tgoop.com/ABC_MOSUL/10009
Last Update:
8
الاكتئاب عند الرابعة عصراً يشبه شبحاً يمر بين خطواتك المتسارعة، يحوم حولك بخفة دون أن يلتفت إليه أحد. تواصل السير، تقنع نفسك أن التعب الذي يخنق صدرك مجرد إرهاق عادي، وأن تلك الغصة العالقة في حلقك ستذوب مع فنجان القهوة التالي. العالم حولك صاخب، الوقت يركض، وأنت تركض معه، فتبدو جراحك وكأنها تفاصيل صغيرة لا مكان لها وسط ازدحام الحياة.
لكن في الرابعة فجراً، لا ازدحام يحميك، لا أصوات تعلو على صوت أفكارك. في هذا الوقت يصبح الاكتئاب سيد المشهد، يغلق عليك الأبواب، ويجلس قبالتك على طرف السرير، ينظر إليك بعينيه الفارغتين. السقف فوقك يتحول إلى مرآة تعكس كل ما تهرب منه، والوسادة تحت رأسك تتآمر معك لتهمس: "الهروب مستحيل".
في هذا الوقت، تبدو الوحدة ضخمة، أكبر من الغرفة وأثقل من الليل. تصبح فكرة واحدة كافية لتغرقك في بحر من الأسئلة التي لا تجد لها إجابة. لماذا أنت هنا؟ ولماذا تشعر أن هذا الوجع ليس له نهاية؟
الاكتئاب عصراً هو قناع تستطيع نزعه بين الناس، لكنه فجراً قيد يلتف حول روحك، يكشف كل هشاشتك، ويتركك وحيداً مع حقيقة أنك وحدك في معركة لا أحد يراها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
#نواف_الجرجري
#مكتوباتكم
#رصيف_الكتب
BY رصيف الكتب
Share with your friend now:
tgoop.com/ABC_MOSUL/10009