Telegram Web
قناة خاصة بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيرها
https://www.tgoop.com/wadhErshad
الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
الخطبة الثالثة من شهر ربيع الآخر 1446ه‍
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان: (سنة الله في الصراع وأهمية الصبر)
التاريخ: 15/4/1446هـ 18/10/2024م
الرقم: (15)

🔹أولاً: نقاط الجمعة
1️⃣الصراع بين الحق والباطل مستمر منذ بداية التاريخ في عهد آدم ( وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) والصراع لا بد منه ليحصل غربلة وتمييز في واقع الناس( مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْـمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)
2️⃣الله سبحانه بيّن لنا في القرآن ما يجعلنا بمستوى الصراع مع أهل الكتاب وما يجعلنا في أتم الجهوزية لضربهم في مهدهم لكن الأمة ابتعدت عن كتاب الله وتم تدجينها لصالح عدوها.
3️⃣المطلوب لتحقيق النصر الإلهي هو التحرك والثبات والصبر ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا) ونحن في هذه المعركة على موعد صادق من الله بالنصر وهزيمة العدو وخسارة المنافقين من الأنظمة العميلة.
4️⃣استطاعت معركة طوفان الأقصى هزيمة العدو الصهيوني منذ اليوم الأول ولولا الدعم الأمريكي والبريطاني والغربي لما استطاع الصمود ومعركتنا اليوم هي مع أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وسيهزمون بإذن الله ولا بد من الاستمرار في خروج المظاهرات نصرة لفلسطين ولبنان.
5️⃣مرت بنا ذكرى 14 من أكتوبر وقد عاد المحتل ليسيطر على الجنوب لكن الشرفاء لن يسمحوا باستمرار ذلك وسيتم تطهير كل شبر من أرض الوطن.

🔹ثانياً: خطبة الجمعة
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {إنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اشْتَدَّتْ نِقْمَتُهُ عَلَى أَعْدَائِهِ، وَاتَّسَعَتْ رَحْمَتُهُ لِأَوْلِيَائِهِ، مُذِلُّ مَنْ نَاوَاهُ، وَغَالِبُ مَن عاداه.
ونَشْهَدُ أن لا إله إلا الله واحد بلا عدد، وقائم بلا عمد، قوة كل ضعيف، وغنى كل فقير، ونصير كل مظلوم، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الذي بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الله به الظلمة، وجاهد الظالمين والمجرمين، والطغاة والمستبدين، حتى أتاه اليقين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الأطهار، وارض عن صحابته المنتجبين الأخيار.
أما بعد/ يا عباد الله:
أوصيكم ونفسي أولاً بتقوى الله عز وجل في السر والعلن، وفي الليل والنهار {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ}.
أيها المؤمنون:
إنّ الصراع بين الحق والباطل ليس وليد اللحظة ولا خاصاً بأهل هذا الزمان، بل هو قديم بِقدم الإنسان والحياة في هذه الأرض وفي كل مراحل التاريخ، منذ أن أهبط الله ابانا آدم عليه السلام وقال له: {وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} منذ ذلك الحين والصراع بين الخير والشر والحق والباطل على أشده وسيستمر إلى قيام الساعة، وفي كل جولة من جولات هذا الصراع يُفتن الناس ويمتحنون؛ فيفوز بعضهم بالوقوف مع الحق ويخسر بعضهم بالوقوف مع الباطل أو بالخذلان للحق؛ لأن الخاذل للحق مكتوب في صف الباطل {فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ}، {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ} وقد جرت سنة الله في هذا الصراع بأن يميز الخبيث من الطيب ويبتلي الناس كما قال سبحانه: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} وكما قال سبحانه: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ} وكما قال سبحانه: {وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ} وكما قال سبحانه: {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ . سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ . وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ .
👍255👏1
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.
أيها المؤمنون:
لقد ذكر الله لنا ملامح هذا الصراع وطبيعته، وقادة العدو وجنوده، ومواقفهم وعقائدهم ونفسياتهم، وما يجب علينا نحوهم، وقد بيّن الله لنا في القرآن الكريم عن الصراع مع أهل الكتاب ما يجعلنا في أعلى درجات الجهوزية لضربهم في مهدهم قبل أن يتحركوا ضد الأمة، حيث ذكر الله عن هذا الصراع مع هؤلاء الأعداء في (سورة البقرة وسورة آل عمران والمائدة والنساء والتوبة وسورة الإسراء) ما لو ألقينا عليه نظرة تأمل لكانت كافية في أن تنبهنا إلى الاستعداد لمواجهة هذا العدو وخوض هذا الصراع؛ لكنّ الأمة أعرضت عن كتاب الله حتى تم تدجينها؛ فاختلقت لها أعداءً غير الأعداء الذين قال الله لها، وخاضت صراعاً غير الصراع الذي رسمه الله لها، ووالت أولياء كان ينبغي أن تتخذهم أعداء.
وقد ذكر الله هذه المعركة التي تدور اليوم في فلسطين وما حولها في سورة الإسراء فقال سبحانه: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا . فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا . ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا . إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}.
فذكر عنهم سبحانه انهم سيعلون علواً كبيراً، وانهم سيفسدون في الأرض وسيكونون أكثر نفيرا، ولكن في النهاية سينتهي كل هذا العلو، وستدمر كل هذه القوة، وستهزم كل هذه الجنود كما قال سبحانه: {لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} فهذا هو وعد الله مهما كانت المتغيرات والمستجدات والتحولات، ومهما اغتال العدو من القادة وقتل من البشر إلا أنّ هذا وعد الله كما قال سبحانه: {وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا} وهي سنة من سنن الله في كل المجرمين الذين يرتكبون الجرائم كما قال سبحانه: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}.
أيها المؤمنون:
إنّ المطلوب لتحقيق النصر الإلهي هو التحرك والثبات والصبر فالنصر يحتاج إلى مدة ووقت لابتلاء المجاهدين وغربلة الأمة وفرز المجتمع، أما العواقب فهي بيد الله فهو الذي يهيئ المتغيرات وهو سبحانه الذي يصنع التحولات، ولا تزال خيوط المعركة بيده، وهو الذي يصنع الانتصارات ويحققها {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} فالنصر لا تحققه الجيوش ولا القوة ولا المال ولا الكثرة {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} {وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} فالنصر من عند الله والعواقب بيد الله {وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} {أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} {إِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ}.
والصبر هو وقود النصر وشرطه، والمعركة مع الصهاينة اليوم هي معركة إرادات وعزائم؛ فمن لديه العزيمة الأكبر هو المنتصر بإذن الله سبحانه، وقد ذكر الله لنا في القرآن الكريم نماذج للصبر والصابرين، وكيف أنّ ذلك عامل مهم في النصر كما حكى سبحانه عن طالوت وجنوده في مواجهة جالوت وجنوده: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ . وَلَمَّا بَرَزُوا لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ .
👍103
فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} وكذلك قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ولولا عبادة الصبر ما ظهر التفاوت في مقام العظماء من الأدعياء، ولولا الصبر لادعى كل واحد أنّ النصر كان على يديه وبسببه، لكنّ سنة الله اقتضت ألّا يأتي النصر إلا بعد الابتلاء وتحمل الشدائد، ولذلك وصف الله المؤمنين بقوله: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ} وذكر الله سبحانه سننه في النصر بقوله: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} وكما قال سبحانه: {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}.
أيها المؤمنون:
إننا في هذه المعركة على موعد صادق من الله بالنصر وهزيمة العدو وخسارة المنافقين من الأنظمة العميلة والمطبعة قال سجانه:{وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، وقال سبحانه: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} وقال سبحانه: {وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} وقال سبحانه: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمن الرحيم {وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه المنتجبين.
أيها المؤمنون:
مرّ عام منذ بداية طوفان الأقصى الذي جاء ليستمر حتى تحرير القدس وتطهير كل فلسطين بإذن الله، وهذه المعركة هي معركة الإسلام ضد الكفر، والحق ضد الباطل، وقد وفّق الله شعبنا فيها بالقيادة المباركة التي لولاها لما وقفنا هذا الموقف، ولكان وضعنا لا يختلف عن موقف الشعب السعودي والشعوب العربية الأخرى، وقد ظهرت عظمة شعبنا بتوفيق الله أمام شعوب العالم بمشاركتنا في طوفان الاقصى بمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس والتي أحرز فيها شعبنا رضا الله سبحانه أولاً، ورفع عنا فيها عذاب الله وسخطه الذي كان سيقع علينا إذا تفرجنا على غزة لا سمح الله كما قال سبحانه: {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}، وقد حافظنا بموقفنا هذا على انتمائنا الصحيح إلى الإسلام كما قال صلى الله عليه وآله وسلم: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) وقد منّ الله على شعبنا بالانتصارات في هذه المعركة.
فالبحر الذي كان يمثل تهديداً لشعبنا وطالما حاصرنا الأعداء عبره وأغلقوه في وجوهنا؛ فها هو حينما نصَرْنا إخواننا في غزة نصَرَنا الله فإذا هناك واقع جديد ومعادله جديدة فرضتها قواتنا المسلحة في البحر الأحمر وما بعده وما بعد بعد البحر الأحمر وصولاً إلى المحيط الهندي، وقد هُزمت فيه أمريكا وحارس الازدهار وحملة الاتحاد الأوروبي (اسبيدس) وغيرها.
واستطاع شعبنا بعون الله أن يفرض حصاراً على الصهاينة، وأن يطرد حاملات الطائرات بقوة الله وعونه، واستخدم جيشنا لأول مرة صواريخ بالستية لاستهداف سفن متحركة حتى أصبح بقوة الله ميناء أم الرشراش خاوياً على عروشه.
كما أصبحت فخر الصناعات الأمريكية من الطائرات المسيرة لا شيء أمام قوة الله سبحانه التي أمدّ بها شعبنا وقواتنا المسلحة وصولاً إلى الصواريخ فرط صوتية والطائرات المسيرة، وهذه بركة من بركات مشاركتنا في طوفان الأقصى فضلاً عن السمعة الطيبة والقبول والارتياح لشعبنا بين شعوب وأحرار العالم بفضل الله سبحانه وتعالى.
👍103
أيها المؤمنون:
لقد استطاع طوفان الاقصى هزيمة إسرائيل في اليوم الأول منه حيث ظهرت هشاشة الكيان المؤقت، وأنه عبارة عن نمر من ورق، ولولا دعم أمريكا والغرب لكانت المعركة قد حسمت، وأصبحت المعركة اليوم بين محور القدس ومحور أمريكا والغرب والصهاينة، والهزيمة ستكون إن شاء الله هزيمة لأمريكا والغرب والمطبعين، ولا يزال العدو بعد عام من إجرامه غارقاً في رمال غزة، وهو فعلاً يستطيع قتل المدنيين لكنه لا يجيد القتال أمام المجاهدين في غزة، ولم يستطع العدو تحقيق أي هدف من أهدافه في قطاع غزة، ولا تزال المقاومة بخير، وسيغرق في جنوب لبنان كما غرق في قطاع غزة؛ فالصهاينة اليوم في تنازل ومحور الجهاد في تصاعد، ومعركتنا معهم بالنقاط كما قال سيد شهداء طريق القدس شهيد الإسلام والإنسانية السيد/ حسن نصر الله رضوان الله عليه.
وبثباتنا ووعينا سننتصر على الصهاينة الذين يحاولون أن يصوروا المعركة وكأنها بين إيران وإسرائيل وليس بين الإسلام والكفر، وقد كانوا من قبل يحاولون أن يصوروا أنها مسرحية بين إيران وإسرائيل، وبين حزب الله وإسرائيل، وكل فترة ولهم دعايات جديدة، لكنّ المسلمين يعرفون أن المسجد الأقصى يقع في فلسطين التي هي أرض عربية إسلامية، ومن يحتله هم اليهود، وهم يحتلونه منذ عقود طويلة، وأنه رمز إسلامي ومقدس لدى جميع المسلمين فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، والدفاع عنه واجب على جميع المسلمين وفي مقدمتهم العرب.
عباد الله:
حلت علينا ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة التي اندلعت ضد الاحتلال البريطاني والتي تعود علينا هذا العام وقد عاد الاحتلال على تلك الأجزاء من يمننا الحبيب بسبب خيانة العملاء ودعمهم ومشاركتهم في القتال إلى جانب الغزاة، وحالهم هو كحال العملاء الذين تعاونوا مع المحتل البريطاني سابقاً، ولكننا وكل الثوار والأحرار من أبناء شعبنا لا يمكن أن نترك شبراً من أرضنا تحت الوصاية والاحتلال، وإذا كنا قلنا لأهل غزة: (لستم وحدكم) فإننا نقول لإخوتنا في المحافظات المحتلة: (لن نخذلكم ولن ينعم المحتل بالأمان)، وفي هذه المناسبة من المهم التمييز والتعرف على الخونة والعملاء من بين الوطنيين الصادقين فالتاريخ يعيد نفسه، ولا ندري ما ذا سيقول الخونة في هذه المناسبة وهم من كانوا يرددون لن ترى الدنيا على أرضي وصياً؟! وهاهم اليوم يقاتلون من أجل أن ترى الدنيا على بلادنا وصيا سعودياً وإماراتيا وأمريكياً وإسرائيلياً، ولا ندري كيف سيحتفلون بعيد ثورة أكتوبر التي كانت ضد المحتل البريطاني وهم اليوم مع المحتل الأمريكي والبريطاني وغيرهما؟! ولكن كما قيل: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
أيها المؤمنون
هذه الأيام موسم حصاد الذرة الرفيعة في معظم المناطق وفي مناطق قد تقدمت فندعو المزارعين أن يهتموا بحصاد الذرة وأن يقوموا بانتخاب البذور للعام القادم كما كان الأباء والاجداد يختاروا السبول الناضج ذات النمو القوي والجيد بحيث يتم حصاده ووضعه في مكان منفرد ويخزن في أماكن مخصصة أو يعلق في المنازل حتى لا يصاب بالتسوس. فانتخاب البذور عملية مهمة يجب الاعتناء والاهتمام بها من الآن عند موسم الحصاد، ولا ننسى أن دول الاستكبار تمارس علينا حربا من أخطر وأقذر الحروب وهي حرب البذور والتي تتحكم ببذور معظم المحاصيل الزراعية من حبوب وخضروات.
أيها المؤمنون:
ندعوكم للخروج المليوني المشرف عصر اليوم نصرة لغزة وفلسطين ولبنان ليكون لنا سهم ونصيب في هذه المعركة المقدسة، ولننصر بخروجنا اليوم المجاهدين الأبطال الصامدين في قطاع غزة ولبنان (وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اهدِنا فيمَن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقِنا شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل مَن واليت ولا يعزُ من عاديت، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنتَك ومن اليقين ما تُهون به علينا مصائبَ الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارِنا وقواتنا ما
👍103👎1👏1
أبقيتنا واجعلهُ الوارثَ منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصُرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتَنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبرَ همِنا، اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وفي البحر الأحمر، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.
----------------------------
🖥️
قناة خاصة
بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيـرها


https://www.tgoop.com/wadhErshad
👍375🥰2🔥1
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
🎥 جهادًا في سبيل الله
- نصرة للشعب الفلسطيني والشعب اللبناني
- وفاءً وإسنادًا لـ #غزة و #لبنان

لن نترك الرايات
وسنملأ الميادين والساحات بحشد أوسع وأكبر وأضخم..
(لستم وحدكم، الشعب اليمني إلى جانبكم)

🗣 جميعًا إلى #ميدان_السبعين بالعاصمة #صنعاء وبقية الساحات في المحافظات في مسيرة (مع غزة ولبنان.. صف واحد كالبنيان)
الزمان: عصر الجمعة

🔰 #فيديو_الإعلام_الشعبي_اليمني:‎
🇾🇪 www.tgoop.com/PopularMediaYE
👍426
قناة الإدارة العامة للخطباء والأئمة بوزارةالإرشاد وشؤون الحج والعمرة الجمهورية اليمنية ﴿ صنعاء ﴾::
قناة خاصة بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيرها
https://www.tgoop.com/wadhErshad
الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
                             --------------------------------
**خطبة الجمعة الرابعة* * من شهر ربيع ثاني 1446هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:  *(سنة الله في النصر )*

*التاريخ* : 22/ ربيع ثـانـي /
1446هـجرية

*الموافق* : 25 / 10 /2024 م

*الرقم* : (16)

🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
✒️ *أولاً: نقاط الجمعة**
1-الله سبحانه في كثيرمن آيات القرآن ذكرلنا خطورةاليهود وعداوتهم الشديدةللمؤمنين بالشكل الذي يخلق لدينا وعياأنه لاخيارأمامنا إلا بقتالهم وجهادهم
2-الإيمان بالنصرهومن الإيمان بالغيب والله متكفل بنصرالمؤمنين إذا ما التزموابعوامل النصرومنها الإيمان والثبات والذكروالطاعة والصبروعدم التنازع
وعلينا التيقن بتحقق الحتميات الثلاث
هزيمةأهل الكتاب
نصرالله للمؤمنين
خسارةالمنافقين
3-النصروالفرج يأتي بعدالابتلاء والتمحيص والظروف الصعبةكما حصل لقوم موسى عندما أدركهم فرعون أمام البحروكما حصل للمسلمين في غزوةالأحزاب وغيرذلك
4-نخوض مع العدوحربا في كل المجالات منها
عسكريةتتطلب الجهاد
واقتصاديةلابدفيها من المقاطعةلمنتجاتهم وتحقيق الاكتفاءالذاتي والاهتمام بالزراعة
وأمنيةتحتاج إلى يقظةوتعاون مع أجهزةالأمن
وإعلاميةلابد فيها من التحلي بالوعي وعدم تصديق الشائعات ومقاطعةقنوات التضليل
5-اغتيال القادةلن يثنينا عن مواصلةمشوارهم وسيزيدالمجاهدين عزما وثباتا وشعبنا اليمني مستمرفي خروج المظاهرات نصرةلفلسطين ولبنان حسب الترتيبات المعتمدة.
.......................................
ثانياً: نـص الخــبطـة
خطبة الجمعة الرابعة من شهر ربيع ثاني 1446هـ
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب الأرباب، ومنزل الكتاب، ومجري السحاب، وهازم الأحزاب، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي وعد عباده بالنصر والتمكين وهو العزيز الوهاب، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله كريم الخصال، والمجاهد بنفسه وماله ضد الباطل حتى زهق وزال، والنور الهادي لأمته والمُنقِذ لهم من الضلال، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله الأطهار، وارض عن صحابته المنتجبين الأخيار.
أما بعد/ عباد الله الأكارم:
أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل فإنّ تقوى الله خير زاد قال تعالى: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ}.
أيها المؤمنون:
*لقد قدّم الله سبحانه وتعالى في القرآنِ الكريم العديدَ من السور* القرآنية المباركة والمئات من الآيات الكريمة التي تحذرنا من خطورة اليهود وعدائهم للمسلمين بالصورة التي تخلق لدى المسلمين وعياً كافياً عن مؤامراتهم ومخططاتهم، وتجعلهم في حالة جهوزية لمواجهتهم قال سبحانه: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ}، وقال سبحانه: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} وقال سبحانه: {وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} واليهود هم خطر على البشرية كلها كما قال سبحانه: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا} وإساءاتهم طالت حتى أنبياءهم الذين هم منهم كما قال سبحانه عن نبي الله هارون: {إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي} وقال عنهم: {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}.
أيها المؤمنون:
إنّ الحل الوحيد أمام هؤلاء الأشرار هو الجهاد في سبيل الله سبحانه، ولا يمكن أن يدفع عنا شرهم إلا الخيار الذي رسمه الله لنا كما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}، وكما قال سبحانه: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}، وكما قال سبحانه: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} وكما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ
👍242🤔1
لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} هكذا قال الله في كتابه الكريم، وهكذا تؤكد الأحداث والوقائع على مدى عقود من الزمن وإلى اليوم؛ فما أُخِذَ بالقوة لا يُستَرَدُّ إلا بالقوة، واليهود لا يردعهم إلا الجهاد في سبيل الله، ولا يمكن للمنظمات الدولية ولا مجلس الأمن ولا الأمم المتحدة ولا غيرها أن تحقق للمسلمين الأمن والاستقرار، وإنما الذي يمكن أن يكف عنا شرهم هو الجهاد في سبيل الله كما قال سبحانه: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا}.
عباد الله:
إنّ ما يفعله الصهاينة اليوم بحق المسلمين في غزة وفلسطين كفيلٌ بأن يصنع لدينا وعياً عن خطورتهم وعدائهم وحقدهم، وأن يملأ قلوبنا سخطاً ضدهم، وأن يجعل عندنا حصانة من مؤامراتهم الثقافية والإعلامية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها، وأن يدفع الأمة لجهادهم وإيقافهم عند حدهم واستئصالهم، وعدم الوعي والانتباه لذلك يعكس حالة من الغباء تجعل الصهاينة يعتقدون أنّ أولئك الذين لم يستيقظوا لمؤامراتهم ليسوا من البشر وإلا لكانوا قد فهموا واستوعبوا وتحركوا للدفاع عن أنفسهم.
أيها المؤمنون:
إنّ النصر على الصهاينة اليهود ومن وراءهم من الغرب الملحد هو وعدٌ وعده الله الذي لا يخلف وعده: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ . يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ . وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ . يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}.
والإيمان بالنصر هو من الإيمان بالغيب الذي يبتلي الله فيه المؤمنين ليعلم المؤمن الصادق من عدمه، ولا يكون المؤمن به مؤمناً إلا قبل وقوعه، أما بعد حصوله فلا فضل لأحد في الإيمان به؛ لأنه سيؤمن به حتى الأعداء الذين تحقق النصر عليهم، يقول سبحانه: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز}، وكما قال سبحانه: {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ}، والنصر هو بيد الله وحده كما قال: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ولا يستطيع أحد أن يحقق النصر مهما امتلك من جيوش وتكنولوجيا، ومهما امتلك من أموال وإعلام؛ فالله سبحانه سمّى نفسه: {خَيْرُ النَّاصِرِينَ}، وقال عن نفسه: {فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ}، وهو القائل سبحانه: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}، ولأن النصر من عند الله فإنه ينصر القليل على الكثير والضعيف على القوي عندما يكون هناك إيمان وصبر، قال تعالى: {كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}، والنصر هو وعد الله للمؤمنين: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}، وقال سبحانه: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}، لكنّ الله سبحانه جعل للنصر شروطاً وأسباباً قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ . وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ . وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} ونحن في معركة مع الكفار، والله سبحانه وتعالى ينهانا عن التخاذل والتراجع، قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ . وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ}.
👍91
*أيها المؤمنون:*
إنّ النصر من الله لا يأتي إلا بعد ابتلاء وتمحيص، وقد ذكر الله لنا نماذج عن ذلك في القرآن الكريم؛ فها هم المسلمون في غزوة الأحزاب لم يأتهم النصر إلا بعد التمحيص والابتلاء والغربلة قال سبحانه: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا . هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا . وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا}، وقد ظهر ضعاف الإيمان على حقيقتهم وظهر المؤمنون على عظمتهم حينما قالوا كما سجل القرآن الكريم عنهم: {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا . مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} وهكذا كانت المعركة التي برز فيها الإمام علي (عليه السلام) لعمرو بن ود العامري الذي كان يعدل ألف فارس، وقد قال حينها الرسول المصطفى صلوات الله عليه وآله: (برز الإيمان كله للشرك كله)، ثم تمّ النصر كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا}.
*وهكذا ذكر الله في قصة موسى* وقومه حينما أمره الله بالإسراء بقومه ليلاً: {فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ}، فلما وصلوا إلى شاطئ البحر إذا بجيش فرعون وراءهم: {فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ . قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ} فكيف كانت النتيجة؟ ومتى أتى النصر؟
أتى النصر والفرج في تلك اللحظات الصعبة قال سبحانه: { *فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ . وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ . وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ . إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ* } فالنصر يأتي وقد اشتد البلاء وضاق الخناق واكتملت الغربلة قال سبحانه: { *وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ* }، وقال سبحانه: { *حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ}.*
*أعوذ بالله من الشيطان الرجيم* {بسم الله الرحمن الرحيم . وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، ورَضِيَ اللهُ عن أصحابه المنتجبين.
أيها المؤمنون:
*إننا نخوض مع العدو صراعاً شاملاً* في جميع المجالات، ومن أهمها: أننا نخوض حرباً عسكرية، وتحتاج منا إلى جهاد، وحرباً اقتصادية، وتحتاج منا إلى مقاطعة لبضائعهم وبضائع المتعاونين معهم، وتحتاج إلى التوجه إلى الزراعة والاكتفاء الذاتي، وأن يتوجه أصحاب رؤوس الأموال إلى التصنيع بدلاً من الاستيراد، ونواجه حرباً أمنية، وتحتاج إلى اليقظة والتعاون مع الأجهزة الأمنية؛ لأن الأمن مسئوليتنا جميعاً، وحرباً إعلامية، وتحتاج إلى وعي، وإلى مقاطعة قنوات دول التطبيع، والتي تسعى إلى نشر الهزيمة بين الأمة وتلميع صورة أمريكا وتبرير جرائم الصهاينة، ولا بد من الحذر من الانجرار وراء دعاياتهم، ولا نكون كالذين ذمّهم الله بقوله: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}، فالعدو يستفيد من الإعلام، ويحاول أن يخلق رأيًا عامًا لصالحه، ويحاول أن يكسر الروح المعنوية، وأن ينشر التضليل عن اغتيالات لقيادات أو استهداف لمنشئات بهدف زعزعة الجبهة الداخلية المواجهة للعدوان، وينشر الفشل واليأس والإحباط، مع أنه في قاموس الجهاد في سبيل الله لا يوجد مصطلح هزيمة ولا خسارة كما قال سبحانه: {قُلْ هَلْ
👍141
تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ}، فالشهادة هي عاقبة حسنة وهي نصر للشهيد نفسه؛ لأنه فاز بها برضوان الله وجنته والحياة الأبدية، والإنسان المؤمن لا ينساق وراء ادعاءات الأعداء مهما كرروها بل يكون كما قال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}، وكمن وصفهم الله سبحانه: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} وقد ذمّ الله اليهود بأنهم: {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ}.
أيها المؤمنون:
*استشهد القائد الكبير المجاهد* يحيى السنوار رضوان الله عليه وهو يقاتل قتال الأبطال مقبلاً غير مدبر في أقدس معركة، وقد نكّل بالأعداء وكتب بداية زوالهم، والشهيد السنوار لم يستسلم ولم يؤسر ولم يولِّ الدبر بل قاتل قتال الأبطال، وكان الكابوس المرعب للصهاينة، واستشهاده بتلك الطريقة سيزيد المجاهدين عزماً وثباتاً ووفاءً لدمه الطاهر، ولن يؤثر على سير المعركة وسيخلفه ملايين المجاهدين، وحركة حماس ليست شخصاً وإنما هي حركة وشعب قدّمت خيار قادتها، وما زادت إلا عزماً وثباتاً من الشيخ أحمد ياسين إلى الشهيد القائد إسماعيل هنية، ولم تتوقف يوماً، مثلما لم يتوقف حزب الله عن الجهاد باستشهاد أمينه العام السيد القائد الكبير حسن نصر الله رضوان الله عليه، بل زاد عزماً وثباتاً وإصراراً، وهكذا بقية حركات المجاهدين في غزة؛ فلا يزال هناك حركة الجهاد وسرايا القدس وغيرها الكثير الذين سيلقنون العدو الدروس المنكلة.
*ومن العجيب ومن المؤسف أن نرى القنوات السعودية والإماراتية تفرح باستشهاد السنوار* وغيره من القادة، بل وتصفهم بالإرهابيين؛ لنعرف جميعًا حقيقة النظام السعودي والإماراتي، وأنّ عدوانهم على اليمن كان من أجل أمريكا وإسرائيل، وأنّ عدائهم لإيران وحزب الله ليس لأنهم شيعة وإنما طاعة لأمريكا وإسرائيل؛ فها هم يعادون كل من يعادي أمريكا وإسرائيل، ولذلك يعادون حتى حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية وصدق الله القائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
عباد الله:
*إنّ موقف شعبنا اليمنى تظهر* عظمته في تصريح الناطق باسم حركة حماس (أبو عبيده) الذي أشاد به، وقال: أنه يرفع من معنوياتهم، وتظهر أهميته في موقف الأعداء المرعوبين منه؛ فاستخدموا طائرة الشبح في قصف اليمن خوفاً من دفاعاته الجوية حيث هربت طائرات الإف 16 والإف 35 كما هربت حاملة الطائرات، وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى.
وللكل
عباد الله
هذه الأيام موسم حصاد معظم محاصيل الحبوب في بعض المناطق حيث يتم حصاد الذرة الرفيعة والقمح والشعير في عدة محافظات فعلينا اخواني المؤمنين التوجه لشراء هذه المحاصيل الزراعية كدعم للمنتج المحلي وكذلك لما لها من فوائد صحية وغذائية لجسم الانسان ...
*وفي الختام:*
يوم الجمعة هو يوم من أيام الله، وهو يوم النصرة والثبات مع غزة ولبنان وفلسطين، وموقف بلدنا هو موقف الشعب بكله، والجيش والقوة الصاروخية هم جزء من شعبنا، وهم من يترجم توجهات شعبنا، وخروج الشعب هو لدعم قواتنا المسلحة وتأييدها، وهو مشاركة فعلية في هذه المعركة، وجهاد في سبيل الله.
وفي هذا السياق نؤكد على أهمية الخروج في المظاهرات في هذا اليوم حسب الترتيبات المعتمدة؛ ففي بعض المحافظات والساحات يكون الخروج صباحًا، وفي بعضها يكون الخروج عصرًا؛ فندعوكم بدعوة الله ورسوله، ودعوة المسجد الأقصى، ودعوة المظلومين في غزة ولبنان إلى الخروج تأييداً ونصرة لهم، وبراءة لذمتنا أمام الله سبحانه وتعالى.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
👍124
اللهم اهدِنا فيمَن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقِنا شر ما قضيت إنك تقضي ولا يقضى عليك إنه لا يذل مَن واليت ولا يعزُ من عاديت، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنتَك ومن اليقين ما تُهون به علينا مصائبَ الدنيا ومتعنا اللهم بأسماعنا وأبصارِنا وقواتنا ما أبقيتنا واجعلهُ الوارثَ منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصُرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتَنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبرَ همِنا، اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة ولبنان والعراق وسوريا وإيران، وفي البحر الأحمر، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.
-                               ---------------------------
     🖥️
قناة خاصة
  بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيـرها


https://www.tgoop.com/wadhErshad
👍347🤝4🤔1
قناة الإدارة العامة للخطباء والأئمة بوزارةالإرشاد وشؤون الحج والعمرة الجمهورية اليمنية ﴿ صنعاء ﴾::
قناة خاصة بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيرها
https://www.tgoop.com/wadhErshad
الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
                             --------------------------------
***خطبة الجمعة الخـامــسة* * * مَـــن شـهـر ربيــع ثانــي 1446هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان: ( *قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ)**

*التاريخ* : 29/ ربيع ثـانـي /
1446هـجرية

*الموافق* : 1 / 11 /2024 م

*الرقم* : (17)

🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
✒️ *أولاً: نقاط الجمعة**
١-يعيش الإنسان في الدنيا وحوله الضلال والهدى وقدبين الله له كل ذلك وجعل له حواس ومدارك ليفهم كلماحوله لينطلق في طريق الهداية
2-الهدايةهي أعظم نعم الله على عباده وبها يعيش الإنسان متنور القلب زاكي النفس ثابت الخطى في طريق الحق
3-في آيات القرآن وفي التاريخ وفي الأحداث مايثبت عداوةاليهود والنصارى للأمة ومن الغريب بعد ذلك أن تعيش الأمةعميا متخبطة لاتدرك ذلك الخطر ولاتتعامل معه بمستواه
4-الهدى الإلهي اليوم ميز أمةالجهاد والمقاومة بمواقف عزةوثبات وصبرقل نظيره في التاريخ
5-اليوم المعركةمع العدو الصهيوني الأمريكي في ذروتها والغربلةفي أوضحها والثبات والصبرفي أعلى درجاته وعاقبةكل ذلك النصر العظيم من الله لعباده المؤمنين
6-تضحيات القادةالشهداء لن تضيع وستبقى لها ثمرتها في انتصارالقضيةالحق والدفع بالأحرار لمواصلةالدرب والأهم ألا تضعف المعنويات
7-توجيهات الله بالإعــداد والاستعدادللجهاد في سبيل الله ضدأشدأعدائه
وبالإلتحاق بدورات طوفان الاقصى والخروج الجماهيري في كل الساحــــات ومواصلة الإنفاق في سبيل الله.
🎤🔹ثانياً: نـص الخــبطـة

الخطبــة الأولى

بسم الله الرحمن الرحيم

*الْحَمْدُ للهِ رب العالمين، القائل في كتابه الكريم:* {قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}، والْحَمْدُ لِلَّهِ الذي مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ، وَ مَنْ سَأَلَهُ أَعْطَاهُ، وَ مَنْ أَقْرَضَهُ قَضَاهُ، وَ مَنْ شَكَرَهُ جَزَاهُ، نَحْمَدُهُ عَلَى عَوَاطِفِ كَرَمِهِ، وَسَوَابِغِ نِعَمِهِ، وَنُؤمِنُ بِهِ أَوَّلًا بَادِياً، وَنَسْتَهْدِيهِ قَرِيباً هَادِياً، وَنَسْتَعِينُهُ قَاهِراً قَادِراً، وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ كَافِياً نَاصِراً، ونشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بشيراً للمؤمنين، ونذيراً ومجاهداً ومحارباً للطغاة المفسدين، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته المنتجبين الأخيار.
*أما بعد/ عباد الله الأكارم:*
يعيش الإنسان في الدنيا بين الكثير من المؤثرات من الهدى والضلال في هذه الحياة، والله سبحانه أراد للإنسان أن يعيش في هدىً وبصيرة، ولرحمته تعالى فقد بيّن للإنسان طريق الخير ليسلكها وطريق الشر ليجتنبها؛ وذلك من خلال آيات القرآن ومن خلال الأحداث، والإنسان بعد ذلك هو من يختار لنفسه في أي طريق يتحرك، قال تعالى: {إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً . إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً} وقد جعل الله للإنسان حواس ومدارك ليفهم بها كلما حوله، قال تعالى: {أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ . وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ . وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} ولو استخدم الإنسان هذه النعم لكان في حالة من الهدى والخير والسعادة في الدنيا والآخرة.
والهداية للإيمان والإسلام بالرسول والقرآن هي أعظم نعم الله على عباده، وأعظم خير يمنحه الله للإنسان وللمجتمع وللأمة وللبشرية، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} وأعظم حياة وأكرمها وأشرفها وأعزها هي حياة المهتدين؛ لأنه بالهداية يعيش الإنسان مستقر النفس، ومتنور القلب، ومستيقظ الشعور، وبالهداية يعرف الإنسان طريقه، ويضبط خطواته وتصرفاته، ويعي ما يقول ويفعل، ويدرك ما يتصرف ويعمل، قال تعالى: {قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا
👍302🤣2
اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} وبالهداية يعرف الإنسان كيف يُرضي الله، وكيف يكون خليفة له في أرضه، وكيف يطبق منهجه ويسير على صراطه، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ}؛ فالهدى نورٌ في القلب، وحياةٌ في الضمير، ومواقفُ عزة ترفع الدين وتنصر المستضعفين، وبدون الهدى تصبح الأمة جاهلة متخبطة، وعمياء محبطة، ومتشككة مترددة، وفاقدة للعزم والقوة، ومضيعة للعزة والنخوة، وضعيفة مستسلمة، وتبقى مشكلة الأمة حينما لا تفكر، ولا تتأمل، ولا تستجيب لتوجيهات الله، ولا تتحرك كما يريد؛ فتعيش الضلال بكل معانيه.
المؤمنون الأكارم:
آيات القرآن تتحدث عن اليهود وسوء تعاملهم مع الله ومع ملائكته ومع رسله ومع كتبه، وتبين أعمالهم السيئة في الماضي، وتكشف سوء نياتهم نحو المسلمين وخبثها وفسادها في الماضي والحاضر والمستقبل، وتوضح أنهم لو تمكنوا وأمِنُوا من العقاب لأبادوا المسلمين جميعا، كما قال جلّ جلاله: {كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً}؛ فلم يستفد المسلمون من كل ذلك، ومواقف رسول الله صلى الله عليه وآله مع اليهود كلها جهاد وضربات قاضية لهم في بني قينقاع وقريظة والنظير وخيبر، ورغم ذلك لم يستفد المسلون منها، ولم يقتدوا برسول الله فيها، والتاريخ يثبت عداوة اليهود والنصارى للأمة وتآمرهم عليها، وضربهم لها في حروب مباشرة وغير مباشرة: من الحروب الصليبية إلى الاستعمار والاحتلال للبلدان العربية وحتى زمننا هذا الذي يقف فيه الغرب النصراني الكافر بكل ثقله مع اليهود لضرب المسلمين، وفي كل هذه الأحداث آيات تخبر الأمة بعداوة اليهود والنصارى لها، وحقدهم الشديد عليها، ومسؤولية الأمة في مواجهتهم دفاعا عن أنفسهم، وعن دينهم ومقدساتهم، ورغم ذلك لم تستفد الأمة من ذلك، وهذا هو الضلال، حيث لا يستفيد الإنسان من كل الآيات القرآنية ولا من الأحداث؛ فالضلال حالة يعيش الإنسان فيها التخبط والعمى والريب والشك، ويرضى فيها بالذلة والإهانة، والخزي والعار في حياته، وما أسوأ أن يعيش الإنسان في ضلال.
*عباد الله:*
اليوم نرى الهداية بالإيمان كيف ميزت أمة الجهاد والمقاومة بمواقف عزة في زمن الذلة، وخضوع لله وحده في زمن الخضوع لأعدائه، وتميزت بمواقف حية في زمن الموت، ومتحركة في زمن الجمود، ومتوحدة في زمن التفرق، وصابرة في زمن الجزع، وحملت همّ الدين والمستضعفين يوم حمل الآخرون همّ إرضاء أمريكا، ودافعت عن شرف الأمة يوم تخلّت عنه أنظمة وزعامات ونُخب وعلماء، وفي أحداث اليوم - لكل من يتأمل - ما يكفي من الهداية والبصيرة التي يحتاجها الإنسان ليميز الحق من الباطل، والخير من الشر، والهدى من الضلال، ويعرف من كل تلك المآسي والجرائم في غزة ولبنان مسؤوليَتَه في مواجهة الأعداء ونصرة إخوانه، وإن لم تتحرك الأمة لتدافع عن الأطفال الذين يُقتلون يوميا والبعض يتم حرقهم حتى يتفحموا؛ فما الذي سيحركها بعد ذلك؟! وإن لم تتألم وتغضب قلوب المسلمين وتتحرك نخوتهم لطفل رضيع تحت الركام ينظر من ثقب صغير وهو لا يفقه ما يحدث، وخارج الثقب أمة المليار من أبناء جلدته تفقه وتفهم؛ فمتى ستتألم وتغضب وتتحرك نخوتها؟ ولكنّ مشكلتها أن ضمائر الكثير من أبنائها ماتت فلم تتألم، ولم تحركها المسؤولية ولا النخوة ولا الغيرة.
*عباد الله الأكارم:*
المعركة اليوم في ذروتها، وحالة الغربلة في أوضح تجلياتها ومصاديقها، وحالة الثبات والصمود لدى المجاهدين في غزة وجنوب لبنان في أعلى مستوياتها، ولم يفلح العدو في تحقيق ما يصبو إليه خلال أكثر من عام، وهو من كان قد تعود سابقا أن يحسم معركته مع الجيوش العربية النظامية خلال أيام، فما الذي تغير اليوم؟
الذي تغير هو أنه قد أصبح المنطلق إيمانيا، والتوجه نحو الله، والمعركة في سبيله، ونصرة لدينه والمستضعفين من عباده، ومواجهة لأشدّ وألدّ أعدائه، ولو تأمل الإنسان إلى هذه المقارنة وحدها بين هزائم الماضي وصمود وانتصارات الحاضر؛ لوجد أنها تعتبر درسا كافيا، ومؤشرا على تثبيت وتدخلات إلهية يصنعها الله وسيصنعها في المستقبل لصالح عباده المؤمنين، وكان جديرا بالأمة عندما تشاهد هذا الصمود أن تدعم المجاهدين في غزة ولبنان بكل قوة، ولكن للأسف قوبل المجاهدون الذين يدافعون عن شرف الأمة وكرامتها ومقدساتها بالخذلان، والبعض من أبناء الأمة يتربص بهم كحال الأعراب الذين قال الله عنهم: {وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً
👍183🤣1
وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ} ورغم كل ذلك التربص فإنّ المؤمنين يتربصون وينتظرون النصر من الله، والخزي لمن يتربصون: {قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَى}، والبعض من أبناء الأمة يطعن المجاهدين في ظهورهم، ويدعم ويؤيد الصهاينة ضد أبناء أمته ودينه، وما أسوأ ذلك!
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
*الخطبة الثانية*
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، ونشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له، ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.
*الأخوة المؤمنون* :
في هذه المرحلة التاريخية الفاصلة والتي تقدم فيها الأمة أعظم الناس من الشهداء القادة في سبيل الله، وفي مواجهة أسوأ مشروع صهيوني إجرامي على وجه الأرض؛ فإنّ ما يجب أن ندركه هو أنّ الله تعالى هو من سيقبل تضحيات أولئك الشهداء، ويقبل جهادهم وجهدهم وعطاءهم وما أسهموا به في وجودهم من جهد وسعي لنصرة الحق والقضية العادلة، ومن أجل أهداف مقدسة مشروعة رسمها الله تعالى ووجه الناس لتحقيقها والعمل من أجلها، وهو من سيجعل لتلك الدماء التي سفكت في سبيله وابتغاء مرضاته؛ ثمرة عظيمة على رأسها النصر للقضية التي ضحوا من أجلها، ووقودا ودافعا للأحرار من بعدهم ليواصلوا طريق الجهاد ومواقف العزة، وما يجب أن نتفهمه هو أنه لا ينبغي أن تؤثر تلك التضحيات في معنوياتنا، ولا ننهار ولا نضعف مهما كان حجم المتغيرات؛ لأن الله تعالى يريد من المؤمنين ألّا ينهاروا حتى لو استشهد لديهم النبي صلى الله عليه وآله، حيث يقول: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}.
_عباد الله:_
*الجهاد والإعداد هو مسؤولية أمر* الله بها المؤمنين لكي يستطيعوا مواجهة أعدائه وأعدائهم فقال تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ}؛ فعلى المؤمن المسلّم لتوجيهات الله أن يُعدّ نفسه إيمانيا بالعلاقة القوية بالله، وإقامة الصلاة والذكر الكثير لله وقراءة القرآن والدعاء كما كان يفعل ذلك رسول الله في حالة المواجهة: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ} ونحن اليوم في حالة مواجهة مع أئمة الكفر، وعلى المؤمن أن يُعِدّ نفسه بالتدرب على استخدام السلاح من خلال الالتحاق بدورات طوفان الأقصى، والنبي صلى الله عليه وآله يقول: (من لم يغزُ أو لم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق) وما على المؤمن إلا أن يكون على أهبة الاستعداد للمواجهة في معركة فاصلة وعد الله فيها عباده بالنصر، ودينه بالظهور، وحزبه بالغلبة، ومن العيب أن يبقى العربي المسلم غير جاهز للقتال بينما اليهود يدربون على القتال حتى نساءهم وأطفالهم، حيث أنّ لدى اليهود قوانين تُلزم بتجنيد وتدريب الرجال والنساء للقتال ضد الأمة المسلمة، واحتلال أرضها، وانتهاك حرماتها؛ فالمواجهة مع العدو الإسرائيلي والأمريكي حتمية ولا يمكن أن نتجنبها، والكل من أبناء هذه الأمة مستهدف، والأرض العربية كلها مستهدفة، والدين الإسلامي مستهدف، ومكة والمدينة - التي هي رمز ومزار ومقدس لكل المسلمين - مستهدفة، ومشروع الصهيونية لا يستثني شيئا، ولا بد أن يحمل الناس روحية جهادية قوية، وثقة بالله عالية، وعندما يعلم اللهُ صدقَ الناس في استعدادهم فهو من يأتي بالنصر والتأييد والرعاية، {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ}.
وندعوكم - يا شعبنا العزيز - بدعوة الله ورسوله والمسجد الأقصى والمظلومين في غزة ولبنان إلى المشاركة المليونية في مظاهرات *يوم الجمعة حسب الترتيبات والأوقات المعتمدة كما هو حالنا في* كل أسبوع، ولأكثر من عام بدون مللٍ أو كللٍ أو فتور، { *وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.*
وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله، والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}، اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ ليث الله الغالب، أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في
👍15🤣1
الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجًا، ومن كلِ ضيقٍ مخرجًا، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا، ومن تآمر معهم وحالفهم وعاونهم، وانصر المجاهدين في غزة وانصر مجاهدينا في القوة البحرية والجوية والصاروخية، وثبت أقدامهم وسدد رمياتهم يا قوي يا متين، يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
*عباد الله:*
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.
-                               ---------------------------
     🖥️
قناة خاصة
  بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيـرها


https://www.tgoop.com/wadhErshad
👍347😁3
قناة الإدارة العامة للخطباء والأئمة بوزارةالإرشاد وشؤون الحج والعمرة الجمهورية اليمنية ﴿ صنعاء ﴾::
قناة خاصة بالتعاميم
وخطب الجمعة
والمناسبات الدينية
وغيرها
https://www.tgoop.com/wadhErshad
الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
                             --------------------------------
***خطبة الجمعة الأولى * * * مَـــن شـهـر جـمادى الأولى 1446هـ
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

العنوان: ( *عـاقــبـة الظالمـــين)**

*التاريخ* : 6 / جـمـادى الأولى /
1446هـجرية

*الموافق* : 8 / 11 /2024 م

*الرقم* : (18)

🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
✒️ *أولاً: نقاط الجمعة**

1️⃣زوال الظالمين وهلاكهم هومن السنن الإلهيةالتي وردت في القرآن فقوم نوح انتهوا بالغرق وعادبالريح وثمودبالصيحة وهكذا حصل مع جميع المكذبين بهدى الله ورسله
2️⃣إهلاك الظالمين والمجرمين أمرحتمي يحصل بعدمدة وبعد إقامةالحجة عليهم فموسى بلغ سن الرشد وسافر إلى مدين ثم عاد إلى فرعون وتحقق هلاك فرعون بعد سنوات ونبينا تحرك في مكة 13 سنة و8 سنوات في المدينة ثم تحقق فتح مكة
3️⃣هلاك الظالمين لا يكون بمجرد الانتظار لهلاكهم أو بمجرد الدعاء وإنما مع التحرك والجهاد والمواجهة لهم مع الحذر من التفريط فلم يهلك الله فرعون إلاعندما تحرك موسى ولم يهلك جالوت إلاعندما تحرك طالوت ولم يهلك قريشاً واليهود إلا عندما تحرك رسول الله
4️⃣-أمريكاوإسرائيل والصهاينة ليسوا بعيدا عن سنةالله في إهلاكهم بأيدينا ووفق الحتميات الثلاث
5️⃣تطل عليناالذكرى السنويةللشهيد ونحن نخوض أقدس معركةقدمنا فيها الكثيرمن الشهداء بما فيهم من قادةعظماء وما نحن فيه من عزة هوببركتهم والواجب عليناالوفاء لدمائهم بمواصلةطريقهم ورعاية أسرهم والاستمرارفي خروج المظاهرات.

🎤🔹ثانياً: نـص الخــبطـة

*الخطبــة الأولى*

*بسم الله الرحمن الرحيم*
الحمد لله الذي لا يظلم أحداً وجعل العدل ميزاناً لدينه ودنياه القائل: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحكم والأمر، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بعثه الله ليقيم العدل وينشر الرحمة، اللهم صل وسلم عليه وعلى آله الأطهار، وارض عن صحابته المنتجبين الأخيار.
أما بعد/ أيها المؤمنون يا عباد الله:
ذكر الله في القرآن الكريم نماذج من سنته في إهلاك الظالمين، ودعانا الى التأمل في عواقب السابقين فقال سبحانه: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}، وقال: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ}، وقال سجانه: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} وقال عزّ وجلّ: {فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} وقال جلّ جلاله: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا}، وقال سبحانه: {إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ}، وقال: {كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} والظلم والطغيان دائماً يسوق صاحبه إلى الهلاك، وقد كان الطغاة على مرَّ الزمان يمارسون الظلم والجرائم فيؤدي ذلك إلى زوالهم ونهايتهم وهلاكهم، وتلك هي سنة من سنن الله التي لا تتخلف: {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا} وكما قال أيضاً: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا}.
وقد ذكر الله في القرآن الكريم عواقب الظالمين الذين وقفوا في وجه الرسل فقال سبحانه: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ . وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} وقد فصّل الله في القرآن الكريم قصص الأنبياء مع الظالمين، وذَكر كيف كانت نهايتهم؛ فهذا نبي الله نوح عليه السلام حينما ظلمه قومه وأساءوا إليه رغم طول المدة في دعوتهم، قال عنه سبحانه: {فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ} وقال: {وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا} فكانت نهايتهم الغرق: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصَارًا}.
👍255👎1
2025/07/13 06:59:38
Back to Top
HTML Embed Code: