الله رزقني هذه الروح منذ ٧ سنوات.. يشهد الله أنني منذ لحظة معرفتي بحملها وأنا أحمل لها حبًا ليس مثله حب. يشهد الله أنني اعتنيت بها بكل ما استطعت. يشهد الله أنها كبرت كالنسمة. يشهد الله أنني لم أنم يومًا طوال السنوات الست إلا وأنا أسهر على راحتها. يشهد الله أنني حفظت كل ذرة في شكلها وطبعها وفطنتها وكل تفاصيلها، كلها.. كلها.

يشهد الله أنني تأملتها ساعات وأيامًا وسنين بشعور الأم الممنونة. يشهد الله أنني رأيت نفسي بها. يشهد الله أنها جعلتني أسعد من تكون أمًا. يشهد الله أنها من روحي وبروحي ولها كل روحي لو أرادت.

يشهد الله على خوفي في الحرب. يشهد الله على وقتنا الذي لا يمل. يشهد الله على ساعات العناق. يشهد الله على ساعات السماع. يشهد الله على الصورة التي أراك فيها وحدي. يشهد الله أنه لم يكن هناك شيء مقدم على محبتي لهم.

يشهد الله على قلبي الذي انفطر، ولا شفاء إلا اللقاء يا آية.

أسماء من غزة، عن ابنتها الشهيدة|

ستلحظ في نبرة صوتي، اختناق غريق!

‏"مُوجَعٌ؟
لا بأسَ كل الناسِ ما سلِموا..
فارفق بقلبكَ إن ضاقت بكَ الحيلُ!"

دارت كثيرًا نوبات الحزن
وتجلدت مرات أمام الهلع من أتفه شيء،
تمسّكت، وتمالكت نفسها
كانت تعرف إنها ليست يائسة
بل ترى أسبابًا للحزن لا يراها غيرها.

لا تعذبني فإني، تبت مما كان منّي.

"ولا نبتغي فيه مُرادًا سواك"

نصف تعاسة الإنسان من مشاكل يتخيلها.

وسِعةً في أرزاقنا.