Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
- Telegram Web
Telegram Web
﴿وَأتُوا البُيوتَ مِن أَبوابِها وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾
[البقرة: ١٨٩]

قال السعدي:
"ويستفاد من إشارة الآية أنه ينبغي في كل أمر من الأمور أن يأتيه الإنسان من الطريق السهل القريب الذي قد جعل له موصلاً، فالآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، ينبغي أن ينظر في حالة المأمور، ويستعمل معه الرفق والسياسة التي بها يحصل المقصود أو بعضه، والمتعلم والمعلم ينبغي أن يسلك أقرب طريق وأسهله يحصل به مقصوده، وهكذا كل من حاول أمراً من الأمور، وأتاه من أبوابه، وثابر عليه فلا بد أن يحصل له المقصود بعون الملك المعبود."
الصلاة هي الهم الأكبر عند أئمة الموحدين

في دعاء نبي الله إبراهيم أنه قال:
{ربَّنا لِيقيموا الصلاةَ}
قال السعدي:
أي: اجعلهم موحِّدين مقيمين الصلاة؛
لأنَّ إقامة الصلاة من أخصِّ وأفضل العبادات الدينيَّة؛
فمنْ أقامها كان مقيماً لدينه.
[أهمية معرفة مفسدات القلوب]

﴿وَذَروا ظاهِرَ الإِثمِ وَباطِنَهُ إِنَّ الَّذينَ
يَكسِبونَ الإِثمَ سَيُجزَونَ بِما كانوا يَقتَرِفونَ﴾ [الأنعام: ١٢٠]

قال السعدي:
نهى الله عبادَهُ عن اقتراف الإثم الظاهر والباطن؛
أي: السر والعلانية المتعلِّقة بالبدن والجوارح والمتعلقة بالقلب،
ولا يتمُّ للعبد ترك المعاصي الظاهرة والباطنة إلا بعد معرفتها والبحث عنها، فيكون البحث عنها ومعرفة معاصي القلب والبدن والعلم بذلك واجباً متعيناً على المكلَّف،وكثيرٌ من الناس تخفى عليه كثيرٌ من المعاصي،خصوصاً معاصي القلب؛ كالكبر والعجب والرياء ... ونحو ذلك حتى إنّه يكون به كثيرٌ منها وهو لا يحسُّ به ولا يشعر، وهذا من الإعراض عن العلم وعدم البصيرة.
ثم أخبر تعالى أن الذين يكسبون الإثم الظاهر والباطن سيُجْزَون على حسب كسبهم وعلى قدر ذنوبهم قلَّت أو كثرت، وهذا الجزاء يكون في الآخرة، وقد يكون في الدُّنيا؛ يعاقَب العبد فيخفَّف عنه بذلك من سيئاته.
قال العلامة السعدي رحمه الله:
لراحة القلب وسروره وزوال همومه وغمومه
أسباب دينية،
وأسباب طبيعية،
وأسباب عملية،
ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين، وأما من سواهم فإنها وإن حصلت لهم من وجه وسبب يجاهد عقلاؤهم عليه، فاتتهم من وجوه أنفع وأثبت وأحسن حالا ومآلا.

الوسائل المفيدة للحياة السعيدة.
[من أعظم أسباب الغموم إنتظار الشكر والوفاء ورد الجميل من الخلق:]

قال الشيخ السعدي رحمه الله:
"ومن أنفع الأمور لطرد الهم:
أن توطن نفسك على أن لا تطلب الشكر إلا من الله،
فإذا أحسنت إلى من له حق عليك أو من ليس له حق فاعلم أن هذا معاملة منك مع الله،
فلا تبال بشكر من أنعمت عليه
،
كما قال تعالى في حق خواص خلقه:
{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان: ٩]

ويتأكد هذا في معاملة الأهل والأولاد ومن قوي اتصالك بهم،فمتى وطنت نفسك على إلقاء [طلب الشكر ]عنهم فقد أرحت واسترحت.

