كناش الأنظار والفوائد
Photo
أثر الإمام مالك نقل في أحد الكتب بلفظ "الاستواء مجهول" وهذا اللفظ لا يصحح ثبوته صاحب الكتاب لكنه علق على دلالته بأنه قاطع على التفويض واللفظ المقابل لهذا اللفظ وهو "الاستواء معلوم" لم يجعل له دلالة ظاهرة على الإثبات ! بل جعل فهم المثبتة من التحريف !
من الأغاليط في بيان مقالة التفويض القول بأن المفوض غاية ما فعل أنه وقف على حدود ما علم !
والمفوض - بالتأصيل المستقر المعروف للمفوضة - لم يقف على حدود ما علم بل ادعى جملة أمور:
١- أن الرب عز وجل لم يرد إفهامنا معنى الصفة
٢- أن سبيل العلم بمعنى الصفة مسدود على العباد لأنه من المتشابهات التي لا يعلمها إلا الله.
٣- أن ظواهر الآيات تدل على أمر باطل كالتشبيه وهذا منصوص من أصل للتفويض من الأشعرية وجرى في كلام بعض الحنابلة.
٤- أن من أثبت الصفة مفهومة للعباد من غير تفويض ولا تأويل ينكر عليه ثم يختلفون في رتبة إنكارهم وبعضهم ينكر على المؤول أيضا.
فلم يقف المفوض على حدود ما علم بل ادعى وزاد هذه الدعاوى الباطلة وهذا يرفع توهم أن المفوض سلك مسلك السلامة والورع.
ولو قال: أنا لم أفهم الصفة الواردة في آية مخصوصة لاشتباه يختص بي لم ينكر عليه بل هذا من التفويض المحمود ولهذا قلت قبل سنوات:
من التفويض المحمود أن لا يظهر لأحد معنى نص من النصوص فيفوّض معناه؛ لإشكاله عليه بخصوصه، من غير أن يدّعي أنه لا سبيل لأحد من الخلق لعلمه، وإنما هو يخبر عن قصوره.
وهذا المعنى نبه إليه ابن تيمية في التدمرية الرسالة الدرسية المشهورة.
والمفوض - بالتأصيل المستقر المعروف للمفوضة - لم يقف على حدود ما علم بل ادعى جملة أمور:
١- أن الرب عز وجل لم يرد إفهامنا معنى الصفة
٢- أن سبيل العلم بمعنى الصفة مسدود على العباد لأنه من المتشابهات التي لا يعلمها إلا الله.
٣- أن ظواهر الآيات تدل على أمر باطل كالتشبيه وهذا منصوص من أصل للتفويض من الأشعرية وجرى في كلام بعض الحنابلة.
٤- أن من أثبت الصفة مفهومة للعباد من غير تفويض ولا تأويل ينكر عليه ثم يختلفون في رتبة إنكارهم وبعضهم ينكر على المؤول أيضا.
فلم يقف المفوض على حدود ما علم بل ادعى وزاد هذه الدعاوى الباطلة وهذا يرفع توهم أن المفوض سلك مسلك السلامة والورع.
ولو قال: أنا لم أفهم الصفة الواردة في آية مخصوصة لاشتباه يختص بي لم ينكر عليه بل هذا من التفويض المحمود ولهذا قلت قبل سنوات:
من التفويض المحمود أن لا يظهر لأحد معنى نص من النصوص فيفوّض معناه؛ لإشكاله عليه بخصوصه، من غير أن يدّعي أنه لا سبيل لأحد من الخلق لعلمه، وإنما هو يخبر عن قصوره.
وهذا المعنى نبه إليه ابن تيمية في التدمرية الرسالة الدرسية المشهورة.
لو كتب مؤلف عن حدوث العالم وأبحاث التسلسل وحوادث لا أول لها فما المسألة أو الإشكال الذي تقول ينبغي أن يبحثه المؤلف ولا يحسن به تركه ؟
https://youtube.com/playlist?list=PLgr8DBBmTCrHnm6Jiqg_BllQ6GyfNBRWA&si=5I4PDGi6Qc2cpShf
محاضرات للشيخ محمد عزير شمس بالأردية لعل من يعرف الأردية يترجم أهمها.
محاضرات للشيخ محمد عزير شمس بالأردية لعل من يعرف الأردية يترجم أهمها.
YouTube
شیخ عزیر شمس اردو sh uzair shams urdu/hindi
Share your videos with friends, family, and the world
كناش الأنظار والفوائد
أثر الإمام مالك نقل في أحد الكتب بلفظ "الاستواء مجهول" وهذا اللفظ لا يصحح ثبوته صاحب الكتاب لكنه علق على دلالته بأنه قاطع على التفويض واللفظ المقابل لهذا اللفظ وهو "الاستواء معلوم" لم يجعل له دلالة ظاهرة على الإثبات ! بل جعل فهم المثبتة من التحريف !
أثر الإمام مالك بهذا اللفظ وما قاربه:
الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب.
السائل فيه ذكر الآية وسأل كيف استوى فلا وجه للقول بأن المعلوم ورود الآية والسائل لم يسأل عن الورود بل هو ذكرها فلا وجه للقول بأن الآية التي ذكرتها معلومة الذكر في الوحي !
والمسؤول عنه الاستواء المضاف إلى الرب المذكور في الآية وليس مطلق لفظ استوى في اللغة ليقال المعلوم معنى استوى في مطلق الاستعمال اللغوي.
ولهذا الظاهر المتبادر من "الاستواء معلوم" أن الاستواء المضاف إلى الرب في الآية معلوم ونفي هذا الظهور بتوليد مطلق الاحتمال وجعل الدلالة الظاهرة محض احتمال يتساوى مع غيره من اللعب.
وفتح باب نفي الدلالة الظاهرة بمطلق الاحتمال يرفع الأمان عن اللغة وتحصيل مرادات المتكلمين لأن مطلق الاحتمال لا يعجز عن توليده في عامة الظواهر.
ولو قال المتأول الأثر بهذا اللفظ ظاهر في الإثبات لكن نتأوله لكذا وكذا لكان أهون من نفي الدلالة الظاهرة مع بطلانه أيضا إلا أنه أبعد عن العبث الذي صنعه صاحب الكتاب بنفيه الظهور.
الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب.
السائل فيه ذكر الآية وسأل كيف استوى فلا وجه للقول بأن المعلوم ورود الآية والسائل لم يسأل عن الورود بل هو ذكرها فلا وجه للقول بأن الآية التي ذكرتها معلومة الذكر في الوحي !
والمسؤول عنه الاستواء المضاف إلى الرب المذكور في الآية وليس مطلق لفظ استوى في اللغة ليقال المعلوم معنى استوى في مطلق الاستعمال اللغوي.
ولهذا الظاهر المتبادر من "الاستواء معلوم" أن الاستواء المضاف إلى الرب في الآية معلوم ونفي هذا الظهور بتوليد مطلق الاحتمال وجعل الدلالة الظاهرة محض احتمال يتساوى مع غيره من اللعب.
وفتح باب نفي الدلالة الظاهرة بمطلق الاحتمال يرفع الأمان عن اللغة وتحصيل مرادات المتكلمين لأن مطلق الاحتمال لا يعجز عن توليده في عامة الظواهر.
ولو قال المتأول الأثر بهذا اللفظ ظاهر في الإثبات لكن نتأوله لكذا وكذا لكان أهون من نفي الدلالة الظاهرة مع بطلانه أيضا إلا أنه أبعد عن العبث الذي صنعه صاحب الكتاب بنفيه الظهور.
Forwarded from فوائد الشيخ تركي الغميز
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
بين الإبداع والابتداع في العلم
إذا مر بك أيها المتزمت، حديث تستخفه أو تستحسنه أو تعجب منه أو تضحك له فاعرف المذهب فيه وما أردنا به.
واعلم أنك إن كنت مستغنيا عنه بتنسكك فإن غيرك ممن يترخص فيما تشددت فيه محتاج إليه، وإن الكتاب لم يعمل لك دون غيرك فيهيأ على ظاهر محبتك، ولو وقع فيه توقي المتزمتين لذهب شطر بهائه وشطر مائه ولأعرض عنه من أحببنا أن يقبل إليه معك.
ابن قتيبة.
واعلم أنك إن كنت مستغنيا عنه بتنسكك فإن غيرك ممن يترخص فيما تشددت فيه محتاج إليه، وإن الكتاب لم يعمل لك دون غيرك فيهيأ على ظاهر محبتك، ولو وقع فيه توقي المتزمتين لذهب شطر بهائه وشطر مائه ولأعرض عنه من أحببنا أن يقبل إليه معك.
ابن قتيبة.
كناش الأنظار والفوائد
Photo
من العبث في هذا الكتاب تحريف نصوص مثبتة الفوقية بحجة أنهم قصدوا الرد على من قال الله في كل مكان فيفهم من ذلك بزعمه أن قصدهم إبطال مقالتهم من غير إثبات الفوقية الحقيقية !
وهذا العبث مع مخالفته لصرائح نصوصهم إلا أن مقالة التفويض تنافي الرد على من قال بأن الله في كل مكان بآيات الاستواء فكيف يكون الرد على من قال ذلك بمقالة تقتصر على ذكر الألفاظ مع نفي كل معنى ورفض كل تفسير بحسب تقرير المؤلف للتفويض ؟!
فيكون ردهم بآيات الاستواء دليلا على إثباتهم المعنى لا العكس.
بل من قال أن الله بكل مكان يقوي موقفه بمقالة التفويض بأن يقول ما يورد لمعارضة مقالتي كآيات الاستواء متشابه لا نعلم معناه ومقالتي معلومة ولا يصح معارضة المعلوم بغير المعلوم.
فسبحان العلي الأعلى.
وهذا العبث مع مخالفته لصرائح نصوصهم إلا أن مقالة التفويض تنافي الرد على من قال بأن الله في كل مكان بآيات الاستواء فكيف يكون الرد على من قال ذلك بمقالة تقتصر على ذكر الألفاظ مع نفي كل معنى ورفض كل تفسير بحسب تقرير المؤلف للتفويض ؟!
فيكون ردهم بآيات الاستواء دليلا على إثباتهم المعنى لا العكس.
بل من قال أن الله بكل مكان يقوي موقفه بمقالة التفويض بأن يقول ما يورد لمعارضة مقالتي كآيات الاستواء متشابه لا نعلم معناه ومقالتي معلومة ولا يصح معارضة المعلوم بغير المعلوم.
فسبحان العلي الأعلى.
قلوبنا معرضة لخطرات الوسواس بل الأوهام والشكوك فالذي يثبتها ويدفع عنها الاضطراب ويربطها باليقين هو القرآن العظيم.
ابن باديس
ابن باديس
مسلك أهل الآثار الفقهي:
يقول السخاوي في سياق كلامه عن الإمام مسلم بن الحجاج:
"الظاهر أنه رحمه الله كان على طريقة الأئمة من أهل الآثار في عدم التقليد بل سلك مسلك الاختيار مع إمكان الاستدلال لكونه مقتديا بإمامنا ابن إدريس الفائق في الاجتهاد والتأسيس".
يقول السخاوي في سياق كلامه عن الإمام مسلم بن الحجاج:
"الظاهر أنه رحمه الله كان على طريقة الأئمة من أهل الآثار في عدم التقليد بل سلك مسلك الاختيار مع إمكان الاستدلال لكونه مقتديا بإمامنا ابن إدريس الفائق في الاجتهاد والتأسيس".
لا يلتفت إلى الآراء ولو قويت مع وجود سنة تخالفها، ولا يقال كيف خفي ذا على فلان.
ابن حجر العسقلاني.
ابن حجر العسقلاني.
كناش الأنظار والفوائد
صاحب الكتاب يتكرر منه إطلاق عبارات لا محصل من ورائها ؟! المفوض لا يثبت المعنى فكيف يكون الغلو في عدم إثبات المعنى يؤدي إلى التشبيه الذي لا يعقل إلا مع القول بمعنى يُدّعى أنه تشبيه ؟! ولهذا يثقل على من يدقق في العبارات أن يناقش صاحب الكتاب لأنه يرمي الكلام…
بما أن صاحب الكتاب يقرر أن عبارة ( أمروها كما جاءت ) صريحة في التفويض الذي يقضي بحسب تقريره بنفي كل معنى ورفض كل تفسير والاقتصار على ذكر اللفظ فهو يفوض كلام أحد أتباع التابعين لأنه بطبيعة الحال سيتعامل معه تعامل الفاهمين فلا يفهم منه دلالة تكون مرادة للمتكلم لأنه يفوضه بمقتضى كون الإمرار يدل صراحة على التفويض ؟
وكان عليه على هذا أن يستنكر أصل إثبات المعنى المراد المعلوم لكلام أبي الوليد فالصواب على مذهب الفاهمين بمقتضى تقريره تفويض كلام أحد أتباع التابعين لا القول بدلالة معلومة القصد للمتكلم فيكون خلافها تحريفا.
#تساؤلات 🌷
وكان عليه على هذا أن يستنكر أصل إثبات المعنى المراد المعلوم لكلام أبي الوليد فالصواب على مذهب الفاهمين بمقتضى تقريره تفويض كلام أحد أتباع التابعين لا القول بدلالة معلومة القصد للمتكلم فيكون خلافها تحريفا.
#تساؤلات 🌷
فإن قال لنا منهم قائل:
فما أنت قائل في معنى ذلك ؟
قيل له:
معنى ذلك ما دل عليه ظاهر الخبر، وليس عندنا للخبر إلا التسليم والإيمان به، فنقول: يجيء ربنا –جل جلاله- يوم القيامة والملك صفا صفا، ويهبط إلى السماء الدنيا وينزل إليها في كل ليلة ... وكالذي قلنا في هذه المعاني من القول: الصواب من القيل في كل ما ورد به الخبر في صفات الله عز وجل وأسمائه تعالى ذكره بنحو ما ذكرناه".
ابن جرير الطبري ( ت ٣١٠ )
فما أنت قائل في معنى ذلك ؟
قيل له:
معنى ذلك ما دل عليه ظاهر الخبر، وليس عندنا للخبر إلا التسليم والإيمان به، فنقول: يجيء ربنا –جل جلاله- يوم القيامة والملك صفا صفا، ويهبط إلى السماء الدنيا وينزل إليها في كل ليلة ... وكالذي قلنا في هذه المعاني من القول: الصواب من القيل في كل ما ورد به الخبر في صفات الله عز وجل وأسمائه تعالى ذكره بنحو ما ذكرناه".
ابن جرير الطبري ( ت ٣١٠ )
الدروس الفقهية التي تعلّم صنعة الاستدلال الفقهي قليلة فيما وقفت عليه.
فالغالب إما يكون الدرس على النهج الفروعي الذي يكون مداره قصد العناية بضبط المسائل دون الدلائل أو يكون الدرس يقصد لذكر ما يقال أنه القول الراجح من غير تعليم حقيقي لصنعة الاستدلال وكأن غرض التعليم مجرد الخروج بقائمة أقوال يقال أنها الراجحة !
فبقي معنى الفقه وهو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية هو الأمر ضعيف الحضور في هذه الدروس.
فالغالب إما يكون الدرس على النهج الفروعي الذي يكون مداره قصد العناية بضبط المسائل دون الدلائل أو يكون الدرس يقصد لذكر ما يقال أنه القول الراجح من غير تعليم حقيقي لصنعة الاستدلال وكأن غرض التعليم مجرد الخروج بقائمة أقوال يقال أنها الراجحة !
فبقي معنى الفقه وهو العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية هو الأمر ضعيف الحضور في هذه الدروس.
ابن قتيبة ورد التفويض في التأصيل والتطبيق:
التأصيل:
قال: لم ينزل الله شيئا من القرآن إلا لينفع به عباده، ويدل به على معنى أراده، فلو كان المتشابه لا يعلمه غيره للزمنا للطاعن مقال وتعلق علينا بعلة، وهل يجوز لأحد أن يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف المتشابه؟!
وإذا جاز أن يعرفه مع قول الله تعالى: (وما يعلم تأويله إلا الله) جاز أن يعرفه الربانيون من صحابته، فقد علم عليا التفسير، ودعا لابن عباس فقال: «اللهم علمه التأويل، وفقهه في الدين» وروى عبد الرزاق عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال: كل القرآن أعلم إلا أربعا: غسلين، وحنانا، والأواه، والرقيم.وكان هذا من قول ابن عباس في وقت، ثم علم ذلك بعد، حدثني محمد بن عبد العزيز، عن موسى بن مسعود، عن شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: تعلمونه وتقولون: آمنا به ..
وبعد:فإنا لم نر المفسرين توقفوا عن شيء من القرآن فقالوا: هذا متشابه لا يعلمه إلا الله، بل أمروه كله على التفسير، حتى فسروا الحروف المقطعة في أوائل السور، مثل: الر، وحم، وطه، وأشباه ذلك.
التطبيق:
قال: فإن قال لنا: ما اليدان ههنا؟ قلنا: هما اليدان اللتان تعرف الناس، كذلك قال ابن عباس في هذه الآية: (اليدان اليدان). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلتا يديه يمين»، فهل يجوز لأحد أن يجعل اليدين ههنا نعمة أو نعمتين وقال: {لما خلقت بيدي} فنحن نقول كما قال الله تعالى وكما قال رسوله، ولا نتجاهل، ولا يحملنا ما نحن فيه من نفي التشبيه على أن ننكر ما وصف به نفسه، ولكنا لا نقول: كيف اليدان، وإن سئلنا نقتصر على جملة ما قال ونمسك عما لم يقل".
التأصيل:
قال: لم ينزل الله شيئا من القرآن إلا لينفع به عباده، ويدل به على معنى أراده، فلو كان المتشابه لا يعلمه غيره للزمنا للطاعن مقال وتعلق علينا بعلة، وهل يجوز لأحد أن يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف المتشابه؟!
وإذا جاز أن يعرفه مع قول الله تعالى: (وما يعلم تأويله إلا الله) جاز أن يعرفه الربانيون من صحابته، فقد علم عليا التفسير، ودعا لابن عباس فقال: «اللهم علمه التأويل، وفقهه في الدين» وروى عبد الرزاق عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال: كل القرآن أعلم إلا أربعا: غسلين، وحنانا، والأواه، والرقيم.وكان هذا من قول ابن عباس في وقت، ثم علم ذلك بعد، حدثني محمد بن عبد العزيز، عن موسى بن مسعود، عن شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: تعلمونه وتقولون: آمنا به ..
وبعد:فإنا لم نر المفسرين توقفوا عن شيء من القرآن فقالوا: هذا متشابه لا يعلمه إلا الله، بل أمروه كله على التفسير، حتى فسروا الحروف المقطعة في أوائل السور، مثل: الر، وحم، وطه، وأشباه ذلك.
التطبيق:
قال: فإن قال لنا: ما اليدان ههنا؟ قلنا: هما اليدان اللتان تعرف الناس، كذلك قال ابن عباس في هذه الآية: (اليدان اليدان). وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلتا يديه يمين»، فهل يجوز لأحد أن يجعل اليدين ههنا نعمة أو نعمتين وقال: {لما خلقت بيدي} فنحن نقول كما قال الله تعالى وكما قال رسوله، ولا نتجاهل، ولا يحملنا ما نحن فيه من نفي التشبيه على أن ننكر ما وصف به نفسه، ولكنا لا نقول: كيف اليدان، وإن سئلنا نقتصر على جملة ما قال ونمسك عما لم يقل".