Telegram Web
الزمنُ دوَّار !

روى " اليافعيُّ " في كتابه " مرآة الجنان " ، أن الوزير ابن الزَّيات كانَ ظَلوماً قاسياً ، وأنه جعلَ للمساجين من خُصُومِهِ صندوقاً ضيقاً ، في جوانبِهِ مسامير ، يضعهم فيه حشراً ، فإذا أرادَ المسجونُ أن يتحركَ جرحته المسامير في أنحاءِ جسده ، ولم يكُنْ قد سبقه إلى هذا الصنف من العذابِ أحد من الناس !
وكانَ إذا قالَ له أحدُ المساجين : أيُّها الوزير ، ارحمني !
يقولُ له : الرحمةُ خَوَرٌ في الطَّبع !
ثم دارتْ الأيام ، وغضبَ الخليفةُ المُتَوَكِّلُ على ابنِ الزيات ، وأمرَ به أن يُحبسَ في الصندوقِ الذي كانَ يحبسُ به الناس .
فقالَ للخليفة : يا أمير المؤمنين ، ارحمني
فقالَ له المُتَوَكِّل : الرحمةُ خَوَرٌ في الطَّبع !
ولبثَ ابن الزيات أربعين يوماً في الصندوق ، ثم مات !.

- إنَّ من سُننِ اللهِ في الدُنيا أنه جَعَلَها دوَّارة ، وكل إنسان سيشربُ من الكأسِ التي سقى منها غيره ، الإساءة إساءة ، والإحسان إحساناً ، من كَسَرَ كُسِرَ ، ومن جَبَرَ جُبِرَ ! ومن قسا قُسِّيَ عليه ، ومن لانَ ألانَ الله له القلوب ، بل والصخر ، وما حُفِظَتْ دعسة إبراهيم عليه السلام في المقامِ إلا لأنه ألانَ قلبه لله فألانَ اللهُ تعالى الصخرَ تحتَ قدميه ، وإلا إنه ما جرتْ العادة أن تنحفرَ أقدام الناسِ في الصخور !

نحن حين نُعاملُ الناس اليوم فإننا نختارُ الناس الذين سيُعاملوننا غداً ، ما نحن إلا زُرَّاع نحصدُ ما زرعناه ، كيلاً بكيل ، ولا أحد أعدل ولا أوفى من الله !

خرجَ النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم متستراً رفقة أبي بكرٍ إلى المدينة ، فعادَ إلى مكة ودخلَها في وضحِ النهارِ من أبوابِها الأربعة ، جزاءً وفاقاً ، وهذه بتلك !
وما كانَ إبراهيمُ عليه السلام أول من يُكسى يوم القيامة من الخلائق إلا بثيابه التي احترقتْ في النار ، جزاءً وفاقاً وهذه بتلك !
وما امتدَّتْ أيدي إخوة يُوسف تطلبُ الصدقة إلا لأنها باعته من قبل فقبضتْ ثمنه ، سواءً بسواء ، وهذه بتلك !

أحسِنوا سُقيا الناس اليوم تُحسنون مشاربكم غداً ، وهذه بتلك !

دمتم في رعاية الله وأمنه
كتب عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق
تنبيه هام
( عبارة صححه الألباني او ضعفه )

كتب فضيلة الشيخ د.حسان عوض حفظه الله تعالى عميد كلية الشريعة بجامعة دمشق

بسم الله الرحمن الرحيم
أحبتي في الله تعالى
ليست من عادتي التهجم على أحد وأحترم دائما" آراء الجميع حتى لو خالفتهم ولكنني بعد أن تجاوزت كثيرا" عن هذه القضية التي ازدادت انتشارا" بشكل كبير وجدت أنه من الأمانه أن أتكلم عنها لأنها بلغت حدا" خطيرا" جدا" ..

إنها عبارة

( صححه أو ضعفه الألباني )
وقد وصل الأمر إلى اعتقاد البعض أن الشيخ الألباني هو من ضمن الائمة التسعة !!!! مع أنه توفي في عام 1999 م ..

ونعود الى النقطة الاساسية للمنشور :

فكثيرًا ما نقرأ في الإنترنت عبارة (صحَّحه الألبانيّ) علمًا أن الألبانيَّ لم يكن مُحدِّثًا بل ولم يكن يحفظ روايةً واحدةً بإسنادها إلى رسول الله عليه الصَّلاة والسَّلام.

وحتّى لو كان محدِّثًا فليس له أن يصحِّح وأن يضعِّف لأنَّ التَّصحيح والتَّضعيف ليس للمحدث وإنَّما للحافظ، والحافظ أعلى من المحدِّث في الرُّتبة العلمية. المحدث يحفظ الرِّوايات بأسانيدها والحافظ يزيد عليه بمعرفة أحوال الرِّجال في كلِّ طبقات الرواية. فالألبانيُّ قام بالتَّصحيح والتَّضعيف ولأنَّه لم يكن أهلاً لذلك فقد صحَّح الضَّعيف مرَّات وضعَّف الصَّحيح مرَّات ومرات. بالنسبة لي؛ كلَّما قرأت (صحَّحه الألبانيّ) أتوقف وأقول كيف يصحح حديثا" على حافظ من الحفاظ الكبار كالحافظ الإمام الترمذي وغيره ؟؟!!!!
وسأضرب مثالا" لتقريب الفكرة من واقعنا المعاصر :
لو قام أحد البروفسورات في الطب بفحص مريضا ووجد أن فيه مرضا" خطيرا" ويجب المسارعة بإجراء عملية له ... فرد عليه طالب يدرس الطب ونقد كلام البروفسور وقال إن كلامك غير صحيح فهل من الممكن ان نجعل كلام الطالب
أعلى وأكثر ثقة من كلام البروفسور ؟؟!!!!

طبعا" لا،

وهذا ما يحصل الآن بالنسبة لعلم الحديث الشريف بل وأكثر من ذلك فقد بلغ الأمر حدا خطيرا" جعل موقع الدرر السنية يحذف اسم مخرج الحديث من الحفاظ الكبار في بعض الأحاديث ويضع اسم الألباني مكانه !!!!!
ولو سأل أحدهم ما تقول في مسألة ( صححه الألباني ) ؟ لكان الجواب :
لا يجوز ان نقول هذه العبارة إلا في حالة واحدة وهي :

أن يؤلف الألباني كتابا جامعا للأحاديث ويسند أحاديثه بأسانيده المتصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير الأسانيد التي رواها أصحاب الصحاح والسنن ثم يصحح ويضعف ما في كتابه.
أما أن يأتي إلى كتب أئمة التصحيح والتضعيف ويشاغب على أحكام أصحابها ، فهذا باب من العبث في تعاطي علم الرواية والأسانيد .

فليست الغاية من المنشور الطعن بالألباني ولكن إظهار الحقيقة وما آلت إليه الأمور فهذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذوا عنهم دينكم وخاصة بعد أن كثر في مواقع التواصل الاجتماعي والواتس آب الصور والمنشورات التي لا يخلو منها حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام إلا وتم ذكر الألباني صححه أو ضعفه ...

والذي دعاني للإسراع بهذا المنشور هو رؤيتي لمنشور على صفحة أحد الإخوة يضع صورة فيها حديث عن النبي ويقول صححه الألباني ويطلب من الناس العمل بهذه السنة وهي أن القيام من السجود كهيئة العاجن ويترك أقوال الائمة الكبار في الحديث ناهيك عن أداء المسلمين جميعا لفعل الصلاة ويجعل صلاتنا جميعا مخالفة للسنة وحسبنا الله ونعم الوكيل ...

فالشيخ الألباني رحمه الله له أوهام لا تُعد ولا تُحصى ! ، وهو بتضعيفه وتصحيحه لبعض الاحاديث قد ابتدع بدعة شنيعة ! ، وزاد عليها جهلا بما قاله وفعله الاوائل ! من الأئمة النقاد ، وكما قيل قديما :

( من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب ) ..

فانتبهوا يا إخوتي في الله تعالى وإذا وجدتم المنشور مهم وصحيح فقوموا بتعديله وحذف اسم الألباني ووضع اسم الحافظ والمحدث الأساسي الذي أخرج الحديث لأننا لو ظللنا على هذه الحال ستندثر أسماء الحفاظ الكبار كالإمام البخاري ومسلم وأبي داوود والترمذي والنسائي وغيرهم ... والذين ظل العلماء والمسلمين طيلة القرون الماضية الطويلة يذكرونهم ولا يتجاوزوهم ..
وكذلك أود التنبيه إلى الصور الكثيرة التي فيها أحاديث عن النبي عليه الصلاة والسلام والتي ينشرونها بكثرة وفيها صححه أو ضعفه الألباني ...

اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزدنا علما وعملا" وفقها في الدين ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق :

قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لصحابه : إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق !
وهذا الحديث من أروع ما قيل في الإنصاف ، فرغم أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم جاء لهدم الجاهلية بمعول الإسلام ، إلا أنه يُشيد بما كان للعرب من أخلاق حسنة وإن كانوا قوم جاهلية !
قالت العربُ قديماً : الإنصاف عزيز !
هذا لأنها تعرفُ أنه على المرء أن يتجرَّد من هواه ، ويضع الحق نصب عينيه ليكون مُنصفاً !

سأل الإمام أحمد بعض تلاميذه : من أين أقبلتم ؟
فقالوا : من مجلس أبي كُريب
فقال : اكتبوا عنه فإنه شيخ صالح
فقالوا : إنه يطعن فيك
قال : فأي شيءٍ حيلتي ، شيخ صالح قد بُلي بي !
وذكرَ أبو نعيمٍ الحافظ ابن مندة ، فقال : كان جبلاً من الجبال
وقد كان بينهما وحشة شديدة وخلاف !

وسُئل عليُّ بن المديني عن رجالٍ من أهل الحديث فأجاب ، ثم سُئلَ عن أبيه ، فقال : اسألوا غيري !
فقالوا : قد سألناكَ أنتَ
فأطرقَ رأسه ثم رفعه وقال : هذا هو الدين أبي ضعيف الحديث
وقال أبو داود ، جاء رجل إلى الإمام أحمد فقال : أتكتب عن محمد بن منصور الطوسي؟
فقال : إذا لم نكتب عن محمد بن منصور فعمنَّ نكتب ؟
فقالوا : إنه يتكلم فيك
فقال : رجل صالح ابتليَ بنا !
إنَّ من شيم النبلاء الإنصاف ، مهما كان بينهم وبين خصومهم جفاء ، قد يكون عدوَّك كريماً ، وقد يكون باراً بأمه ، وقد يكون صادقاً لا يكذب ، وإن من اللؤم أن تتغاضى عن صفاته هذه لأجل الخصومة .

لا يقدح في الإيمان أن نعترف أن الغرب سبقونا في هذا العصر بالعلوم والتكنولوجيا على العكس تماماً نعترف لهم بهذا ، ونأخذ منهم ما ينفعنا ونترك ما عداه .
والله درُّ أبي العتاهية حين قال :
إذا اتضحَ الصوابُ فلا تدعه
فإنكَ كلما ذقت الصوابا
وجدتَ له على اللهواتِ برداً
كبردِ الماءِ حين صفا وطابا
لكل شدة مُدة .. وكل ضيق له مُتسع .. هكذا هي الحياة ..

يتعاقب فيها نهار مُضيء وليل مُظلم ، تارةً يُخالجك الألم ، وتارةً يُصالحك الأمل ، والله دومًا في هذه وفي تلك معك .. فالحمدلله في السراء وإن قصُرت ، والحمدلله في الضراء وإن طالت .. ( فإنَّ مع العسرِ يسرًا * إنَّ مع العسرِ يسراً ) .. الحمدلله .
يُـحِـبُّ الـفـتـى طـول الـبـقـاء كـأنّـهُ ::
‏عــلــى ثــقـــة أن الــبــقــاء بَــقــــاءُ

‏إذا ما طوى يوماً طوى اليومُ بعضَهُ ::
‏ويـطـويـه إن جَـنَّ الــمــسـاء مـسـاءُ

‏زيـادتـه فـي الجسم نـقـصُ حـيـاتـه ::
‏وأنَّــى عـلـى نـقـصِ الـحـيـاة نــمــاءُ
وقفة ..

في المعارك الفاصلة بين الحق والباطل يكون طلب النصر مقدم على طلب الشهادة !!!
لأن الشهادة منفعة خاصة والنصر منفعة عامة للأمة بأسرها .
وفي الإسلام تقدم المنفعة العامة على المنفعة الخاصة .

لا تسلم نفسك لعدوك .... أوجعه قدر استطاعتك
💫 رُبَّ وَا مُعْتَصِمَاهُ انْطَلَقَتْ ..
مِلْءَ أَفْـوَاهِ الصَّبَايَا اليُّتَّمِ
لامَسَـتْ أَسْمَاعَهُـمْ لَكِنَّهَــا ..
لَمْ تُلامِس نَخْوَةَ المُعْتَصِمِ
لا يُلامُ الذِّئْبُ فِي عُدْوَانِـهِ ..
إِنْ يَكُ الرَّاعِي عَدُوَّ الغَنَمِ .؟🌿
2025/01/17 08:39:55
Back to Top
HTML Embed Code: