Telegram Web
الحِنِّيَّة .. بتُداوِى.
إنك تقف في قلبي مثل قطع الزجاج، رغم معرفتي بأنك تؤلم روحي، إلا أني أخبئك هناك!

- دوستويفسكي | الجريمة والعقاب.
لا أُؤمن بِجُملة "الرحلة فردية" ولو صَحّت أحيانًا فلَن يستطيع المرء بمفرده إكمال خطوتين في طريق رحلته، وإن استكمل وحقّق ألف إنجازٍ يموت جمال الألف إنجاز لعدم امتلاكهِ شخصًا واحدًا يُشاركه إيّاهُم!

الرحلة الفردية لا تكتمل، مهما كانت قوة المرء وبالرفقة والأُنس بأحدهم، يذوب الخوف وتتحول الوَحشة لأمان وتستمتع بالطريق مهما كان عثِرًا وتعيش لحظات حلوة وتضحك ولو الدموع على وجنتيك!
يكفيك من كل طريق خاسرٍ لم تجد له نهاية تستحق أن بنهايته معك شخصٌ ترتاح فيه مِمّا لاقيته يُنير عينيك على طريق آخر لتحاول فيه، يكفيك شخصٌ يُقدّر مجهودك، ومازال يُؤمن بِك، وينظر لمحاولاتك كأنها انتصارات جليلة ولو باءت جميعها بالفشل حينما لا يلتفت العالم لما تفعله لشدّة عاديته!
-
خُلِقنا ساكناتٍ؛
لا نبادر، لا نبوح، لا نبذل، ولا نخطو خطوةً واحدةً..

وخُلِقوا هم للمُحاولاتِ،
مبادرين، معبِّرين، باذلين، أصحابَ الخُطى العارفين بمسالكِ الطُرقات..

فإذا بادرَ، تقبَّلت
وإذا باحَ، أخبرت
وإذا بذلَ، قدَّمت
وإذا خطى لها، خطت نحوه وعن غيرِ وجهتِه أدبرت.

هكذا نحن خُلِقنا من عاطفةٍ لا ينقصُها عقل،
وهكذا هم خُلِقوا من عقلٍ لا تنقصُه عاطفة،

وكلانا في حاجةٍ إلى الآخر لِتَتِمَّ عليه نفسه؛
فيهدأ عقله، وتستقر عاطفته..
مهووسة بفكرة الدفا، والدفا عندي له معاني كتيرة أوي زي اتنين شاي مع حد بحبه، النقشبندي في الثلث الأخير من الليل، قاعدة بلكونة والسما شكلها تحفة، الشاي بلبن، مسكة الإيد لما أبقى مترددة، ساندة الكتف، ضحكة حبايبي، إذاعة القرآن الكريم الساعه ستة الصبح، شوفة صحابي بعد غيبة في بيت حد فيهم، العشوائيات مع حد بحبه، المشي وقت الليل، طبطبة الإيد، ابتسامة غريب، صوت العصافير الساعه سبعة الصبح، شكل الشجر المتشمس، السما لما بتضحك وقت الضهر، اتنين حبايب ماشيين في الطريق...
الشاي موجود إن كنت ستشرب، وأنا موجود إن كنت ستحب ♡
كُلّ ليلة، ذات الدُّعاء، بذات اليقين ..
أخبرني، من سيهتم بهذه التفاصيل التافهة؟

استيقاظي في السادسة صباحًا.
جلوسي فوق السرير حتى السابعة والنصف أحدّق في شاشة هاتفي.
الذهاب بكسلٍ إلى الحمام، الجلوس على المرحاض، أو الوقوف طويلًا أمام المرآة، أعدّ الخطوط الرفيعة التي احتلت جبهتي.
فقدان ذاكرة العدّ بعد الرقم سبعة، أو تأمل ألوان معجون الأسنان وهي تنساب فوق الفرشاة: الأبيض في المنتصف، الأزرق والأحمر على الأطراف.

من سيهتم بعدم رغبتي اليوم في النظر إلى أي شيءٍ "أزرق"؟
أو بغسل وجهي بماءٍ بارد، دون أن أكترث بتجفيفه؟
أو بالخروج أخيرًا من "بيت الأبالسة"، كما يطلقون على أي مكانٍ فيه مرحاض؟

من سيهتم بشيءٍ كهذا؟
أحرقت الخبز، وتركت الحليب يغلي حتى فاض على الموقد وأطفأت اشتعاله بلا مبالاة.
فقدت رغبتي في الاستمرار، أو فشلت في الهروب من نظرات عقارب الساعة وهي تزحف نحو الغياب.
عجزت عن الفرار من ساعة الهاتف التي تشير الآن إلى (10:55)، ولم أبعث إليك رسالة واحدة.

لا أحد.
يا رب؛ إنني لا أفلح في التخلص من شعوري بالغرابة كلما نظرتُ حولي، أنا غريبةٌ هنا والغريبُ حائرٌ لا يعرفُ ما يفعل ليعيش في المكان الذي يستغربه.

يا رب؛ الأشياء في يديَّ سريعةُ العطب، المعنى في رأسي دائمُ التفلُّت، والصبرُ في قلبي مُتعَبٌ وكسير، إنني أركضُ دائمًا للحاق بكل الأشياء، وحين أنظرُ إلى قدميَّ أرى أنني راوحتُ طوال الوقتِ في ذراع واحد.

يا رب؛ أنتَ أرسلتني إلى هذه الدنيا وأنا لا حيلة لي، لا تتركني وحدي للحيرة، للشعور بالغربة، وللعجز عن عيش الحياة خارجَ قلبي ورأسي. أنتَ خلقتَني وأنتَ تولَّ أمري، علِّمني لأنني لا أعرفُ كيف يعيش المرء خارج نفسه.
"إنني لا أبحث فيك عن الزهو الاجتماعي، ولا عن المتعة السريعة العابرة، ولكني أريد علاقة أكون فيها كما لو كنت جالسًا مع نفسي في غرفة مغلقة "
أصدق ما قيل في الحب، من الشاعر المصري أمل دنقل إلى زوجته الكاتبة المصرية عبله الرويني.
عزيزي السيد "ميم"
أحب كوننا أصدقاء الآن
أحب تلك المشاعر الحنونة والدافئة بيننا،
أتمنى يومًا أن تلمس أصابعي المرتجفة وجهك؛
فأشعر أخيرًا بأنني وجدت ضالتي بعد سنوات من الركض
كل ليلة، أراك في منامي
أتخيلك
وأشتاق إليك.

_ هبة السيد.
حاولتُ كثيرًا ألّا أحاول يا ليلى
حاولتُ أن أُغادر وألّا أُبادر مرةً أُخرى،
ولكن لم يكن سهلًا عليّ أبدًا
كنتُ في كل مرة أقول "سأترك يدي، تقبض أكثر..."

ما زلتُ أسأل نفسي كل ليلة كيف فعلها هو؟
كيف غادر دون أن ينظر خلفه مرةً واحدة؟
وحسِبتُ أني أقترب، وظننتُ أني على باب الوصول فنظرتُ بِكُلي فرِحًا فإني أوشكتُ أن أصل!

لكني يا أبتي وجدتُ طريقًا غيرَ الطريق، وحلمًا غيرَ الحلم!
أنا يا أبتي في هذه الدارُ غريبٌ رغم أُنسي، وحيدٌ رغم صحبي..

أحمد شقير.
لم يكن أحدًا
يعرفُ جناحي الأضعف سِواك،
وعند اقتراب أول تحليق،
كنت أنتَ أول من أحضر المِقص!
2025/02/27 05:52:43
Back to Top
HTML Embed Code: