Telegram Web
قصص التائبين من الرعيل الأول من هذة الأمة تجِد فيهم قوة في التوبة وصدق في الإنابة ورضىً من الدنيا باليسير،، ثم انك ترى ما بلغوه من عبادةٍ يعجز عنها صناديد الرجال في زماننا هذا، فتجد احدهم صام أربعين سنة لا يفطر إلّا اعيادها وبعضهم صلىٰ الفجر بوضوء العشاء عشرين سنة، ومنهم من سجد حتى اكل التراب جبينه،، ثم انك إذا رأيت حال التايبين في زماننا فإنّك ترى عمائم ولحى وسواك ونساء متلفعات بالثياب كالغربان لا يرين ولا يُرين وهذا والله إنّه لحسن، ولكن أين عبادة التائبين المنكسرين لله رب العالمين
ابوسوّاد الجعلي ✍️
قرأت في (صفة الصفوة) أنّ احد الصالحين سمع برجلٍ من العبّاد قد سار بخبره الركبان بما كان عليه من عبودية وصلاح، فشدّ الرحال وسافر إلى بلدته فدخل مسجدها فوجد الناس في صلاة فسال عن صاحبه فقيل له ذاك المتلفع بثيابه واضع رأسه بين قديمه، قال فراقبته ايام فكنت أراه يصلي الفرض لا يزيد ويرجع إلى آخر المسجد ويجلس لا يكلم احد، فكلمته فقلت له قد سمعت عن حالك وصلاحك ولكني لا أرى لك كثير عبادة، فقال لي إعلم رحمك الله أنّي لا اعصيه... قلتُ انا،،، من اراد الوصول فعليه بالاصول قبل الجسور فالاصول ترك المعاصي والجسور فعل الطاعات ومن هُدي سعُد
ابوسوّاد الجعلي ✍️
منّا من يرى رؤى مبشرة بعافيته بعد مرضه او بغناه بعد فقره ، فإنّه يستيقظ مستبشراً بها منشرح بها صدره قبل ان توؤل له، فإذا اُوّلت له ازداد فرحاً على فرحه وبات في اهنأ ليله يحدث نفسه بفضل الله الذي سيأتيه،، فيابى عدو الله إلاّ ان ينقص فرحته ويكسر بشارته حسداً موروثاً وحقداً مقروزا، فيبدأ بالوسوسة ويعده بما يكره من بلاء ويجعله يستبطئ بشارة الكريم فيهلك في وادي من اودية إبيلس بما كسبت يداه،،، ناسياً قول الله تعالى ( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرةً منه وفضلا والله واسع عليم)
فخذ بوعد الله واصبر تنل الحسنيين
ابوسوّاد الجعلي ✍️
لمّا كان للشيطان حظ ونصيب في حزن وهمّ المؤمن كانا اعظم بابين لدخول الشيطان عليه بعد معصية الله جلا في علاه، والسبب والله أعلم لانّ في الحزن والهم شي من الإعتراض على ما قدّره الله عليه من بلايا ومصائب، ولا يليق بمؤمنٍ ان يحزن لفايتٍ وان يهِم لآتٍ فكل شي قد قُدر وانّ ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لمن يكن ليصيبه،، فمن مراقي الصعود والسعود الركون إلى ما نزل من مكتوب، والرضا به في كل قيام وقعود، وإنّ الحزن والهم لا يليقان بطالب الخلود
ابوسوّاد الجعلي ✍️
لمّا ايقن الموفقون انّ الصيام ما هو إلاّ حجب النفس عن الشهوات من بزوق الفجر حتى إحتجاب قرص الشمس ثم نيلها بالذّ واطيب من غيرهم عاجل البشرى لهم ثم ينالوا شرف اللحاق بالريّانين،، وانّ القيّام ما هو إلاّ جعل بعض نوم الليل قيلة وجعلها اطيب هجعة نالوها حتى ينظر إليهم الناظر وهم نائمون فيرى أثر الراحة عليهم ثم ينالوا مدح الله جلا جلاله (فلا تعلم نفس ما أُخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون)،،، من اجل ذلك كله صاموا حتى اسودّوا وقاموا حتى اقعدوا إلى ان قال احدهم إنّ ابغض اوقاتي ساعة اكلي..
فاللهم اغفر لنا وارحمنا وتجاوز عنّا
ابوسوّاد الجعلي ✍️
كل من اصيب بوصبٍ اونصبٍ بسبب سحرٍ او مسٍ، وطال مرضه وهمه وحار في امره خذها باردةً مبردة،،، فرّ من لصوص العقيدة والمال الدجاجله والرقاه كفرارك من السّبع فكفاك ما اصابك بلاءً فلا تزده بهم شقاءً، واعلم انّ ما اصابك كان لا بدّ ان يصيبك كتاباً مسطورا وقدراً مقدورا، وعليك بامورٍ ثلاث إن ادمتها كانت سبباً في شفاءِك بإذن الله تعالى
اولها قراءة سورة البقرة بتدبر كل يوم بعد صلاة الفجر نظراً من المصحف
ثانيا الإهتمام بالصلاة وإطالة السجود وكثرة الدعاء فيه
ثالثاً الماء البارد غسلاً وشراباً كلما تيسر لك
ابوسوّاد الجعلي ✍️
إذا رايت من نفسك فحشاً وسوءً في القولِ، وجرأة على حدود القوى ذي الطول، وولوغاً في المعاصي بدون شعور بالكلّ، فخذ من مذنبٍ مثلك فصل القول،،، راجع إخلاصك وفيه إفعل وقل، فإنّا قد قرأنا في كتاب الله انّه سبحانه يصرف السوء والفحشاء والزلل عن كل مخلصٍ وإن احتوشته البغايا وتزينت له الفتن (... كذلك لنصرف عنه السوءَ والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين)،، فاخلص تنجو كما نجى إبن يعقوب عليه السلام.... والسلام.
ابوسوّاد الجعلي ✍️
مع كثرة هذة المصائب الكل صار مفسراً يدلو بدلوه ويحتطب بفأسه ، مدعيّاً إصابة الحق وغيره إلى العوجِ اقرب، وقد اعمي الله بصر وبصيرة الكثير إلاّ القليل من اهل الجمْر في زمانِ الفرْ واستساد الكرْ والهجر،، وإنّي دال بدلوٍ لا استريب فيه إذ انّه الحق ومن الحقِّ لمن استقرأ كتاب الله تعالى،
والله الذي رفع السماء بلا عمد إنّ الذي نزل علينا من حروب وموت اغتصاب ونهب وسيول وتهدم البيوت والحر والفقر ما هو إلاّ غضب الجبار جلا جلاله،، فاحدثوا له التوبه فإنكم على عذابه لا تقوون، فأللهم لا تأخذنا بما فعل سفهاءنا
ابوسوّاد الجعلي ✍️
إنّ الإنسان إذا عبد الله حتى تقطعت اوصاله سجوداً وقياماً ولكنه كان كلّما سجد دعا غير الله في سجوده وقال يا فلان اغثني او كان حامكاً بغير ما أنزل الله فإنّ كل ما فعله من عبوديّة لن ينفعه(.. ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون) ،،،كذلك الجماعات المقاتلة فإنّ ضراوة القتال وشدّة بأس المقاتل وإقدامه وثباته وطلبه للموت في مظانّه ودفاعه عن الحرائر واليتامي والمستضعفين ونصرة الثكالي وغيرها من مكارم الأخلاق فإنّ هذا لن ينفعه عند الله إذا كان منافحاً عن الطواغيت وتداً من اوتادهم يمهد لحكمهم ويمحو شريعة الله(.. والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت)
ابوسوّاد الجعلي ✍️
عبادة ونسك بعض من سلف في بطون كتب السّير تطرب لها الآذان وتحنو لها القلوب وتشتاق لها الانفُس وتعجز عنها الهمم وتستأسدها الجوارح ويستعظمها عقل الخلف، وانّى لقلبٍ وعقلٍ خالطهما ثقل الذنب وخبثه أن يدركا مقامات الصادقين المقربين لربَّ العالمين، وانّى لجوارحٍ تغدو وتروح في وحل المعصية ان تطيق ثقل الطاعة،،، إنّا سنلقي عليك قولاً ثقيلا،،، فطهر الآناء واعلف الدّابة واشدد اللّجام واستعن بالله ثم جدّ السّير ومن سار على الدرب وصل
ابوسوّاد الجعلي ✍️
رأيت مشهداً لقطيع كبير من الأبقار الوحشيّة قد بدأ بالهجوم على أسدٍ ليس معه غيره ، وبدأ الأسد بالجري قليلاً فشدت الأبقار عليه فتذكر أسديّته فالتفت عليها إلتفاتة سريعة مع هجومٍ شجاع فنفرت الأبقار وتشتت وهربت ووقف الأسدُ أسداً،،،، فقلت في نفسي وهكذا هو حال المؤمن الصادق حين تسلط شياطين الإنس والجن عليه ورمْيه بسهام الشهوات، فيستسبعها إبتداءً فإن حدّ النظر إليها علم انّها ضباع تأكل كل شيٍ حتى الرمم فلا قوة ولا انِفه، فكن اسداً وشدّ على شهواتك، وعش اسداً وصن مرؤآتك
ابوسوّاد الجعلي ✍️
خرجت من السوق إلى المسجد لصلاة الظهر في شمسٍ حارة، حتى ان بعض الناس يضع المنديل على وجهه وقد بلّلهُ بالماء ليخفف من شدة الحرّ واللفح، فارتسمت في مخيلتي صورة ذاك المخلوق اللئم الضعيف الذي لا يصبر على حبس بوله ولا صدّ شرههِ وأنّ جُرحه ومع ذلك افسد الارض بالمعاصي والآثام ، وقلت والله لو ايقن اّنّه لن يكون في يوم الحساب من الشدائد إلاّ كمثل هذا الحرّ مع منع الماء والطعام خمسين الف سنة لكفى به موعظة وذجراً له عن غيّه، فكيف وهو يوم كلام الأنبياء فيه فقط اللهم سلّم سلّم لعظيم شدائده واهواله،،،، فأللهم ارحمنا واغفر لنا
ابوسوّاد الجعلي ✍️
لو إشتغلت بالرد على كل شانئ فماذا ابقيت من وقتك لله! الحياة اسرع من ان تقضيها في تحليل اقوال البطّالين اهل الهمم الفاترة والنظرة القاصرة والنزوة الحاضرة، الذين غطى الرّان على قلوبهم وغلّقت الشهوات عقولهم واحتوش الحسد نفوسهم فلا يريدون لك عزاً ولا بزا، فإن اخذت بالعبادة قالوا مراءٍ منكسر، وإن قصرت قالوا منافق مستتر، فلا تلتفت فإنّ الكلاب إذا نظرت إليها زاد نباحها، واجعل في آذانك قطناً وقل إني نذرت للرحمن صوما إلاّ إذا أنتهكت محارم ربّك فكن ذئباً حرا ، لا تخاف جرحاً ولا موتا وكن في سيرك كالشمس (والشمس تجري لمستقرٍ لها) والحمدلله
ابوسوّاد الجعلي ✍️
اجهل الناس من رام الوصول إلى الله ذي الجلال والجمال بقلب عيي اثقلته المعاصي والذنوب واحتوشته الشبهات والشهوات حتى تبلّد وتجمّد فصار مضغة لحمٍ لا حراك فيها كسائر الجمادات تقليب نظره في وجوه المومسات وتقليبه في الصفحات عنده سواء عياذاً بالله من الخذلان ،، ، فانىٰ له الوصول! فإنّ الله طيب لا يقبل إلاّ طيباً طيبته السجدات والركعات فعصمته من المعاصي والسوءات،،،، فتزين للقاء الله الاصغر رحمنا الله وإيّاك بتوبةٍ نصوح ثم ادخل دخول عبدٍ لحوح آلمته الجروح والتروح، واعلم انّ بينك وبين الجنّه خالقها فإن وصلته بلغك المرام والحمد لله السلام
ابوسوّاد الجعلي ✍️
وانت في سيرك إلى الله إعلم انّك في جهادٍ عظيم اشدّ من قتالٍ فيه فلق للرؤوس وبقر للبطون وجدع للانوف، وإذا كان الثواب عظيم،،، لنهدينهم سبلنا،،، فلا بد ان يكون البذل من السّالك كبير ، فما بلغ من بلغ من أئمة الهدى ما بلغ إلاّ بالمجاهدة، فذاك الذي صام الدهر إلاّ العيدين جاهد، والذي قام الليل ولم ينم جاهد، والذي كان يظنّه الناس اعمي من شدة إمتثاله للأمر (قل للمؤمنين يغضوا...) جاهد،،، والمجاهدة ليست الثبات والجدارة دوماً ولكن السقوط والقيام قسراً وفعل مرضاة الله صبراً وفعل النوافل جبراً ومن جاهد وصل لله حباً وشوقاً، واعظم المجاهدين الذي يقع في الذنب كثيراً ويتوب خوفاً وقرباً،،،، ثم يتوبون من قريب
ابوسوّاد الجعلي ✍️
خدعك وظلمك واغتابك وبهتك وجعلك تبيت والدمع في عينك والهم قد هدّ جسدك وقدميك ثم بلغك خبر توبته ولم ياتي إليك معتذر فهل تعفو عنه ؟!! اقول مستعيناً بربي إنّي لاجاهد وارجو الله ان يبلغني ما اقول والاّ يجعلني مِن مَن خالف فعله قوله وإنّ في القلب من بعض الناس من حمل الجبال الثقال اهون من ان نعفوا عنهم فضلاً من ان ندعوا عليهم لكبير ما فعلوه بنا ولكن إن عادوا فبئس العبد الذي يردّ معتذراً، فيوسف لما جمعه الله باخوته واعتذروا قال لا تثريب عليكم يغفر الله لكم، فمن جاءك معتذراً فكن اخ العفو والصفح والكرم وارفع عنه ثقل المعذرة واقبله عسى الله ان يقبلك بشنيع فعلك وقبيح صنيعك، واما العفو قبل المعذرة فذاك صنيع الابرار والمقربين
ابوسوّاد الجعلي ✍️
المجاهدة هي المُر الذي ليس منه مفرْ ولا يصلح فيه إلاّ الكرْ بعد الفرْ وهي حقيقة المتحدث عنها كثير والعامل بها قليل، وهي المورد الذي دونه الهلاك والعطب وليس بعده وفوقه إلاّ النجاة من الكرب والفوز بالقُرَب ، إذا وقفت في بابها ظننت انك ميت وهيهيات هيهيات بل هي السعادة الابديّة لمن صدق، فما سمعنا بمن ادام الصيام فهلك، ولا من اطال القيام فاضعفه ورقد ،، بل التاريخ شهد لهم بالقوة والعافية التي فُقدت في الخلف، فكان أحدهم له التجارات والازواج والاولاد لا يثنيه ذلك عن الجِدّ والإجتهاد في الطلب،،، فاللهم بلغنا الاماني يامن إذا تُرك سؤاله غضب
ابوسوّاد الجعلي ✍️
لو ان كل من ولج باب العبادة وجد فيها الرّاحة واللّذة من اول وهله ومع بداية السير لكان الناس كلهم كفضيل العابد وعامر الراهب ويحيا البكّاء ومرة الهمداني وداؤود الطائي ، ولكن والله ليجدنّ العقبات والشدائد وكلما قام سقط، وكلما ثبت ترك، وحتى يكاد يسمع وساوس إبيلس همساً وصوتاً بان لا تعذب نفسك وانك ناجٍ باقل مما تصنع، وإنّ النار تتقى باقل مما تفعل، والجنّة بالفرائض تبلغ، كل ذلك خوف عدو الله من بلوغه مراقي الجهاد ومالآت المجاهدة التي يعلمها،،، فاكسر غمد سيفك واعقر جوادك واصبر على مُر الطلب، حتى تبلغ لذة العبادة وجنة الدنيا وتفارق التعب والعطب
ابوسوّاد الجعلي ✍️
لا تكثر من مدح ابناءك فتسقط في عين جلّاسك، يقولون اراد مدح نفسه فمدح ابناءه وليقال جمال المصنوع حذق الصانع وبراعته، وإنّ الخيل جاءت بالخيل، وإنّ الاسد خلف شبلاً، وإن كانوا حُساداً فهي الحالِقة وهي السالقة،، فالخير كل الخير ان تصمت وتكثر من دعاء الله بصلاحهم، وإن مدحهم مُحب امامك فتظاهر باعجابك لقوله وقل له نسأل الله ان يكونوا كذلك فإنّ كثيراً من الالسن تحتها السُم والقتل وكثيراً من العيون خلفها الهلاك والفتك،، والله خير حافظا،،
ابوسوّاد الجعلي ✍️
الموت الم شديد لا تطيقه النفس فتزهق وتخرج، وقد نقل صاحب التذكرة حديث في ضعف (إنّ رؤية ملك الموت اشد من الف ضربة بالسيف) فهو اشد من تقطيع بالسيوف ونشر بالمناشير وطحن بالرحي، لذلك لن يستطيع احد ان يعرف مدى هذا الالم والكرب الذي يحل بالإنسان عند الموت، فجعله الله زاجرة مغيبة،، فينبغي لكل عاقل ان يعمل لهذا المصرع بالإجتهاد لله ، وبرْي هذا الجسد بالصيام والقيام، وحبس اللسان والجوارح عن معصية الديّان، ولزوم الدعاء عسى الله ان يهون عليك الموت وشدتّة، فالشهيد لما بذل وصبر كان موته كقرص النمل، والحمدلله رب العالمين
ابوسوّاد الجعلي ✍️
2024/11/17 07:47:49
Back to Top
HTML Embed Code: