Telegram Web
لا أهتم بالسنين ولا الأعياد، فالزمن عندي ليس إلا صفحة تتقلب في كتاب الحياة. ولكني أنا تلك التي تعشق البدايات، تُشعل بها الروح وتنسج من خيوطها أملاً جديدًا، ولو في الظلام.
كانت سنةً مزدحمة، لا بالفرح ولكن بالحزن الذي تسلل إلى القلب كضيف ثقيل لا يغادر. الأرق سكن عينيّ، والتعب أثقل جسدي وروحي. مرارة الأيام صارت طعامًا لا يغيب عن مائدتي، والألم كان رفيقي في كل لحظةٍ وصحوة. نوبات الغضب والبكاء أحاطتني كسلاسل، وهُزمت...نعم هُزمت مرارًا، وطُعن قلبي في خفايا ضعفه، فشلتُ حتى تآمر عليّ شعوري بالعجز، وكأن الإنجاز بات طيفًا بعيدًا، عصيًا على يدي.
ورغم كل هذا السواد، كانت هناك لحظات خجولة من النور...لحظات لم تكن إلا معها. هي وحدها، وسط كل هذا التخبط، وسط سوء الفهم الذي يأسرنا، وعيوبنا التي تتصارع كرياحٍ في بحرٍ هائج. بين شكواكِ المستمرة من طباعي، وبين قسوتي التي لا أُنكرها، وعصبيتي التي تؤرقني كما تؤرقكِ. كنتُ أنا الجبل الصعب، وأنتِ الوادي الذي يتوق لمائه الصفاء. ومع ذلك، كنتِ الشيء الوحيد المميز في أيامي الأخيرة، الجوهرة التي وسط كل هذه الفوضى أجد فيها عزائي. أتمنى أن تبقين هنا، بجانبي، فأنا بلاكِ كالرماد الذي لا جذوة فيه.
أريد أن أكتب، أن أترك أثرًا يليق بي، ولكني أقف عاجزًا أمام الورق، كأنني أرى فشلي مشهرًا سيفه ليقتلني هذه المرة بلا رحمة. إن كررتُ إخفاقي، ربما لن أجد نفسي بعدها أبدًا. ولكن، في غمرة هذا الخوف، تتسلل صورتكِ، فأستمد منكِ شجاعةً، وكأنكِ تهمسين لي: "انهض...لم ينتهِ الوقت بعد."

#رنيم_ورد
31-12-2024
8:45pm
💜🥀
تركتني حتّىٰ ضجّ الإهمالُ من صبري، وأثقل الغبار قلبي الذي لم يزل يئن في صمتٍ كالليل الذي لا يغشاه الفجر. كنتُ كالنهر الجاري، أفيض حبًّا لا ينضب، ولكنك أهملتني حتّى جفّت ينابيعي وأصبحت صحراء تستجدي غيمة لا تأتي. أنا روحٌ داستها أقدامُ الزمن، وسارت في دروب العذاب حتّىٰ بلغت حافة الجنون، وكنتَ أنت النّهاية التي رسمت لي طريق اللاعودة، بابًا مفتوحًا لا يؤدي إلّا إلىٰ الفراغ!

#رنيم_ورد
🥀
إلى متى منكِ أستجدي مُكالمةً
وتُهدرينَ علىٰ الإهمالِ أوقاتا!

•حذيفة العرجي⁩
يا أيها المذنبُ في أعينهم، المسرفُ في خطاياهم، كأنما جُبلتَ على الإثم وحدك وهم خُلقوا من نورٍ لا يطفئه شيء. أنتَ الجاني في كل رواية، المقصرُ وإن اجتهدت، المؤذي وإن أشفقت، الخائنُ وإن أخلصت، الكاذبُ وإن صدقت، السارقُ وإن أعطيت، الفاسدُ وإن أصلحت، الحاقدُ وإن سامحت. جعلوكَ الشيطانَ الوحيدَ بين ملائكةٍ لا تمسها شبهةُ نقص، كأنما كُتب عليكَ أن تحملَ وزرَ الدنيا كي يبقوا طاهرين!

#رنيم_ورد
‏"يؤلمني قلبي بشـدة كأنَّ أحدهم انتزعه بقسـوة من صدري، ووضعه فوق الحطـب وأشـعل عليه النار وشدّني من يدي وجعـلني أُشاهد ذلك…أُشاهد قلبي يحترق ويدي فوق صـدري، يدي ترتجف!"
"يعود المحقق عمر ليستلم قضية غامضة، وأسرار تُخفيها الأبواب المغلقة. عندما يتحول الحُبّ إلى هوس، يصبح الاختيار بين الحُبِّ والحرية التحدي الأكبر.
مَن هو آسرُ آيلا؟
وهل ستنجح في الهروب من قيوده، أم ستسقط في فخ الحُبّ؟
تذكّر، ليس كل ما يبدو قبيحًا هو كذلك!"

روايتي الثّانية في أدب الجريمة "آسرُ آيلا" -بفضلِ الله- صادرة من دار شفق للنشر والتوزيع، في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 لدى دار الرّموز العربية صالة 4 جناح A19

وبالتّوازي مع المعرض ستكون متوفرة حول العالم بإذن الله

07.01.2025
#آسرُ_آيلا #أدب_الجريمة #شفق_للنشر_و_التوزيع
ورد-ward pinned a photo
"عِطرُك فيّ، أنا خائف" 💜
آهٍ يا أيامي التي طالما حلمت بها، وانتظرت قدومها كمن ينتظر بزوغ الفجر بعد ليل طويل. كنت أظنها ستأتي حاملةً معها طيوب السعادة، وفرحًا يكفيني عن كل ما مضى من آلام. ولكن، واأسفاه، جاءت تلك الأيام كما يأتي الغيم المثقل بالمطر، حاملةً معها شيئًا لم أكن أنتظره: حزنًا ثقيلًا كالجبل، يكسر الروح ولا يرحم.
إنه اليوم الذي صدحت له الأمنيات، اليوم الذي حسبته يومي الكبير، ولكنّه جاء مثقلًا بالوحدة، جافًا كأنه يخلو من الحياة.
أنا وحدي هنا، معك، ودونك في آنٍ واحد. كأنّ وجودك غيابٌ، وغيابك حضورٌ يؤلم أكثر مما يريح. لم يُمهلني الزمان كي أذوق طعم الفرح، بل باغتني بالحزن كأنه يعاقبني على أحلامي، وكأنه يهمس في أذني بسخرية: "لا فرح لكِ في هذا العالم، فاتركيه لمن سواكِ".
لم أكن أطلب الكثير، لم أحتج إلى قافلة من البشر تحيط بي، بل إلى صديق واحد فقط. صديق يفرح لفرحي كما أفرح، يشاركني لحظاتي السعيدة، ويساعدني على الشعور بها كأنها نعمة تستحق الاحتفال. ولكن أين هو؟ بحثت عنه كثيرًا بين الوجوه التي عرفتها، وفي الذكريات التي خبأتها، فلم أجد.
عدت بذاكرتي إلى تلك الأيام البعيدة، إلى سنتي الأولى في الجامعة، حين كنت محاطة بأصدقاء تشعّ وجوههم بالبهجة يوم حققت إنجازًا صغيرًا، وسمعت منهم التصفيق، ورأيت في عيونهم الفخر. كم كانت تلك اللحظات جميلة وبسيطة! ولكنها صارت اليوم كأنها حلم عابر، لم يبق منه إلا طيفٌ باهت.
أما الآن، فأنا وحدي. وحدتي صارت كوحش ينهش روحي ببطء، يلتهمني جزءًا بعد جزء، حتى ضاق صدري بها وكأني أختنق. كل شيء من حولي صار خانقًا، صامتًا، باردًا. لم يعد لي رغبة في شيء، سوى الموت. الموت فقط، ولا شيء سواه، كأنه الخلاص الوحيد من هذه الوحدة التي تجرني نحو ظلام لا نهاية له.

#رنيم_ورد
أواه يا نفس، كم كنتِ نبيلة في ودك، عظيمة في حبك، كريمة في عطائك، وكم كنتِ شامخة في وفائك لمن حسبتهم أصدقاءً، فإذا بهم يغادرونك غير ملتفتين، كأنما كنتِ ريحًا عابرة في دنياهم، لا أثر لها ولا قيمة.
هم أولئك الذين أعطيتهم قلبك وروحك، أودعتِهم سريرتك، وكنتِ لهم الحضن الدافئ والصدر الذي يحمل أوجاعهم، فإذا بهم يبيعونك بثمن بخس، غير مبالين بفيض دموعك ولا نداءات روحك المثقلة بالخذلان.
اليوم، أنتِ وحدك على هذه الضفة الكئيبة، تلفك ظلمة العالم وظلم القلوب التي خانتك. لم تجدي يدًا تمسح عنكِ أوجاعك، ولا لسانًا يقول لكِ كلمة تطفئ نار حزنك، ولا عينًا ترافقك بنظرة حنان.
يا لها من قلوب سوداء كأنما جبلت على الغدر، ويا له من عالم كالح لا يفقه معنى الوفاء. وأنتِ، يا نفس، وقفتِ على شفا الجنون، تحاولين أن تريحي هذا الكون من وجودك…ففعلتها!

-رسالة انتحار
06-01-2025
#رنيم_ورد
الحقيقة المُرّة الّتي تُلقي بظلها على حياة المرء، هي أنَّك لن تجد في دنياك سوى قلبٍ واحدٍ يصدقك الحبّ، صدقًا لا شائبة فيه ولا مراء. وأمّا الآخرون، فحبّهم إن وُجد، فهو حبٌّ لا يَرقى إلى صفاء ذاك القلب الذي يجعلك مرآته، يرىٰ فيك ذاته، ويذوب فيك كما يذوب النّور في الماء.
ذاك الحبيب الذي يُفني جُهده لأجلك، يُدافع عنك وكأنّما يدافع عن نفسه، ويُبرر زلاتك وكأنّها زلاته. هو الذي يراك كما أنت، دون قناع أو تزييف، فيُحبّك بما فيك ومن فيك. وإن كنت من سعداء الحظ، فقد يرافقك هذا القلب طوال عمرك، كرفيقٍ لا يخذلك.
ولكن، أيُّها الإنسان، قد يكون قدرك أن تفرِّط في هذه النعمة -مثلي تمامًا-، أن تختار سواه طواعيةً، وتُحبّ آخرًا بما كنت محبوبًا به، فتُدرك حينها –متأخرًا أو لا– قيمة ذاك الحبّ الّذي كان. لن تندم ربّما، ولكنّك ستُدرك حتمًا أنّه الأوّل في ذكراك، الحاضر الغائب في فؤادك، وبابه الذي إن قصدته يومًا، وجدته مفتوحًا، كأنّما لم تغادره قط.

#رنيم_ورد
عزيزتي لوري،

دونكِ أنا كالميت الذي سُلبت منه الروح، لا حياة في صدري ولا نفس يملأ جوفي. دونكِ أنا لستُ أنا، بل كظل يمشي على الأرض لا يُرى له معنى. أراكِ تتألمين فأشعر بالنار تشتعل في أوردتي، نار لا أملك لها إطفاءً، وألم لا يُسكنه رجاء. أراكِ تبردين نحوي، ومشاعركِ التي كانت كاللهب تصير جليداً يكسو كل شيء. أراكِ تتغيرين، تغيبين عني رويداً رويداً، تنسين ما كان بيننا من خير وأيام تفيض بالسعادة، وتُبصرين فقط لحظات غضبي التي أقسم أنها لم تكن مني عن عمد، بل عن غفلةٍ مني أنا الذي لم أكن أنا في تلك اللحظات.
أتألم وأنا أراكِ تنسلين من بين أصابعي كالماء، وأنا عاجز عن أن أوقف هذا الجريان. أخبريني، أهذا الحب النادر الذي اجتمعنا عليه قد صار عبئاً تريدين التخلص منه؟ أم أنكِ، كحالي، حزينةٌ على ما يوشك أن ينتهي بيننا؟

#رنيم_ورد
أحتاج إلى صديق، صديق أشتريه بنصف عمري دون أن أساوم، فَمَن يبيع؟
أنا الشيطان المطرود، والظلام الذي يلف الدنيا بردائه الثقيل، أنا الصقيع المميت، أنا القاتل بل القتل ذاته، أنا الموت الذي يفني، والفراق الذي يكسر، والألم الذي ينهش القلوب، والحزن الذي لا يبرح الأرواح، أنا الفقد الذي يترك الفراغ، والحرب التي لا تهدأ. ومع ذلك...أحببتك.
أحببتك، فكنتِ أنتِ النور الذي اخترق ظلمتي، والجمال الذي روّض الوحش في داخلي. لا يهدأ ذلك الوحش إلا حينما تكونين بجانبي، ولا يتحول إلى قط لطيف إلا بين يديك. فكوني الجميلة للوحش، واجعليه يطمئن بأنه وجد ملاذه فيك.

08-01-2025
#رنيم_ورد
أجل، أنا تلك الفتاة التي شهد لها القاصي والداني بالنجاح، الفتاة التي سبق طموحها عصرها، والتي خطت خطواتها الأولى على درب المجد منذ خمس سنوات، بينما لا يزال أقرانها يتلمسون طريقهم. أنا تلك الفتاة التي اجتمع لها حسن الوجه وفتنة الروح وذكاء العقل، الفتاة التي تعشق الكتب كما يعشق العطشان الماء، فتجدها تغترف من نبع المعرفة صباحًا، وتُسدل ستار يومها على ضوء الحكمة مساءً.
ولكن آهٍ من ظاهر يخدع الناظرين! فمن يظن أنني سعيدة، وأن الفرح قد أحكم قبضته على قلبي، لم يرَ ما وراء الستار. لم يرَ تلك الروح المثخنة بجراح الخذلان، ولم يسمع صرخات الوحدة التي تُرعبني كل ليلة. نعم، أنا الناجحة، ولكن نجاحي هذا لم يكن إلا ثمرة حرب داخلية طاحنة، حرب نالت من شبابي، وأطفأت بريق أحلامي.
لقد دفعت ثمن المجد عزلةً، وثمن القوة هشاشةً دفينة. في داخلي حزن لا يراه أحد، وألم لا يدركه من حولي، لأنهم ينظرون فقط إلى ظاهر لا يشي بالحقائق. أوَليس لكل إنسان سبب ليحزن؟ أم أن أعماق الروح خفيةٌ على أعين الناس فلا يدركون أوجاعها؟ كيف لهم أن يحكموا على سعادتي أو حزني وهم لم يعرفوا أبدًا كيف يبدو الليل حين يغيب القمر عن سمائي؟

#رنيم_ورد
مررتُ في الأشهر الخمسة الأخيرة بلحظتين كانتا من المفترض أن تُشرق فيهما شموس السعادة على حياتي. فإذا بي أعيش ما كنت أظنه فرحًا، وحين أمعنت النظر وجدته ثوبًا لا يناسب مقاسي. كان ذلك الفرح يحتاج إلى قلب آخر يجاور قلبي، إلى يد تمتد لتصافح يدي، وإلى عين ترى فرحتي وتشاركها. لكنني، ويا للأسف، كنت وحدي.
في تلك اللحظات التي حلمت بها طويلًا، وجدت الوحدة تتسلل إلى أعماقي أكثر من أي وقت مضى، كأنما كُتب عليّ أن أكون شاهدةً وحيدة على إنجازاتي، وأن أعيش أفراحًا ناقصة، تفتقر إلى طعم المشاركة ونبض الدعم.
في كل مرة أظن أن الوحدة قد بلغت منتهاها، أفاجأ بأنها تزداد قسوة، وكأن القدر قد قرر أن يعاقبني بأن أعيش أفراحي في صمتٍ كئيب، كأن السعادة حلم بعيد المنال، وكأن الوحدة قد كتبت لي عهدًا لا نهاية له.

#رنيم_ورد
أجل، سيأتي يوم يصبح فيه حتى سؤالك ثقيلًا على نفوسهم، وستتبدل أحاديثك في أعينهم إلى تكرارٍ ممل، ونفسك الغاضبة إلى عبءٍ يرهقهم، وجسدك الكئيب إلى ظلٍ لا يريدونه حولهم. سيجدون راحتهم في الهروب منك، سيبتعدون عنك خطوةً خطوة، حتى تذبل علاقتك بهم كما يذبل ورق الخريف، وتتلاشى أنتَ في حياتهم كأنك لم تكن حاضرًا يومًا، كأنك طيف مرَّ بهم في حلم بعيد.
سيفضلون غيابك، لن يفصحوا بذلك صراحة، لكن دواخلهم ستردد الأمنية بصوتٍ خافت: لو أنك لم تعد هنا! وستصل كلماتهم كسكاكين تُثخن روحك، وستأتي أفعالهم كرصاصٍ يطلقونه دون شفقة، لا لأنك ضحية، بل لأنهم لم يعودوا يرون فيك سوى صورة مشوهة لما كنت عليه.
لكن قل لي، هل جرمك يستحق هذا العقاب؟ هل أخطأت إلى هذا الحد الذي يُلقى بك فيه خارج هوامش حياتهم؟ أن تصبح فجأةً، دون سابق إنذار، كأنك لا شيء؟
حتى محطتك الأخيرة، تلك التي ظننتها ملاذًا وأمانًا، اختارت هي الأخرى أن تخذلك. حكيت لها عن جروحك وعن كل المحطات التي أدمت روحك، فكان جوابها الصمت، وكان خذلانها آخر السكاكين التي أغرقتك في بحار الوحدة واليأس.

#رنيم_ورد
"أنا مولع أنا ملوع."
"تعسٌ تعس!"
اهدِني غصنَ رمان!
2025/01/11 03:00:28
Back to Top
HTML Embed Code: