Telegram Web
كان الطين الذي خلقت منه صلداً
أو حجراً في رواية أخرى
أراد الله أن يرميني في باديء الأمر
ولكن تركني ليثبت القالب
..
ذاكرتي خربة
اشجاني
أطراف أحاديث سمراء

مسبحتي في الشط الآخر
والله يحرك
صوت غثاء

العالم يقطع
أنف المأذنة الصماء

لا شيء يداري الحيطة
أقوالي تبتز الواقع

نبراتي تحمل
كل أكف الصمت
وبين يديها يعلو صوت الماء

نافذتي تستعرض
خبث التلويح
أو التهريج
في لغةٍ عرجاء

تستنزف منطلق
العقل
الدين
وأقوال في معمعة الحاضر

بين خبايا تلعق
صدر الله

قال البعض يجاهر
معركة الحكم العابر
أطبعت فيك
ترنيمة كافر!

أتراقص لعنات
الجمع على دفتر
وتحاكم في الأنفاس
ألست بعاهر !

أتعبد دون الله
أخاطيط مقدسةّ
وتقدس في الرسم
شياطين الحاضر!

.......
في اليوم العالمي للصحة النفسية
عندما تربي طفلاً عليك أن تعلمه أن العالم مكان سيء للحياة، وأن أسوأ الكائنات ما يسمى بالبشر .

في اليوم العالمي للصحة النفسية
السبيل الوحيد للنجاة في هذا العالم هو العدمية فعليه أن تكون عدمياً أمراً لابد منه، فإن لم تكن عدمياً عليك أن تبلغ أقصى حدود اللا مبالاة .

في اليوم العالمي للصحة النفسية
الموت والحياة خياران يتساوى عندهما الجميع وهما في حقيقة الأمر لا يختلفان فالحياة ليست أقل معاناةً من الموت والموت ليس خياراً سهلاً تتخذه حين استسلام ..

في اليوم العالمي للصحة النفسية
الإيمان المرتكز على الخوف هو أضعف سبل النجاة فالمؤمن مأزوم يعاني من عقدة الحياة وعقدة التحضر ، يعيش في الماضي، فعليه أن تبني ثوابتك ومبادئك، فما بني على خوف تملأه التناقضات.

في اليوم العالمي للصحة النفسية
الكتب المقدسة مكانها دور العبادة وليس مراكز العلاج النفسي.

...
ما بين وترين

ستظل علاقتي بالفن الغنائي السوداني ليست علاقة العارف بالسلالم الموسيقية ولا العالم بمضارب أحرفها ولكنِ متذوقٌ للكلامات فقط وأحياناً يتسرب لمزاجي الغليظ الرافض بعضاً من سحر الموسيقى وألقها !

وضعتني الظروف مجبراً للاستماع لمختلف الأذواق الموسيقية، تارةً لما هو شعبي وأحياناً لموسيقى مناطقية أو بلهجاتٍ محلية غارقة في البداوة من ذوي الأرواح النقية التي تملك في مداركها أنشودات لم تغرق بعد في وثن المدينة، ولموسيقى حديثة مرتبة متناسقة مشبعةُ بالانتظام ..

عدا القليل من الكلمات التي يعربد بها محمود أو مصطفى لم تكن نفسي تسول لي الاستماع لما هو خارج هذا الحيز الضيق، فمصطفى يمثل رمزية الثورة والخلود لدي، ومحمود يمثل رمزية الخروج عن المألوف وخرق العادة، وهذا والله لكافٍ لذوقي الموسيقي، ولتتمعن أذنيّ في رمزية الحياة من جانبٍ آخر .

لطالما كانت "الربابة" عند قبائل شمال وسط السودان تنحصر في شعر التباكي، وادعاءات المحبين ترتبط بالحزن في عمقها، وتتراقص مخيلتها في لب قضايا الخسران والضياع كما يعيش أصحابها، بين أكف التوهان الثقافي وهي تمثل انعكاسات مدى مخاييل الشعوب التي تمتزج بأغنياتها الرقيقة التي تنعم برفاهية الشوق والحب والفقد.

فكان أثرها على المدينة رقيقاً يبعث على الإلفة لحياة الريف، ومستمعيها يعيشون حالة حنينٍ مضطربة بين العودة لما هو قديم وعيش واقعهم، مصابون بحساسية الريف وصلادة المدينة، وأكثرهم اضطراباً أكثرهم استماعاً لتلك الأصوات الهشة التي تقفز بين ثنايا "الشيالين" تمر حادةً كنقرات قطعةٍ معدنية على آنية زجاجية.

في الآونة الأخيرة ومع ضعف الحركة الثقافية في المدينة وهشاشة الفكر وغياب الهوية تحركت "الربابة" جنوباً، نحو العمق، ولكن هذه المرة لم تكن ترتبط بالحزن، بل كان ما يمثلها أشبه بالضوضاء أو السعادة الهستيرية التي تخرج من مجتمع يعيش انحداراً نفسياً وتجاذباً حاداً بين سطوة الريف ورقاصات المدينة .

فلذا مهما كانت الكلمات التي يتغنون بها تتقمص الحزن ستظل هشة أمام ضربهم الهستيري للأرض ورقصاتهم الهوجاء وموسيقاهم المنحدرة ..
19/اكتوبر/2022

إنني أوجه نقداً لاذع لكلماتي
أحاول توجيه حروفي
لتكوين مفردات جديدة
لأخرج عن المألوف
لأخاطب مدى أبعد
أردت في باديء الأمر
أن أكتب عن جزيئات
مطاط أحبت أن ترقص
على شجرة
فصنع منها كرة قدم
وعندما ذكرت كرة القدم
شعرت بالغباء
وجلست أعاتب أفكاري
كم سيكون تافهاً ذلك النص
الذي يدور حول العشب
والقردة العليا التي
تطارد بطيخة
فتركت الفكرة معلقةً
في الجزء الداخلي
لرثاء نفسي ان تكبدت
عناء الإهتمام بها
في ليلةٍ ما أعجبت
بظل الجبل الذي
يقبع خلف قريتنا
أردت أن اتغزل
بصخوره وثباته
أن أبدي اهتمامي
برمزيته التاريخية
ولكنني تذكرت في
تلك الليلة
تفككت صخوره جراء
جريان الماء
أن تهزم بواسطة الماء
يالها من رمزية هشة
يتغنى بها القدماء
هذه الفكرة لا تصلح
إلا كأنشودة صفراء
لدراويش
يزورون قبراً
على سفح الجبل
كم هم أغبياء
هكذا جزمت ثم عقدت
العزم على الفكرة الأخرى التي
بجوارها
كانت لفتاة جميلة
تحب ممارسة الجنس بأعواد
الثقاب وتضع
على رأسها خماراً أسود
لا يظهر إلا عينيها
اهتزت حافلة الركاب
سقط من بين قدميها
سبع أعواد ثقاب
لم يعد الأمر مثيراً
في النهاية ستتوقف عن
إدخالهم وستدخل الموقد
فتركت الفكرة مرةً أخرى
لأكتب عن شيءٍ
أخرق
حذفت مدونتي السابقة
ألواني السوداء على الورقة
منضدتي المهجورة
وضعت المرآة أمامي
اتقمصني في صورة
رمالٍ
أغنية أخرى
تكرار الكلمات
قفزت مفرداتي المعتادة
-لما لا تكتب عن الله؟
لقد أكتفيت
-عن الوجود والعدم؟
طويت الصفحة
-عن الشيطان؟
قد كان أحمقاً
-عن الموت والحياة؟
كأصوات الآذان
-عن الصمت؟
ما جدواه
-عن أغنيةً أخرى وموسيقى عن الضوضاء؟.

سأتوقف عند هذا الحد
ما الجدوى؟

...
#واثق
أخشى أن اضع قصائدي في كتاب
ليس خوفاً
ولكنني لا أحب أن تصيبني لعنة
الكتاب .

لا أريد الا أن أكون حراً
لا هموم الناس تقيدني فأضع على
رأسي الخبز
لا أكتب يوماً عن حزنٍ يمشي
بين همومٍ تتعرى في حفلٍ
ماجن في نظر الرب

هلمو فلنكتب
هذا الأقصى ينادينا
والخرطوم تتنفس جثثاً
تتراكم لتغطي مجرى النيلين
لا تجذبني الأسفار الخربة
لا الأبواب الخشبية المهترئة

لا صوت يعلو فوق الحق
يقول أحدهم في الحقل
الضائع في نظر الكل
اتخشى أن تلعن !

الحق أقول أو الحق يموت
أو مات الحكام
ما الفرق !
اتولد كلماتي رهن الحالة
لا المعنى ! ..

ليقول العامة لعبتنا
ويصيح البعض
الحق هنا بين ثنايا
مسمار الصلب
أو في صحف تبني الهيكل
ينهار المنبر في رأسٍ
تنخره الأفكار

هذا الدين يراقص آخر
في لغة الدم
هذي النفس البشرية
كم تعشق لعنتها
فتحيل الصمت لطلقة

لا الحزن الأكبر يجذبني
مأساة العرب الأولى
ونواح الحُسن ببابل
وصوت يزيد الماجن

الأمر أني فقط أحب أن
أكتب لأمجد دهشاتي
وأراقص ذرات في زمن صفري
أو لأغادر أنفاسي
حين تسرقني إمرأة
تقتصر الموت الأول في خصرٍ ..

ولذلك في كتابي الأول
سأموت فقط !
أبحث عن هيئة تناسب
ما تنتعل خواطري
لا يمكنني ان اكتفي
بالقوالب الجاهزة
والظواهر بالغة المعنى
لا الجوهر يغنيني
عن التردد ولا ارتباطات
التداخل تمنعني من
معركة الوسم ..

او السخط الذي
يمارس نشوته في حضوري
الحياة الباهتة!
الطرقات الفارغة!
هذا التخبط!
والتسامي والغلو!
في القبو النائم في
صدري انشودة
جرف يترنح..

أن تمضي اللحظة
لتصير الفكرة لأبدٍ
يمارس سطوته
أو تغني
اللحظة افكاري .
ان انتج معتقداتي
لتناسب
قدري المحفوظ
بين أكف العنت ..

هكذا تتفانى جيناتي
بين أمزجة التشتت
والضياع
ما بين النص المسكوب
على الحرف
والدائرة التي تفقد مغذى
العودة.
..
(1)

هل يمكن لطائرةٍ ورقية
أن تحمل طفلاً
من جوف الحرب
لدغدغة الحب؟
طفلاً لا يملك بين يديه
سوى آلاف الطرقات
المنسية!

هل يمكن لأغراض
الشعر المعنية
أن تأخذ فقهاً آخر
لقصيدة فجراً
سمراء !

نزواتي بالحب الأبدي !
صرخاتي
في بؤبؤة الصمت
أن أعشقك
بين اشارات الطرقات
الحمراء !

(2)

فأقسمت بإسمك
أن الهفوة
ان ينسى الضوء
ما معنى الظل بقربك !

أو ان تمضي
كلماتي نحوك
تحملني بين أكف الفردوس
المنصوب على كتفك !

حين يميد الشوق
بنا في كأسٍ
يأخذ رشفته
الاولى من نسق
الفن المرسوم على
نبضك !

ان تغمرني في عزة
نفسي
معمعة الهمس
الساقط بمعنى الوحي
على اسمك !

(3)

أن يقف الكون
على حافته
يخاطب عقلاّ
ما هذا الحب بحقك !

أن تأخذني عيناك
على عجلٍ
بين قضايا الراهن
وأبواق الظلم المرمية
بين خبايا
الحق!
أن تعلوا لعبتنا
للسطح

وشرفتنا !
شرفتنا قد طلت للبحر
فهذا النفق الموصود
بحبك يكفيني !

لأمنح لعبتنا الفرصة
لأحيل الوقت
لأقصوصة
زمنٍ رمزية!
في باديء الأمر قد اخترت الفكرة
والقافية والكلمات
لكنني لم أجد الحس المناسب
لذا توقفت في السطر الأول
واعدت الكتابة حرفاً يمحو حرفاً
لا منطقاً يساورني ولا شوقاً
يخالط حرفي
لا كلمات مناسبة لتصف بلادي
إن آلهة الموت القديمة
تغزل شعرها في الشوارع
والله يغمض عينيه كل
صباح
وفي المساء نشارك جميعنا
في اللعبة .
يشارك بعضنا بالنسيان
والبعض بالسفر
والبعض بالرصاص وأصوات
البنادق منا من يشارك بالموت
الأفراح تنسج شراكها
والأهازيج التي مزجت على
خيالنا ترفض الرقص.
نخطط على الأرض مساراتنا
هذه ارضنا وتلك للأحياء
وهذه للذين يضحكون
على الجنب الأيمن للأموات
وفي الوسط نضع أصحاب البنادق
ثم نقتل بعضنا .
وفي الصباح يغمض الله عينيه
في هذا النهار
قد زارنا الأنبياء
"محمد" على ناقته
و"إيليا" يقود عربته النارية
على رؤوسنا
و"موسى" يطأطأ عصاه على
النيل .
في هذه الأرض التي
جفت
يقول الجميع بصوتٍ بديع
"تبدو أرضً خصبة لزراعة الجثث"
ثم نصحو اليوم !
ونصحو غداً
وتبدو الأرض حمراءً كما بدت
دوماً
الأنبياء هنا
والله يغمض عينيه كل صباح !
13/مارس/2023

في الصوتِ الغافلِ عن ذكرك
تجدني

والأغنيات التي ترقصُ على
أنغامها اترنحُ

تسكرني المواقفُ الرمادية
الإعتقادات الباطلة

والنظرات الحائرةِ في وجوه
الذين يكتشفون
بعد أن عاثوا عمراً طويلاً
أن كلِّ ما يؤمنون به من مسلمات
محض أنشودةً دينية
يتغنى بها بعضُ الهمج

تجذبُني العوالقُ على الثيابِ
المتسخةِ لمن ظنوا أنَّهم
خارج الأسوارِ ولكنْهم
أحاطوا أنفُسَهم بها من جديد

النواقيسُ التي تتزحزح
كلما اضطرب إيمانُ أحدهم

المؤذن الذي يصدح في المحراب
ثم ينام عن الصلاة

أصواتُ المصلين الخاشعة
يحيطون أنفسهم
بأكذوبة الترفع
ووهم الإستجابة

الذين يضمون ألسنتهم
بالتضرع

الأوهام على شاكلة
التخلي

الهروب من المواجهة
الدوائر الخالية من
الراقصين

تثيرني فكرة أن الجميع
على خطأ

الأنبياء مرضى التوقع
الشياطين لا تعي نقاءها
وأن الله لم يدرك
غفلته
...
المراكب التي على النيل
أغرقتها ألسنة الفراغ

الخطوات التي تركت عليها
تغطت بالتراب

الحبيبان اللذان كانا يسترقان
القبل أعترتهم المسافات

الرصاص عزاءها الوحيد
الموسيقى أصابتها الوحدة

الطرقات حمراء
أينما تلتفت

نوافذها أعين قد أطلت
على
"شارع النيل"
فتغذت بالدماء

النوافذ التي تسمرت
لعنتها الحروب

المراكب التي على النيل
تصدح بالوحدة

الأرواح تصر على الأبواب
تآنس لوعة "المعديات"

النهايات التي تطل في
الأفق تشهد بكاء السفن

"الخرطوم" جنازة الرياح
التي لم يبكها سوى الخشب!
..
المدن الخاوية
عروشها قد هربت
العجائز في الطرقات
يحملون أرجلهم
الموت غمامة
تلبس العمامة
ونحن أموات
قد فاتنا حتفنا ..

المدن الساقطة
لا تعود
هكذا في الأساطير
القديمة .
والمدن الآمنة
أسطورة لن تجنوا
من الترائي!
الاقدام التي هربت
تؤنس أصحابها
والخيالات على
الجدران مزقها الرصاص
المدن الضائعة
محض لعبة
تصيغنا الأماني لنعلن
وجودنا
ونلعن وجودنا
ونسرق بقايا القمح من الطيور
المدن الجائعة
تهيم في الأرجاء
البلاد الخانعة لا تتذكرنا
والموتى أحياءٌ
يغيبهم الحضور !
المدن الخاوية
عروشها قد هربت
العجائز في الطرقات
يحملون أرجلهم
..
الخرطوم كيف تبدو يا ترى !
صار الأمر غريباً
أن ترى الأمطار تهطل!

كأنها منذ الغزو قد خرجت
من سلم التاريخ

كأن الخرطوم قد صارت محجوبة
عن تسرب الزمان

الخرطوم تجلس في قارورتها
البلاستيكية المعزولة

أو كيف تنسى المدن في الأساطير !

وكيف تمحى الذكريات عن الطرقات!

أن ترى تقلب الفصول للمدن المنسية !
إنه لأمر عظيم
أن تخرج الشمس في الخرطوم
ياللدهشة !
انها الثانية ظهراً في الخرطوم!

أن تفارق الشمس الأفق على سماءها
وفي ليل الخرطوم غرابة
تثير الحنين !

ولكن كيف يبدو الليل في الخرطوم ؟
هل السماء ما زالت موجودة !
والأرض تفتقد خطواتنا !

أما زالت السماء تتنقط بالنجوم !
كيف تبدو سماء الخرطوم؟

هل يستطيع المطر الهطول
على أسطح المنازل ؟

أو ما زالت الخرطوم تتمايل على النيل ؟
كيف تنسى المدن ؟

أن تموت المدن أو تنام ؟
أن تعود الخرطوم !

..
ألا ليت في العقل
وثنٌ من حروف
وبقايا تنادي بانعتاق
الحروب

ألا ليت في القلب
رهقٌ من تمادي
بانقشاع التودد
وانثناء الدروب

أن تفيق المعاني
من ثنايا التعالي
فتعود الحياة
بانعتاق النفوس

أن يظل التمادي
في عقود المواضي
والتزام التأرجح
باحتضار الرؤوس

في ظلام الأخيلة
تحت ظل الأميرة
بين رسم الفخاخ
وارتطام الكؤوس

نحت شرب القمر
تحت ضوء الشراب
رقصةٌ من كتاب
تستفز النفور !

تستثير الغياب
وانجلاء العقاب
في صدور الإله
يستطيب الحضور!

إنحناء الأراضي
في ارتجاء النهاية
واحتدام الصراخ
بين فقه التمني
واعتقاد العقول !

تستقر المعاني
في كتابٍ
تبخر
أو طريقٍ تأخر
في ارتجاء العبور !

أي شعرٍ تقول !
أي معنى يثور!

في المسارح
تحت جنح الكلام
في النوادي
تحت معنى الظلام
أي شعرٍ تقول !
أن تجلس تحت العرش
تعاند
هل تجدي الخصخصة
أو التأميم !

في صورة خلق متجانس
ما معنى الصورة ؟
أو صوت يخرج من فوهة
التعتيم !

تتراقص بين يديك
أهازيج من هذيان
تتراوح بين أكاذيب
الصحة والتعليم !

تتعجرف أصوات الحاضر
أنسوجة عار ساذج
فوق الأرض تحت
مقاييس التنويم !

(2)

أتراقص خفيك على
حذرٍ
كي لا تسقط لقمتك
المسروقة تحت خطوط
الفقر !

وتنام اليوم على عجلٍ
لا تسمع صوتاً
أو وتراً
يضرب طفلاً
يحمل لافتة الجهل !

تأخذ بين يديك تنانير
خمورٍ حمراء
لتنسى أصوات النقر

على بابك ضجت
همسات الشعب الغائب
هل تسمع ضحكات الشعب .
أين الشعب ؟
هل تسمع صرخات الشعب
أين الشعب ؟
الحرب الحرب .

(3)

أصوات متاريس النيل
تصدح في غضبٍ
هل عاش الشعب ؟

والموت يظلل عينيك
الغائرتين هل تدعو
الله بإسم الحرب

أتناديك معاقيل التاريخ
المفتون
ونعوش تجثوا
فوق الندب .

وهناك على الحافة
ترقد أحلامك
هل مات الشعب !
أين الشعب؟
هل عاد الشعب !
أين الشعب ؟
في بلادٍ ميتة
تكتب روايتها الحدائق
السوداء

في خارطةٍ أخرى
ستتذكرها البلدان
في ذاكرةٍ حرة
كان هنا السودان

بلادٌ تؤرخ معنى
التناسي
تناضل لأن تمحي
شعوباً تنادي بالحياة

بلادي تغرس في عقلي
ذاكرةً حمراء
وإن سئلت يوماً عنها
سأذكر أكفانها .

والنهايات الحزينة لكل
الطرقات التي صارت
مدافن للقرى !

في البدأ كان الموت
ثم سمي السودان
في الدرجة الأولى
من الدائرة تعرف بالأسى .

وفي الدرجة الثانية
ترسم خطاً على مدى
المدافع يسمى بالأفق.

هذه الأرض تعشق
رائحة الدموع
هل هذه الأرض حقاً
لنا أم للحقائب والوداع
والبكاء على الأرصفة !

هل هذه الأرض تسعى
بين أرجلنا لتضع
علينا القبور ؟

لتوسمنا بالعويل والمنازل
التي دكت
لتغرقنا في الذبول !

في بلادي تموت التحايا
قبيل التلاقي
وحين اللقاء يكون الرثاء .
أن تأخذ في عينيك محاريث الأرض
وتفجر تحت قضيتك عناوين أخرى
أن تدفع ثمن الصفوة أغنيات هائمة
تحت أقاويل النبض الضائع
وتعامل لعبتك القديمة كعرض آخر للسحر
أن تشقى! لا ثمن تقبضه لشقائك
أو ماضٍ يهتف في أذنيك
لترقص بين أقاويل الحكام
تأخذك علامة العسكر لتضارب
شفتيك النسمات وتعانق صوتاً
يهمس في صدغيك أن الحرب
هنا في قلبك !
الحرب لتعلق بين القافيتين
قافية الشعر الكاذب
والأغنية الأخرى وحيٌ يستنزف
ضوضاء العبث الروحي !
فتغادر لعبتك المصنع وتثير
طريقتك المثلى في دك خطاويك
العالقة بين الواقع والذكرى .
وتواعد لعبتك المثلى أن تقتل
نفسك لتضيف أغلفة بيضاء
لآلاف الصفحات الممتدة تحت
اثير الصمت !
والأسئلة تهدهد جانبك الأيسر
هل يعقل أن تحيا
وتحمل بين يديك كل دعاوي
الموت ؟
هل يمكن أن تكتب وبين صراخك
تغفو السنة العجز ؟
فتعاود لعبتك المثلى !
هل يبدو الصمت كنقاط البيع
لفجرٍ سابق
أو يبدو الصمت كأغنية خرساء
لذئابٍ تبحث عن معنى الرغبة
في الأكل !
وتفسر رغبتك الكبرى بأناشيدٍ
مختلطة!
وأخرى مأخوذة من عمق عبارات
التاريخ المنسية
وأروقة ترقص في طرب
تحت الأرض !
لخيالٍ قد يصحو في يومٍ
أو خرقاً آخر لنصٍ مسروق
من بين أخاطيط الكتب الدينية .
أن يغلبك الصمت فيتسرب
معناه الأعمق ويتخلل معنى الترك
على عقلٍ قد فقد المنطق !
يجلس في ركن الكون يخاطب
مرآة تعكس صورة وجهاً متورم
ما الحق بحقك؟ والكلمات ؟
ما المعنى والشك ؟
فيما يجدي الخلق
هل تغفو الآن ؟
لتترك عقلك يعمل ويسرق من فاهك
موهبة النطق !
لتسكت أنفاسك مغارات الهمس
وضوضاء قد تركت مخبأها
لتثبت أن الحق لا ينجو من
تعريف المعنى !
2024/11/16 03:09:26
Back to Top
HTML Embed Code: