يسمعوا قصتك ويعرفوك على حقيقتك ويفهموا تصرفاتك، ولأن النقاش مع أي شخص حسم أمره بخصوصك، شبه إنك تعالج الموت بمسكن كاتافاست.
عند نقطة معينة كده لازم تعلِّم على معاركك الخسرانة وتفهم إن أحيانًا هيكون فيه حاجات أكبر منك وإن مش دايمًا هتعرف تاخد اللي انت عايزه.
أنا كنت عايز أقول إنه اشطا عادي بإمكانك أن تشتاق لشيء بدون الرغبة بعودتهِ.
أعتقد إن أقصى مراحل النضج هي مرحلة العودة للكليشيهات والبديهيات، يعني أول حاجة المراهق بيعملها وهو بيكوّن عقله إنه يتجنب أي كليشيه على قد ما يقدر، يعيد اختراع العجلة زي ما بيقولوا، يتخلص من أي سلطة مجتمعية أو دينية أو أسرية عشان يحقق استقلاليته ونضجه اللي بيحاول بطلوع الروح يوصلهم ويثبت للي حواليه إنه مش لسه عيل صغير.
ولكن بعد اللفة دي كلها، هتلاقي نفسك بترجع للكليشيهات تاني وتاخدها بالحضن، هتفهم قد ايه حياتك محتاجة نظام عشان متبقاش فوضى، وحريتك محتاجة قيود عشان متقلبش عبودية، وشكك محتاج حدود عشان ميتحولش لتضييع وقت، ويومك محتاج روتين عشان متتوهش، وتعاملك مع نفسك محتاج شوية ديكتاتورية ضرورية عشان متخدعكش، وتعاملك مع الناس محتاج تكبير دماغ رهيب وجدية أقل مما تتصور عشان متتهبلش، وإنك لازم تقعد تضحك وتتريق على تصرفاتك وردود أفعالك مرتين على الأقل في اليوم، مش شرط خالص متبصش في المراية اللي صنعها غيرك علشان تبقى مختلف.
ممكن اكون من برا قاعد عبيط فرحان اني بطلع دخان من بوقي بس deep down انا حزين
حاولنا نفضل سوا بكل وسيله وكل حيله
خلقنا بديل لكل بديل لكل خطه بديله .🚶🏿♀🖤
خلقنا بديل لكل بديل لكل خطه بديله .🚶🏿♀🖤
في جملة معلقة معايا الفترة دي اتقالت في مسلسل dark وهي "every decision for something is a decision against something else."، الجملة دي حقيقية في الواقع وفعليًا كل قرار الإنسان بياخده لازم يضحي بحاجة تانية قصاده وصعب جدًا تقدر توازن بين كل جوانب حياتك من غير ما حاجة فيهم تيجي على التانية، لو مثلًا انت شخص بتشتغل كتير ف ده هيبقى على حساب صحتك النفسية والجسدية وحياتك الاجتماعية، ولو مقضي حياتك كلها دراسة ف كذلك ده هيأثر على علاقاتك الاجتماعية، وهكذا بقى في كل جوانب حياتك. صعب إنك تقدر توازن بين كل جوانب حياتك بس الأصعب إنك تختار الشئ اللي فعلًا يستحق إنك تضحي بحاجة تانية قصاده.
عارف لما تكون حاجة قدامك متنفعش للاستعمال ف انت تحاول تجمل فيها وتصلح وتنقذ ما يمكن انقاذه، بس هي ف الاخر متنفعش ل اي حاجة، هي دي بقى حياتي