إنني وحيدة يا ليلى
أكتبها الآن رغمًا عن صديقي الذي سيأتنِي الآن حزين
ويلومني لأنني كتبت هذا،
إن كانت الوحدة ليست أن أُهدهد نفسي، أُضمد جراحي وحدي
وأبكِي ليلًا وحدي، وأبتلع الأحاديث لأن ليس هُناك من يسمع
وأمشي الطريق وحدي فما الوحدة إذًا يا ليلى؟
إنني وحيدة حقًا،
ولستُ متأكدة من شيءٍ بقدر تأكدي من هذا،
الطريق مُتعب، والدنيا عنيدة، وقلبي هُنا يقاوم وحده")))
أكتبها الآن رغمًا عن صديقي الذي سيأتنِي الآن حزين
ويلومني لأنني كتبت هذا،
إن كانت الوحدة ليست أن أُهدهد نفسي، أُضمد جراحي وحدي
وأبكِي ليلًا وحدي، وأبتلع الأحاديث لأن ليس هُناك من يسمع
وأمشي الطريق وحدي فما الوحدة إذًا يا ليلى؟
إنني وحيدة حقًا،
ولستُ متأكدة من شيءٍ بقدر تأكدي من هذا،
الطريق مُتعب، والدنيا عنيدة، وقلبي هُنا يقاوم وحده")))
بعد إنفصال غادة السمان عن غسان كنفاني كتبت له:
- كيف أتخلص من عادة إنتظارك؟
كيف أقنع قلبي بأنك لم تعد تنتظرني،
وبأني آخر الأشياء بعد أن كُنت أولها،
"لم تحاول من أجلي، هذا جرح لا أعرف كيف سأتخطاه"
- كيف أتخلص من عادة إنتظارك؟
كيف أقنع قلبي بأنك لم تعد تنتظرني،
وبأني آخر الأشياء بعد أن كُنت أولها،
"لم تحاول من أجلي، هذا جرح لا أعرف كيف سأتخطاه"
في البدء صدقت أن العالم طيب، ويستحق الأعمال الطيبة.
ثم رأيت أن العالم قاسٍ، ويحتاج العمل الطيب لينصلح حاله.
ثم اعترفت بأني لست طيباً، ولا تخلو أعمالي الطيبة من شرورها.
والآن أؤمن بأن العالم طيب بما يكفي لينقذني من قسوتي، وقاسٍ بما يكفي ليحتاج إلى طيبتي، وأن ما مُنحت قد وضعه آخر، وما أقدمه سيأخذه ثالث،
وكأن العالم صحراء نعبرها، فلا ينقذنا من قسوتها إلا ما زرعه من مروا قبلنا، ولا يُخفف قسوتها على من يلينا إلا ما نتركه في الأرض من بذور.
ثم رأيت أن العالم قاسٍ، ويحتاج العمل الطيب لينصلح حاله.
ثم اعترفت بأني لست طيباً، ولا تخلو أعمالي الطيبة من شرورها.
والآن أؤمن بأن العالم طيب بما يكفي لينقذني من قسوتي، وقاسٍ بما يكفي ليحتاج إلى طيبتي، وأن ما مُنحت قد وضعه آخر، وما أقدمه سيأخذه ثالث،
وكأن العالم صحراء نعبرها، فلا ينقذنا من قسوتها إلا ما زرعه من مروا قبلنا، ولا يُخفف قسوتها على من يلينا إلا ما نتركه في الأرض من بذور.
هُنا إنسان،
لَمْ يَعُد يفهم ما يَمُر به ؟
إنسان بسيط، لَمْ يتمنى في يوم شيئًا مُبالغًا، بل كان يُحاول دائمًا، و يبذل كُل ما بوسعه، ثُمَّ في نهاية الطريق، و بعد إن إكتملت الصورة، وإتضحت ملامح ما يتمنى، يصفعه الواقع بِقسوة، و يسقط أرضًا هو و أحلامه،
إنسان أصبح كُل شيء به هادئ إلا داخله، سيطر عليه القلق بِالكامل، جعله التفكير يسير مُرتبك الخُطى، و حتى الدعاء لَمْ يَعُد يستطيع صياغته،
فقط ...
ينظُر للسماء بِلهفة، و في عيناه إشتياق كبير أن يعود هو .
#سُهيلة_فريخة.
لَمْ يَعُد يفهم ما يَمُر به ؟
إنسان بسيط، لَمْ يتمنى في يوم شيئًا مُبالغًا، بل كان يُحاول دائمًا، و يبذل كُل ما بوسعه، ثُمَّ في نهاية الطريق، و بعد إن إكتملت الصورة، وإتضحت ملامح ما يتمنى، يصفعه الواقع بِقسوة، و يسقط أرضًا هو و أحلامه،
إنسان أصبح كُل شيء به هادئ إلا داخله، سيطر عليه القلق بِالكامل، جعله التفكير يسير مُرتبك الخُطى، و حتى الدعاء لَمْ يَعُد يستطيع صياغته،
فقط ...
ينظُر للسماء بِلهفة، و في عيناه إشتياق كبير أن يعود هو .
#سُهيلة_فريخة.
لكنّي يا رب..
وإن زادَ البُعد و تِهتُ عنك، ولَم أذكُرُك، و أذنبتُ ألف مرّة، أو ضَلّ بيَ السّبيل، أو ذَبُلَت قُواي، وأضَعتُ عُمري، لا أُريدُ إلّا رَحمَتك، وأن تَنظُرَ لقلبي بلُطفك
وتقول:
(قد غَفَرتُ لك)
وإن زادَ البُعد و تِهتُ عنك، ولَم أذكُرُك، و أذنبتُ ألف مرّة، أو ضَلّ بيَ السّبيل، أو ذَبُلَت قُواي، وأضَعتُ عُمري، لا أُريدُ إلّا رَحمَتك، وأن تَنظُرَ لقلبي بلُطفك
وتقول:
(قد غَفَرتُ لك)
أرسم جميع النهايات داخل عقلي، أتوقع الرحيل دائمًا..من الجميع، ولكن عندما تأتي لحظة الوداع أبكي حتى تنقطع أنفاسي، وأشعر أن قلبي يُنزع من داخلي...أتوقع الفُراق؛ لكن أتمنى أن يخيب ظني دائمًا.
سارة علام
سارة علام
لم أعد أريدك،
صحيح أني بكيت بمجرد تخيلي فقط أنك بعيدٌ عني، أعرف أنني سأبكيك كلما شعرتُ بأن صدرك لم يعد قريبًا لأنام عليه. لا يهم أبدًا.. أعرف أيضًا كل ما سيمر بي من معاناة
سأصبح عاجزة عن أن أكون أنا
ستكون الأوقات دونك صعبةٌ وثقيلة
ستصبح الوسائد خشنة أكثر من اللازم
سيظهر لي وجهك داخل أكواب الشاي
سأعطش لصوتك كثيرًا
سأغرق في رائحتك أكثر
وسيشتاق جسدي لملامسة جسدك، لكن لا يهم فكل هذه الكآبات الصغيرة سوف تمر. أو ربما سأقنع نفسي بذلك
لن أخسر شيئًا في هذه المعركة إلا الوهم الذي يحيط بي سأعيش في حقيقة واحدة:
أنك لم تعد هنا.
فاطمه رحيم
صحيح أني بكيت بمجرد تخيلي فقط أنك بعيدٌ عني، أعرف أنني سأبكيك كلما شعرتُ بأن صدرك لم يعد قريبًا لأنام عليه. لا يهم أبدًا.. أعرف أيضًا كل ما سيمر بي من معاناة
سأصبح عاجزة عن أن أكون أنا
ستكون الأوقات دونك صعبةٌ وثقيلة
ستصبح الوسائد خشنة أكثر من اللازم
سيظهر لي وجهك داخل أكواب الشاي
سأعطش لصوتك كثيرًا
سأغرق في رائحتك أكثر
وسيشتاق جسدي لملامسة جسدك، لكن لا يهم فكل هذه الكآبات الصغيرة سوف تمر. أو ربما سأقنع نفسي بذلك
لن أخسر شيئًا في هذه المعركة إلا الوهم الذي يحيط بي سأعيش في حقيقة واحدة:
أنك لم تعد هنا.
فاطمه رحيم
عزيزتي نفسي،
أعلم أنني أهملتكِ لوقتٍ طويل، توقفت عن التحدث إليكِ أو حتى الكتابة لكِ، ومنذ ذلك الحين أشعر أنني فقدت شيئًا كبيرًا بداخلي، شيئًا كان يجعلني أنا.
تحولت إلى شخص غريب عن نفسي، أفعل كل شيء وكأنني مجردة من المشاعر، كأن قلبي قطعة صخر. كنت دائمًا أخشى على مشاعر الآخرين، أضع احتياجاتهم وأحزانهم فوق ألمي، حتى عندما كنت أحتاج أن أصرخ أو أبكي كنت أكتم كل ذلك، لأنني لا أريد لأحد أن يشعر بما أشعر به. لكنني اليوم أصبحت أُغلق أبوابي على قلبي، وأُبعد عيني عن العالم، لا أنظر لأحد يتألم ولا أُبالي إذا أذيتُ أحدًا كما أُوذيت.
لقد كسرت عهدًا غاليًا كنت قد قطعته مع نفسي، بأن أظل نقية، أن أظل تلك الروح التي تُداوي ولا تُؤذي، تلك التي تنير الطرق حتى وهي تسير في ظلامها. كنت أؤمن أن الألم يجب أن يجعلنا أقوى، أكثر رفقًا، لكنه للأسف جعلني أكثر قسوة، وأنا لم أعد أعرف نفسي بعد الآن.
عندما أنظر في المرآة، لا أرى إلا بقايا شخص كنتُ أحبّه. أرى ندوبًا تملأ قلبي، وجراحًا أبت أن تلتئم. أرى شخصًا يؤذي من حوله بلا قصد، لكنه يراكم في داخله شعورًا بالذنب يثقل روحه.
أحيانًا أفكر: هل سأظل على هذا الحال طويلًا؟ هل سأظل غارقة في هذه الدائرة من القسوة والندم؟ هل سأتمكن يومًا من أن أعود كما كنت؟
أشتاق إليكِ. أشتاق إلى تلك الفتاة النقية التي كنتها، تلك التي كانت تحمل قلبًا مليئًا بالحب والصبر، رغم كل ما واجهته من أوجاع. أشتاق إلى الإلهام الذي كان يملأ روحي، إلى الأمل الذي كان يضيء لي الطريق.
أريد أن أجدكِ مجددًا. أريد أن أعانقكِ وأخبركِ أنني لن أترككِ مرة أخرى. أعلم أن العودة لن تكون سهلة، لكنني أحتاجكِ الآن أكثر من أي وقت مضى. أشتاق إلى النقاء الذي بداخلي، إلى السلام الذي كان يومًا جزءًا مني.
حقًا، أشتاق لكِ، وأعدكِ أنني سأحاول أن أجدكِ مجددًا، مهما استغرق الأمر.
-تُقى جبر
أعلم أنني أهملتكِ لوقتٍ طويل، توقفت عن التحدث إليكِ أو حتى الكتابة لكِ، ومنذ ذلك الحين أشعر أنني فقدت شيئًا كبيرًا بداخلي، شيئًا كان يجعلني أنا.
تحولت إلى شخص غريب عن نفسي، أفعل كل شيء وكأنني مجردة من المشاعر، كأن قلبي قطعة صخر. كنت دائمًا أخشى على مشاعر الآخرين، أضع احتياجاتهم وأحزانهم فوق ألمي، حتى عندما كنت أحتاج أن أصرخ أو أبكي كنت أكتم كل ذلك، لأنني لا أريد لأحد أن يشعر بما أشعر به. لكنني اليوم أصبحت أُغلق أبوابي على قلبي، وأُبعد عيني عن العالم، لا أنظر لأحد يتألم ولا أُبالي إذا أذيتُ أحدًا كما أُوذيت.
لقد كسرت عهدًا غاليًا كنت قد قطعته مع نفسي، بأن أظل نقية، أن أظل تلك الروح التي تُداوي ولا تُؤذي، تلك التي تنير الطرق حتى وهي تسير في ظلامها. كنت أؤمن أن الألم يجب أن يجعلنا أقوى، أكثر رفقًا، لكنه للأسف جعلني أكثر قسوة، وأنا لم أعد أعرف نفسي بعد الآن.
عندما أنظر في المرآة، لا أرى إلا بقايا شخص كنتُ أحبّه. أرى ندوبًا تملأ قلبي، وجراحًا أبت أن تلتئم. أرى شخصًا يؤذي من حوله بلا قصد، لكنه يراكم في داخله شعورًا بالذنب يثقل روحه.
أحيانًا أفكر: هل سأظل على هذا الحال طويلًا؟ هل سأظل غارقة في هذه الدائرة من القسوة والندم؟ هل سأتمكن يومًا من أن أعود كما كنت؟
أشتاق إليكِ. أشتاق إلى تلك الفتاة النقية التي كنتها، تلك التي كانت تحمل قلبًا مليئًا بالحب والصبر، رغم كل ما واجهته من أوجاع. أشتاق إلى الإلهام الذي كان يملأ روحي، إلى الأمل الذي كان يضيء لي الطريق.
أريد أن أجدكِ مجددًا. أريد أن أعانقكِ وأخبركِ أنني لن أترككِ مرة أخرى. أعلم أن العودة لن تكون سهلة، لكنني أحتاجكِ الآن أكثر من أي وقت مضى. أشتاق إلى النقاء الذي بداخلي، إلى السلام الذي كان يومًا جزءًا مني.
حقًا، أشتاق لكِ، وأعدكِ أنني سأحاول أن أجدكِ مجددًا، مهما استغرق الأمر.
-تُقى جبر
حتى الآن لم يفهمني أحد في حياتي كلها، لا أحد يعرفني على حقيقتي، لطالما اعتقدت أنني وجدت ذلك الشخص الذي يفهم الحزن الذي خلف إبتسامتي، القلق الذي خلف هروبي، والخوف الذي خلف عزلتي، حتى أيقنت أن لا أحد يعرفني معرفةً كاملة،
أنا هنا وحدي، لا أملك إلا خوفي.
أنا هنا وحدي، لا أملك إلا خوفي.
كم من مرة طُويت صفحات حياتي على نهايات لم أخترها، وكأن الأقدار كانت تكتب الحروف الأخيرة دون أن تُعير قلبي فرصة الحديث أو الاعتراض. كنت دائمًا مسافرة على طرق لم أضع خرائطها، وأقف عند محطات لم أطلبها، حتى باتت النهايات أشبه بفرض قسري يترك القلب مثقلًا بالأسئلة، خاليًا من الإجابات مليئا بالألم والاستنكار
كل تجربة في حياتي تركت في داخلي أثرًا، وكل نهاية مررت بها كانت كجرح يُضاف إلى قائمة طويلة من الألم والصمت. لم أكن أخشى البدايات من قبل، كنت أُقبل عليها بشغف الطفل الذي يرى العالم بلا حدود. لكن الآن، أصبحت النهايات كالظل الثقيل الذي يسبق أي خطوة جديدة، يخبرني بصوت خفي: “كل ما يبدأ، سينتهي.”
ربما لأنني لم أعرف يومًا نهاية تُرضي قلبي، أصبحت أخشى أن أبدأ. رهبة النهايات باتت تسكنني، كضيف غير مرغوب فيه يقتحم أفكاري مع كل فكرة جديدة. أتحسس كل بداية وكأنها بداية لخسارة، أراقبها بعين القلق، وكأنني أبحث عن موعد النهاية المحتوم قبل أن تبدأ الرحلة.
لكن اليوم، أجد نفسي أمام فرصة مختلفة، لأول مرة أمتلك حق الحديث عن نهاية تخصني. أمامي السطر الأخير، وأملك القلم، لكنني عاجزة.
لا أعرف ماذا أقول أو كيف أضع النهاية التي يُمكن أن يرضي عنها قلبي.
أقف في مفترق الطرق بين خوفي من النهايات ورغبتي في أن تكون هذه المرة مختلفة. أريد أن أختم الحكاية بشيء يُشبهني، بشيء يُشعرني أن قلبي لن يلاحقه الندم
هل أقول وداعًا بصوتٍ هادئٍ يحمل سلامًا؟ أم أترك الباب مواربًا، وكأنني لا أريد للنهاية أن تكون قاطعة؟ هل أختار كلمات تليق بما مضى أم أترك المشاعر وحدها تقودني؟
كيف يكون الرضا عن النهاية؟ هل هو في الكلمات التي نقولها، أم في الطريقة التي نترك بها الأشياء خلفنا؟
أُمنيتي الآن ليست فقط أن أعيش تجربة نهاية تُشبهني، بل أن أجد الكلمات التي تُداوي قلبي في لحظة الختام، لأمضي بعدها بسلام حقيقي لا يطاردني فيها الندم على اشياء لم افعلها، على كلمات لم اكتبها، على حروف لم انطقها
حقًا أتساءل: هل سيأتي يوم تنتهي فيه الحكاية، ويكون القلب أخيرًا راضيًا
-تُقى جبر
كل تجربة في حياتي تركت في داخلي أثرًا، وكل نهاية مررت بها كانت كجرح يُضاف إلى قائمة طويلة من الألم والصمت. لم أكن أخشى البدايات من قبل، كنت أُقبل عليها بشغف الطفل الذي يرى العالم بلا حدود. لكن الآن، أصبحت النهايات كالظل الثقيل الذي يسبق أي خطوة جديدة، يخبرني بصوت خفي: “كل ما يبدأ، سينتهي.”
ربما لأنني لم أعرف يومًا نهاية تُرضي قلبي، أصبحت أخشى أن أبدأ. رهبة النهايات باتت تسكنني، كضيف غير مرغوب فيه يقتحم أفكاري مع كل فكرة جديدة. أتحسس كل بداية وكأنها بداية لخسارة، أراقبها بعين القلق، وكأنني أبحث عن موعد النهاية المحتوم قبل أن تبدأ الرحلة.
لكن اليوم، أجد نفسي أمام فرصة مختلفة، لأول مرة أمتلك حق الحديث عن نهاية تخصني. أمامي السطر الأخير، وأملك القلم، لكنني عاجزة.
لا أعرف ماذا أقول أو كيف أضع النهاية التي يُمكن أن يرضي عنها قلبي.
أقف في مفترق الطرق بين خوفي من النهايات ورغبتي في أن تكون هذه المرة مختلفة. أريد أن أختم الحكاية بشيء يُشبهني، بشيء يُشعرني أن قلبي لن يلاحقه الندم
هل أقول وداعًا بصوتٍ هادئٍ يحمل سلامًا؟ أم أترك الباب مواربًا، وكأنني لا أريد للنهاية أن تكون قاطعة؟ هل أختار كلمات تليق بما مضى أم أترك المشاعر وحدها تقودني؟
كيف يكون الرضا عن النهاية؟ هل هو في الكلمات التي نقولها، أم في الطريقة التي نترك بها الأشياء خلفنا؟
أُمنيتي الآن ليست فقط أن أعيش تجربة نهاية تُشبهني، بل أن أجد الكلمات التي تُداوي قلبي في لحظة الختام، لأمضي بعدها بسلام حقيقي لا يطاردني فيها الندم على اشياء لم افعلها، على كلمات لم اكتبها، على حروف لم انطقها
حقًا أتساءل: هل سيأتي يوم تنتهي فيه الحكاية، ويكون القلب أخيرًا راضيًا
-تُقى جبر
“وطوال اليوم، في انتظار البريد وبعض الأخبار من مكان بعيد.”
عزيزتي ضي،
أحيانًا أشعر أن الانتظار هو أعظم كذبة نخبر بها أنفسنا. نقف على حافة الوقت، نتشبث بآمال باهتة، رغم يقين دفين بأن ما ننتظره لن يأتي. كأن هناك جزءًا في داخلي يعلم الحقيقة، لكنه يصرّ على الصمت، يتركني أسيرة أوهام صنعها قلبي، ربما لأنني لا أملك الشجاعة لأواجه الغياب.
الانتظار يشبه الطرقات الطويلة الفارغة، حيث لا صوت إلا خطى خائفة تدور في رأسي. أنا أنتظر، ليس لأنني لا أرى الحقيقة، بل لأنني أحببت الانتظار أكثر مما أحببت فكرة النهاية.
أما عن حبيبي… فهو ليس شخصًا فقط، هو حالة، هو وطن أهرب إليه حين يضيق العالم. كلما فكرت فيه، شعرت وكأن قلبي يُفتح على مصراعيه ليحتضن ذكرى، صوت، ضحكة، أو حتى غياب. أحببته بكل ما فيّ، بكل يقيني وبكل شكوكي. أفتقده ليس فقط لأنه غائب، بل لأن وجوده كان يمنحني إحساسًا بأنني كاملة، بأنني مرئية، بأنني أنا.
ضي، حين أحببته، أحببت تفاصيله الصغيرة؛ كيف يضحك على أشياء عادية، كيف يصف الأشياء بكلمات لا تشبه أحدًا. أحببت كيف كان ينظر إليّ وكأن العالم يتوقف للحظة. لكن أكثر ما أحببته فيه هو أنه جعلني أصدق أن الحب يمكن أن يغيّر ملامحنا، يجعلنا أجمل، أقوى، وحتى أضعف.
واليوم، أعيش بين حنين لحضوره ويقين بأنه قد لا يعود. ومع ذلك، أنتظره. ربما لأن الانتظار هو كل ما تبقى لي منه.
هل تعلمين يا ضي؟ أصبحت الرسائل جزءًا مني، كما لو أنني أخطّ بها شيئًا لا يقرأه أحد، شيئًا يعنيني وحدي. أنتظر البريد كل يوم، وكأنني أترقب رسالة من العالم الآخر، رسالة تحمل تفاصيل بسيطة تعيدني إليه. أعلم أنها قد لا تأتي، ولكن في كل مرة أفتح فيها صندوق البريد، أشعر أن قلبي ينبض بشدة، كأنني على وشك أن ألقى جزءًا منه هناك.
الرسائل، يا ضي، هي كل ما تبقى لي. أكتبها، وأنتظرها، وأعيش بين الكلمات التي لم تُقال، وبين الحروف التي لم تصل. ربما يومًا ما، ستخبرني رسالة ما بما كنت أحتاج أن أعرفه، أو ربما ستظل الصناديق فارغة، مثل روحي التي تحنّ دائمًا لما لن يعود.
-تقى جبر
عزيزتي ضي،
أحيانًا أشعر أن الانتظار هو أعظم كذبة نخبر بها أنفسنا. نقف على حافة الوقت، نتشبث بآمال باهتة، رغم يقين دفين بأن ما ننتظره لن يأتي. كأن هناك جزءًا في داخلي يعلم الحقيقة، لكنه يصرّ على الصمت، يتركني أسيرة أوهام صنعها قلبي، ربما لأنني لا أملك الشجاعة لأواجه الغياب.
الانتظار يشبه الطرقات الطويلة الفارغة، حيث لا صوت إلا خطى خائفة تدور في رأسي. أنا أنتظر، ليس لأنني لا أرى الحقيقة، بل لأنني أحببت الانتظار أكثر مما أحببت فكرة النهاية.
أما عن حبيبي… فهو ليس شخصًا فقط، هو حالة، هو وطن أهرب إليه حين يضيق العالم. كلما فكرت فيه، شعرت وكأن قلبي يُفتح على مصراعيه ليحتضن ذكرى، صوت، ضحكة، أو حتى غياب. أحببته بكل ما فيّ، بكل يقيني وبكل شكوكي. أفتقده ليس فقط لأنه غائب، بل لأن وجوده كان يمنحني إحساسًا بأنني كاملة، بأنني مرئية، بأنني أنا.
ضي، حين أحببته، أحببت تفاصيله الصغيرة؛ كيف يضحك على أشياء عادية، كيف يصف الأشياء بكلمات لا تشبه أحدًا. أحببت كيف كان ينظر إليّ وكأن العالم يتوقف للحظة. لكن أكثر ما أحببته فيه هو أنه جعلني أصدق أن الحب يمكن أن يغيّر ملامحنا، يجعلنا أجمل، أقوى، وحتى أضعف.
واليوم، أعيش بين حنين لحضوره ويقين بأنه قد لا يعود. ومع ذلك، أنتظره. ربما لأن الانتظار هو كل ما تبقى لي منه.
هل تعلمين يا ضي؟ أصبحت الرسائل جزءًا مني، كما لو أنني أخطّ بها شيئًا لا يقرأه أحد، شيئًا يعنيني وحدي. أنتظر البريد كل يوم، وكأنني أترقب رسالة من العالم الآخر، رسالة تحمل تفاصيل بسيطة تعيدني إليه. أعلم أنها قد لا تأتي، ولكن في كل مرة أفتح فيها صندوق البريد، أشعر أن قلبي ينبض بشدة، كأنني على وشك أن ألقى جزءًا منه هناك.
الرسائل، يا ضي، هي كل ما تبقى لي. أكتبها، وأنتظرها، وأعيش بين الكلمات التي لم تُقال، وبين الحروف التي لم تصل. ربما يومًا ما، ستخبرني رسالة ما بما كنت أحتاج أن أعرفه، أو ربما ستظل الصناديق فارغة، مثل روحي التي تحنّ دائمًا لما لن يعود.
-تقى جبر
٢٤/١١/٢٠٢٤
اهلا عزيزي
أتتذكرني؟
مر وقت طويل منذ آخر رسالة بعثتها لك، وأشعر بشوق كبير للكتابة إليك. أحيانًا، أشعر أنني أكتب لنفسي أكثر مما أكتب لك. كأن هذه الرسائل أصبحت مرآة لقلبي، أرى فيها كل شيء من دون أن أجد من يراه. أكتب إليك، رغم أنني أعلم أنني لن أسمع ردًا، وربما لن تصل كلماتك إليّ يومًا. لكن لا بأس، لأنني أحتاج إلى الكتابة أكثر من أي وقت مضى، وأحتاج إلى أن أفرغ كل ما بداخلي
يوم جديد مرّ عليّ، ولكن ماذا تغيّر؟ لا شيء. الحياة تستمر في دورتها، كما لو أنها لا تهتم بما يحدث في داخلنا. نحن فقط جزء من حكاية لا نملك لها نهاية واضحة. وما بين هذا وذاك، ما زلت أبحث عن نفسي في زحمة الأيام. لا أعرف إن كنت سأجدها أم لا، لكنني أستمر في البحث، على الرغم من أنني أحيانًا أشعر أنني ضائعة أكثر من أي وقت مضى.
وما زلت أعيش على أمل أن التغيير سيأتي، في وقت ما، ربما قريبًا، أو ربما في يومٍ بعيد. أحاول أن أصدق أن كل شيء يحدث لسبب، لكن تلك الأسباب تظل غامضة، كما لو أن الحياة تخبئ لنا إجاباتها في زوايا مظلمة لا نجرؤ على الاقتراب منها.
أحيانًا أتساءل، هل هذا هو كل ما تبقى لي؟ هل سيظل هذا الروتين هو ما أعيش فيه؟ وهل ستظل الأيام تمر بنفس الشكل، دون أن تترك لي بصمة؟ أم أنني سأظل أستيقظ كل يوم فقط لأجد نفسي في نفس النقطة؟
لكنني لا أستطيع أن أتوقف، رغم أنني أحيانًا أشعر بالتعب، رغم أنني أحيانًا أفكر في الاستسلام، إلا أنني أعود مجددًا. أعود لأنني لا أستطيع أن أعيش بدون محاولة، بدون أمل، حتى ولو كان خافتًا، حتى ولو كان مجرد سراب بعيد. أحتاج إلى الأمل، حتى لو كان وهمًا، لأنه وحده ما يجعلني أستمر.
قد يبدو هذا حديثًا فارغًا، لكن الكتابة تمنحني نوعًا من الراحة، كما لو أنني أضع جزءًا من روحي في كل كلمة أكتبها. وعندما أكتب لك، أشعر وكأنني أفتح نافذة في قلبي، وأدع الرياح تدخل، حتى لو كانت الرياح التي تهب داخلي هي نفسها التي تعبث بي.
ربما تجد هذا غريبًا، وربما تجد أن رسائلي متشابكة وغير واضحة. لكن هذا ما أعيشه، ما اشعر به، وما أكتبه. وكل يوم يمر، أتعلم أكثر أن الحياة لا تحتاج إلى أن تكون مفهومة. أحيانًا يكفي أن نعيشها كما هي، بكل ما فيها من ضباب وغموض.
-تُقى جبر
-ما يُحكى لغريب
اهلا عزيزي
أتتذكرني؟
مر وقت طويل منذ آخر رسالة بعثتها لك، وأشعر بشوق كبير للكتابة إليك. أحيانًا، أشعر أنني أكتب لنفسي أكثر مما أكتب لك. كأن هذه الرسائل أصبحت مرآة لقلبي، أرى فيها كل شيء من دون أن أجد من يراه. أكتب إليك، رغم أنني أعلم أنني لن أسمع ردًا، وربما لن تصل كلماتك إليّ يومًا. لكن لا بأس، لأنني أحتاج إلى الكتابة أكثر من أي وقت مضى، وأحتاج إلى أن أفرغ كل ما بداخلي
يوم جديد مرّ عليّ، ولكن ماذا تغيّر؟ لا شيء. الحياة تستمر في دورتها، كما لو أنها لا تهتم بما يحدث في داخلنا. نحن فقط جزء من حكاية لا نملك لها نهاية واضحة. وما بين هذا وذاك، ما زلت أبحث عن نفسي في زحمة الأيام. لا أعرف إن كنت سأجدها أم لا، لكنني أستمر في البحث، على الرغم من أنني أحيانًا أشعر أنني ضائعة أكثر من أي وقت مضى.
وما زلت أعيش على أمل أن التغيير سيأتي، في وقت ما، ربما قريبًا، أو ربما في يومٍ بعيد. أحاول أن أصدق أن كل شيء يحدث لسبب، لكن تلك الأسباب تظل غامضة، كما لو أن الحياة تخبئ لنا إجاباتها في زوايا مظلمة لا نجرؤ على الاقتراب منها.
أحيانًا أتساءل، هل هذا هو كل ما تبقى لي؟ هل سيظل هذا الروتين هو ما أعيش فيه؟ وهل ستظل الأيام تمر بنفس الشكل، دون أن تترك لي بصمة؟ أم أنني سأظل أستيقظ كل يوم فقط لأجد نفسي في نفس النقطة؟
لكنني لا أستطيع أن أتوقف، رغم أنني أحيانًا أشعر بالتعب، رغم أنني أحيانًا أفكر في الاستسلام، إلا أنني أعود مجددًا. أعود لأنني لا أستطيع أن أعيش بدون محاولة، بدون أمل، حتى ولو كان خافتًا، حتى ولو كان مجرد سراب بعيد. أحتاج إلى الأمل، حتى لو كان وهمًا، لأنه وحده ما يجعلني أستمر.
قد يبدو هذا حديثًا فارغًا، لكن الكتابة تمنحني نوعًا من الراحة، كما لو أنني أضع جزءًا من روحي في كل كلمة أكتبها. وعندما أكتب لك، أشعر وكأنني أفتح نافذة في قلبي، وأدع الرياح تدخل، حتى لو كانت الرياح التي تهب داخلي هي نفسها التي تعبث بي.
ربما تجد هذا غريبًا، وربما تجد أن رسائلي متشابكة وغير واضحة. لكن هذا ما أعيشه، ما اشعر به، وما أكتبه. وكل يوم يمر، أتعلم أكثر أن الحياة لا تحتاج إلى أن تكون مفهومة. أحيانًا يكفي أن نعيشها كما هي، بكل ما فيها من ضباب وغموض.
-تُقى جبر
-ما يُحكى لغريب
ولو سألتني عن مشاعر الحب الصادق ، لحدّثتك كيف يُحوِّل شخصٌ واحدٌ فقط، باتصالٍ واحدٍ فقط، برسالةٍ واحدةٍ فقط، بكلمةٍ واحدةٍ فقط حياةَ شخصٍ آخر من العدم إلى الوجود، من التعب إلى العافية، كيف يُعيدُ له رئتيه وملامحه وضحكته وشعوره بالرغبة في الحياة أكثر، الحب الصادق شيءٌ أقرب لنفخ الروح !
وأنا تُبكيني مشاهد الصُحبة بالأكثر؛
أبكي لأنني لا أُحب أن أكون وحيدًا أبدًا
ولأنني ورغم عُمري هذا لم أحصل على صديقٍ واحد؛
كُل الذين قدمت لهم الكثير، حصدت من ورائهم خيبات فقط
حتى ذاك الذي استثنيته كان أكبر خيبة بالنسبة إليّ...
-دينا إبراهيم.
أبكي لأنني لا أُحب أن أكون وحيدًا أبدًا
ولأنني ورغم عُمري هذا لم أحصل على صديقٍ واحد؛
كُل الذين قدمت لهم الكثير، حصدت من ورائهم خيبات فقط
حتى ذاك الذي استثنيته كان أكبر خيبة بالنسبة إليّ...
-دينا إبراهيم.