"لا تَلقَ دَهرَكَ إِلّا غَيرَ مُكتَرِثٍ
مادامَ يَصحَبُ فيهِ روحَكَ البَدَنُ
فَما يَدومُ سُرورٌ ما سُرِرتَ بِهِ
وَلا يَرُدُّ عَلَيكَ الفائِتَ الحَزَنُ".
- المتنبي.
مادامَ يَصحَبُ فيهِ روحَكَ البَدَنُ
فَما يَدومُ سُرورٌ ما سُرِرتَ بِهِ
وَلا يَرُدُّ عَلَيكَ الفائِتَ الحَزَنُ".
- المتنبي.
Forwarded from |هَـٰذِهِ سَبِيــــلِي|
طالما شغلني سؤال: لِمَ لم تتحقق تلك الأمنية التي شغفتنا حبًّا، تلك الأمنية التي دعونا بها ليالي وأيامًا وأسابيع وأشهرًا وسنين؟
يمضي رمضان بعد رمضان، ويوم عرفة بعد آخر، ونحن لم نبرح دموع الرجاء إلى دموع الفرح، لم نبرح ﴿نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا﴾ إلى ﴿إِنَّا نُبَشِّرُكَ﴾..
يمضي رمضان بعد رمضان، ويوم عرفة بعد آخر، ونحن نردد: ﴿لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا﴾، نقاوم يأسًا يحاول التسلل إلى قلوبنا؛ فـ﴿إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾، وندمغ سؤال: "ألا يسمعنا الله؟" بـ﴿إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾..
يمضي رمضان بعد رمضان، ويوم عرفة بعد آخر، وقلوبنا تتساءل: حتامَ؟
بعد التذكير بكوننا في دار بلاء وشقاء، لا دار نعيم ورخاء، وبتعدد صور إجابة الدعاء، وبما أعد الله للصابرين من جزاء، أريد الإشارة إلى معنى آخر..
(شغفتنا حبًّا).. لعل المشكلة هنا، لعل المشكلة في تمكن محبة هذه الأمنية من قلوبنا حتى بات نيلها أعظم المطالب، وفقدها أفدح الخسائر، فالمرء حينئذ إما فاقد ينتظر العطاء، وإما مُعطى يخشى الفقد، متألم في الحالين؛ لتعلقه بما كُتِب عليه أن يفارقه..
ولعل دواء هذا الداء هو تذكرة النفس في كل وقت وحين بكون مستقرنا في غير هذي الدار، بكون الجنة -بإذن الله- هي دار القرار، فالنفس إن استحضرت هذه الحقيقة، صبرت على الفقد، وشكرت على العطاء، بعد أن أنزلت الدنيا منزلها الذي تستحق؛ اليد لا القلب..
وختامًا، لن تخرج الدنيا من قلوبنا بضغطة زر، ولا بملعقتين من المضاد الحيوي بعد الغداء، بل يحتاج الأمر إلى مجاهدة، وصبر ومصابرة ومرابطة، وعزاء المرء في كل هذا أن له ربًّا يعلم السر وأخفى، ربًّا قال في كتابه: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾.
أمةُ اللّٰه
١٢ مارس ٢٠٢٤
#لولا_لطف_الله
يمضي رمضان بعد رمضان، ويوم عرفة بعد آخر، ونحن لم نبرح دموع الرجاء إلى دموع الفرح، لم نبرح ﴿نَادَىٰ رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا﴾ إلى ﴿إِنَّا نُبَشِّرُكَ﴾..
يمضي رمضان بعد رمضان، ويوم عرفة بعد آخر، ونحن نردد: ﴿لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا﴾، نقاوم يأسًا يحاول التسلل إلى قلوبنا؛ فـ﴿إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾، وندمغ سؤال: "ألا يسمعنا الله؟" بـ﴿إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ﴾..
يمضي رمضان بعد رمضان، ويوم عرفة بعد آخر، وقلوبنا تتساءل: حتامَ؟
بعد التذكير بكوننا في دار بلاء وشقاء، لا دار نعيم ورخاء، وبتعدد صور إجابة الدعاء، وبما أعد الله للصابرين من جزاء، أريد الإشارة إلى معنى آخر..
(شغفتنا حبًّا).. لعل المشكلة هنا، لعل المشكلة في تمكن محبة هذه الأمنية من قلوبنا حتى بات نيلها أعظم المطالب، وفقدها أفدح الخسائر، فالمرء حينئذ إما فاقد ينتظر العطاء، وإما مُعطى يخشى الفقد، متألم في الحالين؛ لتعلقه بما كُتِب عليه أن يفارقه..
ولعل دواء هذا الداء هو تذكرة النفس في كل وقت وحين بكون مستقرنا في غير هذي الدار، بكون الجنة -بإذن الله- هي دار القرار، فالنفس إن استحضرت هذه الحقيقة، صبرت على الفقد، وشكرت على العطاء، بعد أن أنزلت الدنيا منزلها الذي تستحق؛ اليد لا القلب..
وختامًا، لن تخرج الدنيا من قلوبنا بضغطة زر، ولا بملعقتين من المضاد الحيوي بعد الغداء، بل يحتاج الأمر إلى مجاهدة، وصبر ومصابرة ومرابطة، وعزاء المرء في كل هذا أن له ربًّا يعلم السر وأخفى، ربًّا قال في كتابه: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾.
أمةُ اللّٰه
١٢ مارس ٢٠٢٤
#لولا_لطف_الله
"بين وقتٍ وآخر، أتساءل أحيانًا: هل أود أن أكون معروفًا يومًا ما؟ ربما أنا معروفٌ بالفعل لدى الكثيرين. بلا شك. لهذا القمر هاهُنا على سبيل المثال، ولنجومِ المساء، ولأوراق الورد عند تفتُّحه، ولسطح الدار الذي يحمل خطاي فوق ظهره برفقٍ ولا يتأفف، ولأمِّي حيث تقوم في الليل فتواري عليَّ غطائي من البرد، ولجدَّتي حين توبخني لغيابي عنها: «هو أنت مالكش ست تسأل عليها يا ولا!»، ولذاك الفقير الذي مررتُ به فأخذ حقه ودعا لي، وللفتاة التي حملت عنها حقيبتها ولم ألتفت لها. أنا معروفٌ بين كتبي، وبين حروفي البائسات، ولكرسِيِّي الوحيد في المقهى حيث لا رفقاء لي، ولحذائي الذي اعتاد التعثُّر من أثر السفر، ولزوجتي التي تنتظر أمر اللّٰه، ولطفلي حين يناديني "أبي" للمرة الأولى. لكني أرجو، في حقيقة الأمر، أن أكون معروفًا هناك في عِلِّيِّين".
- عبد الرحمن القلاوي.
- عبد الرحمن القلاوي.
"وكان حزينًا، ولكنه أنيس الطلعة، وكان بائسًا، ولكنه سليم الصّدر، وكان في ضيق، ولكنه واسع الخُلُق".
- الرافعي.
- الرافعي.
كدقاتِ قلبٍ تسارعَت، لتخبرَ صاحبَها أنّه على شفا حفرةٍ، أو أنّه قد وقعَ وانتهى الأمرُ؛ أو كبسمةٍ لطيفةٍ ارتسمَت على ثغرِ إحداهن، حين أدركَت أنّ في الحكايةِ إنّ؛ أو كدمعةِ فرحٍ ذرفَتها عينُ كليْهما، حين وافقَ الأهلُ على طرقِه البابَ؛ أو كعيونٍ متلألئةٍ، ترمي سهامَها فلا تخطئُ الأهدافَ؛ أو ككيفَ حالُك خرجَت بصوتٍ خافتٍ سمعَه القلبُ دونَ الأذنِ؛ أو كحديثٍ طويلٍ بدأ بزوجِ ألسنةٍ معقودةٍ، وانتهى بقلبيْنِ فوقَ السحابِ؛ أو كدفتريْنِ خطّا فيهما ما لا يجوزُ أنْ يقولَه أجنبيانِ؛ أو كاللحظاتِ الأولى بعدَ عقدِ القرانِ؛ أو كسجدتيْ شكرٍ سجداها معًا حينَ أُغلِقَ عليهما لأولِ مرةٍ بابٌ؛ أو كمودةٍ ورحمةٍ رافقاها ورافقَتهما حينَ اتبعَا نهجَ الإسلامِ؛ أو كيومٍ في الجنةِ ذكرَا فيه كلَّ هذا، وردّدَا معًا: الحمدُ للهِ الذي صدقَنا وعدَه!
