Telegram Web
أهلُ الضَّلالِ يجعَلونَ الخَطَأَ والإثمَ مُتلازِمَين

لزهر يُخطئ الشيخ عبد المحسن العباد-حفظه الله- ويوجب عليه التوبة على اجتهاده في إنكاره العلني للمنكرات الحاصلة في بلاد الحرمين، جرأة عجيبة على العلماء، فالعالم المجتهد يدور بين الأجر والأجرين، قال النبي ﷺ : "إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر" متفق عليه، فتأثيم العالم المجتهد إذا أخطأ صنيع أهل الضلال، قال ابنُ تَيميَّةَ -رحمه الله-: "فأمَّا الصِّدِّيقونَ والشُّهَداءُ والصَّالِحون فليسوا بمعصومينَ، وهذا في الذُّنوبِ المحقَّقةِ، وأمَّا ما اجتهدوا فيه فتارةً يُصيبون وتارةً يُخطِئون؛ فإذا اجتَهَدوا فأصابوا فلهم أجرانِ، وإذا اجتَهَدوا وأخطَؤوا فلهم أجرٌ على اجتهادِهم، وخَطؤهم مغفورٌ لهم، وأهلُ الضَّلالِ يجعَلونَ الخَطَأَ والإثمَ مُتلازِمَينِ؛ فتارةً يَغْلُون فيهم ويقولون: إنَّهم معصومون، وتارةً يَجْفُون عنهم ويقولونَ: إنَّهم باغون بالخَطَأِ، وأهلُ العِلمِ والإيمانِ لا يُعَصِّمون، ولا يُؤَثِّمونَ." [مجموع الفتاوى (35/69)]

وقد سلك لزهر أيضا نفس المسلك مع الشيخ الفوزان -حفظه الله- عندما ألزمه السائل بكلامه فأوجب عليه مع الشيخ العباد التوبة والرجوع، مع سوء أدبه كقوله بالعاميّة: "جاي تخوفني أنيا بالشيخ العباد والشيخ الفوزان"، وبهذا يكون لزهر قد خالف أصلا من أصول أهل السنّة والجماعة في توقير واحترام العلماء ومعرفة قدرهم، بل وصل به الأمر إلى الطعن فيهم والكذب عليهم فوافق بذلك أهل الزيغ الضلال.

https://www.tgoop.com/tib_hakaik
إن لم تكن صوتية لزهر الجديدة كافية لفض جماعته وقض لملمته، فاعلم أنهم انسلخوا من السلفية، وابتدعوا حزبًا مقوقعًا على ذات لزهر ومن حوله، ويا ليتهم تقوقعوا على صحيح، فهذا الأخير لا يصلح للدعوة بشهادة البعيد منه والقريب، وكثيرا ما يطرش ويفرفط ويعود هيجانه الأعمى وغير المبرر بالسوء على المنهج وأبناء المنهج، ثم يتوب في كل مرة ويفتخر بذلك وكأنها منقبة أن يكون المرء كثير الخطأ والزلل ولا نقول في كبار المسائل وإنما فيما يعلمه السلفيون بالضرورة من بدهيات المنهج والعقيدة، بل هذا دليل على أنه لا ينبغي أن يُقدّمَ ولا أن يُشهّرَ ولا أن يُتخذَ رأسًا في الدعوة لعوائده السيئة عليها . بل حتى صاحبه الحدادي يراه منقصة ولو رجع به الزمان لتخلص منه قبل الأحداث إلا أنه استعمله استعمال الكاره المضطر ثم رماه رمي المتهالك المنتهي .

- يقول هذا الكذاب أن ( إنكار الشيخ فركوس سواء بسواء مع إنكار علي بلحاج )، الذي رأيناه البارحة في مقدمة المظاهرات الداعمة زورًا لفلسطين حررها الله من اليهود ومن مكر هؤلاء واستغلالهم ، ولا شك أن كل عاقل يعلم الفرق، فإنكار علي بلحاج قائم على سب الحكام والتشنيع عليهم والتشهير بعيوبهم بكل الوسائل منها الاعتصامات و المظاهرات واستغلال المنابر وغيرها مبتغاه في ذلك إسقاط الحكم ونشر الفوضى وربما الحرب الأهلية كما حصل في العشرية السوداء، وهذا نفسه حصل في زمن الخليفة عثمان ابن عفان رضي الله عنه لما حاصره الخوارج وتسللوا إلى بيته وطعنوه وذبحوه حتى يُسقطوا حكمه ويبطلوا خلافته، وهذا ديدن الخوارج في كل عصر ومصر وهو معتقد رؤوسهم كـ سيد قطب الذي يعتبر الخوارج الذين قتلوا عثمان أنهم أقرب إلى روح الإسلام والله المستعان .

بينما إنكار الشيخ فركوس قائم على بيان الحق بأسلوب الحكمة والموعظة الحسنة دون سب ولا تشهير بالعيوب ولا تهكم بالأشخاص ولا تحريض على الخروج، مع تحريم جميع أشكال المظاهرات والاعتصامات وإن كانت بترخيص من ولي الأمر، أو إظهار المخالفة والمنابذة للدولة ومن يقوم مقامها من مؤسسات أو أفراد، لأن مبتغاه بيان الحق في المسائل التي خالف فيها ولي الأمر أو أحد وزراءه أو شاع في أحد مؤسسات الدولة وكان له أثر سلبي على الدين وامتنع الوصول إلى ولي الأمر لتقديم النصيحة سرًا، فهنا يجيز الشيخ فركوس للعالم والمشايخ وليس العوام أن يبينوا الحق وفق ما جاء به الشرع بضوابط ذكرها في فتواه وقد حققها الشيخ فركوس في جميع إنكاراته العلنية السابقة والتي منها ما وقّع عليه هذا الكذاب من آل سنقرة .

ناهيك أن إنكارات الشيخ فركوس موافقة لما ثبت عن الصحابة كابن عباس رضي الله عنه من إنكاره على علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بل قال أهل الحديث وهم أدرى بحال الرواة أنه كان كثير الإنكار عليه، وكذلك إنكاره على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وجميعها في الغيبة وليست في الحضرة ولا سرًا . وكذلك إنكارات العلماء كإنكار الشيخ العباد على الملك سلمان والملك عبدالله، وإنكار الشيخ الألباني على الملك فهد، وإنكار الشيخ ابن باز على بورقيبة والقذافي، وإنكار الشيخ مقبل على الحكام عموما .

- ثم كذب حالفًا بالله كذبة أخرى أنه لا علم له بإنكار الشيخ فركوس على ولي الأمر في موضوع البطاقة البيومترية، ولا شك أن هذا كذب مفضوح، فقد وصلوا إلى منتهى العجب والوقاحة في استغباء الناس والأتباع ، إذ أن جميع إنكارات الشيخ فركوس منشورة في منتديات التصفية والتربية ثم منتدى الإبانة الذي يشرف عليه لزهر بذاته، وقد شاعت وسط الإخوة بل حتى الإعلام وتناقلتها الجرائد في ذلك الوقت وما بعده، فهل كان لزهر في سرداب أم ماذا ؟!! ناهيك أن هذا الأخير لديه خطبة مدوية في الإنكار على ولي الأمر من على المنبر وتوبته منها مؤخرًا ليست دليلا على عدم وجودها . ولما ذكره السائل بإنكاره على ولاة الأمر السماح بدفن إمام في مسجد قال له ( هذه خطأ من أخطائي استغفر الله وأتوب إليه قل لشيخك أن يتوب ويعترف مثلي ) دنيا العجب المسكين يظن أن هذه توبة ورجوع وإنما هي تملص ومراوغة لإلصاق تهمة في بريء .

- ثم كذب كذبة أخرى أن الشيخ يكفر الجيش ولما طالبه السائل بالمصدر ضحك ضحكة الأبله قائلا ( إرجع إلى الذين كانوا يحضرون له ) مدعيًا أنها سُمعت منه بالتواتر، وفي المقابل نجد أن الشيخ يجعل الذين يكفرون الحكام ومؤسسات الدولة خارج دائرة أهل السنة والجماعة في مقاله الذي هو تقرير لعقيدته السلفية الموسوم بـ ( تسليط الأاضواء على أن أهل السنة لا ينتسب إليهم أهل الأهواء ) حيث قال ( لذلك لا يحوي مذهبُ أهلِ السُّنَّة ... ولا الخارجَ على الأئمَّةِ المُكفِّرَ لهم، التاركَ لمُناصَحَتِهم والصبرِ على ظُلْمهم وجَوْرهم، ولا الثائرَ عليهم بالمُظاهرات والاعتصامات والإضرابات باسْمِ التصحيح والتغيير وَفْقَ ما تُمْلِيهِ الحُرِّيَّاتُ الدِّيمقراطيَّةُ ـ زعموا ـ وما ترسمه مُخطَّطاتُ أعداء المِلَّة والدِّين. ).
- ثم تطاول على العلماء الشيخ العباد والشيخ الفوزان أنه يجب عليهم التوبة وذلك لما أنكر الشيخ الفوزان على ولي الأمر مسألة توسعة المسعى، وإنكارات الشيخ العباد على ولاة الأمور ومنها قوله ( ألا فليتق الله خادمُ الحرمين الشريفين ... ) فصرخ لزهر قائلا ( نعم نعم أخطأ في هذا ماكن ينبغي له أن يقول مثل هذا الواجب عليه أن يذهب إلى خادم الحرمين وأن يكون بينه وبينه ) . في تطاول وسوء أدب مع العماء .

- ثم قال كنت أولى بالدفاع عنه - عن الشيخ فركوس - لو كان على الحق، ونسي المسكين أنه كان يدافع عنه في نفس المسائل التي يطعن فيه بها، لأن هذه المسائل استخدمها أول الأمر الصعافقة الأوائل للطعن في الشيخ ودافع عنه السلفيون منهم جمعة ولزهر وردوها وأنكروها ونزهوا الشيخ عنها. ثم لما كشف الشيخ حقيقتهم وكتب بيان شهادة للتاريخ ، تملقوه وتوددوا غليه حتى يرجعوا، فلما طالبهم بالتوبة الحقة وإرجاع المظالم المالية إلى أهلها، تبنوا جميع طعونات الصعافقة الأول وزادوا عليها وبدأت مسيرة التشويه والطعن على خطى الجماعات الحركية من إقامة المجالس في السراديب والشوارع لتشويه سمعة الشيخ فركوس وإلصاق السرورية به .

- جهل عريض يسبح فيه هذا الملبس ، وطوقه الذي يتمسك به حتى لا يغرق هو الكذب وثلة من المغفلين الذين يقلدونه ويصدقون جميع مكذوباته .
-
[منقول من قناة محمد ذهبي]

https://www.tgoop.com/tib_hakaik
📚 جديد الفتاوى / رقم: ١٤٠٧ 📚

📗 في موقف السَّلفيِّ ممَّا تُواجِهُه بلادُه مِنْ حوادثَ وتحدِّيات

✒️ لفضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله-

https://ferkous.app/home/?q=fatwa-1407
📚 جديد الفتاوى / رقم: ١٤٠٧ 📚

📗 في موقف السَّلفيِّ ممَّا تُواجِهُه بلادُه مِنْ حوادثَ وتحدِّيات

✒️ فضيلة الشيخ أبي عبد المعز محمد علي فركوس -حفظه الله-

السُّؤال:
ما هو موقفُ السَّلفيِّ ممَّا يجري في بلاده مِنَ الحوادثِ والتَّحدِّيات، خاصَّةً مع ما تتعرَّضُ له بلادُنا الجزائرُ في هذه الآونةِ الأخيرة؟ وما صِحَّةُ ما يُشيعُه بعضُ المُغرِضين مِنْ أنَّ السَّلفيِّين ليس لهم موقفٌ مشرِّفٌ تُجاهَ أمنِ البلادِ والعباد؟ أفيدونا ـ رَحِمَكم اللهُ ـ.

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فيمكن ـ بِاختصارٍ مُفيدٍ ـ أَنْ أُبيِّنَ الموقفَ السَّلفيَّ في وجهِ التَّحدِّيَاتِ والتَّهديداتِ وأُجمِلَه في النِّقاط الآتية، فأقولُ ـ وبالله التَّوفيقُ والسَّدادُ ـ:

١ ـ أنَّ السَّلفيَّ يقفُ ـ في كُلِّ الأحوال ـ مع دِينِه الحقِّ الَّذي هو عِصمةُ أمرِه: قولًا وعملًا وأخلاقًا وسِيرةً وتربيةً ودعوةً، وولاءً وبراءً: يرضَى بما يرضاهُ اللهُ، ويأمرُ بما يَأمرُ به، ويُبغِضُ ما يُبغِضُهُ ويَكرَهُ ما يَكرَهُهُ، ويَنهَى عمَّا يَنهَى عنهُ.

٢ ـ أنَّ السَّلفيَّ يَعملُ جاهدًا لِمَا يعودُ بالخيرِ لِمَصلَحةِ بلدهِ ونفعِها، وليست هذه نظرةً إقليميَّةً ضيِّقةً ولا دعوةً لحزبيَّةٍ شعوبيَّةٍ، وإنَّما هو ترتيبٌ أولَوِيٌّ تَستلزِمُه المُقوِّماتُ الشَّخصيَّةُ، وقَد أَفصحَ الإمامُ ابنُ باديسَ ـ رحمه الله ـ عن هذا المعنَى بقولِه: «أمَّا الجزائرُ فهي وطني الخاصُّ الَّذي تربِطُني بأهلِه روابطُ مِنَ الماضي والحاضرِ والمُستقبَلِ بوجهٍ خاصٍّ، وتفرضُ عليَّ تلك الرَّوابطُ لأجلِه ـ كجزءٍ منه ـ فروضًا خاصَّةً، وأنا أشعُرُ بأنَّ كُلَّ مُقوِّماتي الشَّخصيَّةِ مُستمَدَّةٌ منه مُباشَرةً، فأرَى مِنَ الواجبِ أَنْ تكونَ خِدْماتي ـ أوَّلَ ما تتَّصِلُ بشيءٍ ـ تتَّصِلُ به مُباشَرةً ... ولن نستطيعَ أَنْ نؤدِّيَ خِدمةً مُثمِرةً لشيءٍ مِنْ هذه كُلِّها إلَّا إذا خَدَمْنا الجزائرَ؛ وما مَثَلُنا في وطنِنا الخاصِّ ـ وكُلِّ ذي وطنٍ خاصٍّ ـ إلَّا كمَثَلِ جماعةٍ ذَوي بيوتٍ مِنْ قريةٍ واحدةٍ؛ فبِخِدمةِ كُلِّ واحدٍ لِبيتِه تتكوَّنُ مِنْ مجموعِ البيوتِ قريةٌ سعيدةٌ راقيَةٌ، ومَنْ ضيَّعَ بيتَه فهو لِمَا سِواها أَضْيَعُ؛ وبقدرِ قيامِ كُلِّ واحدٍ بأمرِ بيتِه تترقَّى القريةُ وتسعَدُ، وبقدرِ إهمالِ كُلِّ واحدٍ لبيتِه تشقَى القريةُ وتنحطُّ؛ فنحنُ إذا كُنَّا نَخدُمُ الجزائرَ فلسنَا نَخدُمُها على حسابِ غيرِها ولا للإضرارِ بسِواها ـ مَعاذَ الله ـ ولكِنْ لِنَنْفَعها وننفعَ ما اتَّصلَ بها مِنْ أوطانٍ الأقرَبَ فالأقرَبَ»(١).

٣ ـ أنَّ السَّلفيَّ يقف مع أُمَّتِه المسلمةِ [قيادةً وشعبًا] بالمساندةِ والمعاونةِ في الحقِّ والدُّعاءِ والدَّعوةِ والنَّصيحةِ، لقولِه تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ ٢﴾ [المائدة]، ولقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا: «لِمَنْ»، قَالَ: «للهِ وِلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ»(٢)، ولقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا ...: يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، [وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللهُ أَمَرَكُمْ]...»(٣)، وجاء عن كُلٍّ مِنَ الحسن البصريِّ والإمامِ أحمدَ والفُضَيْلِ بنِ عياضٍ رحمهم الله قولُهُمْ: «لو كانت لي دعوةٌ مُستجابةٌ لَجَعَلْتُها للسُّلطانِ»؛ وذلك لأنَّ السُّلطانَ إذا صلَحَ صلَحَتِ الرَّعِيَّةُ، وكان في صلاحِه الخيرُ الكثيرُ والفضلُ العميم، فكان صلاحُه صلاحًا للمسلمين كما أنَّ قُوَّتَه قوَّةٌ لهم(٤)؛ فيقف مع أمَّتِه المسلمةِ ضِدَّ تسلُّطِ الأعداء عليها ممَّنْ يتربَّصون بها بالمؤامرةِ وإحداثِ الفوضى، ونشرِ البلبلةِ والاضطراب، سواءٌ في مواقِعهم المشبوهةِ بالإنترنت، وقنواتِهم الفضائيَّةِ ذاتِ الأهدافِ السَّيِّئةِ والمَقاصدِ الدَّنيئة، وفي مجلَّاتهم الهابطةِ غيرِ الأخلاقيَّة، ويتكالَبون على الأمَّةِ الجزائريَّةِ خصوصًا والمسلمَةِ عمومًا بترويجِ الجرائمِ والمُخدِّراتِ والأراجيفِ والإرهاب والآفاتِ الاجتماعيَّة، وغيرها ممَّا يعلمُه القاصي والدَّاني؛ تلك هي أمَّتُنا الجزائريَّةُ الَّتي وقفت ـ مِنْ قبلُ خِلالَ تاريخِها المَجيدِ الطَّويل ـ سدًّا منيعًا ـ بفضلِ الله ثمَّ بفضلِ شُهَدائها الأبرارِ ورجالِهَا الأخيارِ ـ أمامَ أطماعِ النَّصرانيَّةِ الصَّليبيَّة، وخُبثِ اليهود الصَّهاينَةِ الغادِرين، ومَنْ يُوالِيهم مِنْ أذنابِهم المُنبطِحين والخائنين؛
فاليهودُ والنَّصارى ومَنْ على شاكِلَتِهم هُم ـ في الحقيقةِ ـ وجهانِ لعُملةٍ واحدةٍ، أُشرِبوا في قُلوبِهم عداوَةَ الإسلامِ وبُغْضَ المسلمين حسدًا وحقدًا، وهم في الحربِ عليهم مُتعاوِنون مُتواصُون؛ ولمَّا كانت هذه البلادُ الولودُ بالأبطالِ ـ وأغلبُ الدُّوَلِ الإسلاميَّةِ الَّتي تعاقبت عليها ـ في صدارةِ الدُّوَلِ الَّتي كانت مَلجَأً ومَلاذًا للمسلمين الفارِّين مِنِ اضطهادِ النَّصارى في الأندلسِ المفقودةِ وغيرِها، وكانت نصيرًا لهم وفِئَةً يتحيَّزون إليها حين قلَّ النَّصيرُ وقَوِيَ الخِذلانُ، وكانت مَعقِلًا ورباطًا للجهادِ دون بغيٍ ولا عدوانٍ، وكانت السَّدَّ المنيعَ الحاميَ لِمَا وراءَه، وكان بأسُها في العدوِّ أشدَّ مِنْ غيرِها، لمَّا كانت كذلك كانت أحقادُ الدُّوَلِ الأوربيَّةِ النَّصرانيَّةِ الصَّليبيَّةِ وهجماتُها وغاراتُها عليها ـ في الغالب ـ أكثرَ وأكثفَ منها على غيرها مِنْ بلاد الإسلامِ في المغربِ والمشرقِ، حتَّى كان سقوطُها في يدِ المُستعمِرِ الفِرَنسيِّ إيذانًا وتمهيدًا لسقوطِ أكثرِها فيما بعدُ.

٤ ـ أنَّ السَّلفيَّ يقفُ بالتَّأييدِ والنُّصرةِ والتَّآزرِ مع قُوَّاتِ بلادِه العسكريَّةِ والأمنيَّة [أي: الجيش وسائِر القُوى العموميَّة] ما دامت تُدافِعُ عن الإسلامِ وأرضِه وعن مقوِّماتِه ومبادئِه وثوابتِه وأخلاقِه، تُحافِظُ على بيضةِ الأمَّةِ الجزائريَّةِ المسلمة، وعلى وَحْدةِ تُرابها وأراضيها ومُنشآتِها ومُؤسَّساتِها، وتحمي سيادتَها مِنْ هيمنةِ الأعداءِ الطَّامعين في خيراتها وكنوزها، وتحافظُ على استقلالِهَا في لُغَتِها وهويَّتها الإسلاميَّةِ عن التَّبعيَّةِ العمياءِ للغربِ الحاقدِ الَّذي يُخفي في نفسِه حقدًا دفينًا ويُبدي في وجهه خلافَه مِنَ البِشر والبشاشةِ خداعًا ومكرًا، وتسهرُ على مواجهةِ جميعِ أشكالِ التَّحدِّيات والمناورات، ومجابهةِ كُلِّ أشكال الاستفزازات والخروقاتِ مِنْ داخلِ القُطر الجزائريِّ وخارجه.

وهذا هو الموقفُ السَّلفيُّ بِاختصارٍ، رغمَ ما تُشيعُه الألسِنَةُ المسعورَةُ والأقلامُ المأجورةُ مِنْ أبناءِ المُستعمِرِ المستدمِرِ وعُمَلائِه مِنَ العلمانيِّين وأضرابِهم المُعرِضين عن الحقِّ والمُغرِضين بالباطل، أو ما تُروِّجُهُ بعضُ الجهاتِ المشبوهةِ في حربِها المسمومةِ ضِدَّ الدُّعاةِ السَّلفيِّين بنشرِ الضَّبابيةِ حولهم، واتِّهامِها لهم ـ ليلَ نهارَ، بادِّعاءاتٍ كاذبةٍ وإفكٍ مُبينٍ ومُخادعَةٍ مفضوحةٍ ـ بأنَّها تهدفُ إلى عدمِ استقرارِ البلادِ وقلبِ المُجتمَعاتِ وتغييرِ أنظمةِ الحُكمِ، فضلًا عن الهجومِ على دعوتِهم الحقَّةِ وذواتِهم ومؤلَّفاتِهم بالصَّدِّ والتَّهوين والإبعادِ والإقصاء، وتشويهِ الحقائقِ بالافتراءاتِ والتَّضليلات، بل إنَّ ذلك هو مكرُ اللَّيلِ والنَّهارِ لتَهميشِ الإسلامِ الذَّاتيِّ(٥) في المجتمعِ الجزائريِّ خاصَّةً، وافتعالِ مُشكِلاتٍ لا أصلَ لها ولا فصلَ، لِتَجُرَّ بذلك فِتَنًا على السَّلفيِّين وويلاتٍ على أبناء الأمَّة، هم في غنًى عنها وغيرُ معنيِّين بها ـ لا مِنْ قريبٍ ولا مِنْ بعيدٍ ـ إلَّا في أذهانِ المتربِّصين الحاقِدين الحاسِدين الَّذين هم أَوْلى بما رمَوْا به السَّلفيِّين البُرَءاءَ، ﴿وَمَن يَكۡسِبۡ خَطِيٓـَٔةً أَوۡ إِثۡمٗا ثُمَّ يَرۡمِ بِهِۦ بَرِيٓـٔٗا فَقَدِ ٱحۡتَمَلَ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا ١١٢﴾ [النِّساء]، ﴿وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعۡمَلُونَ ١٤٤﴾ [البقرة]، وهدفُهم مِنْ وراءِ ذلك كُلِّه: إضعافُ تَلاحُمِ الأمَّةِ الجزائريَّةِ، وإذهابُ قوَّتِها، وتَشتيتُ وَحْدَتِها بالفِتَنِ، وزَرْعُ الشَّحناءِ والبَغضاءِ والفُرقةِ بين أبناءِ الوَطنِ الواحدِ الَّذين تَجمعُهم وَحْدةُ الدِّينِ وتربطُهم علاقةُ التَّاريخِ المَجيدِ؛ ولكِنْ .. هيهاتَ هيهاتَ!!.

حَفِظَ اللهُ بلادَنا مِنْ كيدِ الكائدينَ ومكرِ الماكرين، وسائرَ بلادِ المسلمين، وحرَسَها مِنْ كُلِّ سوءٍ ومكروهٍ وطغيانٍ في كُلِّ وقتٍ وحينٍ، بِمَنِّه سبحانَهُ وَجُودهِ وكرمِه وتوفيقِه؛ وسدَّد وُلَاةَ أمورِهم ووفَّقهم لِمَا فيه الصَّلاحُ وخيرُ البلادِ والعبادِ؛ وجعَلَ كَيْدَ الخائنين والمُتربِّصين في نحورِهم يَحورُ عليهم؛ والعاقبة للمُتَّقين ولو بعدَ حينٍ.

والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر
في: ١٥ شوَّال ١٤٤٦ﻫ

ﻟـ: ١٤ أبريل ٢٠٢٥م .



(١) «آثار ابن باديس» (٣/ ٢٣٦، ٢٣٧) [بتصرُّف].

(٢) أخرجه مسلمٌ في «الإيمان» (٥٥) مِنْ حديثِ تميمِ بنِ أوسٍ الدَّاريِّ رضي الله عنه.
(٣) أخرجه مالكٌ في «الموطَّإ» (٣٦٣٢)، وأحمد في «مُسنَده» (٨٧٩٩)، ومسلمٌ ـ دون جملةِ المناصحة ـ في «الأقضية» (١٧١٥)، مِنْ حديثِ أبي هريرة رضي الله عنه.

(٤) جاء في «شرح السُّنَّةِ» للبربهاريِّ (ص١١٣) عن مردوَيْهِ الصَّائغ قال: «سَمِعْتُ فُضيلًا يقول: «لو أنَّ ‌لي ‌دعوةً ‌مستجابةً ما جعلتُها إلَّا في السُّلطان»، قِيلَ له: «يا أبا عليٍّ، فسِّرْ لنا هذا»، قال: «إذا جعلتُها في نفسي لم تَعْدُني، وإذا جعلتُها في السُّلطان صلَحَ، فصلَحَ بصلاحِه العبادُ والبلادُ»».

وجاء في «حلية الأولياء» لأبي نُعَيْمٍ (٨/ ٩١ ـ ٩٢) عن عبدِ الصَّمد بنِ يزيدَ البغداديِّ بِأبسطَ مِنْ هذا، وفيه: «فقبَّل ابنُ المُبارَكِ جبهتَه وقال: «يا مُعلِّمَ الخيرِ، مَنْ يُحسِنُ هذا غيرُك؟!»».

(٥) انظر تعليقي على مقال الشَّيخ عبدِ الحميد بنِ باديسَ ـ رحمه الله ـ: «الإسلام الذاتيُّ والإسلام الوراثيُّ أيُّهما ينهض بالأُمَم؟».

https://www.tgoop.com/tib_hakaik
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
‌‏التعليق على موقف السلفي مما تواجهه بلاده من حوادث وتحديات للعلامة محمد علي فركوس -حفظه الله-

تعليق الشيخ محمد نبيل باهي -وفقه الله-

https://www.tgoop.com/tib_hakaik
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
في حكمِ اهتمامِ السَّلفيِّ بالسِّياسة وتَتبُّعِ أخبارِها

السؤال:

هناك قولٌ سائدٌ ومُنتشِرٌ عند الكثير مِنَ الشَّبابِ السَّلفيِّ، مَفادُه: أنَّ الَّذي ينبغي على السَّلفيِّ: الابتعادُ عن السِّياسةِ(١)، وعدمُ الاهتمامِ بأمورِها، وتركُ الكلامِ في قضاياها، وعدمُ تَتبُّعِ أخبارِها وما يدور فيها، لأنَّ مُعظَمَها مبنيٌّ على الكذبِ والنِّفاقِ والمُغالَطةِ والإشاعةِ الباطلةِ والتَّحاليلِ السِّياسيَّةِ الكاسدةِ والآراءِ المُتعارِضةِ والمُضطرِبة، وليس فيها سبيلٌ لمعرفةِ الوقائعِ على الوجه الحقيقيِّ إلَّا النَّزرَ اليسير؛ لذلك كان الاشتغالُ بالسِّياسةِ إهدارًا للواجباتِ وتبديدًا للوقت وتضييعًا للعلمِ النَّافعِ والعملِ الصَّالح، وطعنًا في النَّوايا بِسُوءِ الظَّنِّ ونحوها، فضلًا عن أنَّه يجري عندهم على السَّاحةِ الدَّعويَّة: أنَّ مَنْ تَكلَّم في السِّياسةِ ففي سلفيَّتِه شيءٌ، ولا ندري: هل يصحُّ هذا أم لا؟ فما توجيهُكم حَفِظكم اللهُ وبارك فيكم.
رابط الفتوى:
https://ferkous.app/home/index.php?q=fatwa-1396

https://www.tgoop.com/tib_hakaik
تنبيه حول كلام منسوب لفضيلة الشيخ فركوس -حفظه الله- فيما يخص الأضاحي المستوردة من رومانيا

أعيد نشر مقطع صوتي في مواقع التواصل لفتوى الشيخ فركوس -حفظه الله- حول حكم الأضاحي المستوردة من رومانيا، وهذا الكلام المنسوب لفضيلة الشيخ كلام قديم كان العام الماضي لمّا انتشر خبر بيع الأضاحي المستوردة واستلامها من المذبح لحما، وهذا البيع لم يحصل أصلا العام الماضي، وهو غير ما أفتى به مؤخرا [يوم الإثنين 8 شوال 1446 هـ الموافق لـ 07 أبريل 2025 م] لما سئل في حكم الأضاحي المستوردة، فالمسألتان مختلفتان، وخلاصة كلام الشيخ أن صورة البيع صحيحة إذا رآها واستوفت كافة الشروط كالسّن وخلوِّها من العيوب، ويجدر التنبيه إلى أن الجهات الوصية قررت فتح نقاط بيعٍ عبر كافة ولايات الوطن بداية شهر ماي القادم، وبهذا ينتهي إشكال خيار الرؤية والبيع صحيح لا غبار عليه كما جاء في كلام الشيخ- حفظه الله- فالحمد لله أولا وآخرا.

https://www.tgoop.com/tib_hakaik
🔹 فتوى الشيخ فركوس في حكم الأضاحي المُستوردة، وكانت يوم الإثنين 8 شوال 1446 هـ الموافق لـ 07 أبريل 2025 م

#جديد_الفتاوى 🖋 حُكْمُ شِرَاءِ الْأَضَاحِي مِنَ الْمُؤَسَّسَاتِ قَبْلَ رُؤْيَتِهَا

📜 نَصُّ السُّؤَالِ:

أَعْمَلُ فِي مُؤَسَّسَةٍ تَقُومُ بِشِرَاءِ الْأَضَاحِي لِلْعُمَّالِ، وَالثَّمَنُ مِنْ 5 إِلَى 6 (أَيْ: بَيْنَ خَمْسَةٍ إلى سِتَّةِ مْلْيون سنتيم)، يَدْفَعُ الثَّمَنَ وَلَا يَرَى الْأُضْحِيَةَ حَتَّى يَوْمِ الْعِيدِ، وَهِيَ مُسْتَوْرَدَةٌ، وَالْعَقْدُ يَنْتَهِي غَدًا. هَلْ هَذَا جَائِزٌ؟

🎙 جَوَابُ الشَّيْخِ أَبِي عَبْدِ الْمُعِزِّ مُحَمَّد عَلِي فَرْكُوس حَفِظَهُ اللَّهُ:

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ أَرْسَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَإِخْوَانِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:

فَـإِنَّهُ يَجُوزُ مِنَ النَّاحِيَةِ الشَّرْعِيَّةِ أَنْ يَشْتَرِيَ مِنَ الْبَائِعِ السِّلْعَةَ الَّتِي بِهَا أَوْصَافٌ مَخْصُوصَةٌ، مِثْلَ أَنْ لَا يَكُونَ فِيهَا عُيُوبٌ، أَوْ تَكُونُ فِي سِنٍّ مُعَيَّنَةٍ، وَنَحْوِ ذَلِك، فَإِذَا اتَّفَقَ الطَّرَفَانِ عَلَى هَذِهِ الشُّرُوطِ، يَنْعَقِدُ الْعَقْدُ جَائِزًا لَا لَازِمًا، وَفَرْقٌ بَيْنَهُمَا: فَإِذَا كَانَ الْعَقْدُ لَازِمًا، فَلَا بُدَّ أَنْ يَلْتَزِمَ كُلُّ وَاحِدٍ بِهِ، وَيَجُوزُ تَقْدِيمُ السِّلْعَةِ وَتَأْخِيرُ الْمَالِ، وَالْعَكْسُ صَحِيحٌ؛ لِأَنَّ هَذَا لَيْسَ مِنَ الْأَصْنَافِ الرِّبَوِيَّة، لَوْ كَانَ مِنَ الْأَصْنَافِ الرِّبَوِيَّةِ، لَقُلْنَا لَا بُدَّ مِنَ التَّقَابُضِ فِي الْمَجْلِسِ، وَلَكِنْ إِذَا لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ، فَيَجُوزُ ذَلِكَ بِشَرْطِ الرُّؤْيَةِ، فَإِنْ رَآهَا وَاتَّفَقَا عَلَى الثَّمَنِ، انْقَلَبَ الْعَقْدُ إِلَى لَازِمٍ بَعْدَ أَنْ كَانَ جَائِزًا، وَهَذَا يُسَمَّى «خِيَارَ الرُّؤْيَةِ». وَفِيهِ أَيْضًا خِيَارُ الْعَيْبِ، وَخِيَارُ التَّدْلِيسِ، وَهَذِهِ الْخِيَارَاتُ (خِيَارُ الرُّؤْيَةِ، خِيَارُ الْعَيْبِ، خِيَارُ التَّدْلِيسِ) إِذَا وُجِدَتْ، يَكُونُ لِلْمُشْتَرِي الْخِيَارُ، فَإِذَا اسْتَحْكَمَ الْعَقْدُ لَزِمَ الْوَفَاءُ.

وَلَكِنْ مَعَ هَذِهِ الْمُؤَسَّسَاتِ، إِذَا أَعْطَيْتَهُمُ الْمَالَ دُونَ أَن تَرَاهَا، فَلَمَّا يَأْتِي وَقْتُ التَّسْلِيمِ، يَقُولُونَ لَكَ: «هَذِهِ شَاتُكَ»، فَلَمَّا تُذْبَحُ وَتَرَاهَا، يَقُولُونَ: «ذَهَبَتْ أَمْوَالُك وَلَا تَسْتَطِيعُ رَدَّهَا»، أَيْ: أَنَّهُمْ لَا يَعْمَلُونَ بِالْخِيَارِ، وَأَنْتَ تُعْطِيهِمُ الْمَالَ وَلَا تَسْتَطِيعُ اسْتِرْدَادَهُ، وَهَذَا يُفْضِي إِلَى النِّزَاعَاتِ وَالْخُصُومَاتِ وَكُلُّ عَقْدٍ يُفْضِي إِلَى النِّزَاعَاتِ وَالْخُصُومَاتِ، يَنْبَغِي تَرْكُهُ.

بِمَعْنًى: لَوْ أَنَّ وَاحِدًا قَالَ لآخَر: «احْضِرْ لِي سِلْعَةً مِنَ الْخَارِجِ»، ثُمَّ أََعْطَاهُ الْمُوَاصَفَاتُ، فَإِذَا لَمْ يَجِدْ هَذِهِ الْمُوَاصَفَاتِ، فأَنَّهُ لَمْ يُحَقِّقْ هَذَا الشَّرْطَ، أَوْ يَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يُغَيِّرَها، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُحَقِّقَ لَهُ الشَّرْطَ، فَلَهُ أَنْ يَقْبَلَهَا وَلَهُ أَنْ يَرُدَّهَا، وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَقْبَلْهَا، يُلْغَى الْعَقْدُ، وَيَسْتَرِدُّ مَالَهُ، وَيَسْتَرِدُّ الآخَرُ سِلعَتَهُ، أَمَّا إِنْ وَفَّرَ لَهُ جَمِيعَ الشُّرُوطِ، لَزِمَهُ أَنْ يَقْبَلَ بِهَذَا الْعَقْدِ، أَيْ: أَنَّ الْعَقْدَ يُصْبِحُ لَازِمًا بَعْدَ أَنْ يَسْقُطَ حَقُّ الْخِيَارِ.

