tgoop.com/zaaad20/8255
Last Update:
🌻*الحلقة الرابعة من كتاب #لأنك_الله *🌻
*الصمد*
*أين الله؟!*
إنه قلب صامد إلى الله،
يراقبه،
متيقن أنه عليم خبير سميع بصیر محیط!
وصمودك إليه بقلبك تماما كصمود المصلي إلى الكعبة ليصلي إليها !
هكذا يجب أن يكون القلب،
يوزع رغباته في كل الاتجاهات لكن الاتجاه الأمامي يجب أن يكون لله فقط ..
ضع يمين قلبك ما شئت ويساره ما شئت،
ولكن أمامه لا تضع إلا مرضاة الله،
إلا مراقبة الله،
إلا حب الله.
#وتنساه
إذا بحثت عن شيء فلم تجده فدعه،
وانشغل بالله .
هو الذي جعل ذلك الشيء يضيع لتصمد إليه وتلتجئ،
لتقول: اللهم رد علي ضالتي، فيردها !
يريدك أن تنشغل به عن حاجتك،
ولكنك تنشغل بها،
وتنساه !!
والشيخ الإسلام ابن تيمية كلف كلام بالغ النفاسة في هذا المعنى،
فتأمله بقلبك،
ثم اجعله بالقرب من أوجاعك،
وكربك،
وحاجاتك،
يقول: «العبد قد تنزل به النازلة فيكون مقصوده طلب حاجته ،
وتفريج كرباته،
فيسعى في ذلك بالسؤال والتضرع،
وإن كان ذلك من العبادة والطاعة،
ثم يكون في أول الأمر قصده حصول ذلك المطلوب : من الرزق والنصر والعافية مطلقا،
ثم الدعاء والتضرع يفتح له من أبواب الإيمان بالله ومعرفته ومحبته،
والتنعم بذكره ودعائه ،
ما يكون هو أحب إليه وأعظم قدرا عنده من تلك الحاجة التي همته،
وهذا من رحمة الله بعباده،
يسوقهم بالحاجات الدنيوية إلى المقاصد العلية الدينية». .
تنقطع الأمطار،
وتصبح الدنيا قاحلة على عهد موسی ال فيخرج هو وقومه وهم آلاف من الرجال والنساء والولدان،
فیرئ موسى نملة خرجت رافعة يديها إلى السماء صامدة إلى رب السحاب،
فعلم موسى أن هذا الصمود،
وهذا الذل لن يعقبه إلا هطول السماء بماء منهمر،
فقال لقومه : ارجعوا فقد كُفيتم،
فعادوا على صوت الرعود،
ورذاذ المطر !
في طفولتي كنت أسمع دعاء لأحد القراء فيهزني : «اللهم أوقفنا مطايانا ببابك .. فلا تطردنا عن جنابك»
هذا الإيقاف للمطايا بباب الكريم هو معنى الصمد اصمد إليه
يجب أن تعلم أنه لو لم يأذن للدواء أن يؤدي مفعوله في جسدك لما ارتفع عنك ذلك المرض،
فاصمد إليه أن يشفيك ..
يجب أن توقن أنه لو لم يصرف تلك السيارة المتهورة عنك لكنت الآن في عداد الموتى،
فاصمد إليه أن يحفظك ..
يجب أن تتأكد أنه لو لم يحطك برعايته عندما ركبت البحر،
لكنت الآن طعما لأسماك المحيط،
فاصمد إليه أن يكون معك ..
ولهذا تصمد إليه لترتاح،
ليهدأ لهاثك، لأنك بدونه تركض وتلهث وتتوتر.
أنصت إلى أولئك الذين تعبث بهم سفينة،
أو يرون الموت وهو مقبل عليهم،
وتعصف بهم رياح التقلبات سوف تسمعهم بجميع أديانهم يلهجون باسمه : يا الله!
{هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ }
جعل في داخلك حاجة لأن تقول اسمه،
هناك أمن يعم کیانك إن قلت يا الله،
فإذا لم تقلها اختيارا،
قلتها اضطرارا ،
وإن لم تذكرها إيمانا،
ذكرتها قهرا،
وإذا لم تكن كلمتك في الرخاء،
كانت صرختك في الشدة!
▪️ *البوصلة*
لماذا ننتظر جائحة تردنا إليه؟
ومصيبة تذكرنا باسمه؟
وكارثة تعود بها إلى المسجد؟
ألا يستحق أن نخضع ونلتجئ إليه دون جوائح وكوارث ومصائب؟
هل كل ما أعطانا إياه من حياة وصحة وإيمان وأمان وسعادة قليل حتى لا ننگس رؤوسنا إليه إلا ببلية تنسينا كل أوهامنا،
*ولا يبقى في عقولنا معها إلا الله!*
عدل بوصلة قلبك باتجاهه ثم سر إليه ولو حبوا على ركبتيك،
ستصل *{فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ۚ}*
إذا التجأت لفلان من الناس صباحا قد يغلق بابه دونك في المساء.
إذا نصرك على زيد قد لا ينصرك على عمرو.
إذا أعطاك اليوم فسوف يمنعك في الغد.
أما الله .. فلا!
*{هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ}*
يعطي بالليل والنهار،
ينصرك على الجميع إن كنت مظلوما ،
لا يغلق بابه ،
يده سحاء الليل والنهار،
أكرم الأكرمين،
لذلك تصمد إليه كل الخلائق،
فإذا جربت أن تصمد إلى غيره في حاجة رجعت خائبا،
ولا بد!
إذا طلبت غيره قد لا يجيبك،
أو قد يجيبك ولكن يتأخر في تلبية طلبك،
أو يلبيه ولكن ناقصا،
أو يلبيه كاملا لكن مع ملعقة إهانة،
وقد لا يهينك ولكن نفسك تنكسر له ..
▪️*فرغ قلبك من غيره*
دخلت قديما مكتب وكيل إحدى الجامعات وقد كتبت له معروضا في شأن من شؤون دراستي،
ثم شرحت له بعض التفاصيل فقال لي : لا تكثر (هرج)!
الناس لا يريدونك أن تكثر من الهرج!
ولكن الله يحبك إن کثرت من الهرج بين يديه !
فهو يحب العبد اللحوح في الدعاء .. فلماذا تشكو لغيره وتتركه؟
BY حياة القلوب في معرفة علام الغيوب
Share with your friend now:
tgoop.com/zaaad20/8255