﴿وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [التوبة: ١١٨].
|هَـٰذِهِ سَبِيــــلِي|
"كلما ساقه الأمل؛ قيدته المخاوف.. فحرره الإيمان!" - عبد الرحمن القلاوي.
فحرره الإيمان!
درعه وسيفه في معركة الحياة، وزاده في رحلتها الطويلة القصيرة، وسكونه من كل الضجيج بداخله ومن حوله..
درعه وسيفه في معركة الحياة، وزاده في رحلتها الطويلة القصيرة، وسكونه من كل الضجيج بداخله ومن حوله..
Forwarded from زِيَاد
قد يصل الإنسان منّا من فرط حبّه في شيءٍ مّا إلى انتظار أن يكون هذا الشيء مغلّفًا بمعنًى من معاني الكمال المنتفية عن كل الجزئيات الأرضيّة، ولا شكّ أنّ مثل تلك النّظرة الحالمة مُفضيةٌ إلى معنًى آخر هو عكس الكمال وضدّه، وهو نظرة الإنسان الدّونيّة إلى الكوْن بأكملهِ ورؤيته غير كافٍ مطلقًا لأن يقتبس منه طرفًا للحياة.
والحق والصواب بين ذانك المعنيين، إذ جُبلت الأرض على النّقص؛ وإن هذا ليس داعيًا إلى النّفرة منها، بل سبيلٌ إلى التفتيش عن معنى الجمال فيها وإنّ نَدُر.. وذلك إنّما هو عيْن الحياة..
والحق والصواب بين ذانك المعنيين، إذ جُبلت الأرض على النّقص؛ وإن هذا ليس داعيًا إلى النّفرة منها، بل سبيلٌ إلى التفتيش عن معنى الجمال فيها وإنّ نَدُر.. وذلك إنّما هو عيْن الحياة..
|هَـٰذِهِ سَبِيــــلِي|
قد يصل الإنسان منّا من فرط حبّه في شيءٍ مّا إلى انتظار أن يكون هذا الشيء مغلّفًا بمعنًى من معاني الكمال المنتفية عن كل الجزئيات الأرضيّة، ولا شكّ أنّ مثل تلك النّظرة الحالمة مُفضيةٌ إلى معنًى آخر هو عكس الكمال وضدّه، وهو نظرة الإنسان الدّونيّة إلى الكوْن بأكملهِ…
"بل سبيل إلى التفتيش عن معنى الجمال وإن ندر"..
ومن أراد أن يرى الجمال، رآه.. ولو لم يره أحد من الناس.
ومن لم يرد، لم يره.. ولو فعل كل الناس.
ومن أراد أن يرى الجمال، رآه.. ولو لم يره أحد من الناس.
ومن لم يرد، لم يره.. ولو فعل كل الناس.
Forwarded from زُوَيِّد.
"فإن تماديتُ فاغفر إنني بشرٌ
وإن غفرت فأجزل إنّك اللهُ.."
وإن غفرت فأجزل إنّك اللهُ.."
هل الألم ينافي الرضا؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "اختلاج المصيبةِ في السر لا يُنافي الرضا باتفاق العقلاء [أي: اضطراب المصيبة في نفس الإنسان]، ولا يدخل هذا في التكليف ، فضلاً عن أن يكون ذنبًا، أو أن يستحق صاحبُه زوالَ نبوّته".
وقال ابن القيم رحمه الله: "وليس من شرط الرضى أن لا يحس بالألم والمكاره، بل أن لا يعترض على الحكم ولا يتسخطه، ولهذا أشكل على بعض الناس الرضى بالمكروه وطعنوا فيه، وقالوا: هذا ممتنع على الطبيعة، وإنما هو الصبر وإلا فكيف يجتمع الرضى والكراهية وهما ضدان؟
والصواب: أنه لا تناقض بينهما وأن وجود التألم وكراهة النفس له لا ينافي الرضى كرضى المريض بشرب الدواء الكريه، ورضى الصائم في اليوم الشديد الحر بما يناله من ألم الجوع والظمإ، ورضى المجاهد بما يحصل له في سبيل الله من ألم الجراح وغيرها".
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "اختلاج المصيبةِ في السر لا يُنافي الرضا باتفاق العقلاء [أي: اضطراب المصيبة في نفس الإنسان]، ولا يدخل هذا في التكليف ، فضلاً عن أن يكون ذنبًا، أو أن يستحق صاحبُه زوالَ نبوّته".
وقال ابن القيم رحمه الله: "وليس من شرط الرضى أن لا يحس بالألم والمكاره، بل أن لا يعترض على الحكم ولا يتسخطه، ولهذا أشكل على بعض الناس الرضى بالمكروه وطعنوا فيه، وقالوا: هذا ممتنع على الطبيعة، وإنما هو الصبر وإلا فكيف يجتمع الرضى والكراهية وهما ضدان؟
والصواب: أنه لا تناقض بينهما وأن وجود التألم وكراهة النفس له لا ينافي الرضى كرضى المريض بشرب الدواء الكريه، ورضى الصائم في اليوم الشديد الحر بما يناله من ألم الجوع والظمإ، ورضى المجاهد بما يحصل له في سبيل الله من ألم الجراح وغيرها".
أتدري؟
ها هنا شيء يؤلمني، لا أدري لم. وها هنا شيء مُثقل، لا أدري بم. وها هنا، أشياء لم تعد (ها هنا)، ذهبت وتركت ما يذكرني أنها كانت يوما هنا.
أتدري؟
ها هنا شيء قد خُذِل. وها هنا شيء قد جُرِح. وها هنا شيء -بكل برود- قد طُعِن. وها هنا شيء ما استحق يوما ما لاقاه هنا.
أتدري؟
ها هنا شيء لا زال يحاول أن يحاول، وها هنا شيء قد أيس قبل زمن. ها هنا شيء يريد أن يغفر ما كان، وها هنا شيء يقسم أن ليس بالإمكان.
ربما كان ها هنا صراع بين كل ما هو ها هنا، لكن أتدري؟ رغم كل شيء، ثمة ها هنا شيء، يجد في رفقك سكونًا من كل ذا الصخب.. فلا تهمله.
٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤
#أتدري
ها هنا شيء يؤلمني، لا أدري لم. وها هنا شيء مُثقل، لا أدري بم. وها هنا، أشياء لم تعد (ها هنا)، ذهبت وتركت ما يذكرني أنها كانت يوما هنا.
أتدري؟
ها هنا شيء قد خُذِل. وها هنا شيء قد جُرِح. وها هنا شيء -بكل برود- قد طُعِن. وها هنا شيء ما استحق يوما ما لاقاه هنا.
أتدري؟
ها هنا شيء لا زال يحاول أن يحاول، وها هنا شيء قد أيس قبل زمن. ها هنا شيء يريد أن يغفر ما كان، وها هنا شيء يقسم أن ليس بالإمكان.
ربما كان ها هنا صراع بين كل ما هو ها هنا، لكن أتدري؟ رغم كل شيء، ثمة ها هنا شيء، يجد في رفقك سكونًا من كل ذا الصخب.. فلا تهمله.
٢٢ نوفمبر ٢٠٢٤
#أتدري