كَذَلِكَ هَؤُلَاءِ، فِيهِ أَضَاحٍ نَطَحَتْ غَيْرَهَا، وَفِيهِ... وَإِلَخْ. وَلَكِنْ لَمَّا تَرَاهَا، قَدْ تَجِدُ فِيهَا أُمُورًا مِثْلَ أَنْ تَكُونَ نَطَحَتْ غَيْرَهَا، أَوْ تَكُونَ أَقَلَّ مِنَ السِّنِّ الْمَطْلُوبِ، أَوْ فِيهَا عَيْبٌ، فَتَقُولُ لَهُ: «لَيْسَتْ هَذِهِ الَّتِي طَلَبْتُهَا»، فَيَقُولُ لَكَ: «خُذْهَا وَلَا نَرُدُّ لَكَ مَالَكَ» إِنْ حَصَلَ بِهَذِه الصُورَة وَكَانَ غَدًا الْعِيدُ، لَنْ تَجِدَ لَهُ حَلًّا؛ لِأَنَّ الْجِهَةَ الَّتِي اشْتَرَتْ لَا تَخْسَرُ، وتَقُولُ: «أَنا جَعَلْتُ لَكُمْ إِعَانَةً، فَلَا أَخْسَرُ، إِنَّمَا رُدُّوا لِي أَمْوَالِي وَانْتَهَى».

إِذَنْ، فِيهِ حُكْمٌ بِالْجَوَازِ، مِنَ الْجَائِزِ إِلَى اللّزُومِ عِنْدَمَا يَنْتَفِي الْخِيَارُ، فَيَصْبِحُ الْعَقْدُ لَازِمًا، عِنْدَ انْتِفَاءِ الْخِيَارِ، أَيْ: أَنْ يَكُونَ قَدْ رَآهَا، فِي هَذِهِ الْحَالِ يَصْبِحُ الْعَقْدُ لَازِمًا، وَيَلْزَمُ حِينَئِذٍ الْوَفَاءُ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ﴾ [الْمَائِدَةِ: 1].
وَهَذِهِ هِيَ الصُّورَةُ الصَّحِيحَةُ، وَلَكِنَّكَ سَتَتَعَامَلُ مَعَ نَاسٍ يُهِمُّهُمُ الْمَالُ، فَإِنْ قَدَّمْتَ لَهُ الْمَالَ لَنْ يَرُدَّهُ لَكَ، وَلَيْسَ يَتَحَاكَمُ إِلَى الشَّرْعِ وَعِندَمَا تَقُولُ: «هَذِهِ عَوْرَاءُ أَوْ عَرْجَاءُ»، إِلَخ، سَيَقُولُ لَكَ: «أَنَا لَا أَبْقَى أَخْتَارُ لَكَ، خُذْهَا وَانْتَهَى». فَكَيْفَ تَأْتِي أَنْتَ بِهَا وَهِيَ لَا تُجْزِئُ؟ الْمَشَاكِلُ تَأْتِي هَكَذَا وعَلى الْإِنْسَانِ أن يَتَبَصَّرُ بِهَا ابْتِدَاءً.

إِذَا رَأَيْتَهَا، انْتَهَى، نَحْنُ نَقُولُ: إِنَّكَ لَا تَرَاهَا إِلَّا فِي الْوَقْتِ الَّذِي يُسَلِّمُونَهَا لَكَ، نَحْنُ إِنْ رَأَيْنَاهَا وَلَمْ يَكُنْ فِيهَا عُيُوبٌ، انْتَهَى، لَا مُشْكِلَ، وَلَكِنَّكَ لَا تَرَاهَا، ثُمَّ يَوْمَ الْعِيدِ قَدْ تَجِدُ فِيهَا عَيْبًا... فَأَنْتَ إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَذْهَبَ مَعَ هَذَا وَتَجْعَلَ عَلَيْهَا عَلَامَةً، لَكِنَّهُمْ قَدْ لَا يَتْرُكُونَكَ، إِذَنْ، تَجْتَنِبُ هَذَا وَتَزِيدُ مَالًا وَتَشْتَرِي المَحَليّة.

📜سَائِلْ: هَلْ فِي هَذَا غَرَرٌ؟

🎙 جَوَابُ الشَّيْخِ:
لَيْسَ فِيهِ غَرَرٌ، إِنَّمَا فِيهِ خِيَارُ الرُّؤْيَةِ. الْغَرَرُ أَنْ يَقُولَ لَكَ: «قَدْ تَجِدُهَا سَلِيمَةً وَقَدْ تَجِدُهَا مَرِيضَةً». أَمَّا هَذَا فَيَقُولُ لَكَ: «إِنَّهَا سَلِيمَةٌ ابْتِدَاءً»، وَلَكِنْ يَبْقَى لَكَ خِيَارُ الرُّؤْيَةِ...

وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى، وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَإِخْوَانِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا.

📜 الْفَتْوَى رَقْمُ 05 📍 مِنْ مَجْلِسِ الْقُبَّةِ، بَعْدَ فَجْرِ :الإثنين 8 شوال 1446 هـ الموافق لـ 07 أبريل 2025 م

https://www.tgoop.com/tib_hakaik
كم من مريد للخير لم يصبه

[ تعليق على كلام علي الرملي]

لا شكّ أن البيان والتفصيل منهج أهل الحقّ والإطلاق والإجمال منهج أهل الباطل، قال الإمام ابن القيّم -رحمه الله-:

فعليك بالتفصيل والتمييز فالإ ... طلاق والإجمال دون بيان
قد أفسدا هذا الوجود وخبطا الـ ... ـأذهان والآراء كل زمان

وكلام الرملي من هذا القبيل، فقد جاء عاما مطلقا، فخالف بذلك منهج السلف في البيان والتفصيل، فقوله مثلا: "افتتان الإخوة" غير صحيح وجهل بواقع الدعوة السلفية في بلادنا، فالأغلبية الساحقة من السلفيين ليسوا في حيرة من دينهم بل هم على الحقّ الذي مع الشيخ فركوس -حفظه الله- ولم يحيدوا عنه ولم ينتكسوا، ومن كان مع جمعة ولزهر، منهم من رجع للحقّ وتاب ومنهم من ارتمى في أحضان جماعة الإصلاح، ومنهم من هو معلق تائه، وأما كلامه على حزبيهما فهو حقّ لا مرية فيه، وعدم استثناءه دعوة الشيخ فركوس -حفظه الله- في الوصف والحكم غلط فاحش لا يقول به عاقل، فكيف يُسوي بين دعوة إمام مصلح وبين هؤلاء المفسدين، وكل من تتبع الأحداث بإنصاف يعلم يـقينا، أن أسباب الخلاف معهم هي الأخطاء المنهجية والأخلاقية.

فكان الأجدر بالرملي أن يكمل نصيحته -كما سماها- بإرشاد الناس لمن يرجعون له في أمور دينهم ومستجداتهم ولا يتركهم هملا بعدما أقصى عالم البلد على طريقة الحدادية، وليته عرف قدر نفسه ولم يخض في هذا الأمر لبعده عن واقع البلد وعن حال المنتسبين للدعوة فيها، مع كثرة الكذب والتلبيس وقلب الحقائق، وأن يدع الخوض في مسائل البلدان الإسلامية التي يتورع عنها كبار العلماء.

https://www.tgoop.com/tib_hakaik
قال الشيخ العلامة محمد علي فركوس -حفظه الله-:

"وباختصارٍ: فالسلفية منهجٌ ذو طابعٍ شموليٍّ له خاصِّيَّةُ التوسُّط والاعتدال بين المناهج الأخرى، واجتنابِ الجدل المذموم في الدين، ونبذ الجمود الفكريِّ والتعصُّب المذهبيِّ، يحارب البدعَ ويحذِّر منها، يقوم عمله الدعـويُّ على التركيز على إخلاص العبادة لله تعالى ومتابعة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم والتحذير من الشرك وأسبابه ووسائله المؤدِّية إليه، تجتمع كلمة السلفيِّين وتتوحَّد صفوفهم تحت راية التوحيد، إذ لا وحدة إلَّا بالتوحيد ولا اجتماع إلَّا بالاتِّباع، وعلى ضوئهما يفهمون الواقعَ ويهتمُّون بقضايا الأمَّة المصيرية، وعقيدتُهم جازمةٌ بأنَّ مصيرهم المستقبليَّ على الله تعالى، وقد تكفَّل به تعالى إذا ما حقَّقوا تغييرَ ما بأنفُسهم على وَفْق الشرع، وحسْبُهم قوله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ﴾ [الرعد: ١١]، وقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ ٧﴾ [محمَّد]، ملتزمين هذا المنهجَ الربَّانيَّ في الدعوة إلى الله تعالى بالتخلية والتحلية والتطهير والإصلاح.

لذلك كان من الظلم القاسي والخطإ البيِّن أن يسوَّى بين منهجين مختلفين شتَّان ما بينهما، ومنبعُ الخطإ كامنٌ في التسمية واللقب، ولا يخفى أنَّ كلَّ عاقلٍ يُدْرِك أنَّ إطلاق الاسم لا يَلزم منه مطابقةُ المسمَّى ولا يغني عن حقيقته، ومن جهةٍ أخرى فإنَّ التعرُّض للحكم على الشيء قبل تصوُّره ومعرفة حقيقته تسرُّعٌ مظلمٌ لا نور معه، إذ المعلوم تقعيدًا أنَّ «الحُكْمَ عَلَى الشَّيْءِ فَرْعٌ عَنْ تَصَوُّرِهِ»."

[شرف الانتساب إلى مذهب السلف]

https://www.tgoop.com/tib_hakaik
استصغار أهل السنّة والجماعة والتنقّص منهم سبب الافتتان والانتكاس


قال الشيخ العلامة محمد علي فركوس -حفظه الله-:

"إنَّ استصغارَ أهلِ السُّنَّة والجماعة والتنقُّصَ من قدرهم بنبزهم «بالوهَّابية» تارةً، وﺑ «علماء البَلاط» تارةً، وﺑ «الحشوية» تارةً، وﺑ «أصحاب حواشٍ وفروع» تارةً، وﺑ «علماء الحيض والنفاس» تارةً، وﺑ «جهلة فقه الواقع» تارةً، وﺑ «تَلَفِيُّون أتباع ذنب بغلة السلطان» تارةً، وﺑ «العُملاء» تارةً، وﺑ «علماء السلاطين»، ما هي إلَّا سُنَّة المبطلين الطاعنين في أهل السُّنَّة السلفيين، ولا تزال سلسلة الفساد متَّصلةً لا تنقطع يجترُّها المرضى بفساد الاعتقاد، يطلقون عباراتهم الفَجَّة في حقِّ أهل السُّنَّة والجماعة، ويلصقون التهم الكاذبة بأهل الهدى والبصيرة، لإبعاد الناس عن دعوتهم، وتنفيرهم عنها وصدِّهم عمَّا دعَوْا إليه، والنظر إليهم بعين الاحتقار والسخط والاستصغار، وهذا ليس بغريبٍ ولا بعيدٍ على أهل الباطل في التجاسر على العلماء وما يحملونه من علمٍ ودينٍ باللمز والغمز والتنقُّص، فقد طُعن في النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بألقابٍ كاذبةٍ ووُصِف بأوصافٍ خاطئةٍ، قال تعالى: ﴿كَذَٰلِكَ مَآ أَتَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُواْ سَاحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٌ ٥٢ أَتَوَاصَوۡاْ بِهِۦۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٞ طَاغُونَ ٥٣﴾ [سورة الذاريات]، وقد جاء هذا الخُلُق الذميم على لسان رجلٍ من الخوارج في قوله للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «اعْدِلْ»(١٠)، وقال آخَرُ منهم لعثمان رضي الله عنه ـ عندما دخل عليه ليقتله ـ: «نعثل»(١١). قال: الشاطبي: «ورُوِي أنَّ زعيمًا من زعماء أهلِ البدعِ كان يريد تفضيلَ الكلام على الفِقه، فكان يقول: إنَّ عِلم الشافعيِّ وأبي حنيفةَ جُملته لا يخرج من سراويل امرأة» فعلَّق عليه قائلًا: «هذا كلامُ هؤلاء الزائغين، قاتلهم الله»(١٢).

والطعن في ورثة الأنبياء بريد المروق من الدِّين، ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٦٣﴾ [سورة النور]، ومتى وُجدت أُمَّةٌ ترمي علماءَها وصفوتَهَا بالجهل والتنقُّص فاعلم أنهم على بابِ فتنةٍ وهَلَكةٍ، وأيُّ سعادة تدخل على أعداء الإسلام بمثل هذا الأذى والبهتان."

[من كلمة الشهرية في موقع الشيخ برقم ٢١]

https://www.tgoop.com/tib_hakaik
2025/07/09 19:44:50
Back to Top
HTML Embed Code: