وكذا (الله)، والتحفظ فيه آكد لوجود اللام المفخمة بعده، وكذلك ينبغي أن يتحفظ بترقيق اللام من (لله) و (لنا)، وكل ذلك مما تحكمه المشافهة وتسهله الرياضة (1).
🌹 وَلْيَتَلَطَّفْ وَعَلَى اللَّهِ وَلاَ الضْ ... وَالْمِيمِ مِنْ مَخْمَصَةٍ وَمِنْ مَرَضْ
أي وكذلك يجب التحفظ بترقيق اللام من قوله: "وليتلطف" أعني اللام بعد التاء، فإن الطاء بعده لقوته وشدة تفخيمه يجذب اللسان إلى تفخيمه، قال أحمد بن الجزري: ورأيت في النوم سنة تسعين وسبعمائة وأنا أقرأ في النوم سورة الكهف، فلما وصلت إلى هذه الكلمة فإذا شخص يلفظها إليَّ مرققة في غاية اللطف، وكأنه يقول قل هكذا". اهـ.
وكذلك يجب ترقيق اللام الأولى من (وعلى الله) ومن (ولا الضالين) لأن تفخيم الحرف بعده يجذبه إلى التفخيم، وكذلك يتحفظ بترقيق الميم من (مخمصة) يتحفظ بترقيقها؛ فإن كثيرًا من القراء لا يكادون يأتون بها إلا مفخمة بسبب تفخيم الخاء وذلك خطأ فاحش (2).
🌹 وَبَاءِ بَرْقٍ بَاطِلٍ بِهِمْ بِذِي ... وَاحْرِصْ عَلَى الشِّدَّةِ وَالجَهْرِ الَّذِي
فِيهَا وَفِي الْجِيمِ كَحُبِّ الصَّبْرِ ... وَرَبْوَةٍ اجْتُثَّتْ وَحَجِّ الْفَجْر
قال في هذين البيتين:
واحرص أيضًا على ترقيق الباء وخاصة في بعض كلمات وهي: كلمة (بَرْقٌ) في قوله تعالى: {فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْق} [البقرة: 19]، وكلمة (باطلٌ) حيث جاء، وكذا الباء في (بِهِم) و (بِذِي).
(فاحرص ... الذي) أمر بالحرص هنا على الترقيق مع الشدة، حيث أن كثيرًا من الناس يريد أن يبين صفة الشدة في الباء فيسبق لسانه إلى تفخيمها وهو لا يشعر، وبالذات في الكلمات المذكورة، وعلى رأسها
=================
(1) انظر: شرح طيبة الشعر، ص: 35.
(2) انظر: شرح طيبة الشعر، ص: 147.
🌹 وَلْيَتَلَطَّفْ وَعَلَى اللَّهِ وَلاَ الضْ ... وَالْمِيمِ مِنْ مَخْمَصَةٍ وَمِنْ مَرَضْ
أي وكذلك يجب التحفظ بترقيق اللام من قوله: "وليتلطف" أعني اللام بعد التاء، فإن الطاء بعده لقوته وشدة تفخيمه يجذب اللسان إلى تفخيمه، قال أحمد بن الجزري: ورأيت في النوم سنة تسعين وسبعمائة وأنا أقرأ في النوم سورة الكهف، فلما وصلت إلى هذه الكلمة فإذا شخص يلفظها إليَّ مرققة في غاية اللطف، وكأنه يقول قل هكذا". اهـ.
وكذلك يجب ترقيق اللام الأولى من (وعلى الله) ومن (ولا الضالين) لأن تفخيم الحرف بعده يجذبه إلى التفخيم، وكذلك يتحفظ بترقيق الميم من (مخمصة) يتحفظ بترقيقها؛ فإن كثيرًا من القراء لا يكادون يأتون بها إلا مفخمة بسبب تفخيم الخاء وذلك خطأ فاحش (2).
🌹 وَبَاءِ بَرْقٍ بَاطِلٍ بِهِمْ بِذِي ... وَاحْرِصْ عَلَى الشِّدَّةِ وَالجَهْرِ الَّذِي
فِيهَا وَفِي الْجِيمِ كَحُبِّ الصَّبْرِ ... وَرَبْوَةٍ اجْتُثَّتْ وَحَجِّ الْفَجْر
قال في هذين البيتين:
واحرص أيضًا على ترقيق الباء وخاصة في بعض كلمات وهي: كلمة (بَرْقٌ) في قوله تعالى: {فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْق} [البقرة: 19]، وكلمة (باطلٌ) حيث جاء، وكذا الباء في (بِهِم) و (بِذِي).
(فاحرص ... الذي) أمر بالحرص هنا على الترقيق مع الشدة، حيث أن كثيرًا من الناس يريد أن يبين صفة الشدة في الباء فيسبق لسانه إلى تفخيمها وهو لا يشعر، وبالذات في الكلمات المذكورة، وعلى رأسها
=================
(1) انظر: شرح طيبة الشعر، ص: 35.
(2) انظر: شرح طيبة الشعر، ص: 147.
💡 #فصل_الراءات
🌹 وَرَقِّقِ الرَّاءَ إِذَا مَا كُسِرَتْ ... كَذَاكَ بَعْدَ الْكَسْرِ حَيْثُ سَكَنَتْ
🌹 إِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ قَبْلِ حَرْفِ اسْتِعْلاَ ... أَوْ كَانَتِ الكَسْرَةُ لَيْسَتْ أَصْلاَ
أخبر في هذين البيتين أن الراء إذا كسرت رققت قولاً واحدًا سواء وقعت في أول الكلمة مثل: (رزقًا - ردءًا)، أو في وسطها مثل: (ذرية - الريح - يشرك)، أو في آخرها مثل: (الآخر - النهار)
قوله: (كذلك) أي أنها ترقق كذلك إذا أتت ساكنة بعد حرف مكسور بكسرة أصلية، بشرط أن لا يكون الحرف الذي بعد هذه الراء حرف استعلاء مثل: (الفردوس)
مما سبق يتضح أنه حتى نرقق الراء الساكنة لابد من توافر شرطين:
الأول: أن يكون قبلها حرف مكسور بكسرة أصلية
الثاني: أن يكون بعدها حرف مستفل (أي غير مستعلٍ)
أما إذا اختل أحد الشرطين فإنها تفخم قولاً واحدًا مثل الراء في:
(قرطاس - فرقة - لبالمرصاد)
فإنه تفخم لوجود حرف استعلاء بعدها، وكذلك تفخم في مثل: (إلا من ارتضى - إن ارْتبتم - أم ارْتابوا)
🔅 #فائدة:
اعلم أنه لم يأت في القرآن الكريم من حروف الاستعلاء بعد الراء الساكنة إلا ثلاثة حروف فقط لا غير وهي:(ص: - ط - ق) (1)
🌹 وَالْخُلْفُ فِي فِرْقٍ لِكَسْرٍ يُوجدُ وَأَخْفِ تَكْرِيْرًا إِذَا تُشَدَّدُ
أخبر أن كلمة (فرق) في قوله تعالى: {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: 63] فيها الوجهان: التفخيم والترقيق؛
فمن قال بالتفخيم سار على القاعدة، فهي راء ساكنة بعدها حرف استعلاء
ومن قال بالترقيق نظر إلى وجود كسرة قبلها بالإضافة إلى ضعف قوة حرف الاستعلاء (القاف) الذي بعدها لكونه مكسورًا فرققها لوقوعها بين كسرتين
ولقد ذكر الحصري أن الداني رجح الترقيق ثم قال: "وهو المأخوذ به المعول عليه" (2)
قوله: (وأخف تكريرًا) نبه على ضرورة إخفاء صفة التكرار الموجودة في حرف الراء، ولقد جرى الكلام فيها مستفيضًا في باب مخارج الحروف
وقوله: (إذا تُشَدَّد) أي أن صفة التكرار في الراء تكون أكثر وضوحًا في حال كونها مشددة
#توضيح:
إذا سكنت الراء نتيجة الوقف عليها - مهما كانت حركتها في حالة الوصل - فإن لها إحدى الحالات الآتية:
الأولى: أن يكون قبلها حرف مفتوح، نحو: [ترمي بشرَرٍ - ولمن صَبَرَ - وخَسَفَ القَمرُ].
فيكون حكمها: التفخيم
الثانية: أن يكون قبلها حرف مضموم، نحو: [بالنُّذُرِ - ويولون الدبُرَ، فما تغني النُذُر].
فيكون حكمها: التفخيم
الثالثة: أن يكون قبلها حرف مكسور، نحو: [يوم عسِر] فيكون حكمها: الترقيق
الرابعة: أن يكون قبلها ألف مدية، نحو: [إن الفجار - بئس القرار - وقنا عذاب النار].
فيكون حكمها: التفخيم، ولعل العلة في ذلك هي أن الألف المدّية تعتبر غير موجودة، وإنما هي إطالة في زمن نطق الحرف الذي قبلها، فتُطبَّق القاعدة على أساس الحرف الذي قبل الألف، وحيث الألف لا يأتي ما قبلها إلا مفتوحًا، فإنه في حالة الوقف على الراء يصبح عندنا راء ساكنة مفتوح ما قبلها، لذلك تُفَخَّم وفقًا للقاعدة.
الخامسة: أن يكون قبلها واوٌ مدِّية (وهي الواو الساكنة المضموم ما قبلها)، نحو [لن تبور، تُرْجع الأمور - من في القبور].
فيكون حكمها: التفخيم، ولعل العلة هنا هي نفس العلة السابقة، وهي أن الواو المدية تعتبر إطالة في زمن النطق بالحرف، فيكون عندنا راء ساكنة مضموم ما قبلها، فتفخم وفقًا للقاعدة
السادسة: أن يكون قبلها ياء مدِّية (وهي الياء الساكنة المكسور ما قبلها)، نحو: [خبير - يوم عَسِير - والحمير].
فيكون حكمها: الترقيق، والعلة هي نفس العلة السابقة، أي أن الياء المدية تعتبر إطالة في زمن النطق بالحرف، فيكون عندنا راء ساكنة مكسور ما قبلها، فترقق وفقًا للقاعدة.
السابعة: أن يكون قبلها ياء ساكنة نحو: [مِن خَيْرٍ - لا ضَيْرَ - فالله خيْرٌ].
فيكون حكمها: الترقيق.
الثامنة: أن يكون قبلها ساكن صحيح، وكان الحرف الذي قبل هذا الساكن مفتوح أو مضموم، نحو: [يريد الله بكم اليُسْرَ - والفَجْرِ - سُنْدُسٍ خُضْرٌ].
فيكون حكمها: التفخيم
التاسعة: أن يكون قبلها حرفٌ مستفلٌ ساكنٌ مكسور ما قبله، نحو: [مِن ذِكْرٍ - وما علَّمناه الشِّعْرَ - ولا بِكْرٌ].
فيكون حكمها: الترقيق
العاشرة: أن يكون قبلها حرف استعلاء ساكن مكسور ما قبله، ولا يوجد ذلك في القرآن الكريم إلا في كلمتين: [مِصْر - القِطْر].
فيكون حكمها: جواز الوجهين؛ التفخيم والترقيق
===========
(1) الدقائق المحكمة، ص: 25.26
(2) أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: 158، ونبه على أن الراء في كلمة (فرقة) مفخمة، وقد أحسن الإمام الشاطبي إذ قال في الحرز: "وما لقياس في القراءة مدخل" وهذا من حفظ الله عز وجل للقرآن، إذ كل حرف ينطق ويكتب كما أراد الله عز وجل، وكما أخبر المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وصدق الله إذ يقول: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
🌹 وَرَقِّقِ الرَّاءَ إِذَا مَا كُسِرَتْ ... كَذَاكَ بَعْدَ الْكَسْرِ حَيْثُ سَكَنَتْ
🌹 إِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْ قَبْلِ حَرْفِ اسْتِعْلاَ ... أَوْ كَانَتِ الكَسْرَةُ لَيْسَتْ أَصْلاَ
أخبر في هذين البيتين أن الراء إذا كسرت رققت قولاً واحدًا سواء وقعت في أول الكلمة مثل: (رزقًا - ردءًا)، أو في وسطها مثل: (ذرية - الريح - يشرك)، أو في آخرها مثل: (الآخر - النهار)
قوله: (كذلك) أي أنها ترقق كذلك إذا أتت ساكنة بعد حرف مكسور بكسرة أصلية، بشرط أن لا يكون الحرف الذي بعد هذه الراء حرف استعلاء مثل: (الفردوس)
مما سبق يتضح أنه حتى نرقق الراء الساكنة لابد من توافر شرطين:
الأول: أن يكون قبلها حرف مكسور بكسرة أصلية
الثاني: أن يكون بعدها حرف مستفل (أي غير مستعلٍ)
أما إذا اختل أحد الشرطين فإنها تفخم قولاً واحدًا مثل الراء في:
(قرطاس - فرقة - لبالمرصاد)
فإنه تفخم لوجود حرف استعلاء بعدها، وكذلك تفخم في مثل: (إلا من ارتضى - إن ارْتبتم - أم ارْتابوا)
🔅 #فائدة:
اعلم أنه لم يأت في القرآن الكريم من حروف الاستعلاء بعد الراء الساكنة إلا ثلاثة حروف فقط لا غير وهي:(ص: - ط - ق) (1)
🌹 وَالْخُلْفُ فِي فِرْقٍ لِكَسْرٍ يُوجدُ وَأَخْفِ تَكْرِيْرًا إِذَا تُشَدَّدُ
أخبر أن كلمة (فرق) في قوله تعالى: {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: 63] فيها الوجهان: التفخيم والترقيق؛
فمن قال بالتفخيم سار على القاعدة، فهي راء ساكنة بعدها حرف استعلاء
ومن قال بالترقيق نظر إلى وجود كسرة قبلها بالإضافة إلى ضعف قوة حرف الاستعلاء (القاف) الذي بعدها لكونه مكسورًا فرققها لوقوعها بين كسرتين
ولقد ذكر الحصري أن الداني رجح الترقيق ثم قال: "وهو المأخوذ به المعول عليه" (2)
قوله: (وأخف تكريرًا) نبه على ضرورة إخفاء صفة التكرار الموجودة في حرف الراء، ولقد جرى الكلام فيها مستفيضًا في باب مخارج الحروف
وقوله: (إذا تُشَدَّد) أي أن صفة التكرار في الراء تكون أكثر وضوحًا في حال كونها مشددة
#توضيح:
إذا سكنت الراء نتيجة الوقف عليها - مهما كانت حركتها في حالة الوصل - فإن لها إحدى الحالات الآتية:
الأولى: أن يكون قبلها حرف مفتوح، نحو: [ترمي بشرَرٍ - ولمن صَبَرَ - وخَسَفَ القَمرُ].
فيكون حكمها: التفخيم
الثانية: أن يكون قبلها حرف مضموم، نحو: [بالنُّذُرِ - ويولون الدبُرَ، فما تغني النُذُر].
فيكون حكمها: التفخيم
الثالثة: أن يكون قبلها حرف مكسور، نحو: [يوم عسِر] فيكون حكمها: الترقيق
الرابعة: أن يكون قبلها ألف مدية، نحو: [إن الفجار - بئس القرار - وقنا عذاب النار].
فيكون حكمها: التفخيم، ولعل العلة في ذلك هي أن الألف المدّية تعتبر غير موجودة، وإنما هي إطالة في زمن نطق الحرف الذي قبلها، فتُطبَّق القاعدة على أساس الحرف الذي قبل الألف، وحيث الألف لا يأتي ما قبلها إلا مفتوحًا، فإنه في حالة الوقف على الراء يصبح عندنا راء ساكنة مفتوح ما قبلها، لذلك تُفَخَّم وفقًا للقاعدة.
الخامسة: أن يكون قبلها واوٌ مدِّية (وهي الواو الساكنة المضموم ما قبلها)، نحو [لن تبور، تُرْجع الأمور - من في القبور].
فيكون حكمها: التفخيم، ولعل العلة هنا هي نفس العلة السابقة، وهي أن الواو المدية تعتبر إطالة في زمن النطق بالحرف، فيكون عندنا راء ساكنة مضموم ما قبلها، فتفخم وفقًا للقاعدة
السادسة: أن يكون قبلها ياء مدِّية (وهي الياء الساكنة المكسور ما قبلها)، نحو: [خبير - يوم عَسِير - والحمير].
فيكون حكمها: الترقيق، والعلة هي نفس العلة السابقة، أي أن الياء المدية تعتبر إطالة في زمن النطق بالحرف، فيكون عندنا راء ساكنة مكسور ما قبلها، فترقق وفقًا للقاعدة.
السابعة: أن يكون قبلها ياء ساكنة نحو: [مِن خَيْرٍ - لا ضَيْرَ - فالله خيْرٌ].
فيكون حكمها: الترقيق.
الثامنة: أن يكون قبلها ساكن صحيح، وكان الحرف الذي قبل هذا الساكن مفتوح أو مضموم، نحو: [يريد الله بكم اليُسْرَ - والفَجْرِ - سُنْدُسٍ خُضْرٌ].
فيكون حكمها: التفخيم
التاسعة: أن يكون قبلها حرفٌ مستفلٌ ساكنٌ مكسور ما قبله، نحو: [مِن ذِكْرٍ - وما علَّمناه الشِّعْرَ - ولا بِكْرٌ].
فيكون حكمها: الترقيق
العاشرة: أن يكون قبلها حرف استعلاء ساكن مكسور ما قبله، ولا يوجد ذلك في القرآن الكريم إلا في كلمتين: [مِصْر - القِطْر].
فيكون حكمها: جواز الوجهين؛ التفخيم والترقيق
===========
(1) الدقائق المحكمة، ص: 25.26
(2) أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: 158، ونبه على أن الراء في كلمة (فرقة) مفخمة، وقد أحسن الإمام الشاطبي إذ قال في الحرز: "وما لقياس في القراءة مدخل" وهذا من حفظ الله عز وجل للقرآن، إذ كل حرف ينطق ويكتب كما أراد الله عز وجل، وكما أخبر المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وصدق الله إذ يقول: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
واعلم أن لفظ (مِصْر) ورد في أربعة مواضع (1):
الأول: {أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً} [يونس: 87].
الثاني: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ} [يوسف: 21].
الثالث: {وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [يوسف: 99].
الرابع: {قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} [الزخرف: 51].
أما لفظ (القِطْر) فلم يرد إلا في قوله تعالى:
{وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ} [سبأ: 12].
فمن اعتدَّ بحرف الاستعلاء، فخَّم الراء، ومن لم يعتد به رققها، واختار ابن الجزري (2) التفخيم في (مصر)
والترقيق في (القطر) نظرًا لوضعهما في الوصل، وعملاً بالأصل فيهما.
والخلاصة: أن من اعتدَّ بحرف الاستعلاء - وهو حرف الصاد في (مصر) وحرف الطاء في (القطر) - فخَّم الراء،
ومن لم يعتد بحرف الاستعلاء عمل بالأصل، ونظر إلى وضع الراء في حالة الوصل، ففخَّم الراء في (مِصْر) لأنها مفتوحة وصلاً، ورقَّقَ الراء في (القطْر) لأنها مكسورة وصلاً، وهذا هو اختيار ابن الجزري.
الحادية عشرة: أن يكون بعدها ياء محذوفة للتخفيف.
فيكون حكمها: جواز الوجهين:
التفخيم والترقيق، ولم يَرِد ذلك في القرآن الكريم إلا في ثلاث كلمات:
الأولى: كلمة (ونُذُر) - المسبوقة بالواو - وهي في قوله تعالى: {عَذَابِي وَنُذُرِ} [القمر: 16، 18، 21، 30، 37، 39] في ستة مواضع.
الثانية: كلمة (يَسْر) في قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر: 4].
الثالثة: كلمة (الجوار) في ثلاثة مواضع:
في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ} [الشورى: 32].
وفي قوله تعالى:
{وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ} [الرحمن: 24].
وفي قوله تعالى: {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} [التكوير: 16].
🔅 #توضيح:
اعلم أن كلمة (ونذر) أصلها (ونذري)، وكلمة (يسر) أصلها (يسري)، وكلمة (الجوار) أصلها (الجواري)، فحذفت الياء في هذه الكلمات الثلاثة للتخفيف، فمن قال بالترقيق نظر إلى الأصل - وهو وجود الياء - ونظر إلى وضع الراء في حالة الوصل، ومن قال بالتفخيم اعتدَّ بعروض السكون.
الثانية عشرة: أن يكون بعدها ياء محذوفة.
فيكون حكمها: جواز الوجهين: التفخيم والترقيق، ولم يرد ذلك في القرآن الكريم إلا في كلمة (أسْر) في خمسة مواضع منها:
قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي} [الشعراء: 52].
وقوله تعالى: {فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً} [الدخان: 23].
فمن قال بالترقيق نظر إلى الأصل وهو وجود الياء (أي: أسري، فأسري) ونظر إلى حالة الوصل؛ إذ الراء ترقق هنا وصلاً،
ومن قال بالتفخيم لم ينظر لا إلى الأصل ولا إلى حالة الوصل، ولكن اعتد بالعارض والله أعلى وأعلم.
==============
(1) يوجد موضع خامس في قوله تعالى: {اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُم} [البقرة: 61]، ولكن هذا الموضع لا يوقف على الراء في (مصرًا)، ولكن يوقف بالألف، فالراء هنا مفخمة وصلاً ووقفًا.
(2) انظر: أحكام تلاوة القرآن الكريم.
الأول: {أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً} [يونس: 87].
الثاني: {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ} [يوسف: 21].
الثالث: {وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [يوسف: 99].
الرابع: {قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} [الزخرف: 51].
أما لفظ (القِطْر) فلم يرد إلا في قوله تعالى:
{وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ} [سبأ: 12].
فمن اعتدَّ بحرف الاستعلاء، فخَّم الراء، ومن لم يعتد به رققها، واختار ابن الجزري (2) التفخيم في (مصر)
والترقيق في (القطر) نظرًا لوضعهما في الوصل، وعملاً بالأصل فيهما.
والخلاصة: أن من اعتدَّ بحرف الاستعلاء - وهو حرف الصاد في (مصر) وحرف الطاء في (القطر) - فخَّم الراء،
ومن لم يعتد بحرف الاستعلاء عمل بالأصل، ونظر إلى وضع الراء في حالة الوصل، ففخَّم الراء في (مِصْر) لأنها مفتوحة وصلاً، ورقَّقَ الراء في (القطْر) لأنها مكسورة وصلاً، وهذا هو اختيار ابن الجزري.
الحادية عشرة: أن يكون بعدها ياء محذوفة للتخفيف.
فيكون حكمها: جواز الوجهين:
التفخيم والترقيق، ولم يَرِد ذلك في القرآن الكريم إلا في ثلاث كلمات:
الأولى: كلمة (ونُذُر) - المسبوقة بالواو - وهي في قوله تعالى: {عَذَابِي وَنُذُرِ} [القمر: 16، 18، 21، 30، 37، 39] في ستة مواضع.
الثانية: كلمة (يَسْر) في قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر: 4].
الثالثة: كلمة (الجوار) في ثلاثة مواضع:
في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ} [الشورى: 32].
وفي قوله تعالى:
{وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلامِ} [الرحمن: 24].
وفي قوله تعالى: {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} [التكوير: 16].
🔅 #توضيح:
اعلم أن كلمة (ونذر) أصلها (ونذري)، وكلمة (يسر) أصلها (يسري)، وكلمة (الجوار) أصلها (الجواري)، فحذفت الياء في هذه الكلمات الثلاثة للتخفيف، فمن قال بالترقيق نظر إلى الأصل - وهو وجود الياء - ونظر إلى وضع الراء في حالة الوصل، ومن قال بالتفخيم اعتدَّ بعروض السكون.
الثانية عشرة: أن يكون بعدها ياء محذوفة.
فيكون حكمها: جواز الوجهين: التفخيم والترقيق، ولم يرد ذلك في القرآن الكريم إلا في كلمة (أسْر) في خمسة مواضع منها:
قوله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي} [الشعراء: 52].
وقوله تعالى: {فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً} [الدخان: 23].
فمن قال بالترقيق نظر إلى الأصل وهو وجود الياء (أي: أسري، فأسري) ونظر إلى حالة الوصل؛ إذ الراء ترقق هنا وصلاً،
ومن قال بالتفخيم لم ينظر لا إلى الأصل ولا إلى حالة الوصل، ولكن اعتد بالعارض والله أعلى وأعلم.
==============
(1) يوجد موضع خامس في قوله تعالى: {اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُم} [البقرة: 61]، ولكن هذا الموضع لا يوقف على الراء في (مصرًا)، ولكن يوقف بالألف، فالراء هنا مفخمة وصلاً ووقفًا.
(2) انظر: أحكام تلاوة القرآن الكريم.
💡 #فصل_اللامات
🌹 وَفَخِّمِ اللاَّمَ مِنِ اسْمِ اللَّهِ ... عَنْ فَتْحٍ اوْ ضَمٍّ كَعَبْدُ اللَّه
أمر بتفخيم اللام من لفظ الجلالة حيث جاء سواء كان منعزلاً عن الضمير (هم) أم متصلاً به، أي: (اللهم)، وذلك إذا سَبَقَ لَفْظَ الجلالة حَرْفٌ مفتوحٌ مثل: [فالله خير حافظًا - قال الله] أو حرفٌ مضمومٌ مثل:
[إني عبدُ الله - أرض الله]، أما في غير هاتين الحالتين فإنه يجب ترقيق اللام مثل: [مِنْ عِنْدِ الله - قُلِ اللهم].
🔅 #فائدة:
يجب ترقيق اللام في أي كلمة غير: (الله - اللهم) المسبوقتين بحرف مفتوح أو مضموم.
💡 #فصل_حروف_الإطباق_والاستعلاء
🌹 وَحَرْفَ الاسْتِعْلاَءِ فَخِّمْ وَاخْصُصَا ... لاطْبَاقَ أَقْوَى نَحْوَ قَالَ وَالْعَصَا
تكلم في هذا البيت عن حروف الاستعلاء، وترتيبها من الأقوى فالأقل كما يلي: (ط - ض - ص: - ظ - ق - غ - خ).
🔅 #فائدة:
إذا أضيف الاسم المفرد لما بعده فإنه قد يفيد الجمع، ومن هذا القبيل قوله: (وحرف الاستعلاء) أي حروف الاستعلاء، ومثل قول الله عز وجل: {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ} أي نِعَمَهُ.
قوله: (واخصصا ...) إلخ، أي واخصص الحروف المطبقة بدرجة تفخيم أعلى من حروف الاستعلاء؛ وذلك لأن كل حرفٍ مطبقٍ فهو مستعلٍ، وليس كل حرفٍ مستعلٍ مطبقًا، ولذلك يجب تخصيص أحرف الإطباق الأربعة (1)
وهي: الطاء والضاد والصاد والظاء - وهي من أحرف الاستعلاء - بتفخيم أقوى من بقية أحرف الاستعلاء، وهي: القاف والغين والخاء؛ لأن أحرف الإطباق الأربعة أعلى من بقية أحرف الاستعلاء لأن فيها من صفات القوة ما ليس في بقية أحرف الاستعلاء.
واعلم أن كل حرف من أحرف الاستعلاء السبعة له خمسُ مراتب:
المرتبة الأولى: وهي أقوى المراتب، تكون في المفتوح الذي بعده ألف، نحو: (الطَّامَّة، يُضاعفُ، صادقين، ظالمين، قائلون، غافلين، خائبين).
المرتبة الثانية: وتلي الأولى في القوة، تكون في المفتوح الذي ليس بعده ألف نحو: (طلبًا، ضربتم، صبر، ظلم، قعد، غضب، خلق).
المرتبة الثالثة: وتلي الثانية في القوة، تكون في المضموم نحو: (وطُبع، فَضُرِبَ، صُرِفت، ظُلم، قُتل، غُلِبت، خُلقوا).
المرتبة الرابعة: وتلي الثالثة في القوة، تكون في الساكن، نحو: (يطبع، يضرب، فاصبر، لا يظلم، يقرءون، يغلب، يخلق).
وقال الإمام المتولي: الساكن فيه تفصيلٌ؛ فإن كان ما قبله مفتوحًا يعطى تفخيم المفتوح الذي ليس بعده ألف، نحو: (يقطعون، أيطمع)، وإن كان ما قبله مضمومًا يعطى تفخيم المضموم، نحو: (أن تُقْبَلَ، ليُطفئوا)، وإن كان ما قبله مكسورًا يعطى تفخيمًا أدنى مما قبله مضموم، نحو: (نذِقْه، تُحِطْ).
المرتبة الخامسة: وتلي الرابعة في القوة، تكون في المكسور، نحو: (بَطِرت، ضِعَافًا، صِرَاط، ظِلال، قِتال، غِطاءَك، خِلال).
وعلى هذا، يكون لكل حرف من الأحرف السبعة خمس مراتب، وتكون الطاء المفتوحة التي بعدها ألفٌ في أعلى المراتب، وتكون الخاء المكسورة في أدناها.
وينبغي أن يعلم أن الغين المكسورة والساكنة المكسورُ ما قبلها، والخاء المكسورة والساكنة المكسور ما قبلها: مفخمتان أيضًا، ولكن تفخيمهما في الحالتين المذكورتين ضعيف، ويسمى تفخيمًا نسبيًا، أي بالنسبة لحروف الاستفال، إذ ليس فيها تفخيمٌ أصلاً، ومن الخطأ أن يقال: إن هذين الحرفين في الحالات السابقة مرقّقان، كما أنه من الخطأ أن يُنطق بهما في الحالات السابقة مفخمين تفخيمًا قويًا كتفخيمهما مفتوحين أو مضمومتين أو ساكنين بعد فتح أو ضم؛ لأن تفخيمهما في هذه الأحوال تفخيمًا قويًا يبعدهما عن صفاتهما.
فمن أمثلة الغين المكسورة (مِنْ غِلٍّ، بَغِيًّا)، ومن أمثلة الساكنة بعد كسر أصلي: (لا تُزغْ قلوبنا، أفرِغْ علينا صبرًا)، وبعد كسر عارض: (إلا مَن اغْتَرَفَ غُرْفة بيده).
ومن أمثلة الخاء المكسور: (مِنْ خَلاَف، خِيَانة). ومن أمثلة الساكنة بعد كسر أصلي: (إِخْوانًا، إخْوَتِكَ). وبعد كسر عارضٍ: (ولكِنِ اخْتَلَفوا، أوِ اخْرجوا).
واستثنى العلماء من ذلك الخاء الساكنة المكسور ما قبلها إذا كان بعدها راء، فإنه يجب تفخيمها تفخيمًا قويًا من أجل الراء المفخمة بعدها، وذلك في كلمة (إخراج) حيث وقعت في القرآن الكريم، نحو: (وهو محرم عليكم إخراجهم)، (غير إخراج)، (وظاهروا على إخراجكم)، وفي كلمة (اخرج) في (وقالت اخرج عليهن). اهـ.
وفي ذلك قيل:
وَخَاءُ إخْرَاجٍ بتَفْخيمٍ أتتْ ... مِنْ أَجْلِ رَاءٍ قَدْ فُخّمَتْ
=============
(1) انظر: أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: 149 - 157.
🌹 وَفَخِّمِ اللاَّمَ مِنِ اسْمِ اللَّهِ ... عَنْ فَتْحٍ اوْ ضَمٍّ كَعَبْدُ اللَّه
أمر بتفخيم اللام من لفظ الجلالة حيث جاء سواء كان منعزلاً عن الضمير (هم) أم متصلاً به، أي: (اللهم)، وذلك إذا سَبَقَ لَفْظَ الجلالة حَرْفٌ مفتوحٌ مثل: [فالله خير حافظًا - قال الله] أو حرفٌ مضمومٌ مثل:
[إني عبدُ الله - أرض الله]، أما في غير هاتين الحالتين فإنه يجب ترقيق اللام مثل: [مِنْ عِنْدِ الله - قُلِ اللهم].
🔅 #فائدة:
يجب ترقيق اللام في أي كلمة غير: (الله - اللهم) المسبوقتين بحرف مفتوح أو مضموم.
💡 #فصل_حروف_الإطباق_والاستعلاء
🌹 وَحَرْفَ الاسْتِعْلاَءِ فَخِّمْ وَاخْصُصَا ... لاطْبَاقَ أَقْوَى نَحْوَ قَالَ وَالْعَصَا
تكلم في هذا البيت عن حروف الاستعلاء، وترتيبها من الأقوى فالأقل كما يلي: (ط - ض - ص: - ظ - ق - غ - خ).
🔅 #فائدة:
إذا أضيف الاسم المفرد لما بعده فإنه قد يفيد الجمع، ومن هذا القبيل قوله: (وحرف الاستعلاء) أي حروف الاستعلاء، ومثل قول الله عز وجل: {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ} أي نِعَمَهُ.
قوله: (واخصصا ...) إلخ، أي واخصص الحروف المطبقة بدرجة تفخيم أعلى من حروف الاستعلاء؛ وذلك لأن كل حرفٍ مطبقٍ فهو مستعلٍ، وليس كل حرفٍ مستعلٍ مطبقًا، ولذلك يجب تخصيص أحرف الإطباق الأربعة (1)
وهي: الطاء والضاد والصاد والظاء - وهي من أحرف الاستعلاء - بتفخيم أقوى من بقية أحرف الاستعلاء، وهي: القاف والغين والخاء؛ لأن أحرف الإطباق الأربعة أعلى من بقية أحرف الاستعلاء لأن فيها من صفات القوة ما ليس في بقية أحرف الاستعلاء.
واعلم أن كل حرف من أحرف الاستعلاء السبعة له خمسُ مراتب:
المرتبة الأولى: وهي أقوى المراتب، تكون في المفتوح الذي بعده ألف، نحو: (الطَّامَّة، يُضاعفُ، صادقين، ظالمين، قائلون، غافلين، خائبين).
المرتبة الثانية: وتلي الأولى في القوة، تكون في المفتوح الذي ليس بعده ألف نحو: (طلبًا، ضربتم، صبر، ظلم، قعد، غضب، خلق).
المرتبة الثالثة: وتلي الثانية في القوة، تكون في المضموم نحو: (وطُبع، فَضُرِبَ، صُرِفت، ظُلم، قُتل، غُلِبت، خُلقوا).
المرتبة الرابعة: وتلي الثالثة في القوة، تكون في الساكن، نحو: (يطبع، يضرب، فاصبر، لا يظلم، يقرءون، يغلب، يخلق).
وقال الإمام المتولي: الساكن فيه تفصيلٌ؛ فإن كان ما قبله مفتوحًا يعطى تفخيم المفتوح الذي ليس بعده ألف، نحو: (يقطعون، أيطمع)، وإن كان ما قبله مضمومًا يعطى تفخيم المضموم، نحو: (أن تُقْبَلَ، ليُطفئوا)، وإن كان ما قبله مكسورًا يعطى تفخيمًا أدنى مما قبله مضموم، نحو: (نذِقْه، تُحِطْ).
المرتبة الخامسة: وتلي الرابعة في القوة، تكون في المكسور، نحو: (بَطِرت، ضِعَافًا، صِرَاط، ظِلال، قِتال، غِطاءَك، خِلال).
وعلى هذا، يكون لكل حرف من الأحرف السبعة خمس مراتب، وتكون الطاء المفتوحة التي بعدها ألفٌ في أعلى المراتب، وتكون الخاء المكسورة في أدناها.
وينبغي أن يعلم أن الغين المكسورة والساكنة المكسورُ ما قبلها، والخاء المكسورة والساكنة المكسور ما قبلها: مفخمتان أيضًا، ولكن تفخيمهما في الحالتين المذكورتين ضعيف، ويسمى تفخيمًا نسبيًا، أي بالنسبة لحروف الاستفال، إذ ليس فيها تفخيمٌ أصلاً، ومن الخطأ أن يقال: إن هذين الحرفين في الحالات السابقة مرقّقان، كما أنه من الخطأ أن يُنطق بهما في الحالات السابقة مفخمين تفخيمًا قويًا كتفخيمهما مفتوحين أو مضمومتين أو ساكنين بعد فتح أو ضم؛ لأن تفخيمهما في هذه الأحوال تفخيمًا قويًا يبعدهما عن صفاتهما.
فمن أمثلة الغين المكسورة (مِنْ غِلٍّ، بَغِيًّا)، ومن أمثلة الساكنة بعد كسر أصلي: (لا تُزغْ قلوبنا، أفرِغْ علينا صبرًا)، وبعد كسر عارض: (إلا مَن اغْتَرَفَ غُرْفة بيده).
ومن أمثلة الخاء المكسور: (مِنْ خَلاَف، خِيَانة). ومن أمثلة الساكنة بعد كسر أصلي: (إِخْوانًا، إخْوَتِكَ). وبعد كسر عارضٍ: (ولكِنِ اخْتَلَفوا، أوِ اخْرجوا).
واستثنى العلماء من ذلك الخاء الساكنة المكسور ما قبلها إذا كان بعدها راء، فإنه يجب تفخيمها تفخيمًا قويًا من أجل الراء المفخمة بعدها، وذلك في كلمة (إخراج) حيث وقعت في القرآن الكريم، نحو: (وهو محرم عليكم إخراجهم)، (غير إخراج)، (وظاهروا على إخراجكم)، وفي كلمة (اخرج) في (وقالت اخرج عليهن). اهـ.
وفي ذلك قيل:
وَخَاءُ إخْرَاجٍ بتَفْخيمٍ أتتْ ... مِنْ أَجْلِ رَاءٍ قَدْ فُخّمَتْ
=============
(1) انظر: أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: 149 - 157.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
🍃🌹🍃
الشيخ أيمن سويد في شرح ما سبق والحلقة #الثامنة
في #شرح_الجزرية
🎤 #باب_التفخيم_والترقيق
🎤 #باب_الراءات
🎤 #باب_اللامات
الشيخ أيمن سويد في شرح ما سبق والحلقة #الثامنة
في #شرح_الجزرية
🎤 #باب_التفخيم_والترقيق
🎤 #باب_الراءات
🎤 #باب_اللامات
شرح التحفة والجزرية
شرح #جميل_ومبسط لتحفة.الأطفال.للشيخ.سليمان.الجمزورى.tt أقدم لكم أخوانى وأخواتى الكرام هذا الشرح الجميل والمبسط لتحفةالأطفال للشيخ سليمان الجمزورى رحِمه الله تعالى... وبعد الأبيات والشرح يوجد مقطع صوتي لمتن تحفة الأطفال تقبل الله منا ومنكم وبارك الله فيكم.…
...
تصفحوا القناة هذه بدايتها..
سنتابع معكم احبة الإيمان انقطعنا، لظروف قاسية سنعود قريباً إن شاء الله
تابعوا القناة من اولها
تصفحوا القناة هذه بدايتها..
سنتابع معكم احبة الإيمان انقطعنا، لظروف قاسية سنعود قريباً إن شاء الله
تابعوا القناة من اولها
🍃🌹🍃
مرحباً بكم أحبة الإيمان يا أهل القرآن..
نتابع دروس شرح الجزرية .
💡 #تتمة_باب_التفخيم_والترقيق
46- وبيِّن الإطباق من أَحَطْتُ مَع
بَسَطْتَ والخلف بنخلقكم وقَع
47- واحرص على السكون في جعلنا
أنعمتَ والمغضوبِ مع ضللنا
48- وخلص انفتاح محذورًا عسى
خوف اشتباهه بمحظورًا عصى
49- وراعِ شدَّةً بكاف وبتا
كشرككم وتتوفَّى فِتْنَتا
50- وأولى مثل وجنس إن سَكَن
أدغم كقل رب وبل لا وأَبِنْ
51- في يوم معْ قالوا وهم وقل نعم
سبِّحه لا تُزِغ قلوب فَالتَقَم
💡 #باب_الضاد_والظاء
52- والضاد باستطالة ومخرج
ميِّز من الظاء وكلها تجي
53- في الظعن ظل الظهر عُظْم الحفظ
أَيقِظ وأَنظُر عَظْم ظهر اللفظ
54- ظاهرْ لظى شُوَاظُ كَظْمٍ ظلما
اُغلُظ ظلامَ ظفرٍ انتظر ظما
55- أظفرَ ظنًّا كيف جا وعظْ سوى
عِضينَ ظل النحل زخرف سوى ..
مرحباً بكم أحبة الإيمان يا أهل القرآن..
نتابع دروس شرح الجزرية .
💡 #تتمة_باب_التفخيم_والترقيق
46- وبيِّن الإطباق من أَحَطْتُ مَع
بَسَطْتَ والخلف بنخلقكم وقَع
47- واحرص على السكون في جعلنا
أنعمتَ والمغضوبِ مع ضللنا
48- وخلص انفتاح محذورًا عسى
خوف اشتباهه بمحظورًا عصى
49- وراعِ شدَّةً بكاف وبتا
كشرككم وتتوفَّى فِتْنَتا
50- وأولى مثل وجنس إن سَكَن
أدغم كقل رب وبل لا وأَبِنْ
51- في يوم معْ قالوا وهم وقل نعم
سبِّحه لا تُزِغ قلوب فَالتَقَم
💡 #باب_الضاد_والظاء
52- والضاد باستطالة ومخرج
ميِّز من الظاء وكلها تجي
53- في الظعن ظل الظهر عُظْم الحفظ
أَيقِظ وأَنظُر عَظْم ظهر اللفظ
54- ظاهرْ لظى شُوَاظُ كَظْمٍ ظلما
اُغلُظ ظلامَ ظفرٍ انتظر ظما
55- أظفرَ ظنًّا كيف جا وعظْ سوى
عِضينَ ظل النحل زخرف سوى ..
قال الناظم رحمه الله
وبَيّنِ الإِطْبَاقَ مِنْ أحَطْتُ مَعْ بَسطْتَ والخُلْفُ بِنَخْلُقْكُمْ وَقعْ
أمر بتوضيح الإطباق في كلمة (أحطت) في قوله تعالى:
﴿أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ﴾ [النمل: 22]،
وكلمة (بسطت) في قوله تعالى:
﴿لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ﴾ [المائدة: 28]،
أما كلمة نخلقكم في قوله تعالى:
﴿أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ﴾ [المرسلات: 20]
ففيها وجهان:
الأول : الإدغام الناقص محافظةً على صفة الاستعلاء في القاف،
والثاني : الإدغام الكامل حيث تنطق هكذا (نخلكُّم).
( قال ابن الجزري ):
فيه إشارة إلى مسألة يجب الاعتناء بمعرفتها، وهي أنه إذا التقى متماثلان أو متجانسان وسبق أحدهما بالسكون فإنه يجب إدغامه ـ كما سيأتي قريبًا ـ،
ولما التقت في (أحطت) و(بسطت) الطاء والتاء وكان لابد من الإدغام وكانت الطاء أقوى من التاء لما فيها من صفات القوة أُدْغِمت وبقي من صفتها ما يدل عليها وهو الإطباق، فيلفظ بالحاء والسين، ثم يُشار باللفظ إلى صفة الإطباق، ثم يلفظ بالتاء مشددة، ونظير ذلك إدغام النون الساكنة في الياء والواو مع بقاء الغنة.
وقد ذهب بعض أهل الأداء إلى أن ذلك في هذه الحروف ليس بإدغام لكنه إخفاء لوجود ما يمنع من الإدغام فيه وهو الصفة القائمة، والصحيح أنه إدغام لكنه ليس بكامل ـ أي: إدغام ناقص ـ.
ثم إن أهل الأداء اختلفوا في إدغام القاف الساكنة في الكاف من قوله:
﴿أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ﴾
هل يلفظ بها كاملاً من غير إبقاء صفة الاستعلاء من القاف أو ناقصًا تَبْقِيَةً للصفة لأجل قوة القاف بذلك؟ فذهب الداني وجماعة إلى الأول وهو الأصح. وذهب مكي إلى الثاني، وكلاهما مأخوذ به كما بينه في النشر، وهذا معنى قوله:
(والخلف بنخلقكم وقع)
أي كان ووجد وجرى. اهـ.
💎 #باب_التنبيهات
وَاحْرِصْ عَلَى السُّكُونِ فِي جَعَلْنَا أَنْعَمْتَ وَالمَغْضُوبِ مَعْ ضَلَلْنَا
نصح رحمه الله هنا بالحرص على إظهار السكون في (جعلنا ـ ضللنا) وذلك لما في اللام من صفة الانحراف ـ وقد سبق ذلك بانبساط.
وأيضًا بالحرص على السكون على حرفي النون والميم في (أنعمت)، وعلى حرف الغين في (المغضوب).
ومن الملاحظ أن كثيرًا من القراء يُحركُ حرف الغين في (المغضوب) وهذا من اللَّحْنِ المنهي عنه فلتحذر.
وَخَلِّصِ انْفِتَاحَ مَحْذُورًا عَسَى خَوْفَ اشْتِبَاهِهِ بِمَحْظُورًا عَصَى
أي وأظهر انفتاح الذال في كلمة (محذورًا) في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً﴾ [الإسراء: 57]، وأظهر أيضًا انفتاح السين في كلمة (عسى) حيث جاءت، ثم ذكر العلة وهي مخافة اشتباه (عسى) بـ (عصى)، وأيضًا مخافة اشتباه (محذورًا) بـ(محظورًا).
وَرَاعِ شِدَّةً بِكَافٍ وَبِتَا كَشِرْكِكُمْ وَتَتَوَفَّى فِتْنَتَا
قوله: (وراع) أصلها (وراعي) حذفت الياء لأنه فعل أمر، أي وحافظ على الشدة الموجودة في الكاف وفي التاء، ثم ذكر مثالاً للكاف في كلمة (شرككم) ومثالين للتاء في كلمة (تتوفى) وفي كلمة (فتنتا) أي: فتنة حيث جاءت، وذكر الشدة فقط، وقِس عليها سواها من الصفات مثل الرخاوة والهمس والجهر...إلخ.
واعلم أن كثيرًا من الناس يبالغون في بيان صفة الهمس في الكاف والتاء بحيث يؤدي إلى توليد حروف زائدة كالهاء عند الكاف، والهاء أو السين عند التاء، وحينئذ تصير الكاف والتاء من الحروف الرخوة، والواجب مراعاة شدة الصوت عند النطق بالكاف والتاء ليمتنع جريان الصوت مع الحرف ولا يمنع ذلك جريان النَّفَس جريًا ضعيفًا وخاصة عند الوقف والله أعلى وأعلم.
وَاحْرِصْ عَلَى السُّكُونِ فِي جَعَلْنَا أَنْعَمْتَ وَالمَغْضُوبِ مَعْ ضَلَلْنَا
نصح رحمه الله هنا بالحرص على إظهار السكون في (جعلنا ـ ضللنا) وذلك لما في اللام من صفة الانحراف ـ وقد سبق ذلك بانبساط.
وأيضًا بالحرص على السكون على حرفي النون والميم في (أنعمت)، وعلى حرف الغين في (المغضوب).
ومن الملاحظ أن كثيرًا من القراء يُحركُ حرف الغين في (المغضوب) وهذا من اللَّحْنِ المنهي عنه فلتحذر.
وَخَلِّصِ انْفِتَاحَ مَحْذُورًا عَسَى خَوْفَ اشْتِبَاهِهِ بِمَحْظُورًا عَصَى
أي وأظهر انفتاح الذال في كلمة (محذورًا) في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً﴾ [الإسراء: 57]، وأظهر أيضًا انفتاح السين في كلمة (عسى) حيث جاءت، ثم ذكر العلة وهي مخافة اشتباه (عسى) بـ (عصى)، وأيضًا مخافة اشتباه (محذورًا) بـ(محظورًا).
وَرَاعِ شِدَّةً بِكَافٍ وَبِتَا كَشِرْكِكُمْ وَتَتَوَفَّى فِتْنَتَا
قوله: (وراع) أصلها (وراعي) حذفت الياء لأنه فعل أمر، أي وحافظ على الشدة الموجودة في الكاف وفي التاء، ثم ذكر مثالاً للكاف في كلمة (شرككم) ومثالين للتاء في كلمة (تتوفى) وفي كلمة (فتنتا) أي: فتنة حيث جاءت، وذكر الشدة فقط، وقِس عليها سواها من الصفات مثل الرخاوة والهمس والجهر...إلخ.
واعلم أن كثيرًا من الناس يبالغون في بيان صفة الهمس في الكاف والتاء بحيث يؤدي إلى توليد حروف زائدة كالهاء عند الكاف، والهاء أو السين عند التاء، وحينئذ تصير الكاف والتاء من الحروف الرخوة، والواجب مراعاة شدة الصوت عند النطق بالكاف والتاء ليمتنع جريان الصوت مع الحرف ولا يمنع ذلك جريان النَّفَس جريًا ضعيفًا وخاصة عند الوقف والله أعلى وأعلم.
🌹 باب.المتماثلين.والمتجانسين.والمتقاربين.والمتباعدين.tt
وَأَوَّلَى مِثْلٍ وَجِنْسٍ إنْ سَكَنْ أَدْغِمْ كَقُلْ رَبِّ وَبَلْ لاَ وَأَبِنْ
فِي يَوْمِ مَعْ قَالُوا وَهُمْ وَقُلْ نَعَمْ سَبِّحْهُ لاَ تُـزِغْ قُـلُوبَ فَالْـتَقُمْ
قوله: (وأولى مثل وجنس إن سكن) أي إذا سكن أول المثلين أو أول الجنسين ـ أي الحرفين المتجانسين ـ فأدغمه؛ أي أدغم الساكن وهو الحرف الأول، ثم ذكر مثالاً للمتجانسين وهو (قل رب) فتنطق بعد الإدغام هكذا (قُرَّبِّ)، وذكر مثالا للمتماثلين وهو (بل لا) فتنطق بعد الإدغام هكذا (بلاَّ).
والإدغام:
لغة: الإدخال، تقول: أدغمت اللجام في فم الفرس، أي أدخلته في فمه.
واصطلاحًا : حذف الحرف الأول الساكن (في حالة التقاء حرفين متماثلين أو متجانسين أولهما ساكن والثاني متحرك)، والإتيان بالثاني مشددًا.
والمثلان: هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجًا وصفة. مثل: البائين أو الدالين...إلخ.
والمتجانسان : هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجًا لا صفة كالطاء، والتاء، وكالظاء، والثاء، وكاللام، والراء.
قوله: (وأبِنْ) أي وأظهر من ذلك ما يلي:
(في يوم) أي أظهر في حالة أن يكون المثلين ياءً.
و(قالوا وهم) وكذلك أظهر في حالة كون الحرفين واوين أولهما حرف مدٍ، وأظهر أيضًا اللام في (قل نعم) وكذا إن اجتمع فيهما متقاربان أو متجانسان؛ حيث أن النون لا يدغم فيها شيء مما أدغمت فيه (عند حفص)، فكانت باقي الحروف أولى بألاَّ تدغم فيها، (أفاده الأنصاري).
قوله: (سبحه) أي وأظهر الحاء في سبحه عن الهاء، إذ لا يدغم حرف حلقي في أدخل منه، والهاء أدخل من الحاء؛ ولأن حروف الحلق بعيدة عن الإدغام ولهذا أيضًا أمر بإظهار الغين وعدم إدغامها في القاف في (لا تزغ قلوب)، (أفاده الأنصاري) كما أنه أشار إلى ضرورة إظهار اللام أيضًا في كلمة (فالتقم) وعدم إدغامها في التاء، في ﴿فالتقمه الحوت﴾. والله أعلى وأعلم.
🍃 #توضيح:
اعلم أن الحرفين المتتالين لابد أن يندرجا تحت نوع من أربعة: المثلين أو المتجانسين أو المتقاربين أو المتباعدين، وإليك تفصيل ذلك:
✨ #أولا : #المتماثلان :
هما الحرفان اللذان اتحدا مخرجًا وصفة، كالباءين في (اضرب بعصاك)، والدالين في (قد دخلوا)، واللامين في (قل لن)، والنونين في (من نعمره)... إلخ.
فائدة:
ينقسم المتماثلان إلى: متماثلين صغير، متماثلين كبير، متماثلين مطلق.
أما المتماثلان الصغير : فهو أن يكون الحرف الأول ساكنًا والثاني متحركًا، مثل: (منْ نُعمره ـ قلْ لَن ـ اضرب بعصاك)، وهذا هو الذي يخصنا.
وحكمه: الإدغام وسيأتي تفصيلاً.
وأما المتماثلان الكبير : فهو أن يكون الحرفان متحركان مثل: (السماءِ إن ـ إنهُ هُو ـ الرحيمِ مَلك].
وحكمه: الإظهار (عند حفص ومن وافقه).
و المتماثلان المطلق : فهو أن يكون الحرف الأول متحركًا والثاني ساكنُا، مثل: (نَنْسخ ـ مَمْنون).
وحكمه: الإظهار (عند كل القراء).
🌳 #والخلاصة:
أن كل حرفين متماثلين التقيا، وكان أولهما ساكنًا والثاني متحركًا، فإن الأول يدغم في الثاني أي أننا نحذف الأول تمامًا وننطق بالثاني مشددًا إلا في حالة واحدة وهي أن يكون الحرف الأول حرف مد مثل الواوين في (قالوا وهم)، ومثل الياءين في (في يوم)، فيجب في هذه الحالة الإظهار حتى نستطيع الإتيان بالمد؛ لأننا لو أدغمنا فإن المدَّ سيزول.
فائدة :
قوله تعالى: (ماليه هلك) لنا فيها ثلاثة أوجه:
الأول: الوصل مع السكت، ويحصل ذلك بأن نقول (ماليه) ثم نسكت سكتة لطيفة بدون تنفس، ثم ننطق بـ(هلك) وزمنها أقل من حركتين بشكل ملحوظ.
والثاني: الوقف مع (ماليه) مع التنفس ثم النطق بـ(هلك).
والثالث: الإدغام على أنه من قبيل المتماثلين فننطقها هكذا: (ماليَهَّلَكَ).
🌟 #ثانيا: المتجانسان :
وهما الحرفان اللذان اتحدا مخرجًا واختلفا صفة، وهو أيضًا ينقسم إلى: صغير وكبير ومطلق، وقد سبق بيان كل منهما، أما الصغير فحكمه الإدغام مثل:
1ـ الدال في التاء مثل: (كدتَّ)، و(قد تَّبين).
2ـ التاء في الداء والطاء مثل: (أجيبت دَّعوتكما)، و(وّدَّت طَّائفة).
3ـ الذال في الظاء مثل: (إذ ظَّلموا).
4ـ الطاء في التاء مثل: (بسطت) لكنه إدغام ناقص، بمعنى أننا نبقي على صفة الاستعلاء في الطاء (وقد سبق ذكره).
5ـ القاف في الكاف في كلمة (نخلقكم)، ولحفص فيها وجهان: الإدغام الكامل والإدغام الناقص (وقد سبق ذكره).
6ـ الثاء في الذال في: (يلهث ذذلك)، ولحفص فيها وجهان: الإدغام والإظهار.
7ـ الباء في الميم في: (اركب معنا) ، ولحفص فيها وجهان: الإدغام والإظهار.
وأما المتجانسان الكبير مثل: (الصالحات طوبى ـ مريم بهتانًا) ففيه الإظهار.
وأما المتجانسان المطلق مثل: (يَشْكُر) ففيه الإظهار.
وَأَوَّلَى مِثْلٍ وَجِنْسٍ إنْ سَكَنْ أَدْغِمْ كَقُلْ رَبِّ وَبَلْ لاَ وَأَبِنْ
فِي يَوْمِ مَعْ قَالُوا وَهُمْ وَقُلْ نَعَمْ سَبِّحْهُ لاَ تُـزِغْ قُـلُوبَ فَالْـتَقُمْ
قوله: (وأولى مثل وجنس إن سكن) أي إذا سكن أول المثلين أو أول الجنسين ـ أي الحرفين المتجانسين ـ فأدغمه؛ أي أدغم الساكن وهو الحرف الأول، ثم ذكر مثالاً للمتجانسين وهو (قل رب) فتنطق بعد الإدغام هكذا (قُرَّبِّ)، وذكر مثالا للمتماثلين وهو (بل لا) فتنطق بعد الإدغام هكذا (بلاَّ).
والإدغام:
لغة: الإدخال، تقول: أدغمت اللجام في فم الفرس، أي أدخلته في فمه.
واصطلاحًا : حذف الحرف الأول الساكن (في حالة التقاء حرفين متماثلين أو متجانسين أولهما ساكن والثاني متحرك)، والإتيان بالثاني مشددًا.
والمثلان: هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجًا وصفة. مثل: البائين أو الدالين...إلخ.
والمتجانسان : هما الحرفان اللذان اتفقا مخرجًا لا صفة كالطاء، والتاء، وكالظاء، والثاء، وكاللام، والراء.
قوله: (وأبِنْ) أي وأظهر من ذلك ما يلي:
(في يوم) أي أظهر في حالة أن يكون المثلين ياءً.
و(قالوا وهم) وكذلك أظهر في حالة كون الحرفين واوين أولهما حرف مدٍ، وأظهر أيضًا اللام في (قل نعم) وكذا إن اجتمع فيهما متقاربان أو متجانسان؛ حيث أن النون لا يدغم فيها شيء مما أدغمت فيه (عند حفص)، فكانت باقي الحروف أولى بألاَّ تدغم فيها، (أفاده الأنصاري).
قوله: (سبحه) أي وأظهر الحاء في سبحه عن الهاء، إذ لا يدغم حرف حلقي في أدخل منه، والهاء أدخل من الحاء؛ ولأن حروف الحلق بعيدة عن الإدغام ولهذا أيضًا أمر بإظهار الغين وعدم إدغامها في القاف في (لا تزغ قلوب)، (أفاده الأنصاري) كما أنه أشار إلى ضرورة إظهار اللام أيضًا في كلمة (فالتقم) وعدم إدغامها في التاء، في ﴿فالتقمه الحوت﴾. والله أعلى وأعلم.
🍃 #توضيح:
اعلم أن الحرفين المتتالين لابد أن يندرجا تحت نوع من أربعة: المثلين أو المتجانسين أو المتقاربين أو المتباعدين، وإليك تفصيل ذلك:
✨ #أولا : #المتماثلان :
هما الحرفان اللذان اتحدا مخرجًا وصفة، كالباءين في (اضرب بعصاك)، والدالين في (قد دخلوا)، واللامين في (قل لن)، والنونين في (من نعمره)... إلخ.
فائدة:
ينقسم المتماثلان إلى: متماثلين صغير، متماثلين كبير، متماثلين مطلق.
أما المتماثلان الصغير : فهو أن يكون الحرف الأول ساكنًا والثاني متحركًا، مثل: (منْ نُعمره ـ قلْ لَن ـ اضرب بعصاك)، وهذا هو الذي يخصنا.
وحكمه: الإدغام وسيأتي تفصيلاً.
وأما المتماثلان الكبير : فهو أن يكون الحرفان متحركان مثل: (السماءِ إن ـ إنهُ هُو ـ الرحيمِ مَلك].
وحكمه: الإظهار (عند حفص ومن وافقه).
و المتماثلان المطلق : فهو أن يكون الحرف الأول متحركًا والثاني ساكنُا، مثل: (نَنْسخ ـ مَمْنون).
وحكمه: الإظهار (عند كل القراء).
🌳 #والخلاصة:
أن كل حرفين متماثلين التقيا، وكان أولهما ساكنًا والثاني متحركًا، فإن الأول يدغم في الثاني أي أننا نحذف الأول تمامًا وننطق بالثاني مشددًا إلا في حالة واحدة وهي أن يكون الحرف الأول حرف مد مثل الواوين في (قالوا وهم)، ومثل الياءين في (في يوم)، فيجب في هذه الحالة الإظهار حتى نستطيع الإتيان بالمد؛ لأننا لو أدغمنا فإن المدَّ سيزول.
فائدة :
قوله تعالى: (ماليه هلك) لنا فيها ثلاثة أوجه:
الأول: الوصل مع السكت، ويحصل ذلك بأن نقول (ماليه) ثم نسكت سكتة لطيفة بدون تنفس، ثم ننطق بـ(هلك) وزمنها أقل من حركتين بشكل ملحوظ.
والثاني: الوقف مع (ماليه) مع التنفس ثم النطق بـ(هلك).
والثالث: الإدغام على أنه من قبيل المتماثلين فننطقها هكذا: (ماليَهَّلَكَ).
🌟 #ثانيا: المتجانسان :
وهما الحرفان اللذان اتحدا مخرجًا واختلفا صفة، وهو أيضًا ينقسم إلى: صغير وكبير ومطلق، وقد سبق بيان كل منهما، أما الصغير فحكمه الإدغام مثل:
1ـ الدال في التاء مثل: (كدتَّ)، و(قد تَّبين).
2ـ التاء في الداء والطاء مثل: (أجيبت دَّعوتكما)، و(وّدَّت طَّائفة).
3ـ الذال في الظاء مثل: (إذ ظَّلموا).
4ـ الطاء في التاء مثل: (بسطت) لكنه إدغام ناقص، بمعنى أننا نبقي على صفة الاستعلاء في الطاء (وقد سبق ذكره).
5ـ القاف في الكاف في كلمة (نخلقكم)، ولحفص فيها وجهان: الإدغام الكامل والإدغام الناقص (وقد سبق ذكره).
6ـ الثاء في الذال في: (يلهث ذذلك)، ولحفص فيها وجهان: الإدغام والإظهار.
7ـ الباء في الميم في: (اركب معنا) ، ولحفص فيها وجهان: الإدغام والإظهار.
وأما المتجانسان الكبير مثل: (الصالحات طوبى ـ مريم بهتانًا) ففيه الإظهار.
وأما المتجانسان المطلق مثل: (يَشْكُر) ففيه الإظهار.