الوسائل المفيدة للحياة السعيدة.
[الفضل الذي تستطيع أن تسع الناس به]


﴿وَإِذ أَخَذنا ميثاقَ بَني إِسرائيلَ لا تَعبُدونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا وَذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَقولوا لِلنّاسِ حُسنًا وَأَقيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيتُم إِلّا قَليلًا مِنكُم وَأَنتُم مُعرِضونَ﴾
[البقرة: ٨٣]

قال السعدي:
أمر بالإحسان إلى الناس عموماً فقال: ﴿وقولوا للناس حسناً﴾؛
لما كان الإنسان لا يسع الناس بماله أُمر بأمر يقدر به على الإحسان إلى كل مخلوق وهو الإحسان بالقول،
فيكون في ضمن ذلك النهي عن الكلام القبيح للناس حتى للكفار، ولهذا قال تعالى: ﴿ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن﴾؛ ومن أدب الإنسان الذي أدب الله به عباده أن يكون الإنسان نزيهاً في أقواله وأفعاله، غير فاحش ولا بذيء ولا شاتم ولا مخاصم، بل يكون حسن الخلق واسع الحلم، مجاملاً لكلِّ أحد، صبوراً على ما يناله من أذى الخلق امتثالاً لأمر الله ورجاءً لثوابه…
ومن القول الحسن أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر وتعليمهم العلم وبذل السلام والبشاشة وغير ذلك من كل كلام طيب.
يقول الله جل جلاله:

﴿أَيَحسَبونَ أَنَّما نُمِدُّهُم بِهِ مِن مالٍ وَبَنينَ ۝
نُسارِعُ لَهُم فِي الخَيراتِ بَل لا يَشعُرونَ﴾
أي:
أيظنون أن زيادتنا إياهم بالأموال والأولاد،
دليل على أنهم من أهل الخير والسعادة؟!،
وأن لهم خير الدنيا والآخرة؟
وهذا مقدم لهم،
ليس الأمر كذلك.
﴿بَل لَا يَشْعُرُونَ﴾ أنما نملي لهم ونمهلهم
ونمدهم بالنعم، ليزدادوا إثما،
وليتوفر عقابهم في الآخرة،
وليغتبطوا بما أوتوا

﴿حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً﴾

- تفسير السعدي
Audio
سورة الإنسان عظيمة جدا حرية بالتأمل والتدبر

يقول الشيخ السعدي:

ذكر الله في هذه السورة أول حال الإنسان ومنتهاها ومتوسِّطها: فذكر أنَّه مرَّ عليه دهرٌ طويلٌ، وهو الذي قبل وجوده، وهو معدوم، بل ليس مذكوراً…

التلاوة بصوت الشيخ:
عبد الله بن فهد القاضي
من الأوصاف الفخمة للقران والتي كررها الله في كتابه هي أن هذا القرآن منزل من عنده!

قال سبحانه

﴿وَما كانَ هذَا القُرآنُ أَن يُفتَرى مِن دونِ اللَّهِ
وَلكِن تَصديقَ الَّذي بَينَ يَدَيهِ وَتَفصيلَ
الكِتابِ لا رَيبَ فيهِ مِن رَبِّ العالَمينَ
﴾ [يونس: ٣٧]
﴿وَإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ العالَمينَ﴾ [الشعراء: ١٩٢]
﴿تَنزيلُ الكِتابِ لا رَيبَ فيهِ مِن رَبِّ العالَمينَ﴾ [السجدة: ٢]
﴿تَنزيلٌ مِن رَبِّ العالَمينَ﴾ [الواقعة: ٨٠]
﴿تَنزيلٌ مِن رَبِّ العالَمينَ﴾ [الحاقة: ٤٣]

يقول الشيخ السعدي:
"تنزيلٌ من ربِّ العالمين،
الذي ربَّى جميع الخلق بنعمه، ومن أعظم أنواع تربيته أن أنزلَ عليهم هذا الكتاب الذي فيه مصالحهم الدينيَّة والدنيويَّة، المشتمل على مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال".

لذلك صار حب القرآن والإقبال عليه من أشرف صور حب الله والإقبال عليه،
قال ابن مسعود رضي الله عنه:
"لا يسأل عبد عن نفسه إلا القرآن ، فإذا كان يُحب القرآن ، فإنهُ يحب الله ورسوله"
Audio
قال الشيخ السعدي:

كان النبي - صلى الله عليه وسلم -
حريصاً على الخلق مجتهداً في هدايتهم، وكان يحزن إذا لم يهتدوا، قال الله تعالى: ﴿ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر﴾ من شدة رغبتهم فيه وحرصهم عليه ﴿إنهم لن يضروا الله شيئاً﴾
فالله ناصر دينه ومؤيد رسوله ومنفذ أمره من دونهم، فلا تبالهم ولا تحفل بهم، إنما يضرون ويسعون في ضرر أنفسهم بفوات الإيمان في الدنيا، وحصول العذاب الأليم في الأخرى، من هوانهم على الله وسقوطهم من عينه وإرادته أن لا يجعل لهم نصيباً في الآخرة من ثوابه؛ خذلهم فلم يوفقهم لما وفق إليه أولياءه، ومن أراد به خيراً عدلاً منه وحكمة، لعلمه بأنهم غير زاكين على الهدى ولا قابلين للرشاد لفساد أخلاقهم وسوء قصدهم.
[من أدلة رزانة الرجل في أموره كلها]

﴿وَالَّذينَ إِذا أَنفَقوا لَم يُسرِفوا وَلَم يَقتُروا وَكانَ بَينَ ذلِكَ قَوامًا﴾
[الفرقان: ٦٧]

قال السعدي:
"ذكر عنهم إخراج الواجب والمستحبِّ في النفقات، والاقتصاد في ذلك. وإذا كانوا مقتصدينَ في الإنفاق الذي جَرَتِ العادةُ بالتفريط فيه أو الإفراط؛ فاقتصادُهُم وتوسُّطُهم في غيره من باب أولى."
﴿فاجْعَلْ أفئدةً من الناس تَهْوي إليهم﴾


قال السعدي:
"أي: تحبُّهم وتحبُّ الموضع الذي هم ساكنون فيه.
فأجاب الله دعاءه..وافترض الله حجَّ هذا البيت الذي أسكن به ذريَّته إبراهيم، وجعل فيه سرًّا عجيباً جاذباً للقلوب؛
فهي تحجُّه ولا تقضي منه وطراً على الدوام،بل كلَّما أكثر العبدُ التردُّد إليه؛ ازداد شوقُه وعظُم وَلَعُه وتَوْقُه
،وهذا سرُّ إضافته تعالى إلى نفسه المقدسة."

اللهم يسر لنا حجةً ترضيك لبيتك الكريم.
[وسيلتان في الدعاء من أحب الوسائل إلى الله]

﴿قالَ رَبِّ إِنّي وَهَنَ العَظمُ مِنّي وَاشتَعَلَ الرَّأسُ شَيبًا وَلَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا﴾ [مريم: ٤]

قال السعدي:
﴿ربِّ إنِّي وَهَنَ العظمُ منِّي واشتعل الرأس شيباً﴾؛
لأنَّ الشيب دليلُ الضعف والكبر ورسولُ الموت ورائدُه ونذيرُه،
فتوسَّل إلى الله تعالى بضعفه وعجزه، وهذا من أحبِّ الوسائل إلى الله؛
لأنَّه يدلُّ على التبرِّي من الحول والقوة وتعلُّق القلب بحول الله وقوَّته
.
﴿ولم أكن بدعائِكَ ربِّ شقيًّا﴾؛ أي: لم تكن يا ربِّ تردُّني خائباً ولا محروماً من الإجابة، بل لم تزلْ بي حفيًّا ولدعائي مجيباً، ولم تزل ألطافُك تتوالى عليَّ وإحسانُك واصلاً إليَّ،
وهذا توسُّل إلى الله بإنعامه عليه وإجابة دعواته السابقة،
فسأل الذي أحسن سابقاً أن يتمِّم إحسانَه لاحقاً.
إذا أردت "الوعظ بالقران"

وتفجـير ينابيع الهداية منه

على منهجية سليمة صحيحة؛فعليك بهذا التفسير،
ففيه فوائد كثيرة تخفى على الكثير من الناس،وليست منشورة بينهم.

ولكن كثير من الكتب المشهورة يزهد الناس بها لشهرتها.
﴿قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّهِ رَبِّ العالَمينَ﴾ [الأنعام: ١٦٢]

قال السعدي
خصَّص [الله] أشرف العبادات،
فقال: ﴿قلْ إنَّ صلاتي ونسكي﴾؛
أي: ذبحي،وذلك لشرف هاتين العبادتين وفضلهما ودلالتهما على محبَّة الله تعالى وإخلاص الدين له والتقرُّب إليه بالقلب واللسان والجوارح وبالذبح الذي هو بذل ما تحبُّه النفس من المال لما هو أحبُّ إليها وهو الله تعالى،
ومن أخلص في صلاته ونُسُكه؛
استلزم ذلك إخلاصه لله في سائر أعماله.
[آيه قرانية تدل على فضل السلف]

﴿وَالسّابِقونَ السّابِقونَ ۝ أُولئِكَ المُقَرَّبونَ
۝ في جَنّاتِ النَّعيمِ ۝ ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلينَ
۝ وَقَليلٌ مِنَ الآخِرينَ﴾

قال السعدي:
﴿ثُلَّةٌ من الأوَّلين﴾؛ أي: جماعة كثيرون من المتقدِّمين من هذه الأمة وغيرهم. ﴿وقليلٌ من الآخِرينَ﴾:
وهذا يدلُّ على فضل صدر هذه الأمَّة في الجملة على متأخِّريها ؛ لكون المقرَّبين من الأولين أكثر من المتأخرين، والمقرَّبون هم خواصُّ الخلق.
[استنباط عجيب في فضل المعلم المربي]

﴿وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا﴾

قال السعدي:
﴿وقل ربِّ ارحَمْهما﴾
أي:ادعُ لهما بالرحمة أحياءً وأمواتاً؛
جزاءً على تربيتهما إيَّاك صغيراً.
وفُهِمَ من هذا أنَّه كلَّما ازدادت التربيةُ؛ ازداد الحقُّ. وكذلك من تولَّى تربية الإنسان في دينِهِ ودُنياه تربيةً صالحةً غير الأبوين؛ فإنَّ له على مَن ربَّاه حقَّ التربية.
اتباع الرسول ﷺ يشمل أمرين
١-تصديقه وتقليده،فلا يكذب ولا يُقدم قول أحد على قوله.
٢-امتثال أوامره سواء كانت للوجوب أو الإستحباب واجتناب نهيه سواء كان للتحريم أو للكراهة،والناس ينالون من محبة الله بقدر ذلك

﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ ۝ قُل أَطيعُوا اللَّهَ وَالرَّسولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الكافِرينَ﴾[آل عمران: ٣١-٣٢]

قال السعدي:
هذه الآية هي الميزان التي يُعرَف بها من أحب الله حقيقة ومن ادعى ذلك دعوى مجردة؛
فعلامة محبة الله اتباع محمد ﷺ.. [١]بتصديق ما جاء به
[٢]وامتثال أمرهما واجتناب نهيهما..،
فحقيقة اتباع الرسول وصفتها..
امتثال الأمر واجتناب النهي وتصديق الخبر
﴿فإن تولوا﴾؛ عن ذلك؛ فهذا هو الكفر والله ﴿لا يحب الكافرين﴾.اهـ

وما ثمرة هذا الإتباع؟

قال السعدي:
"جعل [الله]متابعته ﷺ وجميع ما يدعو إليه طريقاً إلى محبته ورضوانه فلا تُنال محبة الله ورضوانه وثوابه
فمن فعل ذلك أحبه الله وجازاه جزاء المحبين، وغفر له ذنوبه وستر عليه عيوبه."
2024/10/07 13:46:10
Back to Top
HTML Embed Code: