"إذا كان أهل الجنّة يتمنّون الشهادة ويسألونها وقد حصلوا على ما حصلوا عليه من الفوز العظيم، ووصلوا إلى ما وصلوا إليه من النعيم المقيم؛ فكيف لا يتمناها ويسألها من هو الآن في دار المحن والغرور والأحزان والشرور؟"

ابن النحّاس | مشارع الأشواق ٦٧٤

"فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما حلّ بالخلق في تركهم إخوانهم في أسْر العدوّ، وبأيديهم خزائن الأموال، وفضول الأحوال والقدرة والعدد والقوّة والجلد"

ابن العربي المالكي | نقله القرطبي في التفسير

"قد يقترن بالحزن ما يثاب صاحبه عليه ويحمد عليه؛ فيكون محموداً من تلك الجهة لا من جهة الحزن، كالحزين على مصيبة في دينه وعلى مصائب المسلمين عموماً، فهذا يثاب على ما في قلبه من حب الخير وبغض الشر وتوابع ذلك.
ولكن الحزن على ذلك إذا أفضى إلى ترك مأمور من الصبر والجهاد وجلب منفعة ودفع مضرة: نهي عنه".

ابن تيمية

لمّا تعاظم شرّ التتار سنة ٦٢٨ هـ وعدَوا على مزيد من بلاد الإسلام كتب المؤرخ الكبير ابنُ الأثير:

(فالله تعالى ينصر الإسلام والمسلمين نصراً من عنده؛ فما نرى في ملوك الإسلام من له رغبة في الجهاد، ولا في نصرة الدين؛ بل كلٌّ منهم مقبلٌ على لهوه ولعبه وظلم رعيّته، وهذا أخوف عندي من العدوّ)

الكامل | ٤٤٧/١٠

مستوى مختلف من الإجرام

ذكر المؤرخ ابن الأثير أن التتار دخلوا قرية اسمها (المؤنسة) فقتلوا أهلها ونهبوها، ثم حكى عن شاهد عيان من القرية كان مختبئاً في تِبْن أنهم كلما أرادوا قتل إنسان، يقول: "لا، بالله!"
فيقتلونه، فلما فرغوا من القرية، ونهبوا ما فيها، وسبوا الحريم، كانوا يلعبون على الخيل ويضحكون، ويغنّون بلغتهم بقول: "لا، بالله"

الكامل | ٤٤٩/١٠


وبإذن الله تعالى سأبدأ قريبا بسلسلة مطولة عن "الأمة في مواجهة التتار"

وقفتُ وقفة مع تعليق ابن كثير في البداية والنهاية على هذا الحدث في عام ٦١٦ هـ.

قال: "استحوذت الفرنج لعنهم الله على مدينة دمياط ودخلوها بالأمان فغدروا بأهلها، وقتلوا رجالها، وسبوا نساءها وأطفالها، وفجَروا بالنساء، وبعثوا بمنبر الجامع ورؤوس القتلى إلى الجزائر، وجعلوا الجامع كنيسة"

وبعد أن فرغ ابن كثير من ذكر هذه الأحداث الشنيعة المروعة، قال:

(ولو شاء ربك ما فعلوه)

هكذا باختصار، فوقفتُ لذلك وقفة.

"ولعمر الله لقد أعرضنا نحن عن الجميع بالفتن فتظاهر بعضنا على بعض! ليت بالمسلمين، بل بالكافرين! حتى تركنا إخواننا أذلاء صاغرين يجري عليهم حكم المشركين، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!. قال علماؤنا: فداء الأسارى واجب وإن لم يبق درهم واحد. قال ابن خويز منداد: تضمنت الآية وجوب فك الأسرى، وبذلك وردت الآثار عن النبي ﷺ أنه فك الأسارى وأمر بفكهم، وجرى بذلك عمل المسلمين وانعقد به الإجماع. ويجب فك الأسارى من بيت المال، فإن لم يكن فهو فرض على كافة المسلمين، ومن قام به منهم أسقط الفرض عن الباقين"


القرطبي | التفسير | عند قوله سبحانه "وإن يأتوكم أسارى" الآية

"العلم وسيلة من الوسائل، ليس مقصودا لنفسه من حيث النظر الشرعي، وإنما هو وسيلة إلى العمل، وكل ما ورد في فضل العلم؛ فإنما هو ثابت للعلم من جهة ما هو مكلف بالعمل به"



الشاطبي | الموافقات

"كان السلف يقولون: احذروا فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل؛ فإنّ فتنتهما فتنة لكل مفتون"


ابن القيم | إغاثة اللهفان - باختصار

«فإنَّ الناس إنَّما يقتدون بعلمائهم وعُبَّادهم؛ فإذا كان العلماءُ فجرةً والعبَّادُ جهلةً عمَّت المصيبةُ بهما وعظمت الفتنةُ على الخاصة والعامة »


ابن القيم | مفتاح دار السعادة

(ومتى جاهدت الأمة عدوها ألّف الله بين قلوبها، وإن تركت الجهاد شغل بعضها ببعض)


ابن تيمية | جامع المسائل (٥/٣٠٠)

(وإن كان المخطئ المجتهد مغفورا له خطؤه، وهو مأجور على اجتهاده، فبيان القول والعمل الذي دل عليه الكتاب والسنة واجب، وإن كان في ذلك مخالفة لقوله وعمله.
ومن علم منه الاجتهاد السائغ، فلا يجوز أن يذكر على وجه الذم والتأثيم له، فإن الله غفر له خطأه، بل يجب لما فيه من الإيمان والتقوى موالاته ومحبته، والقيام بما أوجب الله له من حقوقه، من ثناء ودعاء وغير ذلك)


ابن تيمية

"الغريب قليل الانبساط إلى النّاس بل هو مستوحش منهم إذ لا يكاد يمرّ بمن يعرفه، فهو ذليل في نفسه خائف"

ابن بطال : شرح البخاري

ابن جماعة | تدبير الأحكام

"وَكُلُّ مُؤْمِنٍ لَهُ مِنْ نَفْسِهِ سَائِقٌ إِلَى الْمَدِينَةِ"


ابن حجر | فتح الباري

"الشريعة عدْلُ الله بين عباده، ورحمته بين خلقه، وظلّه في أرضه، وحكمته الدالة عليه وعلى صدق رسوله ﷺ أتمّ دلالة وأصدقها"

ابن القيم | إعلام الموقعين

قال الذهبي عن ابن سعد: "وكان من أوعية العلم ومن نظر في الطبقات خضع لعلمه"

قلت: إن في كتاب الطبقات عِلْماً عظيماً لو كان له من يغوص فيه.

بعض الناس يتكلف فيقول: المسيخ الدجال، بالخاء. قال ابن العربي المالكي: (ضل قوم فرووه بالخاء المعجمة) والنبي ﷺ سماه: المسيح الدجال.

عن عمر بن عبد العزيز قال: كان يقال:

(إن الله -تبارك وتعالى- لا يعذب العامة بذنب الخاصة ، ولكن إذا عمل المنكر جهارا استحقوا العقوبة كلهم).

أخرجه مالك

قال مالك: وبلغني أن القاسم بن محمد كان يقول:

أدركت الناس وما يعجبون بالقول.
قال مالك: يريد بذلك العمل، إنما ينظر إلى عمله ولا ينظر إلى قوله.


الموطأ