Warning: Undefined array key 0 in /var/www/tgoop/function.php on line 65

Warning: Trying to access array offset on value of type null in /var/www/tgoop/function.php on line 65
- Telegram Web
Telegram Web
حتى القرد الذي يكذب منذ 260 يومًا كما يتنفس لم يطق كذبة القضاء على حماس، بينما وسائل إعلام "عربية" تردد الكذبة نفسها منذ اليوم الأول بحماسة تفوق نتنياهو نفسه.. آه لو خلى أعداؤنا من العرب!
ليست مجاعة ثالثة.. ما تعريفنا لانتهاء المجاعة؟ أن يحصل الجائع على كيس طحين مقابل إحدى قدميه؟ المجاعة مستمرة، كما هي، تخللتها بعض الأطباق في المنتصف ليخف الضغط الشعبي، لكن المجاعة تشتد، والأجساد تهزل، والعلامات الحيوية تقل.. اصرخوا، افعلوا أي شيء، ليتحرك المتخَمون من أنجاس أمتنا، ونرغم الاحتلال على إدخال الشاحنات، ورجاءً ليس بالإذلال الجوي.

‏⁧ #شمال_غزة_يموت_جوعا
المجاعة كما هي.. لكن ما حدث أن صوت قرقرة البطون اختفى تحت صوت تصفيق الكفوف تهليلًا لأفلام "الإذلال الجوي".
كأن ترى عينٌ واحدة ما تضيق برؤيته مليار عين!
الجميع سينظر تلك النظرة؛ أهل غزة نظروها اليوم خشية الغد، وأخشى -خشيةَ اليوم- أن ننظرها غدا!
أن تفيق من كابوس.. ولكن يبقى في عينيك.
لم تخفت الأخبار لأن غزة صارت بخير؛ لكن لأن بعض من يكتبها لنا إما استشهدوا، أو ملوا من تذكيرنا كل ليلة أنهم يذبحون.
هذا الطفل الذي جف حلقه
حين يكبر سيشرب من دمكم!
إلى من يهمه الأمر.. "إسرائيل" إلى زوال، ليس بهذه الجولة، لكن بهذا الجيل.
في محيط عربي وإسلامي يستوطن قلبه احتلال يحاول إبادة جزء منه، كان من البديهي أن يجوع هؤلاء المحتلون عقابًا على جريمتهم؛ لكن مفاجأة: تل أبيب متخَمة، وغزة تأكل العشب!
سألوه: كيف يبدو الجوع؟
‏قال: أن تحلم بلقمة خبز، وكلما هممت بقضمها أفقت من الحلم على نزيف شفتيك.
ما أمرّ الجوع، وما أذلّ المتخَمين!
وهناك، في العاصمة التي لا تنطفئ أنوارها أبدًا، حيث يظنّ مسعّر النار أنه أحكم قبضته على الجميع، وأطفأ وجوه المتوضين، وجفف منابع النور في قلب القاهرة وأخواتها، ونثر التراب على الرماد، وأخمد الجمر في المواقد كلها، سيفاجأ ببركانٍ تنير حممه كأن كلًّا منها شمسٌ منفصلة، تصهر بما حوت من شعَلٍ تلك المدينة السرطانية بالكامل، بينما توقظ موتاها في طريقها ليقوموا، ليحملوا عظامهم عصيًّا في أياديهم، ويحملوا رفاتهم فوق أكتافهم، ويطيروا نحو القطعة -الإدارية- الوحيدة المنيرة في الوطن المعذّب، حينها ستغمر تلك الجبال من جمرٍ المدن المهندمة، وتدهسها، وتطوي أنوارها المصطنعة تحت أقدامها، وهناك فقط، عند انطفاء عيون ذلك الدجال إلى الأبد، ستنير القاهرة من جديد، ويسير المسافر في أسوان على أضواء الإسكندرية، وتحبل القاهرة بقمرٍ جديد.
هذه غزة.. وهؤلاء "إخوتها"
تدمير أنفاق وتفكيك قدرات وتحييد قوى؟ هاهم رجال الله يصنعون من تحت قدميك نفقًا جديدًا، وينقلون من أسفلك التراب كأنهم يهيلونه على عينيك فلا تبصرهم، وكأني أراهم المسلمين يوم الخندق، ومعهم سلمان الفارسي، وبينهم رسول الله المجاهد الشهيد، وفوق أيديهم يد الله جل جلاله، حتى أكاد أسمع إنشادهم، يصلني حتى أعماق أذني وقلبي وصدري، يرددون "لبيك إن العيش عيش الآخرة"!

يتعرقون وفي عرقهم الندى والمادة الخام للطهر، يحفرون بأصابعهم المجد في رحم الأرض، يستولدون العز من باطنها، كأنهم في ليلة مخاض كريم، بينما يكمن النور في ظلمات النفق، وهم يستذكرون وجوه أحبابهم النيرة، التي احترقت في غارة، أو تحولت إلى رماد تحت أنقاض، وانطفأ وميض العيون التي لطالما وجدوا بينها مساكنهم.

بشر رغم ذلك، آدميون لا يملكون أجنحة ملائكة ولا قوى خارقة لأبطال وهميين، ليسوا أساطير ولا رجالًا خارقين؛ وإنما جند الله وما أعزه من نسبةٍ لله في جملة واحدة من كلمتين، ينفقون له أعمارهم ويبذلون حياتهم، ولا يضيرهم أن يحفروا نفقًا لاستهداف آلية واحدة، فالثأر مع كل سفاح من هؤلاء، وليس ثأر كفاية يسقط عن البعض إن دفعه الآخرون، وإنما هو ثأر مقدس، فردي، وشخصي، وجماعي.

هؤلاء من قلبوا موازين الكون، وأعادوا تعريف المعاني، فاستطعت أن ترى الثرى والثريا في خندق واحد!
برحم فلسطين "جنين".. وتلك بشائر الميلاد.
غزة ليست محتوى بصريا مزعجا، وإنما نحن المحتوى البصري المزعج لغزة كلما شاهدَتنا ونحن نشاهدها.
لولا "النطاعة" ما كانت المجاعة.
رجاءً امتنعوا عن نشر محتوى الطعام ومشاركة السفَر الباذخة، توقفوا عن حماقات الترويج والدعاية للمطاعم وما لذ فيها وطاب، تخلوا قليلًا عن الأرباح التي كنتم ستجنونها من تلك الإعلانات، أو ضحوا قليلًا بنزوة مشاركة خصوصياتكم والتباهي بها أمام الجماهير.

‏تأدبوا فلكم أهل أعزة كرام، وقد باتوا اليوم جوعى، ليس من قلة موارد ولا من ضيق يد ولا من جفاف أرض، وإنما لأنهم رفضوا مغارم الدنيا وغنائمها، وأغراهم المحتل بأن يأكلوا مطأطئينَ رؤوسهم، فكسروا الصحون واقتلعوا أقدام الموائد إن كانت اللقمة فوقها بمذلة، وتجرعوا الشوك والعلقم، وأكلوا أوراق الشجر، لأنهم رفضوا ترك أراضيهم المثمرة، ولو كان العدو سيحيلها نارًا وبوارًا!

‏فيكفينا أننا عجزنا عن نصرتهم بالقتال، ثم عن مساندتهم بالمال، ثم عن الفعل والحراك، ثم عن التأثير والإغاثة، ثم عن إدخال الطعام والشراب، ثم بعد ذلك كله ألك عينٌ وأنت تأكل أمام الكاميرا، بينما في الكاميرا المجاورة، والصورة اللاحقة، أخوك يأكل ورق التوت ويشتري الشربة بنصف عمره؟
2024/06/29 19:55:14
Back to Top
HTML Embed Code: