Telegram Web
وَكَفى بِرَبِّكَ هادِيًا وَنَصيرًا

بعد جهود المعترض وتنظيمه لأزيد من سنة في محاولة تشويه سمعة الشيخ العلامة فركوس -حفظه الله- وتنفير الناس عنه بالكذب والتلبيس داخل البلاد وخارجها، وقد انساق وراء هذه الحملة الشعواء للأسف بعض مشايخ بلاد الحرمين فتهجموا على الشيخ وعلى فتاويه بالتخطئة المجردة عن الدليل ونعتوه بأقبح الأوصاف، إلّا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل لأن الحقّ أبلج والباطل لجلج، وعاملهم الله بنقيض قصدهم فزاد الله الشيخ رفعة وقبولا لدعوته المبنية على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح، وخير دليل على ذلك حلقات الشيخ الرمضانية الأخيرة والتي بلغت ١٠ مجالس أين شهدت حضور عدد كبير من السلفيين فامتلأ المسجد واكتضت الطرقات بالوفود الكبيرة من كلّ أنحاء البلاد وكلهم شوق للقاء الشيخ العلامة لينهلوا من علمه الغزير وسمته فخاب سعي المعترض ومن معه ورجعوا أدراجهم بخفي حنين.

ونقول لهؤلاء الحاسدين الكاذبين لطالما كذبتم على النّاس وسوقتم لباطلكم وزعمتم بأن الطلبة انفضوا من حول الشيخ ها قد ظهر الحقّ وزهق الباطل واحذروا أن تشملكم الآية ﴿وَكَذلِكَ جَعَلنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ المُجرِمينَ وَكَفى بِرَبِّكَ هادِيًا وَنَصيرًا﴾[الفرقان: 31]

وقد انتشر البارحة خبر توقيف مجالس الشيخ -ردّها الله إلينا بفضله وإحسانه- لأسباب معلومة ككثرة الحضور وغيرها، إلّا أن هذا لا يمنع الشيخ العلامة من مواصلة دعوته وطريقه الإصلاحي والمؤمن كالغيث أينما حلّ نفع، فقد منع قبله أئمة الإسلام من التحديث وضُيّق عليهم كما حصل للإمام أحمد لما منع من المجالس لم يتوقف عن التحديث وتنقل بقي بن مخلد من الأندلس إلى العراق لأخذ العلم عنه متنكرا في زيّ متسول، وفي عصرنا الحاضر منع الإمام الألباني -رحمه الله- من التدريس فعقد المجالس في البيوت وغيرها وعاد إلى التأليف ونشر وطبع الكتب وهذا فيه خدمة للدين الحنيف نرجو من الله التوفيق والقبول كما قال رحمه الله.

وهذا هو دأب الشيخ فركوس -حفظه الله- فدعوته مستمرة بإذن الله تعالى في النشر والتأليف وإصدار الفتاوى عبر موقعه والإجابة عن الأسئلة عبر الهاتف وعقد مجالس العلم متى سنحت له الفرصة سالكا بذلك طريق الأئمة الأعلام فطرق نشر العلم كثيرة، ونسأل الله تعالى أن يحفظ شيخنا وأن يزيده من فضله وأن يرفعه في الدنيا والآخرة.

https://www.tgoop.com/tib_hakaik
تناقض ملبّس الصنوبر البحري في وقت دخول الفجر الصادق واستخفافه بعقول أتباعه

قال ملبّس الصنوبر البحري: "ليكن في علمكم ماهوش الإخوة ما شافوش مليح والآن شافو مليح لا لا هي توقيت الرزنامة تغير... والحمد لله هذا شيء طيب يشكرون عليه"

من عجائب وغرائب الملبّس وتخليطه في دين الله ولو تعلق الأمر بصحة الركن الثاني للإسلام وهي الصلاة، والأعجب منه استخفافه بعقول أتباعه حتى صاروا يصدقون الكذب الصريح والتناقض العجيب فالملبس كان يقول بعدم دخول وقت صلاة الفجر إلا بعد ١٠ دقائق في الشتاء و ١٥ دقيقة في الصيف نقلا عن مصطفى بن وقليل، ومؤخرا نقض شهادته بأن وقت الفجر الصادق موافق لتوقيت الرزنامة ونقل ذلك أيضا عن مصطفى بن وقليل؟! وعلل ذلك بأن توقيت الرزنامة تغيّر؟! وهذه كذبة صلعاء وتجرؤ على الفتيا فتوقيت الرزنامة لم يتغير وفي الملفات المرفقة مواقيت الصلاة من التطبيق الرسمي لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجزائر وأخذنا مثال مواقيت الصلاة ل ١ أفريل من ٢٠١٨ إلى ٢٠٢٣ نصراني فوجدنا أن وقت الفجر لم يتغيّر -اللهم إلا دقيقة أو دقيقتين- وفتوى الملبس الأولى كانت حوالي ٢٠٢٠ والأخيرة هذه السنة فما الذي تغيّر؟
الرزنامة لم تتغيّر وإنما الذي تغيّر هو الملبّس الذي أصابته الفتنة فأصبح ينكر ما كان يعرف ويعرف ما كان ينكر وهمه الوحيد هو مخالفة عالم البلد والانتقام منه ولو على حساب دينه ودين أتباعه نعوذ بالله من الحور بعد الكور.

https://www.tgoop.com/tib_hakaik
درس التراويح بين تأصيل العلماء الربانيين وبين جهل المعترض

أصبح همّ المعترض ومن على شاكلته تخطئة الشيخ العلامة فركوس -حفظه الله- فهم يتكلفون في إيجاد الأخطاء بل ويختلقونها لسوء طويتهم وجهلهم، وشبهتهم هذه المرة نسبتهم للشيخ القول ببدعية الدرس الذي يقام قبل صلاة العشاء والتراويح مطلقا وهذا كذب وافتراء وجهل عريض بكلام العلماء.

الشيخ -حفظه الله-أفتى في هذه المسألة منذ عدة سنوات وهو يفصّل في درس التراويح فإذا أنشأ إمام المسجد درسا قبل صلاة التراويح في رمضان فقط فهذا يعدّ تخصيصا يحتاج إلى دليل وهو من البدع الإضافية فإضافة الدرس إلى صلاة التراويح كإضافة الأذان إلى صلاة العيد فالأذان مشروع وإضافته إلى العيد ليس له مستند شرعي، وإدخال الدرس على التراويح قد يفهم منه عوام الناس أنه داخل مع القيام ولا يكتمل إلاّ به أي لا يحصل الأجر كاملا إلاّ به ويزيد هذا الاعتقاد تأكدا عندما فرضته الجهات الوصية، وأما من كانت عادته التدريس في ذلك الوقت طوال السنة فله أن يستمر في درسه في ذلك الوقت وإن كان الأفضل أن يغيّره إلى وقت آخر كبعد صلاة العصر مثلا.

هذا ملخص ما ذكر الشيخ في عدة مجالس، أما المعترض ومن على شاكلته فالأولى الإعراض عن مجاراتهم فقد أعماهم الحقد والحسد حتى صاروا يجادلون بالباطل في المسائل الواضحة ويخالفون القواعد العلمية وتأصيلات العلماء الكبار.

https://www.tgoop.com/tib_hakaik
بعض الجهّال نصّب نفسه للرد على شيخنا أبي عبد المعز -صباح مساء- بالكذب الواضح والجهل الفاضح، ولكنّ الله متمّ نوره

قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله:

"...قيام رمضان شُرع فقط لزيادة التقرب إلى الله عز وجل بصلاة القيام، ولذلك فلا نرى نحن أن نجعل صلاة_التراويح_يخالطها_شيء_من_العلم_والتعليم ونحو ذلك، وإنما ينبغي أن تكون صلاة_القيام_محض_العبادة، أما العلم فله زمن، لا يحدد بزمن، وإنما يراعى فيه مصلحة المتعلمين، وهذا هو الأصل وأريد من هذا أن من إتخذ عادة أن يعلّم الناس ما بين كل أربع ركعات مثلا في صلاة القيام، إتخذ ذلك عادة، فتلك محدثة مخالفة للسنة ...".

[مفرغ من شريط سلسلة الهدى والنور رقم 693 ـ الدقيقة 28 ومابعدها]

[منقول]

https://www.tgoop.com/tib_hakaik
جديد فتاوى شيخنا العلامة المجدد الفقيه الأصولي أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله ورعاه وسدد خطاه


الفرق في لفظ «التَّقديس» بين المعنى المردود والمحمود

السؤال:

ما قولُكم ـ حَفِظكم الله ـ فيمَنْ يُنكِر علينا محبَّةَ أهلِ الفضل والعِلمِ وتقديرَهم وتوقيرَهم بما يستحقُّون، والأخذَ بنصائحهم وتوجيهاتهم مُدعَّمةً بالنُّصوص والأدلَّة، ومحلُّ الإنكار في نظرهم: هو جعلُ الثِّقةِ المُطلَقةِ العمياءِ في آرائهم واجتهاداتهم، وعَدُّوا ذلك مِنَ التَّقديسِ، مُبرِّرين ذلك بأنَّ الدَّعوةَ السَّلفيَّة تمنعُ تقديسَ الرِّجال، ومنهجُها مبنيٌّ على محاربةِ هذا التَّقديسِ، فهل قولُهُم هذا صحيحٌ على إطلاقه أم أنَّ فيه تفصيلًا؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فإنَّ لفظَ التَّقديسِ قد يأتي بمعنى التَّعظيم والتَّبجيلِ على سبيل العبادة ومعنى التَّنزيه عن النَّقائص كُلِّها، ويقال مَثَلًا: «قدَّس اللهَ»: عظَّمه وبَجَّله ونزَّهه عمَّا لا يليق بألوهيَّته، وأَبعدَه عن كُلِّ عيبٍ ونَقصٍ وعجزٍ وسوءٍ، وغايةُ التَّعظيمِ وكمالُه لا يجوزُ إلَّا للهِ سبحانه وحده لا شريكَ له، فهو المُستحِقُّ وحدَه لأعظم التَّقديسِ وتمامِه، وهو المحمودُ على كُلِّ شيءٍ لذاتِه؛ فمَنْ عظَّم غيرَ الله مِنْ دونِه مِنَ العلماء والأولياء والزُّعَماءِ وغيرِهم أو أَحبَّه محبَّةَ تقديسٍ وعبادةٍ أو تنزيهٍ عن كُلِّ نقصٍ وعيبٍ وقَعَ في شِركِ اللهِ فيما لا يَلِيقُ إلَّا به مِنْ حقٍّ أو وصفٍ؛ فإِنْ قُصِد بالتَّقديس في السُّؤال هذا المعنى المحرَّمُ فهو حقٌّ إنكارُه، لأنَّه تعظيمٌ جاوزَ المشروعَ الَّذي لم يأذن به اللهُ، لا لمُجرَّدِ كونه تقديسًا، بل لخصوص المعنى المذمومِ الذي تَضمَّنَه خصوصُ هذا التَّقديسِ؛ علمًا «أنَّ التَّقديسَ لا يختصُّ به سبحانه، بل يُستعمَل في حقِّ الآدميِّين، يقال: فلانٌ رجلٌ مُقدَّسٌ: إذا أُريدَ تبعيدُه عن مُسقِطاتِ العدالةِ ووصفُهُ بالخيرِ»(١).

وقد يأتي لفظُ التَّقديسِ بمعنَى التَّطهير وإثباتِ طهارَتِه وبراءَتِه مِنْ بعض النقائص القادحة ومُبارَكةِ اللهِ له أو فيه، ويقتضي معنَى الهَيبَةِ والتَّوقير والاحترامِ والتَّبجيلِ والتَّقدير، فيقال مَثَلًا: «هابَ الطَّالبُ أستاذَه، هاب الطَّالبُ مِنْ أستاذِه: قدَّسه: عظَّمه ووقَّره وأجَلَّه»(٢)، وتقديسُ الرَّجُلِ: تطهيرُه ومبارَكتُه؛ ويشهد لهذا المعنى قولُ النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «كَيْفَ يُقَدِّسُ اللهُ أُمَّةً لَا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟»(٣)، أي: كيف يطهِّرهم؟ فهذا المعنى إنْ صادف محلَّه ولم يجاوز الحدَّ المشروعَ ولا القَدْرَ الذي يَستحِقُّه المقدَّسُ فلا يُذَمُّ مِنْ صاحبه المُقدِّس، فمَنْ عظَّم العُلَماءَ ـ مَثَلًا ـ وأَجلَّهم ونافح عنهم بالحقِّ فحمَلَ كلامَهم على المَحمَلِ الحسنِ إذا كان مُحتمِلًا، وعذَرَهم فيما أخطؤوا فيه عن اجتهادٍ، ولم يأخذ عنهم خطَأَهم إذا تَبيَّن له أنهم أخطؤوا، بل ردَّه عليهم بالتي هي أحسنُ مِنْ دونِ أَنْ يقع فيهم بالقدحِ تحاملًا عليهم إذا لم يظهر منهم ميلٌ إلى الهوى والبَغيِ، فلا شيءَ في هذا التَّقديسِ عن اتِّباعِ الهوى، بإثباتِ كونهم اجتهدوا في طلب الحقِّ وفاتَتْهم الإصابةُ، لأنَّ هذا هو الواقع.

ومَنْ أَحبَّ في اللهِ أهلَ الإيمان والعلمِ والخيرِ، ووقَّرهم وعظَّمهم وقدَّرهم وارتبطت محبَّتُه بما يحبُّه اللهُ فهو مأجورٌ عليه، لأنَّ المعلومَ أنَّ كُلَّ مؤمنٍ يستحقُّ مِنَ المَحبَّة والتَّقدير والتَّوقير والتَّبجيلِ بحَسَبِ منزلتِه في الإيمان والتَّقوى، وبقدرِ ما فيه مِنَ الولايةِ والخيرِ، وبقدرِ مُوافقتِه لشرعِه؛ وإنَّما يَستحِقُّ ذلك بالطَّريقةِ الَّتي شرَعَها اللهُ لتعظيمِه، فإِنْ قُصِد بالتَّقديس هذا المعنى المشروعُ فإنَّ الدَّعوةَ السَّلفيَّةَ لا تمنعُ تقديرَ أهلِ الإيمانِ والعلمِ والفضلِ ومحبَّتَهم وتوقيرَهم وتبجيلَهم على مكانتهم ومنازلهم، بل تأمر بذلك لكونهم ورَثَةَ الأنبياء أو بحَسَبِ ما لَهم مِنْ مكانةٍ عند الله، إذ لا تَعارُضَ ـ ألبتَّةَ ـ بين محبَّة الله تعالى القائمة على التعظيم والعبادة والتنزيه مِنَ الشِّرك والعجز والنَّقص، وبين محبَّة أوليائه مِنْ أهلِ الإيمان والتَّقوى والعلمِ والصَّلاحِ في الله، لارتباط محبَّتهم وتعظيمِ مكانتهم بما يحبُّه اللهُ ويرضاه.

ولهذه المادَّةِ ومُشتقَّاتِها في اللُّغة مَعانٍ أُخَرُ تَقدَّم ذِكرُ بعضِها.

فالحاصل:
أنَّ ثَمَّةَ فرقًا بين تقديسِ الرِّجال وآرائِهم بمعنَى أنَّه يُعظِّمُ الأشخاصَ والألقابَ بحيث يرفعُهم فوق مَقامِهم أو يُثبِتُ لهم ما ليس لهم، فيَنبهِرُ بهم، ويُحبُّهم حُبًّا لا يقبل نقاشًا ولا اعتراضًا، ويُنزِّههم مِنَ النُّقصان والعيوب والأخطاء والزَّلَّات التي تَثبُت لهم؛ ويُمرِّر هفواتِهم وهَنَاتِهم الثابتةَ عليهم دون انتقادٍ ولا توقُّفٍ، إذ لا يُتصوَّر ـ أصلًا عنده ـ طروءُ الغلطِ والخطإ على أقوالهم، بل يَعتقدُ فيهم العصمةَ والكمالَ على الوجه الذي لا يَثبُت إلَّا للأنبياء، فيقلِّدهم تقليدًا أعمَى خاليًا مِنَ التَّبصُّر والرَّويَّة، بل يُقلِّدهم فيما يُعايِنُ ـ بيقينٍ ـ الصوابَ في خلافه، ويطيعهم طاعةَ مَذلَّةٍ وخنوعٍ وخضوعٍ ولو خالفوا نصوصَ الكتاب والسُّنَّة مُقدِّمًا لأقوالهم عليها، وهذا النَّوعُ المذمومُ مِنْ تقديس الرِّجال هو الذي تحاربه الدَّعوةُ السَّلفيَّةُ، وهو المُتبادِرُ عند الإطلاق والذي ينبغي أَنْ يكون المُرادَ بالطَّرح عند مَنْ يستعمل هذه اللَّفظةَ على سبيل الاستنكار في موضعه مِنْ أهل السُّنَّة، وهذا النَّوعُ المَذمومُ مِنَ التَّقديسِ لا ينفكُّ عن دِين الصُّوفيَّة والشِّيعة وغيرِهم وخاصَّةً مِنْ أهل العلمِ الفاسدِ أو العملِ الطَّالحِ: مِنَ المُتملِّقين المَفتونين بصُنَّاعِ القرار وأهلِ الحَلِّ والعَقد ورجالِ الغلبةِ والإدالة والتَّأثير على وجهِ المُداهنةِ والخضوعِ؛ ولا يخفى أنَّ المقدَّسَ مِنَ الأئمَّةِ لا يرضى بتقديسِ مَنْ يُقدِّسُه بالباطلِ فيرفعُه فوقَ مَقامِه ويُعطيه ما ليس له ويَغلو فيه، وهو بريءٌ مِنْ ذلك، ولا تَلحقُه تبعةُ التَّقديسِ الباطل الذي لا يرضاه، لا سيَّما إِنْ كان منه محذِّرًا.

بينما تقديسُ الرِّجال بمعنَى أنَّه يُوقِّرُهم ويعظِّمهم، ويُنزِلُهم مَنازِلَهُم، ولا يُثبِتُ لهم ما ليس لهم، ويقدِّرُ اجتهاداتِهم وآراءَهم وجهودَهم، أي: أنَّه يُحِبُّهم محبَّةَ تقديرٍ وتوقيرٍ وتبجيلٍ بحَسَب منزلتِهم في الإيمان والتَّقوى والعلم دون غُلُوٍّ ولا جفاءٍ، فيسيرُ معهم على علمٍ وهدًى، ويقف بينهم وقفةَ عدلٍ عند إدراكِ وجه الصَّواب، مع ردِّ الخطإ إِنْ وُجِد، وتِبيانِه لهم بأدبٍ واحترامٍ وإنصافٍ، ويطيعُهم فيما أصابوا فيه، مع اعتقادِه أَنْ ليس لهم مِنَ الطَّاعةِ إلَّا لأنَّهم مبلِّغون عن الله شرعَه ودِينَه؛ لأنَّ الطَّاعةَ المُطلَقةَ العامَّةَ إنَّما هي للهِ ورسولِه صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم، فهذا النَّوعُ المحمودُ مِنْ معنَى التقديسِ ـ وهو ما كان في حدودِ المشروعِ ـ لا ينبغي أَنْ يكون غرضًا للإنكارِ والردِّ ولا هدفًا لِلِاستهجانِ والمُحاربةِ.

هذا، ويجدر التنبيهُ ـ في هذا المَقام ـ إلى أَنْ يَحذَر المُخلِصُ الصَّادق مِنْ تلبيساتِ أهل المَكرِ والخداعِ والحسدِ الذين يموِّهُون الحقَّ ويزيِّنون الباطلَ؛ ومِنْ زُخرفِ قولهم: إطلاقُ التَّقديس بالمعنى المَردود على مَنْ يتَّصِف بمعناه المَحمود، يَلبِسُون الحقَّ بالباطل تشويهًا لأهل الحقِّ ونصرةً لباطلهم، وانتقامًا مِنْ كُلِّ مَنْ يقف موقفَ الحقِّ والصِّدق في الدَّعوة إلى الله، وقد أعجبني كلامُ الإمامِ السِّعديِّ ـ رحمه الله ـ حيث قال ـ في مَعرِض تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗاۚ وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا يَفۡتَرُونَ ١١٢﴾ [الأنعام] ـ: «يقولُ تعالى ـ مسلِّيًا لرسولِه محمَّدٍ صَلَّى الله عليه وسَلَّم ـ وكما جعَلْنَا لكَ أعداءً يردُّون دعوتَكَ ويحاربونَكَ ويحسُدونَكَ، فهذه سُنَّتُنَا: أَنْ نجعلَ لكُلِّ نبيٍّ نُرسِلُهُ إلى الخَلْقِ أعداءً مِنْ شياطينِ الإنسِ والجِنِّ، يقومونَ بضِدِّ ما جَاءتْ بهِ الرُّسُلُ: ﴿يُوحِي بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورٗا﴾ أي: يُزيِّنُ بَعضُهم لِبَعضٍ الأَمرَ الَّذِي يَدْعونَ إليهِ مِنَ البَاطِلِ، ويُزَخرِفونَ لهُ العِباراتِ حتَّى يجعلوهُ في أحسنِ صورةٍ، ليَغترَّ به السُّفهاءُ، وينقادَ لهُ الأغبياءُ، الَّذِينَ لا يفهمونَ الحقائقَ ولا يفقهونَ المعاني، بل تُعجِبهم الألفاظُ المُزخرَفةُ والعباراتُ المُمَوَّهةُ، فيعتقدونَ الحقَّ باطلًا والباطلَ حقًّا، ولهذا قال تعالى: ﴿وَلِتَصۡغَىٰٓ إِلَيۡهِ﴾ أي: ولِتَميلَ إلى ذلك الكلامِ المُزَخرَفِ ﴿أَفۡـِٔدَةُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ﴾؛ لأنَّ عدَمَ إيمانِهم باليومِ الآخِرِ وعدَمَ عقولِهِم النَّافعةِ يحمِلُهم على ذلك، ﴿وَلِيَرۡضَوۡهُ﴾ بعدَ أَنْ يُصغوا إليهِ، فيُصغُون إليه أوَّلًا، فإذا مالوا إليهِ ورَأَوْا تلكَ العباراتِ المُستحسَنةَ رَضُوهُ وزُيِّنَ في قلوبِهم، وصارَ عَقيدةً راسخةً وصِفَةً لازمةً، ثُمَّ يَنتُجُ مِنْ ذلكَ أَنْ يَقترِفوا مِنَ الأعمالِ والأقوالِ ما هُم مُقترِفونَ، أي: يأتونَ مِنَ الكذِبِ بالقولِ والفعلِ ما هو مِنْ
لوازمِ تلكَ العقائدِ القبيحةِ، فهذهِ حالُ المغترِّينَ بشياطينِ الإنسِ والجنِّ، المُستجيبينَ لِدعوَتِهم.

وأمَّا أهلُ الإيمانِ بالآخرةِ، وأُولُو العقولِ الوافيَةِ والألبابِ الرَّزينةِ، فإنَّهم لا يغترُّونَ بتلكَ العباراتِ، ولا تَخلُبهم تلك التَّمويهاتُ، بل هِمَّتُهم مصروفةٌ إلى معرفةِ الحقائقِ، فينظرونَ إلى المَعاني الَّتي يدعو إليها الدُّعاةُ، فإِنْ كانت حقًّا قَبِلوها وانقادوا لها ولو كُسِيَتْ عباراتٍ رديَّةً وألفاظًا غيرَ وافيةٍ، وإِنْ كانت باطلًا رَدُّوها على مَنْ قالها ـ كائنًا مَنْ كان ـ ولو أُلبِسَتْ مِنَ العباراتِ المُستحسَنةِ ما هو أرقُّ مِنَ الحرير.

ومِنْ حكمةِ اللهِ تعالى في جعلِهِ للأنبياءِ أعداءً، وللباطلِ أنصارًا قائمينَ بالدَّعوةِ إليه: أَنْ يحصُلَ لعبادهِ الابتلاءُ والامتحانُ، ليتميَّزَ الصَّادقُ مِنَ الكاذبِ، والعاقِلُ مِنَ الجاهلِ، والبصيرُ مِنَ الأعمى؛ ومِنْ حكمتهِ: أنَّ في ذلك بيانًا للحقِّ وتوضيحًا لهُ، فإنَّ الحقَّ يستنيرُ ويتَّضِحُ إذا قامَ الباطلُ يصارعُه ويقاومُه، فإنَّهُ ـ حينَئذٍ ـ يتبيَّنُ مِنْ أدلَّةِ الحقِّ وشواهدِه الدَّالَّةِ على صدقِه وحقيقتهِ، ومِنْ فسادِ الباطلِ وبُطلانهِ، ما هو مِنْ أكبرِ المَطالبِ الَّتي يتنافسُ فيها المُتنافسونَ»(٤).

وعلى المرءِ ـ والحالُ هذه ـ أَنْ يراقبَ اللهَ تعالى في كُلِّ ما يلفِظُه مِنْ كلامِه، وأَنْ يتَّصِفَ بخُلُقِ العدلِ والإنصافِ بين النَّاسِ، ولو مع الخَصمِ أو المخالفِ، سواءٌ كان كافرًا أو مُبتدِعًا، فإنَّه يجبُ العدلُ فيه، وقَبولُ ما يأتي بهِ مِنَ الحقِّ لأنَّه حقٌّ، وردُّ ما يأتي به مِنَ الخطإ أو الباطل لأنه باطلٌ، لا لأنَّه قولُ الموافق أو المخالفِ؛ ولا يخفى أنَّ ردَّ الحقِّ مِنْ أجل الخصومة أو المخالَفةِ كِبرٌ على الحقِّ، وظلمٌ، ونقصٌ في التَّقوى؛ قال تعالى: ﴿يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَ‍َٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعۡدِلُواْۚ ٱعۡدِلُواْ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ٨﴾ [المائدة].

والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: ٢٢ شعبان ١٤٤٤هـ
المُـوافق ﻟ: ١٥ مارس ٢٠٢٣م


(١) «مُعجَم الفروق اللُّغويَّة» للعسكري (١٢٥).

قلت: وهذا التقديس في الأشخاص، ويُستعمَل ـ أيضًا ـ في الأشياء: مِنَ الأماكن والأزمان والاجتماعات كالكعبة المشرَّفة، والصَّفا والمروةِ، وعَرَفةَ، والمساجدِ الثلاثة وغيرِها، وأيَّامِ الحجِّ، وأيَّامِ التشريق، وشهرِ رمضانَ، والاجتماعِ لصلاة الخسوف والكسوف والاستسقاء وما إلى ذلك، وهذه إنَّما يكون تعظيمُها مقيَّدًا بما عظَّمها اللهُ به ورسولُه مِنْ غيرِ مجاوزةِ الحدِّ المشروعِ، لأنَّها عباداتٌ توقيفيَّةٌ لا يضاف إليها شيءٌ ولا يزاد، ولا ينقص ولا يُستدرَك إلَّا بدليلٍ مِنَ الكتاب والسُّنَّة.

(٢) «مُعجَم اللُّغة العربيَّة المعاصرة» د. أحمد مختار عبد الحميد (٣/ ٢٣٨١).

(٣) أخرجه ابنُ ماجه في «الفِتَن» بابُ الأمرِ بالمعروف والنَّهيِ عن المُنكَر (٤٠١٠)، مِنْ حديثِ جابرٍ رضي الله عنه؛ وبنحوه عن عائشة وخولةَ الأنصاريَّةِ وأبي سعيدٍ وبُرَيْدةَ وعبدِ الله بنِ عمرو بنِ العاص ومعاويةَ وابنِ عبَّاسٍ ومُخارِقٍ الشَّيْبانيِّ رضي الله عنهم. والحديث صحَّحه الألبانيُّ في «صحيح الجامع» (٢٤٢١، ٤٥٩٧، ٤٥٩٨).

(٤) «تفسير السِّعدي» (٢٦٩).
..........

رابط الفتوى:

https://ferkous.com/home/?q=fatwa-1336
إذا عُرف السبب بطَل العجب

هذا جواب على المدعو عطاء الله الذي سار على خطى الصعافقة الأول والجدد في تصديق اتهام الشيخ العلامة فركوس -حفظه الله- بتهم واهية لا أساس لها من الصحة، ومن راجع حسابه وجد عنده غلوا في مدح وإطراء الرجال طمعا في دنيا يصيبها، والحقّ الذي عليه الشيخ لا يخدم الكثير من أصحاب المصالح والمنافع الدنيوية الذين صَعُب عليهم الصدع بالحق والدفاع عنه فراحوا يبرِرون لمواقفهم المخذِّلة بمثل هذه التصريحات الجائرة والبعيدة كل البعد عن الواقع والموقف السلفي الذي لا يُساوَم بحطام الدنيا.

قال عطاء الله: "فالواجب على الشيخ أن يتبرأ بوضوح من السروريين والقطبيين الذين يدافعون عنه، ولا يكفون عن الطعن في علمائنا وأمرائنا"

من هم هؤلاء السروريين والقطبيين الذين يجب على الشيخ أن يتبرأ منهم؟ وما هو دليلك على قطبيتهم وسروريتهم؟ وهل الشيخ مسؤول على جميع ما يُكتب في وسائل التواصل؟
إن كنت تقصد فتوى الإنكار العلني، فالشيخ -حفظه الله- بيّن شروط وضوابط إنكار المنكر على الولاة مفارقا بذلك منهج السرورية، وملخصه أن يكون سرا وهذا هو الأصل فإن تعذر فيجوز جهرا إذا أمنت المفسدة من غير تشهير ولا تعيير، وقد وافق الشيخ في هذا الصحابة والأئمة الكبار، وإن وُجد من خالف ما قرره الشيخ في فتاويه وتوجيهاته فهو لا يمثّل إلا نفسه.

قال عطاء الله: "...وأن يتراجع عن كلامه في اللجنة الدائمة، وكلامه في دولة التوحيد"

الواجب عليه هو أن يتبيّن من هذا البهتان قبل أن يبني عليه كل هذه القواعد، لا أن يتسرع ويركب موجة المنحرفين الطاعنين في شيخه - كما يزعم - بلا دليل ولا برهان، فسيرة الشيخ فركوس وكتاباته كلها عكس ما يروجه هو ومن تبعهم ظلما وعدوانا.
وسبق أن تبرأ الشيخ من هذه كلها صراحة وفي عدة مناسبات، كما قال في توضيح له: "هذا، وينبغي في هذا المقام ـ بدون مجاملةٍ أو تزلُّفٍ أو خوفٍ ـ أَنْ أقول: ما كان لأبي عبد المُعِزِّ أَنْ يتنكَّر لبلادِ الحرمين الشريفين، حيثُ أخذتُ مِنْ مَعينِ المدينةِ النَّبويَّة العلومَ النَّافعَةَ؛ وتدرَّجْتُ في مدارجِ العلمِ والكمالِ، وما كان لي أَنْ أَجحدَ المنافعَ الرُّوحيَّةَ: مِنَ الحجِّات والعُمَرِ والمجالسِ العلميَّة الَّتي كُنتُ أنعمُ بها بفضل الله طيلةَ أيَّامِ الطلبِ في الأراضي السّعوديَّة، فهذه البلاد تُعَدُّ ـ في حقيقة الأمر ـ ثمرةً مِنْ ثمارِ الدَّعوةِ الإصلاحيَّةِ للمجدِّدِ محمَّد بنِ عبد الوهَّاب ـ رحمه الله ـ الَّتي انعكسَتْ آثارُها الإصلاحيَّة المَرْضيَّة على جميعِ مَناحِي الحياةِ، سواءٌ في الجانبِ العقديِّ مِنْ جهةِ تحقيقِ العبوديَّةِ الخالصةِ لله تعالى وَحْدَه لا شريكَ له، أو مِنْ جهةِ نشرِ السُّنَّةِ ومحاربةِ البدَعِ، ونشرِ العلمِ ومحاربة الجهلِ، أو مِنْ جهةِ الْتِزامِ منهجِ السَّلفِ الصَّالحِ في القولِ والعملِ وإظهارِهِ وتحكيمِ شرعِ الله لا سيَّما في القضاءِ والحُدودِ والعقوبات وغيرها، فضلًا عن إسهامها في تحقيقِ الجماعةِ الشَّرعيَّةِ القائمةِ على الطَّاعةِ في المعروفِ، وتحريمِ الخروجِ على الوُلَاة والمنازعةِ فيها وفي سائر بلاد المسلمين، وقِيامِ التَّناصُحِ بين الرَّاعي والرَّعيَّةِ على ما تجري عليه نصُوصُ الكتابِ والسُّنَّةِ.
والله الموفِّقُ والهادي إلى سواءِ السَّبيل."

قال عطاء الله: "والواجب على الشيخ ألا يضع نفسه في موضع التهمة، هذه الوصية هي وصيته هو لنا، والتي سمعتها منه أنا شخصيا مرارا وتكرارا"

كلامك هذا نتيجة تصديقك لكذب أهل التلبيس الذين يعتمدون على المكر والبهتان وإلصاق أخطاء الغير بالشيخ مع أن بعض الإخوة ممن نُسب للشيخ تراجع وتاب من خطئه، والواجب عليك يا عطاء الله التثبت وأن تكون مع أصحاب القلوب السليمة والمواقف المعتدلة، لما يسمعون البهتان في عالم - سيرته كلها نصرة للحق ونشرا للسنة وحربا على الباطل -لا يقبلونه خاصة لما يصدر من جهات عُرفوا بالكذب والبهتان والانحراف عن المنهج السلفي.

https://www.tgoop.com/tib_hakaik
دعوة شيخنا سلفية أثرية، هادية هادئة، لا دعوة قطبية سرورية صاخبة، وهذا يدركه من قديم الزمان إلى يوم الناس الكثير من طلبته وتلامذته الذين هم اليوم في مناصب أدبية ودعوية من أستاذة جامعيين وأئمة ومعلمين، ممن تعلموا واستفادوا واستناروا من الشيخ حفظه الله منهج الوسطية والاعتدال على ضوء الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة، لاسيما في باب معاملة ولاة الأمور، ومراعاة المصالح الكبرى ومقاصد الشريعة....، حتى أن بعض طلبته ممن عودي وحورب من القطبيين والتكفيريين والحزبيين... بسبب دعوتهم إلى المنهج السلفي الحق الذي يدعو إليه شيخنا حفظه الله، ولعل الذي يشهد على ذلك ممن ألبس اليوم شيخنا لباس الزور والبهتان القطبية والسرورية المزعومة، ولا مجال لإنكار ذلك لأن شهودنا على ذلك أحياء يرزقون.

وعجبي لا ينقضي، وسبحان ربي، كيف تخفى هذه القطبية المزعومة عن مجموع طلبة الشيخ المؤهلين منهم والمتمكنين وهم كثر والحمد لله من قديم الزمان إلى يومنا هذا و يتفطن لها اليوم آحاد أولئك الذين وللأسف قرؤوا للشيخ بعين السخط وسوء الفهم والقصد فأبدت لهم المساوئ والظلم والزور والبهتان والله المستعان.

فإلى أولئك المنتظرين وغير المنتظرين نذكرهم واعظين و مشفقين بما قاله الشيخ حفظه الله لأولئك يومئذ، ونقولها اليوم لهؤلاء: "وإنِّي أبرأ إلى الله تعالى مِنْ تهمة التَّكفير والتَّنظيم والزَّعامة وغيرِها ممَّا أنا منها بريءٌ براءةَ الذِّئب مِنْ دمِ ابنِ يعقوب عليهما السَّلام، وعليه فكُلُّ مَنْ جَرَتْ على لسانه ـ طعنًا وظلمًا في شخصي ومنهجي ـ فلا أجعله في حِلٍّ، وأنا خصمُه يومَ القيامة".

ألا فاتقوا الله تعالى، والعاقل الحصيف يكفيه القليل، والحمد لله لله رب العالمين.

كتبه : أبو أنس سمير بوقرة.

جزاه الله خيرا كلام متين رصين في الذب
عن شيخنا العلامة أبي عبد المعز حفظه الله ورعاه
فليت القوم ينتبهون وعن طعوناتهم يقلعون مالهم كيف يحكمون وفي عرض الشيخ بالباطل يخوضون ويتكلمون
وبفرية صلعاء سرورية قطبية بشيخنا يلصقون ويتهمون
أفلا يرعوون أفلا يتذكرون أفلا يتوبون

[منقول]

https://www.tgoop.com/tib_hakaik
محنة الإمام فركوس (مقال قديم منشور في الإبانة 2019)

ومن العلماء الذين أصابهم البلاء في هذا القطر العزيز الشيخ محمد علي فركوس، فهو في هذا البلد إمام في ثمان خصال :

إمام في السنة، إمام في الفتوى، إمام في أصول الفقه، إمام في التأليف، إمام في التعليم، إمام في الدعوة، إمام في الصبر، إمام في الورع.

لم تر عين السلفيين مثله في هذه البلاد الطيبة، كأنه عُجن من قرنه إلى قدمه علما وحلما، فهو مشهور باقتفاء السنة، وآثار سلف الأمة، متبع للدليل فيما يقول و يعمل، معرض عن التقليد، حريص على العلم في جميع أوقاته، صلب في اتباع الحق، قوي في رد الباطل، معظم للسنة و أهلها، منصرف عن البدع و أهلها، مقبل على الآخرة، مدبر عن الدنيا، لم يدخل في شيء من الولايات، و المناصب مع قدرته عليها، اشتهر صيته، و ظهر أمره، و انتشر خبره، و داس اسمه بلاد العرب و العجم، برع في علم الأصول، يأخذ منه ما يشاء، و يذر منه ما يشاء، لا يتكلم في مسألة إلا حققها، متمكن في الفتوى، متفنن في التصنيف، زاده الله بسطة في العلم و الجسم، لا يُنكِر توسعَه في العلوم الشرعية إلا حاقدٌ أو حاسد، مع ما جمعه الله تعالى له من التواضع، و ترك الرياسة، و نصرة الحق، لا تأخذه فيه لومة لائم، ملأ الجزائر علما و دعوة على منهاج النبوة، جريا على سَنَن السلف، من اجتمع به كأنه اجتمع بجبل نُـفخ في علم، فالشيخ الكبير درة يتيمة، تشترى و لا تباع، يعز وجوده في مثل هذه البلاد، فهو أندر من الكبريت الأحمر، ترى إخوانه متحابين، مجتمعين، متعانقين، على سرر متقابلين، قد صفت قلوبهم، و زكت نفوسهم، و علت أخلاقهم بما يربيهم الشيخ عليه، و ما ينصحهم به من التزام طلب العلم، و الآداب العالية، و الصبر على المخالف، فتقَرُّ أعينهم إذا رأوه، و تفرح قلوبهم إذا كلَّموه، و تسر نفوسهم إذا أكرموه، و هذه الحقائق لا يصل إليها إلا المتحابون في الله.

رزقه الله تعالى حلما عظيما، و صبرا كبيرا في دعوة الناس إلى الدين الحق، فأصابه في ذلك محن، من أعظمها ما يلقاه اليوم من بعض من تنكَّر له من إخوانه، فكتبوا فيه بيانا عقيما، و خوفوه بالجرح، و أرسلوا عليه غلمانا يسومنه سوء العذاب، و هو صامد لا يتزعزع، و صدر منهم في حقه ما يندى له الجبين، فآسفنا ما قالوه، و أحزننا، فنسبوه -غفر الله لهم- إلى الظلم، و الجهل، و الكذب و تفريق المؤمنين، و الغش، و المراوغة ...إلخ، و احتقروه

https://www.tgoop.com/tib_hakaik
2025/07/14 19:53:05
Back to Top
HTML Embed Code: