غيوفيك
Guillevic
شذرات
يا انتِ
ها انا كنتُ ..دائما
واقفاً على ركبتيّ
لاستقبالكِ
اتكئُ على الافق
وادّخر المئاتُ من السنوات
لعبوركِ
كان كلّ شيء
حسب قياس العاصفة
في غياب العاصفة
لا تناديني
من اعالي اللازورد
ولا من منخفضات الغيمة
لا من الجهة الاخرى
لسيف السنبلة
ان لم يكن ذلك لاجتثاثي
مما ابتكره حواليك
انا فقط
لم افلح في ان اصلبكِ عليَّ
الى الابد..
عن ديوان " سبقَ وانْ Déjà »
ترجمة شوقي عبد الأمير
الصورة شوقي عبدالأمير مع غيوفيك وزوجته لوسي في منزلهما في باريس قبل قرابة اربعة عقود
Guillevic
شذرات
يا انتِ
ها انا كنتُ ..دائما
واقفاً على ركبتيّ
لاستقبالكِ
اتكئُ على الافق
وادّخر المئاتُ من السنوات
لعبوركِ
كان كلّ شيء
حسب قياس العاصفة
في غياب العاصفة
لا تناديني
من اعالي اللازورد
ولا من منخفضات الغيمة
لا من الجهة الاخرى
لسيف السنبلة
ان لم يكن ذلك لاجتثاثي
مما ابتكره حواليك
انا فقط
لم افلح في ان اصلبكِ عليَّ
الى الابد..
عن ديوان " سبقَ وانْ Déjà »
ترجمة شوقي عبد الأمير
الصورة شوقي عبدالأمير مع غيوفيك وزوجته لوسي في منزلهما في باريس قبل قرابة اربعة عقود
•حسب الشيخ جعفر - "تلويحة محبة أولى إلى أبي نواس"
علي رحمن
كما ينقل بعض المقربين من الشاعر أن حسب الشيخ جعفر انقطع عن الكتابة في نهايات عمره ولكن حين سمع بموت صديقه سعدي عاد وكأنما عاد إلى ماكتب في بداياته في المجموعة الزرقاء( كما أحب أن أسميها) وهذا النص هو توكيد جزئي فمن قرأ حسب جيدا يعرف أنه لايوثق الأحداث في لحظتها:
(قد مر عامان) بلا انتظار
ولم تزرني، مرةً، سيدة الكتابة.
مؤرقا كنت شقيا، متعبا.
أغلقتُ كوّتي ونمت نوماً ساكناً، عميق.
وعندما أفقت من رقادي
وجدت هذي الورقة
على غطاء المنضدة
دافئة كامرأة كانت إلى جواري
ولم أكن أعرف من أين أتت؟
متى أتت؟
النص بتراكيب جزلة كما هي عادة حسب ونفس قصير جدًا على عكس ماكتب في مدوراته ونصوص الفراشة والعكاز، من لم يقرأ حسب يجد أن هذه النصوص لاتحمل رؤيةً فنيةً عالية ومن يعرف كيف يهدر حسب في قصائده ومراحله العمرية يعرف أن هذه النصوص كانت استسلاما للموت ففيها إحساس الكهل الذي أوشك على الرحيل وهو الذي يجعل اللغة تخاف من نفسها وترصف الإحساس بالآخر.
أتذكر هذه الأسطر التي يعاتب فيها نفسه في الفراشة والعكاز
حتامَ ياشيخُ التلاهي؟
ما للشيوخِ وللملاهي؟
وإلى متى منك التوله بالمفاتنِ والكؤوس؟
شاب العريسُ ولم تزل في ميعةِ العمر العروس!
وحين نعود إلى المجموعة الزرقاء حيث كان هذا الفتى بكامل اندفاعه الشعري يدوس على قبور الأسلاف بحوافر اللغة وصراخ المشردين فيعرف نفسه:
(من أنت)
انا ابو نواس
ابحث عن فيدرا وعن اوفيليا في قاع هذي الكاس
أمسكُ في يديَّ ريشَ الأحصنة..
(أترك الهمزات كما لم تكتب بالمجموعة الزرقاء)
ويعود هذا الظبي الجريح بعطشه بلغة هائجة في ينبوع شبابه فترى كل مايشير إليه الجسد والعطش الفرويدي فكتب بوصف الأنثى بلسان الرائي مرة وبلسان الأنثى مرة أخرى.
يلهثُ ثدياها كخيلٍ متعبه
تسحب خيط العربه
.
.
كان نهدي قبره
كان قلبي الخائف الشاردُ كالأرنب في دغل كثيف،
وأنا تائهة منبهرة.
قلتُ: خذني وردةً تبتلُ في ليلةِ صيف
نهرًا أهوجَ كالثورِ، اخترقني مثل سيف.
جسدي ظبي جريح..
.
.
سقطَ الثوبُ على أقدامها وانهمر الشعر الطويل
وبكت ضارعة، ملتهبه
كلما اطبقتُ كفيّ على الثدي الثقيل
فرّ كالطيرِ، وابقى حفنةً من اتربه..
.
.
واختلجت اهدابها، وانتفض الجسد
وابتسمت، وهي تغطي في يديها عري ثدييها
وقالت: ما الذي تروم؟
قلتُ: شريد، جائع، مهزوم.
تلويحة محبة واشتياق من هنا يا أبا نواس الأخير أفتقد ماتكتب وليست لي القدرة على الرجوع لقرائتك جيدًا ،
لكني أحمل كتبك منذ فتحتُ عيني على الشعر وأعرف أني غرست اسمك في كل من يعرفوني وأكثرت به وفاء يسيرا لما نذرت له نفسك، فليست رايتك تُحمل بيد سواك وهذا يكفيك وكما ارتضيته لعمرك الصامت.
علي رحمن
كما ينقل بعض المقربين من الشاعر أن حسب الشيخ جعفر انقطع عن الكتابة في نهايات عمره ولكن حين سمع بموت صديقه سعدي عاد وكأنما عاد إلى ماكتب في بداياته في المجموعة الزرقاء( كما أحب أن أسميها) وهذا النص هو توكيد جزئي فمن قرأ حسب جيدا يعرف أنه لايوثق الأحداث في لحظتها:
(قد مر عامان) بلا انتظار
ولم تزرني، مرةً، سيدة الكتابة.
مؤرقا كنت شقيا، متعبا.
أغلقتُ كوّتي ونمت نوماً ساكناً، عميق.
وعندما أفقت من رقادي
وجدت هذي الورقة
على غطاء المنضدة
دافئة كامرأة كانت إلى جواري
ولم أكن أعرف من أين أتت؟
متى أتت؟
النص بتراكيب جزلة كما هي عادة حسب ونفس قصير جدًا على عكس ماكتب في مدوراته ونصوص الفراشة والعكاز، من لم يقرأ حسب يجد أن هذه النصوص لاتحمل رؤيةً فنيةً عالية ومن يعرف كيف يهدر حسب في قصائده ومراحله العمرية يعرف أن هذه النصوص كانت استسلاما للموت ففيها إحساس الكهل الذي أوشك على الرحيل وهو الذي يجعل اللغة تخاف من نفسها وترصف الإحساس بالآخر.
أتذكر هذه الأسطر التي يعاتب فيها نفسه في الفراشة والعكاز
حتامَ ياشيخُ التلاهي؟
ما للشيوخِ وللملاهي؟
وإلى متى منك التوله بالمفاتنِ والكؤوس؟
شاب العريسُ ولم تزل في ميعةِ العمر العروس!
وحين نعود إلى المجموعة الزرقاء حيث كان هذا الفتى بكامل اندفاعه الشعري يدوس على قبور الأسلاف بحوافر اللغة وصراخ المشردين فيعرف نفسه:
(من أنت)
انا ابو نواس
ابحث عن فيدرا وعن اوفيليا في قاع هذي الكاس
أمسكُ في يديَّ ريشَ الأحصنة..
(أترك الهمزات كما لم تكتب بالمجموعة الزرقاء)
ويعود هذا الظبي الجريح بعطشه بلغة هائجة في ينبوع شبابه فترى كل مايشير إليه الجسد والعطش الفرويدي فكتب بوصف الأنثى بلسان الرائي مرة وبلسان الأنثى مرة أخرى.
يلهثُ ثدياها كخيلٍ متعبه
تسحب خيط العربه
.
.
كان نهدي قبره
كان قلبي الخائف الشاردُ كالأرنب في دغل كثيف،
وأنا تائهة منبهرة.
قلتُ: خذني وردةً تبتلُ في ليلةِ صيف
نهرًا أهوجَ كالثورِ، اخترقني مثل سيف.
جسدي ظبي جريح..
.
.
سقطَ الثوبُ على أقدامها وانهمر الشعر الطويل
وبكت ضارعة، ملتهبه
كلما اطبقتُ كفيّ على الثدي الثقيل
فرّ كالطيرِ، وابقى حفنةً من اتربه..
.
.
واختلجت اهدابها، وانتفض الجسد
وابتسمت، وهي تغطي في يديها عري ثدييها
وقالت: ما الذي تروم؟
قلتُ: شريد، جائع، مهزوم.
تلويحة محبة واشتياق من هنا يا أبا نواس الأخير أفتقد ماتكتب وليست لي القدرة على الرجوع لقرائتك جيدًا ،
لكني أحمل كتبك منذ فتحتُ عيني على الشعر وأعرف أني غرست اسمك في كل من يعرفوني وأكثرت به وفاء يسيرا لما نذرت له نفسك، فليست رايتك تُحمل بيد سواك وهذا يكفيك وكما ارتضيته لعمرك الصامت.
• لويس جنكنز:
قصيدة النثر، عند لويس جنكنز، قصيدة شكليَّة formal، ومستطيلة rectangle. شكليَّةٌ من جهة كونها "بلا حدود معيَّنة"، ومستطيلة من جهة احتوائها على الأشياء الضروريَّة فقط؛ كحقيبة سفر صغيرة، موضَّبة بعناية فائقة. هي فتنة الأثر المتبقِّي من رحلة غامضة، حُرَّةٍ، ومرنةٍ "تُحسِنُ وفادةَ الصُّور المتدفقَّة من اللَّاشعور مع السَّرد المنبثق من الشعور في آن؛ تاركةً للغةٍ هي غنائيَّةٌ أن تتعايش مع تلك التي هي نثريَّةٌ. إنَّها تجسيدٌ لفكرة أن تكون القصيدة "بلا وزن أو قافية، وبلا نظام تقطيع/تشطير line-breaks، مفروضٍ سلفًا. إنَّها تتعلَّق بـ"تحقيق التَّوازن" بين شكل بلا حدود وطبيعة كامنة. يتوجَّب علينا، في كتابة قصيدة النثر― على حدِّ قوله― أن نمتلك القدرة على اكتشاف متى يكون الكثيرُ كافيًا، ومتي يصبحُ زائدًا عن الحاجة، يحرف القصيدة عن غايتها، فتغدو أيَّ شيء آخَر إلَّا أن تكون قصيدة نفسَها: قصَّةً، روايةً، مقالة، أو ربَّما ما هو أسوأ من ذلك كلِّه! قليلًا ما يكتبُ لويس جنكنز خارج النَّوع، وإن احتوت مجاميعه بعض قصائد الشِّعر الحُر free verse. يعدُّه روبرت بلاي واحدًا من أكثر شعراء جيله حذقًا ومهارة و "سيَّد قصيدة النَّثر المعاصر" الذي يُصوِّرُ الفكرةَ على نحو أقلَّ ممَّا هي عليه في الواقع، فيمنحنا القُدرةَ على اكتشاف كُنْه القصيدة وغايتها. تلك القصيدة التي يكتبها "عاشق عظيم للعالَم"، كما يصفه تشارلز سيميك. ففي القصيدة، عند لويس جنكنز، "تنتصبُ الأشياءُ وحيدةً، غير مُدرَكةٍ، ولكنَّها نيِّرة! إنَّها، حقًّا، القصيدةُ التي تمنحنا "طعمَ العُزلةِ الأمريكيَّة البدائيَّةِ، إن كانَ ثمَّةَ" . . . .
***
•بيضة عيد الفصح الأوكرانيّة
لا تشبهُ المألوفَ من بَيْضِ عيد الفصح الأوكرانيّ بسببٍ مِنَ الصّور. على جانبٍ، تغربُ الشّمسُ عن لوس أنجيليس، وعلى آخرَ يجثمُ جنودٌ في خنادق مُوحلةٍ؛ يلفّهم بردٌ ويدخّنون. هُوَذا الكمانُ المخبوءُ في قِدْرِ حساءٍ وها فصيلةُ قططٍ تحيا في محطّة بنزين مهجورةٍ. ثمَّةَ صورٌ كثيرةٌ: السّلكُ الشّائكُ والطّريقُ عبر الغابة، البطُّ، والرّاديو والحرائقُ الصفراء الدّاخنةُ على طُولِ دربِ سكّة الحديدِ حيثما تأخذُ العشَّاقَ الخُطَى. وفي الصَّباحِ، يقررُ شيوخُ القرية ما يجبُ: لا بُدَّ أن يمتطي رجلٌ شجاع صهوةَ أسرع حصانٍ ويُسلِّمُ البيضة. الرحلةُ طويلةٌ والطُرُقُ خَطِرةٌ. لَنْ تُوهَبَ البيضةُ إلى أحدٍ، بَلْ لقيصَر.
•زوجةُ حافر الآبار
في ليالٍ قائظةٍ، كهذهِ، تخطرُ في البالِ جبالٌ، أَوْ مَا إلى الآنَ، إفريزُ النّافذةِ عالياً فوقَ سريري وحيرةُ الملاءاتِ هذهِ. لا بُدَّ أنَّها باردةٌ، هناكَ، بنسيمٍ يهبُّ من النّافذة المفتوحةِ، أبيضَ ناصعاً، مرسوماً كالثّلجِ. لا كثيرةَ بردٍ أو مطرٍ ولا شاهقةً كرأسِ جبَلٍ بلْ كسهلٍ عظيمٍ يمتدُّ أميالاً. مرّةً، في الصيفِ الفائتِ، هُناكَ، قادني الرّحيلُ؛ لا شيءَ معي غير بعضِ ما أحتاجُ: القطَّ، والمرآةَ وحفنةَ إِبَرٍ. آنئذٍ، عادَ إلي البيتِ وأمسكني؛ كسَّرَ ضلعَيْنِ، وغرزَ رضَّةً مُروِّعةً في خدّي. الآنَ، وفي كلّ يومٍ، يتعاظمُ صوتُ الحَفْرِ خافتاً أكثرَ. ضاعَ صوتُ الجزمة التي تشقُّ الطّينَ، بقسوةٍ، وتنحدرُ الصخّورُ لأميالٍ، تَحْتِي.
•كانزاس
كلَّما تشتمُّ الملاءاتِ النّظيفةَ، تعنُّ على بالِ زوجةِ المزارعِ سنواتُ 1930. تجلدُ الرّيحُ الثّيابَ على حبلِ الغسيلِ، وتُطيِّرُ الفستانَ مُلتزًّا بين ساقَيْها الوافرتَيْن. في ثوبهِ الفضفاضِ، بينَ سِنينَ مِنْ مكائنَ محطّمةٍ خلفَ الحظيرةِ، يفتّشُ المزارعُ. بينَ أزهارِ عبّادِ شمسٍ طويلةٍ، بينَ أوكار الأرانبِ والفئرانِ، ومفتاحُ ربْطٍ في يدهِ. يبحثُ عَنْ قطعةِ غِيَارٍ بعينها، وعن واحدةٍ قد تَنفعُ. تستلقي في الوحلِ، حيثما يفيضُ الخزَّانُ سبعُ أبقارٍ عجافٍ. وعبر أصيلٍ طويلٍ تواصلُ طاحونةُ الهواءِ ضخَّ دفقاتٍ طويلة من ماءٍ بارد.
•ثلجٌ أوَّل
عند الغسقِ يكونُ الثّلجُ قد ذابَ قليلُهُ. ثمَّةَ قِطَعٌ صغيرةٌ مُعتمةٌ يتطاولُ فيها العشبُ، مثلما من طائرةٍ تُرى جُزرٌ في البحرِ. أيُّها موطني؟ ذاكَ الذي هجرتهُ طفلاً؟ كلُّها، الآنَ، متشابهةٌ. ما الذي صارَهُ والداي؟ وماذا عنِ الأشياء التي بدأتُها ولم أنتهي منها قطُّ؟ ماذا كانت؟ فكلّما تقدّم بنا العُمْرُ صرنا وحدنا أكثر. يُقاسِمُ الرّجلُ زوجتَهُ نعمةً، كهذهِ النِّعمةِ. إنّها طعامَهم الصباحيَّ: قهوةٌ وصمتٌ وضوءُ شمس الصّباح. يتطارحانِ الغرامَ أو يتشاجران. يتحرَّكانِ طيلةَ النّهارِ؛ هي على المربعات السُّوْدِ وهو على البيضاء. وفي الليالي، يجلسانِ قُربَ النَّارِ؛ هُوَ يقرأُ في كتابهِ، وهي تحيكُ. مهتاجةٌ هيَ النَّارُ، وفي المدخنةِ، تنعبُ الرِّيحُ كطفلٍ ينفخُ في زجاجةٍ، بحبورٍ.
قصيدة النثر، عند لويس جنكنز، قصيدة شكليَّة formal، ومستطيلة rectangle. شكليَّةٌ من جهة كونها "بلا حدود معيَّنة"، ومستطيلة من جهة احتوائها على الأشياء الضروريَّة فقط؛ كحقيبة سفر صغيرة، موضَّبة بعناية فائقة. هي فتنة الأثر المتبقِّي من رحلة غامضة، حُرَّةٍ، ومرنةٍ "تُحسِنُ وفادةَ الصُّور المتدفقَّة من اللَّاشعور مع السَّرد المنبثق من الشعور في آن؛ تاركةً للغةٍ هي غنائيَّةٌ أن تتعايش مع تلك التي هي نثريَّةٌ. إنَّها تجسيدٌ لفكرة أن تكون القصيدة "بلا وزن أو قافية، وبلا نظام تقطيع/تشطير line-breaks، مفروضٍ سلفًا. إنَّها تتعلَّق بـ"تحقيق التَّوازن" بين شكل بلا حدود وطبيعة كامنة. يتوجَّب علينا، في كتابة قصيدة النثر― على حدِّ قوله― أن نمتلك القدرة على اكتشاف متى يكون الكثيرُ كافيًا، ومتي يصبحُ زائدًا عن الحاجة، يحرف القصيدة عن غايتها، فتغدو أيَّ شيء آخَر إلَّا أن تكون قصيدة نفسَها: قصَّةً، روايةً، مقالة، أو ربَّما ما هو أسوأ من ذلك كلِّه! قليلًا ما يكتبُ لويس جنكنز خارج النَّوع، وإن احتوت مجاميعه بعض قصائد الشِّعر الحُر free verse. يعدُّه روبرت بلاي واحدًا من أكثر شعراء جيله حذقًا ومهارة و "سيَّد قصيدة النَّثر المعاصر" الذي يُصوِّرُ الفكرةَ على نحو أقلَّ ممَّا هي عليه في الواقع، فيمنحنا القُدرةَ على اكتشاف كُنْه القصيدة وغايتها. تلك القصيدة التي يكتبها "عاشق عظيم للعالَم"، كما يصفه تشارلز سيميك. ففي القصيدة، عند لويس جنكنز، "تنتصبُ الأشياءُ وحيدةً، غير مُدرَكةٍ، ولكنَّها نيِّرة! إنَّها، حقًّا، القصيدةُ التي تمنحنا "طعمَ العُزلةِ الأمريكيَّة البدائيَّةِ، إن كانَ ثمَّةَ" . . . .
***
•بيضة عيد الفصح الأوكرانيّة
لا تشبهُ المألوفَ من بَيْضِ عيد الفصح الأوكرانيّ بسببٍ مِنَ الصّور. على جانبٍ، تغربُ الشّمسُ عن لوس أنجيليس، وعلى آخرَ يجثمُ جنودٌ في خنادق مُوحلةٍ؛ يلفّهم بردٌ ويدخّنون. هُوَذا الكمانُ المخبوءُ في قِدْرِ حساءٍ وها فصيلةُ قططٍ تحيا في محطّة بنزين مهجورةٍ. ثمَّةَ صورٌ كثيرةٌ: السّلكُ الشّائكُ والطّريقُ عبر الغابة، البطُّ، والرّاديو والحرائقُ الصفراء الدّاخنةُ على طُولِ دربِ سكّة الحديدِ حيثما تأخذُ العشَّاقَ الخُطَى. وفي الصَّباحِ، يقررُ شيوخُ القرية ما يجبُ: لا بُدَّ أن يمتطي رجلٌ شجاع صهوةَ أسرع حصانٍ ويُسلِّمُ البيضة. الرحلةُ طويلةٌ والطُرُقُ خَطِرةٌ. لَنْ تُوهَبَ البيضةُ إلى أحدٍ، بَلْ لقيصَر.
•زوجةُ حافر الآبار
في ليالٍ قائظةٍ، كهذهِ، تخطرُ في البالِ جبالٌ، أَوْ مَا إلى الآنَ، إفريزُ النّافذةِ عالياً فوقَ سريري وحيرةُ الملاءاتِ هذهِ. لا بُدَّ أنَّها باردةٌ، هناكَ، بنسيمٍ يهبُّ من النّافذة المفتوحةِ، أبيضَ ناصعاً، مرسوماً كالثّلجِ. لا كثيرةَ بردٍ أو مطرٍ ولا شاهقةً كرأسِ جبَلٍ بلْ كسهلٍ عظيمٍ يمتدُّ أميالاً. مرّةً، في الصيفِ الفائتِ، هُناكَ، قادني الرّحيلُ؛ لا شيءَ معي غير بعضِ ما أحتاجُ: القطَّ، والمرآةَ وحفنةَ إِبَرٍ. آنئذٍ، عادَ إلي البيتِ وأمسكني؛ كسَّرَ ضلعَيْنِ، وغرزَ رضَّةً مُروِّعةً في خدّي. الآنَ، وفي كلّ يومٍ، يتعاظمُ صوتُ الحَفْرِ خافتاً أكثرَ. ضاعَ صوتُ الجزمة التي تشقُّ الطّينَ، بقسوةٍ، وتنحدرُ الصخّورُ لأميالٍ، تَحْتِي.
•كانزاس
كلَّما تشتمُّ الملاءاتِ النّظيفةَ، تعنُّ على بالِ زوجةِ المزارعِ سنواتُ 1930. تجلدُ الرّيحُ الثّيابَ على حبلِ الغسيلِ، وتُطيِّرُ الفستانَ مُلتزًّا بين ساقَيْها الوافرتَيْن. في ثوبهِ الفضفاضِ، بينَ سِنينَ مِنْ مكائنَ محطّمةٍ خلفَ الحظيرةِ، يفتّشُ المزارعُ. بينَ أزهارِ عبّادِ شمسٍ طويلةٍ، بينَ أوكار الأرانبِ والفئرانِ، ومفتاحُ ربْطٍ في يدهِ. يبحثُ عَنْ قطعةِ غِيَارٍ بعينها، وعن واحدةٍ قد تَنفعُ. تستلقي في الوحلِ، حيثما يفيضُ الخزَّانُ سبعُ أبقارٍ عجافٍ. وعبر أصيلٍ طويلٍ تواصلُ طاحونةُ الهواءِ ضخَّ دفقاتٍ طويلة من ماءٍ بارد.
•ثلجٌ أوَّل
عند الغسقِ يكونُ الثّلجُ قد ذابَ قليلُهُ. ثمَّةَ قِطَعٌ صغيرةٌ مُعتمةٌ يتطاولُ فيها العشبُ، مثلما من طائرةٍ تُرى جُزرٌ في البحرِ. أيُّها موطني؟ ذاكَ الذي هجرتهُ طفلاً؟ كلُّها، الآنَ، متشابهةٌ. ما الذي صارَهُ والداي؟ وماذا عنِ الأشياء التي بدأتُها ولم أنتهي منها قطُّ؟ ماذا كانت؟ فكلّما تقدّم بنا العُمْرُ صرنا وحدنا أكثر. يُقاسِمُ الرّجلُ زوجتَهُ نعمةً، كهذهِ النِّعمةِ. إنّها طعامَهم الصباحيَّ: قهوةٌ وصمتٌ وضوءُ شمس الصّباح. يتطارحانِ الغرامَ أو يتشاجران. يتحرَّكانِ طيلةَ النّهارِ؛ هي على المربعات السُّوْدِ وهو على البيضاء. وفي الليالي، يجلسانِ قُربَ النَّارِ؛ هُوَ يقرأُ في كتابهِ، وهي تحيكُ. مهتاجةٌ هيَ النَّارُ، وفي المدخنةِ، تنعبُ الرِّيحُ كطفلٍ ينفخُ في زجاجةٍ، بحبورٍ.
•الأعمى
بزاويةٍ واهيةٍ، ينحدرُ من التلَّةِ إلى الرَّصيف؛ مُتحيّراً، مُتنقّلاً بعصاه البيضاءَ ذات الرَّأس الأحمرَ من طرفٍ لطرفٍ حتى يلمسَ الإطارَ المعدنيَّ لسيَّارة "بونتياك" خُزامِيَّةً، واقفةً عند حاجز حافّةِ الطَّريق. يتوقّفُ. يتلمّسُ بشِمالهِ حتى يلمس ساريةَ المعدنِ الباردِ الحامل لافتةَ "ممنوع الوقوف"، يجرُّ نفسَهُ قريبًا، يقفُ وذراعُهُ تطوّقُ السّاريةَ في الفراغِ الضيّقِ بينَ العَرَبة وبينِها. ينتظرُ ويُنصِتُ. يبدو مُرتاباً غيرَ مُتيقِّنٍ، غيرَ قادرٍ أنْ يَمِيْزَ الأصواتَ، بعضَها مِن بعضٍ. حركةُ المرورِ يميناً، حركةُ المرور وراءً، والريحُ التي تهبُّ مِنَ البحيرةِ أعلى التلِّ، وصوتُ بعض وريقاتِ أشجارٍ على الكونكريت. لا أثرَ لعابرٍ. هِيَ آخرُ النَّهار، هِيَ آخرُ الخريفِ. يُنصِتُ؛ الرأسُ مرفوعٌ قليلاً، والقبّعةُ مائلةٌ للخلفِ والعينانِ مُغمَضتانِ. هُوَ ليسَ فتيًّا أو عجوزًا، بل رجلٌ بينَ عربةٍ وساريةٍ. ينتظرُ زمنًا طويلًا. ينتقلُ بعصاهُ ذاتَ اليمنِ، إلى الدَّواليبِ الخلفيَّةِ للعربة، ثُمَّ بعيدًا ذاتَ الشَّمالِ. يُعتِقُ السَّاريةَ، وينحدرُ خطوتَيْنِ حذرتَيْنِ نحوَ سفحِ التلَّةِ، مُطلِقًا إلى الأمامِ عصاهُ.
•قصيدةُ بوحٍ
ثمَّةَ وشمٌ ضخمٌ على صدري. إنَّهُ كحلمِ يقظةٍ. أراهُ في المرآةِ عند حلاقةِ ذقني أو تنظيف أسناني، أو حينَ أُبدّلُ قميصاً أو أُطارحُ الغرام. ماذا أفعلُ؟ لا أذكرُ مِنْ أينَ جاءَني. هَلْ عشتُ، في السَّابقِ، حياةً كهذهِ؟ إنَّ ثمنَ إزالة وشمٍ ضخمٍ، كهذا، يفقدني صوابي. ما زالت رائعةً صَنْعَةُ الرَّسمِ: منظرٌ طبيعيٌّ، بحجم 8 بوصاتٍ في 10، بألوان خصبةٍ، يُظهِرُ، قَطعياً، مُنحدراً من جبلٍ صوبَ قرية رعاةِ بقر. شابٌّ، يُمكن أن يكون جدّي، في ثيابِ رعاةِ البقر يحملُ بندقيّةً، ينتصبُ في أعلى التلّةِ ويشيرُ الى القرية. يقولُ التعليقُ الذي أسفلَ الصّورة:" يا إلهي، لم أدرِ بأننا قد قطعنا كُلّ هذه المسافةِ، غرباً ".
•مكانٌ هادئ
جئتُ لأفهمَ حُبِّي لكِ. جئتُكِ كمن مَلَّ العالمَ، أبحثُ عن مكان هادئٍ. محطّة البنزين والدكَّان، الكنيسة والمدرسة المهجورة، بعض منازل عتيقة والنّهر بمواضعه المُظلّلة الباردة...صيد الأسماكِ الوفير. لطالما اشتهيتُ مكاناً مثل هذا. فلقد عرفته مُذ وطأتُهُ. غداً، ستصل فِرَقُ الإنتاج والتّصويرِ. سنقدرُ، يوم الاثنين، البدءَ في تصويرِ قصّة رجلٍ يبحثُ عن مكانٍ هادئ.
•فائضُ الحرب
ممشى بعد ممشى مِنْ خيامٍ وخاكيٍّ، خُوَذٌ ومعدّاتُ أكلِ جنود، حقائبُ تخييمٍ، معاطفُ بحّارةٍ وأقنعةُ غاز... هُناكَ، ثمَّة حقلُ طائراتٍ مهجورةٍ، من كلِّ طراز: بي 38، وبي 25 . . . كلُّ ما عليكَ فعله أنْ تنتظرَ العتمةَ: اِقفزْ فوقَ السّياج، جُرَّ الدواليبَ مِنْ بكراتها ثُمَّ اقفز إلي الدّاخل. أَدِر المُحرّك وأدْرُج حتى الشّريط. لا أبسطَ من ذلك. ويمكنك الطَّيران بلا أيِّ معرفة مسبقةٍ.
امرأةٌ جميلةٌ بثيابٍ سوداءَ تجلسُ على مقعدٍ طويلٍ قُرب قبر. رجلٌ طويلٌ ببزّةٍ عسكريّةٍ يقفُ بجوارها ويدٌ على الكتفين. "كثيراً ما أجيءُ إلى هُنَا، يا له من مكانٍ هادئ"، تقولُ المرأةُ." قبل أن يموت جون، طلب أنْ أرعاكِ "، يستدركُ الرّجل. يتعانقان. خلفهما، صفوفٌ مُحكمةٌ من صُلبان بيضاءَ تنتشرُ فوق تلّة خضراءَ حيثُ، شامخًا، يخفقُ العَلَمُ.
تُصدرُ المحرّكاتُ أزيزاً خفيضاً؛ صوتَ عزاءٍ، والضّوءُ المنبجسُ من لوحةِ التحكّم يخبرك بأن كلّ شيء ثابتٌ وقويمٌ. غيومٌ، في الأسفل، مخضولةٌ بالفضَّة، وقُرى أعداءٍ بالغةُ الصِّغر: قُرى دُمَيً رائعةٌ يضيئُها قمرُ قاذفِ القنابلِ.
ترجمة وتقديم:تحسين الخطيب
بزاويةٍ واهيةٍ، ينحدرُ من التلَّةِ إلى الرَّصيف؛ مُتحيّراً، مُتنقّلاً بعصاه البيضاءَ ذات الرَّأس الأحمرَ من طرفٍ لطرفٍ حتى يلمسَ الإطارَ المعدنيَّ لسيَّارة "بونتياك" خُزامِيَّةً، واقفةً عند حاجز حافّةِ الطَّريق. يتوقّفُ. يتلمّسُ بشِمالهِ حتى يلمس ساريةَ المعدنِ الباردِ الحامل لافتةَ "ممنوع الوقوف"، يجرُّ نفسَهُ قريبًا، يقفُ وذراعُهُ تطوّقُ السّاريةَ في الفراغِ الضيّقِ بينَ العَرَبة وبينِها. ينتظرُ ويُنصِتُ. يبدو مُرتاباً غيرَ مُتيقِّنٍ، غيرَ قادرٍ أنْ يَمِيْزَ الأصواتَ، بعضَها مِن بعضٍ. حركةُ المرورِ يميناً، حركةُ المرور وراءً، والريحُ التي تهبُّ مِنَ البحيرةِ أعلى التلِّ، وصوتُ بعض وريقاتِ أشجارٍ على الكونكريت. لا أثرَ لعابرٍ. هِيَ آخرُ النَّهار، هِيَ آخرُ الخريفِ. يُنصِتُ؛ الرأسُ مرفوعٌ قليلاً، والقبّعةُ مائلةٌ للخلفِ والعينانِ مُغمَضتانِ. هُوَ ليسَ فتيًّا أو عجوزًا، بل رجلٌ بينَ عربةٍ وساريةٍ. ينتظرُ زمنًا طويلًا. ينتقلُ بعصاهُ ذاتَ اليمنِ، إلى الدَّواليبِ الخلفيَّةِ للعربة، ثُمَّ بعيدًا ذاتَ الشَّمالِ. يُعتِقُ السَّاريةَ، وينحدرُ خطوتَيْنِ حذرتَيْنِ نحوَ سفحِ التلَّةِ، مُطلِقًا إلى الأمامِ عصاهُ.
•قصيدةُ بوحٍ
ثمَّةَ وشمٌ ضخمٌ على صدري. إنَّهُ كحلمِ يقظةٍ. أراهُ في المرآةِ عند حلاقةِ ذقني أو تنظيف أسناني، أو حينَ أُبدّلُ قميصاً أو أُطارحُ الغرام. ماذا أفعلُ؟ لا أذكرُ مِنْ أينَ جاءَني. هَلْ عشتُ، في السَّابقِ، حياةً كهذهِ؟ إنَّ ثمنَ إزالة وشمٍ ضخمٍ، كهذا، يفقدني صوابي. ما زالت رائعةً صَنْعَةُ الرَّسمِ: منظرٌ طبيعيٌّ، بحجم 8 بوصاتٍ في 10، بألوان خصبةٍ، يُظهِرُ، قَطعياً، مُنحدراً من جبلٍ صوبَ قرية رعاةِ بقر. شابٌّ، يُمكن أن يكون جدّي، في ثيابِ رعاةِ البقر يحملُ بندقيّةً، ينتصبُ في أعلى التلّةِ ويشيرُ الى القرية. يقولُ التعليقُ الذي أسفلَ الصّورة:" يا إلهي، لم أدرِ بأننا قد قطعنا كُلّ هذه المسافةِ، غرباً ".
•مكانٌ هادئ
جئتُ لأفهمَ حُبِّي لكِ. جئتُكِ كمن مَلَّ العالمَ، أبحثُ عن مكان هادئٍ. محطّة البنزين والدكَّان، الكنيسة والمدرسة المهجورة، بعض منازل عتيقة والنّهر بمواضعه المُظلّلة الباردة...صيد الأسماكِ الوفير. لطالما اشتهيتُ مكاناً مثل هذا. فلقد عرفته مُذ وطأتُهُ. غداً، ستصل فِرَقُ الإنتاج والتّصويرِ. سنقدرُ، يوم الاثنين، البدءَ في تصويرِ قصّة رجلٍ يبحثُ عن مكانٍ هادئ.
•فائضُ الحرب
ممشى بعد ممشى مِنْ خيامٍ وخاكيٍّ، خُوَذٌ ومعدّاتُ أكلِ جنود، حقائبُ تخييمٍ، معاطفُ بحّارةٍ وأقنعةُ غاز... هُناكَ، ثمَّة حقلُ طائراتٍ مهجورةٍ، من كلِّ طراز: بي 38، وبي 25 . . . كلُّ ما عليكَ فعله أنْ تنتظرَ العتمةَ: اِقفزْ فوقَ السّياج، جُرَّ الدواليبَ مِنْ بكراتها ثُمَّ اقفز إلي الدّاخل. أَدِر المُحرّك وأدْرُج حتى الشّريط. لا أبسطَ من ذلك. ويمكنك الطَّيران بلا أيِّ معرفة مسبقةٍ.
امرأةٌ جميلةٌ بثيابٍ سوداءَ تجلسُ على مقعدٍ طويلٍ قُرب قبر. رجلٌ طويلٌ ببزّةٍ عسكريّةٍ يقفُ بجوارها ويدٌ على الكتفين. "كثيراً ما أجيءُ إلى هُنَا، يا له من مكانٍ هادئ"، تقولُ المرأةُ." قبل أن يموت جون، طلب أنْ أرعاكِ "، يستدركُ الرّجل. يتعانقان. خلفهما، صفوفٌ مُحكمةٌ من صُلبان بيضاءَ تنتشرُ فوق تلّة خضراءَ حيثُ، شامخًا، يخفقُ العَلَمُ.
تُصدرُ المحرّكاتُ أزيزاً خفيضاً؛ صوتَ عزاءٍ، والضّوءُ المنبجسُ من لوحةِ التحكّم يخبرك بأن كلّ شيء ثابتٌ وقويمٌ. غيومٌ، في الأسفل، مخضولةٌ بالفضَّة، وقُرى أعداءٍ بالغةُ الصِّغر: قُرى دُمَيً رائعةٌ يضيئُها قمرُ قاذفِ القنابلِ.
ترجمة وتقديم:تحسين الخطيب
شُعوبٌ تـُخْــرِجُ من أَكمامِها سَحَرَةً
يَـقْـرَأونَ نَـظَراتِك
فتَنْبُتُ تِلالٌ حُـبْلى
بِأَساطيرَ مُوشّـاةٍ بالماسِ والذَهَبِ.
مُغامِرونَ مِن مَغْرِبِ الشَّـمْسِ
هَتَكوا الصَّحارى بِأَناجيلِهِمْ،
وَفَقَأُوا عُيونَ سُلالاتِ الـمُلوكِ أَنْصافِ الآلِهـَةِ،
حتى دَبَّ العَمى في حِكاياتِ إِفريقِـيَّة!.
باسم_فرات
مرح_في_الأساطير
يَـقْـرَأونَ نَـظَراتِك
فتَنْبُتُ تِلالٌ حُـبْلى
بِأَساطيرَ مُوشّـاةٍ بالماسِ والذَهَبِ.
مُغامِرونَ مِن مَغْرِبِ الشَّـمْسِ
هَتَكوا الصَّحارى بِأَناجيلِهِمْ،
وَفَقَأُوا عُيونَ سُلالاتِ الـمُلوكِ أَنْصافِ الآلِهـَةِ،
حتى دَبَّ العَمى في حِكاياتِ إِفريقِـيَّة!.
باسم_فرات
مرح_في_الأساطير
Forwarded from Ali Rahman
"طوقٌ حول رقاب الملائكة"
من نهرٍ يمتدُّ على ظهركِ/ نحو الخَصرِ
فرَاشةٌ تعبرُ فوقَ الرِئةِ الباردةِ،
طولُكِ يحني النحلةَ، فوقَ الكتفِ، تنهلُ ماءً زهريّا،
ضفائرُ محلولةْ
تتجعّدُ فوقَ الساقِ الناميّةِ من السهلِ،
فكيفَ تُحنَّطُ، بغبارٍ، في الرئةِ عفاريتُ الضوءِ
وتمزِقُ أزرارَ الظلمةِ!
هذا الموتُ يتنشّقُ
عظمَ الترقوةِ!
أبيضُ؛ من سُمِّ النَّارنجِ، قميصي
وملائِكُ تلهثُ في طوقٍ من أطرافِ ردائي...
آتٍ وجهُكِ؛ يأخذني، يَضْفِرُ أوردتي.
فكشَفنا عنكَ الألواحَ ليَنبْعَ بالفِضّةِ بَصَرُك،
أوذا بُغْياكَ وليَّ الحزنِ!
شعرُكِ يتجعّدُ،
يتموّجُ حولَ الشمسِ،
شعرُكِ يتركُ آثارَ قناديلَ خضرٍ في جسدي.
وأطوّقُ خصرَكِ بالخَزَفِ؛ ليعبُرَ برقًا برقًا في الشريانِ الريشُ، من ظهركِ وفتورِ الرملِ الناهلِ من أعشابٍ تحتَ النهدين.
زيتٌ أخضرُ في القمرِ،
سنابلُ خضرٌ تحترقُ على عُنُقِ الطاووسِ،
ملائِكُ تلهثُ في طوقٍ من أطرافِ ردائي؛
تتعفّرُ بمناخِ الرئةِ أشواكٌ حولَ الرقبةِ في الطوقِ
فأسمّيكِ وأحرّرُ ملكوتَ الريحِ بمخالبَ عنْقاءِ الطينِ؛ كي أشهقَ اسميَ،
فمن ذا يتوسّدُ في الغارِ
ويسجدُ فوقَ ثيابي؟
أمطِرْ يَرقاتٍ فوقَ الرأسِ؛ لنسبّحَكَ
ونُفتَنَ، سهوًا، بالحكمةِ
فحُشِرنا يومَ الزّينةِ؛
عناكبُ وأفاعٍ تسجدُ فوقَ قميصي،
سناجبُ تُصلَبُ، برأسٍ مقلوبٍ للأسفلِ فوقَ الأشجار،
خوفٌ يشهقُ عظمَ الرقبةِ،
يهشّمُ صدريَ ويمزقُ فوقَ ردائيَ لحمَ الطاووس.
فأيّانَ كبرتُ حتى ضاقت بضفائريَ،
بمَساماتٍ بين النهدينِ الأمواجُ!
بالسمِّ المنزوعِ من الأعضاءِ، من الأسماكِ،
سيشِعُّ الزيتُ الأخضرُ فوقَ جبيني،
وتلفُّ روحيَ شرنقةٌ تحترقُ على رقابِ الملائكة.
-علي رحمن
15/Sep/2021
من نهرٍ يمتدُّ على ظهركِ/ نحو الخَصرِ
فرَاشةٌ تعبرُ فوقَ الرِئةِ الباردةِ،
طولُكِ يحني النحلةَ، فوقَ الكتفِ، تنهلُ ماءً زهريّا،
ضفائرُ محلولةْ
تتجعّدُ فوقَ الساقِ الناميّةِ من السهلِ،
فكيفَ تُحنَّطُ، بغبارٍ، في الرئةِ عفاريتُ الضوءِ
وتمزِقُ أزرارَ الظلمةِ!
هذا الموتُ يتنشّقُ
عظمَ الترقوةِ!
أبيضُ؛ من سُمِّ النَّارنجِ، قميصي
وملائِكُ تلهثُ في طوقٍ من أطرافِ ردائي...
آتٍ وجهُكِ؛ يأخذني، يَضْفِرُ أوردتي.
فكشَفنا عنكَ الألواحَ ليَنبْعَ بالفِضّةِ بَصَرُك،
أوذا بُغْياكَ وليَّ الحزنِ!
شعرُكِ يتجعّدُ،
يتموّجُ حولَ الشمسِ،
شعرُكِ يتركُ آثارَ قناديلَ خضرٍ في جسدي.
وأطوّقُ خصرَكِ بالخَزَفِ؛ ليعبُرَ برقًا برقًا في الشريانِ الريشُ، من ظهركِ وفتورِ الرملِ الناهلِ من أعشابٍ تحتَ النهدين.
زيتٌ أخضرُ في القمرِ،
سنابلُ خضرٌ تحترقُ على عُنُقِ الطاووسِ،
ملائِكُ تلهثُ في طوقٍ من أطرافِ ردائي؛
تتعفّرُ بمناخِ الرئةِ أشواكٌ حولَ الرقبةِ في الطوقِ
فأسمّيكِ وأحرّرُ ملكوتَ الريحِ بمخالبَ عنْقاءِ الطينِ؛ كي أشهقَ اسميَ،
فمن ذا يتوسّدُ في الغارِ
ويسجدُ فوقَ ثيابي؟
أمطِرْ يَرقاتٍ فوقَ الرأسِ؛ لنسبّحَكَ
ونُفتَنَ، سهوًا، بالحكمةِ
فحُشِرنا يومَ الزّينةِ؛
عناكبُ وأفاعٍ تسجدُ فوقَ قميصي،
سناجبُ تُصلَبُ، برأسٍ مقلوبٍ للأسفلِ فوقَ الأشجار،
خوفٌ يشهقُ عظمَ الرقبةِ،
يهشّمُ صدريَ ويمزقُ فوقَ ردائيَ لحمَ الطاووس.
فأيّانَ كبرتُ حتى ضاقت بضفائريَ،
بمَساماتٍ بين النهدينِ الأمواجُ!
بالسمِّ المنزوعِ من الأعضاءِ، من الأسماكِ،
سيشِعُّ الزيتُ الأخضرُ فوقَ جبيني،
وتلفُّ روحيَ شرنقةٌ تحترقُ على رقابِ الملائكة.
-علي رحمن
15/Sep/2021
«بين اسمِكِ واسمي
هناك شفةٌ فقدتْ عادةَ التسمية.
بين العزلة والرفقة
هناك علامةٌ لا تبدأ من أحد وتنتهي فينا.
بين الحياة والموت
هناك نَبْتٌ مُداس
حيث لا أحدَ وطئ هناك.
بين الصوت الذي كان والصوت الذي سيأتي
هناك شكلٌ عديمُ الصوت
حيث يتأهب كل شيء.
بين الطاولة والفراغ
هناك خطٌّ هو الطاولة وهو الفراغ
حيث تخطو القصيدةُ بصعوبة.
بين الفكر والدم
هناك بريقٌ خاطفٌ
حيث يتماسك الحب في جهة.
على هذه الحوافِّ
لا أحدَ يبقى دهرا
حتى الإله، الذي هو حافةٌ أخرى،
لا يكون إلها مرارا.»
***
روبرتو خواروت
شاعر بأكثر من مخيلة.
ت:محمد خطاب
هناك شفةٌ فقدتْ عادةَ التسمية.
بين العزلة والرفقة
هناك علامةٌ لا تبدأ من أحد وتنتهي فينا.
بين الحياة والموت
هناك نَبْتٌ مُداس
حيث لا أحدَ وطئ هناك.
بين الصوت الذي كان والصوت الذي سيأتي
هناك شكلٌ عديمُ الصوت
حيث يتأهب كل شيء.
بين الطاولة والفراغ
هناك خطٌّ هو الطاولة وهو الفراغ
حيث تخطو القصيدةُ بصعوبة.
بين الفكر والدم
هناك بريقٌ خاطفٌ
حيث يتماسك الحب في جهة.
على هذه الحوافِّ
لا أحدَ يبقى دهرا
حتى الإله، الذي هو حافةٌ أخرى،
لا يكون إلها مرارا.»
***
روبرتو خواروت
شاعر بأكثر من مخيلة.
ت:محمد خطاب
«لو ضيعتَ اسمَك،
سَنَهِيمُ على طول الطرقات الوحيدة
كي نناديك من دون أن نسميك.
لو ضيعتَ بيتَك،
سَنُضَلّلُ حُراسَ السجن
حتى نبقيهم مع ظلهم ومن دون جدرانهم.
لو ضَيّعتَ الحُبَّ،
سننشرُ لافتةً عظيمةً لحمامات عارية
كي نُرجِئَ الحياةَ ونمنحَك وقتا.
لو ضيعتَ أقاصيَ الإنسان،
سنذهبُ إلى حافة المتاهة الدامية
كي ينبثق من العمق شكلٌ آخر.
لو ضيعتَ أصداءَك وأصلَك،
سنبحثُ عنها، نحو القادم،
في هيكل الأصول المكتمل.
لكن فقط لو ضاع ضياعُك،
حينها سنقطعُ الحبلَ
كي يبدأ كلُّ شيءٍ من جديد.»
***
خواروث
ت:محمد خطاب
سَنَهِيمُ على طول الطرقات الوحيدة
كي نناديك من دون أن نسميك.
لو ضيعتَ بيتَك،
سَنُضَلّلُ حُراسَ السجن
حتى نبقيهم مع ظلهم ومن دون جدرانهم.
لو ضَيّعتَ الحُبَّ،
سننشرُ لافتةً عظيمةً لحمامات عارية
كي نُرجِئَ الحياةَ ونمنحَك وقتا.
لو ضيعتَ أقاصيَ الإنسان،
سنذهبُ إلى حافة المتاهة الدامية
كي ينبثق من العمق شكلٌ آخر.
لو ضيعتَ أصداءَك وأصلَك،
سنبحثُ عنها، نحو القادم،
في هيكل الأصول المكتمل.
لكن فقط لو ضاع ضياعُك،
حينها سنقطعُ الحبلَ
كي يبدأ كلُّ شيءٍ من جديد.»
***
خواروث
ت:محمد خطاب
• عزرا پاوند:
ولجتِ الشَّجرةُ في يديَّ،
والنسغُ عرجَ في ذراعيّْ،
لقد كبرتِ الشَّجرةُ في صدري،
والأغصانُ قد شطأت مِنِّي،
نزولًا،
كأنَّها أذرعُ.
شجرةٌ أنتِ،
أُشنةٌ أنتِ،
وأنتِ البنفسجُ الذي فوقَهُ الرِّيحُ.
طفلةٌ― في الأعالي― أنتِ،
وهذا، كلُّهُ، إلى العالَمِ، طيشُ.
ت: تحسين الخطيب
ولجتِ الشَّجرةُ في يديَّ،
والنسغُ عرجَ في ذراعيّْ،
لقد كبرتِ الشَّجرةُ في صدري،
والأغصانُ قد شطأت مِنِّي،
نزولًا،
كأنَّها أذرعُ.
شجرةٌ أنتِ،
أُشنةٌ أنتِ،
وأنتِ البنفسجُ الذي فوقَهُ الرِّيحُ.
طفلةٌ― في الأعالي― أنتِ،
وهذا، كلُّهُ، إلى العالَمِ، طيشُ.
ت: تحسين الخطيب
اعتراف
منكِ تعلمتُ كيف تدور الأرض
مرّة حول نفسها
وثانيةً حولكِ..
حفظت قواميسَ مفرداتِ وتمتماتِ
الاجنحة والمروج واللحظات
التي تعترف امام النار
احسستُ بقشعريرة الاوراق
اذ تُقتلع من اغصانها
والانهار اذ تتشققُ اسرّتُها ..
رايتُ بامّ عيني
كيف تمسكُ قُبلةْ برقبةِ اللغة
وتتوسل اليها ان تبتكرَ الشفةَ الاخرى..
عرفت كيف اصنع
من رماد الوقت تماثيلَ عشاق غرُبوا
واوشحةً تَتَدثّرُ بها
في ليالي الوحشة والبرد
ادركت ان الطريقَ
عندما تمشي وراء قدمي
تصل هي لا انا..
حفظتُ تعاليمَ اقوام
لم يؤمنوا بشيء ورثوه
لا بكتابٍ قرأوه
ولا بإلهٍ اكلوه.
لا ينظرون الى الارض
تنبحُهُمُ كلابُها وتعشعشُ في عيونهم لقالقُها
وهم يُجيدون حراثةَ وسقايةَ النجوم
لتُنبتَ سنابلَ صفراء منحنية
خبزاً لارواحهم ومتاعاً لتِيْهِهم..
شوقي عبدالامير
باريس 29/ ايلول/ 2022
منكِ تعلمتُ كيف تدور الأرض
مرّة حول نفسها
وثانيةً حولكِ..
حفظت قواميسَ مفرداتِ وتمتماتِ
الاجنحة والمروج واللحظات
التي تعترف امام النار
احسستُ بقشعريرة الاوراق
اذ تُقتلع من اغصانها
والانهار اذ تتشققُ اسرّتُها ..
رايتُ بامّ عيني
كيف تمسكُ قُبلةْ برقبةِ اللغة
وتتوسل اليها ان تبتكرَ الشفةَ الاخرى..
عرفت كيف اصنع
من رماد الوقت تماثيلَ عشاق غرُبوا
واوشحةً تَتَدثّرُ بها
في ليالي الوحشة والبرد
ادركت ان الطريقَ
عندما تمشي وراء قدمي
تصل هي لا انا..
حفظتُ تعاليمَ اقوام
لم يؤمنوا بشيء ورثوه
لا بكتابٍ قرأوه
ولا بإلهٍ اكلوه.
لا ينظرون الى الارض
تنبحُهُمُ كلابُها وتعشعشُ في عيونهم لقالقُها
وهم يُجيدون حراثةَ وسقايةَ النجوم
لتُنبتَ سنابلَ صفراء منحنية
خبزاً لارواحهم ومتاعاً لتِيْهِهم..
شوقي عبدالامير
باريس 29/ ايلول/ 2022
# تيموثي شِي
محوٌ مُرتجِف:
محفورةً
في شجرةِ
عواءِ الخطيئةِ الأولى:
تبقى القصيدةُ،
الثَّمرةُ المُتلفَةُ،
غيرَ مكتوبةٍ
بإلحاحٍ
أنْ نكتبَ:
أن ندخلَ
الموت.
**
كنتُ خوفَ
كينونتكِ
مطرودًا
مِن وليمةِ
الرَّبِّ
لَمْ أعُد خائفًا، تتأرجحُ
العصافيرُ
فوقَ شفاهيْ.
...
ضجيجُ
القلبِ رمادٌ بدونكِ
(رفرفةُ الجناحِ الخفيضةُ
الهاذيةُ، الأنفاسُ
المكتومةُ التي تتثلَّمُ
طُرُقًا
في أرضيَّةِ المستشفى).
خزاماتُكِ الأبديَّةُ
لا
تنمو
مِن أكتافيْ.
...
فجأةً، الأرضُ
كلُّها
رواقٌ بلا
كلماتٍ. وأنا، بقساوةٍ،
وحيدُ.
**
بخطواتٍ متثاقلةٍ،
ببالوناتٍ
وألوانِ مُهرِّجٍ
وكلُّ واحدٍ يضحكُ،
بضربةٍ
واحدةٍ
وفأسِ جلَّادٍ
شققتُ شفاهي.
...
بينهما الآنَ: خزامى
حمراءُ . . .
**
بعيدةً عنِ
الفرحِ، تصخبُ
الفراشاتُ
كي تخرجَ مِن
شرايينيْ
لَمْ أعُد قادرًا،
كالموتِ،
على التَّظاهرِ، لكنَّني
أُعزِّي نَفْسي
ثمَّةَ
شيءٌ مِنَ الحُبِّ:
أنْ أرى حفنةً
ممَّا تبقَّى
مِن فَراشٍ
ليلةً إثرَ
ليلةٍ
مُختارًا أن أتخيَّلَ هالةَ
الأُمِّ
المُقدَّسةِ . . .
يا إلهي! إنِّي أزفرُ
ملائكة.
**
لا أرى، مِنَ النَّافذةِ،
إلَّا ألفَ حصانٍ
أُرجوانيٍّ
مائلٍ في الصَّلاةِ
بلا أيِّ معنى، ريحٌ قليلةٌ
تهبُّ
وثلجٌ
خفيفٌ
يسَّاقطُ
**
أنْ أُحوِّلَ العصافيرَ
التي ترفرفُ
مِن صدريْ
إلى نهاراتٍ . . . نحياها.
أنْ أقدرَ على القولِ:
"لقد
شفَّنِي
الوجدُ"
ولا أسمعُ رعدةَ خوفِ
العصافيرِ
الخضراءَ التي تستيقظُ
في حَلقِيْ.
...
دَعِي ما سوفَ يكونُ
غامضًا
مِن رحيلكِ: إبرةً،
خبطةَ جناحٍ غليظةً دُقَّتْ
في الحطبِ
**
فكرةُ
الغيابِ هيَ الأرضُ التي
أرفعُها. أسمعُ
اِمِّحائي
في الأوزَّتَيْنِ
العابرتَيْنِ
الغرفةَ بلا
جُفُولٍ
...
لو ثمَّةَ
مزيدٌ مِنَ الحُبِّ
لانغلقَ العالَمُ
...
يفترقُ
اللَّيلُ
والنَّهارُ
في يَدِيْ،
جَرَسُ كنيسةٍ
يُسمَعُ حيثُ
لا أرى
غيرَ سوسنةٍ صغيرةٍ
مُخرَّبة. . .
(ت: تحسين الخطيب)
محوٌ مُرتجِف:
محفورةً
في شجرةِ
عواءِ الخطيئةِ الأولى:
تبقى القصيدةُ،
الثَّمرةُ المُتلفَةُ،
غيرَ مكتوبةٍ
بإلحاحٍ
أنْ نكتبَ:
أن ندخلَ
الموت.
**
كنتُ خوفَ
كينونتكِ
مطرودًا
مِن وليمةِ
الرَّبِّ
لَمْ أعُد خائفًا، تتأرجحُ
العصافيرُ
فوقَ شفاهيْ.
...
ضجيجُ
القلبِ رمادٌ بدونكِ
(رفرفةُ الجناحِ الخفيضةُ
الهاذيةُ، الأنفاسُ
المكتومةُ التي تتثلَّمُ
طُرُقًا
في أرضيَّةِ المستشفى).
خزاماتُكِ الأبديَّةُ
لا
تنمو
مِن أكتافيْ.
...
فجأةً، الأرضُ
كلُّها
رواقٌ بلا
كلماتٍ. وأنا، بقساوةٍ،
وحيدُ.
**
بخطواتٍ متثاقلةٍ،
ببالوناتٍ
وألوانِ مُهرِّجٍ
وكلُّ واحدٍ يضحكُ،
بضربةٍ
واحدةٍ
وفأسِ جلَّادٍ
شققتُ شفاهي.
...
بينهما الآنَ: خزامى
حمراءُ . . .
**
بعيدةً عنِ
الفرحِ، تصخبُ
الفراشاتُ
كي تخرجَ مِن
شرايينيْ
لَمْ أعُد قادرًا،
كالموتِ،
على التَّظاهرِ، لكنَّني
أُعزِّي نَفْسي
ثمَّةَ
شيءٌ مِنَ الحُبِّ:
أنْ أرى حفنةً
ممَّا تبقَّى
مِن فَراشٍ
ليلةً إثرَ
ليلةٍ
مُختارًا أن أتخيَّلَ هالةَ
الأُمِّ
المُقدَّسةِ . . .
يا إلهي! إنِّي أزفرُ
ملائكة.
**
لا أرى، مِنَ النَّافذةِ،
إلَّا ألفَ حصانٍ
أُرجوانيٍّ
مائلٍ في الصَّلاةِ
بلا أيِّ معنى، ريحٌ قليلةٌ
تهبُّ
وثلجٌ
خفيفٌ
يسَّاقطُ
**
أنْ أُحوِّلَ العصافيرَ
التي ترفرفُ
مِن صدريْ
إلى نهاراتٍ . . . نحياها.
أنْ أقدرَ على القولِ:
"لقد
شفَّنِي
الوجدُ"
ولا أسمعُ رعدةَ خوفِ
العصافيرِ
الخضراءَ التي تستيقظُ
في حَلقِيْ.
...
دَعِي ما سوفَ يكونُ
غامضًا
مِن رحيلكِ: إبرةً،
خبطةَ جناحٍ غليظةً دُقَّتْ
في الحطبِ
**
فكرةُ
الغيابِ هيَ الأرضُ التي
أرفعُها. أسمعُ
اِمِّحائي
في الأوزَّتَيْنِ
العابرتَيْنِ
الغرفةَ بلا
جُفُولٍ
...
لو ثمَّةَ
مزيدٌ مِنَ الحُبِّ
لانغلقَ العالَمُ
...
يفترقُ
اللَّيلُ
والنَّهارُ
في يَدِيْ،
جَرَسُ كنيسةٍ
يُسمَعُ حيثُ
لا أرى
غيرَ سوسنةٍ صغيرةٍ
مُخرَّبة. . .
(ت: تحسين الخطيب)
Forwarded from Ali Rahman
وحتى لا أذكرَ تعبي؛
-أحرقتُ رؤوسَ ثعابينِ الأرضِ فوقَ شجيراتِ الرمان،
وعلّقتُ مناقيرَ الغربانِ بخيطٍ فوقَ طواحينِ الريحِ،
-وكبرتُ بلغةِ الأشباح؛
أطعِمُ؛ كي لا يذبلَ وجعي، للديدانِ الشمسَ بأضلاعي الباردة.
-وقلتُ : “ملاكٌ بقرونٍ بيضٍ يأكلُ حيوانًا يعرفُ أسماءَ البشرِ” كيما تُجرحَ ساقُ الفرسِ،
فأنا الشاعرُ، تسجدُ طائعةً هذي الخيلُ والروحُ
على كتفي؛ ليغتسلَ، الفجرَ، بماءِ الزهرِ تعبي،
ويتنزّلَ اسمُكِ وألفُ شهرٍ في ليلةِ القدْرْ !
- علي رحمن
-أحرقتُ رؤوسَ ثعابينِ الأرضِ فوقَ شجيراتِ الرمان،
وعلّقتُ مناقيرَ الغربانِ بخيطٍ فوقَ طواحينِ الريحِ،
-وكبرتُ بلغةِ الأشباح؛
أطعِمُ؛ كي لا يذبلَ وجعي، للديدانِ الشمسَ بأضلاعي الباردة.
-وقلتُ : “ملاكٌ بقرونٍ بيضٍ يأكلُ حيوانًا يعرفُ أسماءَ البشرِ” كيما تُجرحَ ساقُ الفرسِ،
فأنا الشاعرُ، تسجدُ طائعةً هذي الخيلُ والروحُ
على كتفي؛ ليغتسلَ، الفجرَ، بماءِ الزهرِ تعبي،
ويتنزّلَ اسمُكِ وألفُ شهرٍ في ليلةِ القدْرْ !
- علي رحمن
في البعيد،
النّواقيس تئّن في ضوضاء قاتمة
لا أعلم ما العمل:
سعادتي ماتت وقلبي يُثقل.
في صمتِ الطّيف تهرب الساعات،
غوغاء العالم في الأقاصي ترّن، وكذا خواره.
لا أعلم ما العمل:
قلبي يُثقل وسعادتي ماتت.
الليل،
داكن جداً
مفزع جداً
إنّه الضّوء الشاحب الجيفيّ للقمر.
لا أعلم ما العمل:
تهيج العاصفة، لا أسمعها.
بلا توقّف أو راحة،
صامتاً إلى الشاطئ أمشي
نحو الموج، نحو القبر،
قلبي يُثقل وسعادتي ماتت.
فريدريك نيتشه
النّواقيس تئّن في ضوضاء قاتمة
لا أعلم ما العمل:
سعادتي ماتت وقلبي يُثقل.
في صمتِ الطّيف تهرب الساعات،
غوغاء العالم في الأقاصي ترّن، وكذا خواره.
لا أعلم ما العمل:
قلبي يُثقل وسعادتي ماتت.
الليل،
داكن جداً
مفزع جداً
إنّه الضّوء الشاحب الجيفيّ للقمر.
لا أعلم ما العمل:
تهيج العاصفة، لا أسمعها.
بلا توقّف أو راحة،
صامتاً إلى الشاطئ أمشي
نحو الموج، نحو القبر،
قلبي يُثقل وسعادتي ماتت.
فريدريك نيتشه
إلهي،
تحول القفصُ إلى طائر
وحلّق بعيدًا
وقلبي مجنون
لأنه يعوي على الموت
ويضحك من خلف الريح
على هلاوسي
ماذا أفعل بالخوف؟
ماذا أفعل بالخوف؟
الضوء لم يعد يرقص خلالي،
والمواسم تحرق الحمام في أفكاري،
لتمضيا إلى حيث الموت
يعلّم الموتى كيف يعيشون ،
إلهي ،
يعاقب الهواءُ وجودي
خلف الوحوش
ثمّة وحوشٌ تشرب دمي
إنّها الكارثة!
-لا فراغ -
إنّها لحظة وضع قفلٍ
على الشفاه
لسماع صراخ الملعونين،
للتفكير في كلّ اسمٍ
من الأسماء المعلقة داخلي!
إلهي أستهلكت حياتي كلّها في لحظة
الآن يبدو كل شيء زائلاً ،
لا مزيد من أجلي
إذن،
كيف يمكنني ألاّ أنتحر أمام مرآة ؟
أختفي،
ثم أعاود الظهور في البحر
حيث ينتظرني
قاربٌ كبيرٌ مع أضواء مشعلة
كيف لا أمزّق عروقي
وأبني بها سلمًا
للهروب نحو الجانب الآخر من الليل
لقد وَلَدَتْ البدايةُ نهايتي ،
كلّ شيء سيبقى على حاله
الابتسامات البالية
الرغبات الأنانية
الأسئلة من حجرٍ إلى حجر
الأيماءات التي تحاكي الحب
**
كلّ شيءٍ سيبقى على حاله
لكن ذراعاي تصران على أحتضان العالم
لأنه لم يدرك أن الأوان قد فات بالفعل
إلهي أخِرج التوابيت من دمي
اتذكر طفولتي،
عندما كنت أمرأة عجوزًا
ماتت الزهور في يدي
وحطمت رقصة الفرح الوحشية قلوبهم
اتذكر الصباحات المشمسة السوداء
عندما كنت صغيرة،
ذلك يعني الأمس
ذلك يعني منذ قرون بعيدة
إلهي،
تحول القفص إلى طائر
وقد التهم آمالي جميعًا
إلهي
تحول القفص إلى طائر
فماذا أفعل بالخوف
أليخاندرا بيثارنيك
تحول القفصُ إلى طائر
وحلّق بعيدًا
وقلبي مجنون
لأنه يعوي على الموت
ويضحك من خلف الريح
على هلاوسي
ماذا أفعل بالخوف؟
ماذا أفعل بالخوف؟
الضوء لم يعد يرقص خلالي،
والمواسم تحرق الحمام في أفكاري،
لتمضيا إلى حيث الموت
يعلّم الموتى كيف يعيشون ،
إلهي ،
يعاقب الهواءُ وجودي
خلف الوحوش
ثمّة وحوشٌ تشرب دمي
إنّها الكارثة!
-لا فراغ -
إنّها لحظة وضع قفلٍ
على الشفاه
لسماع صراخ الملعونين،
للتفكير في كلّ اسمٍ
من الأسماء المعلقة داخلي!
إلهي أستهلكت حياتي كلّها في لحظة
الآن يبدو كل شيء زائلاً ،
لا مزيد من أجلي
إذن،
كيف يمكنني ألاّ أنتحر أمام مرآة ؟
أختفي،
ثم أعاود الظهور في البحر
حيث ينتظرني
قاربٌ كبيرٌ مع أضواء مشعلة
كيف لا أمزّق عروقي
وأبني بها سلمًا
للهروب نحو الجانب الآخر من الليل
لقد وَلَدَتْ البدايةُ نهايتي ،
كلّ شيء سيبقى على حاله
الابتسامات البالية
الرغبات الأنانية
الأسئلة من حجرٍ إلى حجر
الأيماءات التي تحاكي الحب
**
كلّ شيءٍ سيبقى على حاله
لكن ذراعاي تصران على أحتضان العالم
لأنه لم يدرك أن الأوان قد فات بالفعل
إلهي أخِرج التوابيت من دمي
اتذكر طفولتي،
عندما كنت أمرأة عجوزًا
ماتت الزهور في يدي
وحطمت رقصة الفرح الوحشية قلوبهم
اتذكر الصباحات المشمسة السوداء
عندما كنت صغيرة،
ذلك يعني الأمس
ذلك يعني منذ قرون بعيدة
إلهي،
تحول القفص إلى طائر
وقد التهم آمالي جميعًا
إلهي
تحول القفص إلى طائر
فماذا أفعل بالخوف
أليخاندرا بيثارنيك
من أي الينابيعَ ُصدر هذا الليل؟
وهل لليل ينبوع؟
أحياناُ ترى فيه أشياء التي لا ترى في الضوء.
وما الفرق بينهما؟
ينبوع في الخارج
الضوء
والليل ينبوع فيك.
لست الظلمة
َ أجل تلك التي ترى.
ماذا لو طلبت منك الصمت؟
ُقد يقول الصمت كلاماََ
ُأجل، ولكنني أقصد كل معاني الصمت
غير ممكن.
ماذا تعني هل كل ما في الحياة كلام؟
بشكل ما.
لم يبق إذن إلا الموت؟
إنه الوحيد الذي يثرثر فينا
دون انقطاع..
_شوقي عبد الأمير
وهل لليل ينبوع؟
أحياناُ ترى فيه أشياء التي لا ترى في الضوء.
وما الفرق بينهما؟
ينبوع في الخارج
الضوء
والليل ينبوع فيك.
لست الظلمة
َ أجل تلك التي ترى.
ماذا لو طلبت منك الصمت؟
ُقد يقول الصمت كلاماََ
ُأجل، ولكنني أقصد كل معاني الصمت
غير ممكن.
ماذا تعني هل كل ما في الحياة كلام؟
بشكل ما.
لم يبق إذن إلا الموت؟
إنه الوحيد الذي يثرثر فينا
دون انقطاع..
_شوقي عبد الأمير
▪️ ما يتبقّى معنا
سيرجي يسنين
ترجمة: حسب الشيخ جعفر
إنّ ما يتبقّى معنا
قد وُسِمَ، منذ الصغرِ، بميسمٍ خاصّ.
فلو لم أصبح شاعرًا
لربما أصبحتُ لصًّا أو نصّابًا.
نحيلًا، قصير القامةِ
كنتُ بين الصبيان أكثرهم جرأةً،
غالبًا ما كنت أعود
بأنفٍ مدمّى إلى البيت.
ولأمّي التي تستقبلني مرتعبة
كنتُ أقول من خلال أسناني الدامية:
لا بأس، لقد تعثّرتُ بحجر،
كلّ شيء سيندمل مع الصبح.
والآن، وقد خمدَ
وحلُ تلك الأيام الفائر،
فإنّ قوّةً وقحةً، قلقةً
قد بدأت تتدفّقُ في أشعاري.
إنّ أكوامًا من اللفظِ الذهبيّ لمّا تزل معي،
وفوق كلّ سطرٍ
تنعكسُ بلا انقطاع
جرأة الطائش العربيد السابقة.
ومثلما كنتُ أبقى فخورًا، باسلاً
على الأرض البكر وحدها تتقدّم بي خطاي..
فإن كنتُ، من قبل، قد ضُربتُ على وجهي
فاليوم أراني سابحًا في دمائي.
غير أني لم أعد أغمغم لأمّي،
إنما وسط حشدٍ من الأوباش المقهقهين:
لا بأس، لقد تعثّرتُ بحجر
كلّ شيء سيندمل مع الصبح.
سيرجي يسنين
ترجمة: حسب الشيخ جعفر
إنّ ما يتبقّى معنا
قد وُسِمَ، منذ الصغرِ، بميسمٍ خاصّ.
فلو لم أصبح شاعرًا
لربما أصبحتُ لصًّا أو نصّابًا.
نحيلًا، قصير القامةِ
كنتُ بين الصبيان أكثرهم جرأةً،
غالبًا ما كنت أعود
بأنفٍ مدمّى إلى البيت.
ولأمّي التي تستقبلني مرتعبة
كنتُ أقول من خلال أسناني الدامية:
لا بأس، لقد تعثّرتُ بحجر،
كلّ شيء سيندمل مع الصبح.
والآن، وقد خمدَ
وحلُ تلك الأيام الفائر،
فإنّ قوّةً وقحةً، قلقةً
قد بدأت تتدفّقُ في أشعاري.
إنّ أكوامًا من اللفظِ الذهبيّ لمّا تزل معي،
وفوق كلّ سطرٍ
تنعكسُ بلا انقطاع
جرأة الطائش العربيد السابقة.
ومثلما كنتُ أبقى فخورًا، باسلاً
على الأرض البكر وحدها تتقدّم بي خطاي..
فإن كنتُ، من قبل، قد ضُربتُ على وجهي
فاليوم أراني سابحًا في دمائي.
غير أني لم أعد أغمغم لأمّي،
إنما وسط حشدٍ من الأوباش المقهقهين:
لا بأس، لقد تعثّرتُ بحجر
كلّ شيء سيندمل مع الصبح.
أدونيس:
".. تنهّدْ يا وحيداً مثلي، تنهّدْ مكسورَ الخاصرة؛ يائساً يائساً تنهّدْ.
لن أُمَوِّهَ جذورَ الطاعون - تحت شجرة يأسي أتفيّأ؛ أجلسُ على أهدابي وأنتظرُ نسرَ الموت.
على كتفَيْ غمامةٍ هاجرَ الأمل. كسر مزاميرَهُ في صدري. أسمعُ طريقاً تنزفُ شقائقَ وأكفاناً، أسمعُ نحيباً في الشوك.
أسمّيكَ أيها اليأسُ لكنَّكَ لا تُسمّى. بعد الآن لن نفترقَ ولن نمشيَ معاً بعد الآن.."
Artwork by: lenora Carrington
".. تنهّدْ يا وحيداً مثلي، تنهّدْ مكسورَ الخاصرة؛ يائساً يائساً تنهّدْ.
لن أُمَوِّهَ جذورَ الطاعون - تحت شجرة يأسي أتفيّأ؛ أجلسُ على أهدابي وأنتظرُ نسرَ الموت.
على كتفَيْ غمامةٍ هاجرَ الأمل. كسر مزاميرَهُ في صدري. أسمعُ طريقاً تنزفُ شقائقَ وأكفاناً، أسمعُ نحيباً في الشوك.
أسمّيكَ أيها اليأسُ لكنَّكَ لا تُسمّى. بعد الآن لن نفترقَ ولن نمشيَ معاً بعد الآن.."
Artwork by: lenora Carrington
"أول اللقاء"
أدونيس
"رجلٌ وامرأهْ
يلتقي فيهما قَصَبٌ وأنينٌ
يلتقي مَطرٌ وغبارٌ،
يتهاوى الرّكامُ،
وتشتعلُ اللغةُ المطفأه
أيّنا الغيمةُ المقبلهْ
أيّنا دفترُ الحزنِ؟ أسألُ
عيناكِ تِيهٌ،
ووجهكِ لا يسمع الأسئلهْ،
…
وأنا منتهى الليلِ، أعشَقُ كي أبدأهْ
وأقول التقى
رجلٌ وامرأه
رجلٌ وامرأهْ…".
أدونيس
"رجلٌ وامرأهْ
يلتقي فيهما قَصَبٌ وأنينٌ
يلتقي مَطرٌ وغبارٌ،
يتهاوى الرّكامُ،
وتشتعلُ اللغةُ المطفأه
أيّنا الغيمةُ المقبلهْ
أيّنا دفترُ الحزنِ؟ أسألُ
عيناكِ تِيهٌ،
ووجهكِ لا يسمع الأسئلهْ،
…
وأنا منتهى الليلِ، أعشَقُ كي أبدأهْ
وأقول التقى
رجلٌ وامرأه
رجلٌ وامرأهْ…".
"في الباص"
صحةُ جسدي تستدعي ساعةَ مشيِِ متباطئ
ولأني أستثقلُ وحدةَ خطواتي دونَ أنيس،
أو أرتابُ من الذكرى (في الليلِ بشكلِِ خاص)
أنتظرُ الباص
حمراءَ، لها ما للبيتِ الآهلِ من دفءِِ وضجيج ونيون
يؤنسني فيها وجهُ الإنسانِ بفعلِ فرداتهِ
الوجهُ الخامُ؛ الغافلُ عما يعتملُ وراءَ قناعهِ
الوجهُ المرآة؛ الكاشف عن أسرارِ مسرتهِ أو أوجاعهِ
ولأجلِ تأملهُ عن قربِِ، لحظةَ يدخل،
أنتخبُ المقعدَ الأول،
وعلى وجهي سيماء رضا من راضِِ الدنيا حتى روضها.
حمالةُ بنطالي
لا تسمحُ للبنطالِ إذا ما أتسعَ بفعلِِ هزالي،
أن يهطل.
_فوزي كريم
صحةُ جسدي تستدعي ساعةَ مشيِِ متباطئ
ولأني أستثقلُ وحدةَ خطواتي دونَ أنيس،
أو أرتابُ من الذكرى (في الليلِ بشكلِِ خاص)
أنتظرُ الباص
حمراءَ، لها ما للبيتِ الآهلِ من دفءِِ وضجيج ونيون
يؤنسني فيها وجهُ الإنسانِ بفعلِ فرداتهِ
الوجهُ الخامُ؛ الغافلُ عما يعتملُ وراءَ قناعهِ
الوجهُ المرآة؛ الكاشف عن أسرارِ مسرتهِ أو أوجاعهِ
ولأجلِ تأملهُ عن قربِِ، لحظةَ يدخل،
أنتخبُ المقعدَ الأول،
وعلى وجهي سيماء رضا من راضِِ الدنيا حتى روضها.
حمالةُ بنطالي
لا تسمحُ للبنطالِ إذا ما أتسعَ بفعلِِ هزالي،
أن يهطل.
_فوزي كريم
Forwarded from Ali Rahman
يلتهمُ الريحَ النملُ الأصفر.
وهتفتُ بضبابٍ يصهرُ، في الرئتينِ، أعشاشَ الوقتِ،
فأنا ناديتُ؛ ناديتُ يديكِ تشدُّ على معصميَ النهرَ،
ناديتُ عيونَكِ تُبحرُ، تبتسمُ،
فأنا ناديتُ، ناديتُ؛ من غيرُكِ شَيّدَ بُرجَ النّعناعِ
على قلبٍ يتآكلُ منه الجُمّار!
وغفوتُ وماتَ الصوت.
-علي رحمن
وهتفتُ بضبابٍ يصهرُ، في الرئتينِ، أعشاشَ الوقتِ،
فأنا ناديتُ؛ ناديتُ يديكِ تشدُّ على معصميَ النهرَ،
ناديتُ عيونَكِ تُبحرُ، تبتسمُ،
فأنا ناديتُ، ناديتُ؛ من غيرُكِ شَيّدَ بُرجَ النّعناعِ
على قلبٍ يتآكلُ منه الجُمّار!
وغفوتُ وماتَ الصوت.
-علي رحمن