- مُجاملَةُ الآخرِين لا تُسبّب الكوابِيس ليلاً ، المُبادرات اللَّطيفة لا تسرِق من مالكَ الإدخارِي.. التصفِيق لا يؤلِمُ الأيدِي، الصِّدق لا يقتُل أحداً الحُب لا يهزِم وَلا يغرِس الأشواك في طرِيقكَ، الإنسانِيةُ تفلِحُ دائماً دائماً، وحدَه الشّر من يعودُ إليكَ راكِضاً.. صَبَاح الطَّمأنِينَة 🫶🏻🌷.

-تخيّلوا معي: جدّة في الستّين من عُمرها، تبتَسِم بوجهٍ تزيّنه تجاعيدُ العمر، وشعرٌ أبيض يلمع كالفضّة تحت أشعّة الشَّمس. قبل عقود، كانَ هَذا المَشهد يُوصف بـ"الجمال"، أمّا اليوم، فهوَ يتحوَّل إلى مصدرِ صدمةٍ لجيلٍ اعتاد رؤية الوجوه "المُعدَّلة" التي لا تشيخ أبداً !
لماذا أصبحت مَلامح الكِبَرِ مفاجأةً غير مُرحَّبٍ بها؟ بل لماذا يتحوّل الوجه الطبيعي إلى شيءٍ "غَريب" فِي عصرنا؟
إنّ أغلب مراهقي اليَوم يعترفون باستخدام فلاتر تعدِيل المَلامح بشكلٍ يومي على منصّات مثل إنستغرام وتيكتوك. هذه الفلاتر لا تُنقص الوزن أو تُبيّض البشرة فحسب، بل تمحِي التجاعيد، وتُصلح شِكل الأنف، وتجعل العينين أكبَر بشكلٍ غير واقعيّ، النتيجة جيلٌ كامل يتربّىٰ على أنّ "الكمال المزيّف" هو المعيار الوحيد للجمال، في حين ينظر إلى التَّغيُّرات الطبيعيّة للجسد على أنّها عيوبٌ يجب إخفاؤها.
"الوجه الحقيقيّ أصبح مثل لوحة فنيّة نادرة في متحف ؛ الجميع يفضّلون نسخةً مقلَّدةً مضيئةً على شاشة الهاتف!. التجاعيد لا تُخبرنا عن العمر فقط، بل عن الضحك، والبكاء، والتحدّيات، والحكمة. لكن في عصر السيلفي المُفَلتر، تُختزل هذه القصص إلى "عَيبٍ" يجب إزالته. تقول إحداهنّ: "أشعر بالخوف عندما أرى وجه أمّي في الصباح؛ لأنّني أتساءل: هل سأصبح هكذا يومًا؟".
هنا تكمن المأساة: الجيل الجديد يفقد القدرة على رؤية الجمال في التغيُّر، بل ويتعلّم كراهيّة مراحل طبيعيّة من حياته قبل أن يعيشها!

- مُشكِلتِي يَا صَديقِي أنَّنِي لا أُجيد تجاهُل التَّفاصيل، كَلِمة وَاحِدَة في حَديثٍ طَويلٍ تَجعلُنِي حزيناً، ذُبابة تَسقط فِي فنجَان قَهوتِي في الصّباح تجعل يومي بَائساً، ذكرىٰ قاتلة تعبر في بَالي تجعل ليلي شَجيناً، التفاصِيل الصَّغيرة الَّتِي أرَاها وَأتذكرها وأتمعَّنُها تقتُلَنِي ، خاطرتي ..

- كان حَكِيم بن حِزام من أشراف قُريش، وكانَ يطلبُ العِلمَ عندَ مَعَاذ بن جَبل، رغم أنه أكبرُ من معاذٍ بخمسين سنة! فقيل له: أنتَ تتعلَّمُ على يد هَذا الغلام، فقال : إنَّما أهلكَ الناسَ الكِبر!
- واللهِ أهلكَ الناسَ الكِبرُ يا صاحبي! أن يجمع أحدهم مالا،ً فيمشي في الناس مشية قارون في كنوزه! وأن يحصل أحدهم على شهادة، فيَمشي في النَّاس كأنَّ عنده عِلم الأوَّلين والآخِرين! وأن يتقلَّد أحدهم منصباً، فيمشي في النَّاس كأنَّ بيدهِ مَقَاليد الدُّنيا كُلّها! وأن يَشتَهِر أحَدُهُم في أحَد مواقع التَّواصل، فَيمشِي فِي النَّاس كأنَّه فاتِح القسطنطينية! يا صاحبِي الغنى مع الكِبر فَقر ، والشَّهادة مع الكبر جهل، والمنصب مع الكِبْر وضاعة، والشهرة مع الكِبْر انحِطاط، فلا تُصاحِبْ متكبِّراً ولو أدناكَ ! ولا تزهُد بمتواضعٍ ولو جافاكَ ! والسَّلام لقلبكَ ، جُمعة مهدوية مباركة 🕊 .

٢٩ / شعبان/ ١٤٤٦هـ
مِن أعَلىٰ دَرَجَات الجِِهَاد: جِهاد الحزن!
جِهاد الخِذلان، جِهاد التخلِّي والتَّرَفُّع رغم التَّعَلُّق، جهاد التَّمَسُّك بنقائكَ وطِيبتِكَ ! ومَعدَنك الأصِيل رَغم قُبح الوجُوه وتلَّوّنها ، جِهادك في مَعركتِكَ معَ الحَياة، جِهادك مع اليَأس، جهَادك في الاصرارِ على النَّجاة، جِهادك في الاستمرار وطول النَّفس والسَّير لآخر الطَّريق مَهمَا تعثَّرتَ !

د. سَنَاء

-كُلّ الَّذينَ قَالوا لنا بشكلٍ خاصٍ : "شَهرٌ مُبارك" لا حُرِمنا حَرفكُم أو صَوتكُم 🫂💞..

-واجعَل لَنَا مخرجاً فِي هَذَا الشَّهرِ يا ربِّ.. لا مِن أزمةٍ هَذهِ المَرّة، بَل مِن دَوَاخِلنَا، مِن أفكارنا ، مِن مَخَاوِفَنَا ..

"أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ"

‏سُؤالٌ يُسكِنُ ذَلِك الضَجِيجَ الغَائِرَ فِي صَدْرِكَ، وَيَهبُكَ نَفَحَاتٍ مِن الطَّمأنِينَة..🤍

- إلهِي، أيُّها القَريب جِدَّاً أتعجّبُ كيف للألم أن يكونَ مؤنساً ، وَكيفَ للقَلبِ أن يتمزّق حُزناً وأذًى ، ثمَّ كيفَ يحترقُ حرقاً يجعل المحترِق يشعرُ أنَّ ما في داخِل قلبه مِن : لحمٍ يَذوب ، ودمٍ يَغلي ، وبركانٍ يسرِي بينَ اللَّحم والدّم ، فيُحار على مَاذا يبكي ! أمِن شدَّة الألم أم من شِدَّة الشَّوق المُتَراكِم ...؟؛ اللَّهُمَّ عجِّلْ لوليكَ الفَرَج 🩵.

د. سَنَاء

١/ رمضان / ١٤٤٦هـ
-مَن اتقى الحرامَ لوجهِ اللَّه ، أقرَّ اللّهُ عينَه
بالمُتاح من الحلال ❤️‍🩹 ..اللَّهُمّ أَغنِنی بِحَلالِك
عَنِ حَرامِك َ، وبِفَضلِک عَمَّن سِواك"، رَمَضَان مُبَارَك 💗

- ‏تُدركُ أنَّك عابرٌ وأنَّهم عابِرون ، وأنَّ الطِّريق قصير، والفُرقة واقعة، وكلّ شيءٍ هالِك ، ولا شيء حقيقي وصادِق كالموت..

-فِي مَرحَلةٍ مَا ، أنصتُ فيها أكثَر ، وَأتحدَّث أقلّ ، ويكادُ حَدِيثي لا يُذكَر، خُطُوات صَغِيرة برويَّة.. والكَثِير الكَثِير مِنَ التَّوكل💗 .